قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا(الفصل السابع والأربعون)
الفصل السابع و الأربعون :
بعد مرور اسبوع و 4 ايام ..
تفتح الباب اللي دق فيه زين العابدين ثواني مرت ..
الفاتح كانت شيماء ، تطلعت في وجه اخوها التعب و احست بالاسى اكتر و اكتر ..
الفيست مطوية على يدو ، اكمام القميص الازرق مطوية على ساعديه ، صدايف العنق مفتوحين و الكرافاط مرخوفة ..
حالة كاتبين قداش هو محبط ..
ابتسمت له ابتسامة داعمة و دخل لعندها .. سدت الباب و فتحت يديها له ، عنقها و رحب بتربيتها على ظهرو ..
"" غاتلقاو حل اخويا ، غير ماتهلكش راسك هكا ""
"" عيييت ، عيييت ا شيماء""
كان منهك ، فور ما بعد من عناقها طلع مباشرة و تبعاتو ..
فور ما دخل للدار ، نادا باسم طه و اختو جاوباتو باللي خرج هو و انيسة مع نعيمة في زيارة لوالديها ..
جلس في الكنبة كايحك جبينو و سول اختو "" فين الدراري ؟ ""
"" زياد قريب يدخل ، زيد ماعرفتش "" هزز راسو ليها و شافتو كيفاش تسند على ظهرو و غمض عينيه "" نحط لك تاكل شي حاجة ؟ ""
"" ماتصدعيش راسك ، مافياش ""
"" دزتي لعندها ؟ ""
"" اليوم اللا "" توقف لتانية "" مابقيتش قادر نشوفها و هي ماشي هي ، مابغيتش نهضر مع الاء و تجاوبني اخرى ، مابغيتش نشوف في عينيها و مانلقى حتى لمعة ، مراتي ديما كانت كاتشوف فيا بحال اذا انا العالم ديالها كامل ، حتى في نقاشاتنا ، مابقاتش ديك الشوفة ، لا صوتها و لا ابتسامتها ، لا رقتها و لا دفئها ، مابقى غير البرود و السواد ""
سكت بعدما قال كلامو ، ثم ظهر عليه الشرود ..
شيماء مالقات ماتقول ..
مابقى مايتقال ، فقط حطت يدها على كتفو ..
"" مامتيقش باللي انا خارج مع بنت للمول باش تشري حوايج ، ياربي مانتلاقاش مع شي جحموم ولا سيرتي غاتولي على كل لسان "" تذمر مالك و هو كايمرجح الكيسين الورقين بين يديه ..
قلبات تغريد عينيها و هي كاتتفحص الواجهات ديال كل محل مرو عليه "" سكت ، اشنو فيها اذا خرجتي مع صديقة بنت تشري حوايج ؟ اولا يحصل لك الشرف انا ماشي اي بنت ، انا دابا مشهورة في عالم الانترنيت ، غير منزوج فلوغات دخلت الفلوس اللي عمرك دخلتيهم في مسيرة العمل ديالك كلها في حياتك ، زيد عليها زوينة ، ذكية ، و متواضعة من الفوق عكسك انت تماما .. غير قول كيفاش تتجرأ تحشم من رفقتي ""
منين دورات وجهها شافت في مالك ، لقاتو قالب عينيه ..
"" هذاك اللي مخليك بلا برية بلا ميساج و خلانا في وجه العافية ""
سكتت كاتشوف فيه بدون جواب ، الا ان ملامح الشر تمسحت من وجهها ..
و ظهر شيء اخر ، كالحزن ..
"" شفتي كيفاش وجهك تبدل ؟ علاش ماتعيطيش له و تهنينا من هادشي كامل ، اكتر من سيمانة و انت ماشي هي هاذيك ، انا قلت غير غاترجعي ماغاتفراقوش ، انت في جهة و هو في جهة كان اخر سيناريو ممكن نتخيلو ""
"" ااه ،عندو شغالو و ماعندوش حتى دقيقة يعيط ليك غير يسول فيك ؟ ""
انحصر النفس في صدرها و هي جراتو من ودنو يخرج معاها باش تنسى و تتهرب من افكارها ، و لكن مالك ماكانش معاون في هذه النقطة ..
"" انا وياه هضرنا ديك المرة قبل ما يمشي ، قال ليا غايكون مشغول ، راه شيء عادي ، واش غايبقى مقابلني انا اللي ماعندي شغل ؟ ""
ماعرفتش شكون بالضبط كانت كاتقنع ، هو ام نفسها ..
رجعات هزت اكياسها من الارض و كملت في طريقها ..
كان صوتو وراها "" عيطي له ""
"" ماعنديش تيليفون و مؤخرا اكتشفت باللي مابقاوش التيليبوتيكات ""
للحظة وقف ، و هز راسو كايضحك ..
وقفات هي الاخرى و دارت عندو "" لا جديا امالك ، اختفو من الوجود لدرجة اذا لقيت دابا شي واحد غاناخد ليه صورة و نبيعها في شي الكاليري ديال الكارط بوسطال ""
مسح الضحكة من وجهو "" كانهضر معاك من نيتي اتغريد ، اذا ماعيطش هو عيطي انت ، شوفي اشنو واقع ، فهمي اشنو اللي مخليه يغبر هكا .. ""
"" مالك ، سد الموضوع واخا ؟ انا راه قلت لك عادي ، متفهمة انشغالو مع الخدمة ، غانعطيه وقتو حتى ييبان بوحدو ، اصلا غانحشم ، يعلم اشنو شاغلو و نجي انا اللي الوقت عندي كلو خاوي و ماعندي حتى شغل و نعيط ليه و نزيد على مابيه ""
كانت كاتهضر بيديها و كاتشوف في اي شيء الا عينيه ..
منين ماجاوبش ، اضطرت تهزهم فيه ، و قرات اللي كانت كاتهرب منو ..
كاتكذب على راسها ماشي غير عليه هو ..
تنهدت و افرغ صدرها من الهواء "" صافي رخف عليا امالك و الله ، مابغيتش نعيط حتى يجي هو ، يقدر هاد الويكاند يجي ""
"" ماكانعقد حتى شي امور ، انا اللي مخلياه على راحتو ، انت اسي اللي مصدعني نعيط له ""
"" اوى ديك مخلياه على راحتو ، هي اللي فاضحاك ، نقطع ايدي اذا ماكنتيش النهار كلو و انت تفكري فيه علاش ماعيطش لك ، زعما مامشغولاش عليه ؟ ""
اطلقت تنهيدة فضحاتها ..
"" خودي تيليفوني عيطي له ، و من بعد نديك عند واحد صاحبي شري تيليفون و رجعي تتواصلي معاه ؟ راه يقدر غير حيت ماعندوش منين يعيط لك ""
"" ااه ، ممكن داكشي علاش خلي حتى نشريه و نعيط له "" قالت بسرعة بحال اذا كانت غير كاتتسنى فرصة فين تقنعو يطلق الموضوع و يخليها تنفس .
"" تغريد بغيت نفهم علاش كاتهربي ؟ "" مصر على محاصرتها "" يقدر يعيط ليك من تيليفونات عائلتك ، من عندنا حنا كاع ، عارفك كاتعمري معانا ، ماعندو عذر كانسحب كلامي ""
"" مااالك ""
"" شدي عيطي قلت ليك ""
ساطت منزعجة و خدات الهاتف من يدو ، رقمو كان محفوظ عندو ، عارفة باللي كونو صداقتهم في الشهر اللي غبرت ، عجبها الحال ، عجبها يصادق اصدقائها ..
توترت فورما حطاتو على وذنها و بدات تسمع رنين الهاتف ..
عينيها كانو على مالك اللي معلق الاكياس في ساعديه و مربعهم و عينيه هو الاخر عليها ..
الا ان عقلها كان غايب ، متوترة ماعارفاش علاش ..
لكن لا جواب ..
اعادت الكرة مرة اخرى .. و لم يكون جواب ..
مداتو الهاتف لمالك ، كاتحس بزوج بخيبة امل و في نفس الوقت بارتياح ..
"" قلت ليك مشغول "" قالتها بصوت منخفض و دفرت تكنل في طريقها ..
"" ماعليش يقدر يعاود يعيط او نعاودو نعيطو حتى حنا ""
هززت راسها ، لكنها كانت تشك في ذلك ..
"" ايمتى غاترجع ماما ؟ ""
سؤال تكرر على مسامعو بزاف لدرجة ولا يخاف يشوف ولدو ..
كان كايكره يسولو ولدو سؤال و مايلقاش ليه جواب ..
"" ماعرفتش و لكن غاترجع اولدي ""
ماكذبش عليه ، بل قطع وعد ..
"" انا توحشتها بغيت نرجع معاكم للدار ""
"" بقى ابابا عندو خالو توانس مع انيسة ، حتى ترجع ماما و نرجعو كاملين ""
"" طه ، اجي نطلعو وجد ليكم انت و انيسة واحد الحاجة زوينة "" قالت نعيمة بابتسامة واسعة مادا يديها ..
و كيف العادة ، لاطالما ارتبطت نعيمة بالمفاجات السارة بالنسبة لانيسة و طه .. يكفي غير تمد ليهم يدها و غايشدوها بدون تردد ..
شدات في يدين الصغيرين ، و هزات عينيها في الكبار ، و خلات ليهم ابتسامة معناها كونو هانين من جيهتهم ..
بعد ما تأكدو من غياب الصغيرين ..
تحرك زيد من مقعدو ، وقف عليهم كاملين و قال بحنق "" مابقيتش مازال قادر نصبر على هادشي ، اختي مسجونة في دار واحد اللي درنا مافي جهدنا باش نخليوها بعيدة عليه ، ساكناها شيطانة ، شيطانة تقدر تآذيها ، تدي عمرها ، و من فوق هادشي كاين تهديد آخر ، باذا عرف كبير الحراس بزواج حارسة من بشري غادي تتم معاقبتها ، و العقاب هنا ممكن يكون اعدام ، انا لحد الان مازال ماقادرش نستوعب هادشي ماقادرش نهضمو ، كيف درنا حتى وصلنا لهاد المواصل واش مايمكنش هاد البنت تجلس بلا مشاكل ""
"" سمحو ليا ، و لكن الاء بعد المرات كاتجيني عندها امنية الموت مايمكنش دوز قدامها مصيبة و ماتخشيش نيفها فيها ، او ، ماخمماتش نهائيا عواقب داكشي اللي دارت ؟ "" قالت شيماء ..
"" هادي هي الاء ، من ديما كانت هكاك ، نفس الشي دارت مع راجلها قبل الزواج ، كانت كاتعاون بلا ماتفكر او حتى بلا ماتخمم واش الامر ممكن ياثر فيها ""
"" طبيعتها كحارسة "" كسر زين صمتو و هو حادر راسو كايلعب بشيء عشوائي بين صباعو "" مهما حاولنا نبعدوها من حقيقتها ، كاتبقى ديما مدفونة وسطها ، الاء حارسة سواءا كانت كامنة او لا ، سواءا بغينا او كرهنا .. الاء حارسة ، و كاتنتمي للعالم الاخر كيفما كاتنتمي لعالمنا ، جا الوقت باش نتقبلو هادشي ، و باش نوقفو معاها ، و نلقاو حل ، نحميوها ، و نعاونوها تأذي واجبها كحارسة ""
سكتو كاملين بعيون واسعة كايشوفو فيه ..
"" واش من نيتك كاتهضر ؟ "" سأل زياد غير مصدق ..
""اه ، بقينا كانحاولو ندفنو الحقائق و نتفاداوهم ، كننا كانتخباو في بلاصة مانبحتو ، نعرفو و نفهمو ، كنا كانخبيوها ، هذا اكبر غلط درنا ، لو كننا فاهمين ماكانش اغلب هادشي اللي وصلنا ليه غايوقع .. ""
"" اش كاتقول ازين ؟ "" تدخل زيد غير متفق ..
إلا ان زياد كان ليه رأي اخر "" عندو الحق ، الوالد مات و دا معاه كاع الاسرار ، الحاجة الوحيدة اللي خلا لينا هي حافظو على اختكم ، ماتخليوهاش تكشف شكلها لحتى مخلوق ، حيت السحارة ممكن يقتلوها لاسباب الشعوذة و التخارف ديالهم .. واش مالاحظتيش جهلنا للحقائق هو اللي مخلينا نطيحو في المشاكل في بلاصة مانعرفو نتفاداوهم ؟ ""
"" واخا ، و اشنو المعمول دابا ؟ "" قال زيد ..
"" راها واضحة ازيد ، عمي احمد "" قالت شيماء ..
و الاعين كلها تعلقت فيها ..
"" هو عارف كولشي حيت بطبيعة الحال كان صاحب الوالد "" كان زياد ..
"" فاش غايفيدنا عمي احمد من غير انه يعاود لينا كاع هادشي اللي عرفناه غير بالصدفة ، مصيبتها ماعندها حل ، ياك حاول اسلام يخرجها منها بالوساطة و ماصدقتش ، حاول داك الحارس بنفسو و حتى هو ماقدرش ، حاول الذيب بالتهديد و الترهيب و ماقدرش ، الحاجة الوحيدة اللي ضمنوها هي يسلبو الساحرة قوتها بعدم تعرضها للماء ، حاولنا نقتلوها بحرمانها من الماء و لكن الاء كاينة في النصف و هادشي غايأثر فيها ، يعني الحل الوحيد كاين بين يدين الحارس الاعظم ، نفسو اللي اذا عرف باشنو دارت غايطالب بعقابها "" صاح زيد مابينش عليه و لو القليل من الاسترخاء ..
"" زيد ، حنا عارفين باللي جربنا كولشي و ماصدق والو ، راه هادشي علاش ضروري نعيطو لعمي و نهضرو معاه "" قال زياد لاخوه ..
"" او نقدرو نهضرو مع الحارس الاعظم و نفهموه انها بريئة حيت ماقترفتش الذنب و هي عارفة ، باها ماعاود والو ، مشى و دفن معاه السر ، اكيد ماغايعاقبوش على ذنب الواحد ماكانت عندو حتى فكرة عليه""
"" انا متفقة "" قالت شيماء مؤيدة لاخوها ..
"" لا ، في نظري خاص ضروري عمي احمد يحضر "" قال زياد ..
وقف زين العابدين قاد حوايجو "" غانمشي لعندها دابا "" سكت ماعارفش شكون بالضبط كايقصد ، الوضع اصبح محير "" غانشوف اشنو الجديد و نرجع ..
"" الحارس كايقول هادشي بيناتهم ، البشر لا دخل له ، السبب اللي ماخليه فاتح ليا دارو غير حيت هاذيك مراتي ، بلا ماتعكسو الامور ازيد ، خلي الامور تمشي كيفما هي .. "" و على اخر كلمة غادر .. خلاهم محبطين كايشوفو في بعضهم ..
《 سمح ليا مشغول ، نعيط لك من بعد امالك 》
كان الرد الوحيد اللي تلقاه هاتف مالك بعد مدة من اتصالهم باسلام ..
من داك الوقت و هي ساكتة ، غير كاتصنت لكلام مالك ..
مالك احس بالذنب لدفعو ليها باش تتاصل ، رغم انه مازال الحال باش يحكمو ..
كما ان اسلام ماكانش عارف شكون بالضبط اللي اتاصل به ..
هو متأكد لو انه كان عارفها تغريد ، كان غايرمي كلما في يديه و يجاوبها ..
"" جاني الجوع باراكة عليا من الدوران ""
"" نمشي لشي مطعم عائلي ؟ ""
"" يالله ، اولا عرفتي ، علاش مانمشيو لعند سعد و ريان و نتقداو من تما ؟ ""
"" يالله "" قالت تغريد بدون روح في الجواب او حماس ..
______________
منين خرجو من المول ، رمات المشتريات ديالها في المقعد الخلفي للسيارة و مدات يدها مسرحة قدام مالك ..
مالك خبى يديه وراء ظهرو و بتغوبيشة لوح راسو ليمين و شمال ..
قربات خطوة و عبست و عاودت مدت يدها قدامو باصرار ..
ساط بصوت عميق و خبط كونطاكت السيارة في يدها و هو قالب عينيه "" على حسااابك ""
مرت لجهة السائق قائلة "" ركب باركة من النكير كيف شي رجل متقاعد ""
سد الباب حداه و طل عليها بنصف عين تحت حاجب كتيف مرفوع كايتفحصها ..
حصلاتو و هي تضرب صدرو "" غاتبقى تطل عليا ؟ تامالك درتي ليا فيلم رومانسي بايخ فين البطلة كاتخلق مشهد غير مع راسها حيت فاهمة البطل غلط و البطل غابر بدون سبب و صديقها الشاذ هو اللي شاد ليها يديها و كايمسح دميعاتها ""
"" بلاتي بلاتي ، تي شكون كاتنعتي بالصديق الشاذ "" صاح مغلظ صوتو فجأة و خشا وجهو في مساحتها الشخصية "" غير حيت درت فيك عقلي و خرجت معاك للمول ، و حاولت نصلح بينك و بين داك البغل ؟ نفكرك باللي كنت كانصيد بوحدي في امان الله حتى تسلطتي عليا ؟ ""
حطت قبضتها على جبهتو و دفعاتو لبلاصتو بجهد "" كانقدر وقوفك معايا ،و فهمت باللي انت ك"رجل" درتي تضحية منين جيتي مع صديقة تشري حوايج *قالت الجملة قالبة عينيها* و لكن hey *ضربت صدرو * هاذي غاتكون نقطة بيضاء في السيفي ديالك اذا بغيتي ترتابط في شي يوم ""
غوبش بتشوش و كملت "" اشنو غايعجب امرأة في رجل اكتر مما ان يخرج معاها تتقدى بلا مايبقى ينكر عليها ""
تحرك في مقعدو قاد التيشورت ديال و دوز يدو على لحيتو و باتسامة جانبية جذابة قال "" كاتهضري من نيتك و لا كاتبتيني ""
"" كانهضر معاك ، نقص النكير و غاتكون بورفيكت ""
جمع الضحكة فجأة "" لا بلا ماتبقاي طمعيني ، انا اصلا مابقيت كانشوف حتى امراة بعدما شفت ديك حور العين حدا البحر ديك الليلة ""
غوبشت تغريد بغير فهم و عندما تفكرت و ضربها الادراك رجعت راسها لور و طلقت ضحكة طويلة حتى دمعو عينيها ..
خنزر فيها بطرف عينيو و لاح راسو على مسند على المقعد "" ضحكي قداش ما بغيتي ، حبها غايبقى في قلبي واخا شفت شكلها الاخر من بعد ""
زاد جهلها بالضحك تحنات لجهتو و بدات تضرب فيه و هو شاف في اتجاه النافذة كايمسح دمعة وهمية و تغريد ماقدراش تحبس من الضحك ..
لو انه غير عرف اللي ماعارفوش !
سد الكتاب اللي قدامو و شد راسو ..
ماقادرش يركز في الخدمة اللي تطلبت منو ..
قضى هاد الايام كلها خدام ، بالليل و النهار ، بالمعاونة ديال الوسيط السابق و الحارس بنفسو رغم انشغالو مع الاء ..
فهم باللي المسؤولية اللي على عاتقو مسؤولية كبيرة ..
مازال كاتجيه الطريقة باش دخل لهاد المجال الضخم بحال الحلم لسهولته ، و لكن بعد اللي شافو مع هاد الغرباء ولا قابل يتيق باي شيء غريب سمعو ..
حاليا هو في فترة التعلم ، قرر ايفارديت يعطيه كل الوقت باش يفهم سيرورة العمل قبل مايستلمو رسميا ، اسلام داير كلما في جهدو ..
في وسط هادشي كلو اللي واقع ..
حاس باللي هو محظوظ ، فرصة العمر ، ماكانتش تجيه حتى لو قضى حياتو كاملة كايعاود السنين باش يحصل على شهادة تخولو للعمل ..
تشبت بالفرصة بيديه و رجليه و حتى سنانو ، قضى وقتو كامل كايقرى و كايطبق ما طلب منو بكل جد و اجتهاد ..
احب داكشي اللي فيه ، صعيب ماغاينكرش ، و لكن على الاقل واخيرا بدا كايحس انه كاينة شي حاجة في حياتو ضخمة و مهمة تستحق منو الجدية و الاهتمام ..
و ماناويش يفشل .. ماناويش يتخلى على هاد الفرصة ..
و بعيد على كل ما وقع ، بدا يتعرف على ايفارديت كشخص ..
اكتشف انه شخص ذكي ، عميق التفكير ، جد جد ناضج ، قوي الشخصية ، سهل يقرى تفكير الاخرين و هادشي اللي خلاه يتيق في اسلام و يستغل الوضع اللي هو فيه باش يشدو حداه ..
كرهو اسلام عليها من قبل ..
لكن دابا منين تغريد في امان قريبة ، اعطى لنفسو فرصة يفهم و يفكر بعنق في الوضعية ..
اكتشف انه لو لم تقع هاد المشكلة مع تالا عمرهم كانو غايتلاقاوه ..
ايفارديت فور ما شاف اسلام ، شاف فيه الشخص المناسب لهاد الوظيفة و من غير هاد الطريقة ماكان عندو حتى حل كيفاش يقنعو بيها .. و يخليه في جنبو ..
ماكانش باغي يضيع شخص بحال اسلام ..
و الان ، ماعمرو تخيل انه يفكر هكا ، و لكنه نوعا ما ممتن لاستغلال ايفارديت وضعية اسلام باش يقنعو بالوظيفة الخارقة كوسيط ..
كلما فيه هو دابا .. كان حلم ماكانش يجي حتى قريب منو ..
الوضع كلو انقلب لصالح ديالو ، اكتر مايتصور ..
بدا كايسكت و يتصنت كلما بدا ايفارديت يتكلم ، احس بيه بحال شي كنز ، بدا كايعطيه فرصة و يفهم اشنو هو هاد الرجل ..
لانه حتما استثناء ..
بعد من مكتبو و وقف قدام زجاج نافذة غرفته ، ظلام الحال بدون مايرد البال ..
دخل يديه في جيابو .. و سرح في السماء . كايشكل من ظلامها صورة من شعرها الطويل .. كايشكل من قمرها ابتسامة مشعة ذات غمازة عميقة ..
و ضرب على الوخزة اللي في صدرو ..
قدما هو متحمس للقفزة النوعية اللي طرأت في حياتو العملية ، قدما هو محبط للثمن اللي غاتأديه علاقته معاها في المقابل ..
الثمن اللي غاتأديه تغريد نفسها ..
غاتغضب اذا عرفت ، غاتغضب جدا و لكنها غاتكون مجبورة تاخد قرار ، كيفما كان هو مجبور قبل منها ..
اللي هو متأكد منو حاليا ، هو انه ماغايطلقش من هاد الفرصة واخا تتخلى عليه تغريد ..
وخزة اخرى اقوى من اللي قبلها احس بيها منين فكر مجرد التفكير في انها تتخلى عليه ..
تغريد ماغاديرهاش ..
واثق انها ماغاديرهاش ..
"" السي الوسيط ؟ ""
دار للصوت عارف شكون من الاول .. الوسيط السابق ..
"" عيط ليا عافاك غير باسلام ""
تبسم بود و قرب من المكتب ..
هز الاوراق و تفحص كل خدمتو و هزز رأسو "" سيدي كايشوف انه خاصني نبدا نديك للشركة و نبداو نخدمو تما باش تبدا تاخد على اجواء الشركة و تدي على الخدمة في الوسط ديالها ""
"" انا مستعد ""
حط الوسيط السابق الاوراق من يديه "" سيدي بغاك التحت ""
"" وقعات شي حاجة ؟ "" قال اسلام متيقظ لاي شيء مفاجئ ..
هكا كانت الاوضاع الايام السابقة ..
شجارات بين زين و ايفارديت .. مرة اخرى بين زين و ايدر و في مرات اخرى مع اسلام نفسو ..
زين متوتر .. جد متوتر و هو متفهمو ..
داز من ديك الطريق ..
ماعارفوش كيفاش قادر يتحمل و هو كايشوف فيهم كاملين حاولو مع تالا و مانفعت حتى محاولة ..
الاء وضعها حرج ..
ماكرهش لو ان حلها كان بيديه ..
الاء عزيزة عليه .. و لو يقدر يدير اي حاجة على قبلها ماكانش يرفض او حتى يخمم زوج مرات ..
"" ماوقع والو ، زين العابدين يالله مشى و الاوضاع مستقرة هاد الساعة ..سيدي غير بغاك ترتاح و ماتضغطش على راسك ، و انا متافق معاه ""
ضحك الوسيط السابق ضحكة راضية "" فعلا انت مختلف ا اسلام ، حدس السيد ايفارديت ماعمرو خيبني ، طاقتك هاذي و جذيتك في العمل فكروني في شبابي ، كنت حار و كنت طموح .. ""
"" ماشي كلنا خاصنا نكونو هكا ؟ ""
"" اه ، و لكن راه ماشي كلنا هكا ""
هز اسلام حواجبو ، ضرب نقطة منطقية ..
ربت الوسيط السابق على كتفو "" هو في غرفة الرياضة ""
غادر الوسيط السابق بعدما هزز اسلام رأسو ..
و رجع وجه انظارو للنافذة ، لقى صورة تغريد بشعرها الحالك تبددات ..
ركنات السيارة امام سوبر ماركت .. و نزلات رفقة مالك باتجاه الباب ..
"" اشنو مشهي تاكل ؟ ""
"" ماعرفتش ، ناخدو شي حاجة صغيرة ، من بعد نتسناو الدراري يخرجو مابقا والو و نمشيو نتعشاو في شي بلاصة ""
"" اهم "" هززات راسها "" sounds good for me ""
"" ماعرفتش فين مجليين هاد الزوج ""
"" مالك ماخدمتي معاهم ؟ ""
"" اقتارحو عليك حتى انت علاش ماقبلتيش ؟ ""
دورات عينيها و هو يضحك لكنها جاوبت "" على الاقل عندي قناة كاتجيب ليا الفلوس ""
"" و شكون قال لك انا ماعنديش ، كانخرج نصيد مرة مرة ، كانخدم فاش كايقولها ليا راسي ""
"" قول فاش كاتصفى على الحديدة ""
"" كلنا صافيين على الحديدة ""
خدات تغريد سلة و تمشات في جنب مالك ..
كان كايتكلم حتى صاح "" ها واحد ""
كان مشير لسعد اللي كان لابس تيشورت هاز لوغو السوبر ماركت ، هاز في يديه صناديق و ماشي ..
عيط مالك باسمو و فورا وقف كايقلب بعينيه .. المكان كان شبه فارغ ، كان خاصو غير يدور اللور و غايشوفهم ..
"" اشنو كاديرو هنا ؟ "" سولهم منين وصلو لعندو ..
"" خدمنا طيابات و جينا نطيبو التقلية هنا ""
ضحكت تغريد و سعد هز وجهو في مالك و كانه عيا من ترهاته ..
""جينا نتقداو مناكلو ، دوزنا عشية في المول كانتقداو و جانا الجوع، فين لاخر ؟ "" سولات تغريد ..
"" عاد شفتو في قسم المخبوزات ، شي اخبار على اسلام ؟ ""
"" عيطنا و لكن ماكايجاوبش "" جاوب مالك .. تغريد ماقدرتش تهضر مازال عليه ..
"" اشنو بان لك نمشيو لعندو ؟ "" قال سعد لتغريد ..
فاجأها و قبل ماتتكلم خدا مالك هاد المسؤولية عليها "" خليه حتى يبان احسن ، ايمتى غاتخرجو ""
طل على ساعتو "" من هنا لواحد نصف ساعة تقريبا ""
"" واخا ، نتقداو انا و تغريد و غانتسناوكم على برى نتعشاو في شي قنت ""
"" واخا "" اجاب سعد قبل ما يختفي بين امواج المنتوجات ..
بعد دقائق ، تقداو و تلاقاو بريان هو الاخر ..
و علموه بالاتفاق ديالهم ..
و في الاخير حطو منتوجاتهم باش يأديو ثمنهم ..
الا ان تغريد وساعو عينيها و بقات ساكتة كاتشوف في منحى واحد ..
ماتخيلتش انها غاتتلاقى بداك الشخص ، في هاد الوقت ، في هاد اليوم ..
"" تغريد ؟! "" الصوت الانثوي كان ظاهر عليه المفاجئة هو الاخر ..
"" ياسمين ؟ لا بأس عليك ؟ "" ماتيقتش تغريد انها كاتكلم معاها و كاتسول فيها بعدما وقع بينهم .. يمكن الطريقة او النظرات اللي دارت فيها ياسمين ..
ماقدرتش تتعامل معاها بعدوانية ..
"" انا الحمد الله "" وساعت ابتسامة ياسمين بود اكبر و ثقة اكتر غالبا بعدما تجاوبت معاها تغريد "" للحظة سحابلي غاضربيني بالمشروب ، اووف "" ساطت بطريقة درامية "" انا الحمد الله و انت اشنو خبارك ؟ "" تبدلو ملامحها لانزعاج و قلق "" ماتصوريش شحال ضرني خاطري و شحال تشوشت عليك منين سمعت باللي هربتي من داركم ، بقيت كانفكر واش انا السبب و واشداك المشكل اللي وقع بيننا ؟ سيفطت لك ميساجات و هضرت مع خواتاتك باش نتبع خبارك ..تمنيت لو بقينا صحابات ، لو عاودتي ليا و فضفضفتي ليا، كان ممكن نعاونك او غير نكون معاك كصديقة ، ضرني خاطري بزاف بزاف ، و دابا فرحت بزاف منين شفتك "" رجعت تبسمت "" امتى رجعتي و فين غبرتي هاد الوقت كلو ؟ الحمد الله على سلامتك ، بعدا غير منين رجعتي سالمة راه كولشي يهون ، غاتكون ماماك قتلاتك منين شافتك ؟ ""
بعد صمتها المفاجئ ضحكو مالك و تغريد ..
خاصة بعدما بقات كاتشوف فيها بعيون بريئة واسعة بحال اذا كاتسنى جواب لكل اسئلتها "" لا كيف كاتشوفي ماقتلاتنيش ""
خوات ياسمين صدرها من الهواء بارتياح درامي "" حمد الله ""
سكتو كايشوفو في بعضهم ، في صمت غريب ..
و تفكرت تغريد فجأة تقول "" ماتخافيش ماشي بسبب المشكل ديالنا "" اضافت قالبة عينيها "" نسيت المشكل و تجاوزتو شحال هاذي ""
"" انا لا اتغريد ، كنت باغية شحال هاذي نهضر معاك و لكن ماكانتش عندي الجرأة نقلب عليك ، و ندمت اللي مادرتهاش بعدما عرفتك هربتي ""
"" ماكاين لاش تجبدي داكشي ا ياسمين ، اللي وقع بقى في الماضي ماعندنا مانديرو بيه مازال "" قاطعتها تغريد ..
"" لا عافاك تصنتي ليا اتغريد ، انا كانتفهم موقفك ، و كانتفهم انك مابقيتيش تيقي فيا او حتى تبغي تهضري معايا ، و لكن على الاقل خليني نقول لي عندي و نخلي ذمتي . انا ماكنتش نهائيا متفقة مع داكشي اللي دارت ديك الشريرة ، كنت على الاتفاق ديالنا و ماكنش عندي مشكل ، هي لعبات بعقلي في نقطة انك مابقيتيش سولتي فينا بعدما صورنا الفيديو حدى الشلال ، انا هادي النقطة الوحيدة اللي كنت مقلقة منك فيها ، خلاتني نتيق انك غير استغليتينا ، تيقت هادشي و اختاريت غير انساحب بهدوء و لكن هي مابغاتش غير تنسحب ، كان عينها في الفلوس و في النجاح ديال القناة ديالك ، حرشات باباها و خوها باش يحرشو بابا و حتى هو ماكانش فاهم الوضع مزيان ، شدوه من جهة انك خليتينا نسافرو بلا مشاورة والدينا ، بابا بطبيعة الحال طاح ليهم و دخلوه حتى هو في هادشي ، الامور خرجو من بين يديا و بابا تعصب عليا حيت بقيت كانحاول ندافع عليك ، كان باغي غير مصلحتي ماكانش فاهم مزيان ، انا تفارقت معاها في داك النهار ، لاحظتها كيفاش كانت كاتهضر عليك و كيفاش تصرفات غير على قبل شوية ديال الفلوس ، خسرات علاقة صداقة ديال سنين طويلة ، مابقيتش بغيت شخص بحالها في حياتي ، ماكادير والو غير تشوش تفكيري و تخليني نغلط في الناس و نشك فيهم ، حسيت براسي حمقة منين خليتها تلعب بعقلي و تسمم تفكيري ، انا كنت كانتيق فيك و من ديما كنتي عزيزة عليا واخا كاتبيني انك قبيحة و مامزياناش بعد المرات و لكن عمرك اذيتيني عمرك درتي ليا شي حاجة خايبة ، بالعكس انت اكتر وحدة كانت كاتدفعني نخرج من الكونفورت زون ديالي ، انت اكتر وحدة كانت كتأتر في شخصيتي بشكل ايجابي ، ماكانش خاصني نهتم بعيوبك في الوقت اللي كانو حاضرين حتى ايجابياتك ، كنت حمقة ماعرفتش علاش فكرت هكاك ، حتى انا ما اصريتش نتواصل معاك داك الوقت ، كان ممكن نجي عندك للدار اشنو فيها كاع ؟ هضرتك النهار اللي تواجهنا منين كنت راجعة معاها من الخدمة بقات كادور في عقلي ، حسيت براسي شحال كنت غالطة و غير مجرورة وراء عواطفي ، اذا كنت باغية صداقتك و وجودك في حياتي خاصني نكون مقتنعة و راضية بيك بعيوبك و كولشي لك ، اذا ماقدرتش ننسحب بهدوء في بلاصة مانحاول نبدلك بهاد البساطة .. هذا هو الدرس اللي تعلمت من هاد المشكل .. تغريد ، سمحي ليا ، انا غلطت منين تبعتها ، بسبابنا طاحت لك القناة و تمسح الفيديو "" صاحت فجاة "" اااه ، انا ماكانش ليا دخل في الانذار اللي سيفطوه ليك بخصوص تحيدي الفيديو حيت فيه ناس ظاهرين ضد رغبتهم ، ماشي انا السباب في داكشي ، ماكانش عندي مشكل نبان فيه نهائيا ، هذا كان اتفاقنا من الاول ""
و رجعت سكتت .. كاتسنى جواب تغريد .. واضح فيها التوتر من اللي غاتسمع ..
ياسمين كانت واقفة ، تمشات عندها هي الاخرى و عنقو بعضهم ..
"" انا ماحاقداش عليك ، مابقيتش معصبة منك ، داز شهر عصيب من حياتي خلاني نقدر اللي كان عندي و خلاني ننسى الدراما الخاوية ، داكشي اللي وقع ، كان والو .. ""
نقزت ياسمين بحيوية ماكانتش ظاهرة عليها اول ماشافتها ..
ضحكت تغريد و اعترفت لنفسها باللي فعلا توحشتها ..
تعانقو ضاحكين ..
و مالك هو الاخر مربع يديه ، معوج راسو كايشوف فيهم ، ضاحك هو الاخر كيف الحمق ..
سد مالك باب السيارة و خدا الكيس ، مد لتغريد مشروبها و فتح علبة الكيك حطها بيناتهم ..
و هو كاياكل سولها "" هادي وحدة من صحاباتك اللي عاودتي لينا عليهم ""
هززت تغريد راسها "" من بينهم بزوج ، كنت ديما متافقة مع ياسمين ، الاخرى كانت .. كانت شي حاجة اخرى ، كون ماياسمين كانت كاتدخل بيناتنا كون كلينا بعضياتنا شحال هاذي ، كنت كانتسنى من الاخرى اي شيء ، كنت فاهمة اشمن نوع ديال البشر هي و لكن كنت كانتجاهل ، ياسمين ماتسنيتهاش تكون داخلة في نصف دوك المؤامرات نهائيا ""
"" ماكاتبانش خايبة .. ""
"" ياسمين ماعمرها كانت خايبة ، غير هي حمقة و حنينة ، ساهل يتلعب بعواطفها ، كنت من ديما كانخاصم عليها في هاد النقطة .. ""
"" قدرت نستنتج هادشي من كلامها .. "" قال بضحكة غريبة ..
هزات عينيها شافت فيه و هو يجمع الضحكة ..
ضحكات تغريد على رد فعلو "" ااه ، و كاتهضر بزااف فاش كاتكون في حالة عاطفية ، في الحقيقة هي ترتارة شوية .. ""
"" ماعندك ماتقولي بهاد الخصوص ، I find it cute .. ""
"" كانت كاتسنى منك في الاخر تعطيها الاذن ترجع تتواصل معاك و لكن .. انت قمعتيها ، كان كايسحاب ليا صافي غاترجعو هكاك معانقات .. ""
جمعت تغريد ضحكتها و بعدت الدغمة من فمها و كان شهيتها تسدت ""ماعرفتش ، الصراحة .. وليت خايفة ندخل مازال شي احد لحياتي .. مابقيتش كانتيق ، غير كانتعمق مع شي احد في شي علاقة ، فجأة و بدون مانفهم كانولي انا الشريرة في قصتهم ، يا اما بسبب انني كانستغلهم او كانعاملهم بطريقة غير مقبولة او غذرتهم او او او .. كلها و اشنو كايستنتج مني ، كلها و اشنو كايقول عليا ، حتى واليديا ماسلمتش من احكامهم .. انا واثقة من راسي ، انا ماشي خايبة ، انا ماشي شريرة ماشي حقوذة ماكانآديش الناس اذا مآداونيش ، الناس اللي باغين مني نكون كيف بغاو هما ، نعاملهم كيف بغاو هما ، ندير داكشي اللي بغاو هما و نعيش بالطريقة اللي هما باغيين .. فاش كانرفض ، كانولي شريرة .. عرفتي اشنو كايزيد يحقدهم عليا ؟ ماشي غير انني كانرفض و صافي ، كايكرهوني حيت كانتحارب .. ""
هزز مالك راسو "" فهمتك اتغريد ، دزت من بحال هادشي فاش كانت عندي 17 العام ، انت راك مزيان ، غادية مزيان ، حافظي على حقيقتك هادي . حيت هكا ، بهاد الشخصية اللي عندك ، ماكايبقاو في حياتك غير الناس الحقيقين ، ماكايبقاو في حياتك غير الناس اللي باغيينك ليك انت و ماشي لاشنو انت اولا اشنو عندك .. شخصيتك هاذي نعمة ، حيت كون كنتي من اللي كايهمهم رأي الناس و كايديو عليه ، تيقي بيا حياتك كانت غاتكون عامرة بالمنافقين و المتلاعبين ، كنتي غاتكوني لعبة بين يديهم ، بقاي ديما تبيني لناس هاد الشي اللي كايسميوه هما "الشر" حيت هادي هي انت ، و هذاك هو التوهج ديالك ، هذيك ميزتك .. ببساطة هاديك انت اتغريد ..يا اما ياخدو هادشي او يخليوه ، تيقي بيا او ماتيقيش ، و لكنك من انقى و اصدق الناس اللي شفت في حياتي .. و انا فرحان بصداقتك ، شحال من شهر باش تلاقينا ؟ حتال دابا ، ماشفت حتى اشارة تقول ليا بعد منها .. ""
ضحكت ضحكة محرجة "" اول مرة شي احد يقول ليا بحال هادشي .. حتى من اسلام اللي صاحبي و اقرب الناس ليا من الصغر ، كان كايشوف فيا "الشر" ، غير هو كان كايحمي نفسو منو و في نفس الوقت كان شاد فيا و مخليني جزء من حياتو ، كان كايبغيني من شحال هادي و ماعمرو ماعتارف ليا ، و رغم العذاب و قسوة الموقف ، حافظ على بلاصتي في جنبو .. ماعتارفش ليا حيت ماكانش كايتيق فيا ، كان خايف مني ، من انني نلعب بمشاعرو و مانعرفش قيمتهم ، ماكنتش عارفة اشنو واقع .. هو اقرب الناس ليا امالك و لكن ماكانش كايتيق فيا ، ماشي ديك التقة اللي على بالك كانهضر على التأمين الاخر على الروح و النفس ، واش غانحمي مشاعرو و نحتارمهم ؟ ماكانش واثق فيا بهاد الخصوص .. ""
"" كاضرك هاد الحقيقة ؟ ""
هزت كتفها "" كانتفهم هادشي ، هو اكيد غير انسان ، ماعارفش ما في قلبي و عقلي .. دزنا من مشاكل ، و برهنات ليه انني نستاهل تقتو ، حنا تجاوزنا هادشي ، تايقين في بعضياتنا دابا ، وهو مرتاح في هاد العلاقة ، في الاول لا كان مزال مخشب و ماراخيش راسو .. دابا انا مآمنة باللي هو واثق مني ""
كان مالك كايشوف في تغريد .. بأسف مرر عينيه لامام يالله غادي يتحرك بالسيارة و بانت ليه ياسمين خارجة هي الاخرى متجهة للشارع ..
"" في نظري ، ديما موجودين شي ناس اللي ضروري تخليهم في حياتك ، متلا ، شي صديقة بنت تخرج معاك للمول و تشري معاك الحوايج و تعطيك رايها في بلاصة ما تخرجي صديق دري يبرزطك غير بالنكير ديالو .. ""
سكتو الدراري لور و هزات تغريد عينيها فيه .. بتشوش ..
"" تغريد ، c'mon ، البنت اعتاذرت و وضحات ليك انها من الاول ماكانتش متفقة مع اللي وقع و انها تجرات وسط الدراما كاملة عكس رغبتها و تم التلاعب بمشاعرها ، قالت ليك قطعات صلتها بالاخرى حيت شافت انها مامزياناش ،البنت كانت كاتشوف فيك بعوينات واسعة و كاتسناك تقولي ليها نتلاقاو نهار اخر .. ""
"" علامن كاتهضرو ؟ "" سول سعد ..
"" سكت انت "" امرو مالك ..
"" نوضي عرضي عليها تخرج معانا ""
كانت تغريد كاتشوف فيها واقفة في المكان فين غاتسنى طاكسي "" واليديها مايخليوهاش تتعطل ""
"" ماغانتعطلوش ""
بلا ماتزيد كلمة .. خرجات غادية بسرعة لتجاهها ..
منين نادت باسمها .. دارت ياسمين لعندها بعيون واسعة بالتفاجئ "" تغريد مازالك هنا ؟ ""
"" كنت انا و مالك داك الصديق اللي شفتي معايا كانتسناو زوج صحابنا اخرين خدامين معاك في نفس البلاصة ""
"" اااه "" جاوبت ياسمين بصوت خافت ..
"" انا .. شفتك غادية بوحدك و قلت علاش .. ماتمشيش معانا ، مالك عندو واحد الخرشاشة و لكن قاضية الغرض ""
تحركت ياسمين في بلاصتها كاتقلب بعينيها بتردد و لكن كان ظاهر عليها حتى الحماس "" غاتمشيو لشي بلاصة ؟ واليديا مسافرين هاد العطلة و كاينة غير انا في الدار ، زعما نقدر نتعطل .. زعما ..""
سكتو كايشوفو في بعضياتهم و هما ينفجرو بالضحك في دقة وحدة ..
"" ماعنديش مع هاد الawkwardness ، انا مولفة بالراحة في التعامل معاك .. هادشي ماشي ديالنا "" قالت تغريد ضاحكة ..
"" وا لا حتى انا ، باغية نموت باش نسولك شكون هاداك اللي كان معاك و فين اسلام ، و اشنو كاديري في حياتك بعدما رجعتي و فين كنتي و علاش هربتي و بزاااف .. بزاااف ديال الاسئلة .. ""
شابكت تغريد ذراعها مع ذراع ياسمين و جراتها "" يالله معايا ، نعاود لك من بعد و عاودي ليا حتى انت.. ""
وقفو امام السيارة .. لقاو الدراري كلهم على برة .. كايشوفو فيهم ..
ياسمين سكتات كاتشوف في الوقت اللي حتى هما ساكتين كايشوفو ..
ضربت ياسمين تغريد بكوعها حتى بعدت لهيه""شكون كاتنعتي بحشومية"" و مدات يدها تجاه الدراري "" انا ياسمين ..""
ضحكو الدراري و مدو يديهم ليها عرفو بانفسهم و جات حتال مالك ..
شد يدها لمدة ابسط من طويلة و على وجهو ابتسامة مغازلة "" فجأة نسيت وجه ديك الجنية اللي حدى البحر ، شكون يتعجب بالوهم في الوقت اللي الحقيقة قدامنا كاتنبض بالحياة و ابتسامتها زوينة و سميتها ياسمين من الفوق "" خاطب البقية و عينيه ماتزحزحوش عن ياسمين ..
ضحكو تغريد و سعد .. ريان ضرب اطار السيارة بشكل درامي و صاح "" لا اصاحبي لااااا "" الظاهر انه خذا منو فرصته ..
ياسمين شافت فيهم كاملين بعيون فضولية و ابتسامة بريئة على وجهها ، عارفة شي inside joke مرت بينهم و لكن متأكدة من انه كان كايغازلها ..
حطت تغريد يديها على كتاف ياسمين "" يالله ركبي ، غانعاود ليك على قصة مالك و الجنية ديال البحر ""
و رجعو انفجرو بالضحك ..
وقف اسلام كايشوف في النافذة الزجاجية الكبيرة و اللي كانت كاتطل على البحر بالاتجاه الخلفي للفيلا ..
كايسمع الامواج كاتمشى بهدوء منسجمع مع الليل ..
تم حول عينيه تجاه ايفارديت ..
كان المكان مالي بريحة جسدو ..
دمو ساخن بسبب الجري ديالو فوق على الالة ..
بسرعة .. و بكل قوة ..
حركات عضلات جسدو متناسقة مع بعضها ..
و حركات رجليه و فخاضو القوية متناغمة بشكل منسجم ..
حقيقة انه رجل لم يمنع انه يعترف لنفسو ان ايفارديت رجل قوي البنية ، بطريقة مثيرة للاعجاب ، في هاد المدة اللي قضى معاهم ، لاحظ انه مرة مرة كاينقز من اماكن عالية بدون جهد يذكر ، سرعة الجري ديالو اعلى بكتير من السرعة الطبيعية للرجل البشري ، اكلو مختلف و كايقضي نصف وقتو كايجري على الالة ..
كايظن انها طريقتو باش كايبدد التوتر من جسمو ، و ايضا باش يصفي ذهنو و ياخد قرارات سليمة ..
اسلام عارف باللي رجل بحال ايفارديت ، المسؤول على شركة و اعمال كبيرة كرجل اعمال و المسؤول على الامن و الاستقرار بين الاصناف اللي جايا من نفس العالم ديالو كحارس ، و ولي عهد الحارس الاعظم و اللي عليه مسؤولية استمرار خليفتهم و عدم انقراضهم .. ديما عندو قرارات صارمة خاصها تتخاد و امور كتيرة خاصها تتعالج ..
هادشي اللي خلا منو يكون شخص يستحق الاحترام ، ليه قوة تحمل عجيبة .. ملهمة ..
عرف بزاف ديال الامور على حياتو من فم الوسيط السابق ديالو ..
فهم باللي عاش حياة صعيبة ، ماشي غير صعيبة ، بل طويلة و مديدة من الفوق ..
من ديما كان كايظن ان طول العمر نعمة ..
و لكن منين سمع قصة ايفارديت .. بدل رأيو ..
صعيب تعيش وحيد ، صعيب تتحمل خيبة وراء الاخرى ..
ماكانش غايتحمل لو انه تسنى المراة ديالو حتى تكبر و تنضج و في الاخير يلقاها اصبحت لواحد اخر ..
صبر سنين على والو ..
كما صبر السنين اللي قبلها ..
احس اسلام باللي قصتو قدام قصة هاد الرجل غير لعب ..
يستغل الفرص و يصنع شي حاجة في بلاصة مايبقى مخبي في خدامي صغار بلا حراك و بلا تطور ..
الحياة حلوة في قصرها .. خاصو يعيشها قبل ماتسالي ..
"" و اخيرا خرجتي من جحرك ؟ ""
خرجو صوت ايفارديت من تفكيرو ..
قرب منو .. و وقف وراه ..
كان كايجري بدون توقف او حتى بلا مايعوج راسو باتجاه اسلام ..
"" كانحاول ناخد الفرصة ديالي بمحمل الجد ""
"" فخور بك ، لكن العقل محتاج الراحة لاستمرارية العمل .. ""
سكت للحظة و قال فجأة "" مابقيتش شفت المرأة ديالك مازال هنا ""
سكت اسلام ..
هذا موضوع كايتهرب يناقشو حتى مع نفسو ..
"" الوقت كايلعب ضدك الوسيط ، خاصك تقرر في اقرب وقت ""
"" خايف ، و لكن ماعرفتش من اش بالضبط .. مازال ماقادرش نمشي عندها و نرمي القنبلة في وجهها ، هي ..تفكيرها .. غريب او اصعب شوية على المراة العادية البسيطة .. ماغادياش تاخد كلامي هكاك و دير به .. ""
"" الزواج و غاتتزوجو ، يعني الامر محلول ""
"" الامر ماواقفش غير هنا ، قبل مانولي وسيط و قبل حتى ماتختفي ، كنا دايرين خطة ، كنا مخططين لحياتنا ، كننا غانخدمو بزوج و نجمعو راس المال باش نخلقو مشروع نكونو فيه شركاء ، كنا غانخدمو على المشروع بزوج حتى ينجح و منو غانشريو دارنا و غانتزوجو و نسافرو و نعيشو حياتنا .. انا منين خديت هاد الفرصة ، غذرت بيها ، خويت بيها ""
سكت ايفارديت الألة و وقف ..
خدا المنشفة و مسح وجهو و عنقو .. دار و جلس على مقعد رافعة الحديد و خدا قنينة ديال الماء كايشرب ..
بعدها اقفل القنينة و هز عينيه في اسلام "" تخاصمتو على هادشي ؟ ""
"" بل بالعكس "" تبسم كايفكر فيها "" تبسمات في وجهي و باركت ليا و دفعاتني باش نجي و نشد في هاد الفرصة ، كانت مكسورة و حسات بالخذلان و لكن ماجراتنيش لعندها ، ماحطاتش راسها صخرة في طريقي ""
هز ايفارديت راسو و ضيق عيونو فيه .. كايحاول يقرى اكتر ما بين كلامو ..
لاحظ اسلام هادشي ، داكشي علاش اضاف "" انا ، ماناويش نهائيا نتراجع على قراري ، باغي نخدم ، باغي نكون وسيط ، باغي نتحمل هاد المسؤوليات اللي عطيتيني ، عجبني بزاف نكون مشغول ، عجبني بزاف يكون ليا هدف قوي و مهم في حياتي ، مامستاعدش نخسر هادشي في مقابل حتى حاجة .. "" غمض اسلام عينيه و تراجع للور و وقف امام النافذة .. دوز يديه على وجهو بانزعاج و كمل لشعرو تم اخفض يديه حول خصره ..
خدا نفس عميق هدن نفسو فيه ..
عارف راسو كايخرج منو جانب ، جانب اللي عاش طول حياتو ملاحظو في تغريد و خايف منو ..
"" عرفتي اشنو الصعيب في هادشي ؟ "" قال بدون ما يدور عند ايفارديت "" من ديما كنت كانشوفها انانية ، هادشي علاش عمرني امنتها على مشاعري ، فضلت نبغيها بعيد على معرفتها على انني نلوح راسي بين يديها ..و في الاخير .. انا اللي صدقت اناني ، انا اللي خويت بيها ""
"" هون على راسك و ماتبعدش بزاف بالتفكير ، واجهها الاول ، مادام تقبلت قرارك و دعماتك فراه نصف الطريق قطعتوه .. ""
"" عنوانها ""
غوبش اسلام للصوت المفاجئ اللي قاطعهم ، بسرعة و حالا دار لعندو ..
عارفو شكون ..
"" ايدر ، ماشي وقتك نهائيا ، كانظن باللي وضحت ليك ان مسائلك القانونية كلها تحلت ، فلوسك و املاكك رجعت ليك اذا مابقا عندك مايدار هنا "" قال ايفارديت واقف مباشرة قدام ايدر بتحذير ..
مرر ايدر عينيه الماكرتين بين الرجلين و قال"" مانحتاجش حتى انا نعاود نقول باللي مازال عندي مايدار هنا "" تبسم باستفزاز "" الوجبة ديالي ""
"" داك الموضوع معقد و ماكانظنش غايتحل ، يعني غاتهز جوعك و ترجع للبرية ديالك رضيه تما ""
"" اممم ، مغري ، لكن جوعي لديك الساحرة مايرضيه حتى مخلوق اخر .. ""
هز عينيه تجاه اسلام اللي حافظ على بعدو تفاديا للشجار .. ماعندوش الخاطر لاستفزازو الماكر ..
"" عنوانها ""
"" مرارا و تكرارا قلت ليك لا ، ماغانخليكش تقرب منها مازال "" هضر اسلام من بلاصتو .. بصوت عنيف محفوف بالتحذير و الكره ..
"" علاش كاترفض تعطيه ليا ؟ "" قال ببرود ساخر "" كانتفهم انك غيران و عاجبني انك واخدني بمحمل الجد على انني منافس--""
في رمشة عين ، لكمة من قبضة اسلام مسحت الابتسامة الجانبية الساخرة من على وجهو ..
قبل ما يزيد اخرى .. تدخل ايفارديت بعد اسلام من على ايدر .. و هكذا رجعت الابتسامة الساخرة على وجه ايدر و هو كايقيس موضع اللكمة كايشوف واش ادمت ..
"" منافس ؟ هاذشي في دماغك ، هاديك ديالي و ماكاينش شي مخلوق في الدنيا قادر ياخدها مني ، من الاحسن ليك تبقى بعيد اولا اقسم بالله ياحتى غاتبدا تشوف مني اللي ماغايعجبكش "" صاح اسلام بجنوون..
"" اسلاام تهدن "" تكلم ايفارديت و هو حابسو من الوصول للاخر ..
ضحك ايدر و اظهر تجعدات عيونو على ملامح وسيمة و قال بسخريتو المعتادة "" تهدن العاشق ديالنا ، مابيني و بين ديك البنت ، لا علاقة بما بينك و بينها ، تقدر ماتعطينيش عنوانها ، تقدر تخبيها عليا ، و تقدر توقف بيني و بينها ، و لكن راك ماغاتقدرش تاخد مننا الايام الصعيبة اللي مالقينا فيها غير بعضياتنا ، ماغاتاخدش من الذيب حقيقة انها وحدة من القطيع ديالو .. ""
نجح اسلام يخرج من قبضة الحارس و ينقض على الذيب بموجة من اللكمات ..
ماعجبوش يهضر عليها بطريقة مقربة و كأنه كايعرفها مزيان ، ماعجبوش يجمعو معاها حتى علاقة مهما بلغت برائتها ..
تغريد ديالو هو ، و هو الوحيد اللي كاتجمعها معاه علاقة حميمة و مميزة ، هو الوحيد صديقها المقرب ، هو الوحيد المهم بالنسبة ليها ..
ماغايخلي حتى واحد ياخد منو هادشي ..
بلا والو ، كان منزعج و كاره لحقيقة ان ايدر اللي كان معاها في ديك المدة ..
ماشي هو حبيبها و صديق طفولتها ..
لقاها فرصة و فرغ فيه كل الغضب و الحقد اللي كنهم ليه ..
ايدر ماكانش ساكت له او مستسلم كانت قبضتو بقبضة الاخر حتى نجح تاني الحارس باش يفرقهم ..
و تدخل الوسيط السابق و فرزوهم على بعضهم ..
الظاهر ان الحارس ماغايساليش مع هاد الدراري الصغار ..