قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا(الفصل السادس و ثلاثون)
الفصل السادس و الثلاثون :
ماشي حرب عادلة ..
تغريد استسلمت ، ضاع احترامها لنفسها قدامو .. باشمن وجه غايشوفها من بعد هاد الليلة .. كادير هادشي باش تنتقم منها ، باش تخليها طوع بين يديها و تستسلم ، كاتوريها علاياش قادة ..
تغريد فهمات ..
بقى اسلام كايشوف فيها ، هاد المرة بدى يفكر باللي ماكايعرفهاش ، كايشوف فيها بحال شي غريبة ..
مصدوم ..
بعدها ، تغيرات النظرة لخيبة امل .. عميقة ..
قلب تغريد نبض في حلقها ..
تالا بعدات بزاف بتصرفها هذا .. دارت شي حاجة غالطة ، خلات اسلام يفقد اخر ذرات صبرو ..
من يدها اللي بكل جرأة و وقاحة سمحات ليها تجول على جسدو ، دفعها من فوق سريرو باندفاع و غضب ..
طاحت للارض .. و وقف قدامها ..
وذنيه حمرين و التعبيسة على وجهو عميقة "" صافي ، حدك تما اتغريد ، صبرت ، قلت غاتحشمي ، حذرت ، و قلت غاتحشمي ،و لكن دابا صافي فضيت معاك ""
صافي غايتفارق معاها ، غايكون هكا اريح ، من فوق قلبها هكا اريح..
تبسمت بغموض ، و دازت من حداه و دوزت اناملها على صدرو في حركة استفزاتو اكتر و اكتر ..
جلس شاد راسو ، كايشوف في اثرها ، اشنو واقع ليها ، ماعمرو فكر او تخيل ان تغريد ممكن تولي هكا فجأة بين يوم و ليلة ، اشنو وقع ليها ، اكيد وافعة شي حاجة عندها تفسير لهادشي لانهم ماشي تصرفاتها هي نهائيا ، مافاتتوش حقيقة انها غير كادير هاد التصرف من بعد كايبان عليها ندمات و كاتحشم حتى تشوف فيه ، اذا كانت كاتندم علاش كاتعاودها ..
ولا كايحس بيها بحال شي خطر ، هو رجل في الاخير و هاذيك بنت اللي حياتو كاملة و هو كايبغيها ، طبيعي يرغب فيها و لكن ماشي هكا ، ماشي هكا نهائيا ..
خاصو يلقى حل لهادشي .. حيت الكلام و التحذيرات بكل وضوح مانفعوش معاها ..
تكورات تغريد في فراشها كاتكتم بكاها بيديها ، امرها ماتبقاش دور بساحتو و ماتقلبش عليه ، اذا هاد الكلام ماعناش فراقو معاها اشنو كايعني ؟
على الاقل من جهة مزيان فراقهم ، ماغاتسوءش صورتها قدامو اكتر من هكا ..
هادشي اللي دارتو تالا دابا لايغتفر ، غاتنتاقم منها ، فقط لو غير قدرات تلقى منين تشدها ..
"" ماكنتش نهائيا باغية نلعب معاك هاد اللعب ، و لكن كاتستاهلي اللي وقع لك ، هاهو خسرتيه ، فهمتي دابا الغلط اللي درتيه ؟ "" قالت تالا ..
ناضت تغريد دغيا للحمام سدات الباب وراها ..
بغات تواجه معاها ..
مسحات تغريد الدموع من عينيها و تمالكت نفسها عبر اخد كمية كبيرة من الهواء .. تغريد ماشي ضعيفة ، ماعمرها ماطاحت لشي مشكل ، و هاد تالا ماشي المشكل اللي غايطيحها ..
بوجهها الواثق قالت "" هانتي فارقتيني معاه ، و من بعد ، كاتسناي مني نخضع لك دابا ؟ ""
"" و لايني راك واحد العنيدة راسك قاسح .. بديتي كاتعصبيني اتغريد و لحد دابا مازال مادرت معاك والو""
"" مافهمتش علاش كاديري هادشي ، كان كايسحاب ليا على قبل اسلام في الاول ؟ ""
"" علاش؟ مابقاش كايبان لك على قبل اسلام ؟ "
"" لا ، انت فارقتيني معاه ، هادشي ماشي لمصلحتك ""
تبسمت تالا ليها عبر المرآة ، تغريد اخبرها حدسها انه كاينين شي نوايا خبيثة مخبية وراء داك الوجه الزوين ..
"" لاشنو كاتخططي ؟ ""
"" والو ، كنت باغية غير نعيش في سلام معاك في جسدك ، انت اللي غذرتيني ، حذرتك من شري ، و لكن شرك و انانيتك انت ماحذرك منهم احد ""
"" بلا ماتضحكيني ، ليا كل الحق نخرجك من جسدي سواءا بالقوة او بالهداوة ، و مايسحابش لك غاتمشي عليا هاد الهضرة ، انت من الاول كاتخططي لشي حاجة ، انا دابا غير دمرت لك خطتك و مالقيتي حتى حل من غير انك تحاربيني بوجهك الحقيقي ""
بقات تالا كاتشوف فيها ، وجهها جامد .. بحال الى نشرات غسيلها الموسخ قدامها ..
ربعات تغريد يديها و كملات "" كلا القط لسانك ؟ يسحاب لك انا غبية ؟ ""
"" هاد الهضرة كلها زايدة ""
قطاعتها تغريد "" قتلتيه ، غرقتيه تحت الماء ، واش قتلتيه حيت ماعطاكش اللي بغيتي ؟ اولا انتقمتي منو حيت خدى منك فرصتك و قتل الجسد اللي سرقتيه ؟ ""
"" من الاحسن لك تسدي داك الفم ""
"" و الى ماسديتوش ؟ انت والو ، و غانتاقم منك و غاندمك على هادشي اللي درتيه ""
سكتات تالا ، كاتشوف فيها بملامح غاضبة ، تغريد ظنت للحظة انها غاترمي عليها التعويذة اللي عتقها من اسلام من قبل ، و لكن عوضا عن ذلك ، تبسمت و اختفت ..
بقات تغريد كاتشوف انعكاسها هي في المراية ، و شافت شحوب وجهها و حمورية عينيها ..
اشنو ناوية ليها تالا ، لو غير تعرف ..
اليوم الموالي ..
قضات تغريد الليل و الصباح كاملين كاتفكر ، ماخرجاتش نهائيا من فراشها ..
دق عليها خوها بكري باش يوصلها معاه للخدمة و لكن خبراتو باللي مابقاتش خدامة ..
شاف فيها شوفة غضب في الاول ، خاصم عليها و لكن ماحكرش ، و ماقال والو لوالديه منين خرج من البيت ..
قضات الصباح كامل كاتحاول تتفكر كاع الكلام اللي تقال بين تالا و بين الاء ..
ماقدراتش تتفكر بزاف من غير امور قليلة ، او كلمات مفاتيح ما شكلو بالنسبة ليها حتى معنى ..
الساحرة الكبيرة ، الحراس ، إثم ..
" اشنو هادشي خشيت فيه راسي ياربي " فكرات تغريد لنفسها باش ماتسمعهاش تالا ..
من البارح مابقات بانت ، كاتحس بيها مازال كاينة ، و لكن بعيدة ..
سمعات خالتها كاتنادي بالغذاء واجد .. و عاد لاحظت ان بطنها كايتحرك بكترة الجوع ..
ناضت للحمام غسلات و قادت حالتها .. ثم طلعات مع الدروج و هي كاتفكر و تخمم ..
دازت على غرفة اسلام ، كان الباب مغلوق و سبرديلتو ماكايناش ، خارج ..
عارفاه هاد الايام مشغول ، غايكون احسن هكا ..
و لكن ماعارفاش مصير علاقتهم ، تمنات لو قدر يعاونها لو شي احد في الدنيا يقدر يعاونها ..
دخلات لغرفة الاكل ، كانو مجموعين و لكن ماشي كلهم ، البعض منهم ماكايقدرش يجي ديما من الخدمة في وقت الغذاء ..
بعقلها المشغول مالاحظتش انهم غير دخلات سكتو ، و ان العينين الحاضرة كلهم عليها ..
"" اش كاديري هنا ؟ "" قال باها بصبر .
و لكن ماجاوباتوش ، كتاكل و ساهية بعقلها ماعرفش فين ..
"" تغرريد "" صااح حتى قفزت ..
شافت فيه "" نعام ابابا ""
"" علاش انت ماشي في خدمتك دابا ؟ ""
"" عييت و خرجت منها ابابا ""
"" و مع من تشاورتي ؟ ""
"" مع راسي ابابا ، مابقيتش باغية نخدم هادي حياتي ماشي حياتك ماعندكش الحق تاخد قرارات فبلاصتي ، في عمري 22 عام ابابا ، القراية ماغانكملهاش ، ماشي ديالي ، ناس بزاف نجحو منها ، و لكن انا ماشي منهم ، خليوني نعوم بحري ""
اخر كلمة كانت صيحة منها بدون قصد ، اعصابها دابا متدمرة ، و كاتحس براسها على الحافة ..
بقات ساكتة قدام باها اللي قابل صياحها بهدوء و صمت كيف الباقيين ..
حتى نطق "" اوى عومي بحرك ، قوليها و قدي بيها ، عومي بحرك برى داري ، انت عارفة مزيان اخر كلامي اشنو كان .. ""
و دور وجهو ..
دمعو عينيها كاتشوف فيهم ..
امها و عمها و مراتو رجعو ياكلو بحال الى مانطقش ديك الكلمة ..
ماشافتش لجهة اختها ايمان و فيصل اللي حداها ..
ناضت من بلاصتها و نزلات للغرفة ..
غير دخلات للغرفة انهارت و طاحت في الارض كاتبكي بقوة ، كاتحس بالظلم ، بالضعف ، بالخذلان ..
عنقات جسدها كاتحس ببرد مفاجئ ، برودة ماعرفاتها واش في عظامها او روحها ..
واش نيت كان خاص ضروري للامور تولي هكا ؟
"فينك ا اسلام ، خسرتك في اكتر وقت احتاجيتك فيه .. "
تفكرات كل ايامها معاه ، كحبيبتو ماشي صديقتو ، كانت ايام بحال شي عاصفة جات بعد هدوء طويل ..
عاصفة زوينة ..
تفكرت ضحكتو و دفؤه اللي ماذاقو و ماتلفف فيه غير هي ..
و فجأة مسحات دموعها ، و سكتات شهيقها ..
ناضت للماريو .. جبدات حوايجها و خشاتهم في شكارتها و اللي كانت كبيرة نسبيا مخصصة للرحلات، دارت حوايج قلال و بعض الضروريات ، كاميرتها و معدتها ، خدات pc صغير ديال ختها ايمان و اللي ماكاتستعملو غير للفراجة و التسلية ، هي محتاجاه اكتر منها ، فاش غاترجع ، غاتجيب ليها معاها واحد احسن منو ..
توعدات لنفسها و هي واقفة كاتشوف اشنو مازال خاصها ..
فلوسها كمداتهم بطريقة محكمة و خباتهم في مكان مخفي في الساك ..
بدلات حوايجها و لبسات سبرديلتها و هزات ساكها و خرجات ..
كانت كاتسنى امها و اختها يكونو قدام الباب و لكن .. حتى واحد ماكاين ..
عضت على شفتها السفلية كاتكبت عاصفة بكاء اخرى ، واش هي مكروهة او فقط عياو من مشاكلها ؟ ماعرفاتش مازال واش تلومهم او تتفهمهم ..
الخذلان ، احساس عمرها فكرات حتى التفكير في انها غاتتعرض له ..
مسحات دموعها و قالت لنفسها "" بحري ، غانعومو بوحدي ، انا من ديما كنت عوامة .. ""
____________
حلات باب الزنقة و دارت قبها على راسها ، الشمس قوية و اشعتها هجمت على عينيها ..
فين غاتمشي في هاد الصهد ؟
هبطات و سدات الباب وراها .. ثم تمشات .. حدارة الراس ..
خطوة وراء الاخرى .. لقات راسها كاتجري ..
كاتجري ، الساك تقيل وراها و قلبها مثقل بالهم قدامها ، و حسات براسها مضغوطة بينهم و ضعيفة ، غاطيح في اي لحظة ..
"" بحري و غانعومو بوحدي ، انا من ديما عوامة "" ردداتها كاتكبت دموعها و كاتشوف في الطريق قدامها .. بإصرار و عزيمة ..
4 العشية ..
جلسات في باب عمارة قدام شارع طويل و عريض ..
شربات من قرعة الماء اللي يالله شراتها من دكان قريب ،تم كلات من البيسكوي ، مجرد بيسكويتات جافة باش تسد جوعها اللي خرجات بيه من الدار ..
خاصها تعرف كيفاش تتعامل مع الفلوس اللي عندها ، حيت ماعرفاتش شحال ديال الوقت غايكون من دابا لفاش غاتستقر فشي بلاصة و تخدم ..
كلاتو و كملاتو ، كاتفكر فين غاتمشي بالضبط ، فكرات في الدراري ، و لكن كيفاش غايعاونوها و هكا كاع مازال ساكنين مع والديهم ، و حالتهم ماشي افضل منها .
البنات .. مابقاوش عندها صحابات بنات ..
اسلام .. مازال اسلام في لائحة الناس اللي كاتلجأ ليهم واخا تفارق معاها ..
بلاتي ، ماعمرو كان شي احد في االائحة من غيرو ، ديما كان هو اللي كايلبي بدون تفكير او تردد ..
" كانبغيك ا اسلام ، و ماغانتخلاش عليك ، غانرجع ، و غلاوة علاقة الصداقة اللي جمعاتنا سنين هادي ياحتى غانرجع ، ماعمرني غانكسر بوعدي ، غانبقى عند وعدي .. غانرجع "" واعداتو سريا لنفسها ..
تالا كاينة و لكن ساكتة ، سكاتها ماكايطمنش و لكن كون تغريد خدمات عقلها من شحال هادي كانت غاتعرف باللي وجودها في حد ذاته ماكايطمنش .
رجعات بتفكيرها لاسلام و جبدات هاتفها ، آملة انه يكون خلا ليها ميساج ، يكون عرف بمغاذرتها للبيت ، يجي يجري يلحقها ..
لا ، ماكاينش ولو حتى ميساج ..
و مابغاتوش يكون ، عارفة راسها كاتكذب على راسها ، و لكن مزيان بعدو عليها ، على قبل علاقتهم خاصو يبقى بعيد حاليا ..
ماخاصوش يلقاها ..
و توسعو عينيها منين تفكرات شيء نساتو ، مشات للapp الي حملها في هاتفها و قطعات صلتها بهاتفو و بعدها مسحاتها من هاتفها ..
ديك ساعة طلع اتصال منو ..
وقفات تما متبلدة كاتشوف في اسمو على شاشة الهاتف، يمكن توصل بالnotification حالما حجبات نفسها عليه ..
ماجاوبتش ، كانت كاتحس بنبض قلبها المتوتر في ذاتها كاملة ، ماغاتجاوبش ..
دازت مكالمة اولى ، ثانية و ثالثة ..
الرابعة كانت ميساج 《 علاش حيدتي الgps ؟ 》
كانو اخطاء و حروف زايدة في ميساجو ، دليل على عصبيتو في الكتابة ، قادرة تسمع غواتو من خلال الحروف اللي وصلوها
مادام كايسول علاش حيدات gps فكتخمن انه مازال ماعرف ..
《 عنداك يسحاب لك انا تفارقت معاك تاني ، ماتفارقتش معاك ، انت ديالي ماعندي معاك فراق ، واخا ماعرفتش اشنو ديري ، نسيتي وعدنا في البحر ؟ ماديري حتى حاجة حمقاء ، انا مازال كانبغيك ، داكشي اللي وقع ماغايبدل حتى حاجة 》
اشنو هاد الرجل ياربي ؟
بعد كاع داكشي اللي وقع ، بعدما ماشافها في ديك الحالة اللي نفراتو و خلاتها تصغار في عينو .. مازال مصر يبقى معاها ..
دمعة طاحت على شاشة هاتفها و هي كاتشوف ميساجو الاخر 《 انا اليوم غانرجع و غانهضر مع عمي في موضوعنا ، غانطلب يدك و نتزوجو ، غانمشيو بزوج لمدينة اخرى ، غانبنيو حياتنا كيف تافقنا ، ماكايهمنيش واش انت موافقة تزوجي دابا و لا لا ، انت لمك زربانة اكتر مني و كاتعفري 》
هاد الميساج قسم ليها الظهر ..
اه باغية تزوج دابا ، ماباغية ضيع حتى وقت لو قليل بلا به ..
فاش كانت كاتفكر ؟ اشنو اللي يضمن ليها غاتعيش حتال غذا ؟ عاد حتى تكمل 30 عام ؟
علاش ماكاتبان لينا قيمة الحاجة اللي كانملكوها حتى كاتضيع مننا..
و لكن تغريد ماضيعاتوش ، غاترجع ليه .
منين غاتتفك من هاد الروح الشريرة ..
منين ترجع بوحدها .. تغريد بوحدها
كلامو كان جد جد مغري باش ترجع ، و لكن مستحيل ترجع باش تتزوج بيه و تالا بينهم .. تفضل تموت .
كاتبكي ، جمعات شجاعتها و بدات تكتب ميساج ناوية طمنو فيه ، و تقول ليه غير يتسناها ...
و لكن في رمشة عين الهاتف طار من بين يديها ..
و قبل ماتفهم .. راجل مار ربت على كتفها و كايشوف فيها بتأسف "" سيري فحالك ابنتي من هنا ، راه الدنيا في هاد البلاصة عامرة بالشفارة ""
اسلام غايبقى مشوش ، و التيليفون طار ، تنهدت بعياء و هي كاتدوز يدها على جبهتها ..
الطريق اللي ضرباتها كلها ورى استراحتها و هي رادة البال لجنابها اذا طار الساك اللي على ظهرها حتى هو غاتكون الاخرة ليها .. خاصها تلقى حل و فين تبات دغيا ..
دابا عاد عرفات بقيمة العلاقات في حياة الانسان ، تفكرات صداقات قديمة كوناتها كان ممكن تنجح ، و لكن حتى هي انسان و حتى هي كانو ليها اخطاءها ..
بعد مدة مشي قليلة مازال ، وقفات ..
جلسات فوق ساكها و شربات من قرعة الماء اللي مازال عندها ...
احست بالحركة في هاد الشارع .. البياعين المتجولين على الجهد .. و حتى صحاب الديطاي .. طاكسيات و ناس عشوائيين بامتعتهم كايخرجو من كل جهة ..
ضمت الافكار في رأسها و هي توقف ، كاينة شي محطة او كار هنا ..
دارت و هي تلقاه ..كبيرة .. مكتوبة بالخط العريض ..
ماعندهاش فين غاتبات و لكن عارفة فين غاتمشي ..
قطعات ورقة ، كاتشوف في المكان اللي غاتمشي ليه مكتوب فيها ، مكان ماعندها ليه حتى حنين و لا حتى صلة ، فقط مكان مشات ليه مرة و ماكرهاتش تمسح داك اليوم من حياتها ..
هي دابا عارفة غلطها .. تعلمات منو ، و غاتحاول تصلحو ..
غاتعوم بحرها بوحدها ، هي من ديما كانت عوامة ..
تنهدات و جلسات في مكان مخبي في 'لا كار' ، ال6 العشية و الكار ديالها ماغايتحرك حتال ال10 من الليل .. غاتضطر تتسنى 4 السوايع كاملة ..
دورات عينيها في المكان ، موسخ ، عامر باطراف التيغ ، و بقايا اكل ترمات لحيوانات ..
رجعات شافت قدامها و ملامحها مجعدة باشمئزاز ، دارت قبها على راسها و خشات يدها في جيبها و جبدات 'مطوة' كانت ديال اسلام ، و عطاها ليها من شحال هاذي ، عمرها هزاتها ، و لكن اليوم ، احتاجت شي حاجة منو تحسسها بوجودو ..
قفزت من بلاصتها منين طاحت من فوق سريرها ..
لا ماشي السرير ، كانت جالسة على ساكها و متكية على الحيط ..
حكات وجهها و هي كاتدرك شوية بشوية اشنو واقع ..
لابد انها غفات و لكن لشحال ديال الوقت ، ماعرفاتش و ماعندهاش منين تعرف .
كان الحال ظلم شوية تقدر تكون 8 و نصف ، هكا قدرات بينها و بين نفسها ..
هزات ساكها و هي كاتشك واش شي احد قرب لجيهتها اثناء غفوتها ، المكان كان فاارغ من اي حركة غريبة عن حركتها ..
كاتحس بالجوع و العطش ... و حتى البكية ..
باغية تخبى في شي قنت و غير تبكي ..
عمرها تخيلات راسها في موقف ضعيف بحال هكا ، عمرها تخيلات انها غاتبعد من اسلام بهاد الطريقة ، عمرها تخيلات في يوم انها غاتهون على عائلتها و يلوحوها للزنقة .. بلا مايفكرو ، بلا مايرف ليهم جفن ..
ماقادراش تلومهم ، هما ناس عقلهم بسيط و عمرهم فهموها او حاولو ، مايمكنش ليها تلومهم و تخليهم يفكرو بطريقة عقلهم مامصممش ليها .
يمكن في اليوم اللي غاترجع ناجحة ، غايفهموها ..
و هي غاترجع ناجحة ..
مشات شرات ماء و هاد المرة خدات نصف خبزة بفرماج و شوية كاشير ..
عرفات باللي الساعة ال9 و نصف ماشي ال8 و نصف ..
اليوم طوال و من خلال كاع هادشي اللي واقع مارداتش البال ..
بقات نصف ساعة على الرحلة ..
على الاقل غادوز الليلة في كار و ماشي في الزنقة ..
مرت ساعتين باش ركبات ، في طريقها الى المجهول ، مخلية كولشي وراها .. خبات وجهها تحت قبها و حطات راسها على الزاجة ، ربعت يديها و حاولت تنعس ، مابغاتش تقضي رحلتها كلها و هي كاتبكي ..
منين نزلات من الكار ، مع بعض من الناس ..
كانت السماء مازال ماشرقت شمسها ، ال5 الصباح ..
هزات صاكها و امضت في طريقها ..
وقفات كاتشوف في الشلال ، هاد المرة ، كاين أثار ديال الناس زارو المكان ..
شافت خيمة صغيرة منصوبة و لكن بعيدة شوية ..
لابد ان الناس اللي جاو هنا كانو من طرفها هي عبر الvlog تبسمات و هي كاتفكر ذكريات داك اليوم و اجواء التصوير فيه ..
حطات ساكها و قربات من الشلال .. جلسات قفازية قدامو بملامح عميقة التفكير ..
تمنات تلقى شي خيط ، اي خيط منين تلوي ذراع تالا ..
و لكن المنظر ، ماهو غير منظر شلال عادي ، ماكاين حتى تفصيل متعلق به مثير للريبة ..
اشنو غادير ؟
و فين تالا ؟
بحال الى احست باسمها تذكر في نفس تغريد ..
"" شلالي العزيز شحال توحشتو ""
"" يمكن لك ترجعي ليه ، مادامك قادرة تخرقي قانون و تسكني جسد حي مملوك ،فراك قادرة تخرقي قانون الفرص ، و تسرقي فرصة تانية ، بعيد عليا""
سمعات تالا كاتضحك "" هاديك الفرصة ، ماشي ساهلة الغزالة ، و انا ماغادياش نصبر سنين مسجونة في جسد صغير كانمتل باللي انا برهوشة صغيرة كاتبرز تحتها ، عييت من داك الدور .. انا باغياك انت ، باغية حياتك انت .. ""
سكتات تغريد كاتفكر ..
"" ماعندك ماتلقاي هنا ""
"" ماشي انت اللي غاتوريني اشنو غاندير .. ""
حيدات تغريد قبيتها و غطسات في الماء ..
عامت لجهة عميقة .. ماحدها كاتبعد من السطح و الرؤية كاتظلم ..
خافت ..
الماء عميق ..
و لكنها عوامة ..
عامت لوقت قليل كاتشوف حواليها ، كاتبحت و بدون ماتعرف علاياش كاتبحت ..
بعدت من ديك المقبرة اللي خلقاتها ديك الساحرة الشريرة .. و شافت تمتال حجري ، قربات ليه .. و ميزات ملامحو .. بنت اية من الجمال و لكن ملامحها كانت مذعورة ..
و لكن في طريقها للطلوع لاحظت شي حاجة .. ماشي شي حاجة ، بل شي احد ..
جسد رجل مقيد ، ماشي هيكل ، رجل كامل ..
رمشات بعينيها و اختفى ..
طلعات سابحة للسطح ، مخنوقة و مخلوعة ..
منين وصلات شهقات شهقة احست من خلالها بحال الى تكتب ليها عمر جديد ..
منين احست ان الاكسجين وصل لدماغها ، سبحات خارجة من وسط الماء ..
تلاحت على الارض في جنب الماء ، جد مرهقة ..
رجعت صورة الرجل و نظرتو ليها تجسدات قدام عينيها ..
كانت الرؤية التحت مضببة و غير واضحة ماسمحاتش ليها تاخد صورة صحيحة .. و لكنها متأكدة شافتو .. و لكن اختفى من بعد .. كان مقيد ، مافهماتش مزيان اشنو كان الوضع تما ، اذا كان مقيد كيفاش غايختفي ، الامر غير منطقي ، و لكن حتى حاجة مابقات منطقية بعد تورطها مع تالا ..
سمعات الكلام من بعيد ، عرفاتو من الناس اللي في الخيمة ..
ناضت هزات ساكها و حوايجها و دخلات في الغابة ..
جلسات كاتنهج على جذع شجرة ، جبدات قرعة من جيب ساكها و لكن مالقات فيها غير جغمة ديال الماء ..
شرباتها و بدات تعصر شعرها ..
مسحات وجهها و لكن الماء اللي كان في عينيها ماكانش من الشلال ..
جاها البرد و جبدات حوايج اخرين من الساك ..
كانت تعمقات وسط الغابة و تخبات بين اشجارها العالية و الكتيفة و تحققات من خلو المكان قبل ماتجلس فيه ..
بدلات بالخف و فرشات دوك الحوايج الساردين في اغصان محدورة التحت باش ماتتيرش الانتباه رغم ان حدوث هاد الامر غير وارد ، حاولت تصنع مكان مريح ليها فين تتكى ، غطات الارض باوراق شجر كانت كبيرة ، و حطات راسها على ساكها ..
من خلال دموع عينيها ، شافت في السماء و لاحظت خيوط الشمس اللي حاطة على الارض مابين فراغات الشجر ..
المنظر زوين ، و ماكرهاتش كون اسلام كان حاضر ..
هذا المكان التاني اللي كاترغب وجود اسلام معاها فيه ، و ماكايكونش ..
تساءلت بكل تعاسة واش نيت هكا غايكون الوضع من هنا للقدام ، تبغيه يكون معاها و مايكونش ..
واش هي نيت قادرة تخوض في هادشي بوحدها ..
خايفة ، ضعيفة ، تايهة و ماعارفاش اشنو غادير ..
اشنو غادير في هادشي ؟
ماعندها حتى خطة او رأس خيط ..
باقي داكشي اللي شافتو تحت الماء كايرن في راسها من لحظة لاخرى .. و لكن حتى حاجة ماعندها معنى ..
حتى حاجة ماشكلات ليها جواب ..
هي كانت عارفة باللي تالا كاتقتل كل من سبح في الماء ، هادوك العظام كانت ديال دوك الناس ، التمتال اتبات لكلام او القصة اللي تداولت بين الناس ، وجود داك الرجل كان غريب .. و اختفاءه خلاها تزيد تشوش .. واش تخيلاتو ؟
غمضت عينيها و تقلبات لجهة لاخرى ضامة نفسها من رطوبة الجو ..
اسلام .. اشنو كايدير اسلام دابا و هي بعيدة عليه ؟
دفع باب الدار بيدو و دخل ..
جسده منهك و العروق في رأسو كايزدحو ..
سهر الليل كلو كايقلب .. بل منين هضر معاها ميساجات و مابقاتش جاوبت ..
اتاصل وراها بزاف و لكن كان كل مرة كايتفصل حتى مابقاش كايتوصل هاتفها بالمكالمات .. طفاتو ..
رجع وراها للدار سولهم و مالقى منهم جواب ، ماكانوش عارفين فين هي و كانو مسترخيين في الاجابة ..
حاول حتى هو يسترخى و يبعد الاحساس الخايب اللي جاه ..
هي ديما عزيز عليها تغبر شوية ، خاصة انهم تخاصمو و اللي وقع بينهم ماكانش خصام صغير ..
و لكن كان كايتوقع بعدما اقترح عليها يفاتح باه حول زواجهم كانت غاترجع ..
و لكن مادارتهاش ..
تسنى و تسنى و لكن مارجعاتش ..
بالليل خرج كايقلب .. قلبو كايضرب ... خايف .. قلب كل الاماكن اللي ممكن تكون فيهم ..
هضر مع الدراري ، كان خدى نوامرهم من هاتفها بدون علمها ..
حتى واحد ماكان عندو شي جواب ، حتى هناء و ياسمين هضر معاهم ..
من غير هاد العنواين مالقاش مزال لمن يعيط ..
تغريد انسانة مستقلة و ممكن تظل وحيدة لوقت طويل في الزنقة ماعندهاش مشكل ، و هادشي اللي خلاه يتأكد ان فكرة انه يلقاها غاتكون صعيبة ..
حتى المستشفيات و مراكز الشرطة داز عليهم ..
صبح عليه الصباح و هو مازال على برى ..
و السيناريوهات البشعة بدات تلقى لعقلو طريق .. اشنو غاتكون كادير ؟ فين غاتكون ؟ اشنو السبب ؟ واش هو ؟ واش تخلات عليه ؟ واش جاتها ساهلة تخليه ؟
هي قرات ميساجاتو ، تغريد اللي كايعرف مستحيل تعطيه بظهرها بعدما تقرى دوك الميساجات ديالو ، مستحيل ..
تغريد كاتعاني من شي حاجة ، هو حاس ، فعايلها ، شوفاتها ، تصرفاتها ، لغة جسدها ، حدسو تجاه هادشي اللي واقع ..
كولشي كايقول ليه تغريد عندها شي حاجة ..
وقف عليهم ، كايفطرو و كايوجدو ريوسهم ليوم عمل اخر ..
شافو فيه افراد العائلة و خداو وقت يشوفو في شكلو ..
مشعت الشعر حتما من كترة ماشدو ، الارهاق ظاهر على عينيه ، حوايجو مبعترة ..
اش واقع ؟ الدار دابا بداو يتساءلو ..
"" علاه مالقيتيهاش البارح ، عند بالي راها معاك ؟ "" قال عمو ..
"" كوراها بايتة عند شي صاحبتها "" قال باه ..
"" تغريد ماعندهاش الصحابات ، من البارح مع ال2 و هي غابرة ، واش ماعندكم دم ، البنت رااه غابر ليها الاثر .. الليل كلو و انا نقلب و انتوما ناعسين ، باش نرجع نلقاكم كاتوجدو تمشيو لخداميكم بحال الى ماواقع والو ؟ "" صاح فيهم اسلام من جديد باتهام و العرق بدى يتصبب من جبينو بالتوتر ..
"" تغريد مايتخافش عليها ، انتوما ماكاتفارقوش ، و انت راك ادرى "" تدخل فيصل و هو كايلبس صباطو ..
"" فاش ندخل ، بهاد الحالة و كانغوت تغريد بيها شي حاجة ، راه بيها شي حاجة ، انا كانعرفها *شاف في والديها* مافهمتكمش ، واش ديك البنت ماشي بنتكم ، كيفاش مابايناش في الدار و انتوما ناعسين هانيين ، واخا تكون معايا ، ماخاصكومش تتجاهلوها و تهملوها هكا ، ماعرفش مالكم دمكم بارد من جيهتها ، والديها و ماعارفينش باللي الليلة اللي خاصمتو عليها رجعتها هازة ساكها و حوايجها ناوية تخرج من الدار ، كون ماكنتش انا كوراه يعلم الله فين مشات ديك الليلة ..""
ام تغريد بدات تحرك عينيها بينهم بتشوش و ضياع و التوتر كايتذبذب منها "" ياكما هربات هاد المرة ؟ ""
شاف فيها زوجها ، عابس ، و لكن التوتر و القلق ظاهرين في عينيه "" غاتكون ناسية راسها عند شي احد تاني ، هادي هي تغريد ، زيرناها حتى شدات الطريق و اختارت ترجع لور تاني ، مابقيتش غاندخل تضبر لراسها ""
و خرج مع الباب ..
مرر اسلام عينيه بينهم كاملين ..
اليوم لاحظ عدد العائلة الكبير ماعمرو نفع في شي حاجة ..
"" خالتي ، قلتو ليها شي حاجة ؟ خاصم عليها باها حيت خرجات من الخدمة ؟""
"" خاصم عليها ، و لكن .. ""
قاطعت ايمان امها قائلة "" راها جامعة حوايجها ، ساكها و اغلبية حوايجها ماكاينينش ""
دخل اسلام مداهم للغرفة ، قلب الماريو ، بالضبط الجهة فين مخبية فلوسها ..
مالقى والو ..
بياسة من تيشورتاتها مليوحة تما عشوائيا هزها و انهار جالس على طرف فراشها كايشوف في الفراغ بعيون اكتر فراغا ، متجاهل كاع اللي في الغرفة حداه ، صداعهم و نقاشهم اللي بدى يعلى .. هيستريتهم اللي عاد لقات ليهم طريق ..
و اشنو الفائدة .. تغريد صافي وصلات لمهما كانت وجهتها ..
《 انا غاندمك ، غانعدبك ، ماغاتفكيش مني ، حاولي تقلبي في ماضيا ، حاولي تقلبي في قلب الماء اللي استوطنتو في واحد الوقت ، ضيعي وقتك و جهدك ماغاتلقااي واالو .. 》
كان الظلام ، و كان خذا صوت تالا وسط الظلام ..
عارفة راسها تغريد ، و لكن ماعارفاش فين هي ، واش للعالم اللي كايمشيو ليه الناعسين ؟
ماعرفاتش ..
تحركات وسط داك الظلام كاتحاول تلقى اي شيء تشد فيه ، اي شيء يعطيها تعريف على مكان وجودها ..
" فين انا ؟ تالا اشنو درتي فيا ، فين انا ؟ "
ماكان حتى صوت و لا حتى شيء كايثير حواسها الاخرى غير البصر ، ماكاين لا صوت لا صورة و لا ريحة و لا حتى حاجة ..
لا احساس بالزمان و لا المكان ..
فين هي ؟
قلبها مقبوض ، صدرها و خاطرها ضاقو ..
《 عرفتي راسك فين ؟ كتسائلي دابا ياك ؟ 》
《 غادية نندمك ، غادية نندمك اتالا .. 》
《 هادي هي البلاصة اللي عشت فيها هاد الايام كاملة اللي دوزتها معاك ، غير حيز صغير من جسمك و روحك مامأترينش و مامقنعينش ، مابقيتش راضية بيه ، جا الوقت باش نتبادلو ، هنا غاتكوني في المستقبل ، في هاد البلاصة الصغيرة اللي ماعرف بيها احد ، و انا اللي غانكون من برى 》
《 ماغاتقدريش ، و اللهلا كان لك .. 》
《 كنتسائل فاش نملكك كلك ، واش نرجع نعيش الحياة اللي كنتي عايشاها مع هذاك اسلام ، او نخلق حياة اخرى ، حياة ديال تالا اللي ماكملاتش ، في الحقيقة كانت خطتي غادية مع الاقتراح التاني و لكن اسلام بان ليا يستاهل ، مثير للاهتمام ، حياتي انا ولات منلة اصلا ، اسلام غايكون بحال التوابل فشي وجبة ، ماشي ضروري و لكن مهم .. 》
""ماتجرئيش تهضري عليه هكاك العاهرة ، اقسم بالله و نشدك غانقلع عينيك من بلاصتهم ، تصوري غير في شي جسد اخر و وقفي قدامي ، الجبانة ، عارفااني غاناكلك بسناااني ""
《 اه ، ماغانعطيكش هاديك الفرصة مالي حمقة ، انا راه تسنيت سنين طويلة 》
"" على الاقل شجاعة كفاية باش تعترفي ""
《 سدي فمك ، لسانك الطويل غانكتمو في واحد الوقت غير تسناي عليا ، انت هنا ، حيت بغيت نحذرك و لاخر مرة ، ماتبقايش تهبطي للماء 》
"" او اشنو ؟ حبسيني ، ياك قادرة تتحكمي في جسدي .. ""
السكات .. و تغريد حست بشي حاجة ماشي هي هاذيك ..
"" مالك ؟ الموضوع مهم بزاف عندك حتى جبتييني للهنا باش تحذريني ؟ ""
السكات ..
مابقاتش كاتسمع و لكن دابا بدات كاتشوف ..
الغابة ظلامت و وحشت ..
بدات كاتشم ، بحال الى جميع الروائح الكريهة اجتمعت باش تخلق ريحة كاتخنق النفس ..
دور رعد و ضرب برق ، في التانية اللي ضوى المكان حواليها ..
شافت جتت كتيرة متناترة فوق بعضها معفنة و غير كاملة و عليها كائنات اخرى موحشة كاتلتهم فيها .. اللحظة اللي ضوى البرق كلهم هزو عينيهم شافو فيها .. غوتتت و بغات تهرب ، احست بيهم جايين ليها ..
و عند محاولتها للهروب ، احست باشياء كاتزحف على ساقيها ، حدرات عينيها و لقات اصابع .. بل ايادي كاتخرج من بين الارض و كاتجرها .. و كل شق كايشع منو ضوء كيف الحمم ..
غوتات .. و بدات تدفع و تركل برجليها و لكن تمكنو منها ..
جروها لعندهم غرقوها في حمم نارية .. حسات باللهيب كايدوب اللحم فوق عظامها ..
و فجأة .. شهقات و ناضت من بلاصتها ..
الغابة مابقاتش موحشة و مظلمة ، مابقاوش عيون كاتحذق فيها ، غبرو الجتت و والوحوش اللي عليها ، مابقات كاتحس حتى بايادي كاتسحبها و مابقات كاتحس بحتى لهيب كايحرقها ..
الغابة مضاءة امنة في عز النهار ، ماكاتشم غير ريحة التراب و الشجر ، هدوء و صوت الشلال من بعيد ..
تنهدت .. داكشي ماكانش حقيقي ..
ناضت جلسات و تسندت على الشجرة .. ماعرفاتش شحال نعسات .. و لكن الشمس توسطت السماء ، تخيلاتها 12 ظهرا ..
"" اذا انتحرتي الغبية غاديري فيا خير و غاتوفري عليا بزاف ديال الوقت "" جاوبتها تالا ..
"" اذا كاتسناي شي حاجة ؟ ""
لاجواب ..
"" فاش كاتوحلي او فاش كاتخافي تتكشفي كاتسكتي ، بعد كولشي انت غير واحد الغبية اتالا ، اشنو ورى تحذيرك البايخ ، اشنو كاتحاولي تخبي ؟ داك الرجل تحت الماء ماتخيلتوش ، كان حقيقي ياك ؟ ""
خرجات من الغابة و تمشات على جانب الطريق .. حاضية جنابها ..
المكان هنا بعيد على اجواء المدينة .. بحال اذا جات بين فيلاجات و قريات صغيرة بين المدن ..
فكرات تدخل لقرية شلال تالا و تسول ناسها على اسطورة تالا و تلقى اجوبة ، و لكن شكون غاينفعها ، الناس هنا ساذجين ماشي الفئة المناسبة اللي تلقى عندها الاجوبة اللي باغية ، زيادة على انهم احفاد احفاد السكان اللي كانت ليهم صلة قريبة لتالا ، داز وقت طويل ..
ماحساتش بتقة في انها تسول ..
تلقى فين تبات بعدا بلا ماضيع الوقت و بعدها غاتفكر في الامر ..
قضات العشية كاملة كادور في القرية و كاتسول واش كاينين غرف للكراء ، لقات غرفة وحدة ..
و كانت عبارة عن منزل اغلبية الكاريين فيه رجال ..
و هي مابغاتش تثير انتباههم ..
حاولت ماتسولش ناس بزاف ، لاحظت انهم ناس فضوليين ، كانو اجوبتها غامضة و ماكاتعطي بيها حتى راس الخيط ، بينات انها ماشي بوحدها ..
عارفة انها ممكن تحمي راسها و لكن المتاعب حتى واحد مامرحب بيهم ، خاصة في وضع بحال هذا .
كانت 5 العشية منين بعدات شوية من القرية و لقات مكان اقرب شكلا لسوق ، الناس رجال و نساء مروجينو ، لاحظت وجود سلسلة محلات الشواء اضافة لمحلات ميكانية و غيرها ..
دخلات لواحد من المحلات .. خدات الطلب ديالها و جلسات في واحدة من الطاولات الفارغة ..
ربعات يديها كاتشوف في الفراغ ..
اتارت انتباهها حركة في جنبها ..
رجل ركل قطة صغيرة كانت كاتحاول تاخد انتباهو يعطيها من اللي كاياكلو ..
ركلة برجلو لاحتها لجهتها ..
ناضت هزاتها و رجعات جلسات في بلاصتها ..
كانت قطة كاملة السواد نارية العيون كاتخللها خط اسود ..
صغيرة ، ضعيفة ، وحيدة ، جيعانة ، محتاجة ..
تماما بحالها ..
تبسمات و هي كاتلمس ملمس فروها الرطب ..
حط الرجل صاحب المحل قدامها ، صحن سلطة تقليدية و براد صغير ديال الشاي بالنعناع ، كويس و خبز ..
ماصبراتش ، بدات تاكل السلطة بالخبز و كاتوكل القطة الصغيرة في يدها ..
كيف المتوقع ، الجوع كايخليك تاكل اي حاجة واخا ماتكونش في سلسلة الاكل ديال نوعك ، تماما بحال هاد القطة ..
رجع الرجل و حط ليها صحن مشويات صغير مرافق لفريت ..
كلات و وكلاتها معاها ، بنفس نهم ، لهفة و سرعة القطة ..
كما ان حدسها كايخبرها انها قريب غاتودع حتى طعم اللحم و غايولي يعد من الرفاهية بالنسبة لها ..
و لكن ماعليش ..
هي واجدة لكولشي ..
مشات خلصات على ما كلاتو و ساكها على ظهرها و مازال القطة بين يديها ..
وقفات قدام المحل .. كاتشوف بين اليمين و اليسار .
حايرة و ماعرفاتش فين غاتوجه ..
ال6 العشية قريبة و مازال مالقات فين تبات .. مع انها قلبات في كل مكان دازت عليه ممكن يكون فيه احياء سكنية ..
ماعرفاتش واش تزيد القدام او ترجع للور ..
في ديك اللحظة شافت في وجوه كل الناس ، بحتات على غير وجه واحد كاتعرفو .. ماكان حتى واحد ..
شي غادي و شي جاي ، و لكن كلهم عارفين فين غاديين ، و كلهم عندهم لفين يرجعو ..
البوليسي اللي واقف قدام مركز الجوندارم في الجهة المقابلة ، الخضار اللي كايبيع الخضر في يسارها ، مول المحل اللي خرجات منو ، الناس اللي مازال كاياكلو الداخل .. المرأة اللي دازت بسيارة دابا ، و الشاب صاحب الشاحنة ، الميكانيك و حتى الولاد الصغار اللي دايزين شادين بعضهم .. كولشي عندو فين يمشي .. كولشي عندو فراش و سقف يتحمى فيه..
و هي االا ..
متشردة ..
اختارت ترجع من الطريق اللي جات منها .. على الاقل عارفة اشنو خلات وراها فيها ..
ماعرفاتش اشنو كاين القدام .. ماعندهاش القوة تكتاشف دابا ..
بغات غير ترتاح ..
لقات راسها قريبة للغابة في ساعة ال8 ..
هي اأمن مكان ممكن تتواجد فيه دابا .. منين دارت فيها الصباح لقاتها تقريبا مازال مهجورة و الناس مازال مازعمو يدورو في الانحاء ديال الشلال ، الناس الوحيدين اللي كانو هما دوك اللي في الخيمة ، كاتظن ممكن يكونو مشاو و هي مناوياش تمشي جهة الشلال ، على الاقل ماشي هاد الليلة ..
دخلات بين اشجارها من جديد كاتقلب على البقعة السابقة اللي كانت فيها ..
توضرات عليها و لكن لقات مكان افضل ..
الاشجار عالية و محاطة بشجيرات صغيرة كفيلة باش تخفيها اذا صدف و قرب شي احد ، مع انها متاكدة ان هادشي تقريبا مستحيل الحدوث ..
جلسات و القطة الصغيرة كانت مازال بين يديها ، حطات ساكها وحطاتها حداها ، تمنات لو كان عندها شيء تسرحو تحتها .. ماعندها غير حوايجها .. فمعنها حتى خيار من غير انها تفترش الارض ..
هادشي مؤقت ، غاتلقى فين تبات الليلة الموالية ..
قريب يولي هاد الظلام سواد تام ، تمنات لو انها شرات شي مصباح صغير ..
ضمت جسدها بين يديها كاتحس بالبرد ، رغم انها ايام الصيف الاولى .. جبدات قبية و لبساتها فوق تيشورتها و رجعت هزات القطة السوداء الصغيرة ..
كانت معنقاها بين ذراعيها كاتلمس فروها و عينيها كايدورو من يمين ليسار ..
كل حركة بسيطة من بعيد كتأهبها و كاتقفزها و توترها ..
رغم انها لقات ان هاد الغابة آمنة ، الا انها مازال غابة مهجورة ، و مازال في العراء ..
حاولت تسترخي و تقنع نفسها انهم مجرد حيوانات الغاب الصغيرة ..
و لكن مالقات نفسها غير كاتضم القط اكتر و اكتر و كانها كاتستجدي منو الأمان ، متشبتة بالنبض اللي في صدرو ، كاتقنع نفسها انها ماشي وحيدة في هاد الخلا ..
البرد غير مازاد اشتد عليها .. و بدات تحس براسها كايتقال عليها ..
بغات تنعس و لكن ماقادراش تيق و تغمض عينيها ..
"" واش حتى انت كاتحس بالبرد ؟ "" سولات القط ..
كان كايحاول ينقز من يديها و لكن ماقدراتش غير طلقو ..
لقات نفسها كاتبكي و كاتمسح دموعها بكمامها بطريقة قاسية ، كلما عمرو الدموع عينيها كاتسارع تمسحهم بحال اذا خايفة في ديك اللقطة ماتشوفش الخطر و يهاجمها ..
بحال اذا ماباغياش تبين ضعفها .. ماباغياش تبكي ..
المشاكل اللي هي فيهم دابا كانو من صنع يديها .. خاصها تتحمل نتائج اخطاءها ..
" انا فيا البرد ، واقلة غانصبح مريضة ، تمشيت في الشمس بزاف و راسي من قبايلة كايضرني .. كون كان اسلام كان غايعطيني كينة ديال الراس ، هما ديما عندو .. ""
سكتات شوية ..
"" بغيت نتواصل معاه ، ماعرفتش واش من الصحيح نتواصل معاه ، واش في نظرك غايلقاني ؟ انا متأكدة هو كايقلب عليا .. ""
لحظة سكات اخرى ..
"" بغيتو يلقاني ، بغيتو يلقاني .. ""
"" ماغاديش يلقاك ، حيت ماغايبقاش لك وجود اتغريد ، استسلمي و رضاي بهادشي ، قريب غاتولي انت هي انا ، المسألة غير مسألة وقت ، ماغايبقاش لك وجود ، غانبقى غير انا في شكلك انت .. غير انا ""
مالقاتش تغريد ليها جهد تجاوبها .. تكورات حول نفسها و القطة مزال مقيدة بين يديها ، ماقادراش تحبس دموعها ..