قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا(تتمة الفصل الثامن والأربعون)
الفصل تتمة الثامن و الأربعون :
و ما لقى غير الظلام ..
ماكانتش تما ..
انتابو نفس الاحساس اللي ضربو اليوم اللي اكتشف انها مشات في حالها ..
بايادي ترتعش جبد الهاتف ديالو ..
اتصل بمالك ..
رنة وراء الاخرى و في الاخير قطع عليه ..
سيفط له ميساج فيه 《تغريد معاكم ؟》
تسنى لتانية وحدة و جاه اتصال منو "" كيفاش هاد واش تغريد معانا ؟ ""
"" جيت للدار قلبت عليها و لكن مالقيتهاش ""
"" اااه "" استرخى صوت مالك الان ..
"" هضر فين هي ؟ ""
"" اوى انا مالي اش دخلني ؟ ""
"" مالك بلا ماتزيد مابيا حتى انت ، عطيني نمرتها الجديدة ""
"" غانتاصل بيها نتطمن عليها حيت هي مامعاياش و لكن و اللهلا خديتي نمرتها "" و قطع ..
خنز اسلام في هاتفه بحال الى كايخنزر في مالك نفسو و ركل شيء عشوائي قريب لرجليه و شتم بكلمة قبيحة ماقدرش يكتمها ..
و في الاخير نزل ..
كانت تغريد في غرفة ياسمين .. اللي بالمناسبة كانت غارقة في سابع نومة ..
مخلية تغريد في جنبها سهرانة ..
خايفة من الظلام ..
خايفة من السكون المحيط بها ..
هكا قضات لياليها بعدما رجعت ..
ماكايديها النعاس حتى كايطلع النهار و يهرب الظلام ..
تما فين كاتبدا تحس بالامان و كايسترخى جسدها ..
ولفات تحافظ على عيونها مفتوحة باش تحمي نفسها من اي وهم يديها لعالم الجنون و تفقد عقلانيتها ..
اذا هي كانت كاتحاول تتناسى ايامها الصعيبة في الغابة ، جسدها مانساش و ماحاولش ..
تحركت ياسمين و فجأة حولت تغريد عينيها لتجاهها ..
كل حركة بسيطة كاتقفزها و تثير انتباهها ، تماما كيف كانت كادير في البر ..
انغمست في السرير جنبها و عنقتها من اللور ..
فرحانة حيت رجعت صداقتها بياسمين ، قضاو البارح و اليوم كايدردشو بدون وقوف ، تفرجو و طيبو و ضحكو ..
كانت جد محتاجة وقيتة استرخاء مع بنت بحالها ..
سولاتها على الفيديوهات ديالها و على رحلتها الغامضة ، تغريد عاودت ليها ما عاودت لكولشي ، الا انها اعطتها تفاصيل اكتر ، بحال الليالي في الغابة و قساوتها ، السرقة اللي تعرضت ليها ، الكوبل اللي تلاقاتو و ما الى ذلك ، مع الحرص على اقصاء التفاصيل الخارجة عن المنطق ديالهم كبشر ..
غمضت عينيها و حطت راسها على ظهر ياسمين كاتحاول تجيب النعاس ..
و فجأة رنة من هاتفها خلاتها تقفز من بلاصتها حتى جلست شادا قلبها ..
ياسمين فتحت عينيها هي الاخرى و تمتمت بشيء ..
مدات تغريد يدها لهاتفها المنار باسم مالك و حلفت حتى تقتلو منين تشوفو "" اشنو بغيتي ؟ اقسم بالله و تعاود تسولني على ياسمين حتى ن__""
قاطعها صوتو "" ماباينش في صوتك كنتي ناعسة ، غير تهدني ، هاذي واحد . ثانيا ، انا اللي ضحية تبرزيط في هاد الوقت ماشي انت ، داك الحمق ديالك كايسول فيك ""
ناضت من بلاصتها بكليتها "" اشنو ؟ اسلام ؟ علاش اشنو واقع في هاد الليل ؟ ""
"" مانعرف ، عاد طفات عليه الشمعة في نصاصات الليل و جاي لداركم كايقلب عليك ""
قفزت من السرير كيف الملسوعة "" حلف بالله ، فين هو دابا؟ ""
"" مانعرف ، عيطي له و لا ضبري راسك غير فوتوني بالدراما ديالكم .. "" و قطع عليها ..
بقات تما في الظلام كادور عينها حتى تشعل المصباح الحانبي لياسمين "" اشنو واقع ؟ "" قالت بنبرة نعسة ..
"" اسلام ""
"" واخيرا اتاصل اشنو بغا ؟ ""
"" مالك اللي اتاصل ""
جلست حدا ياسمين في السرير و حولت الاتصال لاسلام ..
شافت في ياسمين اللي رجعت تكات و لكن كاتشوف في تغريد و ملامحها المتوترة ..
كان اسلام في السيارة الداخل ، سارح ماعارفش اشنو غايدير و كيفاش غايتواصل معاها ..
فين هي اصلا في هاد الوقت من الليل .. ؟
فجأة ، رقم غريب ظهر على شاشتو رفقة رنة ..
جاوب بلهفة "" تغريد ؟! "" شكون اصلا غايعيط له بنبرة غريبة في نصف الليل ؟
جاه صوتها بنبرة منخفضة "" اسلام ياك لاباس ؟ "" و غير جاوبو صوتها و هو يطلق سرسوب من الشتائم القبيحة حتى تقطع نفسو ..
تغريد من الجهة الاخرى كاتصنت مغمضة عينيها ..
سؤال واحد في عقلها " اشنو اللي معصبو تاني ؟ "
"" فيييينك ؟ "" سولها صائح ..
"" عند ياسمين ، علاش اشنو كاين ؟ ""
"" يااسمييين ؟ ""
"" اه ""
سكت للحظة و قال "" نكلاكسوني خرجي ""
و قطع ..
"" اسلام ؟ مالو ؟ "" قالت ياسمين ..
"" ماعرفتش مالو ؟ كايبان معصب بزاف . يعني كيفاش واحد يغبر اسبوع و الزيادة و منين يبان ، يبان هكا ؟ "" كانت تغريد منزعجة ..
"" يمكن عندو شي حاجة معصباه ""
سمعات تغريد الكلاكسون و ناضت طلت من النافذة ..
نفس السيارة باش جابها المرة الفايتة واقفة التحت بمصابحها الامامية مضاءة ..
"" هاهو التحت ""
رجعت ياسمين تكات و لبسات تغريد نعال بيتي و نزلات ..
ما ان فتحت الباب الخارجي ، حتى دار لعندها و نزل من السيارة ..
قفل الباب وراه بعقل شارد ، تركيزه الوحيد عليها هي ..
شحال مريح انه يشوفها هكا في بيجامتها نقية ، وجهها منور و بريق شعرها حاد و وجهها و اطرافها خاليين من الجروح و الخدوش ..
عكس حالتها في الفيديو ..
من المريح انه يشوفها بيخير و على خير ..
كانت هي الاخرى كاتشوف في حالتو ، مهندم بلباس رسمي وسط الليل شيء غريب ..
عضلاتو تحت القميص منقبضة و شكل جسدو غير مسترخي ..
كانو ملامحو كايدلو على انه منشغل البال ، عيان و متوتر ..
قربت لعندو .. و هو كايشوف فيها جايا خطوة بخطوة ..
كاتلعب في اكمام بيحامتها اللي نازلين حتال صباعها ، ماكايبان غير القليل من وجهها بسبب شعرها اللي كاسي جوانب وجهها ..
تقدم الخطوات اللي بقاو بدون صبر و عنقها ..
ديك الساعة بادلاتو العناااق ..
"" توحشتك ، علاش غبرتي عليا ؟ ""
احست بيه زاد توتر و لكن في المقابل زاد ضمها بشكل اقوى "" حتى انا توحشتك ""
خرجت من بين يديه و تقابلت مع عيونو "" واش كاتجي من الخدمة معطل ؟ شفتك لابس .. حوايجك ""
حذر عينيه شاف في لباسو و رجع هز عينيه فيها و هز كتف بدون مايجاوب فعليا ..
مد يديه بعد شعرها من وجها و قبل جبينها و رجع ضمها ..
مغمض عينيه كايشم ريحتها الان اللي ولات مركزة بين يديه ، كل لحظة كايقبل شعرها ..
كانت تغريد مرحبة بعناقو و دفء جسدو ، و لكن هادشي اللي واقع دابا غريب ..
شغل بالها ..
"" اسلام "" خرجت من بين يديه و رجعت واجهاتو "" اشنو عندك ؟ اشنو جابك في هاد الوقت ؟ ""
شاف فيها ، و بحال اذا تلبسو جن ، من استرخاء ملامحو للتشنجهم و قال من بين سنانو "" علاش عطيتيه نمرتك ، من شحال هادي كان كايطلبني على عنوانك و حلفت لاخداه تجي انت حتال عندو و تعطيه ليه ؟ لا و فوق هادشي ، لايحة فلوغ ، فيه هو و انت *هز يديه في سماء كايعيب بوجهو بشكل درامي* قاضيين اجمل اوقاتكم رغم المصاعب و المشاكل اللي كنتو فيهم ، ماكنتيش بوحدك ، كان هو المؤنس ديالك ، ذو الرفقة الدافئة و مانعرف اشنو ، انت عارفاني ماكانحملوش ، ماكانحملش تعلقكم ببعضكم ، عارفة مزيان الفيديو ماغايعجبنيش و نشرتيه ، لا و حيدتي الحساب ديالي و درتي اخر جديد بدعوى انك "ماباغياش تبرزطيني" واش هاد الكلمة عندها معنى بيناتنا ؟ بحال اذا باغية تقصي دوري من حياتك ، بحال اذا ماباغياش تحتاجيني مرة اخرى ، ماعجبنيش هادشي ، بغيتك تبقاي تستعملي حسابي انا مرتاح بهادشي . غبرت عليك سيمانة و شي ايام ، لقيتك مصالحة مع وحدة دارت فيك و طيحاتك في مصائب ماشي غير وحدة ، و ماشي غير مصالحة معاها ، لا بايتة عندها في الدار كاع .. مع والديها و خوتها بيخير ، ياك ؟ ""
مابقاش غير هو الغاضب هنا ، بل حتى هي بدات كاتعصب ، لا من طريقتو و لا من اللي واقع كامل ..
"" بايتة معاها بوحدها ، ماكاين احد "" بدات تقول بطريقة حاولت تتحكم في نفسها بيها "" انت كيف عادتك كاتزيد فيه ا اسلام ""
"" كانزيد فيه ؟ "" صاح و لاحظت ان خط عيونو كايشع كلما انفعل في الكلام و كايبدا يطفى مع هدناتو المتناوبة "" كاتسمعي راسك اشنو كاتقولي ؟ ""
"" ااه ، غيرتك من ايدر ماليها لزوم ""
"" انا ماغايرش منو ، انا ماكانحملوش ، ماباغيهش يطوف حواليك ، من حقي ، مامرتاحش معاه ، كانكره حقيقة انه كان معاك و انا لا ، فهميهااا ""
"" اسلااام ، هضرنا في هادشي ""
"" ماتلاقايش معاه و ماتعيطيش ليه "" صاح ..
ربعت يديها و لوحت براسها "" ماغاتآمرنيش اشنو غاندير او مع من غانكون ا اسلام . ياسمين تلاقيتها صدفة و هضرت معاها و عرفت الموقف ديالها ، و فهمت باللي ماقصداتش كل ما وقع و انا كانتيق في ديك البنت ، و رجعت رحبت بصداقتها . الحساب درتو هكاك و صافي ، ماقصدتش نجرحك . كون ماكنتي 'مشغول' و ماكاتعيط ماكاتسول كنت غانعاود ليك على كل مستجدات حياتي و ماكنتيش غاتصدم من اي شيء سمعتيه عليا من جوايه اخرى . ""
بعد منها بخطوات و دار يد على جنبو و الاخرى كايمشيها على لحيتو و يجعد شعرو ..
"" مامتيقاش باللي تجاهلتيني هاد الايام كلها ، باش في الاخر تجيني هكا معصب ماشي باش تسول فيا ، بل غير باش تلومني و تخاصم عليا على كلشي .. "" سكتت للحظة كاتشوف في عضلات ظهرو كلها كاتشنج و مادار حتى خطوة باش يدور يواجهها ..
"" قادر تعيط للدار و لكن ماقادرش تقول ليهم يدوزوني ليك ؟ مشغول و ماعندك ليا حتى دقيقة لهاد الدرجة ا اسلام ؟ ""
و في اللحظة الللي دار عندها ..خطوط عينيه لمعو و لكن ماشي بسبب الغضب .. كان شيء اخر ..
هز سبابتو قدامها و قال بنبرة منخفضة "" ماتهضريش هكاك ، ماتقوليهاش هكاك ""
"" كيفاش بغيتيني نقولها ؟ "" قالت مازال مربعة يديها و محافظة على هدوءها عكس ما فعلا كاتشعر به من الداخل ""كانعرفك مزيان ا اسلام *ضيقت عينيها فيه* جيني من الأخر ، اشنو عندك ؟ اشنو السبب اللي مخليك تتفاداني هكا ؟ اشنو السبب اللي مخوفك تواجهني ؟ "" سكتت للحظة عيونها كايوساعو شيئا فشيئا "" واش .. واش بغيتي نتفارقو ؟ ""
غوبش فور ما سمع الكلمة و قبل ماينطق سبقاتو "" بغيتي نتفارقو باش تركز في الكارير ديالك ؟ هادشي علاش كاتفاداني و كاتجاهلني ؟ مابغيتينيش نبقى جاراك للتحت .. اول فرصة جاتك تجبد معايا الصداع جيتي دغيا كاترمي في وجهي اي سبب غير باش نتخاصمو و تلوحها عليا بكل بساطة ، خلينا نتفارقو ياااك ؟ ""
قرب منها بسرعة ناوي يجرها لعندو و لكن دفعت يديه من عليها "" راك غير كاتخربقي ، انا ماعمرني غانتفارق معاك ""
سكتت كاتشوف فيه .. و رمشت عينيها بغير تصديق "" الطريقة باش كاتقولها ا اسلام ، تبدلت ، مشات التقة فيها ، ماكاتعنيهاش ا اسلام ، انت ما واتقش من الكلام اللي قلتي ""
احاط يديه حوالي خصرها و سحبها لعندو بقوة مانفعتش مقاومتها معاها ..
تعابيره كاتجسد الم عميق كايحس به ..
حدر راسو لعندها و حط جبينو على جبينها "" راك غير كاتخربقي ، غير كاتخربقي اتغريد "" نبرته كانت منهزمة ..
"" غير هضر معايا و صارحني ، اذا كنتي هادشي اللي باغي ماعنديش مشكل "" سكتت للحظة و اضافت "" غانعطيك وقتك و مساحتك و غاننساحب . انا مستحيل نوقف في طريقك ، انت عارفني غانبقى ديما نساندك و نوقف معاك في اي قرار غايريحك ""
"" سكتي ، غيير سكتي . لو غير تعرفي .. ""
"" اشنو غانعرف ا اسلام مابقيتش فاهماك ؟ "" بعداتو منها و مسحت دمعة من عينها قبل ما تنزل "" اشنو بغيتي مني بالضبط ؟ اشنو مشكلتك ؟ ""
"" هادشي علاش جاتك صعيبة تقولها ليا ؟ واخا .. غايكون فراق مؤقت ، انا غانركز في حياتي و اشنو بغيت ندير فيها ، و انت كذلك ، منين يوصل الوقت المناسب غانرجعو لبعضياتنا . ماكانخططش اصلا نرتابط بشي واحد من غيرك يعني كون هاني ، ركز في الكارير ديالك و ماتشغل بالك بوالو اخر ""
"" تغريييد "" صاح و قفزها بضربة على سطح السيارة "" سكتي ، سدي فمك حيت مازالك مافاهماااش و غير كاتخربقي .. "" اضاف و هو كايضرب على سطح السيارة بكل كلمة خرجات من فمو"" انا *ضربة* باغيك *ضربة* اليوم *ضربة* قبل غذا "" سكت للحظة كايشوف في عينيها "" حياتي ، ماغاتكونش حياة بلا بيك ، غير نساي هاد الهضرة "" بعد يديه من على سطح السيارة و دوزها على وجهو و خلاه احمر بعدما بعدها "" المشكل .. كاينين مشاكيل غايوقفو بيناتنا .. ""
"" مافهمتش "" مسحت وجهها كاتحاول تركز في كلامو و تفهمو "" واش الخدمة او شي حوايج اخرى ؟ ""
"" الخدمة .. و بالزاف ديال الحوايج الاخرى .. ""
"" فهمني ا اسلام .. "" صاحت ..
غوبش و سكت كايشوف فيها بحال اذا متردد يقول شي حاجة ..
و لكن تكلمت هي "" سير فحالك ا اسلام ، و ماترجع عندي حتى تعرف راسك واش باغي تصارحني او لا لا .. و ماترجعش عندي مرة اخرى بهاد الحالة .. ""
تمات راجعة نحو باب المنزل و جر يدها "" تسناااي ""
جرات يدها و لكن شدد يدو حولها "" خليك معايا شوية .. ""
نطرات يديها من يدو "" مابغيتش ، سير في حالك ""
تمات غادية و لكن سرعان ما احست بصلابة جسدو وراها و احاط ذراعيه حوالي خصرها ..
حاولت تقاوم و لكن رفعها من الارض و داها معاه "" قلت لك بقاي معايا هي غاتبقاي معايا ""
رماها في المقعد الجانبي "" بقاي تم "" اشار بصبعو لوجهها "" مازال ماساليت معاك "" و سد الباب ..
و تبعاتو بعيون نارية حتى جلس حداها ..
"" ديري السمطة "" قال ليها ..
"" فين غادي بيا ؟ ""
ماجاوبهاش بل هو بنفسو قاد حزام السلامة و ديمارا السيارة ..
وقف بالسيارة امام البحر .. ماكايشوفو في امواجو والو فقط كايسمعو تحركاتهم وسط الظلام ..
ماتكلمت معاه ماقالت حتى حاجة الطريق كلها ..
غير عاقدة يديها و مدورة وجهها للجهة الاخرى ..
مد يدو كايحاول يحل عقدة يديها"" ماكاين حتى محل زوين محلول نديك ليه ""
دفعت يدو بكتفها و مادارتش عندو ..
قرب ليها اكتر و جرها بجهد اكبر و حل يدها ..
غلبها جسديا وحل يدها و لكن بقات مصرة ماتشوفش فيه و استسلم ..
احست بقبلة على يدها و بعدها حطها على خدو و احست بخشونة لحيتو على جلدها الرقيق ..
"" انا كانعتذر ، غلطت في حقك ، منين ماتاصلتش بيك هاد المدة كاملة و منين خاصمت عليك هكا وسط هاد الليل .. "" سكت للحظة ""عارف حتى سبب ماكايبرر هادشي و لكن وقعات شي حاجة وتراتني و برزطاتني ، تيقي بيا ماقصدتش نغوت عليك هكاك و نقلقك .. ""
سحبت يدها من يدو و مادارتش لعندو ..
رجع شدها و قال "" تغريد شوفي فيا ""
"" اسلام رجعني للدار ""
"" لا ""
حولات عينيها لوجهو مغوبشة ناوية ترجع تنوضها و لكن منين شافت ملامحو سكتات ..
بريق عيونو طفى و رجع لونهم الطبيعي لكن خصلة شعرو مازال بيضاء .. بل زادت بياضا على تظن ..
طفى الغضب و التوتر في عينيه ..
و رجعت النظرة اللي ماكاتشمل غير الحب و الود ..
و كان جسده مسترخي عكس التشنج اللي جا عليه ..
"" عاجبك فاش كاتشوفي ؟ ""
رجعت من سهوتها و قلبات عينيها منين شافت ابتسامتو الجانبية ..
كانت كاتحدق فيه بدون ما تعيق ..
رجع شد يدها و قبلها و رجعت دارت لعندو كاتشوف فيه بطرف عينها من و وجهو فيها سولاتو "" ماغاتعاودش ليا على لغز تحولك و تعطيني تفسيرات على اللي وقع هنا في البحر ديك المرة ؟ ""
رجع التشنج لملامحو قليلا و بعد عينيه عليها لبعيد في الظلام ..
فهمت ان شي حاجة ماشي هي هاديك ..
استقامت في جلستها و سولاتو "" كيفاش تلاقيتي بالحارس ، و كيفاش تلاقيتي الذيب ، و كيفاش وليتي هكا ؟ انا نهار خليتك و خرجت من ديك الدار ، كان حيت ماعندك علم بالعالم الاخر و كنت متأكدة باللي ماغاتيقنيش ، في الاخر الساحرة تخرج من على يديك انت بالذات ؟ ""
هز يدو و خلل اصابعو بين نعومة شعرو كايرجعو للور ..
"" كنت شاك في تورط الاء معاك في غيابك خاصة منين عرفت انك حاولتي تتلاقاي بيها قبل ماتهربي ، وريتها الفلوغ ديالك و داتني عند الحارس .. ""
سكت للحظة بدون مايشوف فيها ..
"" كمل ""
"" وقعو بزاف ديال الامور ، المهم الذيب تلاقيناه صدفة انا و زين العابدين في البحر هنا ديك الليلة ، تعرفت عليه بسبب .. ""
و سكت .. مامستاعدش نهائيا يقول ليها على حقيقتو ..
"" قولي شي امور عاونوني نتعرف عليه ، ديناه للحارس تما اعطاه شي دواء باش يرجع مناعته ضد الساحرات و بعدها خرجنا نقلبو عليك .. و لقيناك وسط الطريق ""
"" اسلام راني ملاحظة باللي نقوتي الامور المهمة ، بحال اشنو وقع بينك و بين الحارس منين داتك الاء عندو .. ""
"" تغريد ماضغطيش عليا "" صاح "" منين نقاد اموري و نرتب افكاري و اولوياتي غانعاود لك كولشي ""
كتمت شفتيها في خط غير راضية و صاحت بغضب "" رجعني فحالي ""
رجع استرخى و جر يديها بزوج لصدرو "" تغريييد ، واش مايمكنش لك غير تنساي كولشي دابا ، خلينا نهضرو في امور اخرى . كنت غبي بما فيه الكفاية باش نبعد عليك هاد المدة كاملة بعدما كنت موحشك شهر كامل ، خلينا غير نتهدنو شوية و ندوزو وقت مسالم و نخليو كولشي للور ، غير ساعة وحدة اتغريد ""
استرخت في مقعدها و مابعدتش التعبيسة من وجهها ..
رغم ذلك فهم انها متافقة معاه ..
تكا بكتفو على مقعدو مازال يديها بزوج بين يديه و مواجهها بكلية جسمو ..
"" كيف دوزتي هاد الايام كاملة ؟ اشنو خبار الدار معاك ؟ فكرتي في اشنو بغيتي ديري في حياتك؟ ""
كانت جد متحمسة من قبل تجاوبو على السؤال الاخير منين كان يسولها ..
هو الوحيد اللي ماكانش كايحاكمها ..
و لكن دابا ، ماعرفاتش ، شي حاجة تغيرت ..
"" ايامي دازت غير لعب و خروج مع الدراري . الدار .. "" توقفت للحظة "" كانو متاليين معايا في الاول ، ماكايتحاسبوش معايا و ماكايجبدو معايا حتى موضوع كايرزطني ، مهليين فيا و شادين الخاطر .. ""
سكتت و تنهدت ..
شد يدها بشكل اقوى و قال بنبرة مهتمة "" و اشنو وقع ؟ ""
"" والو ، ماتبرزطش مخك . قول ليا انت كيفاش لقيتي الجو تما و في الخدمة ؟ ""
غير سولاتو ضحك ضحكة عريضة "" كيف شي حلم اتغريد ، تمنيتك تكوني معايا في كل لحظة . اللذة ديال نقضي النهار كامل خدام و كانبحت و مصادع باش نفهم ، مشغول و وقتي ماضايعش فشي حاجة بلا قيمة ، احساس بوحدو . فرحان اتغريد بهادشي ، و حاس باللي عندي واحد الطاقة و حماس كبار باش نخوض في هاد التجربة و ماناويش نفشل فيها ""
تبسمت لحماسو و عيونو اللي كاتلمع بالفرحة اللي كايتكلم عليها ..
رغم خيبة انه عمرو ماغايخدم معاها و عمر حلم مشروعهم الصغير ماغايتحقق دايرة غصة في قلبها ..
الا انها فرحات ليه ..
حاوطت يديها حول وجهو و قبلت خدو "" فرحانة نسمع هادشي . غاتنجح و غاتوصل للي بغيتيه ان شاء الله .. غير حافظ على حماسك وفي نفس الوقت ماتجهدش راسك بزاف ، حتى حلم مابعيد اذا فعلا بغيتي توصل له ""
وساعت ابتسامته اكتر لكلامها و قبل كفها اللي على وجهو "" ااه ، اذا هادشي علاش كايقولو وراء كل رجل عظيم امرأة ؟ غزالتي الحبيبة كاتدعمني و كاتشجعني .. ""
"" وراء كل 'شخص' عظيم نفسه ، اذا نجحتي في خدمتك غايكون غير بسبب جهدك و سهيرك و قراراتك الخاصة . انا اذا دعمتك فراه حيت هادشي اللي خاصني ندير بصفتي .. صديقتك ،انا كاندير واجبي وصافي""
تكهربت الابتسامة على وجهو لكلمة 'صديقتك' و انزعج .. و لكن ما اضاف والو ..
عارفها دابا غاتبدا توجد راسها لاي شيء غاتسمع منو ..
و عارف انها حاطا احتمال الفراق مادام استنتجاتو قدامو ..
غايكون الفراق ، اذا اختارتو هي ..
و هادي فكرة امضى وقت طويل كايحاول يبعدها من عقلو و لكن هي اللي كانت واخدة الحيز الاكبر من تفكيرو و هي اللي حركت مخاوفو حتى تفادا تغريد و هرب من مواجهتها ..
بعد سكات .. رجع سولها "" ماكملتيش ليا مال الدار معاك ؟ ""
"" والو ، انت عارفهم كيف دايرين و صافي ""
"" اشنو قالو لك ؟ ""
"" خويا ايمن ناوي يخرج من خدمتو ""
"" يخرج من خدمتو ؟ "" مامنعش الصدمة تظهر على وجهو "" علاش ؟ ""
"" عيا منها ، فهم اللوجيك ديالي ، بغا يدير شي حاجة اخرى ، كانظن مشروع او غايدير شي استراحة يسافر فيها ماعرفتش لاياش كايخطط بالضبط ""
"" اوى و اشنو دخلك انت في هادشي ؟ ""
"" شجعتو و ضارو فيا ، و رجعو تاني لاي مشكل يوقع في الدار انا السبب فيه ، خرجت و خليت ليهم الدار من الصباح مارجعتش للدار ""
سكت كايفكر و منين حاولت تفهم اشنو كايدور في عقلو من خلال ملامحو مافهمتش ..
و لكن احست به انزعج ..
و كيفاش ماينزاعجش و هي بقات وراه في الحياة القديمة ..
هو انشغل ، ولا عندو هدف واقعي ، تهنا من المقارنات و من النكير المتواصل ديال الدار .. استقل و خدا خطواتو الاولى لطريق النجاح ..
عكسها هي اللي بقات في واجهة كل هادشي ..
"" ماتشغلش بالك ، انت عارفني كاندخلها من هنا و نخرجها من لهيه "" اضافت مبتسمة "" دابا خويا اللي غايونسني في طريق الفشل ديالي ، غير هو بصراحة مافاشلش نيت بحالي ، عندو سيفي عامر و خبرات كاتخولو يخدم الوقت اللي بغا ""
قالت هكا بحال اذا فعلا غير كاتسخر و لكن عارفها ، كاتاكلها من الداخل ..
"" نهضر مع الحارس يلقى لك خدمة ؟ اشنو بان ليك تخدمي معانا في الشركة ؟ "" شد يدها بحماس "" غايقبل ، انا متأكد اشنو بان لك ؟ ""
جرات يدها بابتسامة متهربة "" انت اكتر واحد عارفني ماباغياش نخدم خدمة جدية بحال هكاك ، كما انني بلا شهادات و لا خبرات ""
"" تغريد ، انت باغية تخدمي باش تجمعي راس المال ، هادي كانت خطتك ""
"" كانت 'خطتنا' ، و مابقاتش .انا كنت في ديك الوقت كانقصد خدامي غير رسمية نقدر ننسحب منها كلما رشقت ليا ، و اصلا اليوتيب كايدخل ليا اللي كافيني ، بديت كانشق فيه كارير مزيانة ، الامور غادية مزيان فيه .. ""
"" اسلام .. هضرنا في هاد الموضوع ، انا فرحانة لك من قلبي و الله .. هاد الارتياح و الفرحة ديالك بالخدمة كافييني ، حتى انا غاتصلح عندي الامور هانتا غادي تشوف .. ""
قبل خدها و بعد شعرها من وجهها "" بطبيعة الحال غاتصلح ، غير صبري عليا نترسم في الخدمة و نبدا نشد الصالير و غانعاونك تبداي مشروعك و نوقف معاك ""
"" مابغيتش ، انا مشروعي غانطلعو بمجهودي الخاص ""
انزعج "" واخا ، غانهضرو في هادشي من بعد ""
"" وا وصلني دغيا و رجع فحالك ، تابعك الطريق و ماكانضنش نعستي و غدا فايق بكري للخدمة ""
رجعت الحزام و قادت شعرها و تجاهلت وجودو تماما ..
شاف فيها للحظات و تنهد و اعاد الحزام و انطلق في طريق الرجوع ..
عند الوقوف بالسيارة امام بيت ياسمين ..
اسلام خدا يد تغريد بين يديه و قبلها "" غانبقى نعيط لك ديما ، و مانعاودش نتجاهلك مرة اخرى . كان تصرف اناني و غير مسؤول مني ""
هززت تغريد راسها و حاولت تنزل من السيارة لكن قبط يدها مانعها من ذلك "" كانواعدك الامور غاتتحسن . عارف الامور مشوشة في دماغك ، و لكن كانواعدك غاتفهمي من بعد .. ""
"" شحال ديال الوقت محتاج ؟ ""
حك جبينو في حيرة "" ماعرفتش ، و لكن غانطلب منك تبقاي تايقة فيا و مآمنة بيا ، صبري على قبلي واخا ؟ ""
هززت رأسها مرة اخرى "" بسلامة ا اسلام ""
منعها تتحرك و جر يدها مرة اخرى "" ماغاتعنقينيش قبل مانمشي ؟ ""
مدات بديها بزوج و تلقفو بعضهم في حضن عميق ..
قبل رأسها و هكا انهو عناقهم ..
نزلات من السيارة و في رمشة عين دخلات للبيت و سدات الباب وراها بدون ماتعطيه نظرة اخرى ..
تحرك متنهد بالعياء بعدما دخلات للبيت ..
كان فرحان بشوفتها ، رغم خصامهم و مشاجرتهم ..
رغم لقاؤهم هذا كان حامي و متوتر ..
لكنه واثق ان هادشي غايتغير .. لابد ماغايتغير ..
اليوم الموالي ..
ماكانش واقع فيه الكتير ..
زين العابدين كان منين رجع للبيتو في الليل ، لقى زياد و زيد كايتسناوه . عطاهم كل المستجدات بخصوص الاء حالتها . كان سبق ليها اتصلت بيهم منين كان معاها زين في الغرفة و هضرات معاهم مطولا و بطبيعة الحال حتى ولدها .
اعلم زين ان السيد احمد رجعو اتاصلو بيه و لمح ليهم انه قادر يحل هاد المعضلة فقط يخليوها عليه و اخبار جديدة قريب غاتجيهم ..
استغربو من ثقته هادي و ماعليهم غير يتسناو هاد الاخبار بأمل ..
و في الصباح رجع اتصل بيها ، جاوباتو هي بطبيعة الحال و طماناتو على حالتها و انها كاتحس بنفسها افضل حالا ، كاتسمع تالا كاتكلمها و لكن كاتجاهلها ، احس زين بانها متوترة و بحال اذا مخبية شي حاجة ، لكنه ماعطاش لنفسو فرصة يكتر التفكير لانه علاش ماغاتكونش متوترة و هي في نفس الحال ؟ تكلم حتى مع الحارس و طمنو انها غاتبقى تحت المراقبة ، و لكن ماذكرش زين للحارس بخصوص ما قال السيد احمد و ماقالش لحتى لالاء ..
حتى يوصل السيد احمد و ديك الساعة غايحن الله..
و هكا ، قضى يومو في الخدمة ، تاني بدون تركيز ، فقط في التفكير في زوجته ..
اما اسلام ، فقضى يومو بين التفكير في تغريد و الخدمة اللي بين يديه ..
و حتى انه رامي عين على الوسيط السابق اللي كان منشغل مع اسلام و في نفس الوقت مع وسطاء الحارس الاعظم اللي قدر يوصل ليهم دعوة الحارس له باش يحضر لامر طارئ ..
اسلام كان ليه دور بصفته الوسيط الجديد و بطبيعة الحال تحت اشراف الوسيط السابق اللي مازال كايعلمو و كايقيدو ..
عيط اسلام لتغريد مرات كتيرة في الصباح لكن ماجاوبتش ، كايظن انها كانت مازال ناعسة ..
تغريد في المقابل ، صبحت ناعسة بوحدها حتال بعد الزوال و خرجت من بيت ياسمين ..
مشات لدارها و تفادات تتواجه مع عائلتها ..
لبست لباس السباحة و جمعت ساك صغير به كل مستلزمات نزهة بحرية و مشات تقضي عشيتها في البحر ..
وحيدة ..
كانت مسترخية تحت رحمة الشمس في نقطة بعيدة قليلا على فين مجمعين الناس ، هاد النهار ماعندهاش المزاج الاجتماعي باش تتخلط مع البشر ..
في الحقيقة كانت منزعجة و على حافة الانهيار ..
بسبابه .. بسباب غواته عليها و بسبب كلما ولا كايدير .
تصرفاته الغير مفهومة ..
مخليها تتخيل الأسوء من الاسوء ..
توجد نفسها لقراراته اللي غاتقصيها من حياتو .. الحماس اللي شافتو في عينيه على حياتو الجديدة كافي باش يخليها تبدا تقلق على مكانتها ..
العلاقات باش كاتستمر كاتبغي استمرار التواصل ، التواصل كاياخد وقت من وقتو ، وقتو مبقاش خاوي ليها ..
يعني خاص شيء ينقص ..
و ماقدراش تتخيل شكون غاينقص ..
رن هاتفها في اتصال و ناضت قليلا تسندات على ذراع في الوقت اللي الاخر هازا به الهاتف و جاوبت "" الو ياسمين ""
"" فقتي الكسولة ؟ البارح ماعقتش بك منين رجعتي و مابغيتش نفيقك منين خرجت الصباح و ماتصوريش شحال و انا جالسة على نار نتسنا حتى تدخل العشية باش نتاصل بيك ، حيت بطبيعة الحال الاخت ماغاتفيق حتى تفوت ال12 ""
تبسمت تغريد بكسل و رجعت تسندات بكاملها و حكت على وجهها ..
"" كيفاش درتي حتى انجيتي الصباح كامل بهاد الفضول كله ؟ ها ؟ ""
سمعات ضحكة خفيفة من ياسمين و بعدها قالت "" و يالله قولي ليا ، اشنو وقع بيناتكم ؟ ""
"" شلا مايتعاود ، حتى العشية نخرجو لشي بلاصة بعد خدمتك ""
"" واخا و لكن على الاقل عطيني عناوين الخبر و لا لا ؟ اش جا ماصبرني الوقت كله ""
"" قربلناها بطبيعة الحال ، تخاصمنا لان السيد جايباه غير الغيرة و المحاسبة معايا على كاع الامور اللي وقعات في حياتي ، بحال اذا انا اللي كنت مخبية عليه و عازلة راسي عليه ""
"" هادشي غريب ؟ اسلام زعما ماشي شي واحد طفولي يتصرف هكا ""
"" عارفة ، داكشي اللي فكرت فيه و قلت له باللي عندو شي حاجة اخرى ، هادشي غير واجهة و صافي ""
"" كيفاش ؟ ""
"" من الاخر ، اسلام عاجباه حياتو الجديدة ، انا مامناسباش حياتو الجديدة ، كانظن كان كايتفاداني حيت مضارب مع راسو ، ماباغيش يتخلى عليا ، و في نفس الوقت ماباغيش يتخلى على الحياة الجديدة ""
"" ناري اتغريد ، that's fucked up ""
تنهدت باحباط "" I know right ؟! ، و لكن ماغانخليهش هكا حاير في الجهتين ، بقيت البارح كانفكر و خديت قرار ، غانتسنى وقت قصير حتى يوضاحو ليا بعض الامور شاغليني و غانتفارق معاه انا ""
"" تغريد ماتسرعيش اصاحبتي ، راه مايمكنش بعد كاع هادشي تتفارقو بدون سبب ""
"" بل كاين سبب قوي ا ياسمين ، حياتنا بزوج ، حياتنا مافيهش هاد العلاقة ، كاينين امور اخرى مهمة حتى هي ، قطعي دابا لاتحصلي و نكملو من بعد""
"" وحلتيها ليا الله يغصبك ""
ضحكات تغريد "" انت اللي عيطتي تسولي انا كنت ناوية نخلي الخبار حتى نتشاوفو ""
"" وا مالك اللي هضر على اسلام و زاد شوقني نعيك نسول ، و اه ، قبل ماتسولي ، جا لعندي دابا شوية ، غرتي حيت خديت لك صديقك ؟ ""
ضحكات تغريد هاد المرة بنبرة اعمق و هي كاتخيلها دايرة يد على جنبها و معوجة سيفتها "" نقدر نشارك ""
"" اوى هكاك ، يالله تلاحي ""
و قطعات ..
و رجعات تغريد لكئابتها .. و هنا تمنت لو ان اصدقائها كاملين كانو حواليها بشقاوتهم و ضحكهم العالي تمشي و يديوها معاهم من هاد الهم اللي طاح على كتافها فجأة ..
ماشي هادشي اللي كانت كاتخيل غاتلقاه بعد رجوعها ..
كاتظن فعلا سبع ايام ديال المشماش كاتسالي ..
ناضت .. قضات وقيتة بسيطة كاتعوم في البحر و تنعش جلدها ببرودة الماء ..
و رجعات نشفات شعرها و تسرحات على بطنها ..
خدات هاتفها و مشات لليوايب و طلات على التعاليق ديالها ..
بطريقة ما كلما لاحت فيديو كاتنساه في خطرة .. في الوقت اللي هو اهم شيء ممكن يبقى في دماغها ..
خاصة فيدوهات غريبة بحال اللي حطات ..
و لكن علاش غاتلوم راسها و هي وسط هادشي كامل ؟
قرات التعاليق و تصدمات ..
كان التفاعل كل مرة كايعلى على المرة اللي قبل ..
الناس فعلا كانو متعطشين لفيديو اخر بحال السابق ..
كانو اللي عايرو ، و كانو اللي فسرو الفيديو بطرق بايخة ..
و لكن كيف العادة .. اهم ما اتار انتباهها الناس المفكرة العميقة ..
كاينين اللي عبرو حزنهم لما رأوه في عيون ديك البنت في الغابة ..
كايين اللي تكلمو على الخوف ، على الوحدة ، و على الحزن و القلق ..
تكلمو عن معرفة ، و تعاطفو معاها و شرحو بالكلمات ما ظنو ان تغريد كاتعنيه بكلامها المبهم ..
فهمات باللي ماشي غير هي اللي جربت ظلام هاد الاحاسيس السوداء ..
هادشي دفء قلبها ..
كاينين الناس ذوو الطبع الفلسفي ، خداو الفيديو على انه عمل فني ..
بزاف ديال الناس ..
واحد من التعاليق لفت انتباهها ..
وصف الوضع كله على ان تغريد بنت من عموم البشر ، الغابة هي الحياة ، الصباح كايجسد ان الحياة جميلة في بعض الاوقات ، بحيت كاتكون اشعة الشمس و دفئها و كايكون الوضوح ، و بالتالي الامان ، و كايظهر فيه جمال الغابة ، جمال الحياة . الليل كايجسد الجانب السيء و القبيح من الحياة ، فين كايكون البرد ، الخوف ، الوحدة و القلق و الغموض و الخوف من اللي جاي من وسط الظلام ، شيء بحال المستقبل . الفتاة كانت كاتتلاوح بين الليل و النهار بدون رحمة ، في الصباح كاتجمع شتات نفسها و تتقاتل بنفس طويل و كايجي الليل و كايغلبها سواد ظلامو و كاتستسلم لضعفها و كاتبدا تتخبى .. و هكا قضات ايامها بين الليل و النهار حتى انهارت و اصبحت مخدرة .. و هنا ظهر ضيف ، شخص مبهم و غامض .. كان في عينيها هو الخلاص ، قضات معاه وقتها ، ولفاتو و ارتاحت معاه ، حتى اصبح رفيقها الوحيد وسط الحياة ، كان ديما موجود .. بوجوده ، نسات الليل و نسات النهار .. الشيء الوحيد اللي كانت كاديرو هو تلاعبو فقط .. خيالو الاسود ، و الزمجرات العميقة اللي كان كايصدر .. اظهرو حقيقته ، حقيقته الوحشية .. كان وحش .. شيء كالإكتئاب .. الوحش كان تجسيد للإكتئاب .. البنت مارداتش البال لحقيقته المظلمة و الموحشة ، شافت فيه رفيق .. عزلها من الليل و النهار .. حتى وصل الوقت الي قرر يتخلى عليها و لكن هي رفضات .. تبعاتو وسط الظلام ، كاتغوت و كاتعذب ، رافضة يخوي بلاصتو .. لقاتو ، و عم السكون ، ماظهرش مازال وجهها الزوين الحامل لاثار التعاسة .. حتى ظهر الصباح .. هي و الوحش كايلعبو .. و كأن لاشيء حصل الليلة الماضية .. وكأنهم في عالم اخر .. يمكن الوحش داها معاه لبلاصة اخرى .. بحال الموت .. غريب ان كلمة مظلمة بحال الموت تجسدت وسط النهار ، في الجزء السعيد من الحياة .. و لكن هكا كايشوفوه المكتئبين ، ضوء ابيض وسط السواد .. الخلاص من كاع العذاب و الألم اللي ماكايبقاوش قادرين يتحملوه .. الموت ، ارض سعيدة مافيها لا خوف من غذ و لا بكاء على اللي ضاع .. الارض السعيدة اللي كايهربو ليها اغلب المكتئبين ، مأخودين في وهم ان الوحش هو الرفيق الوحيد ، غير مدركين بحقيقته الموحشة و قدرته على حجب الليل و النهار من الحياة .. الفتاة ماكانتش قوية بما فيه الكفاية باش ترجع تواجه الليل منين الوحش اعطاها فرصة و بعد ، لو انها واجهت الليل كان غايطلع الصباح .. و لكن هي تبعات الوحش ، و هكا داها معاه ..
لاحظت تغريد انها نسات المكان اللي هي فيه و نسات شكون هي ..
داها التفكير للبنت اللي كانت في الغابة ..
تفكرات اشنو واجهت ..
واجهت اشياء اخرى غير التحليل اللي اعطى هاد الشخص في التعاليق ..
لكنها في نفس الوقت قريبة .. جد قريبة ..
كانت فعلا في مواجهة وحش ..
تالا الساحرة الشريرة ..
و في قصتها الحقيقية ، وقفات في قبالتها و حاربتها حتى ربحات معركتها ضدها ..
الناس ماعارفينش هادشي ..
عجبها العنوان اللي اعطى لكل هادشي .
الجميلة و الوحش ..
تبسمات ، لان تعليقه و تحليله كان ذكي و مبدع ..
خلاها تشوف فيديوهاتها من زاوية اخرى ..
اكتشفت من خلال كاع التعاليق ان ليهم معاني كتيرة ..
كايختالف الامر من شخص لاخر ..
كل واحد و كيفاش كايشوفهم ..
كل واحد وعذابو و قصته في الدنيا ..
كاينين ناس مدحو افكارها و كيفاش قدرات تخرج فيديو فني بدون ماتحتاج تمويل ..
كان هادشي بالنسبة ليهم تحدي ضد العوائق باش تمارس موهبتها و توصلها للناس ..
الناس كايظنو ان هادشي تمتيل ، ان "الوحش" مجرد تأثيرات و وهم عرفات تجسدو ليهم و تخليه يظهر حقيقي ..
و احست بالراحة ان الناس مشاو مع هاد التفسير ..
و تعاليقهم المشجعة ادفت قلبها ..
ناس غريبين عشوائيين ، شافو فيها داكشي اللي ماشافوهش اللي المفروض يكونو اقرب الناس ..
الغريبين شافوها من خلال ما قدمت ليهم في قناتها ..
ماحاكموهاش ، بل فقط شجعوها ، احبوها ..
عجبها هادشي ..
و مستعدة تدفع اللي كان باش تحافظ على هاد الايجابية في حياتها ..
حطت الهاتف و استلقت على ظهرها ..
لكنها ملات من الاستلقاء ..
رجعات عامت في البحر لمدة اطول من اللي سبق حتى احست بالجوع و خرجات ..
جلسات كاتنشف حالتها و طلات على الساعة لقاتها ال4 زوالا ..
بالتفكير في ايام الغابة و الفيديو..
طاح في بالها الذيب ..
و اتصلت بيه .. منين جاوبها صوتو كان قائل "" اهلا wild princess ""
"" سلام ، برزطتك ؟ ""
"" لا ، اشنو بغيتي ؟ ""
قلبات عينيها لطريقتو الحرشة في الكلام "" بغيت فلوسي ""
"" حتى نتلاقاو ، قولي ليا دابا ، هذاك الجرذ اشنو دار معاك البارح ""
"" كانظن ماشي سوقك ""
""بالعكس ، افراد قطيعي من شأني تماما و كليا ""
سكتت تغريد للحظة ..
"" فينك ؟ "" قال فجأة ..
"" في البحر ""
"" انا قريب ، بقاي تما انا جاي ""
"" علاش قريب ؟ ""
"" كنت كانقضي شي اغراض مع البنك ، كاينة بزاف ديال الروينة في حياتي دابا "" قالها ببرود ساخر ..
تنهدت كاتسند على ظهرها "" yeah , good luck with that ""
و قطعو ..
تغريد ماعرفاتش شحال داز ديال الوقت -يمكن شي 20 دقيقة-و لكن عرفات انها غفات قليلا ..
رن هاتفها باسم الذئب و جاوباتو ..
صاح "" can't find ur ass , فينك ؟ ""
"" فينك انت ؟ ""
"" مانعرف ، قدام شي محلات مستفين هنا ديال الماكلة على مابان ليا ""
"" سير شري منها ، بزاف ديال الماكلة و مشروب ، و من بعد غاتقلب على رشاشات ديال الماء فين غايبانو ليك الناس كايغسلو .. وقف تما و عيط ليا غانجي عندك ""
سمعاتو شتمها قبل مايقطع و ضحكات على مزاجو اللي ديما هكا ..
____________
جعدت تغريد وجههت باشمئزاز منين شافت في ايدر من بعيد ..
واقف قريب من الشلالات ماشي حداهم كيف قالت ليه ..
بابتسامة جانبية سمجة على وجهو ، كان رأسو متبع كل انثى كاتمر على جنبه و عينيه حتما ماشي على عينيهم ..
لاحظت ان بعضهم مانتابهوش لوجوده ، و لكن اغلبهم لاحظوه ، بل حتى انهم غازلوه بالمقابل ..
قلبات عينيها و هي كاتقرب منو ..
و غير وقفت دار عندها فجأة ، طلع و نزل فيها "" اش هاد ريحة الكآبة كاملة ؟ ""
"" انا عيطت عليك باش تلفني واخا ؟ ""
"" اشنو كانبان لك ، مهرج ؟ ""
جرات البلاستيكات من يديه و طلات عليهم .. و احست بالفرحة للريحة اللي شماتها ..
و دارت بكل بساطة راجعة لبلاصتها ..
جلسات في مكانها و جبدات سوندويش عضت منو ..
منين هزات عينها فيه لقاتو كايحيد حوايجو ..
"" اشنو كادير ؟ ""
بسط يديه و هز جاجب ساخر "" نعوم ؟ ""
"" تفرق من الجنس اللطيف واخا ؟ ""
ابتسامة جانبية و بعدها جرى لشط البحر ..
تبعاتو بعينيها كاتبسم باحساس بالذنب ، ممكن اسلام يقتلها اذا شافها في هاد اللحظة ..
و لكن هاد الرجل بهاد الشكل ، بشعرو الطويل و لحيتو ،جسده الطويل ، العريض الكتفين ، اسمر البشرة ، حاد الملامح ..
كيفاش تمنع نفسها ماتشوفش فيه و تقدر جمالية شكلو البرية ..
فقط كاتقدر جمالية و كمالية جسده ..
اسلام ماشي ضروري يعرف بمايدور في رأسها ، قالت لنفسها كاتبسم و تهزز راسها يمين و شمال ..
تخشى في البحر ، و راقبت الماء كايضرب في صلابة جسده .. حتى خشى راسو تحت الماء في نقطة بعيدة .. و كمل كايعوم ..
رجعت بتركيزها لماكلتها .. كتاكل بشهية ذيب ..
لحظات و تسرح حداها ..
"" بالشوية عمرتيني "" مدت ليه فوطة "" مسح ""
خدا من عندها و مسح وجهو و حتى شعرو ..
جر لاستيك من يدها و جمع شعرو فوق راسو ..
فتح مشروبه رشف منو و تكا حداها ..
"" شوهتيني كاتعوم بالunderwear ديالك "" قالت كاتشوف في عمق البحر ..
تمتم بكلام غير لائق موجه للناس اللي ممكن يحاكموهم بزوج و هي تغمض عينيها للحظة مهززة راسها ..
"" اسلام اشنو مخبي عليا ؟ ""
هز رأسو لعينيها ، مأخود في مفاجئة سؤالها و لكن رجع بعد بعينيه من وجهها و رجعهم لجهة البحر ..
"" صبري البنت حتى تهضري مع ذاك الجرذ ، انا فعلا ماعنديش معاه ، و مامتافقش مع هادشي ديالو و لكن .. ""
"" و لكن اشنو ؟ ""
"" انا ماغايمكن ليا نتدخل و نتصرف ، حتى تفهمي انت و تكوني على علم بكلشي ، منين ديري انت رد فعل ، ديك الساعة غايكون ليا دور "" سكت للحظة و اضاف بنبرة مافهمتش علاش احست بيها تهديدية "" غايكون ليا نيت دور ديك الساعة ""
"" عييت من كل هاد الاسرار و هاد الغموض ""
ضمت ساقيها بين ذراعيها و احست بيدو على شعرها .. شيء كالتربيت ..
و فجاة ضربات يدو و صاحت كاتسوس شعرها "" عمرتي ليا شعري ""
ضحك ضحكة ساخرة عميقة "" شوفو نفس البنت اللي كانت كادور بشعرها موسخ بالتراب و مغبر في الغابة و رجلين حفيانين من الفوق ""
"" هاديك ماشي هي هادي اللي قدامك ""
بضحكة جانبية و هو كايشوف فيها قال "" هاذيك انت ، تماما انت ، في كل الأزمنة و في كل مكان ، غاتبقاي انت ، حقيقتك اللي مخبياها الداخل دابا ، و لكنها غاتخرج ، ديما مستعدة تخرج منين يكون الوقت مناسب ، منين يكون الخطر في الارجاء ""
ما قالت والو .. كان عندو الحق ..
ناض و جرها نوضها بشكل مفاجئ حتى غوتت .. و في رمشة عين رماها على كتفو و دخل بيها كايجري للبحر ..
و تما رماها رغم غواتها عليه.. و لكن سرعان ما استرخت في الماء و ضحكت لمداعباتو ليها اللي ماغايعرفش كيفاش يهدبها في يوم ..
تلك الليلة ..
كانت الاء في الجردة ، بين يدين زوجها ..
فقط مسترخية و كاتصنت للنبض ديالو و كاتحاول توازنو مع نبضها ..
نبضها كان اسرع من نبضه ..
واش طبيعتها او انها متوترة ؟
لانها عارفة الضيف الليلة شكون غايكون ..
و اللي ماعارفاهش هو كيفاش غايسالي بهم هادشي ..
لقات راسها ، مرة اخرى خايفة لاماتشوفش ولدها مرة اخرى و ماترجعش له ..
شحال من مرة غاتختابرها الحياة في هاد الخصوص ..
هادشي فعلا ولا مرهق ...
زين هو الاخر كان كايفكر ..
كلم السيد احمد ، و لقى هاتفه مقفول ، و كلم امه عرف منها ان السيد احمد سافر بعد المكالمة اللي استقبلها من زياد ..
هاد المعلومة لعبات مع دماغو ..
فين غايكون .. و لحتال دابا ؟
اشنو كايخطط و اشمن خبار جايبها معاه ؟
خرج ايفارديت من باب الفيلا ..
وراه الوسيطين السابق و الحالي بزوج في جنابو ..
لاحظ زاين انه غير مسترخي ، منين وصل و هو ملاحظ كترة الاوامر اللي كايفرقهم بين الزوج ..
حدسه كايخبره ان شيء ماشي هو هذاك حاصل ..
منين وقف الحارس امامهم ..
لاحظ توتر الاء بين يديه و النظرة اللي مرت بينهم ..
"" واقعة شي حاجة ؟ ""
سول زين العابدين و مرر عينيه مباشرة لاسلام ..
كان الاخر كايشوف فيه بطريقة غريبة ..
ناض زين العابدين وقف و قبل ما يقول شي حاجة ..
دخلو اربع رجال مهندمين بالاسود من الفوق للتحت و وقفو في صمت بالجوانب ..
بعدها دخل زوج رجال ، كبار قليلا في السن ، وجوههم جدية الى ابعد الحدود ، الاثنين مميزين بخصلة شعر بيضاء من غير شعيرات شيب في الجوانب ..
زوج وسطاء ..
وقفو بشكل رسمي امام البقية و دارو يد على يد و هززو بريوسهم لايفارديت و هزة اخرى تجاه الوسيط السابق ..
"" آش واقع هنا ؟ "" صاح زين العابدين متوتر هو الاخر ..
احس بشد في ملابسه من التحت و هو يدور لعند زوجته "" زين انا خديت قراري ""
"" على اشمن قرار كاتكلمي ؟ "" صاح بجنون ..
"" الحارس الاعظم ""
دار زين لتجاه الصوت ..
شاف ايفارديت واقف قدام رجل اخر ..
كان نسخة اخرى من ايفارديت ، لكنه كان مجعد البشرة ، منحني الكتفين ، لحيته رمادية طوييلة اضافة الى شعر ابيض جد خفيف طويل ، عيونه كانو منطفئين الا انه مازال موجودة لمحة من حدة اللون الفيروزي ..
كبير في السن ، لكن مازال ظل رجل قوي جبار حكم في وقته و مازال ، مجسدين في ملامح جدية قوية ، سنين من الحكمة منطوية بين تجاعيده ..
واقف بهيبة كاتشع و تنبض فيه ، عكازه ما اضاف غير الكمالية لشكله ..
ايفارديت خدا يده و حطها من جهة الكف على رأسه و تمتم بكلام غريب هلى مسامع الكل ..
الحارس الاعظم كان كايشوف فيه من الفوق بخيبة و عدم رضى بالكامل ..
ماكانتش الحرارة في تلقيه لسلام ابنه ..
بعد ايفارديت بخطوة لور ..
و وقف الحارس الاعظم كايشوف فيهم واحد واحد ..
حط عينيه على الاء ،زين غريزيا رجعها وراه و رشق ايفارديت بعيون نارية كايتوعدو باللي غايندمو على ما دار وراء ظهره ..
مرر الحارس الاعظم عينيه للوسيط السابق ثم لاسلام ..
و فتح فمو لاول مرة قائل "" كانشوف باللي واقع بزاف وراء ظهري . لقيتي الحارسة و ماعلمتينيش . بدلتي الوسيط و كذلك ماعلمتينيش ""
"" الحارس الاعظم "" حاول يتكلم ايفارديت لكن تسرحت يد ابوه صارمة قدامو و سكتاتو ..
"" انت عارف باللي انت خالفتي القانون ، كيفاش غاتحكم بعدي بعدل في الوقت اللي انت بنفسك متهاون "" صاح باه بصرامة مخيفة ..
"" تيق بيا ، فكرت بزاف و تسارعت مع نفسي باش ناخد قرار . حاولت نتاصل بيك ، نعلمك باللي الحارسة اللي المفترض تكون مراتي لقيتها تزوجت و ولدت ، انت عارفني صارم بخصوص القوانين ، و لكن في حالة الحارسة الاء كاينة ظروف ..""
حول الحارس الاعظم عيونه نحو الاء كايعينها بواسطة عينيه و قبل ما يزيد ايفارديت ينطق كلمة ، خداتها من الاء ..
تقدمت قدام الحارس الاعظم و وقفت ..
بقدها اللي اصغر منه ، وقفات متحدياه ..
"" انا ، غير لوقت جد قريب ، ماكنتش عارفة حتى بوجود ناس كايشبهو ليا ، عشت بكذبة انني غير بطفرة جينية خلاتني نكون بشكل مختلف على الاخرين ، شوية ، و بسبب سااحرة شريرة بشرية عرفت انني بيلسانة ، ان الناس ماخاصهمش يعرفو بحقيقتي . و منين سحاب ليا تجاوزت هادشي ، كايخرج راجل قدامي كايشبه ليا كايلوح في وجهي انني المفروض نكون زوجته . خلاصة القول ، انا ماكنتش عارفة شكون انا و لا اشنو انا ، يعني ماغانقبلش شي عقوبة على جريمة مادرتهاش .ولو ، زواجي ببشري ماشي جريمة . انا حرة باختيار الرجل اللي غانكون معاه ، و لو تلاقيت زين و انا عارفة مزيان شكون انا ، كنت غانتزوجه ، ماكانقولش ان السيد ايفارديت سيء ، و لكن قلبي بغا الراجل الاخر ، راجلي . مع احترامي لسيادتك ، و لكن حياتي ماشي لك باش تاخدها ، عندي حياة ، عندي عائلة ، عندي ولد صغير في هاد اللحظة بالذات محتاجني فيها . مامعتارفة بحتى ذنب ، انا مااقترفت حتى ذنب ، انا غير عايشة حياة بحال اي انسان او نقول كأي كائن حي . غاتدير واجبك كحارس و غاتعتقني ، هاذشي هو الصحيح اللي خاصك ديره .. "" هز الحارس الاعظم راسو كايشوف فيها بعيون ضيقة ، كايبان بحال اذا كايفكر ، كايقراها .. تماما كيف كايدير ولدو ..
و هزت راسها بدورها قوية كاتشوف فيه بتحدي ..
"" كوني هانية ابنتي "" هزو الكل عينيهم تجاه الصوت الجديد اللي دخل الا الحارس الاعظم "" انا تأكدت تماما قبل مانجيو للهنا انا عرف و فهم هادشي مزيان ""
السيد احمد ..
الاء و زين تمتمو ""بعمي احمد "" متسائلين غير مصدقين ..
البقية غير هزو ريوسهم تجاهو ، ماكايعرفوهش ، فقط فضوليين حول هويته ..
تقدم و وقف جنب الحارس الاعظم و قال بتقة "" ماغايقيسش شعرة منك ، عارف مزيان العواقب ديال هادشي "" حرك عينيه جانبيا تجاه الحارس الاعظم "" او لا ،اسي الحارس الاعظم ؟ ""
وسط غوات تالا ، سمعات و فهمات الاء اش تقال ليها و لكن مافهمتش معناه بالضبط ..
للتأكيد هزات عينيها لايفارديت ، كان مغوبش و لكن هزز رأسه ليها ..
خداتها اشارة ، بطريقة ما كاتيق في هاد الرجل ..
و بذلك هززات راسها للحارس الاعظم و هنا جن جنون زين حتى تم امرهم بإبعادو للداخل و يتسد عليه حتى تتم العملية ..
قرب الحارس بالقريعة في يدو ، و شد وجهها و احكمو بسبب حركة تالا .. و صب كامل محتوى القريعة في حلقها .. بعيد بما فيه الكفاية باش يمشي للتحت ..
انسكب بعضه على جوانب فكها و حوايجها و تعارض سوادو تماما مع بيوضة بشرتها ..
اعطى الحارس القريعة للوسيط دياله و هنا الكل لاحظ هدوء تالا شيئا فشيئا ..
دار حركة غريبة بيدو و حطها بداك الشكل على جبين الاء ..
مع لمسته لبشرتها و في نفس الموضع ، ظهر شعاع ازرق قريب للون عيون الحراس ، كان منغمر تحت جلد الاء و ديك الساعة بداو العيون السوداء و العروق الداكنة كاتظهر .. و ملامح تالا كاتظهر على سطح ملامح الاء ..
فجأة صرخت تالا صرخة رقيقة مخيفة و ضغط الحارس بيدو على جبينها و خرج الشعاع الاخضر و بعدها مباشرة دار الحارس حركة سريعة بيده و كأنه تلقفها من على السطح و الشعاع الاخضر تبعها حتى خوات الاء منو و رجعو ملامحها هي ..
في حركة سريعة و غير متوقعة .. ظهر الذئب الاسود بضخامته من بين الظلام و من اللامكان ، نيشان على يد الحارس الاعظم و تلقف الشعاع الاخضر و كيف سبق ، تحول الشعاع لشيء غير ظاهر و مبهم .. الا انه كان ظاهر تقلو بين انياب الذئب ..
طاح في الارض بعيد عليهم ، و رماها تحت قوائمو و اصدر عواء عالي قبلما يدخل فيه بنيابو و يلتاهمو باكتر وحشية ممكنة ..
الكل رجع بتركيزه لالاء ، الشاحبة الصامتة الغائبة عن الوعي كان شعرها الظاهر نصفه تحت فولارها -بسبب الحركة ديال تالا- تحول لونو للون رمادي طافئ ..و عينيها مامفتوحينش و مامغلوقينش كليا ، ظاهر لونهم الحاد الا انه حتما تغير شكلو ..
الظاهر ان ايفارديت و العم احمد كانو عارفين اشنو وقع ..
بحيت تحرك وسيط الحارس الاعظم و مد ليه محلول اخر .. و صبو في حلق الاء و هز رأسها باش يمشي ..
بعدها هز ملابسها بدون مايرفعهم كليا و خشى يدو التحت بنفس حركة اليد اللي كان داير في جبينها و ضغط بل ضرب ضربة قوية على قلبها حتى ظهر الشعاع الفيروزي من جديد تحت جلدها موهج بشرتها ..
و ظهر وشم في جبينها ، غريب لكن جميل مشعر بلون فيروزي اكتر اشعاعا و حدة ..
و رجع ضرب ضربة اخرى على صدرها و شهقات تغريد و زاد اشع الوشم في جبينها ..
بعدها حلات عينيها كاتشوف حواليها و بدا لون عينيها كايرجع بكامل حدته و صحته المشعة ..
و شعرها كايسترجع بيوضته ..
الشعاع الفيروزي بدا يطفى شيئا فشيئا تحت جلدها و معاها الوشم اللي انطفء و غبر و كانه عمرو تواجد ..
دوزات عينيها عليهم كاملين قبل ماترجع تفقد الوعي ..
"" ديوها ، هي بيخير "" قال الحارس الاعظم و دغيا تلقفو ولدو منين بدات تخور وقفته و جلسو في المقعد الاخر ..
فك السيد احمد الاء و هزها و تبع الوسيط السابق لداخل الفيلا ..
اسلام كان مازال مع زين العابدين ..
هز الحارس الاعظم عينيه في ابنه و قال "" انا مابقيتش قادر نصبر اكتر ، من الاحسن لك هاد المرة ماتخفقش ، و الوسيط ديالك الجديد يكون قادر يحقق المراد .. ""
"" هادشي كلو اللي وقع ، قصة الحارسة الكامنة خاصها تسد و تدفن هنا ، تبقى في الماضي لا الجيل الجديد و لا الحراس ديال الجهة الاخرى مايعرفو ، كاتسمع ؟ ""
"" كون هاني من هاد الحهة ، و لكن .. اشنو بينك و بين داك الرجل و علاش كان واثق انك ماغاتعاقبش الحارسة ؟ او بالاصح ، باش هددك ؟ ""
وقف الحارس الاعظم معبس غاضب و صاح "" بلا ماتتعدى حدودك ، راقب تصرفاتك و تولى مسؤولياتك بجدية اكبر ، بحال هاد الاخطاء ماخاصهمش يتعاودو . السيد احمد قصة بعيدة عليك ، نسيق الاخبار انك كاتبحت وراه غاننفيك ..""
هز ايفارديت حاجب و قال "" لهاد الدرجة ؟ ""
"" صنع عائلة الولد ... مستقبلنا بين يديك "" تهدنت نبرته ..
و بعد منو بخطوات و حاوطوه وسطاؤه و داوه معاهم و تبعوهم الحراس اللي وقفو الوقت كلو في صمت ..
تنهد ايفارديت في حيرة من كل ما وقع ..
دار شاف في الذئب اللي مازال ملاهي مع غنيمته .. و منين دار يدخل للفيلا .. شيء لفت نظره ..
منين حقق الشوفة ..
ظهرت له تغريد ..
كاتشوف فيه بملامح غير مقروءة ..
تقدم بخطوة و وقف كايشوف فيها و قال "" من ايمتى و انت واقفة تما ؟ ""
تقدمت هي الاخرى و خرجت من الظلام .. و رجعت سؤاله بسؤالها هي "" الوسيط ديالك الجديد ... هو اسلام ؟ ""