recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل الأربعون)

 

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل الأربعون)


قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا rain dali



  • الفصل الأربعون :

""شكون غايجي في هاد الوقت ؟ "" قالت شيماء و هي تابعة زياد في الدروج ..

"" ماعرفتش ، الله يسمعنا خبار الخير "" جاوبها زياد ..

فتح الباب و بعدها جمد للحظة مصدوم من اللي كايشوف ..

الاء ، اختو و حقائقبها في جنابها و لابسة ابتسامة كان توحشها على وجهها قبل ماتمشي ..

قبل مايفيق من صدمتو لقاها معلقة بين يديه ..

بادلها العناق .. بحرارة و دخلها للدار .. مازال معنقها ..

سدات شيماء الباب بعدما دخلات الحقائب و وقفات بيناتهم كاتبسم يالله تجاوزت حتى هي صدمتها ..

"" ماكنتوش كاتسناوني ، عارفة "" قالت الاء ضاحكة و كاتمرر عناقها لشيماء ..

حط زياد يدو على راس اختو بحال كايتأكد انها هي اللي قدامو "" اشنو هادشي درتي ، غير البارح هضرت معاك ""

"" صافي الله يجعل البركة ، مانقدرش نتفارق على ولدي اكتر من هكا ""

دفشاتها شيماء بكتفها و شافت فيها من الجنب "" غير ولدك اللي ماقدرتيش على فراقو و صافي ؟ ""

ضحكت الاء فاهمة قصدها .. بطبيعة الحال توحشاتو ، هو السبب اللي خلاها ترجع بهاد العجالة ..

"" اش كاتعوجي انت تما ، راه خوها هذا اللي واقف "" صاح زياد في زوجتو ..

"" قلت شي عيب ؟ داير فيها حشمان قدام اختك و انت كادير العجب ب--""

سد ليها فمها و شاف في اختو بابتسامة بريئة و واسعة ..

ضحكات الاء كاتمرر عينيها بيناتهم .. توحشت شقاوتهم و مناقراتهم ..

"" جيتي لعندنا نيشان ؟ مالك ماقلتيها ليا نتلقى لك في المطار ؟ ""

"" بغيت نفاجؤكم .. و بغيت ندوز هنا نطل دغيا و نمشي لداري .. ""

"" واطلعي جلسي معانا شوية "" قالت شيماء

"" واخا "" جاوبتها الاء و تمات طالعة وراها ..

شدها خوها من حوايجها و رجعها قدامو .. هزات عينيها فيه ..

غير شافت في عينيه بلعات ريقها ..

كيف ديما ..عايق بيها ..

"" تسبقينا على ولدك ؟ ""

"" انتوما عاشرتكم اكتر من ولدي ، ولدي تلاقيت معاه غير 4 سنين هاذي انتوما عشت معاكم منين تزاديت "" و تمات غادية طالعة و رجعها ..

"" جاك داك التبوهيل تاني ؟ اش تما ؟ ""

سهات في الدروج اللي طلعات منهم شيماء و غبرات لشوية و قالت كاتنهد "" خايفة نتواجه معاه .. قبل مانسافر كانت الاوضاع بيناتنا متوترة بزاف ، خايفة لايكون برد من جيهتي .. لايكون عيى من المشاكل .. خايفاه لامايقابلنيش بنفس الحرارة اللي مولفة منو .. ""

ربت على خد اختو فاهم قصدها "" ماغانقولش لك باللي هادشي مايمكنش يوقع ، هو في الاخير بنادم بحالك .. راه قلت لك اللي كاين ، هو رخى الحبل و خلاك تسافري لبرى رغم اننا عارفينو كيف داير و عارفين انه مستحيل يخليك تبعدي عليه ، و لكن دارها .. على قبلك .. انت دابا ماخاصكش تكوني جبانة ، غاوقفي قدامو و تحملي اي صهد ممكن يجيك منو .. راه راجلك و ماخاصكش تهربي منين هو يكون ..ماشي هو هذاك ، داكشي بحال الى تقولي بالنوبة ..""

سكتات شوية كاتشوف .. "" عندك الحق ، اشنو اسوء حاجة ممكن يدير ؟ انا وياه راه مدوزناش القليل ""

"" بطبيعة الحال ""

"" وا صافي خليني نطلع نسلم على خويا و نعومي و نمشي لداري .. ""

طلعات و خوها وراها ..

و في المنتصف تلاقات بخوها زيد هابط باثر النعاس في عينيه و معبس ..

مراتو وراه و شيماء وراهم بزوج ..

غير شاف اختو و طلع و نزل فيها بحال الى كايقلب واش ناقص فيها شيء ..

"" اش واقع ؟ جرى عليك ؟ "" قال خوها مستعد يضرب شي احد ..

"" ها ؟ لهاد الدرجة ؟"" جاوبت الاء ببلادة ..

شيماء و زياد ضحكو ..

"" تا فايق مبوق اصاحبي ، فين شافها هو بعدا من المطار جات عندنا نيشان ..""

حول زيد انظارو من خوه لاختو و انسحبت التكشيرة من وجهو .. بعدها حط يدو على اكتافها و قربها "" و اخيرا جيتي ، توحشناك الويل ""

عنقاتو الاء و حطت راسها على كتفو .. توحشات صدرو الاقرب لابوي ليها ..

دوز يدو على راسها ثم لظهرها "" لاباس عليك اشنو خبارك ؟ ""

شافت فيه بابتسامة واسعة "" بيخير غير منين استقبلتوني بهاد الاحضان بزز مني نكون بيخير ..""

عنقات نعيمة كذلك تم وقفات بينهم كاملين كايشوفو فيها بعيون مشتاقة ..

"" و الله هادشي ماكايتشرى بشي ثمن ""

احاط زياد ذراعو حول كتفها و جذبها لعندو .. قبل راسها "" وا هي الى مابقيتيش درتي بحال دوك الفعايل و تخلعينا عليك ، شطنتي قوم عباد الله ""

ضحكات كاتضرب على بطنو "" مابقيتش نعاود ""

"" انت باقية صغيرة ، يعوضك الله احبيبة "" كان كلام نعيمة .. واضح ماقدراتش تقولو ليها في داك الوقت .. دابا كاتبان قادرة تتحمل ..

هززات الاء راسها .. ميقنة من هاد الكلام ..

"" الصغيورة ناعسة ؟ ""

"" كاتشخر "" قالت شيماء ..

"" كانسمعها من البيت "" قالت نعيمة ..

وجه زياد صبعو ليها "" لا هنا غاتلتازمي حدودك ، اش هاد الباطل و باها حي يرزق ""

ضحكو الكل و قال زيد "" هذاك راه شخير باها نيت ""

"" اوى الى ماعجبكم حال خرجو عليا من هنا يالله نتوسع انا و عيالاتي ""

"" واش المناكرة حتى وسط الليل ، كيفاش هاد الدار جامعاكم بغيت غير نفهم "" قالت الاء ..

"" كيفما جامعاك انت و داك المفخ ديال راجلك "" قالت شيماء ..

دارت الاء يدها على جنبها "" منفخ ؟ ""

دورها زياد للدروج و دفعها بشكل مهين نزلات زوج درجات "" يالله شفناك ؟ اوى توكلي على الله و دردبي مع الدروج ""

دارت عندو مخنزرة فيه "" كاتجي من مرتك ، اوى الله يلعن الصبع المخير فرجليك انت و مراتك ""

دار راسو هابط ليها و هبطات كاتجري .. و خلاتهم كايضحكو وراها ..

منين حلات الباب التحت لقات زيد نزل وراها هز ليها حقائبها "" انا نهزهم ليك ""

شافت فيه للحظة .. "" راه غير قدام الباب ""

هزهم و سبقها بلا مايقول كلمة ..

تبعاتو كاتبسم حتى وقفو بزوج و حطهم قدام باب دارها ..

قلبات على سوارتها في حقيبتها حتى لقاتهم و قبل ماتفتح الباب سولها خوها "" ارتاحيتي ؟ حاسة براسك مزيان ؟ ""

"" حمد الله اخويا ، السفر نفعني .. ""

هزز رأسو "" مزيان "" قرب ليها و خلا قبلة على رأسها .. "" يالله دخلي رتاحي ، و هضري مع راجلك بالعقل و حتى اذا بان لك شوية صعيب ، خليه على راحتو ، واخا ؟ ""

"" واش لهاد الدرجة ؟ ""

"" ماتشغليش بالك ، غاتشوفي و غاتعرفي ""

هززات راسها ..

"' يالله تصبحي على خير ""

"" تصبح على خير اخويا ""

خلاها حتى حلات الباب و دخل حقاىقبها الداخل و رحع في حالو ..

منين سدات الباب و دخلات .. لقات الدار مظلمة ..

بطبيعة الحال كولشي ناعس دابا ..

خلات الحقائب تما و دخلات ..

توجهات نيشان لغرفة الام عائشة .. مادقاتش نيشان دخلات .. لقاتها ناعسة ..

جلسات حداها في السرير و طلات على وجهها الهادئ المسالم ..

تبسمت الاء وهي كاتشم ريحتها المالية المكان .. قبلت يدها و رأسها و ناضت ..

الا ان يد عائشة شداتها و رجعت جلست قدامها كاتشوف فيها كاتنوض بدورها و تجلس في مكانها .. كاتحك عينيه من اثر النعاس ..

كانت غير ناوية تطل عليها و تخليها بدون ماتقلق نعاسها و لكن بوضوح ماقدراتش تمم الامر مع نعاس عائشة الخفيف ..

حققات فيها في الظلام الا من نور الشارع اللي منور اجزاء قليلة من الغرفة .. "" الااء ؟ ""

ربتت الاء على يديها "" هاذي انا اخالتي ""

عنقاتها عائشة و بادلتها الاء العناق حابسة دموعها بالزز ، توحشات بزاف هاد الحنان و هاد النوع من الاهتمام .. "" جيتي ابنتي ، على سلامتك ،توحشنااك ابنتي ، بلااصتك خوات ""

ربتت الاء على ظهرها "" عارفة اخالتي هانا رجعت ليكم ""

دابا كانت مواجهاها"" كيفاش جيتي في هاد الوقت مالك ابنتي ماعلمتينا نتلقاو لك ؟ ""

"" بغيت نفاجؤكم اخالتي ""

تبسمت عائشة و دوزت يديها على خدودها "" وا الحمد الله غير منين شفتك هكا منورة تاني ، الحمد الله على سلامتك ابنتي ""

قبلت الاء يدها "" الله يسلمك ، صدعوك و نوضو ليك الشيب في غيابي ياك ؟ ""

ضحكات عائشة "" شهموني ابنتي ، ماحيلتي للولد و لا لباه ، طه النهار و ماطال و هو يتفشش علينا و منين نخاصمو عليه يبدى يبكي و يقول نمشي عند ماما ، كاينوض باه يتعصب و حتى كايبغي يضربو و كايصدق يحزر و يعنق و يسكت فيه .. ""

"" زين العابدين كايحزر ولدو ؟ "" الفكرة ليها بانت غريبة على المعتاد .. من ديما كان الطرف الصارم ، من نوع الاباء اللي كايربيو ولادهم تربية عسكرية ..

ضحكات عائشة "" وايه ابنتي ، كايشوفو كايبكي عليك ماكايقدر يدير ليه والو .. حيت عارف انت اللي ديما كنتي تحزريه و تسكتيه ماكنتيش حاضرة ، بقى فيه ، مابغاهش يحس بغيابك ""

تبسمت الاء "" مابغاهش يحس بنقص فشوش امو ، بغى يلعب الادوار بزوج .. ""

"" وا ماتبقايش تغيبي و تخليه يلعب الادوار بزوج ، عمرك مازال طيحي شي طيحة اخرى بحالها ، راه ولدك ماعندو غير انت و واخا نتجمعو كاملين نحزرو و نفششو فيه راه ماكاتعوض بلاصة الام حتى حاجة .. نهار تغيبي انت غايضربو الخلا .. ""

هززت الاء راسها متفهمة كلامها "" ماتخافيش اخالتي .. ""

ناضت و قبلت رأسها "" تصبحي على خير اخالتي "

"" تصبحي على خير احبيبة .. غذا تعاودي ليا على كاع داكشي اللي درتيه و شفتيه تما ""

ضحكات الاء "" ان شاء الله ""

خرجات من غرفتها و سدات وراها الباب ..

بعدها تمشات بخطوات صامتة حتى وصلات للدروج .. حيدات سبرديلتها و حطاتها في خزانة الاحذية و طلعات حفيانة بالجوارب .. حتى من الحقائب خلاتهم ..

مشات اولا لغرفة الصغير و لكن لقاتها فارغة ، احست بالحسرة اكتر منين فهمات ان ولدها ناعس مع باه ..

بزوجهم مناقصاهم غير هي ..

خدات نفس و وقفات قدام غرفتها .. متوترة و خايفة .. و لكن لابد ماهادشي غايوقع ..

كانت جالسة وراه ماعارفاش كيفاش تضبط جلستها بالشكل المناسب باش تمم المهمة


كانت جالسة وراه ماعارفاش كيفاش تضبط جلستها بالشكل المناسب باش تمم المهمة ..

ظهرو واسع و عريض .. حتى وهو جالس طويل ..و هي وراه اصغر قدا منو ..

مما خلاها تعاني تلقى جلسة مريحة ..

ناضت تاني وقفات على ركابيها و رجعو زعجوها الحصوات الصغار تحت منهم و رجعت جلسات بكاملها .. حاولت تعاود تنوض و جاها صوتو منزعج حتى نقزت في بلاصتها "" غانبقاو هنا .. سربي ""

خنزرات في ظهرو بعيون ثاقبة ، و بدون ماتجاوب ناضت ، غاتخدم غير واقفة ..

مشطات شعرو الطويل ، خصلة وراء الاخرى .. و بعدها حطات المقص في الطول اللي غايكون تماما مع كتافو .. جمعاتو بلاستيك و بدات تقطع ..

و عند اانتهاء وقفات قدامو و هزاتو مباشرة قدام عينيه ..

شاف فيه و مد يدو خداه من عندها ..

بقى كايحذق فيه للحظة حتى حسات بشيء ماشي حتال لهيه و بقلق سولاتو ""ايدر ! مالك ؟ ""

دوز يديه بين خصلات شعرو بشرود ، الشعر اللي عاد كان متصل براسو ..

"" سنين و انا مدفون ، سنين وقفات فيهم حياتي ، ماشي غير هادشي ، دمرات الحياة اللي كنت يالله غانبني ، ماشي ساهل تلقى شي وحدة تقبل بيك .. بوحشيتك .. بالحياة الاقرب لحيوانية اللي غاتعطيها .. ماشي ساهل تلقى وحدة تقبل بحيوان --""

جلسات قدامو و قالت مقاطعاه "" تيق بيا ، بزاف ديال النساء مزوجات بحيونات و بزاف الرجال مزوجين بهيمات ، ماكانهضرش على عرقك انت و حقيقتك ، كانهضر على اشنو في الداخل ديالهم و اشنو هما .. ""

هاد المرة نوبتو هو باش قاطعها "" اشنو غاتقولي ؟ ديك الهضرة ديال الداخل ديالك ، قلبك الابيض ، و انت احسن من الحيوانات البشرية ، و كون يعرفوك على حقيقتك ماكانوش يرفضوك .. ""

سكتات كاتشوف فيه بعيون واسعة .. قرب منها و قال بنبرة منخفضة الا انها مزمجرة "" انا ماشي ديال هاد الهضرة الخاوية ، انا خاصاني امرأة .. و صافي .. ""

وقفات ""اذا كان هكا ، ماكاين غير هما ، غير تسنى نخرجو من هاد الغابة و غاتشوف .. ""

رجعات كاتمشط شعرو و رجعات للور كاتشوف فيه ..

هز وجهو كايشوف فيها "" غاناكلها حية ، غاتخلص الضياع اللي تسببات ليا فيه ، غاتخلص السنين اللي ضيعات ليا ، كان ممكن يكون عندي احفاد دابا .. ""

"" حتى دابا باقي الحال ، انت غير تعطلتي شوية .. ""

جلسات قدامو .. كاتشوف في عينيه ..

"" عارفة الوضع صعيب ""

"" ماعندك حتى فكرة ""

"" انا فرقاتني عليه و شرداتني في الزنقة ، عذباتني .. انت اللي ماعندك فكرة .. ""

غمض عينيه و قرب نيفو كايشم "" ريحة خوفها ... خانزة "" اخر كلمة قالها مجعد انفو ..

ضحكات تغريد "" ماشي اكتر من ريحة بولو اللي معمرة الدنيا ""

الجملة ما اهانتوش ، من الضحكة الجانبية المغرورة اللي على وجهو فهمات باللي غذات غرورو ..

اه ، الذياب غريبي الاطوار ..

"" دابا غانقص لك هاد اللحية ، ماكرهتش كون كان شي غازواغ ، ماكرهتش نشوف وجهك بلاش""

"" ردي البال نقدر نفهم كلامك على انه غزل ، عطيني غير إشارة صغيرة و غاناخذك بلا حتى ماتحسي ""

جعدت وجهها باشمئزاز و دورات وجهو فين ممكن تبدى تقص شعر لحيتو "" صافي فهمنا .. my god على وحلة ""

وساعو عينيه و رجع شاف فيها "" كاتهضري بالانجليزية ؟ ""

خرجو عينيها هي بصدمة هاد المرة "" كاتعرف الانجليزية ؟ ""

"" اه ، انا البلاد اللي تولدت فيها كانت الانجليزية لغتها الرسمية ""

"" اذن انت ماشي من هاد البلاد ؟ ""

"" لا ، انا استقريت هنا و تعلمت لغتكم .. هاد القبيلة و قصة تالا ماجات حتال من بعد وقت طويل ليا هنا ""

"" لهجتك سليمة ، هادشي غريب ""

"" ماغريبش ، ماكانتش هكا في الاول ""

بقات تغريد كاتشوف فيه للحظة غير مصدقة "" طالقها عليا ""

"" اشنو هي بالضبط ؟ ""

قلبات تغريد عينيها و رجعات للحيتو "" على اي ، انا مابقيتش قادرة نصبر مازال على هاد الوضع ، انا توحشت الرجل ديالي بغيت نرجع ليه و تيق بيا مابغيتش نرجع و ديك العاهرة وسط مني .. خاصك تعرف اشنو خاصك دير في اقرب وقت ..""

زمجر و احست بنفس سخون خارج من جيوب انفو .. و فجاة مابقات بغات تزيد حتى كلمة .. اسلام رجع لعقلها -بحال الى غاب منو حتى دقيقة- توحشاتو .. و بينها و بين اخر مرة شافتو ..حسات بالوقت و كأنه عقود مرو ..

ايمتى غايكون اللقاء ؟

ايمتى غايكون اللقاء ؟

دخلات الاء للغرفة ..

اول ماهاجم حواسها هو ريحة زين العابدين و صوت تنفس صغيرها ..

احست بالحنين لغرفتها و فراشها و دارها ..

دفعات شيء برجليها و اصدر الصوت ..

كانت لعبة طه ، تحنات و تخبات وراء السرير من الجهة فين ناعس طه ، جهتها هي ..

كان زين العابدين تحرك و دار لجهة ولدو .. من طرف عينها منين كاطل شافتو حال عينيه كايشوف حوالي الغرفة .. اكيد فيقاتو بصداعها ..

شافتو كيفاش طل على ولدو و غطاه ثم رجع غمض عينيه ..

بقات كاتشوف فيهم بزوج تما لمدة بلا ماتقدر تخشى في جنبهم ..

علاش فجأة مشات كل شجاعتها ؟

اشنو كادير ؟

ناضت جبدات الغطاء و هي تخشى في السرير .. بكل هدوء و روية ..

ماقدراتش ماتبوسش ولدها وتعنقو ..

خدات جسدو الصغير بين ذراعيها و عنقاتو .. امطرت على وجهو و راسو و حتى عنقو و يديه بقبلات الشوق حتى قلقت نعاسو .. و لكن مافاقش ..

خلاتو على صدرها و هزات عينيها لزوجها ..

ناعس ، غير مدرك بوجودها ..

واش هاد السلام و الطمأنينة اللي فوجهو دابا غاتبقى منين الصباح يشوفها ؟

غايغلبو الشوق كيفما غلبها و خلاها تجي كاتجري بعدما عرفاتو محتاجها ..

مستحيل يبقى هاز في قلبو تجاهها ..

كيفما هز الغطاء و غطى ولدو .. غطاتو هي هاد المرة و هي ضابطة نفسها و يديها بكل قوة ليها باش ماترميش نفسها عليه و تفيقو ..

في الصباح

في الصباح ..

تفوه اسلام و هو كايحك مؤخر رأسو .. دوز يديه على وجهو و على لحيتو كايمسح اثر النعاس منو ..

و بقى جالس تما للحظات طويلة ، ماكايدير والو فقط شارد ..

مازال كايتسنى ..

مابقى وصل حتى ميساج اخر منها ..

و الانتظار في هاد الظروف كايلعب في وتر حساس ماعرفش مازال واش عندو شي قدرة انه يتحملو ..

بل متأكد مابقاش عندو ..

قاطع تفكيرو الدقان في الباب و بعدها تحل و دخل شي احد ..

عمو ..

شاف فيه اسلام بدون ماينطق كلمة ..

و الكلام جا من باها هو الاول "" صباح الخير اولدي ""

ماجاوبش اسلام ..

"" عندك شي خبار مازال عليها ؟ ""

"" لا من الميساج اللي سيفطات مابقيت عرفت شي حاجة ""

هزز عمو راسو و بقى تما كايفكر شوية "" متأكد اولدي ماقالتش لك واش هي عند شي احد .. تقدر تكون هربات مع شي واحد .. ""

ضم اسلام قبضتو كايحاول يتمالك نفسو ،علاش كايتسناو منها الاسوء ، تغريد عندها شخصية قوية ماشي منحلة ، علاش كاع الناس كايخلطو بين هادشي ..

وقف اسلام قدام عمو ، كايحدق في ملامحو "" بنتك ، هاذيك راه بنتك ، واش ماكاتيقش فيها ؟ واش ماكاتيقش في تربيتك ليها ؟ واش اصلا كاتعرفها ؟ يعلم الله في اشنو هي و انت كاتسولني واش هاربة مع شي واحد ، قول ليا واش كون كان هادشي فعلا واقع كنت غانخليها ؟ كانت غاتجي تقول ليا غانهرب مع شي واحد و نخليها ؟ قول ليا بالضبط كيفاش كاتشوفنا بزوج ؟ ""

"" حيت هي بنتي ، عارفها علاياش قادة ، مادام هربات و سافرات لديك القرية الا و تحت رأسها شي حاجة ، ضروري غاتكون شي حاجة ، مايمكنش تهرب من الدار هكاك ""

صبر اسلام حتى صبر و لكن باراكة ، تغريد قالت ليه باللي جرى عليها ، ماواجههمش بهادشي حيت مابغاش يفقد سيطرتو على اعصابو و لكن باش يبقى يقول و يعاود ان تغريد هربت ، بل و يتاهمها باشياء باطلة ، فهنا خاصو يهضر ، خاصو يدافع على حقها "" مالاحظتيش باللي هضرة بحال هاذي ماخاصهاش تخرج من فم اب جرى على بنتو من دارو ، من دارها .. ؟ ""

عبس اب تغريد بغير فهم "" جريت عليها ؟ اش كاتقول واش كاين شي اب يجري على ولادو ، اش هاد الهضرة ""

"" مالك ، ماجريتيش عليها داك النهار ، قدامنا كاملين ، هددتيها اذا مادارتش اللي بغيتيه انت غاتخرجها من الدار ""

"" اه ، درتها و لكن كان الشيطان حاضر في داك الوقت ، و كنت باغي غير نخلعها باش تدخل سوق راسها و تبعد من المشاكل ، ماعمرني نويت نجري على بنتي واخا ماعرفت اشنو دير ""

مابغاش اسلام يطيح لنكرانو "" تغريد قالتها ليا في الميساج ، قالت باللي جريتي عليها "" قالها و هو واثق من كلام تغريد ..

"" اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، علاش كاتكذب ، اشنو هاد البنت ؟ انا جريت عليها ؟ و علاش غانجري عليها ؟ ""

"" حيت خرجات من الخدمة ، ماطبقتي غير تهديدك ""

"" انا خاصمت عليها ، و حنا جالسين في الطابلة كانتغداو و من بعدها قلت ليها ضبر لراسها ""

بقى كايشوف فيه اسلام بتشوش .. مازال ماقادر يتيق ..

"" و علاش تغريد غاتكذب عليك ؟ ""

"" باش تدير اللي بغات "" صاح اب تغريد ..الان غاضب ..

دخل اب اسلام و خوه الكبير لعلو صوتهم ..

هادشي اللي كان ناقص على الصباح ..

"" اش واقع ؟ لقيتوها ؟ "" سأل اب اسلام ..

"" زيد تسمع ، قالك انا جريت عليها من الدار ""

"" الله يهديك اولدي راه قلنا لك خرجات بوحدها "" وجه اب اسلام كلامو ليه ..

"" لا اسي ، هي سيفطت ليه في ميساج باللي انا جريت عليها ""

"" ماجراش عليها ، هي اللي ناضت و نزلات و من تما مابقى بان ليها اثر "" هاد المرة تدخل خوه ..

خرج اب تغريد من الغرفة محبط و خائب الامل و بقى باه و خوه ..

كايشوفو فيه ..

واش عندهم مايقولو ؟ بادلهم نفس النظرات .. بحال الى كايتحداهم ينطقو شي كلمة ..

رجعو منين جاو و تبعو اب تغريد ..

دوز اسلام يدو على راسو في عصبية و احباط..

علاش تغريد غاتكذب في هاد الخصوص ؟

تغريد ماكاتكذبش ، على الاقل ماشي في بحال هاد الامور ..

اذا بغات تخرج من الدار غاتخرج و ماكاينش اللي يمنعها ، علاش غاتكذب على باها و تتاهمو .. ؟ ماغاتستفد والو ..

اشنو دابا تغريد ولات كاتوهم ؟

وساعو عينيه لفكرة ، تغريد كانت كاتصرف تصرفات ماشي ديالها قبل غيابها ..

هاذي نقطة ماخاصوش يتجاهلها ..

واش ممكن يكون مشكل نفسي ؟

و الا اشنو التفسير لغرابة تصرفاتها ..

هاديك ماكانتش تغريد نهائيا ..

رجع جلس كايحاول يركز اكتر ، شي حاجة هنا غريبة ماداخلاش للعقل ..

غرابة تصرفاتها ..

الغرابة مالاحظهاش غير مؤخرا قبل ما تهرب ..

و انما قبل ..

تفكر شحال من مرة سمعها كاتكلم مع نفسها فاش كاتكون وحيدة ، شهيتها و ذوقها في الاكل اللي تبدل ..

ضيق عينيه كايتفكر اكتر ..

عراكها المفاجئ مع الاء ، و اللي ماكان عندو حتى تفسير ..

علاش الاء غاتهاجمها بعدما بينت انها مستلطفاها شحال من مرة جات عندو للمحل .. ؟

اشنو الدافع اللي غايخلي الاء تهاجمها بديك الطريقة ، ماشي مرة وحدة ، 2 مرات .. بل 3 ..

وحدة من المرات كانت مشات لعندهم .. بلا خبارو .. و خبات عليه ..

كيفاش نسى .. كان غاضب من داك التصرف ..

كانت شي حاجة تما مادخلاتش لعقلو ..

ناض كايضرب راسو بعيون واسعة ..

""كيفاش فاتت عليا ، كيفاش نسيت ، كيفاش خليت الموضوع يفلت من بين يديا بلا ماناخد منها تفسير .. ؟ ""

و هنا هز راسو .. مدرك لحقيقة وحدة ..

عندو كلام مع الاء ..

تحرك زين العابدين في بلاصتو و دار للجهة الاخرى

تحرك زين العابدين في بلاصتو و دار للجهة الاخرى .. لجهة ولدو ..

مدرك انه الصباح .. و ان اليوم ماكاينة خدمة .. و انه ليه الوقت يشبع نعاس ..

على الاقل في النعاس ماكاينش كترة التفكير ..

داك التفكير اللي كاتحس بيه كاياكل دماغك ، و ماد جذورو لباقي اعضائك ، كايستولى عليك .. كايسلب منك الاحساس بالمتعة من اي شيء اخر ..

عيى من كترة التفكير .. عيى مايتفكر كل دوك الامور اللي مرت بينهم قبل سفرها..

عيى من داك الصوت اللي كايأنبو " علاش قطعتي مع مراتك ، فين وقوفك معاها ، انت عارف مزيان باللي كاع اللي وقع ماكانش فيديها ماكانتش قاصداه "

و بعدها صوت اخر كايجاوب " هي تستاهل ، مقاطعتها اقل شيء ممكن يدار معاها بعدما هزات صبعها و اشارت ليه بحروف واضحة هو السباب في موت ولدها ، واش هو اللي كان ساد عليه في غرفة مع رجل .. رجل ماجمعهاش معاه حتى حاجة طبيعية ؟ اذا هي تستهل اهمالو ، حتى هي ماكانتش كاتتواصل معاه "

هكا قضى ايامو ممزق بين جهتين ..

و ماكان منو غير يتجاهل ، يحاول يتجاهل ..

ماكانش كاينجح ديما ..

مادام عقلو رجع يفكر فمعناه انه موعد فياقو ، ماكاين نعاس مازال ..

حل عينيه و شاف في السقف ..

الرؤية كانت مضببة ، دوز يديه على وجهو و ناض جلس مسند على السرير ..

قضى ليلة كاملة ناعس ، علاش كايحس بالعياء دابا ؟

دور وجهو يشوف ولدو و لكن شاف مالم يكن متوقع يشوفو ..

ولدو ناعس كيف الملاك بين ذراعي امو .. متشبت بيها كيفما هي ساجناه على صدرها و بين ذراعيها ..

مازال بحوايجها و زيفها ..

ناض جلس مستقيم ، جسدو كلو فجأة تيقظ ، حواسو حضرت كما الحال مع عقلو ..

ماقدرش يستوعب في الاول واش كايحلم ؟

ماكاين حتى حلم واضح و حقيقي هكا ..

قلبو اللي كايضرب كان دليل على هادشي ..

بلع ريقو و ناض ..

بقى للحظة كايشوف و هبط كايجري ..

في الدروج شاف حقائبها .. مشى كايجري للمطبخ و وقف على امو ..

هكاك غير كايشوف فيها ..

حطات امو البراد من يدها و هزات عينيها فيه كاتشوف فيه بحيرة و فضول "" زين العابدين ؟ مالك اولدي ؟ ""

حول عينيه لعينيها "" ايمتى ؟ ايمتى جاات ""

ضحكت امو .. دابا فهمات حالتو .. و اللي كانت اشبه برؤيتو لشي جنية "" رجعات البارح ، غاتكون مابغاتش تفيقك ""

"" كيفاش البارح ، معاياش ؟ ""

"" ماعقلتش اولدي ، ولكن قبل الفجر ""

دور زين العابدين عينيه من قدام امو و ركزهم في الفراغ شارد ..

"" باقي مافاقت ؟ ""

ماجاوبهاش .. كان شارد ..

رجعات وقفات قدامو "" و سير طلع فيق مراتك تهبط تفطر ، راه فقت بكري باش نوجد ليها شهيوات كايعجبوها ، و عيطت على الولاد يجيو يفطرو معانا حتى هما .. ""

ماتحركش ..

"" زين العابدين ؟!""

"" طلعي انت الوالدة خليني عليك ""

و خرج من المطبخ خلاها كاتشوف ..

دخل للحمام اللي التحت و تقابل مع المرايا ، غسل وجهو و رجع كايشوف في وجهو في المرآة ..

مافهمش مالو ، مافهمش مشكلتو بالضبط ..

واش متوتر من اللقاء ؟

واش يقدر يتيق في داك الغضب اللي بقى مضغوط و مكبوت وسط منو قدامها ؟

اشنو حالتها دابا ؟

واش حسات بنفسها مستعدة ترجع ، ترجع لحياتها و راجلها ؟ واش رجعات على قبلو حيت حسات بيه محتاجها ، هادشي علاش رجعات ؟

او رجعات غير على قبل ولدها ؟

في الاخير غير هو اللي كان كايسولها ايمتى ترجع ..

رجع رمى الماء على وجهو ، بحركة باغي يفيق راسو من هادشي .. من ضعفو ، عارف راسو في حالة نفسية ضعيفة دابا .. و لكن ماراضيش يعترف .. ماشي هو اللي يضعف ..

فين عمرها كانت ليه ، احس براسو بحال شي ولد صغير ..

شاف في عينيه في المرآة بحال كايفهم راسو دقة بدقة "" مراتي رجعات لدارها ، غانكملو حياتنا كيف خاصنا ، و الماضي خاصو يتسد .. جمع راسك ازين .. جمع راسك ""

هز راسو منين سمع كترة الكلام على برى ، غسل سنانو على عجل و خرج ..

●●●

"" ماامااااا ""

قفزت الاء وسط نعاسها على صوت صغيرها ..

حلات عينيها و ابتسمت على الفور ، لقاتو جالس على ركابيه فوق السرير حداها و ماد يديه على خديها بزوج ..

"' ايمتى جيتي ؟ ""

جراتو عنقاتو كاتعاود تقبلو كيف البارح و قالت ليه بصوت كسول بالنعاس "" عنق ماما بعدا ماتوحشتينيش ؟ ""

عنقها و رمى جسدو الصغير عليها و هو كايضحك .. قبلها بزورو و بقى كايهضر و يعاود ليها احداث وقعات في غيابها بكل براءة ماقادرش يربط بين حدث و حدث بكترة حماسو لرؤية امو ..

ضحكات الاء كاتحاول تلاحقو و كاتمرر اصابع يديها على شعرو ماقادراش تبعد يدها عليه ..

منين ردات البال لفراغ المكان في جنبها ..

ضربها الإدراك كصعقة في ذاتها ..

زين العابدين ماكاينش في بلاصتو ..

معنى هادشي انه فاق ، شافها ، و مافيقهاش ، ماقربش ليها ..

خيبة امل بعترت مشاعرها ..

و هي اللي كانت كاتخيل غير غايشوفو بعضياتهم و غاينساو كولشي ..

شافت في وجه ولدها اللي مازال كايعاود ليها و رجعت تبسمت و رجع استرخى تشنجها ..

يقدر يكون غير مابغاش يفيقهم .. لا هي و لا ولدهم ..

عاودت قبلات خدو و سولها " فين الكادوات اللي قلتي ليا ""

ضحكت "" التحت .. حتال من بعد و نعطيهم لك .. دابا غاتمشي للحمام تغسل وجهك و سنيناتك و تهبط باش نفطرو ..

ناض كايجري يدير اللي قالت ..

ناضت حتى هي جلست كاتحك اتر النوم من وجهها ..

اول مالاحظت ان الغرفة مرونة ، بلعب طه و حاجيات باه ..

و تنهدت "" بطبيعة الحال ""

ناضت شافت في المراية و هي تخرج عينيها ""وييلي نعست بالزيف و العدسات ""

حيدات الزيف قدام المراية و منين شافت شعرها .. خرجو عينيها و رجعات لواتو ..

بقات كاتشوف في وجهها و قالت "" اممم ، واقلة واقلة زبلتها و ماكانش عليا ندير هادشي ""

رجعت عرات شعرها و شافت لونو او شكلو المتعدد الالوان "" انا ام ديال ولد في عمرو 4 سنين ، علاش ماتفكرتش هادشي ؟ ""

حركات راسها كاتبعد الفكرة "" انا كنت مقتنعة كنت باغية ندير هادشي ، اللي ماعجبوش الحال يعاود لمخو ""

نزلات هازة ولدها معنقها بحال الى ماشافهاش شهور طويلة في بلاصة ايام .. مبدلة حوايجها محيدة عدساتها و .... الزيف فوق راسها ..

اه ، يبدو ان الثقة اللي كانت عندها فاش كانت كاتصبغ شعرها قررات تخوي بيها دابا ..

حطات ولدها و جرى لصالة فين مجموعين ..

اما الاء فخدات وقت فين تجمع شجاعتها و تهدن قلبها المتوتر ..

في هاد الاثناء بالضبط جلس اسلام في نقطة بعيدة و لكن مخولة ليه يراقب باب ديك الدار

في هاد الاثناء بالضبط جلس اسلام في نقطة بعيدة و لكن مخولة ليه يراقب باب ديك الدار .. باب الدار اللي وراه اجوبة تعطل بزاف باش يلقاها .. و مصر انه ماغايتحرك حتى يعرف ..

""حيد عليا هادشي على الصباح "" دفعات تغريد مجعدة ملامحها باشمئزاز قطعة لحم من المتبقي البارح

""حيد عليا هادشي على الصباح "" دفعات تغريد مجعدة ملامحها باشمئزاز قطعة لحم من المتبقي البارح ..

و رجعت تكسر اغصان شجريرات صغار بين يديها .. متيقنة انها عادة التقطتها و هي في الغابة ، كاتبدد بيها توترها و شحونة مشاعرها ..

كلا ايدر اللقمة في بلاصتها و عينيه عليها ..

كايندغ بطريقة في عالم البشر غير مقبولة على الطاولة .. و لكن وهو في الغابة .. ذئب مهيمن فيها بانت حركة جزء من طبيعتو .. جزء من الطبيعة ..

رمى لقمة اخرى و عينيه مازال عليها .. كايدرس حالتها ..

""مانعستيش البارح .. ""

"" برزطتيني بحرارتك اللي اترت في الكهف .. ماغاتبقاش تبات الداخل ""

"" قريب غانخرجو من هنا ، هادشي علاش ريحة الحزن فايحة منك من البارح ؟ "" تجاهل تعليقها

هزات عينيها شافت فيه .. و لكن مالقات ماتقول ..

"" اليوم غانخرج من الغابة ، غانتلاقاو في الليل و غانجيب ليك خبار غاتحيد عليا هاد الريحة .. ""

كلامو دابا اثار انتباهها .. ناضت من بلاصتها و مشات جلسات حداه .. على الارض بعيون واسعة .. "" واش بالصح ؟ اشنو غادير ، انمشي معاك ""

"" لا الغزالة .. انت غاتبقاي تسنايني هنا بحال شي بنيتة زوينة كاتصنت للهضرة ""

وجهات اصبعها لنفسها و قالت بطريقة غير مؤذبة بالمرة "" واش كانبان لك بنيتة صغيرة كاتصنت للهضرة ""

هز شعرو المتساقط على وجهو بيدو بخشونة و بعد رأسو باش يعطي لنفسو زاوية مناسبة يشوف فيها ..

طلع و نزل فيها ..

رجليها مسخين بالتراب و بهم عدة خدوش منها القديمة و منها الجديدة ، سروالها مثقوب جهة الركب و متسخ بسبب الجلوس مباشرة في التراب ، الديباردور اللي لابسة ابيض فممكن ترسم فكرة على شكلو ، شعرها كان باهت اللون و لكن كاسي ظهرها و كتفيها بطولو مغطي جانبي وجهها كذلك بكتافتو .. و ظفارها جد قصار و قليلا مسخين لانها كانت كاتحاول تغسلهم كلما قدرت .. ماكانتش كاتقدر تضيع الماء ، تعابيرها كانت مكملة الشكل .. الشكل الموحش اللي كساتها بيها الغابة ، كسوة الطبيعة ..

مالبساتهاش غير في جسدها .. بل حتى روحها .. و ملامحها ..

الملامح على وجهها ماشي ملامح بنت صغيرة كاتسمع الكلام .. ملامح ديال اللي كاتوقف مباشرة كاتحدق في عينيك بجرأة و تأمر روحك بالخضوع ..

ماكاتشوف غير مباشرة في العينين ، ماكاتظهر حتى شوية ديال التراجع ..

ماكاتظهر حتى خوف منك ..

اذا لا ، ماكاتبانش البنيتة الصغيرة اللي تسمع الهضرة ..

بإبتسامة مدركة ناض وقف قدامها .. كايشوف فيها من علو طولو ..

مازال كاتشوف فيه .. مازال كاتسنى جوابو .. معبسة و ريحة الحزن و الإحباط كاتفوح منها ..

واش الحزين كايكون لابس تعبيسة على ملامحو ؟

ماشي ديما ..

غير فاش كاتكون الروح جامحة و برية ..

تماما بحال تغريد ..

"" سمعي الكلام ، نتلاقاو الليل ""

تم غادي و ناضت شدات في ذراعو وقفاتو ..

هو وقف .. و لكن بعدت يدها دغيا باشمئزاز "" مالك سخون هكا ؟ كيفاش قادر تتحمل تحت هاد الشمس و هاد الصهد ؟ ""

"" في العادة كانهاجر لبلدان اكتر برودة .. و لكن قادر نتحمل ، اشنو ؟ *علق بسخرية* اسئلة اخرى على طبيعتي ؟""

"" عارف اشنو كادير ؟ الطريق تبدلت ، شكل القرية تبدل ، الحياة تبدلات .. واش متأكد غاتلقى طريقك ؟ ""

تبسم و مد صباعو قرص ذقنها و حرك رأسها في حركة كاتبان لطيفة و توددية و لكن في باطنها و من خلال النظرة في عينيه و صمتو ، فكان كايرسم حدودها و يحذرها ..

تغريد فهمات .. و سكتات محافظة على تعكر ملامحها ..

وقفات تما كاتشوف فيه غادي .. الناس ماغاياخدوش شكلو المتشرد بمحمل الجد و لكن حتما غاياخدو ضخامتو و الشراسة في عينيه بعين الاعتبار ..

و هي حاطة يديها على جنابها صاحت ""حاول ماتصدمش و ماتبقاش تحذق في العيالات منين تشوفهم حيت مابقاوش كيف خليتيهم ""

سمعاتو ضحك و هو غادي و صاح بدون مايدور عندها "" ماتخافيش خديت فكرة معاك انت ""

هبطات تغريد عينيها شافت حوايجها و هي تقلب عينيها ..

بعدها سمعاتو كايصيح ..

شافت فيه لقاتو واقف ضاير عندها "" غانرجع لك امراتي الحبيبة دغيا و غانحرص باش نصيد لك اضخم غنيمة ""

يسخر ..

بملامح مشمئزة صاحت "" شد حيوانك على البشر راه ذاقهم ""

"" و بااش عرفتيه يالله ذاقهم "" لاحظت الابتسامة الجانبية الخبيثة على وجهو ..

و على اخر جملة غبر بين الاشجار و خلاها واقفة تما عينيها واسعين ..

دخلات الاء و وقفات في باب الصالة بابتسامة على وجهها كاتشوف عائلتها الحبيبة كلها مجموعة

دخلات الاء و وقفات في باب الصالة بابتسامة على وجهها كاتشوف عائلتها الحبيبة كلها مجموعة ..

كلهم سكتو على ماكانو كايناقشوه و وجهو انتباههم ليها .. كل واحد كايحييها بطريقتهم ..

ضحكت كاتجاوب كل واحد فيهم .. و لكن ماخفاش عليها هدوءو هو في القنت فين جالس ، صمتو و حتى عينيه اللي كانو عليها ..

حسات براسها كاترتعش تحت ضغظ عينيه ..

دخلات كاتسلم عليهم السلام الصباحي بما انها توحشتاتهم و ماقنعهاش داك السلام المزروب وسط الظلام ديال البارح ..

واها علامن غاتكذب ، كانت سبة باش تسلم عليه هو بالذات ..

كان الداخل حدى عائشة و في طريقها باش توصل ليه كان خاصها دوز على زيد و نعيمة و امو عاد هو ..

و قبل ماتوصل ليه سمعاتو "" ماجبتيش الوالدة الحليب بالشكلاط لطه و انيسة ""

"" راه غايشربو معانا القهوة ""

"" لا الوالدة باقين صغار عليها شحال من مرة نقولها لك "" قال هاد الكلام و هو خارج من الصالة ..

"" زدتي فيه حتى انت "" قالتها عائشة كاتشوف في ولدها منزعجة و هي ترجع كاتشوف في الاء اللي جات عندها تسلم عليها ..

شافت فيها عائشة شوفة حنونة و في نفس الوقت كاتحاول توصل ليها بيها ميساج ..

الاء فهماتها طايرة ..

و فهمت حتى تصرف زين العابدين ..

كما انها متأكدة ان جميع الحاضرين فهمو ..

تهرب منها ..

رجعت الاء الابتسامة لخالتها عائشة و مرت لزياد و زوجتو حداهم و قبلت انيسة الصغيرة و جلسات من برى حداهم ..

"" اجي دخلي ابنتي هنا حدايا "" قالت عائشة كاتربت في المكان حداها ..

تحرجت الاء ماعرفات اشنو دير بسبب رد فعل زين العابدين ..

خاصة و انه دخل في ديك اللحظة و في يدو كأس الشكلاط و اليد الاخرى هاز ولدو ..

النجدة جات من خوها زياد اللي رمى ذراعو على كتافها و ضمها ليه "" خليها حدايا ، انا بعدا موحشها ""

بغات تلكم جانب وجه خوها على هاد الكلام المبطن ..

زيد خنزر في خوه و زياد تجاهلو ..

منين رمات طرف عينها على زين لقاتو ملاهي مع ولدو ..

غير مهتم باللي واقع ..

تبسمت للبقية رغم سخونة ذاتها بخيبتها .. وانكماش قلبها داخل صدرها ..

لهد الدرجة ، واش غاضب منها ؟ واش خائب الرجا فيها ؟

دابا تحققات انه الشوق هاد المرة ماغايصالحهمش ..

"" هاكي كأسك ا الاء فين ساهية ؟ "" كان زياد ..

خدات من عندو الكاس و لوحت براسها "" لا ماساهياش ""

"" اوى اشنو خبار صاحبتك و راجلها ؟ "" سولاتها عائشة ..

"" لاباس اخالتي ، سلمو عليكم كاملين .. تهلاو فيا و قادو ليا بيت قبل كاع مانمشي عندهم .. خرجت معاهم لبلايص زوينين تما ، خيمنا و تبحرنا و خرجنا من المدينة واحد النهار .. درت بزاف ديال الحوايج وريتكم شوية التصاور ""

"" وراهم ليا خوك و اللهتا هاوشتينا على شي تسافرة بحالها "" قالت شيماء ..

ضحكت الاء "" ان شاء الله ديريها انت وراجلك شي مرة علاش لا .. ""

"" و اللهما عرفتك كيف درتي ليها ، الليلة هضرنا معاك .. الليلة التانية كنتي في الباب "" قال زيد .. احسات بيه كايدفع لشي جهة ..

"" كوراه صحابك عياو مايشدوك انت تافقتي معاهم على 20 يوم هي القليلة .. انت ماكملتيهاش رجعتي تجري بلا حتى ماتعلمينا "" قالت نعيمة كاتشوف فيها بطرف عينها .. كاتعاون راجلها ..

الاء فهمات .. فرصتها باش تبين انها رجعات بهاد السرعة على قبل راجلها و ولدها ..

"" اوى مالك على هاد الزربة ، كنتي تبقاي مازال تما ، كنتي كاتباني فرحانة اشنو رجعك لهاد الهم "" قال زين العابدين و هو كاياكل .. ماياكشوفش فيها ..

و لكن الفرصة شدها زين و سحقها بين يديه ..

تمسحات الابتسامة من وجهها ..

توتر الجو ..

العينين كلهم عليها هي و هو بالتناوب ..

"" داري ماشي هم ، راجلي و ولدي ماشي هم ، عائلتي ماشي هم ، رجعت لداري حيت حتى بلاصة مانقدر نفرح فيها اذا كنت بلا بيكم ، هادشي علاش رجعت .. دغيا "" قالت الاء ليه و هي كاتشوف فيه ، مابغاتش تسمح ليه يلوحها للجنب ..

بحال الى هي ماشي الاء و هو ماشي زين العابدين ..

كلامها خلاه يوقف على ماكان كايدير راسو مشغول بيه ..

هز عينيه شاف فيها ..

و لاول مرة كايشوفو في بعضهم .. في عينين بعضهم .. في نفس الوقت ..

بلع ريقو ..

عينيها كاتبرق تجاهو هو .. هو بوحدو ..

كايخاطبوه و يقولو ليه كلام ..

الحب في عينيها .. حنان و حنين في عينيها ..الشوق القاتل في عينيها .. العناد و التحدي حتى هما .. كانو في عينيها ..

اشنو كايدير ؟ هاهي مراتو الحبيبة رجعات ليه ، كيف الوريدة كاتنبض بالحياة ، كيفما كان يتمنى يشوفها ..

اشنو كايدير ؟

علاش تهرب من لمسها ؟

علاش دابا كايوحل اللقمة في كلامو و بعدو ؟

علاش كايدير هكا ..

ماقدرش .. بكل بساطة ماقدرش ..

ماقدرش يتجاهل مشاعرو ..

ماقدرش يكبت النقمة اللي مغغصة ليه صدرو ..

بكل بساطة ماقدرش ..

ماقدرش يحبس راسو ..

كسر تبادل الانظار معاها و رجع كاياكل ..

كايدير راسو كاياكل ..

و دارت الاء قدامها .. غير سامحة لنفسها تقل ثقتها او تضعف او تسمح ليه يدمر الترابط بينهم ..

"" شفتك بحال الى ولفتي ديري الزيف ، راك غير في دارك دابا "" علقت شيماء ..

بلعت الاء و عينيها واسعين ..

"" واقلة حيت ولفات دير الزيف تما في الدار عندهم .. ""

قال زيد و هو كايشوف في اختو بعيون متبسمة .. مشجعة فخورة من اللي وقع قبل ..

بادلاتو الابتسامة ..

فجأة .. الفولار طاح من على راسها .. و العينين كلهم مفتوحين على وسعهم كايشوفو فيها .. حتى المضيغ مابقاش كايتسمع ..

دارت شافت في خوها زياد اللي حيد الفولار و لكمات جنبو و رجعات الزيف "" مالك كاطير ؟ قلت لك بغيت نحيدو ؟ ""

"" لا ، انا ماشفتش داكشي اللي شفت "" قال زياد مغمض عينيه شاد اعلى نيفو بين صباعو و الدغمة اللي كانت في فمو معمرة خدو من الداخل محتفظ بيها تما حتى يبلع الصدمة اللي تسببات بيها الاء ..

ليهم كاملين ..

غوبشت بعينيها ، تغوبيشة ديال شي واحد مطمر على شي زبلة ..

رمات عينيها على زين العابدين ..

لقاتو مغوبش و الفضول في عينيه كايحاول حتى هو يطل .. ظاهر انه ماشافش اللي شافوه ..

و غير شافها عينيها عليه رجع كايصطنع عدم المبالاة ..

"" تي اش داكشي درتي في شعرك ؟ "" ضربت عائشة فخاضها و عينيها خارجين في الاء ..

غرقات الاء راسها بين كتافها و بقات تدور عينيها ..

رجعت شافت في زين العابدين لقاتو حبس من النديغ و كايشوف في امو ..

رجع شاف في الاء و هو يرجع تاني دغيا كايصطنع عدم المبالاة ..

"" تي حيدي الزيف نشوفو "" قالت شيماء ..

غمضات الاء عينيها و فكات الفولار من شعرها .. و طلقاتو ..

"" ويلي ويلي ويلي ويلي ويلي ويلي "" قالوها عائشة و زياد بزوج في دقة وحدة ..

زيد بقى غير كايشوف و شيماء و نعيمة بقاو كايشوفو في شعرها و يدرسو شكلو و هو مطلوق دابا ..

بحال اذا بان جمالو ليهم دابا و هو مطلوق ..

شافت في زين العابدين .. لقاتو ماشافش فيها ..

كايتقاتل مع نفسو باش مايشوفش فيها بعدما حصل اكتر من مرة ..

"" واش صبغتيه و قطعتيه ؟ "" قالت نعيمة ..

شافت الاء في زين العابدين لقاتو كايشرب من كاسو .. كايشوف قدامو .. الكأس كايترعد في يديه .. و الشاي كايتدفق بين جناب فمو ..

"" و اللهتا مقطع "" اضافت شيماء و هي كاتشوف في خوها بعيون شيطانية ..

الكأس خوى و لكن بقى زين شادو على فمو .. كايترعد بجهد اكبر ..

دابا شي كايضحك و شي كايتشفى ..

الاء عرفات راسها زادت عوصاتها معاه ..

"" ماقطعتش بزاف ، حيدت غير القديم المتقصف التحت .."" لاحت طرف عينيها على زين بحال الى كاتحاول تفسر ليه هو "" هانتوما "" ناضت لحدى النافذة و بدات ترفرف شعرها تحت الضوء "" كايبان صحي .. بحال اللؤلؤ .. عطيوه فرصة ""

دارت بالزربة .. و هي تحصلو ..

هاد المرة مابعدش عينيه ..

الكأس بقى في فمو خاوي .. مابقاش كايرتعش دابا ..

عينيه على شعرها .. كايبعث باعجابو لخصلة بخصلة ..

بقات كاتموج فيه تحت الشمس كاتخليه لعينيه ..

عارفة ديك الشوفة .. ماكاتشوفها في عينيه غير ليها هي ..

عيون مبتسمة بدون ماتظهر على شفتيه ، كايضيقهم شوية و كايظهرو تجعيدات في جوانبهم .. و كايبقى يعض على فكيه القاسية و يظهرو عضامهم في جوانب خديه الخشنة ..

حول عيونو اللي كانت متجسدة في قلوب نابضة من شعرها لوجهها .. و لقاها كاتبسم ..

ماتبسمش و لكن مامحاش نظرة الاعجاب على وجهو ..

صعيب يديرها و هي قدامو ..

لحظتهم سرعان ما انتهت على يد الحساد ..

خوها زياد رمى تجاهها مخدة صغيرة بعتر شكلها و صاح "" سنين و انا شاد طاسيلتك من هاد الزبايل مشيتي حتال لبلاد اخرى و درتي مابغيتي ؟ ""

هزات راسها كاتقاد شعرها مخنزرة في خوها حولت انظارها لزوجها لقاتو مخنزر و الحمد الله ماشي تجهها ..

كان غادي ياكل مؤخر رأس زياد بتخنزيراتو .. جاتها الضحكة ..

"" مالو جا زوين ، ماعندكم عليا كلمة انا امراة عاقلة دابا و ام من الفوق مابقيتش مراهقة .. ماعجبكش الحال سير تخنق في ماء طواليط "" رمات شعرها بغرور كاتغيظو ..

الا انه ناض ليها و بدات تغوت ماعرفا منين تهرب ..

هز مخدة و برك يخبط فيها ماعطاهاش فرصة فين تنفس و لا تهرب ..

زين العابدين كان كايغلي في بلاصتو ..

جاتو النفس عليها ..

واش هو مالاقيش يعنقها و يبقى شادها بين يديه النهار كامل غير يقبلها و يقلع منها الشوق و خوها كايضرب فيها و يخبط ..

صافي ؟ فين مشى الوحش و الشوق ؟

انيسة الصغيرة هجمات كاتضرب عمتها و زياد كايحرضها عليها .. و هو يتبعهم طه كايضرب خالو و كايركلو ، كايدافع على ماماه اللي حتى هي كاتحرضو على خالو ..

زين العابدين رضى على ولدو في خاطرو .. و دار خنز في ختو حداه ، نغز كتف شيماء اللي مشاركة الضحك مع البقية و شافت فيه ..

اشار ليها براسو تنوض تشد راجلها ..

شيماء في ديك اللحظة شافت فيه شوفة شيطانية متسلية ..

هو فهمها طايرة اشنو غادير ..

حدر راسو كايخشي لقم من الرغايف في فمو .. لقمة وراء الاخرى ..

و كيف توقع شيماء الشيطانة صاحت بكلام مبطن "" زياد باراكة عليها راك برزطتي راجلها ""

وقف زياد و كاع العينين بما فيهم ديال الاء دارو عندو ..

احس بيهم و ماهزش عينيه على الرغايف ..

حتى وحلت ليه ..

امو حداه بدات تسمي الله و تخبط على ظهرو و زيد مد ليه كأس اتاي ينزل بيه و ابتسامة متسلية على وجهو ..

بعدما شرب و ارتاح هز عينيه و غير من طرفهم خنز في زياد ..

زياد ضحك و هز يدو في استسلام ..

الاء قادت شعرها و رجعات جلسات في بلاصتها كاترمي فيه على كتافها و تتباها بيه .. او طالقاه لعيون زوجها اللي ماحيدش عينيه مازال عليها ..

بعدما فرقات الكادوات عليهم و جمعات معاهم و عاودت ليهم بالتفصيل اشنو دارت

بعدما فرقات الكادوات عليهم و جمعات معاهم و عاودت ليهم بالتفصيل اشنو دارت .. مشاو فحالهم ..

كانت واقفة كاتدردش مع عائشة و معاونات كايطيبو الغذاء و كاتصنت لطه و انيسة كايلعبو برى باللعب اللي جابت ليهم ..

"" علاش اخالتي ماكنتيش كاتعاودي ليا زين مبدل و ماعاجبو حال ""

"" و الله ابنتي الى تقسمت بينكم ، ماعرفت كاع كيف نتعامل بينكم بزوج ، انت لهيه مبعدة من هاد الجو باش تصحي و هو هنا معبس و مكتئب ماعاجبو حال .. حتى من عمك بالي معاه خفت يمرض تاني ""

"" مالو ماجا هنا ""

"" مابقاش يقدر على الطريق ابنتي ، غير واحد اليومين و غانرجع لداري ""

ربتت الاء على ظهرها و قبلت راسها "" سمحي لينا اخالتي معدبينك ""

"" اشمن عذاب ابنتي راكم ولادي اش كاتقولي ""

تبسمت ليها و سرحات كاتفكر ..

زين العابدين ..

داك العنيد خرج بعد الفطور مباشرة محجج بشي شغال ..

و لكنها عارفة كيفاش غادية تخليه يلين .. كيفاش تنزل داك الحيط اللي تبنى بينهم ..

اسلام شاف زين العابدين خرج


اسلام شاف زين العابدين خرج .. و دابا منين تأكد انه ماكاينش في الدار -لالشيء فقط باش يتفادى الصداع معاه ، عقلو دابا مشغول بشيء اهم- عاد قرب لباب الدار .. و دق ..

بعد لحظات تحل قدامو ..

ماكانش كايتسنى ان الباب غايتفتح من قبل المراة الكبيرة .. حماة الاء ..

تعرفت عليه بعدما حققات فيه و تبسمت ليه "" اهلا ولدي اسلام لاباس عليك ؟ ""

"" لاباس اخالتي الله يطول في عمرك ، ممكن تعيطي ليا على اختي الاء بغيتها فشي غرض ""

شافت فيه المراة مستغربة للحظات و قالت "" اشنو كاين اولدي ، بنت عمك جات حتى هي دقات بغات الاء ساعة لقاتها مسافرة ""

"" بنت عمي ؟!!"" قلب اسلام ضرب و تنبه "" ايمتى بالضبط ؟ ""

"" جات اولدي هادي شي 15 يوم او اكتر ""

تماما المدة باش غبرات ..

"" و دابا مازال مسافرة ؟ ""

"" لا راها كاينة ، انا نعيط ليها و لكن فاش بغيتيها ؟ ""

"" شي غرض الوالدة .. عيطي ليها دغيا عافاك ""

اسلام توتر و مابقاش قادر يصبر ..

شافت في لتواني قليلة و قالت ليه واخا..

فضول الامهات ..

دخلات عائشة عند الاء في الصالة فين كانت كاتلعب مع انيسة و طه "" بنتي نوضي ديري زيفك و عدساتك و خرجي عند داك الولد اللي كان خدام عندك راه ماعرفتوش فاش بغاك ""

وساهو عينين الاء و ناضت من بلاصتها "" اسلام ؟ ناري اش بغى "" بدات تندب "" ناري الى رجع زين و لقاه ""

"" وا عتقي دغيا اش كاتسناي "" قالتها عائشة بصرامة ..

بعد لحظات .. خيل ليه انها طويلة ..

خرجات عندو ..

بعيون متوترة شافت في الشارع ..

"" اسلام ؟ ""

مباشرة دخل معاها في الموضوع "" ماغانطولش عليك في الهضرة ، سؤال واحد اللي غانسولك و عافاك جاوبيني الامر مهم ، اشنو بينك و بين تغريد ؟ ""

غوبشت الاء بحيرة "" اشنو غايكون بيني و بينها مافهمتش ؟""

غمض عينيه كايتمالك نفسو و حاول يوضح "" اشمو سباب هجومك عليها ، اشنو سبب مجيتها عندك للهنا ، اشنو اللي وقع بينك و بينها حتى ضاربتو .. ""

مايمكنش لالاء تهضر ليه على دوك الاسرار .. ماغادياش ترجع للور .. ماغادياش ترجع للمشاكل ..

كفاية التوتر اللي خدا روح ولدها و بنى حيط بينها و بين زوجها ..

ماغاتبقى ليها صلة مزال بالعالم الاخر ..

عالمها الوحيد هو عائلتها و حياتها العادية ..

هكاك كانت سعيدة و مرتاحة ..

"" ماعرفتكش علاياش كاتدوي ا اسلام .. مابيني و بين بنت عمك والو .. ماتبقايش ترجع عندي عافاك مابغيتكش دير مشاكل مع زين العابدين ، ماتقلقش مني عافاك .. الله يعاونك ا اسلام ""

و سدات الباب في وجهو ..

سمعاتو كايدق ..

سمعاتو كايصيح "" عافاك االاء ماتسديش الباب في وجهي انا محتاجك .. تغريد غبرات من الدار و اذا ماعرفتش فين هي غانحماق .. الااااااء ""

غبرات من الدار ؟

اشنو واقع .. مايكونش بسباب ديك الساحرة ؟

رجعت تحل الباب و لكن صوت في عقلها وقفها ..

المشاكل اللي وقعت بينها و بين زوجها كانت بسبب العالم الاخر ..

ماخاصهاش تخشي راسها تاني في هادشي ..

بعدت كاتجري من الباب و طلعات لغرفتها و جلسات في السرير ..

ماغادياش تتحكم في نفسها و هي كاتسمع صوتو ..

صوتو كان يائس .. كان كايطلبها و يترجاها ..

رجع تسلل صوتو من النافذة في الغرفة و هي تنوض تسدها ..

جلسات في السرير و سدات وذنيها ..

كادير هادشي على قبل عائلتها ..

ماكاديرش هادشي حيت هي انانية ..

كادير هادشي على قبل عائلتها ..

هي دفنات داكشي حلو مع ولدها ..

خسارة ولدها كانت خسارة عظيمة .. ماغاتخسرش مازال شي احد اخر من عائلتها .. ماغاتخسرش نفسها ..

هي غير الاء .. لا بيلسانة و لا حارسة .. فقط الاء ..

دخلات عائشة عندها شافت فيها بتوجس و سولتها "" مالك ابنتي ؟ اشنو قال لك ؟ ""

"" والو "" قالت بتوتر "" ماتقوليش لزين باللي جا لعندي اسلام .. ""

"" بلا ماتوصيني ابنتي و لكن ردي البال من المشاكل ابنتي ، راه حتى بنت عمو جات سولات فيك فاش كنتي مسافرة ""

هزات الاء عينيها فيها بصدمة "" جات سولات فيا ؟ ""

"" اه ، ابنتي ""

حدرات الاء عينيها بتفكير .. الامر كبير على ماتظن ..

ربتت عائشة على ظهرها و خرجات من الغرفة ..

حسات الاء بالدموع في عينيها و ناضت لقدام المراية ، حيدات عباية الصلاة و فولارها ثم حيدات العدسات و طلقات شعرها ..

شافت في وجهها .. في براقة عينيها ..

"" انا بشرية ماشي حارسة ، هادشي ماكايعنينيش ، ماعندي لاقوة و لا قدرة نخلصها .. باركة .. شششششش ""

سكتات ضميرها .. و مشات تكورت في سريرها ..

وقف زين العابدين قدام الغرفة

وقف زين العابدين قدام الغرفة .. عارفها كاينة تما ..

ماعرفش اشنو يدير ، ماعرفش ..

دخل و للمفاجئة ماكانتش فايقة .. كانت مكورة حول نفسها و ناعسة ..

احسن ..

دخل و جلس بهدوء جنبها ..

و هي ناعسة دابا .. على سريرهم .. اعطى لنفسو فرصة يشبع عينيه بشوفتها ..

كان شعرها خالق خيوط من اللؤلؤ وراها على الوسادة .. مابقاش اللون الحليبي .. و ماعرفش شكون اكترهم ناسبها..

ماعرفش واش غير عينيه العاشقة اولا مراتو ديما زوينة مهما كان اللون اللي كسات بيه شعرها ..

تبسم لبيجامتها الوردية اللي لابسة .. شورط قصير و تيشورت بنصف اكمام .. كانت مناسقاهم مع الصباغة اللي صاغة بيها ظفار رجليها و يديها ..

مد يدو و شد صبع رجلها الكبير بين يديه و هو كايشوف فيها بعيون محبة ..

الوردي ناسب بشرتها الكريمية .. و عطاها توهج ، كاتبان لطيفة على العين .. ماقدرش يقلع عينيه عليها ..

بشكلها و شعرها .. شابهت ليه لشيء ..

شي كائن خرافي جميل .. شي جنية صغيرة تسجن في قريعة صغيرة و يحتافظ بيها ..

ناض جبد الهاتف ديالو و صورها .. بغى يحتفظ بصورة لهاد اللحظة و يتورخها بصورة ..

تبسم للسلام اللي كايحس بيه .. خشى الهاتف في جيبو و تحنى قبل رأسها و وشوش في وذنها "" مرحبا برجوعك لدارك و لقلبي يا احسن ماوقع في حياتي ""

غطاها بليزار و مشى لجهة المرايا ..

لقى كادواتو تما مازال ماتفتحو ..

تبسم منين شاف كمية هذاياه .. عادتها في انفاق المال عمرها غاتحيد .. حلهم كاملين و كل مرة كايطل وراء ظهرو لاتحصلو .. رش من الريحة و غمض عينيه معجب بذوقها .. بل معجب بحفظها لذوقو ..

خبى هداياه بعناية في جانبو في الخزانة .. و قبل ماينزل .. طل عليها اخر طلة .. مازال ماقادر يبعد عينيه عليها .. بحال الى مامتيقش انها صافي .. معاهم و بيناتهم .. بصحة جسدية و نفسية مزيانة .. كاتنبض بالحياة كيف قبل ..

اسلام بعدما بعد من دار الاء

اسلام بعدما بعد من دار الاء .. احس بحال الى البيبان كاملة تسدات في وجهو ..

غضب ؟

الغضب اقل شيء ممكن يتوصف بيه احساسو حاليا ..

كل شوية كايقلب الفايسبوك كايتسنى ميساج منها .. و لكن والو ..

غايحماق ..

الاء مابغاتش تهضر ..

مناش خايفة ..

علاش تغريد غاتجي عندها و تسول فيها ..

اشنو غايجيبها ؟

مالقى جواب ..

و لكن حالف حتى غايلقاه .. ماغاديش يستسلم .. غايعاود يتلاقى بالاء .. واخا يتطلب الامر يتخطى داك الثور ديال زوجها ..

العشية

العشية ..

تغريد صيدات زوج قنيات غير لمجرد التسلية ..

ماقتلاتهمش .. و لكن ناوية منين يجيها الجوع ..

رجع ظهر القط الصغير و عطاتو من بقايا الاكل اللي عندها ..

شعلات البيسي و تمزكات شوية .. و شعلات الكاميرا .. هاد المرة ماتكلمتش .. غير صورات راسها كاترقص .. بحالتها هكاك .. غير كاترقص ..

متكية الاء و متكي ولدها على صدرها معنق لعبة من اللي جابت ليه و كايتفرج مستحلي يدين ماماه الحنونتين في شعرو


متكية الاء و متكي ولدها على صدرها معنق لعبة من اللي جابت ليه و كايتفرج مستحلي يدين ماماه الحنونتين في شعرو ..

كانت عائشة خارجة هاد العشية عند صديقاتها كيف العادة ..

زين العابدين تفاداها الوقت كلو .. كلما حاولت تكلمو او تقرب لجهتو كايتهرب .. و لكن عينيه كانو عليها معظم الوقت ..

و لكنها مناوياش تستسلم ..و ماناوياش تعطيه بالتساع ..

غاتصالحو .. رغما عن عنادو غاتصالحو ..

فرحات منين شافتو حل هداياه و قبل بيها .. كانت خايفاه يخليهم تما .. كان غايكسر قلبها لو دارها ..

ناضت قبلت ولدها قبلة كبيرة من اللي كايديرهم ليها باه حتى برزطاتو و بدى يضربها و مشات كاتضحك ..

دخلات للغرفة .. لقاتو مازال كايدير القيلولة ..

ستفات ماكياجها و بدات تلون و تشكل على وجهها ..

كانت فكرة في عقلها غاتتماشى مع شعرها ..

و طبقاتها .. بعد لحظات ، جات مثالية ..

لبسات ديباردور ابيض حريري بسميطات جد رقاق

لبسات ديباردور ابيض حريري بسميطات جد رقاق .. و حافظت على شورط البيجامة ..

جبدات كاميرتها و حلات النافذة ..

طلات عليه .. ماتحركش من بلاصتو .. خدات بعض الصور قدام النافذة..

بعدها قربات للسرير كاتقلب على شي زاوية مزيانة تظهر الصورة باضاءة مثالية ..

خدات مازال و طلعات فوق السرير ..

تحرك زين العابدين و هز تيشورت ديالو كايحك كرشو ..

ضحكات لحركتو و هبطاتو على كرشو منين خلاه ..

تكات حداه في السرير .. مباشرة شمات الريحة اللي شرات ليه ..

تبسمات و هي كاتقرب تشمها عليه اكتر و فجأة تحرك تاني .. و دارت راسها كاتصور ..

قربت حداه اكتر حتى لصقت في جنبو ..

و هزات الكاميرا كدير راسها كاتصور ..

مافاقش ..

حطات راسها على كرشو و هنا فاق..

تبوزات للكاميرا .. و حدسها خبرها انه حاليا .. كايشوف فيها ..

مادار حتى رد فعل و هي تخشى في صدرو حاطة راسها على كرشو و رمات رجلها عليه ..

مادار حتى رد فعل ..

عارفها اشنو كادير .. و مرحب بهادشي .. مادام غاتعطيه فرصة تقرب ليه ..

عجبو انها ماستسلمتش رغم انه منفخ و لحد الان ماقرب ليها ماهضر معاها ..

كان متوقع تعطيه التساع و مادير حتى محاولة .. توقع كبرياء الانتى غايلعب لعبتو ..

و لكن مادارتهاش .. هي جد مهتمة .. و هاهي تاني جايا كاتحوم حداه كيف شي قطة جيعانة ..

كيفاش مايبغيش هاد الانسانة و مايتعلقش بيها ..

لاحظ الماكياج اللي دايرة و كاتصور .. شحال ماشافها كادير هادشي و عجبو الحال ، عجبو يشوفها رجعات تمارس مواهبها و رجعات انتاجيتها .. ماكانش معجب بالاء اللي غير شادة القنت او غير مضاربة مع الشغال و المسؤوليات ديالها ..

هاد الاء كاتفكرو بالبنت الحمقة اللي تزوجها ..

شاف عينها كاتمشي للجنب .. كاتطل عليه ..

كان سارح و ماعرفاتوش فاش .. و لكن اذا كان سرحانو غايخلي يديه على شعرها .. غير خليه ..

رمات الكاميرا و غمضات عينيها ..

كاتصنت لصباعو كايعزفو في معزوفة في شعرها ..

او كايرسمو شي لوحة ..

او كايكتبو شي قطعة شعر ..

مهما كان كايدير في راسها .. كان كالفن ..

ساحر و كايبعت القشعريرة في الذات ..

او فقط هي عاشقة و صافي ..

حلات عينيها شافت فيه .. و لقاتو سابق كايشوف فيها ..

"" توحشتك "" قالتها و اخيرا ..

حركة يدو وقفات في راسها ..

سكت و لكن عينيه لا .. رد ليها "توحشتك" باكتر طريقة معبرة .. و غير بعينيه ..

تنهد .. و هو ينوض ..

احباط اخر..

حولت ترجعو بيديها "" زين العابدين عافاك ""

شاف في عينيها .. و لكن شوفة مافيها لاغضب و لا حتى حاجة "" مامستعدش ا الاء دابا ، واخا ؟ ""

ماعرفاتش باش ترد .. شافتو كايبعد حتى خرج من الغرفة .. و بقات تما في السرير .. كاتفكر كيفاش تخليه على الاقل غير يتكلم معاها ..

كانت تغريد مكورة في الكهف ، الارنبين حداها كاتلاعبهم باصابع و عقل شارد

كانت تغريد مكورة في الكهف ، الارنبين حداها كاتلاعبهم باصابع و عقل شارد ..

ظلام الحال و يمكن وصل منتصف الليل .. و هي خايفة ..

مابقات كاتخاف من والو و في نفس الوقت .. الظلام هو الشيء الوحيد اللي ماتقدرش تواجهو ..

الظلام غامض ، الظلام بحال شي فضاء عميق ماليه حدود ، عدو غير مفهوم و لا معروف ، الظلام كايعرف يخبي و يخفي .. الظلام ديما كايخوف ..

و تغريد ماكاتعرفش تواجه اعداء ماتقدرش تشوف في عينيهم ..

ايدر مازال مارجع و التوتر و الحزن كبرو في صدرها و احدثو فراغ عميق مابقات عرفات كيفاش تمليه او حتى تتجاهلو ..

اسلام شغل تفكيرها البارح و اليوم ..

داكشي اللي نوات ديرو مادارتوش ، فاش اصلا غاينفع ..

الجهد اللي بقى ليها واجهت بيه الذئب و حاربت بيه تحت الماء و مجددا على قبل الذئب ..

اذا مارجعش بخبر مزيان كيف قال ..

ماعرفتش اشنو غايوقع ..

ماغايبقى ما يوقع ..

غادية توقف الحياة في هاد الجسد .. و غاتموت هي و اللي وسطها ..

غاتكون الوليمة التالية للذئب ..

هي و الاخرى وسط منها ..

هكا ارحم ماتعيش بيها وسط منها ..

لا هي وحيدة و لا هي مالكة نفسها ..

لا هي حية و لا هي ميتة ..

و لكن قبل ماديرها ..

غاتخلي ذكرى وراها .. غاتخلي برهان للعالم انها تقاتلت .. و حتى استسلامها للموت كان شجاعة منها ..

و اسلام غاينسى .. كلهم كاينساو .. حتى حنا كاننساو ..

ناضت جلست فجأة و عينيها واسعين .. صوت خطوات كايقربو ..

ناضت دغيا خرجات و وقفات تما..

وسط الظلام حسات ببؤبؤيها كايوساعو .. كايحاولو يركزو في تجسيد الشيء المتحرك بين خيالات الاشجار ..

مشيتو الكسولة ، مشيتو المتربصة حتى و هو في هيئتو البشرية ، صوت النفس كايتجمع في صدرو .. و اخيرا رجع ..

منين وصل وجهات المصباح لوجهو ..

بغات تشوف ملامحو ..

كانت جامدة ماكاتعبر على حتى حاجة ..

اشنو معنى هادشي ؟

"" اشنو ؟ ماكانصبرش يوم كامل بطولو باش مانحصل على والو في الاخر "" قالت باحباط غاضب ..

"" اوى سمحي ليا نصدمك ، الحياة ماشي بهاد السهولة "" جاوبها بزمجرة ..

بعد من قدامها و جلس على حجرة كبيرة .. كايشوف في العافية اللي كتاكل في الاغصان الصغيرة ..

جلسات حداه في الارض ..

"" اشنو كاتقصد ؟ فين مشيتي ؟ اشنو درتي ؟ ""

بعد صمت .. جاوب ..

"" مشيت لبلاصة كان المفروض يكونو فيها ناس اخرين من اصلي .. و لكن .. مالقيت احد .. ماكان حتى احد "" ماعرفاتو واش قال الكلام ليها .. او لنفسو ..

بان ليها بحال شي احمق في هاد الاثناء ..

وقفات و صاحت بصوت عالي صدى في ظلام الغابة "" واش حماقيتي ؟ واش عارف شحال من عام داز على غيااابك ؟ ""

"" سدي فمك شوية و ماتغوتيش في وجهي .. هذا اخر انذار لك "" هدد بهدوء ..

"" سمح ليا ، انا غير مقلقة شوية حيت حياتي كاتضيع مني "" قالت ساخرة ..

مد يدو رجع جلسها بصرامة حتى تقصحت .. و لكن ماعقبتش ..

"" ديك البلاصة ماعمرها خوات منهم .. ديك البلاصة كانت ملكهم من زمان قبل حتى مانتولد انا .. هما اللي كانو استقبلوني اول ماجيت لهنا .. هما اللي رشدوني لهاد البلاد .. و لكن دابا مابقاوش ، دابا عرفتي اشنو كاين .. فمك يبقى مسدود "" كان تهديد صريح منو ..

شافت يديها ترخاو حول جنابها .. حتى من الدموع مابغاوش ينزلو .. كاتحس براسها نشفات من الدموع ، كاتحس باللي ولات مخدرة .. مابقاتش كاتحس ..

واش سالا كولشي .. كايبان ايدر يائس هو الاخر واش ماكاين حل .. ؟

كانت معلقة امل عليه ..

اماال كبيرة ..

مابقات تما حادرة راسها .. مابقات قالت حتى كلمة ..

فجأة ايدر دار شاف فيها ..

عينين الذئب لمعو بشراسة تجاهها و شنق عليها .. نزل فوق جسدها حتى حسات بعظامها تكسرو بالجهد ديال جسدو القوي المطبق عليها ..

"" انت عارفة شي حاجة ؟ ""

قبل ماتجاوب تغريد و اللي ماكانت فاهمة والو ..

جاوبت اللي وسطها " بعد يديك عليا ""

ضحك ضحكة جانبية قبيحة خبيثة "" عليك ؟ من ايمتى كان لك جسد باش تهضري عليه بهاد التملك ، هضري اشنو كاتعرفي ""

"" ماكانعرف والو .. بعد مني ، حتى انا كنت مسجونة معاك في الماء .. ماعارفة والو .."" قالت تالا بصوت مرتجف ..

"" كذاااابة "" صاح و في اخر الكلمة خرج وجه الذئب و كمل الكلمة بزمجرة شرسة ..

كان كايبان غايكمل اكتمالو و يهجم على عنقها ..

تغريد تصرفات بسرعة منين شافت حالتو و كيفاش كايشوف فيها .. في تالا .. تالا بدورها غرقات وسطها بحال الى هربات ..

دفعاتو برجلها حتى بعد و هي توقف قدامو .. تحول شكلو و تقطعو حوايجو طارو بسبب جسدو الهائل و الضخم ..

و وقف قدامها كايزمجر .. بصوت عميق عالي .. حاد و مهيب ..

"" هاذي انا ، استرجع وعيك "" قالت تغريد مادا يدها لتجاهو ..نبرتها منقسمة لاثنين ، مهدئة و محذرة ..

شوية بشوية بعد التعبير الخبيث الشرير من وجه الذئب .. غطى نيابو و مابقاش مجعد نيفو ..

قرب ليها و جلسات .. لحس شعرها كاينظفو و عنقها .. احست بيه كاعتذار ، كمعاودة علاج الرابطة ديالهم ..

مدات يدها و غبرات بين فروو السميك و هو يجلس حداها و دور عينيه تجاه الغابة ..

كيف غادير في هادشي ؟

كانت كاتفكر تستسلم للذيب و تعطيه نفسها و تالا وسطها ..

و الفرصة جات .. و لكن غريزة البقاء ديالها وقفات في طريقها ..

سرعان مادافعت على راسها و متأكدة كانت غاتحارب الذئب كون ماعاود تعرف عليها ..

هاذي هي الحياة ..

هي كاتحكمك من جهة ..

و غرائزك من جهة ..

فكرة الاستسلام كانت غريبة .. و باقية غريبة ..

و لكن في نفس الوقت هي يائسة ..

اشنو المعموول .. ؟

ناضت جابت كاميرتها و حطاتها قدامها .. كاتسجل .. و لكن غير كاتشوف فيها ..

الذئب كان مازال جالس حداها .. و لكن خارج من اطار الصورة .. ماشي قصدا و مامهتماش لظهوره فيه ..

"" مابقيتش عارفة "" قالت فجأة للكاميرا "" مابقيتش عارفة اشنو كاندير مازال هنا ، بغيت نمشي فحالي و لكن حتى طريق مامفتوح قدامي .. كولشي مظلم .. كولشي ظلام "" سكتت للحظة "" ماتيقتوش ؟ ""

هزات الكاميرا و دوراتها لجهة الغابة .. ماظهر والو في في الشاشة من غير لمحات قليلة من عمق الغابة و وقوف اشجارها و لكن اصوات الحشرات و الحيوانات الليلية و حفيف الاشجار حتما حاضرين في الصورة ..

الذئب تكا و هي تكات و حطات رأسها على بطنو ..

دورت الكاميرا لعندها .. و دابا .. كان ظاهر وجهها متوهج جانبو بتوهج النار ..

كايرتفع راسها مع حركة تنفس الذئب العميقة و القوية ..

كل زفرة نفس كاتخرج من ذاتو قوية و مسموعة ..

بقات تغريد قدام الكاميرا كاتصنت للحياة تحت منها ..

قلبو و اعضاءو الاخرى ..

دفءو و تحركاته مع حركة رأسو اللي كان كايحولو كل شوية لاتجاه ..

بحال شي حارس ليلي ..

حارسها ..

دابا مابقاش الخوف من الظلام ..

رفيقها في المحنة موجود ..

"" قلت ليكم ماكاين غير الظلام "" قالت للكاميرا "" و لكن على الاقل ماكايناش بوحدي "" شدت فروو الاسود بين يديها و جراتو بقوة .. دار الذئب عندها و زمجر بعمق محذر ، ماكانش تحذير عدواني .. و رجع دار لجهة الغابة .. طلقات قبضتها و عينيها مازال على الغابة ، مامبينة غير بطنو علايش مسندة .. و كملات كلامها .. "" كاين معايا ظلام من نوع اخر ، رفقتو دافية و كاتبعد الخوف .. كايشم الخوف و كاياكل الارواح .. ""

فجأة ناض وقف و ناضت جلسات .. وجهات الكاميرا لجهة اخرى بشكل عشوائي حيت كان تركيزها معاه ..

بان ليها دخل مع الغابة .. غايجري ..

ناضت صاحت "" ماتخلينيش بوحدي .. ""

و بدون تفكير تبعاتو كاتجري .. و الكاميرا مازال شاعلة ..

ماكاتصور غير السواد و الظلام .. و لكن صوت الجري و تسارع انفاسها و تاوهاتها كلما عفست على شيء حاد .. ظاهرين و مشكلين صورة ..

بعدها سمعات عواءو .. و هي توقف كاتنفس بالجهد ..

طلقات وذنيها كاتصنت و كاتحاول تحدد موقعو .. و بعدها رجعت كاتجري لتجاهو ..

خايفة من الظلام المحيط بيها .. و لكن جرات فيه بشجاعة ..

لقاتو .. فوق واحد من الصخور العالية و القريبة من الشلال ..

تنهدت بارتياح .. رغم انفاسها المتسارعة و طلعات حداه ..

و في جنبو جلسات .. حطات الكاميرا كاتشوف في اتجاه اخر في الظلام ..

عنقاتو و عطات لجسدها فرصة يسترجع انفاسو .. لحظة و رجع كايعوي و هي لايحة راسها عليه بعياء .. نفسي و جسدي ..


google-playkhamsatmostaqltradent