قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا(الفصل الواحد والأربعون)
الفصل الواحد و الأربعون :
صبح عليهم الصباح و هما في داك المكان ..
افل القمر و رجع دفء اليوم عوض برودة الليل ..
جلسو تما في صمت طويل و هدوء غلب هدوء الطبيعة ..
زوج من الارواح المحبطة التايهة .. مالقات لفين تهرب غير لبعضها ..
هي لاقية فيه الامان و هو لاقي فيها الرفقة ..
لا شيء اكثر من ذلك .. و ذلك اكبر و اكتر قيمة من اي شيء اخر ..
حسات بالعياء و نزلات احست بحدسها انه وراها رغم ان خطواتو صامتة مما يعطي القليل من الانطباع على خطورته ..
شعلات كاميرتها و تبسمات لعدستها .. ابتسامة مافيها لامتعة و لا فرح و لا حتى حاجة زوينة ..
ابتسمتها كانت يائسة ، بائسة ، عيانة ، ديال وحدة مانعساتش ليلة كاملة بالتفكير ..
"" صباح الخير ، كيف كاتشوفو حنا في يوم جديد ، ماشي الحياة زوينة ؟ ""
هزات الكاميرا و دوراتها حول محيط الغابة من الاعلى ..
اظهرت شمس صباحية باردة متسللة بين اوراق الشجر الجافة ..
بقات الكاميرا في السماء منين احست بدفعة براس انف الذئب في بطنها ..
دارت عندو ..
كان ذئب اضخم ب4 مرات من الذئب العادي .. كلما كان قريب رغما عنها كاتحس بالمهابة من هبتو و قوتو ..
كان مجرد كائن فخم و ملكي ..
ماشي الملكي الابيض ، نوع الملكية السوداء و الغامضة ..
شيء كالظلام ..
اصدر صوت من حنجرتو و لكن ماكانش مجعد وجهو تجاهها ..
باغي شي حاجة ..
"" اشنو ؟ ""
شافت من خلال عينيه و قرات شيء ..
عاود زمجر و اشار برأسو نحو الغابة ..
بعدت منو خطوة و هو يتحرك في مكانو بدون مايتقدم خطوة .. بحال كايقول ليها "" تماما داكشي الللي قصدت ""
ضحكت و احست بموجة من التشويق كهربات جسدها و عطاتها صعقة كهربائية رجعات النبض في مزاجها ..
دارت فجأة و جرات نحو الغابة ..
سمعات عواءو وراها و قلبها بدى يضرب بالجهد ..
جرات و جرات و لكن ماكانت غير لحظات و خرج قدامها نقز عليها غوتاات من المفاجئة و طاحت للارض ..
طاحت الكاميرا من يدها ..
اللحظة اللي فاتتها الصدمة بدات تضحك ..
كانت بايديها الصغيرة بالمقارنة بوجهو كاتحاول تقاومو .. و هو الاخر كان كايهاجمها .. ماشي مهاجمة جدية ..
كان مداعبة ، بحال كيف كايداعب الذئب صغارو ..
كتحط صباعها بين فكيه و تشد في نيابو الضخمة و تبعد فاهو عن وجهها ..
و هو كان ظاهر عليه انه مستمتع بمقاوماتها الصغار .. كان متمكن منها كليا و في نفس الوقت عاطيها فرصة فين تعبر عن مقاومتها .. حتى فكو كان حالة شوية و مفيكسيه و متبتو من الحركة .. حركة صغيرة غير مدروسة و صباعها الصغار غايتفصلو على يدها ..
كان هو من الداخل كايضحك على مقاومتها ، على ضحكها لمرة منين تمكن من ابعادو و ترجع تنزعج منين يسترجع سيطرتو على الوضع و مرة تزمجر بين سنانها بالغضب و ترجع تضحك تاني من الاول و جديد ..
هز راسو بعد صباعها من فكيه و رجع راسو لوجهها ..
قرب مزيان و نفر هواء سخون قوي في وجهها حتى بعد الشعر من عليها و هي تكمش وجهها دوراتو منزعجة .. حسات بتقلو بعد و ناضت كاتسب و تعاير فيه ..
كان يالله كايجري ببطء بين الاشجار منين نقزات على ظهرو و خشات اصابعها تاني بين فيكيه هاد المرة جرات خديه للور بحال اذا بغات توسع فمو ..
لاحها لور و طاح معاها في الارض ..
صاحت مع الطيحة ..
تقلو ماكانش مزحة دغيا ناض و دغيا فك نفسو منها ..
دار عندها و وقف كايشوف فيها ..
مرمية تما بدون حركة .. انفاسها متسارعة و اطرافها مرخية .. و عينيها مغمضين ..
من الاول كانت عيانة ..
كان دابا و هو كايشوف فيها ، شراستو و هيبتو المهيفة محطوطة على جنب .. كايبان دابا بحال شي كلب ضخم كايشوف بفضول و قلق على صاحبو او 'فرد من العائلة ديالو '
قرب انفو منها و دفع بطنها في حركة كايطلب منها تنوض ..
دفع كتفها بنفس الحركة و راسها و رجع لبطنها ..
قوتو في الدفيع خلاتها تنوض بالغعل .. كما انها فهمات لغة جسدو .. كان باغي يعرف واش لحق شي ضرر بيها ..
حكات عينيها و داعبت فروو من جهة العنق ..
لحس خدها و داز لسانو الضخم على شعرها و هي تمسح بانزعاج ..
دابا تطمن ..
تمشى تجاه طريق الرجوع و ناضت قلبات على كاميرتها فين طاحت حتى لقاتها ..
تاني كاتصور بدون ماتطفيها ..
طفات و خنزرات في تجاه الذئب اللي صغار قدو مع بعدو .. حتى البارح ازعجها وسط تصويرها و كايلاهيها و يخليها ناسية الكاميرا كاتصور بوحدها ..
منين وقفات قدام الكهف لقاتو جالس على برى .. في هيئته الذئبية ..
استغربت و لكن دغيا بعد الاستغراب منين شافت ملابسو مقطعة و مرمية عل الارض .. و تفكرت البارح فاش تحول فجأة و هو وسط حوايجو ..
جلسات قدامو و ربطات حواجبها و هزاتهم كاتوريهم ليه بحال شي أم مؤنبة "" شفتي اشنو درتي ؟ واش كايسحاب لك كانطبعهم كل مرة غادية نخسر فيهم عليك انت ؟ ""
نفر الهواء تجاهها منزعج .. و دور وجهو متجاهلها ..
"" ااه راه معاك كانهضر ، اوى تجاهلني ، و بقى هكاك ماترجعش بنادم تاني مرة اخرى باش نعلمك .. ""
دار شاف في عينيها و تحولو العيون النارية لعيون ايدر الخضرة .. عدستي ايدر البشرية و سمعات صوتو في وذنيها "" ماعنديش مشكل ندور عريان ، الصهد و جلدي مامتحملوش ماشي غير الحوايج ""
عرفات ايدر كاين في السطح .. معناه ممكن يتحول قدامها في اي لحظة ..
غمضات عينيها و بسطت يديها قدامو "" هادشي ماشي عدل انت عارف رأيي في هاد الخصوص.. يا غاتحترمني اولا غانخلي ليك هادشي و نفرقو طريفنا ""
ماجاوبش ..
حلت نصف عين و شافت فيه .. لقات عيون الذئب رجعو .. و لكن على وجهو تعبير غريب .. جعدت وجهها بتشوش كاتحاول تفهم ..
كان كايصدر حتى صوت و حتى هو غريب ..
كايضحك ؟
خرجو عينيها و هي فيها الضحكة من شكلو ..
كانت ضحكتو قبيحة .. بل مخيفة .. بحال شي وجه شيطاني ..
جمعها كيف قالت و دفع راسها بانفو حتى فقدت توازنها و تسرحت في الارض ..
خنزرات فيه بجانب عينيها و زمجر و هي تدخل للكهف كاتنكر و تشتم ..
شربات اخر قطرات الماء اللي بقاو .. كانت كاتحس بالجوع و مالقات ماتاكل ..
شافت في الارنبين اللي صيدت البارح و تكات تما و تنهدت ..
غايخصها تنزل تاني و تضرب الطريق للفيلاج ..
ماشي ثواني حتى خطفها النوم و داها معاه ..
حتما ، ماشي دابا ..
حلات الاء عينيها وسط فراشها .. تكسلت و تفوهت و ناضت جلست متسندة على السرير ..
ماكنش زين العابدين في فراشو .. حسات بيه فاش ناض لبس و خرج يجري ..
كانت باغية تمشي معاه ماشي لحبها في الجري و لكن بغات وقت معاه بينها و بينو غير يهضرو مع بعضهم و لكن ماقدراتش ..
بعدما قال ليها باللي "مامستعدش" مابقاتش عارفة اشنو دير ، واش تعطيه وقتو حتى يرضى و يبغي راسو او تزيد في اصرارها ..
مابغاتش تضغط عليه ، بغات غير علاقتهم ترجع لاستقرارها ..
سهرات حداه و حسات بيه سهران بدورو رغم انه كان عاطيها بالظهر ..
ظلات كاتفكر فيه و سهرات كاتفكر فيه و مازاد الطين بلة هو موضوع اسلام و بنت عمو ..
ماقدرتش تحيد من بالها صورتو و هو كايدق في الباب و هي ساداه عليه ، عمرها سدات الباب في وجه شي احد .. ماشي فعايلها ..
و لكن هاد المرة كاينة عائلتها في الصورة ، ماشي غير هي ..
حست بدمعة كاتجري على خدها ، من الاحباط و من كره نفسها لنفسها ..
شافت الضرر اللي تلحق في علاقتهم بسبب 'حقيقتها'
و شافت الشر اللي كامن في داخل ديك البنت ، شافت حتى براءتها و عدم علمها باللي كانت هازاه ..
ماعمرها ماحسات بنفسها مفصولة بين زوج اختيارات ..
ماعمرها تخيلات واحد من الاطراف كان غايكون ضميرها ..
ماعمرها حطات ضميرها في واحد من الاختيارات لانها ديما كانت كاتسبقو ..
ناضت تتحرك تشغل نفسها باي شيء غير التفكير ..
غير غاتمرض راسها ..
مسحات دموعها و بدات تجمع الغرفة ..
بدات بالنافذة حلاتها و خلات نسيم الصيف يدخل ..
طوات الفراش و جمعات الاغراض المبعترة و المرمية حول الغرفة ..
و مشات للحمام .. بعدما قضات اغراضها كاملة ، سهات كاتشوف فيعينيها عبر المراة ، بحال الى باغية تغلب صورة الضمير ديالها في المراة بحال بغات تواجهو و تسكتو ..
' اسلام ماعرفش بنت عمو اشنو واقع ليها ، ماعارفش اشمن قوة مالكاها ، في هاد اللحظة مممن تكون كاتواجه كابوس و انت هنا كاتسكتي راسك غير حيت راجلك مقلق منك ، ماقادرش يتعامل مع حقيقتك ، تجاهلك و عدم تقبلو اصلك ، ماغايلغيش حقيقتك و ماغايبدلهاش ، انت شفتي الشر و هجمتي عليه غريزيا ، انت حارسة بغيتي او كرهتي ' قال انعكاس الاء في المرآة مجيب على تحديها ..
"" السكاااااااااات ""
صاحت الاء و ضربات في المرآة حتى احدتت فيها شقوق وبعض الكسور ..
و سدات وذنيها كاتبكي ..
الدقان في الباب تسمع ، و بعدها صوت عائشة "" الاء بنتي ؟ ""
حلات الاء الباب و ترمات في حضنها كاتبكي ..
التوتر لون وجه عائشة بالكامل ، دوت يدها على شعر و ظهر الاء ، كاتهدنها "" مالك ابنتي ، اشنو وقع ليك ؟ ""
بعدت الاء و مسحت دموعها كاتتمتلك نفسها "" والو اخالتي غير .. ""
"" غير اشنو ؟ كاين شي احد كايغوت بوحدو في الحمام غير هكاك ؟ قال ليك شي حاجة ياك ؟ ""
عرفاتها علامن كاتهضر "" لا اخالتي ماقال لا والو ""
"" اوى هذا هو المشكل ، ماقال واالو ""
سكتات الاء حتى رجع استقرار تنفسها "" ماتديش عليا اخالتي ، غير تعصبت شوية ""
"" حاولي على راسك ابنتي مابغيناكش ترجعي لحالتك تاني ""
ربتت على كتفها "" لا ماتخافيش اخالتي ""
و رجعت الاء لغرفتها .. صلات ، بدلات حوايجها و توجهت لغرفة ابنها طلات عليه .. تم نزلات للتحت تعاون عائشة في توجاد الفطور ..
دقائق قليلة و دخل عندهم زين العابدين ملقي السلام و حط بعض المخبوزات اللي شرى من برى و خرج ..
حسات الاء بعيون عائشة عليها و حتما على زين حتى هو ..
ثم تمتم ب'لاحول و لا قوة الا بالله '..
و لكن الاء تجاهلت كل ما كايوقع .. تجاهلت كولشي ..
بعد قليل .. هبط زين مدوش و مبدل و التحق بالفطور مع امو و زوجتو ..
فطرو في صمت .. لمدة ..
الاء ماهزاتش عينيها من على صحنها و لكن مافاتهاش التوتر اللي مالئ الجو و الحركات التواصلية المتبادلة بين زين و امو ..
ثقل عينين زين كان من مرة لاخرى كاينزل عليها .. و كايقلق راحتها ..
حتى مابقاتش تحملت و ناضت "" انا غانطلع نفيق طه باركة عليه ""
بعدما سمعو خطواتها كايبعدو في الدروج .. قال زين العابدين بفضول و قلق معا "" اش واقع الوالدة مال وجهها مبدل ؟ ""
"" قبايلة ضربات المراية في الحمام و غوتات خرجات عندي كاتبكي ، بلا ماتعصبها اولدي الله يرضي عليك صافي تفاهمو بيناتكم ماكاين لاش تبقى شاد في قلبك كيف شي ولد صغير راه مراتك هاديك ماعنكم علاين بعضكم ""
"" ضربات يدها و غوتت ؟ "" سولها زين بفضول ..
"" نوض اولدي الله يرضي عليك .. لحق مرتك و ماتنزل عندي غير و انت مصالح معاها ، باغية نرجع غذا فحالي مابغيتش نخليكم هكا ورايا ""
كان زين وقف .. و بلا مايزيد شي كلمة مازال طلع تبع مراتو ..
كانت الاء كاطل من نافذة غرفتهم .. طه كان غير سبة باش تبعد ..
حركة التحت لفتت انتباهها .. كان شخص غادي جاي في الدرب ..
شخص مألوف ..
اسلام ..
بعدت دغيا من النافذة قبل مايهز عينيه ..
ماستسلمش ،بطبيعة الحال ، هذا هو اسلام ..
بغات دير شي حاجة .. خاصها دير شي حاجة ..
دخل زين العابدين للغرفة و وقف كايشوف فيها بعيون متفحصة ، كانت واقفة قدام النافذة و بعيدة بخطوتين عليها كاتطل من بعيد ..
واقفة وقفة متوترة و مربعة يديها ..
' اشنو عندها ؟ ' فكر ..
حيت ماكايضنش ان توترها هذا بسبب ما واقع بينهم ..
الاء اللي كايعرف ماغاتسوقش لحدة مزاجو ، بل غاتلصق في جنابو حتى تكرهو في نفسو و تخليه ينفذ اللي بغاتو ..
للحظة رجعاتو ذاكرتو لحالتها من قبل سفرها و انتابو شيء كالخوف ، ماباغيش يشوفها هكاك مرة اخرى ، نهائيا !
"" الااء؟!!"" لقى راسو كايناديها فجاة بدون حتى مايفكر ..
دارت عندو كيف الملسوعة ، مفاجئة بوجودو ..
شافت فيه بعيون واسعة ثم دغيا تبدلت نظرتها لشيء اخر ..
شيء بحال " محتاجاك "
قرب ليها خطوة و قربت الخطوات كاملين باش توقف قريبة ليه و عنقاتو ..
فاجآتو .. ماقدرش يبادلها العناق ..
احس بيها كاتحرك يديها على كل ظهرو و يديه هو طايحين في جنابو بحال الى فقد السيطرة عليهم ..
احس بنفسو متشنج ، جديا ماعارفش كيفاش يتعامل ..
حسات هي بهادشي ..
و حست حتى بيديه كايبعدوها على صدرو ، هزات عينيها شافت في عينيه ..
و لكن ماقدرات تقول والو ..
تسناتو هو يتكلم ، ماشي هو اللي تبعها ؟ احس بيها ماشي هي هاذيك و تبعها يكون معاها ؟
قرات هادشي في عينيه ، و قرات حتى انه تراجع ..
خاب رجاها من جديد ..
دار عطاها بالظهر و تم خارج .. ببساطة ماعارفش يستجمع شتات نفسو ..
طارت لباب غرفتهم سداتو ووقفات قدامو ..
كاتشوف في عينيه ..
"" واش صافي سالينا ؟ جا اليوم اللي كاتبعدني عليك ازاين ؟ قول ليا اشنو ندير معاك ؟ واش ماباغيش تشوفني في جنابك ، غانتفهم هادشي ، غانهز ولدي و نمشي لدار بابا .. حتى تحس براسك مزيان و غانرجع ""
غوبش ..
هاذي اخر هضرة ممكن يقبلها منها حاليا .. دور وجهو مالاقي باش يتكلم معاها ..
و في نفس الوقت كايحس بجسدو بدى يغلي لهاد الفمرة اللي طرأت في بالها ، و لكن شكون غايلوم هو اللي منين سافرت مابين ليها حتى لحظة باللي توحشها او باغي وجودها في الدار ..
قربت ليه .. و ارتاح لهادشي ..
احس بدفئ يديها على ذراعيه "" هضر معايا و وريني اشنو كاين في عقلك ، خلينا نحلو هادشي احبيبي ، خلينا ندفنو هادشي و نمشيو للقدام ""
دار شاف في عينيها ..
هاذي هي الاء ديالو ..
ماكادورش ظهرها ..
"" اولا ماتوحشتينيش ؟ مامستعدش تشوفني ؟ غاضب مني ؟ ماعارفش تتعامل مع الغضب ديالك عليا ، ماخرجتيهش و بقى كاياكلك الداخل ياك ، عصبتك في اكتئابي و لكن فكرتي ليا ، و كبتي كولشي .. انا فهمت دابا ..""
غوبش اكتر بحال الى انزعج من الفصل الاول من كلامها .. و لكن الفصل الثاني خلاه يبغي يترمى بين يديها و غير يبكي ..
اه ، يبكي .. حاس براسو تحمل اكتر من طاقتو و حتى واحد مافهمو ..
"" اتاهمتيني باللي انا السباب في موت ولدي "" قال فجأة بنبرة مريرة ..
غمضت عينيها ، اتهامها ليه كانت ضربة من الضربات العنيفة اللي وجهاتها ليه ..
اكيد غاضرو ، اكيد غاتبقى طعنة في صدرو ..
حسات بوخز غي قلبها و لكن مدات يدها لوجهو .. كاتلمس خدو .. ماحبسهاش فخلات يدها تما .. حسات بيه محتاج هادشي .. اشارة مزيانة "" ماكنتش عقلانية ، كنت غير ام خسرات ولدها ، كنتي متفهم هادشي ، كنتي زوج مزيان ، كنتي رفيق مزيان ا زين العابدين ، لعبتي دورك في حياتي بشكل مثالي""
"" ضراتتي في خاطري رغم انني حاولت نحكم عقلي و ماناخدش اي شيء درتيه او قلتيه ليا في ديك الفترة بشكل جدي .. و لكن .. ماقدرتش "" كمل كلامو ..
"" سمح ليا ، غلطت في حقك "" دمعو عينيها "" و اللهما كاتستاهل داكشي اللي دوزتك منو في ديك الفترة ""
واجه عينيها مع عينيه و حرك راسو و مسح على وجهو "" انا غير كانخربق دابا ، ماكنتيش في حالة نفسية مزيانة .. انا دابا اللي عقلي مشوش .. ماعرفتش مالي .. ماعرفتش اشنو معنى الغضب اللي هزيت جهتك .. فاش كنتي مسافرة .. كنت مرة كانفكر مشوش عليك ، مرة معصب منك .. ماكنتش حامل فكرة تبعدي عليا .. و منين سمعت من خوتك انه كان عاجبك الحال زدت حقدت .. ماشي عليك غير قلت هي فرحانة و مرتاحة بعيدة علينا و حنا هنا مشوشين .. انا عارف دابا ، دابا فهمت ان احساسيسي ماكانتش عقلانية ماكانتش منطقية .. ندمت الصراحة .. كان عليا نتاصل بيك و نسول عليك .. نبقى على وعدي انني ديما غانبقى في جنبك ""
بعدت يديه على وجهو و قالت بصرامة "" ماترجعش لور ، ماتعاودش تكبت مشاعرك ، ماتعاودش تلبس داك اللباس ديال الجبل الواقف ، رخي راسك ، طيح ، غاتلقى يديا يكاليوك ، غاتلقى كتفي و صدري يهزوك "" دوزت يديها على خدودو ثم شعرو "" زين العابدين "" الطريقة باش نادت اسمو خلات عيونو يدمعو بتعارض تماما مع ملامحو الحجرية "" ماشي مشكل طيح ، ماشي مشكل تعيى ، ماشي مشكل تبكي ، انا آذيتك في ضعفي بلا مانقصد ، و غانلمم جروحك كيفما تنازلتي و طلقتيني نمشي فحالي و نبعد .. جا الوقت باش نلعب دوري ، ماشي كمراتك ، كصديقتك و رفيقتك ""
عند انتهاءها من الحديث ، لقاتو قريب .. جد قريب ليها من اي يوم اخر مضى .. جسديا و معنويا ..
رقصو عينيه بين عينيها .. ضغطت بحنان على خديه بين يديها ، تبسمت من خلال دموعها ، ابتسامة كلها امل .. كلها ايجابية ..
"" انا هنا احبيبي ، شوف فيا ، انا هنا ""
مال .. مال و مال ، حتى وصل لوجهها ..
حتى احس بانفاسها اللي بدات تتسارع لقربو على وجهو ..
حط جبهتو على ديالها مغمض عينيه و مغوبش ..
بحال الى المشاعر اللي كايحس بيها كاتألمو ..
مد يديه حول خصرها و قربها ليه ..
و احاطت ذراعيها حول عنقو كاتضمو بدورها ..
ريحتو احاطت بيها و ريحتها احاطت بيه و كل فيهم واحد اقتحم عالم الاخر ..
وقفو على ارض وحدة ، وقفو بزوج اجساد و روح وحدة ..
اكتمل الفريق ..
قلب على ثغرها بعيون مقفولة و استقبلاتو بقلب مفتوح ..
الشغف كان اقل شيء ممكن توصف بيه قبلتهم .. يديه كانو في كل مناحي جسدها و كذلك بالنسبة ليها ..
بحال اذا يالله كايستكشفو اجساد بعضهم ..
يديها شدو في جناب التيشورت ديالو بقوة و يدو على مؤخر رأسها طلقات شعرها و خلى صباعو متخللين خصلاتها اللؤلؤية كايدفع براسها لجهتو بحال اذا قربهم هذا ماكافيهش ..
بعدو على بعضهم بلا مايبعدو كليا .. عطاو لانفسهم فسحة فين يلتاقطو انفاسهم و لكن من النظرات الشغوفة الحارة اللي تبادلوهم .. اكتشفو انهم ماشبعوش .. مازال ما اكتفو ..
رجعو لبعضهم بشكل عاصف و اكتر قوة من قبل ..
رجع ضمها بقوة و بدا يتحرك بيها ..
و حدى النافذة ، حسات بيد بعدت على جسدها و سدات النافذة ..
تبسمت الاء من خلال قبلتهم ..
زين العابدين هو هو في كل حالاتو ..
بعدها شهقت ، الطوب اللي كانت لابسة تقطع و ترمى في الارض ..
تبسمت كاتشوف فيه بعدما احست بسطح ناعم تحت جسدها ، كان رماها على السرير بلهفة و دغيا قرب منها ماصابرش يضيع اي ثانية .. حاوطت ذراعيها حول عنقو كاتقربو ليها و كاترجع الاتصال ديالهم .. اللي ماكانش فقط جسدي بل كان اكتر من ذلك ..
فاقت تغريد و منين استرجعت ادراكها فهمات انها مانعستش اكتر من 3 السوايع ..
بطبيعة الحال .. بينها و بين النعاس الطبيعي المكتمل المسترخي بارتياح زمان طويل ..
مفاصلها و ظهرها .. كاتفضل ماتفكرش في حالتهم دابا .. حيت هما اخر مشاكلها ..
جسدها المتسخ و اطرافها العامرين بالخدوش ..
جوعها و عطشها .. تشردها .. عراها ..
حتى حاجة من هادشي من المشاكل اللي خاصها تخمم ليهم ..
بل حريتها اساس المشاكل .. اذا رجعات ربحاتها كولشي المشاكل غاتختفي ..
قلبات في الساك و جبدات اخر ماتبقى من الملابس النقية .. ماكانتش هزات بزاف منين خرجات من الدار ..
هزاتهم و هزات الاخرين اللي كانو متسخين و مرميين داخل الكهف .. خذات مشطة ، الصابون و الشومبوان و حتى الكاميرا اللي ماكاتفرقهاش و خرجات ..
غير خرجات الذئب هز رأسو و وقف ..
"" انا غانمشي جهة الشلال نغسل حوايجي و غانغسل ، ماتمشيش لتما ""
هز رأسو هزة وحدة للاعلى و بعدها شافت في عينيه عينين ايدر و صوتو في رأسها "" ماتهبطيش للماء ماغانقدرش نعتقك وسط منو اذا طحتي في المتاعب""
هززات رأسها و حطت يدها على رأسو ، اختفى ايدر من السطح و كانو عينيه تحولو للناريتين ..
على ديك الحالة توجهات للشلال و خلاتو ..
رمات كل مافي يدها و هزات عينيها كاتشوف في الشلال .. و في مياهو كيف كاتجري بانسيابية و هدوء ..
اللي شافو هكا مايتخيلش المقبرة اللي تحتو و الشر اللي كان كامن وسط منو سنين طويلة ..
جلست تما ضامة ساقيها و سهات كاتفكر للحظات عدة .. قبل ما تتكلم ..
"" اذا خرجتي هنا و رجعتي لشلالك ، كيف كنتي عايشة من قبل .. غانرجع فحالي بحال اذا ماوقع والو .. و غانديه معايا ""
"" محاولة مزيانة ، و لكن ماكانتيقش فيك "" جاوبت تالا ..
"" و لايني راك واحد الغبية ""
""سمحي ليا و لكن انت اللي غبية هنا ، غير غاترجعي غايشم باللي ريحتي اختفت منك و غايطاردني و يجي حتال لهنا يصيدني ، هادشي اذا بعدنا احتمال انك ممكن تكوني ناصبة ليا شي كمين ""
"" واخا غايجي ، مايقدرش يصيدك وسط الماء ، الماء مسموم بالنسبة ليه ""
"" ماغايصيدنيش دابا ، و لكن غايرجع ليا منين يولي اقوى و يسترجع عافيتو ، الذياب ماكاتنساش ، الذياب كاتنتقم مهما كان الثمن ""
"" انت ماعندك حتى اختيار ، انت هنا محاصرة تماما ، انت الاضعف هنا ، انت فقدتي كولشي ، فرصتك ضاعت بغباءك ، علاش ماتستسلميش راك خاسرة خاسرة ""
و بعدها جسدها بد يتحرك تجاه الماء "" غاتموتي انت الاولى و غانبقى في الماء ، و بما قلب الذيب على خلاصو غانلقى انا جسد اخر و نسكنو .. اشنو بان لك في هاد الخطة ؟ اه .. ؟ ""
فهمات تغريد باللي تالا ربحات قليل من القوة بعد اتصال تغريد بالماء ..
ماقدراتش تتحكم في جسدها ..
تالا كانت ناوية تغرقها في ذاك الشلال .. و تخليها هيكل في المقبرة اللي التحت ..
هزات عينيها شافت فيه .. "" مابقيتش قادرة نصبر ، خاصك تلقى حل في اقرب وقت .. ""
ناض وقف دفع جسدها باش تنوض و تمشى حتال فين كانت كاتغسل ملابسها و جلس تما ..
تبعاتو و مسحات دموعها و رجعت كاتغسل حوايجها ..
"" انا غانفهم باللي قصدتي نمسح دموعي و نرجع قوية باش نواجهو هادشي ""
شافت فيه لمدة ..
"" كنتي مراقبني ؟ "" ناضت فجاة و رمات البياسة اللي كانت في يدها للارض ..
عيون ايدر ظهرو في السطح و سمعاتو في عقلها "" كنت قريب ماكنتش كانراقب .. ماقدرتش نتيق فيها و انت حدى الشلال .. ""
رجعات كاتشتف بغضب و هي كاتبكي ..
الذيب كان منزعج من بكاها .. هي كاتشتف و هو كايضرب جسدها بانفو .. كلما ترنحت كاترجع تشتف و تتجاهلو ..
و هكا دوزو صباحهم ..
تحركت الاء من بين يدين زين العابدين و حاولت تنوض و لكن رجعها و احكم يديه حواليها ..
قبلة كانت منو على جبينها و اراح خدو على راسها "" فين نايضة و مخلياني ؟ "" سولها ..
"" كنت باغية ننزل غبرنا بزاف ""
"" غير خليك ""
تبسمت الاء و بعدها حسات بيه كايداعب خصلات شعرها و سولاتو "" اشنو رأيك في لونو ""
حسات بيه هز راسو و هزات عينيها شافت فيه ..
كان كايشوف في شعرها بعيون مبتسمة "" جاك غزال ""
"" واش بالصح ؟ عرفتي رد فعلك كان موترني ، لدرجة ماقدرتش نحيد زيفي خاصة و انني شفتك ديجا ماعاجبك حال ""
ضحك و قال"" هما اللوينات في شكل و لكن اذا كانو عاجبينك و مفرحينك فعلاش ماديريهمش ، زيادة على انهم جاو معاك بكل صراحة ""
وساعت ضحكتها "" واش بالصح هذا رأيك ؟ "" تفاجأت لهاد الجانب الجديد من زين ..
ضحك زين العابدين و بعدها عنقها عناق متكاسل .. و غمض عينيه بحال الى باغي يرجع ينعس ..
بعد عاصفة الشغف اللي مرات بينهم هو نعس و هي بقات كاتخمم في مشكل بنت عم اسلام ..
لاحظت ان حالة زين العابدين كانت تستحق منها تكون حذرة ..
ماعمرو كان معاها كيف اليوم .. تلقات منو بزاف ديال المشاعر .. منها الحنونة و منها الغاضبة .. منها المشتاقة و منها اللائمة ..
استنتجت انها خاصها تهتم اكتر لمشاعرو و تقبل فين تعطيه استراحتو هو هاد المرة ..
هو ماشي بحالها .. مامحتاجش يبعد عليهم باش يرتاح ..
محتاج غير وقت هادئ مع عائلتو ، مسالم و سلس ..
و هادشي اللي غاتوفر ليه ..
حياة هادئة ..
"" الاء ""
انتابها القلق لطريقتو مناداتو ليها و هزات عينيه لعينيه ، تردد شوية قبل و لكن كمل كلامو "" مابغيتكش تحملي دابا ""
تفاجأت ..
"" علاش ؟ ""
"" بغيتي تحملي ؟ ""
"" ماعرفتش ، مافكرتش في الموضوع ""
"" في نظري انا ننساو الموضوع دابا ""
"" علاش ؟ انت ديما متشوق لموضوع حملي و الولاد ، واش على قبلي ؟ ""
رمش عينيه للحظة "" من الاحسن ا الاء ترتاحي من هاد الموضوع .. رجعتي مزيانة من السفر و لكن ماشي كفاية باش تخوضي في تجربة اخرى .. ""
اعطت لحظة لرأيو تحللو في عقلها و جاوبت "" عندك الحق "" رجعت سندت رأسها على صدرو و ضمها "" نفكرو في الموضوع من بعد ""
"" فين بغيتو نسافرو هاد الصيف ؟ ""
و هزات عينيها فيه كاتضحك و بدات تقترح .. و نساو ريوسهم ساعتين اخرى غير كايدردشو و يتناقشو بحال الى رجعو بيهم الايام لايام صداقتهم ..
الوقت اللي رجعات تغريد للكهف بعدما نشرات حوايجها على اغصان الشجر لقات الذئب عامر دم ..
خرجو عينيها و غوتات .. تخشات في الكهف و لقات الارنبين مختفيين ..
خرجات ليه نيشان تلاحت عليه ، مغزفة ، مفقوصة ، نتفات فروو و عضات وذنيه و هي كاتبكي ..
رماها من فوق ظهرو و تحنى كايلحس وجهها ..
ضرباتو بعداتو و جلسات في الارض كاتبكي ..
فهم الذئب باللي شي حاجة ماشي هي هاذيك ..
و جلس قدامها ..
منين هزات عينيها فيه .. لقاتو مخنزر و لكن كايدرس تصرفها ..
ماكانش فاهم اشنو بيها ..
لاحظت ان الذياب ليهم تعابير .. تعابير وجه كيف البشر ..
كل مرة كاتكتشف فيه شيء كايثير فضولها و اعجابها بحقيقتو العجيبة ..
مسحات دموعها و رجع قرب منها كايلحس وجهها و بعداتو منزعجة "" بعد مني كاتوسخني يالله غسلت ""
ماتسوقش ليها استمر فيما كايدير حتى غوتت عليه و بعد ..
شوشات تفكيرو و بقى كايشوف فيها بفضول و مافاهمش ..
"" مافاهمش اش درتي ؟ انت قتلتيهم القتال ، ماكنتش ناوية نقتلهم ، كنت باغية نرجعهم معايا ""
و رجعت كاتبكي ..
ماعارفاش بالضبط علاياش ، يمكن مشاعرها تضررت و تدهورت و مابقاتش تتفاعل بشكل سليم ..
ناضت كاتمسح دموعها و دخلات للكهف خوات ساكها في الارض خدات شارجورات و البيسي و الكاميرا و القليل ديال الفلوس و خبات الباقي الداخل.. لبسات سبيرديلتها و خرجات ..
و هي غادية قالت "" انا راجعة ""
الطريق كلها و هي كاتبكي .. الجوع و العطش و تورم رجليها و وحشها لاسلام .. تعرضها لخطر الموت الصباح و ورطتها بشكل اجمالي .. و موت الارنبين ..
كولشي هادشي مابقاش كايبكيها .. نشفو دموعها شحال هاذي و وصلات لحد التخدر ..
اذا اشنو بيها اليوم ؟
وجه اسفل بطنها بدات تحس بيه ..
واش هذا سباب بكاها و تعكر مزاجها ؟
وقفات شادة راسها .. لا .. ماشي داكشي اللي في عقلها ..
الدورة الشهرية ..
رجعات تبكي و كملات طريقها "" هادشي اللي كان ناقص ""
مسحات دموعها "" شحال من يوم و انا واقفة كيف الجبل كانواجه مخاويفي بلا بكا ، جات الدورة الشهرية و وليت كيف شي نافورة ديال الماء ، بحال شي بعلوكة صغيورة ، اللي شافني كانبكي دابا على زوج قنيات مايفكرش حتى التفكير في انني حليت كرش مغتصب و وكلتو للذيب ""
دارت شافت حواليها و مالقات حتى احد ..
"" اش هاد العبث ""
وقفات كاتمسح دموعها و جبدات كاميرتها شعلاتها .. و تسنات ثانية قبل ماتتكلم "" انا عيييييييييييييييت بغيييت نرجع فحاااالي "" بعدما صرخات هاد الجملة في الكاميرا طفاتها و كملات في طريقها ..
كاتبكي ..
دخلات للcyber لقات الياس و خطيبتو معاونين كايجمعو المحل ..
"" اهلا اهلا تغريد "" ساس الياس يدو و هو كايقول ليها بابتسامة واسعة ..
قربات منها خطيبتو مبتسمة و سلمات عليها "" فين غبرتي هاد اليومين ""
"" ماغبرتش "" قالت تغريد بغرابة و ابتسامة حاولت ما امكن تخليها ودودة ..
و لكن ماخرجات غير ابتسامة الذئب ، مشوهة ..
عيون الياس و خطيبتو كانو عليها بزوج .. حتى هما كايدرسوها ..