recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل الرابع والأربعون)

 

قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل الرابع والأربعون)


قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا rain dali



  • الفصل الرابع و الأربعون :

واقفة مع 3 الصباح في الطريق ..

كاتلعب برجليها و تضربهم مع الارض بعصبية و توتر في صمت تام ..

حتى خرج من بين الشجر بهيئة الذئب ، بين فكيه ملابسو ..

خداتهم من عندو و خشاتهم في الساك ديالها .. و هزاتو على ظهرها و الارنبين بين ذراعها ..

وقف الذئب قدامها و طلعات على ظهرو .. تشبتات بفروو بقوة مع تصاعد سرعته في الجري ..

خايفة ، متوترة ، و لكن بأمل صغير كايترعرع في داخلها ..

مشاعر حلوة كاتدغدغ معدتها كلما تفكرت انها راجعة لمدينتها ، للحيها ، ليه ..

تقدر ماتشوفوش خالما توصل ، و لكن قربها ليه كافي .. جد كافي ..

غمضت عينيها كاتبسم و تشبتت اكتر في دفء فرو الذئب و عنقات نعومتو .. راااجعة ..

كان غادي جاي وسط الغرفة كيف شي اسد حبيس

كان غادي جاي وسط الغرفة كيف شي اسد حبيس.. لا قادر يتحكم في نفسو ، لا قادر يتحمل حقيقة عدم وصولو ليها .. حتال دابا ..

شد راسو يمكن للمرة المليون هاد اليوم ..

اشنو غايدير ؟

السؤال ماقدرش يجاوب عليه من الصباح ..

اشنو غايدير ؟

هز عينيه في الشرفة ، كان الظلام ..

بلع ريقو بحال اذا يالله رد البال باللي هاذي ال4 الصباح ..

لبس في رجليه و تم متوجه لخارج الغرفة ..

الا انه تساطح مع بلاطو الوسيط السابق ..

شاف فيه اسلام تم هز عينيه في عينيه ، و مباشرة تعبيسة بدات تلون وجهو بالاحمر .. تعبيسة غاضبة ..

"" فين غادي اسي الوسيط ؟ ""

"" للغابة ، ماغاديش تحبسوني ، تقدر تكون رجعت تخبات منين شافتنا ، شكون عرف ؟ ""

بغا يتحرك و دفعو الوسيط السابق لداخل الغرفة "" ماارتاحيتيش النهار كامل ، ماشربتيش ، ماكليتيش ، غير مسموح لك بالخروج و انت في هاد الحالة "" سكت للحظة كايشوف فيه بغير رضى "" كاتبان بحال شي مدمن كوكايين ""

دور اسلام وجهو للجهة الاخرى و بعد منو ..

دوز يدو على راسو كايحاول على الاقل يهدن نفسو .. و لكن ماقادرش .. كايحس بنفسو هايج لدرجة ماقادرش يتحكم في نفسو ..

سمع البلاطو تحط في الطاولة الجانبية تم صوت الوسيط كايقرب "" كل ، و اشرب داكشي اللي في الكاس غايهدن تهييجك ، في العادة الوسيط كاياخد ليه على الاقل 15 يوم فين يخلي لجسدو يستوعب الاضافة اللي تزادت ليه و كايوفر الجو الهادئ فين يبقى في هدوء ، و لكن انت .. انت ماكاتاكل ماكاتشرب حتى الجلوس ماكاتجلسش للارض ، هكا راه ماغادي تستافد والو ، ماغاديش تلقاها و انت هكا ..""

جلس اسلام على طرف السرير .. و تبسم الوسيط السابق ، لقى الكود ديالو ..

جلس في جنبو و كمل "" خاصك تجمع شتات نفسك ، هادشي اللي كانتستاوه باش تقدر تقلب معانا عليها .. سيدي راه كايقلب و كايستعمل صلاتو لامع البشر و لا مع الحارس الاعظم و الوسطاء ديالو .. انت عارفو شكون ، الاب ديالو .. يعني حنا ماجالسينش كانتسناو و مانضيعو الوقت ، الغابة راه فيها اللي كايحرسها دابا ، اذا كانت مازال تغريد فيها راه مايمكنش مايلقاوهاش ""

ضرب على كتف اسلام "" عارف هادشي صعيب عليك ، السيد اختارك وسيط منين دخل مع الباب و شافك و مازال حتى ماعرف اشنو جابك لبابو ""

شاف في اسلام بتساؤل في عينيه و تبسم الوسيط "" حدسو قوي و كايعرف يقرى بنادم ، مرات كتيرة ذكاءو سكتني و خلاني غير كانشوف ، هاد الفصيلة ديال الحراس شي حاجة ماكاتستحق غير الاحترام ، غاتفهمني منين يفوت هادشي و تعطي لراسك فرصة فين تتعرف عليه .. ماكانش باغي يتم الامر بهاد الطريقة ، كان باغي يقترح عليك الامر في ظروف احسن ، اكتر هدوء فين تقدر تاخد القرار ديالك بدون مؤثرات ، و لكن الظروف جات هكا و صافي .. ماتفكرش للحظة انه ابتزك او استغل الفرصة ، هو .. هو مآمن انه تقابلكم في هاد الظروف كان مقدر ، هاد الظروف هما السبب اللي خلاكم تتلاقاو ، يعني دابا او من بعد ماكايهمش ، حاول دير داكشي اللي كايقول لك ، و كانضمن لك باللي هي غاترجع لك ، تقدر تيق فيه "" وقف و شاف فيه "" كل وحاول تنعس و غذا يكون يوم جديد ""

خرج من الغرفة و خلاه لنفسو ..

تحت شمس الصباح المبكرة ، ايدر دابا كايتمشى على رجليه و الساك على كتافو هو ، تغريد كاتمشى ببطء وراه و الارنبين بين يديها

تحت شمس الصباح المبكرة ، ايدر دابا كايتمشى على رجليه و الساك على كتافو هو ، تغريد كاتمشى ببطء وراه و الارنبين بين يديها ..

"" الطريق تقريبا باقية هي هي غير الشكل اللي تبدل ""

"" ااه ، واش نيت غاتعطي الcredit لك انت ، انا راه في خباري باللي اللافتات هما اللي عاونونا نعرفو على الاقل فين غاديين ""

سمعاتو كايضحك و شافت كتافو كايتهزو ..

"" مايمكنش نرجعو في الكار ، انت قانونيا غير موجود "" قالت تغريد ..

"" موجود ، فقط مختفي ، المشكل غايتحل منين نتلاقى بالحارس .. هادشي اذا لقيناه ""

"" غادي نلقاوه ، غير خلينا نوصلو بعدا و غادي نشوفو اشنو غايوقع ""

حل اسلام عينيه من جديد ..

هاد المرة احس بنفسو مهذن على البارح ..

ناض لقى ملابس جداد مطويين فوق السرير حداه .. و تفكر الدار ، يقدرو يكونو كايقلبو عليه دابا و يقدرو يكونو دايرين في بالهم غير انه مشى لشي بلاصة بدون علمهم ..

ماهتنش هاد الساعة ، همو كامل في تغريد ..

حقيقة انها مع شي شخص ، راجل بالتحديد ، كتاكل فيه غير بالمهل ..

بقى كايتفكر الرؤيات و كان كايحاول يقرى تعابيرها يقرى اكتر اشنو كاين و لكن ماكايقظرش يعرف بزاف ..

فقط كايكون ظاهر عليها الخوف .. ماعرفش الرجل اللي معاها اشنو دورو حداها و لا كيفاش وصل ليها ..

و رؤية الرجل الاخر ، اللي كان كايهاجمها ..

ماعرفش اشنو وقع من بعد ، ماباينش ليه .

ناض دغيا للحمام وحيد حوايجو و تخشى تحت الرشاشة كب على راسو السخون ماء بارد ، على الله يبرد حتى هو ..

منين خرج و لوى على نصفو فوطة ،وقف قدام المرآة ، شاف الخط مزال متوهج وسط عينيه .. و الشيء اللي تزاد هو خصلة بسيطة من شعرو القدام تحولت للون ابيض ..

جبدها شاف فيها للحظة و تفكر انه شافها في الوسيط السابق منين دخل ، دابا اختفت و ولات عندو هو .. هو الوسيط الحالي ..

دفع شعرو المبلل للور و حط كفيه على الرخام قدامو ..

شاف في شكلو الغريب الجديد و تنهد "" على قبلك ، على قبلك ، غاندير اي حاجة ، غانفكك ، غانحررك من هاد المأزق ، غاترجعي ليا ، ماكايهمش اشنو غايوقع من بعد ، ماكايهمش داكشي باش ضحيت ، غاتعصبي مني منين غاتعرفي و لكن على الاقل غاتكوني حدايا .. غاتكوني قدامي "" بلع ريقو "" غاتكوني حدايا ""

غاتكوني قدامي "" بلع ريقو "" غاتكوني حدايا ""

"" اذا تم التأكيد انه كاين معاها ذيب ؟ ""

هزز الحارس راسو للوسيط السابق ايجابا على سؤالو ، ماقدرش يتكلم ، عقلو مشغول ، ماقادرش يحزر فين ممكن تكون وجهة بنت مملوكة من قبل ساحرة و ذئب ..

شكون اللي مستلم زمام الامور من بين التلاتة ؟

من خلال الفيديو ، الساحرة بدات كاتطبق على البنت السيناريو المعروف ، تخور قواها ، تخوفها و تصغر من شدة تحكمها في نفسها ، و غاتبقى تحاربها بمخاوفها و نقط ضعفها حتى كاتستسلم في خطرة و كاتختفي من جسدها و كايبقى بكاملو للساحرة و حياتها حتى هي ، تتصرف فيهم و تملكم حتى الاخير .

الا ان البنت كانت غريبة ، كانت كاتبان باللي كاتقاومها بكل ماليها من قوة .. كانت ضعيفة و لكن كانت كاتقاوم ..

مع وجود الذئب فكيظن ان الساحرة غاتكون تحت الضغط ، و بذلك فتقدر تكون البنت في امان ، غير حاليا ..

الا اذا الذئب ماكانش ناوي يصفيها ليهم بزوجات ..

دوز يديه بزوج على وجهو في حركة احباط و حيرة ..

حافظ هو و باه على التوازن ديال حياة جميع الفصائل اللي مازال عايشة على الارض لسنين طويلة ، ماغاديش يسمح لهادشي يتغير بسبب ساحرة و ذيب ..

و فجاة صوت انتشلو من تفكيرو ..

"" سيدي ، تم التأكيد غير دابا انه ماكاين حتى ذيب دخل لهاد البلاد هادي اكتر من 20 سنة ""

هز ايفارديت راسو للوسيط اللي يالله حط هاتف ارضي لمكانو ..

رابط حواجبو ، ناض لحدى النافذة و وقف تما كايطل بيديه في جيابو "" غريب ""

"" علاش غايعيش ذئب في هاد البلاد مخبي بلا مايكشف نفسو ، نخاف اسيدي غير يكون شي ذئب مستوحش و عايش في الظل باش يدير مابغى بلا مايحكمو قانون .. ""

"" هادشي مابقاش وقع من عصور طويلة دازت ، قبل الاتفاقية بين الفصائل و البشر ، كلهم عارفين العقاب ديال كل من خالف القوانين ، ماكانظنش شي فصيلة قادرة تفقد شي عضو من و تضحي باستمرارية نوعهم ، كلنا كانعانيو باش نحافظو على خلائفنا ، مانظنش شي احد غبي كفاية باش يخاطر هكا .. كاينة شي حاجة اخرى .. ""

سكت الوسيط كايفكر .. هو الاخر مالاقيش حل لهاد اللغز ..

الا انه تنبه منين دار ايفارديت كايشوف فيه ، مغوبش بتشكيك "" جاوبوك بخصوص لائحة المفقودين ؟ ""

"" ما بحتناش في هاد ال--""

"" اش هادشي الوسيط ؟ "" صاح مقاطعو بدون تصديق "" واش نيت شرفتي و خاصك تتقاعد ولا اشنو ؟ ""

حذر راسو معتذر و خرج كايجري ..

على برى جا في اسلام .. هزز ليه راسو في تحية بسيطة و كمل في طريقو ..

اسلام حول انظارو المستغربة منو للباب اللي خرج منو .. و تقدم ..

دق و عند اخذه للإذن دخل ..

"" نعستي مزيان الوسيط ؟ "" سولو بدون مايدور عندو ..

تجاهل اسلام تساؤلو بكيفاش عرفو هو بدون مايدور عندو و قال "" سميتي اسلام ""

دار واجهو ايفارديت و لاول مرة شاف خيال ابتسامة على وجهو "" ناخد جوابك على انه اه ، الوسيط ""

لاحظ شعرو "" كما انني لاحظت ان خصلة شعرك بياضت ، اشارة مزيانة ، جسمك كايتقبل الهبة ""..

"" لقيتو شي حاجة عليها ؟ "" سول اسلام متجاهل ما سبق ..

"" مازال كانحاولو ""

"" اشنو هي ديك الريحة اللي كانت في الكهف ؟ شكون الرجل اللي كان معاها تما ؟ انتوما عارفين ..""

جلس ايفارديت في المكتب ديالو .. و خذا الاوراق بين يديه كايشوف فيهم بعيون مركزة "" ذئب ، واحد من الفصائل من العالم اللي جيت فيه ""

تقدم اسلام بسرعة و قطع كل ديك المسافة اللي كانت فاصلاهم و صاح "" ذييب ؟ ""

هزز ايفارديت راسو ببرود ..

"" كاتقصد ذيب ذيب ، بحال اللي عندنا ؟ ""

"" لا ، ديالنا اضخم و اقوى و بقوى اخرى .. منهم قادر يتحول لرجل عادي ، كايشبه ليكم انتم البشر ""

هربات اي كلمة من طرف لسان اسلام و عوض عن انه ينطق ، هرب اللون من وجهو ..

"" ماتخافش ، مانظنش واش غايآذيها .. ""

"" علاش انت متأكد ؟ علاش ماغاديش يآديها ؟ ""

"" حيت انا عارف ، تيق فيا ، يمكن لك ترجع لغرفتك ترتاح اذا سمعنا الجديد غاتكون على علم به .. ""

"" بنت عمي مع ذيب و انت كاتقول ليا نطلع نرتاح ؟ ""

"" اشنو غادي دير ، زمام الامور كلها تحت يدينا ، انت جديد مازالك بزاف ، نفضل ترتاح دابا حيت جاي الدور ديالك .. ""

خرج اسلام كيف العاصفة من مكتب ايفارديت للجردة ..

جر كمية من الهواء النقي لصدرو و لكن مانجحش يبرد الغل اللي شعل فيه من اول و جديد ..

تغريد مع ذيب متحول الى رجل ، رجل ..

اكيد هو صاحب الريحة الحيوانية في الكهف ، هو اللي شافو في الرؤية ، هو اللي كان معاها في الكهف ..

جر كول التيشورت ديالو من على عنقو ، حس به بحال اذا خنقو ..

امتى غايسالي هادشي ..

نزل ايدر من ظهر الشاحنة و وقف ماد يديه لتغريد حتى نزلها

نزل ايدر من ظهر الشاحنة و وقف ماد يديه لتغريد حتى نزلها .. هز الساك على ظهرو و هز يدو في تحية للرجل سائق الشاحنة ..

انطلق صاحب الشاحنة و انطلقو الاثنين ..

كان ايدر هاز عينيه كايشوف في المدينة ، زارها في وقت بعيد ، و لكن ماكانش بنياتها بهاد العلو و لا بهاد الكتافة و لا حتى بهاد كمية السيارات الحديثة اللي غادية جاية ..

"" الدنيا تبدلاات بزااف ""

"" ماشفتي واالو ، غانكون مرشدك السياحي بعدما نتهنى من الساحرة و لكن كل يوم غايكون بالخلاص ""
"" شكرا على الاقتراح ، غير مهتم ""

تمتنات ""asshole "" و رجعت تكلمت "" وصلنا قبل من ماتوقعت ""

"" بطبيعة الحال ، المسافة اللي قطع الذيب بالليل و انت لاصقة في ظهرو كيف شي قميلة صغيرة صنعات هاد الفرق ""

قلبات تغريد عينيها على تباهيه من جديد و تجاهلتو "" دابا حنا في المدينة و لكن خاصنا مركوب و انا مستحيل نحط شي درهم اخر ""

"" فلوسك غايرجعو لك ""

"" و اذا مالقيتيش الحارس ؟ ""

"" اهااه ، دابا قطعنا هاد الطريق كاملة باش تقولي ليا تاني هاد الهضرة ""

"" هلو ؟! القضية فيها الفلووس دابا ""

ضحك "" نسيتي المتحف السري ديالي ؟ زعما هادشي اذا مالقيناش الحارس ..""

كلامو دابا رجع الاسترخاء في ملامحها و رجعات تمشات بعد وقفتهم ..

"" خلينا نوقفو طاكسي ؟ ""

"" فين غاتدينا ؟ ""

"" غاتعرف منين نوصلو ""

شد ذراعها "" غاتقولي فين غانمشيو اولا ماغادياش تتحركي من هنا ""

"" كون هاني ماغانختاطفكش ، غانمشيو غير عند واحد ال3 السراقزيتات غايوفرو لينا المأوى بما فكينا هاد الروينة ..""

"" سراقزيتات ؟ ""

"" عشراني "" قالت قالبة عينيها "" اشنو ؟ ولا عندك القلق الاجتماعي بهاد السنين ديال الوحدة ؟ ""

"" البنت ، ماكانرحبش بزاف بالاغلاط ، الى تسببتي في شي مصيبة ماكاينش اللي يفكك مني .. ""

"" تيق فيا اصاحبي ""

"" زيدي قدامي ، غانشوفو هادشي فين غايوصل معاك ""

"" توصلنا بالجواب اسيدي "" قال الوسيط السابق و هو خارج كايجري للجردة فين كان كايتمشى ايفارديت

"" توصلنا بالجواب اسيدي "" قال الوسيط السابق و هو خارج كايجري للجردة فين كان كايتمشى ايفارديت .. متولي اتصالاتو اللي ماكاتساليش .

دار عندو متنبه يسمع للاخبار اللي جايب ليه ..

"" مفقود واحد من الذئاب سنين طويلة هادي ، اسمو الاصلي كان والاس برانكستن ، هاجر لهاد البلاد و غير اسمو لايدر ، عاش هنا سنين طويلة و ماسجل حتى زواج له .. ""

"" اذا عمرو واقف ؟ ""

"" غالبا هادشي اللي واقع اسيدي ، املاكو كلها ب3 البلدان مهجورة و باقية كيفما هي ، ماتلقاتش لا جثتو و لا حتى اتر ليه في المنطقة فين عاش ""

"" اشنو اسم المنطقة فين عاش ؟ ""

كان جد مسرور باش يجاوب على هاد السؤال "" نفس المنطقة فين كانت المراة ديال اسلام ، نفس المنطقة فين عاش بعض السنين و عندو فيها بعض الاملاك ، ماكاين حتى محل شك انه هو الذيب اللي كانقلبو عليه .. ""

"" السجل ديالو ""

"" قانونيا نقي ، و لكن متلاعب ، و محب للسلطة ""

"" فهمت ، هادشي علاش هجر القطيع ديالو ؟ ""

"" اه ، كان آلفا القطيع ديالو مواجه مشاكل في تهديبو و اخضاعو .. ""

"" امم ، فهمت ، اذا هاجر للهنا باش يصنع قطيع خاص به هو ""

"" ممكن جدا ""

"" سيفط اللي تما يمشيو لأملاكو و يقلبوهم و ماتعلموش اسلام بهادشي ، حتى نعرفو اشنو غانلقاو ، يالله بدا كايتهدن مابغيتوش يفقد السيطرة على نفسو .. ""

هزز الوسيط راسو ايجابا و بعد باش يكمل اشغالو ..

"" علاش كاتخبي في وجهك هكاك ؟ "" قال ايدر لتغريد و هو كايشوف فيها كاتنزل شعرها و تشعتو حوالي وجهها

"" علاش كاتخبي في وجهك هكاك ؟ "" قال ايدر لتغريد و هو كايشوف فيها كاتنزل شعرها و تشعتو حوالي وجهها ..

"" مابغيتش شي احد يعرفني هنا كايكونو الناس من الحي فين كانسكن ، و هاد البحر هو البلاصة المفضلة عند اسلام ، كننا كانجيو ليها بزاف ، يعني يقدر يكون حتى هو هنا ..""

"" امم ، هادشي علاش من قبايلة و انت كاتقلبي بعينيك ؟ نفكرك علاياش تافقنا ؟ ""

"" فهمت ، ماغانحاولش نشوفو .. "" سكتت للحظة و اضافت بنبرة اقل "" ماشي مباشرة ""

و لكن سمعها خرج عينيه فيها بتحذير "" هضرت معاك ""

"" صافي واخا فهمت ، خلينا نمشيو لواحد القهوى قريبة فين كاين الويفي ، خاصني نهضر معاهم يجيو عندي .. ""

"" و علاش مانمشيوش عند الحارسة مباشرة ؟ ""

وقفات هازة عينيها كاتشوف فيه بتردد "" ماعرفتش ، انا خايفة ""

"" ماعندها فاش تنفعك ، حنا التلاتة هكا غانبقاو واحلين ، من ارض لارض ، بلا نتيجة ، حتى احد فينا ماغايتحرر .. "" قالت تالا فجاة ..

سدات تغريد وذنيها و صاحت "" سكتي انتييي ""

شد ايدر ذراعيها ، النار في عينيه كاتقرب "" ماتصنتيش ليها ، خلينا نمشيو عند الحارسة ""

"" ماعرفتش ، موجة من القلق ضرباتني ، انا خايفة .. "" قالت بصوت مرتجف ، الضعف و الخوف ظاهرين عليها ..

"" ماكاين لاش تخافي ، مهما كان الجواب غانستمرو و غانكملو .. "" مد ليها الساك و الارانب "" وقفي هنا ، غانجيب لك شي حاجة تاكليها قبل مانمشيو ، تقدر توقع شي حاجة .. ""

"" اه ، اه ، فيا الجوع ، انا غانجلس في الصخر تما ماتعطلش ""

تمشات لجهة البحر و هو تمشى في الجهة المعاكسة ..

الدنيا عامرة و الناس مبحرين .. كايلعبو كايضحكو مع ناسهم ،مع عائلاتهم ، مرتاحين شبعانين ..

في الوقت اللي هي بعيد على عائلتها ، اقرب شخص ليها ، متشردة عيانة جيعانة عطشانة ، خايفة على مستقبلها ، خايفة تكون قريبة من نهايتها .. خايفة ..

حطات الساك و بقات معنقة ارانبها بين يديها و بقات بعيدة على الماء ..

ماكرهاتش تعوم .. و لكن ماتقدرش .. خاصها تحافظ على ضعف الساحرة ..

ضرب الريح الرطب على شعرها و تفكرت فاش كانت كاتحصل اسلام كايحذق فيها فاش كايوقع هكا ، كان واضح عليه اعجابو بمزيج الريح ، شعرها و البحر ..

و كانت كيف الحمقاء ماعايقاش بمعنى شوفاتو .. و لا حتى معنى دقات قلبها اللي كانو كايتسرعو لشوفاتو ..

"" توحشتو ، ماكايهمنيش سننا او فشلنا ، بغيت نتزوج داك السيد في اقرب وقت ، مابغيتش نخلي مصيرنا في يد الحياة ، خاصنا نستغلو الفرص ، ماخاصناش نأجلو ، حيت ماعرفناش اشنو كاين بعد هاد اليوم .. اذا رجعت ليه حرة ، غانتزوج به .. و غاتحضرو لعرسنا "" خاطبت الارنبين ..

"" واش ماشي هاذيك تغريد ؟ ""

خرجو عينيها منين سمعات الصوت .. و لكن ماتيقتش ، ماقدراتش دور و تشوف ..

عوجت وجهها معاكسة لمنحى الصوت و خبات ملامحها الجانبية ..

تقدر تكون غير كاتتخيل .. غير بسبب خوفها من التقائها بيهم ..

"" تارا هي "" تكلم الصوت من جديد ..

"" ولا اصاحبي ، تغريد عامرة على هكاك ، و شوف هادي كاتبان بحال شي متشردة ، شوف رجليها كيف دايرين ، تقول ماعمرها لبسات شي صباط ، يمكن جايا من شي عروبية ، شوف اشنو هازا في يديها ..""

كان كايسحاب ليهم كايوشوشو بينهم و لكنها كانت قادرة تسمع اصواتهم .. و عرفاتهم مزيان ..

غمضات عينيها بقوة ، جد متخشبة و متصلبة في مكانها ..

محاصرة حتى عقلها ماقادرش يعطيها حل لهاد الورطة ..

ماكانش هادشي يطيح على البال نهائيا ..

"" اختي ماغادياش تخفى عليا ""

احست بالخطوات كاتقرب منها .. و هي توقف .. مدورة وجهها كليا ..

"" تغريد ؟!!"" صوت ايمن خوها كان قريب وراها ..

"" انا عارفك انت "" صوتو كان متردد "" واخا دوري عندي ؟ ""

جمعات شجاعتها ، ضمت يديها في قبضة حول الارنبين و دارت ..

عيونو توسعو بالصدمة .. و كذلك عيون فيصل وراه تبعو بنفس رد الفعل ..

"" تغريييد "" قال خوها رامي ساكو و الفوطة من على كتافو و صاح باسمها و كانه غير مصدق ..

و دغيا جرها لصدرو عنقها بارانبها و كولشي ليها ..

بكات على كتفو و شمات ريحة البحر على جلدو .. ماكايناش ريحتو اللي مولفة تشم فيه ..

رغم كولشي ، توحشاتو ..

توحشات عائلتها ..

احست بيدو كادوز على شعرها و يعاود ..

فيصل قرب ليهم و يدو على فمو مسدود ماقادر يقول حتى كلمة ..

بعدها خوها و اعطى لنفسو فرصة يشوف فيها ..

ماعجبوش اللي شاف "" اشنو هاد الحالة ، اشنو واقع ليك ؟ فين كنتي هاد المدة كاملة و خليتي واليديك غايحماقو عليك ، اشنو ربحتي دابا ؟ خرجتي من دارك للزنقة ، من بين عائلتك و حمايتهم و خرجتي لبرى فين كاينين الذياب ""

مسحت دمعتها و قالت لاول مرة بعدما شافتهم "" اكتاشف باللي الذياب ماخايبينش بزاف ، ماتخافوش ماوقع ليا والو ""

ماعندهم حتى فكرة منين دازت و لا كيفاش عاشت هاد الشهر اللي مر ..

بقى كايشوف فيها .. بحال الى مازال ماتيق ان اختو الضايعة قدامو ..

"" تبدلتي بزاف اتغريد ، اش هادشي درتي في راسك "" كان فيصل .. اللي حط يدو على راسها في حركة اخوية .. قرات في عينين الشفقة و الاسف لحالها ..

ابتسمت ليه و مسحات دموعها ..

البكاء هكا ماشي ديالها ، داكشي علاش غاتلوم الهورمونات ديال الدورة ، رغم انها في اخر ايامها ..

"" جاوبيني فين كنتي و علاش خرجتي ؟ ""

"" رخف اصاحبي "" قال فيصل و تحنى هز الساك ديالها "" يالله لداركم اتغريد ""

خرجو عينيها ..

لا لا لا لا لا هادشي ماشي ضمن الخطة نهااائيا ..

الذيب فين هو و علاش تعطل لهاد الدرجة ..

"" لا ، ماغانرجعش معاكم ""

فكرات في اسلام ، لا ماغاتواجهوش ، ماغاتيقش تقرب له بالعاهرة وسط منها ..

ماغاتقدرش تشرح له ..

"" كيفاش ماغاتقدريش ، زيدي قدامي اتغريد ، سالا وقت هاد التفلية ديالك ""

صاحت مستفزة من كلامو "" واش حالتي كاتبان لك تفلية ؟ ماعندك حتى فكرة منناش دزت .. ""

"" واش شي احد جرى علك ، شي حد ضربك على يدك و خرجك من دار بااك ؟ انت اللي هزيتي ساكت و زدتي مع الطريق ""

شافت غير مصدقة و صاحت "" كاتكذب عليا في وجهي ؟ قدامكم جرى عليا ، وسط الغذاء قال ليا خرجي غير حيت خافت كلامو و خرجت من الخدمة ""

"" واش انت حمقة ؟ اسلام حتى هو قال هاد الهضرة ، منين جبتي هادشي ، ماقلش هاد الكلام نهاىيا و شرحنا لولد عمك هادشي . ""

سكتات كاتمرر عينيها بينو و بين فيصل .. كانو حتى هما مايشوفو فيها ..

ضحك تالا في وذنيها اتبت شكوكها "" اه ، سمعتك اللي بغيتك تسمعيه باش نستفرد بك و ندير بك مابغييت منين شفتك بقيتي رغم انني خليت الوضع بينك و بين اسلام مشحون .. الخطة الاخرى نجحت "" و كملاتها كاتضحك ..

تغريد احست بركابيها غايخواو بيها ، كاع هادشي اللي مرت منو غير بسباب تالا اللي لعبت بمسامعها ، بسبب سوء فهم ؟

عاود حط خوها يدو على راسها "" يالله لدارك ، الزنقة راه ماكاترحمش ، عندك دار و عندك عائلة ، بغيتي ديري اللي بغيتي ضبري لراسك و لكن رجعي لدارك ، والديك كبار ماتعذبيهمش اتغريد ""

مسحت دموعها تاني و لكن ماقدرتش تتحمل منين تفكرات كاع مامرت به ، انفجرت في موجهة بكاء و رجع عنقها خوها ..

ووراه شافت شكون جاي ..

ايدر ، بيديه اكل .. غير شافها معنقة رجل و كاتبكي و هو يوقف كايراقب و يشوف ..

من هنا لاحظت التعبيسة على وجهو .. و نار عينيه كاتوهج شوية بشوية .. الذئب كان قريب ..

خرجات يد و هزات كفها كاتحاول توصل ليه رسالة ..

تهدن ، انا ماشي في موقع تهديد

فهم و لكن بقى تما مراقب الرجلين و لغة جسدها ..

بملامح متشوشة ..

"" شكون هادوك ؟ ""

تفاجئت لصوتو اللي اقتاحم جدار عقلها ..

كان هو قريب ، اذا اختارت طريقة غاتجاوبو بيها "" انا توحشتكم اخوتي ، كلكم ، كان كايسحاب ليا جريتو عليا "" صاحت و راقبت ملامح ايدر .. مرر عينيه هليهم و لكن تعبيسة التشوش بدات كاتبعد و رجع الغضب في بلاصتها .. غالبا محبط للتغير اللي غايوقع في الخطة ..

"" حتى حنا توحشناك اتغريد ، بلاصتك بقات خاوية "" قال فيصل ..

"" زيدي فحالك ، احسن حاجة درناها هي جينا للبحر اليوم ، ربي بغانا نتلاقاو "" قال خوها و هو ساحبها تحت ذراعو ..

تابعهم فيصل هاز ساكها ..

مرو من جنب ايدر و تبادلو الانظار لتانية ، و في نفس الثانية قال ليها في عقلها "" غانبقى هنا حتى ترجعي لعندي ""

هززات راسها و فهمات الميساج ..

منين بعدت عليه و خرجو من محيط الرمال .. بدات تفكر فيه .. في اللي فالدار ..

خوها ماسكتش ، اسئلة وراء الاخرى و ماقدرت تجاوب على والو ..

بغات الهدوء ..

هاد النهار غايكون طويل ..

"" قلتي الدار تمت زيارتها غير مؤخرا ؟ "" سول ايفارديت الوسيط و هو جالس وراء المكتب ديالو

"" قلتي الدار تمت زيارتها غير مؤخرا ؟ "" سول ايفارديت الوسيط و هو جالس وراء المكتب ديالو ..

"" اه اسيدي ، كانت الاوضاع تما غريبة شوية ، بحال اذا كان المكان كايتنظف و فجاة تجمع بشكل عشوائي بدون تنظيم بحال اذا شي احد كان زربان ، لقاو بعض المشتريات بحال ادوات التنظيف و لكن ماتستعملاتش ، اضافة على ان المكان فارغ ماكاين فيه حتى احد ""

"" طلب منهم يبقاو مراقبين الوضع تما ، يقدر يرجع.. او يرجعو .. كانتمنى "" اجاب الحارس تم اضاف "" الوسيط اشنو كايدير ، ساد عليه في غرفتو اسيدي ، مازال ماكاياكلش ""

لوح الحارس براسو بغير رضى و تنهد .. تسند مسترخي على ظهر كرسيه و قال شارد "" تمنيت نجرب داكشي اللي كايحس به ، الخوف من فقدان شي احد ، واش نيت كايضر بحال هكا ؟ يخليك تتخلى على الامور اللي كاتحافظ على صحتك و قوتك ؟ ""

"" يقدر يدير ما اكتر اسيدي ، اذا كان على الشخص المناسب ""

"" الشخص المناسب "" كرر ايفارديت بتفكير عميق ..

"" ماغاتيقوش شكون جبنا معانا ""

"" ماغاتيقوش شكون جبنا معانا ""

سمعات تغريد صوت فيصل كايدوي من فم الباب ، سبقهم لصنع مشهد بطبيعة الحال ..

هي كانت مازال طالعة وراء خوها ..

تسنات شي احد يجاوب و لكن حتى احد ماجاوب فيصل ..

بعدها سمعات "" بنتي ؟!!"" صوت امها كان كايرجف ، كان متوتر ، كاتقولها بحال كاتطلبو يقول اه ..

وقفات وراء خوها اللي كايطل و الابتسامة واسعة على وجهو ..

بقات ساكتة غي كاتصنت .. حتى خرجات امها بعيون واسعة كاتشوف فيها ..

"" تغرييييد "" فجاة تخدات من بين حضن دافى صغير ..

رمات الارانب في الارض و بادلتها العناق .. مغمضة عينيها براسها محطوط على كتفها ..

كاتستشعر باليدين على راسها .. الام كاتبكي و كاتمرجح بنتها في العناق ، كاتبين ليها قداش ضرها الفراق ..

كاتبكي و كاتشكي عليها ، كاتلومها ، كاتواعدها بايام احسن ..

ببساطة امها توحشتها ..

مافكرتش تغريد بزاف في هادشي ، كان كايسحاب ليها جراو عليها بدم بارد ..

قبلتها تغريد بدورها ..

و احست بنفسها كاتسحب .. و ترمات في حضن اخر .. كانت اختها الكبيرة ..

و من وراء هاد اللحظة .. حضن وراء الاخر تلقفوها في عناق حاار ..

الهرج و الضحك و البكاء .. بحال الى الدار رجعات فيها الروح ..

منين وقفت قدامهم .. لاحظت العيون كلها عليها ..

كايشوفو في حالتها بشفقة و اسف ..

ماعجبهاش هادشي ، من ديما كانت كاتبغي تواجه الصعاب كيفما كانت ، من ديما كانت كاتبغي تتحمل مسؤوليتها بلا شفقة من الاخرين ، بلا مساعدة ..

لاحظت كذلك غياب ابوها ، عمها .. ولد عمها الاكبر و .. اسلام ..

ماتجرأتش تسول ..

مررت امها يديها على خدود بنتها ، بعدت شعرها على وجهها ، و هبطات بيديها على ذراعيها حتى شدات يديها "" ضعافيتي ابنتي و سماريتي ، مالك يديك و وجهك كلو مضروب .. ؟ ""

"" شوفي رجليها الوالدة "" قال ايمن ..

فعلا رجليها نالت الاكتر ، متورمة ، كلها خدوش و جروح و ندوب ، موسخة و حالتها سيئة ..

"" مالك احبيبة هكا ، اشنو وقع لك اماما فين كنتي و بقيتي حارقة قلبي عليك ، علاش خرجتي من الدار ""

ماجاوبتش تغريد غير رجعت عنقاتها ..

"" ها عمي و والوالد جايين "" قال فيصل كايخشي الهاتف في جيبو ..

"" انا غانمشي نوجد لك ماتاكلي "" قالت ماريا و طلعات كاتجري ..

"" انا غانعاونها "" تبعاتها اختها ايمان ..

"" و انا غانوجد ليها الحمام فين تغسل "" قالت بنت عمها سكينة ..

"" لا بلاش "" قالت تغريد صائحة من حضن امها ..

"" اويلي على اللا شوفي حالتك كيف كاتباني ؟ غاتدوشي كالاك "" قالت امها ..

و سكتات تغريد ، باقي ماسخناتش بلاصتها .. دغيا رجعات الحياة الطبيعية في الدار ..

كاتظن حتى وحشهم و فقدانهم ليها ماغايبدلهمش ..

منين تحطت الماكلة قدامها ، طاحت فيها عمياء

منين تحطت الماكلة قدامها ، طاحت فيها عمياء ..

خواتااتها و ماماها و خالتها كلهم ضايرين بيها كايشوفو فيها بحال شي عجب ..

فيصل و ايمن التحت كايدوشو كل واحد في دوش ..

الدوش اللي كان خاصها هي تكون فيه دابا و لكن هاداك هو الاخ الكبير ..

بغات تتهرب هي الاخرى من الدوش و لقاتها فرصة ..

خاصها تعاود تهرب ..

قبل مايرجع اسلام و اللي بالمناسبة غايقتلها الفضول علاش حتى واحد ماجبدو و علاش مابانش .. رمات عينيها لباب غرفتو لكن كان مقفل ..

بغات تسول عليه ، و لكن ماقدراتش ..

شبعت كرشها .. و شربات الماء ، غير القليل .. و استرخت في مقعدها من الاحساس اللي مدة ماحسات بيه ..

احست نفسها في الجنة ..

كلات اللحم في البرية ، لكنو كان بدون طعم ..

لحم مشوي على نار و بس ..

كانت ماكلة للعيش فقط ..

هادي ماكلة للعيش و الاستمتاع بالكعم من الفوق ..

لحست صباعها و ضربات امها يدها "" ظفارك مسخين ، قلت لك حتى دوشي و كولي ""

"" شحال ماكليتي النعمة اختي ؟ ضعافيتي "" قالت ماريا كاتدفع ليها صحن قدامها بدون وعي ، بحال اذا كاتقول ليها كولي مازال ترجع فيك الروح ..

مررات تغريد عينيها بينهم .. على العينين كلهم .. و احست بالغرابة ..

دوزت عينيها على الدار ، و زاد الاحساس بالغرابة ..

تفكرات وعدها لنفسها ، في انها ماغاترجعش حتى تبني حياتها و تولي احسن ، و لكن الوعود ماكاتوفاش ديما ، حتى وعودنا لانفسنا ..

"" توحشت ريحة هاد الدار "" قالت تغريد بصوت عالي ..

"" فين تغريييبد ؟ "" صوت باها دوا على برى ..

و ناضو كاملين "" هاهي ، هاهي ، اجي دخل هنا "" صاحت امها مبتسمة ..

دخل باها ووساعو عينيه منين شافها ..

بقى واقف ، و بقات واقفة كاتشوف فيه ..

"" بابا "" قالت تغريد ، مامتاكداش واش غاياخدها في حضنو او غايغوت عليها ..

و لكن دغيا جا التاكيد ، مد يديه و اسرعت تخشات بينهم ..

عنقها حتى هو لمدة و قال "" انا جريت عليك ابنتي ؟ انا نجري على بنتي ، دمي و طرف مني ؟ هذا هو المظنون فيك ؟ ""

خرجات من بين ذراعيه و مسحت دموعها ، شافت في عينيه و قرات الحزن و خيبة امل ، ضرها هادشي "" لا ابابا ، انا .. غير فهمتك غلط ""

"" ملتقدرش تلومها ، انت هدديتيها تجري عليها ابابا "" قالت ايمان ..

"" هددتها باش نخوفها ، عمرني نويتها ، واش كاين شي اب يجري على بنتو ؟ ""

رجعات تغريد عنقاتو و الغضب كاياكلها من الداخل ، الساحرة الشريرة السبب .. مهما دارت فيها ماغاديش يبرد غليلها و ماغاديش يوفي بكمية القلوب اللي تكسرت و كاع هادشي اللي وقع بسبابها ..

جلسات تغريد مع عائلتها كاملة الافراد لمدة طويلة

جلسات تغريد مع عائلتها كاملة الافراد لمدة طويلة .. ساعات يمكن مجموعين على كاس الشاي و مجموعة من المخبزات المتنوعة .. امها كانت اكتر من فرحانة برجوع بنتها ..

عاودو ليها على الايام ديالهم بلابيها ، عاودو على فين قلبو و شكون سول فيها ..

سولو على امور كتيرة و لكن ماكان ليها جواب ..

اللي لقات ضروري هي انها تطمنهم بخصوص انها ماتعرضتش لحتى حاجة خايبة ..

كذبات .. تعرضات لابشع ماكاين في غابة بل خلاء مهجور ..

و لكن استطعت تحمي نفسها من كل الصعاب ..

مامحتاجاش تشكي على حتى احد ..

عقلها الوقت كلو كان مع اسلام .. و من جهة اخرى مع ايدر و كيفاش غاتسلت و ترجع لعندو ..

استحلت رجوعها لدارها و دفء عائلتها- على الاقل بالمقارنة بالوحدة و وحوشة ظلام الغابة- و لكن كاين مشكل مازال ماتحل ..

بعد مدة اخرى ..

بداو ينساحبو واحد تلو الاخر بعدما شبعو منها ، كما ان حالتها كانت تسترعي منها بشكل ضروري و مؤكد باش تدخل تدوش ..

و لكن ماخاصهاش ..

نزلاتها امها للتحت و رغماتها .. بل دخلات معاها بدعوى انها "تفركها" ..

تغريد استسلمت لاصرار امها .. و خلات ليها جسدها دير بيه اللي بغات ..

ماسكتاتش على التعاليق بخصوص كمية الجروح الموجودة في جسدها ..

ماجاوبتش تغريد ، كانت كاتفكر واش تالا مازال غاتحاول دير شي حاجة ؟ الدوش ماكافيهاش تتقوى ..

ضروري خاصها تعوم ..

و لكن رغم ذلك خاصها في اقرب وقت ترجع لحماية الذيب ، ماخاصهاش تنعزل عليه ، هو نقطة ضعف تالا ..

قضات حوالي ساعة في الحمام ..

غسلاتها امها مزيان .. و اعتنت بالجروح الحديثة .. و خرجت ..

احست بالانتعاش وراء الدوش و ظهرو ملامحها الجميلة من جديد و لمعان سواد شعرها كذلك .. لبسات ملابس نقيين ، سويتشيرت قصير و شورط .. لوات على شعرها فوطة و رطبت جلدها ، يديها وجهها و خاصة رجليها ..

عطرت نفسها و خرجت من الحمام ..

جات في باها .. اللي تبسم و قبل جبينها و يديه حوالي خدودها "" رجعات فيك الروح ابنتي ، بالصحة ""

"" الله يعطيك الصحة ابابا ""

"" الى بغيتي الصحة لبابا ماتبقايش ابنتي تخلعينا عليك ، راه واخا تشوفيني قاسح معاك و لكن ماهاماني غير مصلاحتك ، باغي منين نمشي ، نمشي هاني على كاع ولادي ""

قبلت يدو "" عارفة ابابا ، ماتخافش عليا ، بنتك قادة براسها ، في الشهر اللي دوزتو برى الدار اتبت لنفسي هادشي ""

"" وا تبتي هادشي لراسك قدام عينيا ابنتي ، واخا ""

ضحك و ضحكات معاه كاتهزز راسها .. لاحظت العياء في وجهو .. و لكن الفرحة مدرقة هادشي ..

مشى دخل للغرفة ديالو .. و تمحات الابتسامة على الفور ..

مابغاتش تسبب ليهم في خيبة امل اخرى ..

مابغاتش تدوزهم من نفس الشي من اول و جديد ..

في الاول خرجات و في عقلها هما ماغايقلبوش ..

دابا الوضع مختلف ..

بغات تعرف اشنو غادير .. خاصها تفكر في اشنو غادير ..

و لكن قبل .. بغات تطلع تشوف غرفة اسلام .. و طلبات الله يكون فيها... و في نفس الوقت طلبات الله مايكونش ..

دخلات الغرفة ديالو و شعلات الضو .. تقريبا هي هي ..

فقط مرونة ، اسلام ماشي فوضوي بطبعو .. اذا هادشي كايتبت حالتو النفسية حاليا ..

جلسات في فراشو و خدات مخدتو استنشقت ريحتو فيها و عنقاتها ..

قطرات من الدموع سردو بعض المواضع منها و لكنها مارداتش البال ..

شافت تحت الوسادة "عقد زواجهم"و الصورة اللي تبتات ديك الذكرى البعيدة .. الذكرى البريئة ..

هزاتهم بين يديها و شافت وجهها ووجه اسلام و بدات تضحك و هي كاتفكر ..

لاحظت ان الصندوق اللي جامع باقي ذكرياتهم حدى السرير و لكن مقفل ..

واضح باللي فقط هي من كان شاغل تفكيرو ..

انكمش قلبها و احست بنفسها غاتفقد توازنها لهادشي ..

حتى هي ماكانت منشغلة التفكير غير به هو ، غير برجوعها له ، غير بوفائها للوعود اللي قطعاتها له ..

و لكن فين هو و علاش مازال مارجعش ..

ناضت ، رجعات كولشي لبلاصتو كيفما كان ، طفات الضو و خرجات من الغرفة ..

امها كانت في المطبخ جنب خالتها كايطيبو العشاء ..

بحال الى سمعت اسم اسلام تذكر قبل ما تدخل ..و فور مادخلات سكتو و تبسمت امها فور شوفتها و عنقاتها "" يسلم ليا هاد الوجه الزوين و عمرو يغيب عليا تاني ""

"" هادشي غايبقى ولا غير حصري لبعد رجوعي و صافي "" تجاهلت تغريد حدسها فيما يخص شيء غريب واقع مع اسلام و غيابو من الدار ..

ضحكو عليها بزوج و اجابتها خالتها "" المحبة ماشي غير بالكلام الحلو ابنتي ""

هززات تغريد راسها متفقة ، و قالت مغيرة الموضوع "" ماما ، انا غانخرج شوية ""

غوبشت امها فورا "" فين ابنتي تاني ؟ ""

"" ماتخافيش ، غانتمشى شوية بينما تحط العشاء "" هززات امها راسها ظاهر عليها ماباغياش تضغط عليها ..

تغريد قدرات هادشي ..

تمشات للحظات ووقفات .. بغات تسول على اسلام ..

هاد المرة غاتقدر "" خالتي .. فين هو .. اسلام ؟ ""

تنهدت خالتها تنهيدة كانت غاتسكت لتغريد القلب قبل ماتقول "" ماعرفتش ابنتي ، باه و خوتو كاع كايقولو غايكون مشى بايت مع شي 3 صحابو دارهم جداد و لكن قلبي مامطمنيش ""

شافت تغريد كيفاش امها نغزات اختها و هنا بدا يدخلها الشك حتى هي ..

"" انا غانتأكد اخالتي ""

"" الله يرضي عليك ابنتي ""

نزلات تغريد بالجرى لغرفتها .. سمعات صداع التلفازة من الصالة و ضحك البنات و كلامهم خارج من تما ..

مزيان ، مافيها اللي تواجه مع اسئلتهم ..

هزات كمية من الفلوس دارتها في جيبها و سوارتها .. لبسات سبرديلة اخرى من دياولها .. حيدات الفوطة من شعرها ..

رماتها في فراشها و نزلات كاتجري ..

ماغاتهربش تاني ، ماغاتغيبش عليهم .. غاترجع ..

سدات الباب وراها و جرات ..

ظلام الحال ، و تغريد مازال ماجات

ظلام الحال ، و تغريد مازال ماجات ..

ماكاين حتى مخلوق في الدنيا -في حياتو الماضية- ماخلاه هكا يتسناه .. محتاجو ..

ماعمرو رحب بفكرة انه يحتاج شي احد ، يكون ضعيف قدام شي احد ..

و لكن اشنو غايقول ، تغريد شيء اخر ..

حاس بنفسو ربط معاها رابطة جميلة ، علاش لا ، و هما تشاركو المعاناة ، الهدف في الانتقام من شخص واحد ، العذاب ، الجوع ، العطش ، الضعف ، الوحدة ، نعسو على ارض وحدة و لقاو في بعضهم المؤنس في كل هادشي ..

عمر شي احد ماشارك معاه شي حاجة بحال هادي من قبل ..

عمر ذيبو مااستلطف انسان من قبل ..

تغريد نجحات تكسب تقة ذيبو ، هذا شيء صعب الحدوث..

تغريد كاتبان من الناس اللي غايحافظ عليهم في حياتو مهما وقع .. و مهما كانت نهاية هادشي اللي هما بزوج فيه ..

تنهد و تكى قدام البحر اللي تحول للون السماء الاسود .. و تصنت لهدوء الامواج و استرخى ..

رجع راسو للور و حطو على الرمل و تمدد تما ..

فقط مسترخي ..

خلص التاكسي و نزل على الكورنيش


خلص التاكسي و نزل على الكورنيش ..

ايام ماجا للهنا ، لجنب البحر ..

تخنق في ديك الغرفة و بغى يشم الهواء .. من هاد المكان بالذات ..

مكانو المفضل مع تغريد ..

قضى اليوم بالكامل في التفكير .. في كولشي ..

في القرارات العدة اللي خدا .. في وقعهم و تاثيرهم على تغريد ..على رد فعلها منين تعرف ..

المشاكل واضح باللي ماغاتساليش حتى فاش غايلقاها ..

وقف كايشوف في البحر من بعيد و يديه في جيابو ..

"" انت ماعارفاش فين خشيت راسي على قبلك ، فين خشيتك اتغريد باش ترجعي ليا "" و ضرب على صدرو بقبضتو ماعرف واش كايهدن قلبو او كايبعد الالم اللي فيه بالم اخر ..

"" قطعي راني سايق ""

"" قطعي راني سايق ""

"" لا ، لا ، لا ثم اللااا "" تكلم صوت الاء من خلال السماعة بالسيارة "" يومين و انا كانقولك يالله معايا عند اسلام نطلو عليه لانني مشوشة عليه و لكنك كاتجاهلني ""

"" اسلام راه راجل قاد براسو ، مامحتاجكش ا الاء باراكة من العناد ""

"" زيين العاابدين ""

"" الاء قطعي ، نجي للدار و نهضرو ""

"" ماكاينش فرق ، غاتبقى تعطيني نفس الجواب ""

شاف زين في المراية و هو مركز في السياقة "" اوى هاذي اشارة لك المدام باش تنساي الموضوع ""

"" اشنو المغزى من عنادك دابا اسي الزغبي ؟ ""

تبسم "" نعصب الحبيبة ديالي و نفرض هيمنتي الرجولية ""

ضحك و قدر يتخيلها دايرة يدها على جنبها و هي قالبة عينيها "" فرضها في حوايج اخرى اسي ، دابا كانهضرو على زوج ارواح .. ""

سكت زين العابدين مركز في شيء قدامو ..

"" زين العابدين .. زييين فين مشيتي ؟ كاتشوف في شي وحدة ؟ اقسم بالله حتى نتقبهم لك ""

"" تهدني المراة ، ماغاتخيليش شكون دابا قدامي ؟ ""

"" شكون كاااع .. ""

"" قلعي ""

"" وا قول ""

"" اللي فارعة ليا راسي عليه ""

"" اسلااااام ؟ ""

"" اه ""

"" على انت فينك ؟"

"" حدا الكورنيش ""

"" اشنو جابو تما ؟ وقف وقف و سير جيبو معاك للدار ""

"" الاااء ""

"" جيبو معاك هي جيبو سدينا "" و قطعت ..

وقف بالسيارة و رجع للور و ركنها على الجانب ..

"" مصيبة مع هاد المرأة و فضولها ""

فك حزام الامان و خرج من السيارة ..

تقدم نحو اسلام اللي واقف ساهي قدام البحر ..

تعابيرو كايقولو كولشي ..

قبل ما يوصل ليه زين .. بان ليه نزل ماشي كايقرب للشاطئ ..

حدر زين عينيه شاف في حذاءه اللي مامناسب لابحر و لا جري ، لعن فضول زوجتو .. و بدا يجري زين لتجاهو بالشوية و هو كايلعن فضول زوجتو من جديد و يعاود ..


google-playkhamsatmostaqltradent