recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل التاسع والأربعون)

 

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل التاسع والأربعون)


قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا rain dali



الفصل التاسع و الأربعون :


حلات الاء عينيها ،على السرير ممددة كاتحس بنفسها جد تعبة و باحاسيس مختلطة ..

ميزات زين العابدين بريحتو و صوته كايخاطبها ، لكن كلما شعرت به كان مختلط ..

هز زين العابدين رأسه لتجاه السيد احمد بعيون متسائلة قلقة منين ماجاوباتوش ..

هزز الرجل رأسه في معرفة "" ماتخافش ، غاتولي احسن بخصوص غذا ان شاء الله ، في نظري هزها و سير لدارك ""

"" واش متأكد خرجات منها ؟ مراتي نفسها كليا مافيهاش لو غير اثر من الساحرة ؟ ""

"" تيق بيا اولدي ، كانضمن لك سلامتها مئة في المئة ""

بلع زين العابدين ريقه ماقادرش يتيق "" اشنو قصد بماغاترجعش كيف كانت ؟ ""

"" هو احتمال ، نكتاشفوه غذا منين تفيق اولدي ، نكملو كلامنا منين نمشيو دابا خوتها كايتسناوكم ""

ناض زين العابدين هز زوجته بين يديه و نزل ..

مازال مامطمنش ، مازال الغموض محيط بيه ..

لقى اسلام مازال قدام باب الغرفة ..

نزل عينيه لالاء و شاف حالها "" الحمد الله على سلامتها ""

"" كنتي عارف ؟ "" زمجر زين في وجه اسلام ..

"" كان قرار الاء ، ماعندي دخل .. ""

"" امنتك عليها ، اشنو كان غايوقع لو انني ماعيطتش لسي احمد و هو اللي تصرف معاه ؟ ""

"" داكشي ممكن يكون وقع ، في عالم اخر ، مراتك معاك و هادشي اللي كايهم دابا ""

قرب زين حتال عندو و قال بنبرة مهددة "" غانتحاسب معاك انت و داك الابيض على مادرتوه وراء ظهري، غير صبرو ""

و نزل زين ضام مراته مغيبة بين يديه بمرافقة الرجل المدعو بالسيد احمد ..

و وقف اسلام في رأس الدروج مراقبهم حتى خرجو من الباب الامامي ..

و تنهد متجاهل ما سمع قبل قليل "" هاهو مسمار و طرقناه ""

منين خطوة وحدة نحو التحت وقف منين شاف الذئب الاسود داخل من الباب المؤدي للباحة الخلفية ..

و قدام عينيه تحول لشكلو البشري ..

تجعدت شفة اسلام العليا و ارتعشت باحساس بالاشمئزاز لرؤيته عاري تماما كايتمشى مشية مسترخية و كأن العالم ملكه و ماداير حتى محاولة باش يحجب نفسه ..

"" و ها مسمار اخر عوج و مابغاش حتى يتقلع "" تمتم اسلام لنفسه ساخر ..

رفع ايدر راسه منين وصل لاسلام و لكن مر من جنبو و وقف .. ماكانش موجه انظاره له .. و لا حتى اسلام ..

كل واحد كان كايشوف في جهة معاكسة لاخر ..

"" كون كنت في بلاصتك "" قال ايدر و حدق في جانب وجه اسلام "" كنت نهز الهم غير للعد العكسي ديال القنبلة اللي خدامة برا ""

عبس اسلام بغير فهم و تشوش و دار عنده و واجهو بكليته "" اشنو كاتقصد ؟ ""

هز جانب فمو بابتسامة جانبية غير مرحة "" قضيت العشية مع تغريد .. و جبتها معايا للهنا ""

شعو اعين اسلام بغضب قوي ، مالقاش منين يشنق عليه لكن احاط بيدو حول حنجرة ايدر و صاح ""اشنووو قلتييي ليييها ؟ ""

ضحك ايدر ضحكة مستفزة "" ماشي انا ، عارف مزيان ماشي خدمتي انا نقولها ليها و لكن راه سبق و قلت لك ماغانجلسش بعيد و نشوف ، جبتها لك هنا باش اليوم تحط اللي عندك و تخليها تاخد قرارها و تسالي من هادشي ، ماغانخليكش تتصرف بانانية ، تخليها مشوشة و ماعارفاش اشمن قرار او منحى تاخد في حياتها غير حيت سيادتك مازال مالقيتي الشجاعة باش تصارحها "

"" و انت مااالك ؟ "" صاح اسلام مشدد يدو حول حنجرته "" اشنو دخلك ؟ واش كايسحاب لك هادشي ساااهل ؟ ""

جا الوقت باش يعبر ايدر عن غضبه هو الاخر ، شنق على اسلام من ملابسه و صاح في وجهو بزمجرة عميقة"" ماكايهمنيش ، هي برا و انا غانغبر لفوق لمدة و غانعطيك وقت ، هضر معاها و الا انا اللي غانديرها ""

طلق منو و نفض نفسو من قبضة اسلام وصاح "" تصرف ""رمقو بنظرة قوية و طلع ..

بقى اسلام واقف تما كايشوف قدامو .. عينيه متوهجتين بغضب شديد و حزن و احباط قويين ..

اذا هاد الحيوان قرب واحد الوقت اللي تهرب منه لوقت طويل ..

نزل من الدروج ..

درجة درجة بسرعة و خرج من الباب .. قلب بعينيه و ماكانش صعيب عليه يلقاها ..

واقفة قدام ايفارديت ..

بكتاف طايحين شادا ساكها في يديها بزوج قدامها ..

تعابيرها غامضين غير مقروئين .. و ارتفاع صدرها و انخفاضه غير مستقرين ..

"" تغرييد "" صاح فجأة بدون مايقدر يتحكم في نفسه ..

كان باغي يتبدلو ملامحها ، لغة جسدها ..

تضحك لشوفة وجهو و تجي تجري لحضنه ..

لكن ماشي هادشي اللي وقع ..

محى دوك الخطوات بيناتهم بالاقتراب منها بسرعة لكن يد ايفارديت حبساتو من انه يقرب ليها ..

عينيها كانو عليه ، بحال اذا كاتشوف شخص غريب ..

و هو ، بغا يموت من ديك الشوفة ..

"" انت معصب "" قال ايفارديت و هو كايشوف في توهج عينين اسلام "" غاتهضرو من بعد ""

"" تغريد "" تمتم اسلام بنبرة محبطة ..

ارتفع صدر تغريد و قالت بنفس نبرته "" علاش ماقلتيش ليا انك وليتي وسيط ؟ مافهمتش اشنو اللي مخليك تخبي عليا هادشي ؟""

"" تغريد ، كاين بزاف مايتقال ، فقط عطيه فرصة و تصنتي "" وجه ايفارديت كلامو لتغريد ..

"" و اشنو كانعطيه من غير الفرص باش يتكلم معايا ؟ و لكن ماعمرو مادراها ، ماعمرو فكر منو لنفسو يجي يشرح ليا و يفهمني و يخليني في الصورة ""

"" تغريد "" صاح اسلام "" كنت ناوي ، كنت غير كانحاول نقاد الامور ، و نجمع افكاري و ناخد قرار واقف ""

"" داكشي تماما اللي قلت ، مايمكنش لك زعما فقط تعاود ليا و القرارات خلينا ناخدوهم بزوج "" صاحت تغريد "" انا اصلا مافهمتش ، اشمن قرارات غاتاخد ، انت راك سبق لك و خديتي ، انت دابا راه بالفعل وسيط ""

"" الامر مامتعلقش غير بحقيقة انني وسيط "" صاح اسلام مقاطعها ..

و سكتت ..

حدسها سكتها و ماخلاهاش تتكلم .. اخبرها فقط تسكت ..

و تتصنت ..

"" كاينين امور اخرى "" حول اسلام عينيه لجهة ايفارديت "" انا قادر نتولى هادشي ""

مرر الحارس عينيه بين الاثنين و تراجع بخطوة .. و هزز راسو لاسلام ..

اسلام هو الاخر شد يد تغريد و جرها معاه لداخل الفيلا ..

في الدار في الحي

في الدار في الحي ..

نزل زين العابدين كايطوي اكمام قميصه على مرفقيه و دخل للصالة ..

فين مجموعين اخوة الاء و زوجاتهم بالاضافة للسيد احمد ..

كايتكلمو ..

جلس معاهم متنهد و خاطبو زيد "" مافاقتش ؟ ""

"" لا ، بدلت ليها ، غطيتها و نزلت "" دار لعند السيد احمد "" كيفاش حتى عرفتي بخصوص داك الحارس الاعظم و فين كاين ؟ ""

حط السيد احمد كاس الماء دياله و قال ""منين زياد عاود ليا على الحارس اللي تلاقاته فهمت دغيا باللي غادي يكون الموضوع فيه العقوبة ، لانها -على حسب حياة و قوانين الحراس - مرتكبة خطيئة و متمردة على القانون ، داكشي علاش مشيت نيشان لعند الحارس الاعظم ، حيت فهمت باللي الحارس الصغير ماغايعاقبهاش -واخا على حسب قوانينهم هو اللي خاصو يعاقبها- لو انه بغى يعاقبها كان دارها فورما اكتشف زواجها ""

"" واخا ، اشنو علاقتك به ؟ و علاش تصنت لكلامك ؟ و منين كاتعرفو ؟ "" سأله زين ..

"" انا و باكم كنا وسطاء عندو فاش كنا صغار شوية ""

"" كيفاش وسطاء ؟ واش بزوجكم ؟ "" قالت شيماء ..

"" اه ابنتي ، الوسيط هو رجل كاتعطاه واحد الهبة من رجل حارس ، كايوليو عندو شي صفات قراب لصفات الحارس الاصلي ، حيت منين جاو الحراس للارض ، تخلطو الكائنات ديال ديك الارض مع ديال هنا و بطبيعة الحال هادشي كاينتج خطايا و تجاوزات بحال كيفما وقع مع هاد البنت تغريد و الاء ، داكشي علاش الحراس بداو كايديرو وسطاء باش كايعاونوهم في هاد الحالات ، الحراس ماكايقدروش يتعاملو مع البشر بشكل مباشر ، الوسطاء كايكونو الصلة بين البشر و الحراس ""

"" ااه ، هادشي كايفسر الدور اللي اداه داك اسلام فاش خرج الساحرة من تغريد ؟ "" تمتم زين كايتذكر الليلة في البحر ..

"" الوسطاء ماكاينفعوش غير في الحراسة الى جانب الحراس الاصليين ، بل كايخليوهم يتحملو حتى مسؤولية اعمالهم ، لبزاف ديال الاسباب و لكن غالبا بسبب شكلهم و طول عمرهم ، كايبغيو يبعدو من الشبهات و من العيون الفضولية . و كذلك بسبب الجزء من الحارس "الواهب" اللي كايحملوه الوسطاء في داخلهم ، كايوليو قادرين يولدو حارسات انثيات ، هادشي كايعاونهم بزاف باش يتكاترو .باكم كان وسيط، هادشي علاش تولدات عندو الاء ، حارسة ""

"" الانثيات صافي ؟ "" سألت نعيمة ..

"" اه ، الحراس الاصليين هما اللي قادرين يولدو ذكور و اناث . ""

"" واخا ، و علاش مابقيتوش حراس ؟ انا ماعاقلش على هادشي ، و لكن مافهمتش ، علاش رحلنا الوالد من المدينة الاخرى ؟ علاش خبى حقيقة الاء من كلشي حتى مننا ؟ "" سأل زيد هاد المرة

ظهر بعض التردد على السيد احمد لكن قال "" كنتو صغار بزاف ماغاتعقلوش ، كانو شي امور واقعات بين الحارس الاعظم و باكم ، و الخلافات كبرو ، داكشي باش تخلى على وساطته و هز عائلته و رحل ، بقيت وراه شي مدة قصيرة و بعدها حتى انا تخليت على وساطتي ، كان باكم محتاجني ، و صداقة باكم كانت اهم بالنسبة ليا ""

"" و اشنو وقع بيناتهم ؟ "" كان زياد ..

"" هادشي اولدي بعيد عليكم ، من الاحسن ماتسولوش بزاف ""

"" علاش ؟ "" رجع قال زياد عاد زاد فضوله ..

"" مانقدرش نقول حيت الامر ماكايخصنيش انا ""

"" واش الامر متعلق بداكشي باش هددتيه حتى تراجع و تخلى على عقاب الاء ؟ "" كان زين العابدين ..

"" قلت ليكم اولادي ماتوسولوش بزاف ، هادشي ماكايهمكش ، اللي خاصكم تعرفوه راكم عرفتوه ""

"" داك الحارس عارف شي حاجة ؟ "" قال زين ..

"" لا ، ماعارفش بما وقع بيننا و بين باه ، عاش جل حياته بعيد عليه ""

"" دابا قول ليا اعمي ، واش مازال كاين شي سر مخبي في هادشي بخصوص حقيقة الاء خاصنا نعرفوه ؟ حيت انا عييت ما نبقى تابع مراتي مخلوع عليها او منوضها انا و ياها .. ""

ضرب السيد احمد على فخضه بدعم ابوي ضاحك"" ماتخافش اولدي ، الامور الصعيبة تجاوزتوها .. ""

"" و لكن ضرني راسي ، علاش الوالد كان مصر داك الاصرار كامل باش يخبي الاء من غير انها تخبى من السحرة ؟ "" كان زياد ..

"" حيت كان عارف ان الاء تولدات لولد الحارس الاعظم ، كننا عارفين انه ضيع عرايس ديالو من قبل ، كاينة اللي تقتلت على يد سحرة بشريين ، و كاينين قصص اخرى ، باكم مابغاش يعطيها ليه ، لسببين ، انه شخص غير مناسب ليها كزوج و ماتاقش يعطيها له رغم انها بالفعل دياله ،كان كايخمم للوقت اللي غاتكبر و توصل للعشرين و تبدا تستقبل منو رؤى ، كان كايخمم لداك النهار و مستعد له و لكن قدر الله و خذاه قبل مايوصل . و السبب الاخر ، خلافه مع باه ، كانت طريقته باش ينتاقم من الحارس الاعظم ، و يحرم ولده منها .. كان باغي يقطع جميع صلاته بالعالم الاخر ""

"" اشنو كاع غايكون واقع بينهم ؟ "" تمتم زيد بفضول لنفسه متسائل ..

و وقف السيد احمد "" نخليكم دابا ، ندخل ننعس ، اتاصلت بيا لالة عائشة راها مشوشة ، غايخصني نركب بكري باش نرجع ""

هززو الكل ريوسهم له ، راقبوه حتى دخل لغرفة عائشة القديمة و سد وراه و رجعو كايناقشو الامور بينهم ..

شاديين زين يعاود ليهم كلما وقع بعيد على عينيهم ..

تسد باب الغرفة وراهم

تسد باب الغرفة وراهم ..

حطت تغريد ساكها فوق السرير في نفس الوقت اللي عينيها تفحصو الغرفة الكبيرة الواسعة ، انيقة الديكور ، و فراش فخم ، سرير ضخم بفراش ابيض ، خزانة على شكل غرفة صغيرة ملحقة مافيهاش بزاف ديال الملابس و لكن معلقين فيها بعض الملابس الجداد ، اغلبها كانت بدلات رسمية و قمصان . كان موجود حمام خاص بحوض و دوش و مراة كبيرة .كان هناك شرفة كذلك ، كبيرة حتى بيها كنبتين للاسترخاء ، مكتب عامر بالاوراق ، بالكتب و المجلدات ، و حاسوب و تلفاز عريض ..

كانت اشياءه متناترة هنا و هنا ، الغرفة فعلا بدات تاخد على ريحته و شخصيته ..

لو انها دخلات بدون ماتعرف، كانت غاتحزر انها غرفته ..

دارت شافت في اسلام بعدما دارت دورة صغيرة على الغرفة "" بيتك الجديد زوين ""

كان مزال عند الباب مسند عليه و فقط كايراقب ..

"" بغيت ناخد بيتك الاخر و لكن خوك الكبير حط عليه العين ، يعني حظوظي انني ناخدو طاحت للارض ""

في رمشة عين لقى نفسه قدامها مباشرة ، جر ذراعيها قربها ليه و قال بنبرة شغوفة "" ماكاين لاش ، قريب هاد البيت هو اللي غايولي بيتك ، بيتنا ،هنا غايكون فراشك ، حدايا ، و حوايجك غايكونو معلقين تما حدا حوايجي ""

"" نفهم انك ماناويش تتفارق معايا اذا ؟ "" قالت بتشوش ..

"" لا "" قال مغوبش بانزعاج "" ايمتى فهمتك باللي غانتفارق معاك ؟ ""

جلسات على طرف السرير و رجعت ناضت بسرعة و شافت في ملابسها "" اوبس جلست على الفراش ابيض و انا مازال مادوشت ""

شاف فيها بتشوش و في حوايجها اللي كانو نقيين و شك واش كاتسخر ..

و لكن شم فيها ريحة البحر القوية و حوايجها كانو باردين و اللي كانو تيشورت قصير و شورت دجين ، لاحظ حتى شعرها اللي فيه رملة و قليل من الملح من ماء البحر ..

"" خاصني ندوش ، خاصك تعاود ليا كولشي دغيا حيت خاصني نرجع للدار ""قالت بكل برود و هو غوبش اكتر و اكتر ..

جر ذراعها ببعض من الشدة حتى انزعجت و صاح "" كنتي معاه في البحر ؟ ""

"" اه و من بعد ؟ ""

"" وصيييتك تبعدي منوووو ، اشمن جزء من هاد الجملة مافهمتيهش ؟ "" صاح و عيونه رجعات تشع بغضب ..

نفضت يدها من قبضته و صاحت "" الجزء اللي كايعني انني حرة نرافق اللي بغيت ، اصدقائي كايعنيوني انا ماشي انت ا اسلام ، تقدر تكون الbf ديالي و لكن راه ماعندكش الحق تآمرني بشكون نشوف و شكون لا ؟ ""

"" يااك ؟ "" كان غاضب اكتر و اكتر من نبرتها المتحدية "" حتى لو ان داك الشخص ماعنديش معاه علاقة مزيانة ؟ حتى لو انني ماكانرتاحش ليه معاك ؟ حتى لو شوفته معاك كاتعصبني كاتمرضني كاتسطيني ؟ ""

دوزت يدها على راسها و تمشات على طول الغرفة "" كاتزيد فيه ا اسلام ، علاش كاتخلط علاقاتي بعلاقاتك . هو صديقي انا ، علاش غانخرجو من حياتي حيت انت ماكاتحاملش معاه ؟ ""

"" ماتجرئيش تصيغيها هكا بحال الى هادشي لعب الدراري الصغار . موقفي واضح وضوح الشمس و اذا مادرتيش حل غاتلقاي مشاكل معايا ها انا علمتك ؟ "" صاح على طول الغرفة بجنون ..

"" اشنو غادي دير ؟ "" واجهاتو بيدها على جنبها "" غاتخيرني بينك و بينه بحال دري صغيور ؟ ""

"" تغريد ، كانحذرك ، ردي بالك للهجتك "" رفع صبعو تجاهها ..

تمشات بسرعة تجاهو و دفعاتو بعنف رغم انه ماتحركش من بلاصته بزاف ، فقط عينيه زادت شعت بقوة و صاحت "" اشنو معصب عليا ؟ شكون خاصو يتعصب على لاخر اه ، واش ملاحظ باللي منين رجعت و انا صابرة عليك ، ساكتة على فعايلك ؟ فين غادي هادشي ، قول ليا فين غادييين بهادشي ؟ فين انا مازال من حياتك الجديدة ؟ "" صاحت بدفعة اخرى ماقادراش مازال تكتم ما في داخلها ..

شد يديها بزوج رجعهم وراها و احكمهم لور ، هادشي يعني انها في وجهو تماما ..

كاتشوف الغضب مطوي ، محقون في عروق عينيه و كاتحس بيه مصلب جسدو و متشنجه .

"" ماكايناش حياة جديدة ، على الاقل ماشي و انت ماكايناش فيها "" قال كايحدق مباشرة في عينيهاو بنبرة اهدء لكن مشحونة "" يعني ماتبقايش تخرجي راسك من حياتي غير باش تلوي دراعي و تحسسيني بالذنب ، hell ، كان كايسحاب ليا انت بيخير مع خدمتي ""

"" ماهضرتش على خدمتك ، و عنيت كل كلمة قلتها لك منين دفعتك تاخد فرصتك و تتقاتل على قبلها . انا اللي ضرني في هادشي هو انني كانشوفه كايتم على حسابي ، على حساب وجودي في حياتك . غير اسبوع ا اسلام و قصيتيني في خطرة وحدة ""

حررها من قبضته و هز يده خللها بين شعره و تمشى بعيد عليها "" انت عارفة ماشي على هادشي ، انا كنت كانتهرب منك من الاخر .. ""

"" مناش ؟ واش باغي تحمقني .. حيت وليتي وسيط ؟ حيت فرصة العمل ديالك الكبيرة ماكانتش غير هكاك عشوائيا و لكنها في الحقيقة كانت الظهر ديال خدمة اخرى سميتها الوسيط ؟ كون هاني ، رب العمل ديالك فهمني اشنو معنى وسيط ، فهمني مهمتك اشنو هي *هزت يديها لوحتها في الهواء دراميا * ماشي شي حاجة كبيرة اللي تخليك تتردد و تتوتر و تتفاداني اسبوع و ايام اخرى . اسلام واش انا فعلا مهمة في حياتك ، اولا غير كنت ديك الفاكهة المحرمة سنين طويلة و انت باغي تقطفها اليوم اللي ملكتيها مابقاتش مغرية ؟ واش هادشي الي واقع دابا ، حيت اذا كان اه ، فقط قولها و غانخرج من هاد الباب و غانطويو هاد الصفحة ""

سكت .. و بقى كايشوف فيها ..

بغضب لكن محيط بيه احباط و هزيمة "" ماعرفتش منين كاتجيبي هاد الهضرة "" قال بصوت هادئ "" هلكتيني من قبل ، و مازال كاتهلكيني .. مازال "" جلس على طرف السرير كايعيد كلماتها "" غانخرج من هاد الباب و غانطويو هاد الصفحة ، بهاد البساطة ، خرجات من فمك هكاك .. عادي ، بحال اذا مستعدة نيت "" رجع تمشى و وقف قدامها "" هادشي علاش من ديما كان عندي تخوف منك ، حيت انت ديما مستعدة تطوي الصفاحي بكل سهولة ،حيت انت اتغريد ماكايناش شي حاجة في الدنيا كاتلوي ذراعك ، عشتي في اقسى الظروف في الخلا و ماتهديتيش ، خرجتي منها بحياتك بين سنانك . واش انسانة قوية بحالك غايهرسوها مشاعر بايخة ؟ بحال مشاعرك ليا متلا ؟ واش في نظرك مشاعرك تجاهي غاتلوي ذراعك ؟ "" هزز راسو نفيا بابتسامة مشوهة "" لا .. مانظنش ""

"" اوي راك غالط اسي اسلام *طعنت صدرو بسبابتها* بل راك لاوي ذراعي و انت عارف هادشي مزيان ، شوف غير اشنو كادير فيا دابا . انت نقطة ضعفي في هاد الدنيا ، انت ذراعي الضعيف ، ها انا كانقول فيها قدامك و كانعتارف . مستحيل شي واحد في الدنيا نخليه يلعب بعقلي و نبقى نعطيه في الاعذار قدك انت ""

"" انت كاديري هادشي مع كولشي ""

"" و لكن ماشي كلشي كايبقى ، كانخرجهم ا اسلام ، كانعذرهم و لكن كايخرجو من حياتي ، شوف انت فين مازال واقف ""

"" تغريد ، عنداك ، عنداك تجرئي و تديري ظهرك و تمشي ، عنداك تطلقي يدي "" قال فجأة بنبرة مشحونة و فياضة ..

"" فين عمرني درت هادشي ؟ "" احاطت يديها حول خديه و استرخى جسده فورا ، نزل رأسو و حطو على جبينها و غمض عينيه مرتاح لهاد الرابطة الجسدية "" واش في خبارك في وسط محنتي في ديك الغابة ، المحفز الوحيد اللي خلاني نتحارب هو وعدي لك بالرجوع ؟ ماشي ماما وماشي بابا ، انت يا هاد الرجل . ""

احاط ذراعيه حول خصرها و بقى ساكن ، كايتصنت لنبضها الحي و يحس بيديها كايخللو خصلات شعره ..

"" علاش انت خايف ؟ "" حل عينيه لسؤالها "" اشنو مخوفك مني ا اسلام ، علاش كاتفكر بزاف في هادشي ؟ انا فهمت خدمتك و دورك ، كمدير و كوسيط ، اشنو تغير ؟ والو ، انا متفهمة خدمتك و مدعماك فيهم بزوج ، فين المشكل بالضبط ؟ ماتبدل والو ، الوضع هو هو .. ""

هز راسه و قابل عيونها و شافت القلق رجع لعينيه "" اشنو قال لك السيد ايفارديت بالضبط ، اشنو شرح لك ؟ ""

"" فهمني اشنو دور الوسيط بين الحراس و البشر ، قال ليا دورك كوسيط في النيابة عليه في مجال اعماله ، لانه باغي يستقر هنا و بذلك ماخاصوش يبان .. ""

سكتت كاتحاول تقرى ملامحه .. احست انه هناك شيء اخر ..

و اسلام عرف باللي هي ماعارفاش كولشي ، ماعارفاش الاهم في هادشي كله ..

اكيد الحارس غايخلي له المهمة ..

جرها جلسها في طرف السرير و جلس جنبها ..

شد يدها و بعد لحظة جمع فيها شتات نفسه و حسم امره "" كاينين امور اخرى اتغريد ""

"" كانظن عندك الحق ، عندي مازال تساؤلات . كيفاش حتى انتهى بك المطاف وسيط ؟ كيفاش قنعك ؟ الرجل الي كانعرف ماغاديش يلوح راسه في مسؤولية ضخمة و خطيرة بحال هاذي غير هكاك ؟ ""

"" اه ، عندك الحق . ديك الليلة ، فاش جيت هنا ، السيد ايفارديت فور ماشافني بغاني نكون وسيط ديالو التالي ، حيت اصلا اللي معاه كبر و خاصه يتقاعد . يعني كان قبلما يشوفني كايقلب على شي واحد تقة . هاد الرجل اتغريد كايعتامد بزاف على حدسه ، و يمكن منين شافني لقى فيا شي صفات خلاته يبغيني للمهنة . انا في داك الوقت ماكان بين عينيا غير صورتك انت في داك الخلا ، حتى انني كانتفكر ديك الايام كايجيوني بحال شي حلم ، مضببين بكترة ماكنت على مشارف الانهيار . ديك الليلة فهمناه انا و الاء بالمصيبة اللي وقعات معاك و طلبني نتكلمو على انفراد ، تما اعطاني بزاف ديال المعلومات على العالم الاخر و مختلف الكائنات دياله و فهمني اشنو الدور ديال الحراس فيه . يعني اكد ليا انه قادر تماما يخلصك من مشكلتك و يرجعك ليا . من تما داز للوسطاء و شرح ليا ماهيتهم . مافهمتش في الاول علاش كايشرح ليا هادشي كله ، حتى بدا يوضح اكتر و اكتر . قال ليا ان عرق الحراس كايواجه مشاكل في التكاتر ، و ان الحراس عندهم شي امور معقدة بهاد الخصوص ، هو محتاج زوجة باش تولد ليه حراس صغار ، باش باه يقدر يتحرر و يموت و ايفارديت يرجع يكبر و يتقدم في السن و يولي هو الحارس الاعظم الجديد و باش تستمر الحياة .. ""

"" مافهمتش ، اشنو المشكل بالضبط ، يتزوج و يولد ""

"" هنا فين كاين المشكل ، كل الكائنات الاخرى قادرة ترتبط و تتزوج من البشر ، إناث او ذكور .. الا الحراس ، الحراس الذكور كايبغيو العرائس الحارسات ، حيت اصلا منين كايتولدو كايكونو مرتابطين ببعضهم و معروف كل واحد منهم لمن ، ماكايختاروش هما ، طبيعتهم اللي كاتختار لهم . السيد ايفارديت فقد شحال من شريكة تولدت له ، ضاعو منو الفرص ، حيت ماكانش مهتم في الاول ،ولكن اخر شريكة كان باغيها ، و لسوء حظه لقاها تزوجات بشري ، الحارسة هي الاء ""

"" اشنو ؟ ""

"" اه اتغريد ، الاء ، الاء ماكانتش عارفة بحقيقتها و عاشت على اساس بشرية عادية حتى خرج ليها الحارس من الجنب ""

فكرات تغريد مغوبشة في هاد الروينة "" ايه ، و فين غايتلاقى بشريكة اخرى ؟ ""

"" خاصها ... تتولد ""

"" تتولد ؟ ""

بلع ريقه لانه قرب للاهم "" هو وقف في ال30 سنة من سنين طويلة حتى امك ماكانتش مولودة فيها ، و الحراس الذكور كايوقفو في هاد السن حتى كايتزوجو و بالنسبة للاناث يمكن في العشرينات . "" وقف للحظة و كمل "" ماكاين حتى احد في المجموعة ديالهم من غيره هو و الحارس الاعظم و الوسطاء ، و بقية الاعوان هم من البشر فقط . يعني ماعندوش شي اقارب حراس يتزوج من عندهم . ""

"" هادشي معقد ""

"" ماتقاطعينيش اتغريد "" ضغط على يدها "" و لكن كاين حل ، الوسطاء ماشي غير كايولي عندهم قدرات شبيهة لقدرات الحراس و انما كايوليو قادرين يولدو حارسات اناث ""

جعدت تغريد وجهها "" كيفاش ؟ اذا علاش ماولدوش له ؟ ""

"" سبق لواحد من الوسطاء ديال باه ولدها له ، هي الاء ، و لكن لا انا لا السيد ايفارديت مافهمنا علاش فقدها و ماكبرتش قريبة له و لكن السيد كايلوم نفسه لانه ارخى الامر و تسناها توصل للسن ال20 ، في الاخير جا معطل . قال ليا جميع الحارسات اللي كانو شريكاته تولدو من وسطاء باه ، الحارس يمكن اول وسيط عندو هو الراجل اللي كاتشوفيه معانا ، انا هو الثاني . الوسيطين الحاليين ديال باه ، واحد منهم ولد و لكن تزادو عندو زوج توام ولاد في الاول و بعدها ولد و عاود انجب مرة اخرى و تاني لقاه ولد ، و تما مراته حبسات و رفضات تولد مرة اخرى لانها بغات هاد القدر من الولاد رغم ان الحارس الاعظم متكفل بعائلات وسطاءه و معيشهم في العز . و لكن راه الولاد هادو مسؤولية كبيرة شكون غايلومها . الوسيط الثاني ، هذاك راجل زهواني ماشي ديال العائلة و الزواج و ماكايحملش الدراري الصغار داكشي علاش ماتزوجش ""

"" اوى و والوسيط دياله الاول ؟ ""

"" الرجل مسكين كان عقيم ""

"" ناري هاد الصكع ديال الحارس شحال منحوس "" قالت دايرة يدها على فمها ..

"" كانظن لكل شيء سبب ""

"" اذا اشنو دابا .. انت ..الوسيط .. الجديد "" و هنا فين وساعو عينيها بإدراك .. و سكتت كاتشوف فيه بدون ماتقدر تخرج كلمة ..

شاف تعابيرها و بدا يهزز رجله بقلق "" الحارس فهمني هادشي كله ديك الليلة . و كان خاصو يتصرف بذكاء و بفطنة و مافكر غير بابتزازي "" سكت كايلاحظ عينيها غير ماكايزيدو يوساعو "" قال ليا باللي باش يعاونك و يرجعك ليا ، خاصني نعطيه شيء بالمقابل ، و هي خدمتي و ولائي له لما تبقى من حياتي . بغاني نخدم عندو كوسيط ، و نولد ليه حارسة باش يقدر يستمر النسل دياله و تستمر الحياة عنده . انا كنت مستعد نضحي بنفسي في ديك اللحظة على قبلك ، قبلت دغيا ، خاصة منين عرفت انه غايمكن ليا نتعقبك بحواسي و غانولي نشوف رؤى كلما لمست شي مكان كنتي فيه ، قبلت منين عرفت انه غايحتاجني باش نخرج الساحرة منك . مافكرتش ، ضحيت بحياتي و مستقبالي كلو و حطيتو ليه تما فوق ديك الطبلة .. ""

كانو الدموع الان كايتمرجحو في عينيها و يديها على فمها غير مصدقة ماتسمعه ..

بلع اسلام غصته و كمل "" خلط خلطة من دمو و شربتها و دار طقوس اخرى ماعقلتش على معظمها .. اللي عاقل هو انني فقت الغد له واحد اخر ، حواسي قوية وعندي قوى اخرى .. و ان جسمي غير مستقر ، بحال اذا مامتحملش القوة اللي تشحنت بيها فجأة ، كانو كايخلطو ليا ادوية تهدنني خاصة و انني كنت في وقت عصيب بسبب غيابك . ""

وقفات تغريد ، شدات شعرها غادية جايا بسرعة و بطريقة جد متشنجة و متوترة .. بدموعها على خدودها و عيونها واسعة بصدمة ..

اخدت ديكور عشوائي و رماتو في الارض حتى تهرس و صاحت بقوة "" الكلب الحيواااان المجرم كيفاش تجرأ يستغل حالتك باش يقضي مصلحته الخاااصة ؟""

قبل ماتمم الجملة تمات غادية كاتجري نحو الباب في عيونها وعيد شرس للحارس ،لكن اسرع اسلام و تلقفها ..

هزها و هي كتضرب و تقاوم باش توصل للباب لكن رماها في السرير و اعاقها "" ماغاتمشيش لعنده لانني مازال ماكملتش كلامي "" صاح بعصبية

" اشنو مازال عندك ماتقول اكتر من هادشي ؟ "" صاحت كاتمسح دموعها بعنف ..

"" حيت كنت في ديك الحالة الضعيفة و الغير مستقرة خافني لاماناخدش قرار صائب ، اذا ابتزني ماغاديش يعطيني فرصة فين نرفض . يعني هو دار هكاك باش يضمن انني نبقى تما موجود بعدما نلقاك ، حيت كان شايفني مناسب تماما للمنصب ، ماكانش باغي يضيعني . بعدما لقيتك و رجعتي ليا ، ديك الليلة اللي نعستي بين يديا قضيتها غير تفكير ، اشنو درت ؟ فين لحت راسي ؟ الثمن اللي اديتو باش ترجعي ليا سالمة ، ضحيت بمستقبلي و بحياتي و حريتي . منين تعمقت في التفكير .. ""

قاطعاتو تغريد "" لقيتي راسك ضحيتي بحياتي انا و ياك و مستقبالنا انا وياك .. بمخططاتنا و احلامنا *وقفت قدامو و صاحت بقوة* ضحيتي باسلام و تغرييييد "" و دفعاتو بقوة ..

"" كون بغى روحي ، كنت غانعطيها . كون تعاود الزمان كنت غانديرها من جديد . *صاح كايهزز راسه* كنت نعاود نضحي بمستقبالنا و احلامنا ، غير باش ترجعي ليا ، شكون كاتلومي ؟ "" تحداها ..

سكتت كاتشوف فيه غير مصدقة و لكن بخيبة في عينيها ، كتافها طاحو بالاحباط اللي كاتحس به ..

دوز يديه على شعرو كايحاول يتمالك نفسه "" اللي انت ماعارفاهش ، هو انني و ياه هضرنا من بعد في هادشي . قال ليا انه كان غايعاونك في كل الحالات لان هاديك مهمته والواجب دياله . فهمني علاش ابتزني . حيت اختارني انا نكون الوسيط . فهمني الظروف اللي دفعاته يتصرف هكاك .حيت هو يائس و محتاجني بيأس نخرجو من هاد الدائرة اللي وحل فيها سنين طويلة . و اعتذر مني . من بعد عرض عليا الخدمة كنائب المدير ، باش تكون مهمتي كوسيط كاملة ، و في نفس الوقت ، فرصة ضخمة كاتعوضني على كل الخدمات اللي غانقدم له ، منهم .. بنتي اللي غاتكون في المستقبل مراته . و عرفتي المفاجئة في هادشي كله ، ماكنش كايبتزني هاد المرة بل عطاني الخيار ، اعطاني القرار ، كان كايطلب هادشي مني ، قدم ليا عرض ، نقبل او نرفض ، واش نقبل بمهمتي كلها كوسيط و نائب مدير او نرجع لحياتي القديمة ، نرجع اسلام و تسحب مني هبة الوساطة ، كان القرار كله ديالي ، عاود عرض عليا العرض بكل شروطه و تفاصيله بعدما تأكد انني قادر ناخد قراري بدون مانكون تحت اي ضغط ""

"" و بطبيعة الحال قبلتي "" قالت بنبرة جامدة .. باردة ..

هزز رأسو ايجابا متصلب العزيمة "" فين في العالم ممكن نلقى فرصة اخرى بحال هاذي ؟ هاذي كاتسمى فرصة العمر ، غانشد فيها بسناني واخا نعرف نموت ، انت اتغريد شجعتيني .. ""

"" يعني .. "" نزلت عينيها و حولتهم لاي شيء في الغرفة من غير عينيه "" المسألة .. مابقاتش مسألة تضحية ، المسألة متعلقة ب'فرصة العمر' ، اختيارك و قرارك ؟ ""

"" ا.. اه ، و لكن *جر ذراعيها لعندو كاينخضها و كأنه باغي يوصل ليها الفكرة بطريقة اشد * كانت تضحية في الاول ، كانت على قبلك ، و دابا .. اذا التزم مني الامر نعطي روحي مقابل سلامتك ماغاديش نتردد ثانية وحدة ""

بروح ميتة ، حركت يديه من على ذراعيها و رمشت بشرود .

هزات عينيها فيه لقات في عينيه القلق ، الخوف .. و شيء اخر ..

"" انا .. مازال متفهمة قرارك ، متفهمة اختيارك ، و محتارماهم . "" بلعت ريقها على حلق ناشف و مصمصت شفتيها .. و في عينيه مباشرة شافت و كملت "" اختاريتي هاد الفرصة مقابل احلامنا * هزت يديها قدامو منبسطة قدام عينيه *و عادي ، حياتك هاديك ، سبق ليا و فهمتك باللي اصلا مشروعنا راه غير حلم ، لك كل الحق، الفشل ديما وارد *بعدت شعرها من وجهها* لكن ا اسلام ، واش .. فكرتي فيا ؟ زعما ... القرار اللي اخديتي ماكايعنينيش حتى انا ؟ كانقصد ، راه انا هي البنت اللي طلبتي منها الزواج على حد علمي ، يعني انا هي اللي غانولد .. قول ليا ، مالاحظتبش انك خديتي القرار في بلاصتي ؟ تشاورتي معايا ؟ ""

شد يدها من جديد و هاد المرة ظهر في نبرته شغف كبير و كأنه فكر في هادشي مرارا و تكرارا "" تغريد ، الحياة ماعمرها ماكاتلزمها خطة وحدة ، حيت الظروف كاتبدل و حنا ملزمين باش نتكيفو معاهم . غانتزوجو انا و ياك ، غانجيو نعيشو هنا ، هنا غانستقلو انا و ياك و غانوليو المسؤولين على حياتنا ماكاينش اللي يتحاسب معانا . اه غاتحملي و تولدي ، وانا عارفك باغية ديري شي حاجة في حياتك ، يعني الحمل و الولادة غاديين يعطلوك ، و لكن غير شي عامين او 3 بينما البيبي تفطمات ، و غادي نديرو ليها مربية و غادي تستأنفي حياتك بزاف ديال النساء كايديرو هكا . انا غانعاونك و نمول لك المشروع و نعوضك على كاع الوقت اللي ضاع لك ، ديك الساعة اكيد غانكون جمعت بزاف ديال الفلوس ، انت غير ارتاحي ليا ، اصلا ماشي ضروري ، انا قادر نهزك ماديا و نعيشك اميرة واش عارفة اشنو غاتولي خدمتي و شحال غانشد ؟ *شد خدودها و تبسمت لعيونها* غانعيشك اميرة ماغادي يخصك والو ، غانهنيك من هاد المشاكل كاملة و الصعوبات ديال المشاريع . غاتعيشي في جنبي هانية . ""

نفضت يديه من على وجهها بقوة ، ملامحها لم تكن راضية عيونها دامعة "" كاتبان مخطط لكولشي ، اه ؟ وفرتي الخدمة ، الدار ، السيارة ، الفلوس في الجيب ، باقية خاصاك غير امرأة و الولاد ، حياة متالية ، خديتي كلشي . كيفاش تجرأتي تاخد قرار بحال هذا في بلاصتي واش فاتك جزء انني ماباغياش نولد في هاد السن ؟ انا حتى الزواج كنت رافضاه في الاول و دابا كاتقول ليا الولاد ؟ واخا لنفترض قبلت بهاد المهزلة ، و ولدت و في الاخير تولد ولد ، اشنو غادير ؟ غاتعاود تحملني حتى نجيبو البنت ؟ فاتك هادي في التخطيط المتالي ديالك ، ياك ؟ *سكتت للحظة خدات نفس* مامتيقاش باللي انت ا اسلام من دون الناس اللي كاتقول ليا هادشي . انت اكتر واحد عارفني شحال مقاتلة باش نصنع ليا بلاصة في هاد الدنيا ، محاربة والديا على هادشي ، باش في الاخر تجي انت و تخليني جزء من مخططك ، نتزوج و نولد و نعيش 'اميرة'؟ صافي غير هادشي ، هادي هي الحياة اللي كاتخيلني فيها ؟ هادي ماشي حياة ا اسلام ، بل غير جزء بسيط منها ، ماباغياش نعيش بفلوسك و مابغاياش نعيش اميرة ، انا ماشي من الاميرات اسي اسلام ، انا محاربة ، كانتقاتل ماكانعيشش في الظلال . ""

كلامها ضرب شيء فيه ، لكنه من ديما عرفها ذات شخصية مستقلة ، ربة بيت ماشي شي حاجة ديال تغريد ..

"" واخا ، عندك الحق "" قال و خدا نفس "" انا غير اقترحت عليك ، انت حرة تاخدي اي قرار و انا معاك ، غاندعمك فيه . و لكن .. بعدما نولدو ، غاتصبري غير عامين ، دغيا طير و ديك الساعة غاتكملي الكارير ديالك في اليوتيب و في اي شيء بغيتي . *شدد اصابعه حول يديها * ، قبلي اتغريد ، عافاك قبلي بهادشي ، ماتخلايش عليا ""

جرت يديها من يديه و صاحت ببكاء "" انت اللي تخليتي عليا منين قبلتي بهادشي ، انت عارف مزيان باللي مستحيل نقبل نعيش هكا ، راك بحال اذا هرستي ليا الجناوح اللي حياتي كلها و انا كانحميهم من واليديا ، راه مايمكنش لك تتصرف معايا بانانية و دير فيا هادشي . انا ماباغياش الولاد ، على الاقل ماشي دابا ، مابغيتش صداعهم و مسؤوليتهم في هاد السن باقي الحال عليا ، و عليك حتى انت . واش غير على قبل منصب مغري بحال هذاك غاتولد و ترون حياتك ؟ في الدنيا كايجيو فرص ذهبية اه ، و لكن في غالب الاحيان حنا اللي كانصنعوهم *شدت خدودو قابلاتو مع وجهها بصرامة * انا و ياك قادرين نصنعو فرصتنا ، خلينا نرجعو لمخططنا ، لحياتنا اللي صنعات اسلام و تغريد ، نعيشو شبابنا و نلعبو و حنا كانصنعو حياة ، مانحرقوش المراحل و نولدو منين يوصل الوقت و نكونو مستعدين و قادين بالمسؤولية . انت مابقيتيش مجبور في هادشي ، تصنت ليا و يالله نخرجو من هنا ""

هاد المرة هو اللي انصل يدها من خديه ، على وجهو ملامح جامدة ، واثقة و هزز رأسه"" هادي هي الحياة اللي بغيت ، هنا لقيت اسلام و هنا شفت مستقبله ، شفتو قوي و قادر ، شفتو شد طريق النجاح ، مابقاش داك الفاشل ، كاينين هنا ناس كايآمنو بيا ، واثقين مني و فيا ، مأمنيني على حياتهم ، السيد ايفارديت لاح بين يديا عقود من الخدمة و الجد و النجاح باش نستمر في نفس الوثيرة هادشي اذا مازدتش بيها القدام اكتر و اكتر . *هزز راسه نفيا * لا اتغريد ، ماغانرجعش لتما ، هادي هي حياتي ، هادي هي الحياة اللي كانت كاتسناني ""

عطاتو بالظهر و مسحت دموعها .. رجعت واجهت عينيه و تبسمت ابتسامة مشوهة مهززة راسها "" واخا ، كلامك واضح . دابا قل ليا ، ها انا رفضت عرضك ، رفضت نكون من هاد المخطط ديالك ، اشنو غادي دير ؟ ""

حدق فيها و شعو عينيه ، سحبها بشكل مفاجئة رماها على الحيط و حبسها بين ذراعيه و صاح "" ماغاديش تفارفي معايا و ماغاديش تخلاي عليا ، انت واعديتيني اتغريد ، الوعد خديتو منك ديك الليلة ماغادياش تخلفيه ، ماغادياش تغدري بيا و تخوي بيا هكا ""

ضربت صدرو بقبضات قوية و صاحت بغضب هي الاخرى "" و اشنو بغيتي ، نسكت لانانيتك ؟ انت باغي حياة انا ماباغياش ، انت كاتسحبني لحياة انا عمرني حلمت نعيشها ، ماحتارمتينيش ، خديتي قرار كايشملنا بزوج بدون ماتحطني في الصورة ، بل حطيتيني امام الامر الواقع ، حتى اختاريتي حياتك عاد جاي كاتعرض عليا دوري كرحم يهز لك بنت ؟ لا اسي ، ماغانسكتش لك ، تحمل مسؤولية فعلك ، كنتي عارف باللي هاد الحياة اللي اختاريتي غاتكلفك علاقتنا ، و مع ذلك اختاريتيها ، داكشي علاش بقيتي كاتهرب مني ، دابا فهمت كولشي ، كان كايسحاب لك غير بمجرد كانبغيك غانخضع ليك و نقبل بهادشي و لكن راك غالط ، ماغانخليكش تبتزني عاطفيا ، راه حياتي اللي حطيتيها في مقابل مستقبلي ""

"" تغريد ، قلت ليك غير عامين و غاتقدري ديري اللي بغيتي ""

"" اه غير عامين و لكن غايولي عندي ولد ، اه سمح ليا بنت ، مسؤولية ، قرار لا رجعة فيه ، كائن حي يرزق ماشي لعبة او شيء ، بنادم ، واش كاتفهمني ؟ انا فاش غاندير الولاد غايخصني نكون قادة بيهم ماشي نعيشهم معظم حياتهم محتاجيني ، او كايتلاوحو بين يدين المربيات . الولاد غايعطلوني غايتقلو عليا غايشغلوني ، انت راجل ماغاتفهمش هادشي حيت في كل الحالات المرأة اللي كاتوحل في الولاد ماشي انتوما "" خدات نفس و حدرات رأسها لقات دموعها كاينزلو بغزارة ، مسحت و مسحت و لكن ماحبسوش ..

استسلمت و رجعت هزتهم فيه "" وصلنا لطريق مسدود "" قالت بنبرة كاترجف ..

سد فمها بكفه "" ماغادياش تتفارقي معايا ، ماغاديش نخليك تفارقي معايا "" تنفس "" وياك تنطقيها ، غانلقاو حل اخر ""

بعدت يدها من على فمو "" اشنو غادير ؟ تشوف شي وحدة تحمل لك بالبنت و نبقاو مرتابطين ؟ ماكاين حتى حل وسط يجمعنا ا اسلام ، انت خديتي طريقك و انا ليا طريق اخر . كان ممكن نعطيك فرصة و نصبر معاك و لكن هاذشي ولا فيه الولاد ، هادشي ولا على حساب حياتي و احلامي .. كيفما انت ماتقدرش تتخلى على احلامك انا بحالك ا اسلام .. ""

"" غير عطيني فرصة مازال ، غانلقى شي حل ، ضروري مايكون شي حل ""

"" صافي سالينا ، حنا سالينا ، انت حر دابا ، كاينين بزاف ديال البنات باغيين غير يتزوجو ، و انت اولد عمي بفلوسك دابا وليتي عريس متالي ، مستحيل ترفضك شي وحدة مهما طلبتي منها ... بالنسبة ليا انا لا ، مانقدرش على هادشي . الله يعاونك ا اسلام ""

بعداتو من طريقها ، خدات ساكها و توجهات نحو الباب ..

ماوقفهاش ، ماتبعهاش ، مادارش لجهتها ..

تغريد ماوفاتش بوعدها ، تغريد خلاته ..

كانت كاتجري

كانت كاتجري ..

الرؤية مضببة بسبب دموعها ، و حاسة بالارض بعيدة على رجليها كلما تحركت بخطوة كاتعتر فيها ..

كلامو مازال داير الصدى في وذنيها ، مامتيقاش ان اسلام فعلا رمى هاد سلسلة من القنابل في وجهها ..

مامتيقاش ان اسلام و تغريد سالاو ..

ماظنتش ليوم واحد ان شيء بحال هذا غاوقع بينهم ..

من المفروض ان حتى حاجة ماتوقف بينهم ، حتى حلجة ماتشتتهم ، حتى حاجة ماتهرس فريقهم ..

علاش وقع هادشي ؟ علاش كان خاصو يوقع ..

ماعاقتش براسها باللي بعدات بزاف من الفيلا حتى كلاكسونات سيارة في جنبها ..

مسحت دمعتها و وقفات ..

فتحات باب السيارة لانها عارفة سائقها "" ماتفتح فمك بحتى كلمة "" ماقدرتش تتحكم في ارتجاف صوتها ..

"" ماكنتش ناوي على اي حال "" قال ايدر بهدوء و رجع حرك السيارة ..

______________

"" وقف هنا "" قالت تغريد لايدر ..

وقف السيارة و شاف فيها بتعبيسة ماموالفاش تكون على وجهو ..

الطريق كاملة ماقالو والو .. حتى قربه و نعتات ليه فين يحطها ، فقط لا غير ..

"" كنتي عارف ؟ ""

"" ماكانش من حقي نقول لك انا ، هادشي علاش اصريت نديك معايا ""

هززات راسها متفهمة و فتحات باب السيارة "" شكرا على التوصيلة ""

"" جاوبي منين نعيط لك غذا ""

ماجاوباتوش ..

فقط سدات باب السيارة و توجهات مكملة طريقها مشيا ..

خدات هاتفها و اتصلت بياسمين و علمتها باللي مابقاتش غاتجي لعندها ..

ياسمين عاقت بان شيئا ما حصل و لكن منين لاحظت انغلاق تغريد ماضغطتش عليها ، تغريد كانت جد متشكرة لذلك ..

دخلات لدارها ، سمعات القليل من توبيخ امها لغيابها الكلي هاد اليومين و لكن تجاهلت ذلك ..

دوشات ، كلات ، و طلعات لغرفة اسلام ، سدات عليها بالساروت و تكورت في الظلام ..

ماداهاش النعاس رغم العياء الجسدي و الذهني ..

جبرات نفسها تبقى في الظلام ، يقدر احساس الخوف ينسيها في الثقل اللي في قلبها ..

يشغلها من صوت اسلام اللي كايتردد بلا رحمة في عقلها ..

_________________

دخل ايفارديت لغرفة اسلام ..

لقاه دمر و رون كولشي .. و هو مرمي في الارضي وسط العاصفة اللي صنعها بيديه ..

جالس مسرح رجل و طاوي الاخرى .. بيدو ممددة فوقها و رأسه منحني ..

كان كمن فقد الحياة و طاحت من بين كتافو و تهرست ..

"" وصلها الذيب "" قال الحارس و اخد مكان بجانب المكتب و تسند عليه ، وجه انظاره لاسلام ..

دار فيه خير منين علمو بهادشي ، من بين تفكيره في كل ماوقع ، سلامتها كانت شاغلة بالو ..

"" الامور على ما بان ليا مامشاتش على خير .. اشنو كان موقفها ؟ ""

هز اسلام رأسه ، عينيه كايحدقو مباشرة في الفراغ امامه "" كيف المتوقع ، كنت عارف هادشي اللي غايوقع "" تجمعو ملامحو بطريقة شديدة صخرية ، كان كايقاوم دموعه "" ماوفاتش بوعدها ، في الاخير كان في الدنيا سبب يخليها تتخلى عليا ""

"" ماتزربش ، عطيها وقت ، ماكانش عليكم تدفعو الامور لهاد الحد .. ""

"" انا كانستاهل "" ناض وقف مسح وجهو بكفيه الإثنين و بدا يجمع في الروينة اللي صنعاتها يديه "" انا كانستحق هادشي ، انا من ديما كنت راد البال من اناتيتها و لكن مارديتش البال من انانيتي انا . كنت باغي كلشي في دقة وحدة ، تغريد و الخدمة ، لو غير الامر وقف هنا .. انا راه طلبت منها توقف حياتها و تأجل احلامها و تغير مخططها كاع باش تولد ليا ، من المفروض انني صديقها ، المفروض انني اقرب واحد ليها ، اللي يحميها و يسعدها ، ماشي نتجاهلها اسبوع و منين نرجع نشوفها نرمي في وجهها هادشي لا و نتسنى منها تقبل من الفوق "" تهاوى على طرف السرير بمرفقيه على ركابيه "" انا كنت اناني ، اختاريت نفسي قبل منها ، تخليت على احلامنا بزوج و صنعت احلامي بوحدي و طمعت نملك كلشي ، على حسب حياتها هي . ""

"" ماتقساش على نفسك ، انت عارف مزيان الامر ماشي هكا . لو كان قرارك خايب ماكانتش غاتساندك فيه من الاول . بالنسبة لاحلامكم راه ديما كاينين احلام يجمعوكم ، ماشي غير في مجال العمل . هي دابا محتاجة غير تفكر بخصوص الزواج و والولادة .. انا كانظن انها محتاجة غير وقت ، تهضم الفكرة و تفكر في الموضوع من منظورها الخاص .. ""

هزز اسلام راسه نافي بعيون باردة و ملامح جامدة "" كانت كاتشوف فيا بعيون خائبة ، و غاضبة . ماعمرها شافت هكاك من قبل .. بحال اذا كاتشوف في شخص اخر .. غريب .. و قدامي وهي كاتشوف في عينيا ، خدات قرار تتخلى عليا ، و كانت كاتبان واثقة ، هي ودعاتني . و تغريد اذا ودعت شي احد من حياتها .... ماكاترجعوش ""

ماكاترجعوش ""

اليوم الموالي ..

ذراعين صغار كانو محيطين بخصرها بشدة ، و تبسمت مازالة مغمضة عينيها ..

ضماتو ليها بقوة و قبلت شعرو الناعم ..

كاتشم في ريحته الطفولية اللطيفة بشكل قوي هاد المرة و ياللغرابة ، و كاتسمع بوضوح صوت التنفس ديالو السريع بالمقارنة بديالها ..

و ماتجرأتش تحل عينيها ، خافت هادشي مايكون غير حلم او وهم و تلقى نفسها مازال في داك الظلام ..

ضماتو ليها اكتر و اكتر حتى بدات تسمع خطوات تقيلة قريبة ، بعدها اقتحمت نيوفها ريحة رجولية كاتعرفها مزيان لانها هي من اهدتها له ..

رغم انها مازال مغمضة عينيها ، الا ان القشعريرة في جيدها اعلمتها ان عينيه عليها ، كايحدقو فيها بشكل قوي ..

كان واقف مباشرة في جنبها ..

صوت غريب كحفيف ثوب يمكن اعلمها انه انحنى عليها ..

قطرة ماء نزلت على وجهها و ارتعشت قليلا مفاجئة ..

الان قادرة تشم ربحة صابونه المفضل ، عطره اللي كاتبغيه و شيء اخر .. كريم الحلاقة ممكن ؟

و فجأة ارتعش جسدها كله منين احست بشفتيه الناعمتين على خدها ، كايطبع قبلة طويلة عميقة شغوفة عليه ثم قبلة اخرى على الجبين ..

هنا تيقنات ، انها ماشي في حلم ..

احست بعدها بثقل جسده عليها و سمعت صوت قبلة ، ماكانتش على جسدها هي ، بل صغيرهم ..

و حست بالهواء رجع لمحيطها و داهمها احساس بالفراغ ..

بغاتو يبقى قريب ..

فتحات عيونها ..

ظنت انها غاتلقى الغرفة مضاءة لكنها كانت مظلمة ..
كان ضوء النهار متسلل بتمرد من بين فتحات النافذة الخارجية ..

قبلت نعومة شعر ابنها النائم مرة اخرى و دورات عينيها بمحيط الغرفة ..

حتى حاحة ماتبدلت لكنها حتما توحشت عشهم ..

لاحظت ان رؤيتها مبدلة .. بحال اذا دايرة شي نظارات عالية الجودة ، و ذنيها كايلتاقطو اصوات حتى انها ماعارفاش حتى مصدرهم ..

مسحت وجهها بكفها ، كاتحس بالعياء و الغرابة ..

زوجها زين العابدين كان ملوي نصفه في فوطة بشعرو كايقطر مازال بالماء و كايقلب بتركيز بين حوايجه ..

تبسمت كاتحمد الله انها قدرت ترحع تشوف عائلتها حواليها ..

استوت ابنها في الفراش و ناضت لعند زوجها ..

تخشات من تحت ذراعه و مدات يدها لايطاج تاني و جبدات قطع الملابس اللي كان كايقلب عليهم ..

دارت عندو و حطاتهم في يدو و تفوهت ..

منين حلات عينيها فيه مزيان لقاتو كايتبسم ، ابتسامة واسعة جد جد فرحة ..

"" و اللهما نقدر نعيش بلا بيك ، لا انا لا هذاك اللي واخد بلاصتي في فراشنا ""

ضحكت الاء و حطات يدها حوالي خديه ، احست بنعومتهم بعد الحلاقة و اغروها تطبع عليهم قبلتين ..

منين دارتها شافت في عينيه مبتسمة و هزت رأسها "" عارفة ""

"" داكشي علاش كل مرة كاتلوحي راسك في المصايب و تخلينا غانموتو وراك ؟ ""

"" و غلاوتكم عندي مابقيت نعاودها ""

تبسم ابتسامة حنونة محبة و خداها بين يديه و عنقها ..

بادلاتو هي الاخرى مغمضة عينيها كاتحس بنبضه و كاتدفي روحها بدفء جسده ..

مرر كفه على نعومة شعرها المفرود و تمتم في وذنها "" للمرة المليون .. حمد الله على سلامتك احبيبة قلبي ""

"" ماامااا "" صوت الصغير قاطعهم و دورو ريوسهم له بزوجهم ..

كان كايحك عينيه مازال تحت تأثير النعاس ..

قبلت خده و عنقاتو و تكات جنبه ..

"" صباح الخير حبيب الماما ""

ابنها ماجاوبش فقط تعلق بجسدها و رجع غمض عينيه ..

تكا جنبهم زين بعدما لبس سروالو و دوز يده على شعر ابنه "" يالله الكسول فيق شوف ماماك هاهي حداك ""

عنقاته الاء مبتسمة "" توحشتيني ؟ ""

"" اممم ، ماتبقايش تسافري و تخليني ""

"" مابقيتش نعاود احبيبة ""

"" لا ، هاد المرة غانسافرو ب3 ، فين بغيتو نديكم تخيمو ؟ ""

دارت عندو الاء بعيون واسعة "" بالصح ؟ ""

"" راه واعدتكم و لا لا ؟ ""

ضحكت الاء "" اوى خليني نفكر مزيااان عاد نقولك فين نمشيو ..""

قبل خدها و جر ابنهم و حطو على صدره هو و جرها هي الاخرى و ضمهم ليه بزوج ..

"" يالله الكسلاء ديالي ، غاتنوضو تغسلو و تلبسو باش نخرجو ، زياد و زيد و البقية قالك نخرجو مجموعين نتغداو حدى البحر .. ""

و في لمحة عين ، طار الكسل و ناضو بزوج كايجريو و وراهم زين كايضحك ..

___________

رؤية عائلتها مجموعة عليها ، من جديد ، رجعات الامان و الراحة و السلام لروحها ..

كاتبغي عائلتها لابعد الحدود ..

كانو في مطعم مفتوح على وسع البحر ..

بزاف ديال الناس مروجين المكان هنا و خالقين فيه الحياة ..

وسط جلستهم ، كانو كايسترخاو بعد الوليمة ديالهم ..

الاء اخدت لحظة تسترخى وسط كلامهم و ضحكهم ..

عرفت ان السيد احمد غادر باكرا بعد فياقها متأخرة ..

الشيء الاخر اللي لاحظت و بدات تقلق بسببه ، هو التغيير اللي كاتحس بيه واقع في جسدها ..

زين كان كل مرة كايشوف فيها شوفة غريبة ، بحال اذا كايتسنى منها تقول شي حاجة او دير شي حاجة ..

لكن في نفس الوقت كان مسترخي ، كان مرتاح لشوفته في جنبو ..

قاطعهم اتصال ..

في هاتف زين و من الطريقة باش عبس و تصخرت ملامحه عرفات شكون ..

"" جاوبو ازين راه عاوننا ""

"" غانتحاسب معاك على داكشي اللي درتي وراء ظهري من بعد ""

و جاوب "" اشنو ؟ ""

"" عيطت باش نسول في المدام ديالك ""

"" راها بيخير "" كان جوابو آلي ..

"" واش ماكاينش شي حاجة في حالتها ، ماتبدل والو عليها ؟ ""

دار زين و شمل شكل زوجته في كامل رؤيته و تفحصها ..

"" مالك ازين ؟ "" سولت مستغربة ثم اخدت الهاتف من يده "" الو سيد ايفارديت ""

"" الو الاء لاباس عليك ""

"" حمد الله شكرا على اهتمامك ""

"" عفوا ، كنت كانسول راحلك واش طرى عليك شي تغيير ؟ واش زعما كاتحسي براسك مختلفة ""

هزت عينيها في الكل و اللي فجأة كلهم سكتو كايتصنتو ليها باهتمام ..

"" اه "" جاوبت "" كانحس براسي في شكل ، بحال اذا صوت العالم زاد اعلى ، عينيا ، وليت كانشوف بطريقة .. مختلفة .. احسن .. و ليت كانحس .. ماعرفتش كانحس بالغرابة . واش هادشي ليه علاقة بما قاله ليا السيد الحارس الاعظم ""

"" اه "" تنهد "" دم الحارس الاعظم كايصنع بعد المرات المعجزات و شافاك كحارسة ، شافاك من الكمون ا الاء ""

"" كيفاش ؟ ""

لاحظت ان زين تشنج في جلسته ..

"" انت مابقيتيش حارسة كامنة ا الاء ، انت دابا قادرة تحاربي و تمارسي طبيعتك في العلاج و ما إلى ذلك كحارسة ، هادشي ماغايكون عندو حتى تأثير على حياتك او زواجك ، غايكون عندك حتى الحق انني ندربك تمارسي القوى ديالك و تصنعي الادوية بدمك ، فقط اذا كنتي مهتمة ""

"" ماعرفتش ، خلي هادشي من بعد حتى نفكر""

"" اللي يريحك ، اذا احتاجيتيني انا ديما موجود ، بسلامة "" وقطع ..

قطعات و مدات لزوجها هاتفه "" اش قالك داك الابيض ؟ ""

"" انا .. انا مابقيتش حارسة كامنة ""

"" اشنو ؟ "" هاد المرة تكلم الكل ..

"" كيفاش هادشي ؟ "" كان زيد ..

"" دم الحارس الاعظم شفاني من الكمون ، انا دابا حارسة حقيقية . قادرة نخلق الدواء من دمي لباقي الكائنات الاخرى، ماشي غير للسحرة البشر .. ""

"" واش هادشي مزيان او خايب ؟ "" كان خوها زياد ..

"" الحارس بين ليا انه شيء عادي و ماليهش تأثير في حياتي ""

و عاد لاحظت استرخاء زوجها ..

شدات يدو و شافت فيه بعيون محبة ، ضمها هو الاخر و قبل جبينها ..

كايتنهد براحة ..

"" السلام "" قالت تغريد و جلست في الطاولة اللي كانت كاتضم ياسمين و باقي الدراري

"" السلام "" قالت تغريد و جلست في الطاولة اللي كانت كاتضم ياسمين و باقي الدراري ..

كانو كايتغداو ..

فور ماشافو حالتها ، كلهم سكتو ..

قلبات تغريد عينيها و لمقت من طبق ياسمين اللي جنبها "" غاناخد بحالك ""

و مد ريان يديه كايشير للسرباي ..

"" تغريد ، u look like shit "" كان سعد اللي كايشوف في وجهها التعب مستغرب ..

"" ا yeah , thanks "" اجابت ساخرة و اعطت للسرباي طلبيتها ...

"" مالك كاتباني هكا واش بايتة كاتحاربي ؟ "" قالت ياسمين بعدا انتهت تعريد من تقديم طلبها ..

استرخت تغريد في مقعدها و سرحات بعيونها بين العموم و قالت بصوت بارد خالي من المشاعر "" تفارقت معاه ""

"" اشنو ؟ "" صاحو الكل وكانهم سمعو اكبر خبر مستحيل يوقع في حياتهم ..

"" انتوما زوج تتفارقو ، لا مايمكنش اشنو وقع بيناتكم "" كانت ياسمين ، بقية الدراري غير كايتصنتو ..

"" هو باغي طريق ، انا باغية طريق ، مايمكنش لينا نتفاهمو في هادشي و تفارقنا . هادشي كايوقع لاكتر الناس المقربين ، عادي ماكاين لاش ديرو ليا هاد الوجوه . عادي نصبح بدارك سيركلز و عينيا منفوخين ، انا عيانة و مانعستش الليلة كاملة اللي قبل بكترة التفكير . عادي يوماين و غانسى هادشي ، يعني سدو عليا هاد الموضوع مابغيتش نهضر فيه هاد الساعة ""

"" تغريد ، حنا صحابك و بغينا التفاصيل ""

"" صافي خليها على راحتها "" غمز مالك ياسمين و تراجعت هي الاخرى ..

"" سو ، دابا اشنو غايوقع ؟ "" سول ريان ..

"" مانعرف ، فكرت في هادشي في الليل ، مازال ماتأكدت من اللي بغيت بالضبط ""

بعد لحظات ..

جات طلبيتها و بدات تاكل ، خلات البقية كايظردشو في مختلف المواضيع ، في الوقت اللي هي اكتفت بالاكل و طلع و تزل في شاشة هاتفها ..

حتى وقفها صوت غريب كاينادي باسمها ، هزات عينيها ليه و لكن ماتعرفتش على وجه ..

استغربت من الفتاة اللي كانت مرافقة لشاب اخر ، كايشوفو فيها مبتسمين "" كنت مراقباك منين دخلتي و كانقول واش هي او ماشي هي و شجعني خطيبي نجيو و نسولوك مباشرة . ""

هزت تغريد راسها "" انا هي ، واش كانعرفك ؟ ""

ضحكت البنت و لوحت بيدها ""ااه زعما التواضع ، بطبيعة الحال لا ، انا كانعرفك من اليوتيب ، انا و خطيبي من السابسكرايبرز ديالك عجبنا بزاف الفن و الابداع ديالك ، صراحة داكشي وااعر ""

"" بالصح ، ماعمرنا شفنا بحال داكشي يعني حتى في التلفازة ، شابو ليك كاتسحقي الافضل ، نتمناو لك التوفيق و الاستمرارية "" قال الشاب ..

وقفات تغريد بابتسامة و شكراتهم عنقات البنت و سلمات على الشاب باليد و بعدها طلبو منها صورة ، خداها ليهم ريان و بعدها شكروها و غادرو ..

جلست تغريد بدون ماتكون ليها كلمة تقولها بكترة ما استغربت ..

اصدقائها ضحكو عليها "" دابا تصور تكون مشهور ، و واول فانز يطلبو منك تتصور معاهم ، وجهك كايبان بحال هكا "" قال ريان و شير بيدو لوجه تغريد..

ضحكو البقية في الوقت اللي شيرت عليه بقطعة بطاطا مقلية من طبقها ..

التقطها و كلاها كايضحك ..

"" الناس كايتسناوك و مايمكنش لك تنساي الشين ديالك ، خاصك تحطي شي حاجة اخرى في اقرب وقت "" قال مالك ..

"" كانفكر نهرب تاني من الدار ""

ضحكو الدراري و لكن منين ماضحكتش هي كلهم سكتو ..

وجوههم كاتشحب ..

"" لا انت شيطانك مابغاش يتوب "" صاحت ياسمين ..

"" مالكم كاتشوفو فيا هكاك ، مابقى عندي ماندير هنا ، غانتبع الكارير ديالي فينما كانت . كما انني تغرمت بديك الاستقلالية اللي عشت واخا كانت حالتها .. غانعاود التجربة مرة اخرى ""

"" انت حمقة "" قال سعد ..

"" شكرا على الكومبليمنت "" جاوبت و رجعت هزات هاتفها ..

دخلات للايمايلات قرات الجداد و لكن واحد اثار انتبهها ..

بعدما قراتو لقاتو من عند شي مخرج صغير ، استنتجت من كلامو انه باغي يشري من عندها العمل ديالها و يدخل به لشي مسابقة دولية للفيلم القصير خاصة بالمخرجين الصغار ..

خرجو عينيها بصدمة و شهقت ..

اتارت انتباه اصدقائها و شرحت ليهم الخبر ..

و بطبيعة الحال فرحو ليها ..

"" هانتي لمك ، كاتخسر لك من جهة كاتصلح لك من الجهة الاخرى "" قالت ياسمين معنقة تغريد جانبيا و حاطة راسها على كتفها ..

"" بان ليا ، كمطيه في الثمن ، الافكار قيمتها غااالية ابنتي "" قال سعد ..

"" لا .. ماغانبيعش "" قالت بابتسامة واسعة "" انا اللي غادي نشارك بيه في المسابقة ""

"" حتى هذا حل "" قال ريان ..

و مباشرة بداو يخططو معاها و يحلمو معاها ..

ماذا لو نجحت في المسابقة و بداو يجيوها عروض كبار ..

فقط ماذا لو ..

دخل اسلام للفيلا في وقت متأخر من العشية

دخل اسلام للفيلا في وقت متأخر من العشية ..

واجه الذئب و ايفارديت في الجردة جالسين ..

و كانو كايتناقشو ..

قضى اليوم بكامله كاينهك نفسه في العمل رغم انه يوم من الويكاند ..

كان مخطط انه يقضيه مع تغريد ..

و لكن .. بكل وضوح ، ماشي هادشي اللي وقع ..

كان ايفارديت كايشوف فيه بطريقته المعتادة منين كايبغي يقرى التعابير دياله و يستنتج ما بغى بدون مايسأل ..

كايبان بحال اذا شاف من خلال عينيه كل الاحباط و البؤس اللي عاشهم اليوم كامل ..

جل وقته في المكتب ماقدر لايركز و لا يفكر ..

عقله كان معاها ، كايردد كلامها اللي قالت له ..

و بهكاك ناض و رجع في حالو ..

مر لبيتهم ، و لكن ماقدرش ينزل من سيارته و يطلع يشوفها ..

قضى بعض الوقت تما و رجع في حاله ..

و دابا ، ها هو واقف قدام الذئب .. اللي كايطلع و ينزل فيه ببغض و كأن ما وقع يعنيه ..

"" يمكن تفارقنا ، و لكن راه و اللهلا كانت لشي واحد غيري ، اذا ماكانش انا ، ماغايكون حتى كائن على وجه هاد الارض "" صاح اسلام بغضب و تهديد كايحذرو ..

وقف ايدر ببرود و بكسل ، تقدم لعندو ، خطوة بخطوة ، عينيه عليه ، على وجهو ملامح مستهترة لكن جدية ..

"" قلت لك ماتلعبش ، انت بوحدك اللي خلصتي ، لا ، على حسب الحالة اللي وصلتها بيها البارح ، حتى هي خلصات ""

شعو عيون اسلام و بكفيه دفعو بقوة و صاح "" من الاحسن لك تبقى بعيد ، الامر ماكايعنيكش بالمرة ""

"" كايعنيني ، و انت عارف بهادشي "" توقف كايشوف في اسلام كايخنزر فيه و هو كايضم كفيه بغيظ "" كنت حاسس بيك غاتغلط و غادير شي حاجة .. ""

هاج اسلام و حاول يهاجمه و كيف العادة ، وجود الحارس دئما مانع لحدوث ذلك "" انت اللي كاتعمر ليها راسها ، انت اللي كاتشحنها عليا ، الغبية ماعرفتش حتى اشنو معلقها في حيوان بحالك ؟ ""

"" الوقت باش تحبس الهراء ديالك وصل "" و ضرب على معصمه فين كاتكون الساعة الا انه ماكانش واضع وحدة "" لقى شي حل لديك البنت ، ماجاتش من قاع الجحيم باش تصطادم بدري صغير تبع اول لعبة مغرية تركات في رجليه ""

"" هاد الهضرة شحال كاتكون ساهلة منين كاتفيق و كاتلقى ثروة كاتسناك ، هاد اللعبة اللي انت كاتهضر عليها ، هي اللي غاتعيشها جنبي بحال الملكة بلا مادير يدها في الماء ""

ضحك ايدر ساخر و دوز يديه بزوج على شعرو "" رجعنا للهراء تاني ، بلا مادير يدها في الماء ؟ متأكد كاتهضر على المرأة اللي المفروض كبرتو مع بعضكم و انتوما اقرب وحدين مع بعضكم ؟ ""

"" ماتهضرش على علاقتي انا و ياها حيت ماعندك فكرة عليها ، يعني علاش غير ماتدورش و تحسب خطاويك للخلا فين كاتعيش و دي معاك ريحتك النتنة و خلي الحياة هنا تستمر ""

هز ايدر راسه الموقف و كانه كايفكر "" امممم "" و رجعهم لوجه اسلام "" لا ، نفضل نحرش عليك البنت و مانخليش الحياة تستمر .. "" و تمشى من حداه غادي نحو باب الفيلا الداخلي ..

خلا اسلام يحاول يهاجمو مرة اخرى و لكن شدو الحارس ..

"" ماغاديش تخلي استفزاز هاد الحمق يغلبك ، تحكم في اعصابك ، حاول تتهدن ، غاتلقى حل و المرأة ديالك غاترجع لك ""

"" ماعرفتش "" سكت للحظة كايشوف في الحارس بتردد "" بديت كانفكر ، نتزوج بشي وحدة زواج اتفاقي و مؤقت غير تولد و بعدها غانخلصها و تختفي من حياتي ، و ديك الساعة تغريد مامضطراش توقف حياتها حتى لحظة ، و غاترجع ليا و نقدرو كاع مانتزوجوش حتى هي تستعد كليا ""

غوبش الحارس بتفكير عميق في كلام اسلام ..

مالاحظوش الذيب اللي مازال وراء باب المدخل كايتصنت ليهم ..

كانت تغريد جالسة وسط العشاء رفقة عائلتها

كانت تغريد جالسة وسط العشاء رفقة عائلتها ..

ماكانتش بفي مزاج تحط راسها في موقف فين يوجهو ليها انتقاداتهم و لكن عندها خبر باغية تعلنو ليهم ..

هزت عينيها شافت فيهم واحد واحد و قدرات تتخيل رد فعل كل واحد فيهم ..

"" ماما ، بابا ""نبرتها الجدية لفتت انتباههم "" غاندخل في الموضوع نيشان ، انا غانتحول من هاد المدينة ""

"" اويل الشيطان "" كانت امها كاتضرب على فخضها .

بعدما رمات القنبلة غمضات عينيها و بدات تصنت للنوستالجيا ديالهم ..

بعدها فتحت عينيها و لقات باها ساكت ، غير كايشوف فيها ..

و منين ظنت انه ماغايقول والو فتح فمو و قال "" ماعنديش بنات اللي كايعيشو في مدن اخرى بعيدة عليا ""

"" مع احترامي لك ابابا ، ولكن انا واخدة قراري ""

"" هادشي اللي بقى "" تمتم ابن عمها الكبير و هو كاياكل ..

في الوقت اللي امها من جديد كاتنوح من مكانها "" شوفو بنت الحرام ديما موحلاها لينا ""

"" ماما ، بابا انا مابقيتش صغيرة ، انا قادرة براسي و قادرة نحمي راسي ، و عارفة حدودي حتى بلا ماتقولوهم ليا ، فمكاين حتى سبب وحيد يخليكم تمنعوني ، انا مستقلة ماديا منكم قادرة نصرف على راسي ، انا تخنقت في هاد المدينة ، بغيت نبدا فشي بلاصة بعيدة على هنا ، و ماغاديش نخليكم تحبسوني "" و ناضت غادرت الغرفة ..

نزلات نيشان خرجات من الدار ، و قبل ماتتحرك من امام الباب استقبلت اتصال من ايدر ..

"" اشنو بغيتي حتى انت ؟ ""

"" في البلاصة فين حطيتك البارح ، تحركي "" و قطع ..

رجعت الهاتف لجيبها و هي قالبة عينيها ..

بعدما تمشات قليلا ، شافت سيارته و توجهت ليها ..

فتحت الباب و طلعت للسيارة "" اشنو بغيتي ؟ ""

"" شفتك صحيتي ؟ ""

عوجت ملامحها ساخرة "" علاش بنت لك مريضة ؟ راني غير تفارقت مع صاحبي .. ""

"" ماضاركش راسك تعرفي اخبار حالته وراك ؟ ""

عقدت يديها امامها و شافت مباشرة قدامها ..

كاتقاوم ، كاتقاوم بشدة لانها عرفاتو اش كايدير ..

كايضرب في العرق النابض ..

"" كايبان بحال شي فروج فيه التونية نبذاتو دجاجته . حتى انني شفت عينيه منفوخين واخا خباهم تحت النظاظر كحلين ، واقلة شي واحد قضى الليلة كايبكي كيف الوليد الصغير ""

خنزرات فيه من الجنب و قالت بطريقة ساخرة غير مستحملة استفزازه هاد الساعة "" ماتهضرش عليه هكا ""

"" كاضربك عليه النفس و مفارقة معاه ؟ ""

"" اه ، و من بعد ؟ ""

"" عرفتي كون طحتي فيا انا ، و تنطقي قدام وجهي باغية تتفارقي معايا ندفن مك نجليك من الدنيا ""

"" كاتقولها فخوور ، اوى باز لهاد المسخوطة اللي غاطيح في قبضتك . لاحظ اسي caveman باللي حنا في المستقبل ديال الوقت اللي جيتي منو . اذا مابغيتيش المرأة ديالك تتفارق معاك ، ساهلة احتارمها و عاملها مزيان . ماشي تطلب منها بكل انانية توقف حياتها باش تولد لك بنت تزوجها للبوص ديالك ، و تصنع مخطط كامل وراء ظهرها بدون احترام و بكل وقاحة تطلب منها تكون جزء منه بلا ماتعارض ""

سكتت و مرر ايدر عينيه يمينا و يسارا في وضع غريب و قال "" اممم ، انا مشوش قليلا اتغريد ، مافهمتش واش كاتهضري معابا انا ايدر او رجعتي للماضي عند اسلام ؟ ""

"" لاش جايني اش باغي عندي ؟ ""

"" رقم حسابك البنكي نسيفط ليك الفلوس ، شفتي كمية السعادة اللي هازة هاد الجملة ، قادرة تخلي خدود مؤخرتك تصفق في بعضها ""

ضحكت رغما عنها و قالت "" ماشي فاش كاتكون اصلا سلفتي دوك الفلوس غير راجعين لك و صافي ، كما انه ماشي شي مبلغ كبير .""

قالت كلامها و اعطته رقمها ..

"" واش هو بيخير ؟ ""

"" سيري عندو سوليه ""

"" اصلا ماكايهمنيش ، يضبر لراسو ، صفحته طويتها ، انا غانرحل لمدينة اخرى ، تما غانبدا حياتي من جديد ، كاينة واحد المسابقة للافلام القصيرة غانشارك فيها ، و الكارير ديالي كيوتيوبر حتى هو كاين . نجمع الفلوس و نخلق مشروعي الخاص ، شفتي حياتي فيها بزاف ديال الامور خاصني نركز فيها و نتشغل فيها . هو خلي ليه خدمته و داك البوص الاحباء الجداد دياله .. ""

"" واش متأكدة هادشي نيت اللي بغيتي ، الانسان الحكيم ماكاياخدش قراراته و هو معصب ""

"" بل الانسان الحكيم ماكايخدش قرارات على حساب غيره ""

"" اذا قررتي تستسلمي من جيهته و صافي ؟ ""

سكتات كاتخمم و لكن ضربها شيء ، ضورات عينيها لجهته بشوفة مستغربة و قالت "" اشنو كادير انت دابا ؟ ""

دور عينيه بطريقة ساخرة و هزز كتافه "" كانحرشك عليه ""

"" بل العكس ، كاتخليني نلين تاني و انا ماغانلينش له . غريب انتوما الرجال تقضيو حياتكم اعداء و لكن في بحال هاد المواقف ، كاتسيفو ""

"" كانحرشك عليه "" قالها بطريقة ساخرة و لكن كانه كايأكد عليها ..

شافت فيه كيف شي احمق و قالت و هي كاتفتح باب السيارة "" بسلامة weirdo ""

شافت فيه كيف شي احمق و قالت و هي كاتفتح باب السيارة "" بسلامة weirdo ""

خلال مرور شهر ..

وقع الكتير حولهم ..

باشر اسلام بالبحت عن العروس "المزيفة" في نفس الوقت اللي كان قاضي جل وقته و بدون عطلة منغمس في الخدمة ..

كايحاول يشتت نفسه من التفكير فيها و يمنع نفسه بقوة من انه يمشي لعندها ..

و نجح في ذلك ، لكن مانجحش يخرج نفسه من الاكتئاب و الاحباط اللي بداو يلويو احبالهم عليه ..

ايفارديت كان جنبه كايسانده في كل الجوانب بالإضافة للوسيط السابق ..

زوجي الاء و زين العابدين سافرو ، و خيمو في منطقة سياحية كايقضيو اوقات صيفية سعيدة مع بعضهم ..

زياد و زيد و زوجاتهم هما الاخرين سافرو لاماكن مختلفة كذلك ..

و تغريد نجحت في الانتقال لمدينة اخرى ، كانت بعيدة على مدينتها الام ، و كرات غرفة في دار مع نساء اخريات ..

يوم انتقالها ، والديها ماشافوش نحيتها لانهم ماوافقوش على قرارها ، خواتاتها حاولو يردعوها و لكن ماقدروش ..

و المفاجئة كان خوها اللي جا معاها حتى لقات المسكن المناسب و سول على المنطقة واش آمنة و تأكد من جميع النواحي حول سلامتها ..

و مع ذلك ماغادرش بسهولة .. كان ظاهر عليه القلق من جيهتها ، و اكد عليها تتاصل به مرتين يوميا و يكون دائما على علم بتحركاتها ..

تغريد لم تمانع بل احست بالامان و الراحة لاهتمام خوها ..

رغم ان الغرفة ماجميلاش الا انها لقات فيها الراحة ، يمكن حيت شي حاجة خاصة بيها ، شي حاجة اللي كاتبين انها مستقلة و تحت رحمة نفسها ..

الانتقال خلاها تمتلء بروح ايجابية من جديد و كاتحاول ما امكن تبعد تفكيرها حول اسلام لانه كلما فعلت ذلك كاترجع تطيح ..

ماعيطش ليها و ماعيطتش ليه هي الاخرى ، بل شاكا حتى واش في خباره رحلات ..

اكدت على اصدقائها مايحلوش فامهم .. بغات تخليه برى حياتها .. على الاقل هاد الساعة و بغات فعلا تركز في ما تخوض فيه الان و غير تصنع حياة و تستقر فيها ..

و هكا ايامها كايمرو بكاء بالليل و مزاج ايجابي في الصباح ..

لازالت على تواصل دائم مع اصدقائها ال4 و حتى ايدر ..

و مازال كاتخاف بالليل و لكن رغم خوف من اي شيء ، ماكاتمنعش نفسها تواجه ..

كادير لايفات في السوشل ميديا و عدد الناس اللي كايتعرفو عليها في الشارع غاديين و كايكترو ..

عروض شركات صغار لمختلف المنتوجات ليها باش تدير اشهار ليهم في قناتها بداو كايبانو ..

اذا البيزنيس حتى هو تزاد لرصيد اعمالها ..

صورات فلوغ ، هاد المرة مشات استكشفت فيه المدينة و جربت اشياء جديدة فيه و خلات بزاف ديال الناس يتكلمو معاها امام الكاميرا ، رجال ،نساء ،كبار ،صغار و شيوخ ..

ارغمت نفسها تسترجع اجتماعيتها و قدرتها على الاختلاط و لكن هاد المرة بالحذر موجود ..

مازال ماحطاته في اليوتيب لانها مازال كاتعدله ، كان معاها حاسوب اسلام القديم اللي خلاه ليها ..

لحسن حظها البيت اللي هي فيه مدخلين فيه الويفي ، الزوجين اللي كاريين ليهم كانو فعلا مفكرين في راحة الكرايين ديالهم .. بحيت انهم محافظين على نقاومة المكان و الفراش ، الكوزينة بها تلاجة و فرن و كل الوسائل المرغوبة ، دوش و حمام نظيفين و مرتبين .. حتى انه هناك صالة بالتلفاز .. و كانت ساكنة مع 3 بنات اخريات .. كل وحدة و انشغالها في المدينة ، زوج منهم كانو خواتات و جاو غير عطلة ..

لقى خوها المكان من خلال موقعهم في الانترنيت ، كان غريب انهم ماكايكريو غير للنساء و لكن فهمو منهم من بعد انهم كايرتاحو للزبونات النساء حيت ماكايلقاوش معاهم بزاف المشاكل ..

مشروع بسيط كايستاهلو كل سنتيم يدفع ليهم ..

في بعض الايام ، كانت مشات للمعهد فين كاين المكتب اللي مخصص للمتبارين و تساؤلاتهم ..

و ديما كاتلقى المكتب مقفول ، بعدما سولت عرفت انه كايتحل فقط صباحين في الاسبوع ..

الآن كانت هي في الحافلة متوجهة للمكان بعدما فاقت الصباح بكري ..

كان الهاتف في يدها و اصبعها كايتمرجح بين تضغط على الرقم او لا ..

كل يوم كانت كادير هكا ، بدون ماتقدر دير فعليا ..

اذا هو ماعيطش ، علاش هي غاتعيط ..

في الحقيقة جاو الاوقات اللي ندمت حيت قطعت صلتها بيه من الاول ، يمكن هما تفارقو و لكن بيناتهم صداقة اعمق من مجرد علاقة غرامية ..

بل جاو اوقات اخرى اللي ندمت من الاول انها تقبل بعلاقة معاه ، العلاقة بين افضل و اقرب الاصدقاء من ديما كانت خطيرة ..

لانه بمجرد ماكاتنتهي العلاقة كاتدي معاها حتى الصداقة ..

اوقات الانتقال كانت جد عصيبة و كاتلعب على الاعصاب ، تمنت لو اسلام الصديق كان جنبها ..

لكن الامور مابقاتش ساهلة هكا ..

جمعت هاتفها في جيبها و سرحات عبر النافذة ..

خليه في مواجهة حياته الجديدة ، كان واضح انها اهم بالنسبة له ..

و ماكاتلوموش ، بالنسبة ليها هي ، حتى هي تنجح و تحقق اهدافها اهم ليها ..

وقف الطوبيس في المكان فين غاتنزل و ناضت ..

تمشات قليلا و ووقفت امام المعهد ..

تنهدت و دخلت ..

بعد مرور بعض من الوقت خرجات من المعهد ..

دخلات كلها امل برأس مرفوع و وقفة مستقيمة ، داخلة و عارفة اشنو باغية ..

و خرجات بكتاف طايحة ، امل مدسوس عليه و الاحباط كايدور حول رأسها كيف شي طير جارح و مابقاتش عارفة اشنو باغية ..

جرت رجليها تمشات لمدة طويلة تحت الشمس و جلسات في مكان مظلل ..

كانت في طريقها اخدت قرعة ماء و شربتها ..

بعدها خدات هاتفها و سيفطت ميساج للجروب فين مجموعة مع الدراري و ياسمين ..

《 تصورو تسافرو و تبدلو المدينة كاملة على مسابقة ماشي ديالك 》

و حطت الهاتف ديالها جنبها ، ربعت رجليها و مسحت دموع الاحباط ..

تواني و بداو الميساج كايرجعو ليها ..

《 اشنو وقع ؟ واش مشيتي للمكتب ؟ 》 كان ريان ..

《نااري اتغريد ماتقوليش ليا رفضوك 》كانت ياسمين و اللي بدون ماتشوفها قادرة تتخيل الملامح ديال قريبة-بزاف-تبكي على وجهها ..

《ماعليش تقدر تكون الفرزيات شوية و لكن كوني مصرة و قربليها عليهم تما 》كان مالك ..

و هنا كتبات بدون ماتقرى الميساجات اللي جاو من بعد 《 ماعندي حتى فرصة . حتى في الفن و الإبداع كايطلبو شهادات المعاهد العليا ، قالك مسابقة خاصة بالمخرجين الصغار اللي يالله تخرجو ماشي الهاويين بحالي . سولاتني واش على الاقل انا مازال كانقرى ، فاش قلت ليها لا خرجت من الباك ، ما بقاتش شافت فيا مازال .. 》

《تفو على زهر 》كان سعد ..

《كان عليك تعيطي و تعرفي شروط المسابقة قبل ماتسافري لتما 》كان ريان ..

《اشنو غاديري دابا ، واش غاترجعي ؟ 》كانت ياسمين ..

و جاوبتهم 《 ماغانرجعش ، انتوما عارفين باللي الانتقال ديالي ماكانش بسبب المسابقة و صافي . انا بغيت نبدا حياة جديدة في مكان جديد و صافي 》

《تغريد ، بصراحة ، بانت ليا البلاصة ديالك ماشي تما ، هنا في مدينتك ، كنت باغية نقولها لك من قبل و لكن مابغيتش نطفي الحماس ديالك ، خليت لك حرية تجربي و انت تحكمي . دابا غانقول لك غير رأيي في هادشي و انت اعلم و ادرى بمصلحتك . انت مابيكش تبني حياتك من جديد ، انت بيك غير تنتاقمي من اسلام ، راه كان ممكن تبقاي هنا و تتحولي لدار اخرى او اللي كان ، مدينتنا اكبر من هاديك اللي مشيتي ليها ، فرصك هنا اكبر . انتوما تسرعتو ، ماعرفتش التفاصيل كاملة اللي وقعات بينكم و لكن اي مشكل له حل ، و انتوما راه ماشي شي كوبل اللي يالله تلاقاو ، راه كبرتو حدا بعضياتكم ، واش مازال ماندمتوش ؟ 》كانت ياسمين ..

《بصراحة حتى انا كاتنتسنى النهار اللي غاتقولو باللي رجعتو لبعضياتكم حيت ماكنتوش كاتبانو كاتلعبو 》كان مالك ..

《زيدوني عليكم ، مامتيقش هادشي 》كان سعد ..

هزت راسها و تفكرت يوم فراقهم و اللي مافرقش ذاكرتها منين جات ، هي الاخرى مامتيقاش ان اللي بينهم سالا .

و اخفضت راسها كاتكتب الميساج ديالها 《ماندمتش ، و ماجيتش هنا باش ننتاقم منو ، راه انا انسان و فعلا و جديا عندي اهداف مهمة بالنسبة ليا . انتوما غير كاتهضرو ماعارفينش اشنو وقع 》

《من الاحسن اتغريد ، رجعي فكري ، و حددي اولوياتك الحقيقية ، راكم بزوجكم تقدرو تصنعو حياة و تركزو في اهدافكم الخاصة مهما كانت مختلفة و تلقاو شي نقطة في حياتكم بزوج اللي غاتجمعكم بزوجكم .》كانت ياسمين من جديد ..

《خليوني من هادشي دابا ، انا غانتحرك نهضرو من بعد 》

بعدما سدت هاتفها .. ماتحركتش ..

بل كانت باغية فرصة تفكر ..

اشنو اذا كانت ياسمين عندها الحق ، و ان هادشي اللي جات تطاردو هنا ، ماشي ديالها ..

و اشنو اذا كان بعدها انتقاما له ..

كاتحس بخيبة امل لعدم تواصله معاها او مطاردته ليها ، على الاقل فقط يحاول يصلح الغلط دياله ..

ماعرفتش اشنو واقع عنده ، ماعرفتش اشنو كايدير ، ماعندهاش فكرة كيفاش مايدوز نهاره ..

و غاتكذب لو انها قالت غير مهتمة ..

طلع اسلام من الباب الخلفي المؤدي لشاطئ البحر

طلع اسلام من الباب الخلفي المؤدي لشاطئ البحر ..

مازال شعرو و الشورط اللي لابس كايقطرو بماء البحر ، عاري الصدر و محيط حول كتافو منشفة كبيرة ..

لقى الوسيط السابق و الحارس في الفيلا ، كايناقشو بعض المواضيع المتعلقة بالاشغال ..

كيف ديما ..

"" جيتو ؟ "" قال اسلام كايمرر عينيه بين الاثنين ..

كانو يالله رجعو من المكتب ، الحارس كان كايختار ايام عشوائية و كايمشي للشركة كايطل على الاحوال بنفسه او اذا كانت بعض الامور الطارئة اللي تسترعي تدخله هو ..

و بدون مايتصادف مع الموظفين دياله ..

"" صافي يمكن لك تنصارف ماغانحتاجكش مازال اليوم.. "" قال الحارس للوسيط ..

"" ايمتى يجي النهار اللي نتهنى من هاد الخدمة ، راه بغيت نسافر و نتلاقى مع شي زوينة نقضي معاها اخر ايامي غانبقى مقابلكم بزوج ؟ ""

ضحك اسلام ضحكة ماوصلتش لعينيه و قال "" داير جهدي .. ""

"" انا بان ليا راك واجد ، تبدا تتولى الامور منك لراسك ، حتى هادي طريقة للتعلم ، حتى تنها الاقوى كاع .."" قال وسيط كايمرر عينيه بين اسلام و والحارس ..

"" هذا رأيي انا الآخر ، خاصو يبدا يعتمد على نفسه ، هو الان عارف الاساسيات "" قال الحارس بجدية لاسلام ..

"" مابغيتش نغلط "" قال اسلام بنبرة غير واثقة ..

"" غادي تغلط ، ضروري تغلط ا اسلام ، و لكنك غادي تتعلم ، هكا غاتولي اقوى .. و من اغلاطك غاتتعلم تاخد قرارات احسن في المستقبل ""

هزز اسلام راسه و غادر ..

بعد غيابه .. بادلو الحارس و الوسيط السابق النظرات ..

و تكلم الوسيط قبل ""حسيت باسلام استرخى منين رحل الذيب في حاله ""

هزز الحارس رأسه متنهد بانزعاج "" و لكن راه مابيهش غير ايدر .. ""

"" البنت ""

"" عرفت من ايدر انها سافرت من المدينة ""

"" كيفاش ؟ الوسيط عارف ؟ ""

"" لا ، مابغيتش ندخل في حياتهم و في قراراتهم . يمكن بغاو غير وقت يبعدو على بعضهم باش يفهمو نيت انه ماليهم غير بعضهم و ان مشكلهم بسيط قادر يتحل تذا هما بغاو . المشكل ان اسلام في هاد الوقت كاياخد قرارات بسبب تشوش تفكيره ، واخد مسؤوليته كوسيط بجدية خطيرة لدرجة خايفه يحكم على نفسه بالتعاسة بسبب هادشي ، خايفو يدير شي حاجة يندم عليها من بعد .. ""

"" عندك الحق اسيدي ، قرار يلقى وحدة يتزوجها زواج مؤقت ماداخلاش لراسي حتى انا ، ممكن يلقى منها مشاكل ، ماشي غير هو حتى انت اسيدي .. ""

"" بغيت نتصرف ، و لكن ماعرفتش .. ماعرفتش واش من حقي ، لانني كانشوف انني ليا يد في هادشي .. ""

"" كانتفهم وجهة نظرك اسيدي ، و لكن كل ماواقع في حياة الوسيط هو قراره هو بوحده ، و هو عارف هادشي .. ""

ماعلقش مازال الحارس .. بل سرح في السماء كايفكر ..

شحال الحياة غريبة ، واحد يأس باش يلقى امراة حياته اللي اصلا غير موجودة في العالم ، في الوقت اللي اخر ، عنده امراة ، كاتبغيه و موجودة قدام عينيه ، كلها كاتنبض بالحياة و ماقادرش يخليها جنبه ..

تلك الليلة وقف اسلام بسيارته قريب لباب دار والديه

تلك الليلة وقف اسلام بسيارته قريب لباب دار والديه ..

كيف كل ليلة ..

غريب انه عمرو تصادف معاها .. كان كايجي بنية انه يتصادف معاها .. و لكن هادشي عمرو وقع ..

اسبوع و هو كايحاول يجمع شتات نفسه و يطلع و يهضر معاها ..

متأكد دابا غاتكون بردات ، تقدر تهضر معاه و تلقى معاه حل ..

وهو مستعد يقبل بأي حل يرضيهم بزوج ..

او يرضيها غير هي ، فقط تعفيه من ورطة انه يتزوج وجدة اخرى .. و البنت تتولد ليه من امراة غيرها ..

كاره هاد الفكرة لابعد الحدود ، ماعمرو كان يظن انه في يوم غايفكر في شيء كهذا ، لكنه صارم في الوفاء بوعوده و مسؤولياتو ، كان قراره من الاول و خاصو يتحمل مسؤولية الروينة اللي خلقها ..

و لكن غير ان تغريد توافق و اي شيء بغاتو يدير غايديرو على قبلها ..

كاتبقى احلام و تمنيات ، لان تغريد كانت واضحة من الاول ..

ماعارفش واش من الحكمة تعرف بقراره لانها غادير مشكل كبير ، ماغاديش رد فعل عادي لهادشي ..

هو متأكد ان قولها له باش يلقى عروس اخرى كانت غير بسبب حالتها العاطفية ..

اذا الان عرفت بهادشي غاتقتله .. جد متأكد ..

حك رأسه بعنف باحباط و انزعاج قويين ، واش فعلا كان خاص الامور تمشي هكا ؟

شحال قدو يتهرب من البحت عن العروس المناسبة ..

فعلا كايقلب و لكن ماشي بجدية ..

الحارس كذلك غير مصر عليه بهاد الخصوص ، حاسس به غير متفق بهاد القرار ، و لكن عمرو اعتارض بشكل صريح ..

و اسلام حاليا ، كيف الحمق ، كايتسنى اي معجزة توقع و تحبسه من فعل ذلك ..

لانه بالنسبة له كالانتحار ..

كايخاطر بدخول امرأة لحياته و اللي غاتربطو بيها رابطة دم ..

كاينة مخاطرة بخصوص اسراره هو و الحارس ..

و واش تغريد غاتقبل ببنته من امراة اخرى ؟

و الاهم ، باش غايجاوب بنتو منين تكبر و تسول على امها الحقيقية ؟

مرة اخرى ، لقى راسو كايتصرف بانانية ..

هاد المرة ماشي تغريد بوحدها ، بل بنته حتى هي ..
هادشي اذا ماتولدش ولد في بلاصة بنت و جاتو ازمة قلبية في عز شبابو ..

دقة قوية على نافذة سيارته خلاتو يقفز و يخرج من شروده ، ظنا منه انه فعلا كايتعرض لازمة قلبية ..

شتم و منين هز عينيه يشوف شكون ..

تفاجئ ..

"" ايمن ؟ "" تسائل و هو كايفتح الزجاج ..

"" بالصحة السيارة و مبروك الخدمة الجديدة ماجاتش فرصة نقولوها لك "" قال و هو كايتسند على اطار نافذته .

"" شكرا ، الله يبارك فيك "" قال و يعد اسلام انظاره عن ابن عمو ، لاول مرة كايشوف في عينيه و كايتفكر عيونها ، كانت في البنات ، هي الاقرب شبها له ..

"" مالك واقف هنا ماغاتطلعش للدار اولا واقلة عاد نزلتي ؟ ""

"" لا ، غانمشي ""

"" وايلي جاي حتال داركم و ماتطلعش ؟ كون ماكانتش تغريد مسافرة كون قلت جيتي عندها هي ""

و عند كلمة مسافرة دار كايقاب على عينيه و عيونه واسعة "" مسافرة ؟ ""

"" اه ، اشنو مافخباركش ولا ؟ "" قال ساخر و كءنه غير ممكن ان اسلام مايعرفش شيء عن تغريد ..

"" ايمتى سافرت و فين ؟ ""

"" اشنو بغيتي تقول ليا؟ فعلا ماعارفش هادشي ؟ ""

"" ممكن تجاوب على سؤالي ؟ ""

"" شي شهر هذا ، مشات تشارك في شي مسابقة و لكنها رحلات اصلا من هاد المدينة واخا مابغيناش . البنت كادير غير اللي فراسها الله يحفظ وصافي ""

خرج اسلام من السيارة و سد بابها بالجهد و صاح "" كيفاش حليتوها ترحل واش من نيتك كاتقول فيها ؟ ""

"" شوف اه "" صاح ايمن منزعج "" راه خوها هذا اللي كاتغوت قدامو ،واش غانتشاورو معاك ؟ ""

هز اسلام يدو "" بلا ماتراوغ ، انت عارف اش بيني و بين ديك الحمقة ، وقعو بيننا شي مشاكل و عطيتها التساع شوية حيت عارف راسي غالط و لكن ماتخيلتش كاع انها غاترحل من المدينة ""

"" شهر ؟ شهر كلو عطيتيها فيه التساع ؟ ""

"" كنت كانسول عليها عند صحابها كل يوم و حتى حمار فيهم ماقالها ليا ، يوميا كانجي للهنا و لكنني انا اللي حمار منين ماطلعتش نقلب عليها ""

"" هادشي كلو زايد ناقص دابا ، اشنو درتي ليها ؟ ""

"" هادشي بعيد عليك ""

"" شوف نقول لك ، يا غاتخطبها رسميا من باها و تسد علينا هاد لعب الصغار ياتعطيها التساع في مرة ، ها انا كانقول لك "" رمقو بنظرة تحذيرية و هو غادي و كايرجع باللور لكن قبل مايبعد صاح ماد يدو تجاهو و اشنو داكشي داير في شعرك ..

و دار مشى ..

شد اسلام رأسه في لحظة و الاخرى بدا يضرب اطار سيارته بغضب ...

دخل ليها و سد الباب وراه و عيط للدراري ..

موجد ليهم سربوب من السبان و الشتيمة ماغايتقاداوش ليوم الغذ ..

كانت تغريد في غرفتها كاتنشر الvlog اللي صورت في هاد المدينة

كانت تغريد في غرفتها كاتنشر الvlog اللي صورت في هاد المدينة ..

و في نفس الوقت كاتطارد صفحات اسلام على الانترنيت ككل مرة ، و لكن بدون جدى ، مر وقت طويل باش تصفحهم ..

و بذلك اصابتها خيبة امل انه غير متبع اخبارها ..

و سولت نفسها ، علاش غايخيب املها مادام هي هنا باش تبدا حياتها ؟

مايكونش حيت بغاتو يشوفها هكا بعيدة عليه و فرحانة و استمرت الحياة عندها ..

يالها من كذبة ..

تفكرت فور ماوصلت لغرفتها هاد الصباح و هي كاتبكي على فراقو و ماوصلت ليه علاقتهم ، كانت باغياه هو يكون معاها في كل اهداف حياتها ، على الاقل اذا ماكانش شريك في الأهداف يكون شريك في الحياة ..

خسارة اسلام من حياتها هي اكبر خسارة ..

خسارة اللي ماتقدرش تعوضها بنجاح اخر ..

هذاك الرجل كايعني ليها الكتير ..

ماشي اي راجل ، هذاك راه طفولتها ، حياتها ..

مايمكنش تخسره هكا و تزيد القدام ، ماغاتقدرش تخليه للور ..

ناضت وقفت فجءة و طرشت نفسها "" لا ، فيفي من القلبة، تفكري اشنو قالك ، تفكري انه هو اللي تخلى عليك ، هو اللي اختار الحياة الجديدة و مهامه كوسيط قبل علاقتكم ، هو اللي جبرني نخلف بوعدي ، هو السباب ، يستاهل ، يستاهل ، تلقاه في الوقت اللي انا مانبكي عليه كل يوم هو مخشي في المكتب دياله كايصنع في الكارير دياله و مهني من الصخرة اللي كانت كاتجرو للقاع .. ""

فور ما انهت كلامها مع نفسها فاجأها اتصال من ريان ..

رجعت جلست على سريرها و جاوبت "" اشنو ؟ ""

"" اسلام ماعرفتش منين عرف انك رحلتي ، اناصل بينا واحد واحد سب لينا العروق حيت خلينا عليه ""

و بسماع الخبر ، رجعت وقفت كيف المصعوقة "" حلف بالله ، عرف ؟ يالله عرف ، اشنو قال ليكم ؟ واش كان معصب ""

"" كان له شوية و يخرج لينا من التيليفونات ، واش ماعيطش لك ؟ ""

"" لا "" و سكتت ، ماكاتسمع غير قلبها الغبي اللي كايضرب ..

"" مهم انا غير علمتك باللي هو عرف ""

"" ماكانش سر راه هو الحمار الحيوان اللي ماكايهومهش خباري ، حتى كايجيو من بعد من الاخرين ، انا عييت منو ، اذا عاود عيط لك قطع على مو ""

"" و اللهتا غاتندمو بزوجكم "" و قطع عليها ..

و رجعت تاني كاتبكي ، فقط لحظات و وصلها ميساج ..

اسم صاحبه زاد من حدة ضربات قلبها و فتحات باصباع ترتجف 《 ماوفيتيش بوعدك ليا و تفارقتي معايا ، و قلت ماعليش انا الغالط ، و لكن باش تخوي المدينة بلا خباري و نعرف غير من خوك بعد شهر كامل و انت عارفة مزيان ظروفي ، فهنا انت غلطتي 》

مسحت دموعها و اتصلت به ..

كان جوابو فوري ، لكن بقى ساكت ، تصنتت لانفاسه المتسارعة للحظة و غمضت عينيها كاتخايلهم تحت راسها و قالت بنبرة حزينة منهزمة "" اشنو بغيتي مني ا اسلام ؟ ""

جوابو جا بعد صمت لثواني قليلة "" ماباغيش غير منك ، باغيك كلك ""

"" كنت لك كلي ، و قول ليا انت اشنو درتي ؟ "" صاحت بغضب متصاعد ..

"" تصرفت بانانية ، عارف ، ممكن نطويو هاد الصفحة و ترجعي ليا ؟ "" صاح هو الاخر بغير صبر ..

"" اشنو غايوقع بعدما نرجع لك ؟ تتخلى على داك الرجل اللي اعتقني و من بعد دمر حياتي اللي بنيت معاك ، و نرجعو كيف كننا ؟ ""

"" تغريد ، انت عارفة باللي مايمكنش ليا ندير هادشي ""

"" اذا حتى انا مايمكنش ليا نرجع لواحد كاياخد قرارات كاتخص مصيرنا بزوج بدون مايخليني في الصورة . باش نختاصر عليك ، ماغانرجعش لواحد اناني ماكايحتارمنيش "" و بآخر كلمة .. قطعت الخط عليه ..

● بقي فصل يفصلنا على النهاية (يقدر يكون طويل و نقسمو على زوج) ، ماتنساوش تخليو تعاليقكم ♡


google-playkhamsatmostaqltradent