قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا(الفصل الرابع وعشرون)
الفصل الرابع وعشرون :
واقفة تغريد كاتسرح شعرها قدام المراية في غرفتها وحيدة هاد الساعة ..
ساهية كاتفكر في حلمها ديال الصباح .. او بالاحرى حلم تالا ؟
احست بالاسف ، اول مرة كاتشوف الامور من وجهة نظرها هي ..
رجلها او حبيبها او مهما كان داك الرجل ، وسيم ، و ليه مظهر جسدي كاينبض رجولة و قوة ، و لكن شوفاتو القاسية ، و كلماتو الاقسى ، ضروها في خاطرها ، كون كانت هي في داك الموقف ، و كان الكلام موجه ليها هي ، كانت غاتندمو ، غاتشربو من نفس الكأس ، ابدا واش تطيح قدامو و تسترجي رضاه ..
تعصبت ..
رمات المشط الخشبي مع الحيط و دارت شافت في المرااية و صاحت "" ماكاينش في جدك النفس ""
ماكان حتى جواب ..
الاستغراب اكتسح ملامح تغريد في المراية ..
علاش ماكاتشوفش وجه تالا في المراية ؟
علاش من الصباح ماسمعاتش ليها صوت ؟
تفتحو عينيها بصدمة و صاحت "" تاالاا ""
لا جواب ..
"" تاالا ؟!! واش انت مازال تمااا ؟ ""
فجأة خرج وجهها كاتضحك في المراية "" خفتي عليا ؟ يسحاب ليك مشيت منك و خليتك ؟ ""
و لكن تغريد لاحظت شحوبها و الضحكة اللي ماواصلاش لعينيها "" مالك ؟ حاسة بشي حاجة ماشي هي هاديك فيك "" قالتها كاتشوف فيها بطرف عينيها و بطريقة متشنجة ..
تبسمت الساحرة "" كانحس بالوحدة ""
"" الوحدة ؟ ""
"" اه ، الوحدة ، عشت بيها سنين و سنين طويلة ، ذكرياتي معاه مابقاوش كايونسوني ، ولاو كايعذبوني ، بحال الى اخيرا توصلت و ادركت فكرة اننا عمرنا غانتلاقاو مرة اخرى ، عمرني غانقيسو او نشوف عينيه مرة اخرى ، ماكايناش فرصة اخرى لعلاقتنا، عمرنا كنا و لا غانكونو لبعضنا ، هو مات لاوجود ليه مازال ، و حتى انا .. ميتة .. ""
احست تغريد باليأس ديالها ، و جاها شعور تقيل على الصدر، منفر لاقسى درجة ..
كانت تالا كاتبسم لوجهها ابتسامة حنونة ، بحال الى عرفاتها كاتعاطف معاها "" في جسد امراة اخرى ، بكل يأس ارتاكبت خطيئة ، طامعة في حياة سالات ليا شحال هاذي ، انا كان خاصني نستسلم و نمشي مع الجسد ديالي ، و معاه هو و لكن استعصيت ، بقيت هنا .. ""
"" و لكن انت متي مغذورة ، هو اللي طعنك باشمن حق كايحرمك من الحياة ، كنتي باقية صغيرة ، صبرتي في جسد ديك الصغيرة لسنين كاتسنايه يكبر باش تعيشي فيه بحال اي شخص ، بحال اي روح كاينة في الوجود .. و لكن هو حرمك من فرصتك ""
"" انا حرقت ليه قلبو "" صاحت تالا ..
و سكتت تغريد ..
"" انا حجرت عروستو يوم عرسهم ، و مانادماش ، هو غير انتاقم ، هو كيف قال غير هنا القبيلة من شري ""
"" ماكان حتى شر في انك تكوني راغبة في الحياة ، راغبة في حياة كيفما بغيتيها انت ""
"" كان شخص قوي ماشي ساهل يتقاد ، عنيد بطريقة كاتدهش ، قوتي كانت ماشية على ك لشي الا هو ، حتى من السحر ديالي ماكانش كايخاف منو ، كان عارفني ضعيفة تجاهو مانقدرش نآذيه ، حتى من يوم عرسو ، كان خاصني نحجرو هو في بلاصة ديك البريئة ، هو اللي خانني و بغى يقسم ظهري بالغيرة و الحسرة ، و لكني اختاريت ننهيها هي في بلاصتو هو ، الغيرة اعماتني ، و كون رجعت للماضي كنت غاندير نفس الشي ، و غانرضى بقدر موتي بين يديه ، هكاك كان احسن من انني نشوفو لمراة اخرى غيري ، كان يائس ، كانو الدموع في عينيه و هو كايطعني ""
"" باركة ، خاصك تتجاوزيه ماكانش كايستاهل ""
"" كان كايستاهل ، كان كايستاهل كل مادرت باش ناخدو ، كان راجل تموتي على قبلو ، كان قلبو ملكي ، كنت كانشوف هادشي في عينيه .. هادشي اللي كان مخليني متشبتة بيه ""
"" ماقادراش نشوف هاد الحب اللي كاتهضري عليه ؟ كان كايآذيك .. ""
"" كاتقولي هادشي اتغريد ، حيت ماكاينش مايمكن يمنع او يدير مشاكل بينك و بين حبيبك ، غاتفهمي كلامي منين تحسي بالخطر ، منين توقع بينكم شي حاجة تفرقكم .. شي حاجة تخليك تحسي بيه مابقاش فيديك و بعيد عليك .. ""
توترت تغريد لمجرد الفكرة ..
هي مازال يالله كاتبلع فكرة انها ولات معاه ، ماشي غير اصدقاء و انما اكتر ..
هادشي كايسيفط موجة من التوتر ، الدهشة و الاثارة في اوصالها ..
كاتحاول تركز في المشاعر الزوينة في بلاصة ماتخلي عقلها يزيد في التفكير ..
هي فرحانة و هادشي اللي كايهم دابا ..
"" شوفي فيا ، حالتك هادي متيرة للشفقة كاتسمعي و ولا لا ؟ هذاك خضر العينين مشى ، مات ، انت دابا باقية في الحياة ، ماشي حية كليا و لكن مازال كاينة ، انا غانعوضك ، اصلا الحياة في ديك الوقت ماكانتش ممتعة و مسلية ، هاذشي اللي كايفسر تركيزك فيه غير هو .. ""
"" انا ساحرة ، الحياة عمرها كانت مملة بالنسبة ليا "" قالت بابتسامة جانبية ساخرة ..
قلبات تغريد عينيها و ربعات يديها "" اااه ، اذا انت ملكتي كولشي في داك الوقت الا هذاك اللي استعصى عليك و ماقدرتيش عليه هو اللي حطيتي عليه العين و هو اللي حدهم لك .. ؟ ""
هزات تغريد كتافها"" كان ممتع اللعب معاه ""
لوحات تغريد راسها بيأس و تنهدات "" سمعي ا تالا ، انا بعدما شفت حلمك .. اجي ، ياك حنا ارواح مستقلة علاش شفت حلمك ""
"" سمحي ليا نقولك ، و لكن انا غير مهتمة باش نكسب تقتك ""
"" اذا بقاي عند كلمتك و ماتسوليش اسئلة ""
"" واخا ، غانديك تعومي ، و لكن ماتنسايش ، كولشي تحت قوانيني ""
و ابتسامة تالا كانت واسعة و هي كاتهزز راسها بطاعة تامة ..
و ها السيارة وقفات ..
شدات الاء في ولدها بالجهد و عصراتو بين يديها بحال شي بنت صغيرة متشبتة بنونوسها ..
خرج الرجل و فتح الباب حداها ..
هزات عينيها واسعين فيه .. و اومأ براسو ليها ..
بلعات ريقها و خرجات من السيارة ..
خدات لحظة فين تتفحص داك اللي ماعفاتش اشنو تسميه .. الدهشة بداتها منين دخلو بالسيارة للمنطقة المعزولة خارج المدينة .. و من تما من البوابة العريضة .. و هاهما واقفين قدام هاد "البيت الضخم "
المكان معزول ، هاد الشي كايخوف .
و لكن جمالية التصميم و الترتيب و الالوان اعطاو طابع لاينم الى على الامان ..
اعجبها المكان ، بحال الى جات لمنطقة غريبة على العالم الخارجي ..
منطقة مميزة خاصة ، ليها انطباع الغرابة ..
كاتشبه بالزاف لداك الغريب ..
"" السيد ايفاديث كايعجبو الابيض ، كاتعجبو الطبيعة ، كايعجبو الانعزال و عزيز عليه يصمم الديور ديالو .. "" كان صوت الرجل و وهو واقف حداها كايشوف في البيت بشيء من الفخر و الاعتزاز ، بحال الى هاد البيت كايعني ليه ..
رجعت بلعات ريقها و هي كاتشوف و تتعجب بهاد الصنع الجميل ..
فجأة ، رجع تاني داك الاحساس ..
بقوة كيف اللي سبقها ..
احاسيس تقيلة ، تقيلة بالزاف .. خانقة بشكل مرهب ..
حطات ولدها و مباشرة جرى في المكان بشقاوة كايغوت و يلعب ، ماقدراتش حتى تبعو ..
ريحة قوية شماتها المرة اللي فاتت فاش تلاقات معاه ..
هاد المرة كانت اقوى ..
حسات بضرورة باش تهز عينيها للفوق ..
منين هازاتها ، شافتو واقف على الشرفة ..
عينيه تابتة عليها ..
كان شكلو عشوائي ، ديال شي واحد ماكايخرجش من الدار ..
كان لابس سروال بسيور رياضي اسود و تيشورت مقطعين كمامو في الابيض .. معري ذراعيه القويتين ..
شعرو الحليبي متشعت و كايتلاوح في الريح ، عينيه كاتبرق لجهتها و هاد المرة لحيتو نامية ظاهرة ، في لون حواجبو ، لا هي و لاهو لون حواجبهم متناسق مع لون شعرهم الاصلي ، هي كاينوضو ليها بلون اشقر بحال خوتها ، و لكن اللي ظهر ليها هي ، شفارو ، حواجبو و لحيتو مايلين اكتر للسواد ..
واقف حفيان كايطل و قرعة ديال الشراب كاتبان فاخرة شادها في يدو ..
عينيه نقطتين حمرين و تحتهم اسود و كايبانو جد ذاابليين ..
"" الشراب كايقضي على السيستام ديال جسدكم في ظرف شهر واحد .. هاذي طريقتو في الانتحار ، ماقالش على نيتو ، و لكن انا عارف ، كانعرفو اكتر من نفسي ""
بلعات ريقها ، و ضمت صباعها في قبضة صغيرة ..
علاش غايبغي ينتاحر ؟ علاش هو كئيب لهاد الدرجة ؟
بقى فيها ، و لكن انسانيا فقط ، هي متأكدة من شعورها ..
"" انا دابا ، كانحس بداكشي اللي كايحس بيه ؟ ""
اومأ الرجل ايجابا مبتسم "" ميزة مقدسة ""
الوقت كامل ماحيداتش عينيها من عليه .. و لا حتى هو ..
"" كاتشمي هاد الريحة ؟ ريحة اليأس ، السخط و الغضب الشديد الفايحة منو ..مابقيت كانشمها غير هي و هادشي كايضرني في خاطري ، عمرني حسيت بالعجز قد دابا ""
هزات عينيها شافت فيه بحيرة ، واخا مافهماتش اشنو قال ، سولاتو "" قداش الحياة كانت صعيبة عليه ؟ ""
"" اوووه ، ماعندك حتى ربع ديال ربع فكرة ""
شافت في الرجل .. تم رجعات عينيها عليه ..
وقف الابيض فوق حافة الشرفة و عينيها خرجو بالتوتر ..
مدات يدها لااراديا بحال الى غادية تلقفو بيهم ..
و لكن فاجأها منين نقز من تما للارض قدامهم .. تنقيزة ماكانتش قوية ، بل عكس ما يظهر عليه جسدو التقيل ، كانت تنقيزة خفيفة بحال اذا مادار فيها حتى جهد ، ماسمعات غير صوت رجلو الحافية كاتلامس الارض ..
ماكانتش الشرفة بعيدة بالزاف ، و لكن انسان عادي ماكانش غايختار يدير هاد الفعل ، بالقرعة ديال الشراب اللي فيدو ، فكرها في will smith في hancock ، و حركات راسها متجاهلة الفكرة ، الوضع هنا جدي ، هي لقات خوها ، خوها الفضائي و حياتو ماشي حتال لهيه .. خاصها تعاونو ..
شافتو كيفاش شاف في الرجل الخادم ديالو و ديك الساعة اختفى من حداها كايعيط "" البرهوش الصغير ؟ !!""
حبسات راسها ماتقلب عنينيها على الاسم باش ناداه و تقول راه اسمو طه و لكن ماشي موضوعنا دابا ..
موضوعنا هو هذا اللي كايقرب ليها و عينيه عليهاا ... كايلمعو ..
واش هاد الاستجابات الحسية بيناتهم خاصة غير بالعائلة اولا كل من ينتمي لجنسهم ؟
قاطعتها ريحتو ..
كانت قوية ..
كاتخليها باغية تشمها ، كاتعطي انطباع الادمان ، تماما كيفما كايوصف زين العابدين ريحة دمها هي ..
و لكن ريحة هاد الرجل منين جايا ؟ واش من دمو ؟ تلاتة المرات تلاقاتو فيهم ، و كل مرة كايزيد تركيزها فيه ، مافيه حتى جرح ، اذا منين جايا هاد الريحة ؟ توسعو عينييها لفكرة ان الرجال الفضائيين حتى هما كاينزفو كل شهر ، و هي تلوح راسها كاتجري على الفكرة تاني .. مجرد الصورة ماكاتبانش صحيحة ..
دابا كان واقف كايتفحصها عن قرب ..
ماغاتكذبش ، قلبها ضرب .. و لكن لغرابة الموقف ..
كيفاش انسان غايتصرف اذا لقى خوه الفضائي ، تعنقو مباشرة و تبكي كيف كايديرو في الافلام ..
" جحيم لا "
منين كايتولدو دوك المشاعر الفجائية هكاك حتى كايخليهم يتعانقو بديك الطريقة ..
صلة الدم ؟ ماكافيش ..
حيت العادي في هاد العالم ، هو كل الخوت اعداء بعضهم ..
اذا تواجدو زوج اخوة متناسقين تماما و الحياة هانية بيناتهم فشي حاجة ماشي هي هاذيك ..
قبل ما تزوج ، دوزات الحرب مع التوام و كل واحد حربو بوحدو ..
اشنو دابا ؟ هذا خوها ؟ معنى الاخوة بالنسبة ليها مامرتابط غير مع التوام .. كيف غادير تزيد تالت ؟
كيف غاتتعامل معاه ؟ ماكايبانش من نوع الاخوة اللي تشعبقي على ظهرو ..
خاصة بهاد الشوفة الغاضبة على وجهو ..
"" اشنو كاديري هنا ؟ "" قالها بخشونة و لسان تقيل ، و باين بسباب الشراب ..
تلبكات .. و ماعرفت باش تجاوب ، واش هو ماعارفهاش اختو ؟ يمكن ، حيت ماكانش غايدفعها و يبعدها كيف ديك المرة ..
مازال الامور ماواضحاش ، و لكن هادشي اللي قدرها عليه الله ..
شافت في القرعة في يدو و مدات يدها خداتها منو ..
مابانش عليه حتى انزعاج من فعلها ..
شافت في القرعة و قالت "" هذا ماشي حل ؟ ""
هزات عينيها منين سمعاتو كايضحك .. اول مرة كاتشوفو كايضحك ، و يالها من ضحكة ، وجه وسيم بحال هذا ماكايستاهل حتى تعبير يترسم عليه من غير هاد الضحكة ، و لكن حيت هاد العالم ماشي مكان متالي ، اكتر الناس اللي عندهم ضحكة زوينة ماكايضحكوش ..
رغم جمالية ضحكتو ، ماحساتش بيها واصلة لعينيه ..
حسات بيها ضحكة مرار و يأس عميق ..
"" لا ؟! اذا قولي ليا .. اشنو هو الحل ""
سكتات كاتشوف فيه تم رمات الكلام حتى بدون ماتفكر فيه "" الحياة مامقصوداش و مامخلوقاش باش تكون متالية ، يعني حنا خاصنا نهبطو توقعاتنا باش الضربة ماتبقاش تجي قاسحة ... و .. اذا وصلتي لنقطة حسيتي باللي مابقى عندك فين تزيد ؟ فكر في وزن مشاكلك ؟ اذا كانو كبار و قاسحين بالمقارنة بناس اخرين ، فتأكد باللي انت اقوى من الاخرين ، انا عزيز عليا نآمن باللي الله سبحانه و تعالى ماكايعطينا غير على قد قدرتنا ، كونك حي حتال دابا ماكايعني غير انك مازال في الطريق الصحيح ، و مازال كاينة شي حاجة مازال ماوصلتي ليها كاتسناك ، مهما طال الطريق ، راها كاينة و موجودة ، كترة و صعوبة العراقيل ماكاذل غير على قوتك و قدرتك العالية ، و كونك مازال حي دابا كايزيد يتبت هادشي ، يعني مايمكنش تنهي حياتك او تقرر تستسلم هكا بهاد الطريقة .. ""
هز راسو الفوق مما اتاح ليها تاخد نظرة قريبة لحنجرتو العريضة القوية و ضحكة ساهرة كانت على وجهو ..
"" انت ماعندك حتى فكرة على هادشي اللي كاتقوليه ""
وجه نظرتو الدامية و التاقبة لوجهها "" ماعندكش فكرة على حياتي ، اشنو مخليك كاتظني ان هاد زوج كلمات دياولك غايرتابطو بحياتي و لا غايكونو الكلمات الصحاح اللي يتقالو ليا ؟ ""
فقدت شوية من تقتها بنفسها و زاد فضولها تجاهو "" مانعرف ، و لكن حنا كاع مختلفين في المشاكل و حياواتنا و لكن بطريقة ما ، الكلام اللي كانسمعوه كانلقاوه مناسب بطريقة ما لحياتنا ، كما انني كانشوفك شخص كايملك كولشي *و اشارت بيديها للمكان في الهواء* الصحة ، الشباب ، الثروة ، الجمال .. و على ما بان ليا انت ماشي شي واحد سطحي ، يعني مشكلك ماكانظنوش مادي او من هاد النحية ، كانظن الامر معنوي .. يمكن ؟!! ""
و فقدات تقتها بالكامل ..
تعابيرو ماكاتقراش ليها نهائيا ..
"" واش الامر كايتعلق بكونك كاتقلب على شي احد ؟ ""
هنا بان عليه الاهتمام لكلامها ..
ضيق عينيه و هو كايشوف فيها ..
و هنا عرفات راسها اصابت ..
العائلة هي اللي ناقصاه ، بطبيعة الحال ..
"" انت وحيد و بغيتي عائلة ؟ يااك ؟ !!""
الالم العميق طفى على سطح عينيه من جديد و شحال ضرها هادشي ، هي كشخص ماتقدرش تعيش بلا شي واحد من عائلتها ، كايعنيو ليها اكتر من اي شيء في الدنيا ، و شوفتها لشخص ماعندوش هاد النعمة ماكاتير فبها الشفقة و الاسى عليه ..
فكرت في نفسها ، خويا الفضائي الضائع عايش وحيد في الوقت الي اختو مجلية في الدنيا ماعارفاش حتى بوجودو .. عايشة بكذبة كان كايسحاب ليها كذبة ..
هي نيت فضائية و عندها خوها فضائي ..
وحيد ..
و هي غاتبدل هاد الحقيقة ..
تبسمت ليه ..
و شافت كيفاش حنجرتو تحركات بتوتر و عينيه رمشو فيها ..
ديك الساعة تعابير منفرة ترسمات على وجهو و رجع بخطوة اللور مخنزر ..
للحظة كان غاينسى اشنو حقيقتها دابا ..
كون قبل لقاها و تكلمت معاه بهاد الطريقة الذكية و المميزة كان غايكون ليه رد فعل اخر .. و لكن هي دابا ماشي ديالو ، ماقادر يشم فيها غير ريحة الرجل الاخر .. الرجل اللي سبقو و خدى ماكان كايملكو هو و تخلق ليه من الاول ..
خدى منو فرصتو الاخيرة في الحياة ..
شحال تمنى لو قدر يقتلو داك النهار ، و لكن ماقدرش ، قواه اقوى من انو يخفض مستواه لعراك مع بشري .. كان ممكن يقتلو بدون جهد .. و هذا ماشي عدل بالنسبة لخصمو ..
كايبغي الامور تمشي بشكل شريف و متكافئ ..
كون كان ذكر حارس اخر كان غايلوي عنقو و هو حي يرزق .. و لكن الحق يقال ، تعجب بقدرة و حمية هذاك الرجل .. صادف رجال بشريين بالزاف و من شوفة هذاك الرجل ، عرفو ماشي بالقليل ..
كما ان العراك خاص يكون ليه هدف ..
و هو فقد الهدف ..
مابقاش باغيها مازال ..
الحراس الذكور ماكايقبلو غير بالحارسات العذراوات ، لانهم كاتكون ليهم القدرة انهم يشمو فيهن ريحة الذكر السابق و هذا سبب كافي باش يخليهم ينفروهم و يتخلاو عليهم بدون تردد او رجعة ..
و اللحظة اللي شافها مع رجل و اخر و حاملة ولادو واحد بين يديها و الاخر في كرشها نفرها و ماتت كل ذرة شوق هزها ليها سنين طويلة كاملة ..
اه ، بهاد البساطة ..
و لكن هذا لا يمنع انه يعترف لنفسو ..
هي انتى رقيقة جميلة ، ذكية و عميقة التفكير ، النوع اللي يبغي يكمل معاها نيت حياتو ، كان خايف من شخصية هاد الحارسة اللي غايتلاقاها ، لانها كيفما كانت غايخصو يتمم المهمة ديالو و يتزوجها ، و هو كان طامع فاكتر من غير الذرية ، كان باغي حتى الحب .. مع وحدة كاتستاهل ..
و ها هو لقاها .. و لكن سبقو طفيلي بشري ..
في الحقيقة كيفاش غايدير شي حد تصادف معاها يتجاهلها ..
اي واحد عندو عقل ، انسانة بحالها مستحيل يتجاهلها ، داك الرجل اكيد شاف جوهرها ..
و سعداتو بيها ..
سعداتو بالمراة اللي كانت مخلوقة باش تكون ليه ..
"" عائلتك قدامك ""
انتاشلاتو من افكارو و الجملة اللي قالت سيفطاتو مباشرة لعالم الدهشة و الصدمة ..
هي عرفات ؟!!
اكيد غاتعرف ، داك الوسيط اللعين اللي لسانو طويل .. غايخصو يقعدو و يقلب على خادم جديد و من الاحسن يكون ابكم ..
"" اختك قدامك اخويا الفضائي "" و قالتها بكل شغف و ابتسامة واسعة على وجهها ..
غوبش بحيرة و صدمة في دقة وحدة و عينيه خارجين فيها ..
و ماداهاش في الصوت ديال كحة الخادم ديالو اللي باينة وحلات ليه منين حتى هو سمع اشنو تقال ليه ، ولا حتى صوت الصغير اللي كايغوت و يتحرك بين يديه باش ينزل لارض ..
"" اذا خليني نفهم مزيان هادشي اللي قلتيه ""
هزز زياد رأسو ايجابا و هو مربع يديه قدام صدرو و متكي على سيارتو في جانب الطريق .. و هو كايشوف في زين العابدين اللي حيد فيستو و رخى ربطة عنقو ، غادي جاي قدامو كايسمع فيه كايكمل كلامو ..
"" مراتي الحمقة ركبات مع سيارة رجل اخر من قدام داري ، انت تبعتيها و وقفتيها وسط الطريق ، و الحمقة من والو خرجات بفكرة انها ماشي اختكم و والديك ماشي والديها ، و باللي هي كائنة فضائية و عندها عائلة فضائية ، و دابا هي مشات تقلب عليهم .. و انت يا راس الحمار ، وقفتي هنا و خليتيها تمشي بلا ماتتبعها ؟ "" و اخر زوج كلمات وقف قدامو و بصقهم بالغوات حتى عروق عنقو و جبهتو خرجو من بلاصتهم ..
وقف زياد هاز صبعو قدامو "" ماتلومنيش ، انا غسلت يديا على ديك الهبيلة ، الى كايسحاب ليها عندها عائلة ديال الفضائيين فخليها تقلب عليهم ..و مانضنش هادشي جابتو من والو ، هذاك الشارف اللي معاها عمر ليها راسها ..
و هنا زين بدا يجذب وسط الطريق "" و كاااتقووول لياااا فيهااااا ، فين غانقلب علييييها دااابا و هي ماكاتجاااوبش على تيليفووونهاااا ""
زياد فهم الغلط الفاادح اللي .. كيفاش ماتبعش اختو .. غير كيفاش ؟
واش الزواج و تربية الولاد كاتكلخ ؟ حيت هذا هو السبب لي خرج بيه هاد الساعة ..
مشى زين و جاي في الشانطي و شاد في شعرو كيف الحمق و كايردد "" و الى صدقات شي ساحرة تاني، و اذا دارو ليها شي حاجة ، و اذا خطفوها بلا رجعة ، هي حاملة مابايناش فيها كاع بيلسانة ، و اذا جاتها ديك النوبة و تفضح شكلها ..و اذا كانو هادو نيت شي فضائيين و رجعو داوها معاهم ؟ ""
شاف في زياد بعينين واسعين "" اقسم بالله حتى غاتقتلني اختك ، هاذشي اذا مالقيتهاش و قتلتها انا ""
و مشى كايجري باتجاه سيارتو .. و تبعو زياد كايجري "" فين غادي الحمق ""
ماجاوبوش عفط في الطريق ..
سب زياد و جرى باتجاه سيارتو و عفط حتى هو تابعو ..
وقفات تغريد قدام البحر عاضة على شفتها السفلية و ابتسامة على وجهها ..
"" اول مرة كانشوف البحر ""
وساعت ابتسامة تغريد "" شكريني من بعد ، اما دابا ، فجاوبيني ""
"" انا كانسمعك ""
"" البحر هايج و ريح سريع اليوم ، كايبان جد مغري نلعب فيه، واش يمكن للسحر ديالك يمنعني من الغرق ""
ضحكة مدللة من تالا كانت في وذنيها "" كاتضحكي معايا ؟ انا وسط الماء كانكون جزء منو ، ماكايبلعني ماكايلوحني ، بكل بساطة جزء منو ""
عضت على شفايفها و هي كاتشوف في البحر بحال شي سطل ديال كنتاكي "" يالله وريني ، جسمي ملكك هاد الساعتين ""
حسات بتالا في وسطها نشطات و دغيا مابقاتش كاتحس بجسدها .. بدات كاتمشى تالا بيها بخطى بطيئة لجهة اليسار فين طالع الصخر و فبن بزاف ديال الناس كايحاولو يصيدو من الفوق .. حتى احد ماكان كايعوم .. و لكن كانو الناس ..
ضحكات تالا بقوة و هي تحيد الكونفيرس و هي تجري .. كل خطوة كاتزيد فيها جهد كاتولي اسرع من اللي سبقتها .. شعرها مستقيم في الهواء و راها و خطواتها كبرو ..
الناس كولشي كايشوفو فيها باستغراب و لكن ماقدروش يخليوها تحبس ، في الاصل ماملاحظاش حتى وجودهم .. لا هي و لا تالا ..
منين وصلات فوق الصخر في المكان العالي ..
حيدات غير الجاكيط الجينز الواسعة من الفوق هي و الكونفيرس و رماتهم تما باهمال .. لابسة legging اسود و ديباردور ابيض ..
بدون ماتتوقف نقزات و تشقليبة استعراضية في الهواء تم تخشات وسط الماء و غطسات بعمق ..
الماء كان فريش ، جد منعش و بارد بسبب التقلب ديالو ..
لقات راسها كاتدفع وسط منو بخفة و رشاقة .. بشكل قوسي رجعات طلعات للسطح خداات نفس و حسات بقوة كبيرة كاتخلل جسدها .. ضحكات بصوت عالي بسبب الحماس هي و تالا .. اصوات الناس اللي شافو اشنو دارت كايغوتو من الفوق .. شي كايصفق و يشجع و شي كايحذرها من خطورة البحر ... شافت واحد كايحيد حوايجو ناوي يتبعها و لكن اللي معاه كايحبسوه ..
ضحكات اكتر من الفرحة و الاثارة اللي كاتحس بيها و رجعات غطسات في الماء ..
خافت شوية منين شافت تالا كاتبعد بيها للعمق الماء و لكن كاترتاح منين كاتشوفها عارفة اشنو كادير..
ماكذباتش منين قالت انها جزء من الماء ..
حسات بنفسها بحال الى كاطير .. غير هي وسك الماء ..
فكرات بعقلها ، اذا هكا كايحس الحوت ..
هاد النوع من الحرية ممتع .. جد ممتع ..
عجبها هاد الاحساس ..
سمعات تالا في نفسها كاتخاطبها "" عمرني حسيت بهاد الحرية حتى فاش كنت في الشلال ""
جاوبتها تغريد بنفس الطريقة "" تيقي بيا عمت حتى عييت في البحر و لكن عمرني عمت في هاد العمق .. ""
رجعات طلعات للسطح و بعدات الماء من وجهها و شعرها للور .. و رجعت كاتضحك ..
حسات بجسدها زاد خفاف و ترخى و طفى فوق الماء اللي بدا كايتلاعب بجسدها ..
قابلت شمس العصر بعينيها و هي تكمشهم .. ضحكات و هي كاتسمع ضحك تالا في وذنيها ..
"" كانتسائل علاش ماسلمتش جسدي قبل من هاد اليوم ؟ ""
"" شفتي ، انا قادرة نخليك تجربي اللي عمرك جربتيه ، غير عطيني فرصة ""
"" ليك كل الفرص ""
تقلت جسدها و رجعت تخشات وسط الماااء كاتعووم في عمقو و ترجع تطلع مستمتعة بوقتها ..
حتى فجأة بدات تسمع الارتطامات في الماء .. وحدة وراء و الاخرى .. و مل ارتكامة معاها غوتة خشنة .. منين حلات عينيها لقات دراري ..
حلات فمها و هي ووساعو عينيها ""no fucking shiiit ""
ضحكات تالا "" غايموتو اذا ماكانوش عوامة ""
"" واش هادو هما دوك الخرفان ديال موسيو سوكان ؟ ""
"" اشنو قلتي ""
"" والو والو ""
و عامت تغريد باتجاههم ..
فاش قربات ليهم لقاتهم عوامة و قادين بشغالهم ..
في الحقيقة كانو لابسي شورطات صيفية و كانو سمرين سمورية البحر ..
كايبانو من اللي ماكايخرجوش من الماء ..
واحد منهم كان جامع فوق راسو بلاستيك البريدز الشهبين الطوال اللي داير في شعرو و اللي تماشاو مع شكلو و سموريتو و اخر كان شعرو قصير ، مشهب اطرافو و كورلي ، و اخر كان ضارب ال0 ..
تقدر تقول في سنها او اصغر منها ..
واحد منهم قال ليها بدون مقدمة "" انت يا اما حمقة يا إما ضاربة شي جوان يا اما ماشي بحالهم ""
و هزات راسها كاتضحك "" خليني غير في ماشي بحالهم ""
قال صاحب الكورلز بصوت مضخم بالدهشة "" yo ، that was cool ""
قلبات عينيها كاتضحك و قال الاخر "" واش مولفة كاتعومي هنا ، عمرنا شفناك ؟ ""
"" لا ، كانجي هنا بالزاف و لكن عمرني درت هادشي اللي درتو ، عادة كانتسنى الصيف ماشي في الربيع ..""
ضحك لاخر و قال "" و مال الربيع ماشي راجل ؟ ""
و ضحكو ب4 ..
"" اشنو ؟ نتسابقو من هنا للشاطئ ؟ الاخر يخلص على كولشي بانيني "" قالتها تغريد و هي كاتهز و تحط معاهم في الماء ..
"" بانيني صافي ؟ شي سبرايت حتى هي "" اضاف صاحب لاشعر ..
ضحكو و قالو "" مشات ""
و من تما بداو يضاربو مع الامواج متسابقين ..
كايهزز رجلو بعصبية و هو متكي في السداري في الصالة كايتفرج و كاايغلي ..
كايغلي ؟
كلمة صغيرة ماقادراش توصف لي كايحس بيه ..
هددها بصريح العبارة باش ماتخرجش بلا بيه .. و لكن اشنو ؟ فاق من الغيبوبة اللي ضرباتو من وراء الظهر و منين قلب عليها مالقاهاش ..
كان خاصو يعرف .. جدها ماعندها كلمة ..
عيط و لكن ماكاتجاوبش .. و من تما و هو في الدار كايتسناها تبان ، و لكن دازو سوايع دابا .. و هي مازال مابانت ..
عارف راسو دابا مقلق و معصب بحال شي ولد صغير ، و لكن ماقادرش يتعصبش ..
"" بان ليا غير انا اللي متحمس لهاد العلاقة ، اول يوم لينا ككوبل زادت و خلاتني بلا حتى ماتجاوب او تعلمني فين هي ، على اساس عندها مايدار ! اشنو خاصني ندير معاها انا على هاد الحساب ، نربطها بيديا ؟ ""
و بقا مغوبش في التلفازة كايتفرج بعينيه و عقلو غايب عندها ..
فجأة تهز من بلاصتو و وقف "" زعما تكون وقعات ليها شي حاجة ؟ ""
نفض الفكرة من عقلو و قال "" لا انا يمكن زدت في هاد الدور ديال الbf ، و لكن اكيد ماغادياش تفلت من واحد الكوكتيل ديال السبان و الشتيم و ممكن كاع نشتف على طاسيلتها باش عمرها تعاودها .. ""
رجع جلس تاني كايهزز في رجلو و ربع يديه على صدرو ..
ماقدرش ، طفى الtv و ناض خرج .. غايتلقى لجدها في راس الدرب .. هادشي اللي قال لراسو و هو خارج ..
ماعرفش باش يحس ، من غير ان هادشي بالزاف ، تحسر على هاذ الولد اللي كان خاصو يكون ابيض و عيونو صغيرة لامعة بحال عينيه هو ، كان خاصو يكون ولدو هو .. ماشي ديال داك البشري ..