قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا (الفصل الثالث و ثلاثون)
- الفصل الثالث و الثلاثون :
● بعد 4 ايام ..
""شكرا .. ""
"" مرحبا "" تبسمت الاء للزبون اللي خدى جوف الصورة ديالو و مشى ..
اختفت الابتسامة الودية على وجهها و رجعت تكمل اشغالها المستمرة في الحاسوب ..
الموسيقى خدامة و لكن ماقدراتش تخرجها من جو التوتر اللي هي فيه ..
شاغلها هاد الارتباط و دوك النوبات اللي كايجيو مع داك الشخص ..
بدات كاتحس باللي جديا بدات تتأتر به ..
بدون ماتفهم السبب .. كاتحس بحال الى ناقصاها شي حاجة .. و كاين شعور اخر بالذنب ..
امورها العائلية مستقرة و كولشي مزيان .. و لكن علاش كاتحس براسها كاتذبل و كاتكتائب ..
ديما متوترة و ديما قلقة ..
مناش ؟
من المجهول ..
مابغاتش توصل هاد الحالة ديالها لزوجها .. مابغاتش تثير القلق ديالو .. و مابغاتش تخليه يعرف ان حالتها مرتبطة بالاخر ..
مابغاتش تثير شكوكه و تخليه في ديك الحالة ديال عدم الاستقرار ..
حطات راسها في بلاصتو ..
و ماعجبهاش الحال ..
نهائيا ..
ممكن تخرج عينيه هو و هاذيك اللي تشوف فيه حتى بنصف شوفة ..
هادشي خاصو يحبس ..
الرابطة خاصها تقطع ..
لو غير قدرات ..
احست بالانهاك ، ماشي الجسدي ..
بل العقلي من كترة التفكير ..
ناضت من بلاصتها وقفات قدام الزجاج المطل على الشارع برى و ركبات رقم في هاتفها ..
حطاتو على وذنيها و بعد لحظات جاها صوت هدى .. توحشاتها بزاف .. و ماعاقلاش ايمتى اخر مرة تكلمات معاها ..
و لكن ماعساها دير ..
هذا هو السيناريو اللي كايوقع لكل وحدة بعدما كاتتزوج ..
مسؤولية الخدمة ، الدار و الولاد كاتسلب اي وقت فارغ ممكن تخصصو لنفسها او لصحباتها او او او ..
و لكن علامن كايضحكو بهاد الهضرة ؟
"" الى ماعيطناش حنا ماتعيطيش ؟ "" قالت الاء مازحة ..
ضحكات هدى عبر الهاتف و من بعد صرخات "" واتوحشتك المصييبة ، حياتي دابا ماخاصااها غير انت ، بلاصتك بقات كبيرة و خاوية ""
"" لا بااين ، انا كانشوف شوقك ليا ، كل يوم كانسمع صوتك لدرجة ماكانحسش براسي كانتوحشك ""
"" وا هاذي هي الغربة ، اجي عندي ، شحال من مرة كانطلبوك انا و لقمان مابغيتيش ""
"" فين غانجي و نخلي هادو واش حماقيتي ؟ ""
"" وا مالهم غايموتو بلا بيك واحد ال15 اليوم ؟ جي و جيبيهم معاك""
"" مايبغيش ليا انا عارفاه ، جي انت مال والديك ماتوحشتيش والديك ""
ضحكات هدى ""و اللهما كرهت ، و لكن الخدمة مزيرة هنا عند لقمان ، مازال انا شوية ، مديرة راسي .. ""
"" واشفتي انت ماقادراش تسمحي في راجلك انا نسمح فيه ؟ وماشي حتى الراجل بوحدو ، طه بوحدو راه كارتة ؟ الى خليتهم مع بعضياتهم غاياكلو باه ""
ضحكات هدى "" منين داك الغصن من ديك الشجرة ، راه تلاقاو ، كيف دايرة مع الحمل ماسولتكش ""
"" حمد الله هاد الساعة ، واخا هاد الايام كانحس بالعياء ""
"" مالك ياك لاباس ؟ ""
"" اودي غير خليها على الله، ماكرهتكش كون كنتي حدايا نبقى نفضفض ليك حتال الصباح ، و اللهتا عرفت باللي ماكاينة ما احسن من صاحبتي نشكي عليها .. لا راجلي و لا خوتي و لا حتى قادر يفهمني كيف كاديري انت ""
"" شوشتيني ا الاء ، مالك اشنو عندك ؟ ""
هدى صاحبتها الانتيم ماعارفاش بحقيقتها كبيلسانة .. كيفاش غاتشرح ليها هادشي ..
"" والو ، غير نقاشات هكا و هكا مع زين العابدين ، انت عارفة ""
ماكرهاتش لو قدرات تعاود ليها .. كانت غاتحس بثقل كبير غاينزاح من عليها ..
"" وا ماعليش ، من ديما انتوما كيف المش و الفار و من ديما ماشاء الله كاتخرجو من المشاكل كيف الشعرة من العجين ، ماعمرني شفت شي كوبل صبارين على بعضهم بحالكم ماتخليوش المشاكل يجيو بيناتكم واخا ؟ حاولي تتهدني و حاولي تاخدي الامور ببساطة راك حاملة ماتنسايش ""
"" عارفة ، ديجا مرة مرة كايهبط ليا الدم ، الطبيبة قالت ليا من الستريس و انا كانحاول نتهدن و نلهي راسي ، و لكن اشنو غانقولك ""
"" ماتقولي والو ، ديري ، حاولي على راسك المصيبة ""
"" اوى خليك مني انا ، اشنو كاتعاودي انت ، مازال مابغيتي تديري شي بزقول حتى انت ؟ ""
"" و اللهما عرفت ، واحد جارتي هنا عندها واحد زوج توام كايحمقو هاوشتني على شي بزقول *ضحكو بزوجات* و لكن اختي مسؤولية الولاد كاتخلع ، خاصني نضرب حساباتي الاولى بعدا ""
"" اوى بقاي ضربي الحسابات لهلا يقلب ، راجلك اشنو كايقول ؟ ""
"" تابعني في هبالي مسكين ، كايحاول يقنعني و لكن ماضاغطش عليا ، كايقول ليا حتى تحسي براسك مستعدة .. و انا بديت نميل للفكرة خاصة هو كايبان متحمس للفكرة و باغي ""
"" وا بلا ماتبقاي تأوفرثينكي فيها ، ديريها و صافي ، ها انا حاملة بالتاني اشنو وقع ليا ؟ ""
"" عندك الحق ... بان ليا .. ""
بقية هضرة هدى تضببات لالاء و مابقاتش سمعاتها ..
شي حاجة غريبة كاتوقع ليها ..
شعور بحال الميغناطيس كايجر جسدها ..
النوبة تاني كاتخدر جسدها ..
و لكن هاد المرة بشكل اقوى .. اكتر تركيزا ..
دارت عطات للنافذة بالظهر كاتخبي وجهها ..
عارفة مزيان عينيها كيف غايكونو دابا ..
في اثم توهجهم ..
سمعات هدى كاتردد اسمها عبر سماعة الهاتف و جاوبتهها "" جا عندي كليان ، نعيط لك من بعد ""
و قطعات قبل ماتزيد اي اي كلمة ..
ركزات في شعورها ..
جسدها كايطلب منها تتحرك للباب ..
عقلها كايردعها ..
جسدها باغي شي حاجة عقلها رافضها ..
بغات زين العابدين يكون معاها دابا ..
علاش هو بالضبط ؟
الرجل الوحيد بعد خوتها اللي كاتحس معاه بالامان ..
هادشي علاش بغاتو ، بغات الامان ..
فاش هزات راسها ، مالقات حتى تهديد ممكن يخليها باغية الامان ..
يمكن التهديد ماجايش من العالم الخارجي .. و انما من الداخل ..
وسط منها ..
دوزات المكالمة لزوجها و اللي كيف العادة ، كايجاوبها من اول رنة ..
سمعات صوتو الحبيب على قلبها "" الزيونات ديالي ؟ ""
حاولت تخلي صوتها طبيعي خالي من التوتر اللي هاز جسدها ، تبسمت "" زين العابدين ""
ضحك "" اشنو هادشي ، انت ماكاتعيطيش بسميتي غير لا كنتي معصبة كاتناقشي معايا ، يا إما متوترة او مبرزطة .. اشنو مبرزط الحبيبة ديالي ""
خدات نفس ، كيفاش يمكن لانسان يكون حافظك لهاد الدرجة ..
مايمكنش ماتبغيهش و ماتبغيش الحياة كاملة تكون معاه ..
ماحساتش براسها باغية تخبي عليه حالتها ، عيطات ليه حيت بغاتو معاها ..
"" انا ماحاساش براسي ..مزيان ""
"" الاء ؟ مالك ؟ ياكما فيك شي وجع ؟ مال صوتك هكا ؟ "" تخيلاتو تكعد من مسند الكرسي ديالو في الوقت اللي نبرته كلها تغيرات ، من مداعبة فجأة لمتنبهة و قلقة ..
"" مافياش الوجع ، غير .. ""
"" غير اشنو احبيبة ؟ قولي ليا مالك ؟ راك بديتي تشوشيني .. هضري ""
"" اجي عندي ""
"" انت مازال في المحل ؟ ""
"" اه ""
سكت ولكن سمعات الحركة جايا من عندو ..
تخيلاتو ناض كايجمع اشغالو من فوق المكتب ...
سمعاتو خاطب شي احد .. و لكن مافهماتش اش قال ..
منين عاود تكلم .. سمعات الريح كايضرب في سماعة الهاتف من عندو ..
"" الاء باقية معايا ؟ ""
"" اه ""
"" تنفسي مزيان ، حاولي تهدني ، جلسي اذا كنتي واقفة واخا ؟ ""
دارت اللي قال "" امم ""
"" ماكاين والو احبيبة ، فكري في هادشي ، تقدر تكون غير نوبة ذعر ، كاتوقع لبزاف ديال الناس بسبب التوتر ، انا حسيت بيك متوترة و مستريسية هاد الايامات ""
هززات رأسها بحال الى كايشوفها ..
"" واش نقطع ؟ انا جاي في الطريق ""
مهما كانت حالتها ماغاتبغيهش يسوق و هو ملهي مع التيليفون حاولت تطمنو "" واخا انا غانتسناك ""
"" واخا ، انا دابا نكون عندك ""
منين قطعات ..
خدات نفس طويل كاتحاول تهدن نفسها كيف قال ليها زين ..
مالقاتش تفسير للحالة الذعر اللي فيها دابا ..
يديها و رجليها فاشلين ، قلبها كايضرب ..و احساس بحال الحزن و الخوف و التوتر كولشي مخلط فيها ..
ناضت وقفات ..
ماقادراش تتحكم في ذاتها ..
وقفات قدام مخرج المحل ديالها ..
الشيء اللي شافتو خلا عينيها يخرجو من بلاصتهم .. بصدمة ..
زين العابدين جاي ..
اشنو دارت .. ؟
الرجل الابيض كان مباشرة قدامها ..
مسند على سيارة سوداء ..
مربع يديه .. ملامحو مظلمة عكس بشرتو البراقة .. كايشوف فيها مباشرة .. في عينيها ..
من لمعان عينيه و تخدر مشاعرها عرفات عينيها كايلمعو ليه ..
جسدها كايستجب لجسدو .. لوجودو ..
كرهت هادشي ..
بل عافتو ..
الرجل الوحيد اللي كاتستاجب ليه لا جسديا و لا عاطفيا هو راجلها .. بوحدو ..
هادشي اللي كاتحس بيه دابا .. شاذ .. ماشي حقيقي ..
زادت توترت ، و زاد ذعرها ..
ناض من مكانو و تم جاي .. نيشان .. مباشرة لعندها ..
كانو الناس .. و لكن علاش حتى واحد مانيوق ليه ..
ماكانش كايبان شيء اللي ممكن يتجانس مع الوسط البشري الطبيعي ..
كان هندامو و السيارة اللي مسند عليها ديال شخص ماعندو مايدير في وسط ديال ناس عاديين ..
كان واحد كايعطي انطباع على انه من الناس اللي سباطهم ماكايتوسخش .. ماعندهمش الوقت فين يتمشاو بيه ..
بلا مانهضرو على شكلو الوسيم المثير للانتباه ، على طولو الفارع و جسده المصقول .. القوي .
شعرو و شكل بشرتو اخر شيء نتكلمو عليه .
كلو على بعضه مثير للانتباه ..
الانتباه ليه غايجيبو ليها ..
و ها هي خافت ..
غايقارنو شكلها بشكلو المشابه ليها ..
هادشي ماشي لصالحها ..
سدات الباب الزجاجي في ذعر منين قرب ..
كاتردد اسم زين العابدين ، كاتطلب الله مايتعطلش ..
الرجل كان قدامها ..
قريب بزاف ..
مافاصلهم غير الباب الزجاجي .
عينيه كايلمعو بقوة ..
و كلما في داخلها كايستجب ليه ..
كرهات هادشي اكتر و اكتر ..
"" سير فحالك "" قلتها بصوت مهزوز ..
تفحص شكلها بعينيه للحظتين .. و قال بنبرة اطمأنت ليها رغما عنها "" ماتخافيش .. ا الاء .. هاذي سميتك ياك ؟ ""
"" راجلي غايجي دابا ، سير فحالك عافاك ""
كانت ملامحو ودية .. كان كايشوف فيها بحال الى كايشوف في بنت صغيرة .. شوفة بريئة .. عطوفة كايحاول يكسب تقتها بيها ..
و لكن منين ذكرت زوجها لمحة برود بدلت كولشي في وجهو ..
"" غير حلي الباب ، انا جاي ... نحررك ""
" نحررك " كلمة خرجات من فمو مرة ، معكلة .. هادشي اللي لاحظت ..
و لكن بطريقة ما ، الكلمة عنات شي حاجة ..
كانت باغية نيت تتحرر .. و لكن ماعرفاتش كيفاش ..
رخات الباب ..
و دفعو و دخل ..
اشنو كادير ؟ ماعرفاتش ..
دخل .. و هي ترجع بخوات للور .. بعدات عليه باكتر مسافة ممكن ليها ..
تبسم منين عبر بعينيه المسافة بينهم ..
الم قراتو في عينيه ...
ضرها خاطرها .. ماغاتنكرش ..
دوز عينيه على الصور كلها حول المحل .. و ركز في صورة لطه .. كبيرة وسط الحيط ..
علق عبنيه تما لمدة .. و فجأة قال بنبرة حرفات قلبها باللي في وسطو ..
"" هضري ليا على الابوة و الامومة ""
شافت فيه بعيون واسعة ..
ماجاوبتش .. سؤال ماتسناتوش ..
شاف فيها شوفة " كانتسنى جوابك "
و سرحت حلقها قائلة "" ماعرفتش على الابوة ، و لكن الامومة .. عالم مثالي في هاد العالم اللي ماشي مثالي ، الحب الكبير و البريء ، الغير مشروط اللي كاناخدهم من ولدي ماكايتقارنو مع حتى حاجة في هاد الدنيا ، الطريقة باش كايشوف فيا فاش كانوكلو و نغسل ليه و نلبسو و نمشط ليه ، كيفاش فاش كايخاف و فاش كايعيى ماكايعيط غير عليا ، انا هي الامان ديالو انا هي الملجأ ديالو .. فاش كايوحل فشي حاجة كايجي عندي انا نعاونو ، انا البطلة ديالو ، فاش كايبغي شي حاجة او كايتشها شي حاجة *ضحكات* قال ليا فواحد اليوم انا هي جنية الاحلام ديالو ..انا فرحت بهاد اللقب و لكن باباه ضحك عليا و قال ليا هاذي غير طريقة تلفني بيها باش نولي نقول ليه ديما واخا ، الامومة بدلاتني ، نضجاتني و عقلاتني ، خلاتني نرغب اكتر في الحياة باش نعطيها ليه ، وليت كانتهلا في راسي باش نبقى ديما بصحة مزيانة باش ديما نكون موجودة ليه ، فاش كانمرض حتى هو كايتاثر .. مايمكنش شي احد يبدل بلاصتي ليه ، ماكاينش اللي كايعرفو قدي ، داكشي علاش الرابطة بيناتنا ماكاتبلاصيها حتى رابطة ، انا مهمة ليه ، هادشي علاش كانبغيه ، حيت داير لحياتي معنى ""
حطات يدها على كرشها .. حسات بالاخر كايتحرك و تبسمت بينها و بين نفسها ، واش غار ؟ حتى هي متحمسة لتجربتها مع التاني ، و متاكدة كل واحد ليه حب كبير خاص بيه ..
منين هزات عينيها في الرجل ..
شافتو كايشوف في يدها على بطنها الصغير .
شافت في عينيه ولد صغير ، كايشوف في حلوى من ورى الزاج ماعندوش والدين يشريوها ليه ، ماعندوش حتى الفلوس ...
اجلى حنجرتو و قال "" امي ماتت سنين طويلة ، طويلة بزاف ، و لكن مهما طالو مانساونيش بشاشة وجهها الحنين ، سعدات هاد الصغير ، و اي واحد اخر مازال امو كاتدوز يديها على شعرو .. ""
بلعات ريقها ..
قطع ليها قلبها ..
اي انسان عندو قلب نابض ممكن يتقطع لهاد الكلام ..
"" بكلامك ديك المرة كان كايسحاب ليا غاترجعي ، كنت متأكد غاترجعي "" غير الموضوع فجأة ..
رجعات الغصة و التوتر وسرعة ضربات القلب ..
وجود طه في مخيلتها هو و ذكرياتو البريئة خلاوها تترخى و تنسى كل شعور خايب احست بيه ..
لكن كولشي رجع ..
عاودت تشنجت .. تفكرات كل كلامها ، تصرفاتها اللي ممكن تعطيه امل او تخليه يفهم غلط، و لكن اذا دارها فرته مشكلتو ، كانت في داك الوقت مفهماه انها كاتسحابو خوها ..
لاحظ تشنجها هادشي علاش قال "" كانظن ، دابا .. فهمتي انني انا و ياك ماشي خوت ، ابعد شيء ممكن يجمعنا هو الاخوة ""
هزات عينيها فيه .. خايفة منو ..
قرى هادشي مزيان .. و قرب منها ..
وقف ، تفحصها بعينيه و يديه في جيابو "" زوين هادشي اللي كانشوف فيه دابا ، القوة ، قوة الحارسات من ديما كانت العامل الاول اللي كايجذبنا حنا الذكور ليهم ، قوتهم كاتعني اننا قادرين تماما نتيقو فيهم .. قوتك دابا و انت كاتحكمي غريزتك وطبيعتك .. مثيرة للاعجاب .. ""
"" اشنو كاتقصد ؟ ""
"" في عالم اخر ، في وقت اخر ، كنتي غاتشوفيني ، غاتعرفيني نصفك الاخر ، كنتي غاتبغي داكشي اللي كاتحسي بيه الداخل من جيهتي ، ماكنتيش غاتبعدي مني ، بل كنتي غاتبغيني نكون قريب لك ، كانمسك بيدي .. ، و لكن اللي كانشوف في عينيك دابا هو الخوف ، و النفور .. خايفة من داك الوحش اللي في الداخل ديالك ،و النفور من نفسك لانك كاتحسي باحساس منبوذ منكور بحال هذا ، انا غانريحك ، انا و ياك ماكانعرفوش بعضياتنا ، اذا احساسك تجاهي ماعندو حتى تفسير من غير انه غريزي ، ماعندو حتى معنى .. ماتخافيش ، انت تبلين حسنا ""
"" انا ماعندي حتى شك في حبي و اخلاصي التام لراجلي ""
هزز راسو "" عارف ، و الا كنتي غاتستسلمي لغريزتك اللي كاتقول ليك سيري لعندو ، و كنتي غاتخليهم وراك ""
"" ماكنتش نديرها واخا يبقى فيا عرق واحد ""
"" هادشي اللي معروفين بيه نوعنا ، مخلصين و كانموتو على قبل اللي نبغيوهم .. ""
"" يعني كلما كايجمعني بيك غير غريزة ؟ ""
"" استجابتك لوجودي كلما كنت قريب ، انجذابك الغير المفسر ، قدرتنا على الاحساس ببعضنا ، كلهم غير غريزة ، طبعنا حنا كحراس فقط لا غير ""
"" اذا كانو ناس اخرين بحالنا ، واش كنت حتى هما غانحس معاهم كيفما كانحس معاك ؟ ""
"" لا ، حيت حنا .. ثنائي ، تخلقتي ليا باش نتزوجو .. كانو قبل منك .. و ماكتابوش ليا كيفما ماكتابيتيش ليا ، في نوعنا ، الثنائيات فقط هما اللي كاتكون عندهم هاد الرابطة اللي كاتكون غريزية و كاتعزز و كاتولي عندها قيمة بالعاطفة من بعد .. ""
"" اذا انا .. خنت ، خنت.. ""
"" ماكنتيش عارفة شكون انت ، كان باك ممكن يتحاكم كون كان مازال عايش .. الذنب ماشي ذنبك .. انا عارف بهادشي ، هاذشي علاش .. انا غانحميك .. ""
"" كيفاش غاتحميني ؟ و منين كاتعرف بابا ؟ و علاش غايتحاكم""
تبسم ابتسامة غامضة "" كانعرفو منين كان شاب طموح ، اصغر منك دابا .. ""
"" كيفاش ؟ ""
"" ماتبقايش تسولي اسئلة ، انت دابا حارسة كامنة ، بشرية بموصفات حارسة ، بقاي هكا ، لصالحك و لصالح استقرار عائلتك .. انا اليوم جاي نخلصك و نخلص راسي من هاد الرابطة العير مرغوبة .. لا منك و لا مني ""
"" واش ممكن ؟ ماغانبقاش نحس بيك ؟ ""
دور وجهو ضحك ضحكة ماوصلاتش لعينيه .. كانت ضحكة مريرة تعيسة ..
اشمن حظ تعيس عايش هو فيه .. ؟
"" لا ، ماغاتبقايش تحسي بيا ، ماعندك مناش تخافي ""
"" واخا سربي ، راجلي غايدخل في اي لحظة ""
عارفة راسها كاتبان انانية غير مهتمة الا لنفسها دابا ..و لكن ماعندها مادير ..
هاد الرجل ماكيعني ليها والو اكتر من " اغرب حاجة كاتوقع ليها في حياتها الغريبة " ..
ماعندها مادير ليه ، كاتحس بالاسف تجاهو و لكن هادي هي الحياة ..
عندها عائلة خاصها تحافظ عليها و مامستعداش تخلق مشاكل ماعندها لا اهمية و لا ضرورة على قبل رجل غريب ..
دور وجهو تفحص المكان بعينيه و قال "" ممكن نجلسو في بلاصة مايقطعنا و لا يشوفنا احد ؟ ""
بقات ساكتة ..
رجع عينيه ليها و فهم .. ماكاتيقش فيه ، رغم ان غريزتها كاتجبرها على ذلك ..
"" حقيقة انك متزوجة واحد غيري خلاتني نفرك ، تماما كيفما كنتي غاتنفريني كون شميتي فيا ريحة امرأة اخرى .. ماكانشم فيك غير ريحتو .. هاذي حقيقة اخرى متعلقة بينا ، يعني ماتخافيش ، ماعندي حتى نوايا تجاهك غير انني نخلصك و نخلص راسي من هاذ الرابطة .. فهمتي ؟ ""
"" هادشي عامر بالاسرار و التفاصيل .. ""
"" عالم البشر هو عالمك ، ركزي فيه ، و نساي كل حاجة غريبة مرت في حياتك مؤخرا .. الوقت اللي غانخرج من هاد الباب .. كولشي غايسالي ""
هززات راسها .. ""واخا .. طلع .. ""
دار اللي قالت ..
دازت للباب سداتو و دورات العلاقة الى جهة مغلق و طلبات الله يزيد يتعطل راجلها مازال شوية ..
طلعات .. لقاتو جالس في الارض .. قدامو محطوطين شي ادوات ماحققاتش فيها ..
هي في حالة خوف و توتر منو ... و حتى من حقيقة ان زوجها قريب يبان في اي لحظة قريبة ..
"" اجي جلسي قدامي ""
خدات نفس .. كادير هادشي حيت ضروري يدار ..
جلسات قدامو و شافت فيه ..
مازال مبعدة منو ...
"" قربي عندي ""
قربات .. و تجاهلت السلام اللي احست بيه حداه ..
و تجاهلت ريحتو اللي اعتادت تشمها كلما قربات ليه تركزت في المكان المغلق .. و تساءلت واش هاد الريحة فايحة من دمو ؟
خدا موس .. جرح كفو و عصر قطيرات من الدم ..
الريحة اللي عبرات من كفو لنيفها كانت قوية ، جد مركزة ..
عصرهم نيشان لقريعة زجاجية متوسطة الحجم ..
مد يدو ليها "" عطيني يدك ""
شافت في يدو و هزات عينيها ليه "" غاتجرحني هكاك ؟ ""
"" ماتخافيش ، غاتكون خفيفة ""
غمضات عينيها و مدت يدها ..
كانت يدو خفيفة كيف قال و لكن حتما احست بالموس كايفتح كفها ..
حلات عينيها منين احست بيه سالا و قال "" عصريه على دمي .. ""
قرب ليها القريعة .. مافهمات والو .. و لكن دارت اللي قال ليها ..
و رجع خداه من عندها ..
"" دمي همدات ريحتو بسبب حملي ، واش غايأتر هادشي ؟ ""
"" لا "" جوابو كان بسيط و قصير ..
شافتو هز سائل كبو عليه و خلطو مع دمهم ..
و قدام عينيها تحول دمهم من احمر لأسود قاتم ..
جبد ورقة مكونة من مادة غريبة .. بيضاء ، ماكانتش كاتصدر حتى صوت و ماكانتش منكمشة .. ماشي ورقة عادية ..
خدى ريشة كانت سوداء و لكن لمعانها بين الاخضر و الازرق .. ماعرفاتش لاشمن نوع طيور تنتمي ..
كان كايغمس طرفها في الدم المختلط و بدا يكتب اشياء او رموز غريبة تماما على عينيها ..
"" اشنو كاتكتب ، اشنو هادشي ؟ ""
تجاهلها .. كان مركز في اللي كايدير ..
انتهى من كتابتو .. و بعدها ساط على الورقة و لاحظت كيفاش المخطوطات اللي كتبها تما تدمجات مع الورقة حتى ولات جزء منها بفعل النفخ ديالو ..
خدا ولاعة و شعل في الورقة .. كانت كاتحرق قدام عينيه و عينيها ..
مررات عينيها من على الورقة لعينيه ..
كانو كايلمعو .. وفي نفس الوقت ملامحو ظلمات ..
احست باللي واقعة شي حاجة اكبر من حرقو لورقة ..
و ديك الساعة احست بإنكماش في اعلى بطنها .. شي حاجة وسطها كاتحرق .. شي حاجة كاتموت ..
كانت كاتعذب ..
شدات كرشها .. و بعدها هزات عينيها فيه ..
كانت متأكدة باللي حتى هو كايحس بنفس الشي ..
و شعور اخر بحال خيبة الامل و الفقدان اكتسحها..
كان وجهو احمر فكيه ضاغطين في بعضهم ..لكن صامد واقف كيف الصخر ..
دمعة فرت من عينو خلاتها ترد البال باللي حتى هي كاتدمع ..
تقادى احتراق الورقة و لاحظت باللي ماخلات حتى رماد وراها ..
اختفت كيفما اختفى الالم و والوجع ..
اختفى الاحساس بالنقص و الفقدان ..
اختفى اي شعور انجذاب شاذ ليه ..
اختفى الشعور بالانتماء و الميول ليه ..
اختفت الرابطة ديالهم كيفما اختفت الورقة المحترقة من الوجود ..
منين هزات عينيها ليه .. ماكانت كاتحس من جهتو غير بالفراغ ..
بحال اي غريب .. بحال اي شخص عشوائي ..
عينيه مابقاو كايقولو والو .. مابقى كايخوفها منو والو ..
شعور بالسلام رجع ..و حتى الهدوء ..
مسح وجهو .. و جمع كولشي حاجياتو من الارض في محفظة صغيرة و خدا القرعة اللي احتوت دمهم و قال "" تهناي من هادشي ""
و وقف ..
وقفات معاه هازة القرعة و شافتو غادي بدون كلمة ..
"" تسنى ""
وقف بلا مايدور عندها .. "" اشنو غايوقع لك ؟ ""
"" اللي مكتاب ""
"" ماتقتلش راسك ، انت شخص مزيان ، انا متأكدة من هادشي ، كون ماتلاقيتش راجلي و كون مابغيتوش و ماتعلقتش بيه ، كنت غانبغي بكل سرور نتعرف عليك ""
دار عندها و خدا لحظة قبل مايلقى صوتو "" عائلتك ، تهلاي فيها ، و عيشي فرحانة بينهم ، مابغيتش تضحيتي تمشي هباءا .. ""
و نزل ..
منين فتح الباب الزجاجي .. شافت الاء زوجها وراه ..
كايشوف فيه .. و دوز عينينه منو ليها ..
و بالشوية .. شافت القرون كايطلعو من راس زوجها ..
لاحت القرعة اللي فيديها و دارت يدها على فمها ..
غير حل الرجل الباب .. زين العابدين طار انقض عليه بحال شي سنوري جائع ..
جرات الاء لجهتو كاتغوت "" زين العابدين طلق الرجل ""
قنتو مع الحيط و عصف على وجهو بقبضة ..
هاد المرة مابانش على ايفارديت الاستسلام .. ضربو ضربة خلاتو يبعد منو .. و شنق عليه و قربو لوجهو و صرخ في وجهو بصوت جهوري جد غاضب .. "" ماغاديش نصبر لك ، كانحبس راسي مانقتلك غير بزز ، ماعارفش راسك باش كاتدين ليا ، اذا من الاحسن ليك تتراجع و تحيد من طريقي ""
دم زين العابدين فار .. شنق عليه بدوره و صرخ في وجهو "" اشنو جاي دير عند مراتي من ورى ظهري كيف كاتسلت كيف الشماتة ؟اشنو كاتقصد بهضرتك؟ ""
"" تيق بيا ماباغيش تسمع ، نصيحتي لك ، حافظ عليها و حميها من اليدين الغلط ، حميها من فضولها ، وصولها عندي داك اليوم ماكانش مؤشر على انها في امان معاك ""
جن جنون زين العابدين و نخضو بين يديه "" كيفاش كاتجرأ ، كيفاش تتجرأ تهيني و مراتي في وجهي الحيوان ، مراتي في امان معايا ، نقتلو و ناكلو بسناني اللي يهز عينو اولا يقرب ليها .. واش كاتسماااع ""
احكم ايفارديت قبضتو حول قميص زين "" ماتبقاش غير تهضر .. طبق ""
"" زين العابدين طلق من الراجل راك فاهمو غلط "" جرات الاء ذراع زوجها ..
دفعها "" ماكاين مايتفهم غلط .. كولشي واضح ، هاد الحيوان جاي لعند مراتي في غيابي و بكل وقاحة كايوريني كيفاش نحافظ عليها ، باشمن حق و اشمن وجه .. دوييي "" صرخ في وجهو ..
"" بوجه انني انا هو الزميل ، الزوج ، القرين الحقيقي ديالها ، ماشي انت ، انت اللي خديتيها مني قبل مانوصل ليها ، انت المتدخل بيناتنا ماشي انا ، و لكن في بلاصو مانتحارب معاك عليها و نرجعها ليا خليتك تعيش معاها في سلام ، على قبلها حيت بريئة من الذنب ، و على قبل ولادكم الابرياء ، كان خاصني نقتلك .. ماعارفش راسك معاياش كاتلعب انا ماشي بشري .. قادر نحطم ليك جمجمتك بلا ماندير حتى جهد ، كانتسالك هادشي ، واقف كاتغوت في وجهي ماعارفش شحال و انا كنتسناها ، ماعندكش فكرة على العطب اللي خلقتيه في حياتي ""
رخاه زين العابدين .. مصدوم ..
الزوج .. القرين الحقيقي ..
كلمات كاتردد في مسامعو .. شللات تفكيرو و حركتو ..
اشنو كايقول هذا ..
رخاه ايفارديت حتى هو و قاد حوايجو ..
"" انا اليوم ساليت معاها ، ماكانتش عندي نية نرجعها لمكانها الحقيقي على كل حال .. حيت هنا هو مكانها الحقيقي .. نساو انكم عرفتوني .. كيفما غاندير انا .. كاع هادشي اللي وقع بيننا غاتحتافظو به لريوسكم مابغيتش كلامنا يدور برى هاد المحل و الا اقسم بالله كولشي غايتهد فوق ريوسكم و ماغانرحم احد .. ""
هز زين العابدين عينيه كايرميو الشر على شكل شرارات نارية منهم ...
تبعو و هو خارج من المحل و لكن يد و تدخل الاء وراه وقفو ..
"" وقف ، عافاك ماتبعوش ""
واسع العينين ، مصدوم دار عندها ..
"" انا .. انا عارفة الوضع كلو كايبان لك فشكل ، لا اللي جيتي دخلتي شفتيه قدام عينيك و لا اللي سمعتيه ماكايعطيو شي انطباع عادي اولا طبيعي ، و لكن كولشي ليه تفسير ، خلينا نهضرو .. ""
سكتات كاتسناه يتكلم .. يقول اي كلمة ..
و لكن مادارهاش ..
الحاجة الوحيدة اللي كان كايديرها ، واقف قدامها بدون حراك ، كايحدث تقب من خلالها بتحديقو في وجهها ، فيها كاملة ..
خيبة الامل ، غضب ، احباط ..
كايشوف فيها كمن دمرت العالم ديالو بيديها ..
دارت يديها على فمها ، كاتكتم شهقة مخنوقة طالعة من صدرها ..
"" اشنو هادشي ؟ "" قالها بهدوء كرهاتو ، خوفها ..
"" جا باش يقطع الرابطة اللي بيني و بينو ""
كاع داك الهدوء المخيف تشكل قدام عينيها بشكل موجة ضخمة من غضب عرفات مزيان حتى كلمة ماغاتهدنها ..
زين العابدين ماعمرو كان بهاد الشكل ..
ما ان سكتات .. تقدم ليها بالخطوة اللي كانت فاصلاهم ، و شد ذراعيها بزوج نخضها "" ماتجمعيش راسك معاه قدامي ، مابينكم حتى رابطة ، مابينكم حتى حااااجة ""
"" زين العابدين ، تقبلهاااا ، انت كنتي عارف هادشي ، حسيتي بيه من اول يوم شفتيه قدامك ، هادشي علاش من الاول وقفتي على رايك و عندتي ، هادشي علاش كنتي صارم بخصوص الموضوع ديالو ، هادشي علاش كنتي ضد انني نبحت هلى اصلي عن طريقو هو ، حيت حسيتي بالخطر ، عرفتي بداكشي اللي كايجمعنا انا و ياه ، كنتي عارف-- ""
فاز القريب من يدو ترمى ليتشتت اشلاء فوق الارض و صرخة من فمو "" سكتيييييي "" سكتاتها و قاطعتها بالفعل ..
دور وجهو و عطاها بوسع ظهرو ..
حطات يدها على ظهرو المتشنج و مازاد تشنجو قبل كايبعد منها ..
"" مامتيقش باللي خليتيه يدخل لعندك و قبلتي تقابليه و تهضري معاه و انت عارفة مزيان رأيي في هادشي ، كايسحاب ليا فهمتي لراسك ""
مازال مادار عندها ..
"" انا راه فهمت ، فهمت باللي داك الجانب من حياتي مامهمش مادام انا فرحانة بحياتي كيفما هي ، انا بالفعل تخليت على فضولي و قررت نخلي داكشي كيفما هو و نكمل في حياتي ، و لكن خيط رابطني مع ديك الحياة بقى كايجرني ""
دار عندها ... و شافت دموع عنيدة في عينيها لم تأبى النزول "" داك الخيط هو داك الرجل ؟ اولا انا بلاتي ... راه انا المتدخل هنا ، انا الدخيل اللي ديتك ليه ، كان السيد كايتسناك و جيت انا خديتك من بين يديه .. انجذابك و ارتباطك بديك الحياة هو الشيء الطبيعي ، انت ماشي مننا انت منهم .. اشنو ؟ علاش كاتشوفي فيا هكاك ، ماتكونيش ندمتي ؟ تزوجتي بكري ، و ولدتي بكري ، في الوقت اللي حياة اخرى ، حياتك الحقيقية كانت كاتسناك ، فاش شفتيه دغيا ميلك الحنين له .. انا غالط ؟ ""
مامتيقاش اللي كاتسمع ..
"" زين العابدين بلا متنقز لاستنتاجات ماكايناش ""
"" اشنو اللي ماكاينش ؟ *صاح* قدامي ا الاء ، قدامي بقيتي كاتشوفي فيه ، عينيك لمعو تجاهو ، راجلك حداك و عينيك و انتباهك ماكانو غير ليه هو .. سنين و انت عندك مشكل في التقة في الغرباء ، جا هذا ، و فجأة ولا عندك عادي تسافري بساعتين ديال الطريق لدار راجل غريب و معاك ولدك ، اشنو هو ، ماشي غريب ؟ اولا تايقة فيه ؟ قلبك ارتاح له من اول شوفة ؟ ""
فاهمة وجهة نظر ديالو ، الامر هكا كايبان له ، هذا التفسير الوحيد ..
قبل ماتشوف داك الرجل اليوم كانت حتى هي عايشة في الذعر و الرعب من دوك الاحاسيس اللي كانت كاتحس بيها مع الاخر ..
جاو ايام اللي بدات تشك واش كاتميل له ... و لكن الامر ماكان عندو معنى منطقي بالنسبة ليها ، كيفاش غاتبغي شخص ماكاتعرفوش ، كلما كانت كاتحس بهاد الخطر كاتمشي ترمى بين يدين راجلها ، و بين يديه كاترتاح و كايتبددو كل دوك الاوهام ، و كاتأكد باللي قلبها و روحها مهوما ملك غير رجل واحد ، اب ولادها ..
و كانت غير كاتبعد منو في ظل اليوم ، كاتهاجمها خناجر من داك الرجل الاخر و كاتسممها بالشك من اول و جديد ..
هادشي ماكانش عارف بيه زاين ، مايمكنش يعرف ..هو ماشي شي انسان اللي يتعامل مع هادشي ببرود ..
و دارت ماعرفاتش كيفاش تفهمو و هو بهاد الحالة ..
ماخلاهاش تكمل فرحتها في انها تحررات من الشكوك ، هي حرة من قيدها ، قيد لا علاقة بيها ، بل فقط بغرائزها ، بحقيقة انها 'بيلسانة' او 'حارسة '..
هي كاتبغي و ماكاتميل غير لراجلها .. رجع السلام لقلبها و لروحها ..
و لكن كيف غادير معاه دابا .. اي شيء غاتقولو له غايبان غريب ، و غير ماغايزيد يعصبو ..
الوضع كلو من الاول معوص .. لعنات اليوم اللي تعارضو فيه في الطريق ..
"" زين العابدين انا عيانة ، مافيا اللي يتناقش معاك ، مابغيتش نضارب معاك ، عارفة كولشي كايبان خايب في عينيك دابا ، و لكن تيق فيا ، هاد المرة مامعنداش و مامقسحاش راسي معاك ، كولشي له تفسير ، و لكن ماعارفاش غير كيفاش نوصل لك ""
"" ماكاينش كيفاش ، حيت كولشي واضح و باين ، مسالة غير مسألة وقت ، و غاتبداي تدوريها اكتر في عقلك ، غاتبغي تمشي عند اصلك ، تعيشي معاهم ، ماعرفتوش من اشمن قرينة طلع ، و لكن باين كاينين منكم بزاف ، تقدر تكون شي مدينة ديالكم ، شي عالم اخر فوق هاد العالم ديالكم .. كولشي ولا ممكن بعدما شفتكم بزوج .. يعلم الله اشنو مخبي مازال ""
صاحت بعصبية "" صاافي باااركة اسكت، اشنو كاتسحابني ؟ كيفاش اصلا تجرأتي تقول هادشي في وجهي ، على قبل واحد غريب غانخلي حياتي اللي بنيت ؟ ولادي ورايا ؟ ""
جات نوبتها هي باش تشوف فيه بخيبة امل ..
"" عرفتي اشنو .. ماغانشرحش لك ، ماغانفهمكش ، الاستنتاج اللي عجبك آمن به ، ماغاديش تفهمني مهما هضرت و شرحت لك ، كون كنتي نيت كتآمن بعلاقتنا و بيا ، ماكنتيش نهائيا تفكر فيا هكا ، واخا ماعرفت اشنو تشوف فيا ، فاش عيطت لك تجي عندي كنت عيانة ، كنت باغياك في جنبي حيت محتاجاك و لكن الحاجة الوحيدة اللي واقعة هنا هي كاتزيد ما بيا .. ""
قاطعها ساخر "" سمحي ليا ، حتى انا فاش كنت جاي بالعافية شاعلة في روايضي ماكنتش كانتخيل راسي غانشوف داك الحيوان نازل من الدروج و انت وراه ""
سكتات بالدموع في عينيها كاتشوف فيه ""راك كاتلومني على شي حاجة ماكايناش ، ماعمرني تخيلت نشوفك في شي نهار واقف قدامي كاتشكك في اخلاصي لك .. ""
لمحة رقة و ضعف دازت على عينيه و قرب خطوة كانت فاصلة بينهم و مد يدو "" ماكانشككش في اخلاصك ""
بعدات منو و صاحت "" و اشنو واقف كادير دابا اذا ماكنتيش كاتشكك فيا ؟ واش كاتقول هاد الهضرة غير باش تقهرني ؟ ""
"" اوى اشنو بغيتيني ندير ؟ انت فاهمة انا كيف داير ، و لكن تصرفاتك كلها كاتلعب و تشطح على خيوط اعصابي الرهيفة ، حطي راسك في بلاصتي ، تخيلي امراة اخرى جايا كاتقول لك ، هذاك راه في الاصل ديالي ، خاصو يكون راجلي انا ، ماشي انت ، انت الدخيلة اللي فرقاتنا ، و منين دوري تشوفي فيا ، تلقايني كاناكلها بعينيا متجاهل وجودك انت تماما ، و من بعد نقولك بغيت نشوفها ، بغيت نعرفها .. واللهما كنتي تتحملي ، هادشي كلو كايلعب على اعصابي و انا مستحيل نسكت مامضطرش نتحمل هادشي ""
"" ممكن غير نجلسو و نهضرو و غايسالي هادشي ""
"" كان كايسحاب ليا سالا في المرة الاولى شي شهراين هادس و من بعد جاني اتصال من خوك كايقول ليا مشات في طوموبيل مع شي واحد ، كان كايسحاب ليا نيت سالا هادشي للمرة التانية باش نجي و نلقاه هابط وراك ، ماشي غير هادشي ، قدام وجهي بكل وقاحة و كيف الشماتة كايقول ليا هو راجلك او اللي خاصو يكون راجلك حيت بكل وضوح انا اللي راجلك دابا ""
اضاف "" مابقيتش تايق في هضرتك ، و لا تصرفاتك اللي مابقيتنش كانتنبأ بيها ، ديري اللي بغيتي ، طعني في كرامتي كيف بغيتي ، الا انت ماحشمتيش ، ماعندي ماندير لك ""
ماحساتش ، صرفقاتو .. و صاحت "" هادي اااخر مرة غانقبل منك تتشكك فيا ، شكون انت ؟ شكون هذا اللي واقف قداامي واش حمااقيتي ، فيق من القلبة راه انا مراتك الاء اللي قدامك ، اشنو هااادشي ؟ ""
الطرشة خلاتو يولي بحال شي كلب مصعوور ..
جر ذراعها و صاح في وجهها "" وصلات بك تهزي يدك عليا ؟ على اشنو ؟ دويييي ؟ اوى ماغانخلييكش ديري ليي بغيييتي ""
بدى يخوفها "" طلق مني ازين اشنو كادير ؟ ""
جرها معاه دخل هز ساكها و نطر خيوط الحاسوب ديالها طفى و جرها معاه ..
حل باب سيارتو و دخلها و ردخ الباب وراها .. رجع للمحل و سدو بالسوارت اللي عندو هو .. و رجع ..
طلع للمقعد ديالو ، تسناها تغوت ، اي حاجة .. و لكن ماشافها غير حطات راسها على الزاج و غمضات عينيها ..
احسن ، لانه ماضامنش لاي نقطة ممكن يوصل بيه الغضب ديالو في هاد اللحظة ..
~*~ ~*~ ~*~
وقفو قدام باب دارهم .. حل الباب دخلها و سدو وراه ..
جلسات في السداري حيدات فولارها و طلقت شعرها
"" المحل اللي جبتيني منو دابا خليت فيه عرام ديال الخدمة ""
"" المحل هو اللي شاغلك داابا ؟ "" غواتو قفزها ..
"" كيفاش عرفك فين كاتخدمي ؟ ""
"" ماعرفتش ، السيد لاباس عليه ، و كايبان له نفوذ عنواني ابسط شيء ممكن يوصل له ""
هز راسو كايضحك ضحك مرير ساخر .. "" و لكن فلوسو ماقدروهش يوصل لك ""
هزات عينيها مغوبشة فيه ..
شاف فيها و كمل "" انت صافي ، وليتي ديالي ، قلبك ديالي ، هازة سميتي ، عايشة في ملكي ، والدة ولادي ، و حياتك و حياتي ولاو واحد .. يوريني اشنو في جهدو مايدير ، اشنو غايدير يبدل هادشي ، نشوفو كايحوم حداك مرة اخرى ، اقسم بالله حتى نسيح دمو ""
وقفات .. قدامو ..
"" ماعمرني لاحظت كيفاش الغضب كايردك خايب ، غضبك و غيرتك ازين العابدين كايخيبوك ""
""شكون كايستفز غضبي و غيرتي ، واش كانظلمك ؟ لا .. انت اللي ماكاتحتارمينيش ""
"" ماشي ماكنحتارمكش ، انا ماكاتيقش فيا ""
"" باراكة ماترجعي اللومة عليا ""
"" هاد الهضرة كلها زايدة ناقصة ، رجع لخدمتك ، و انا غانرجع لخدمتي ، و ممكن بالليل منين تبرد غانهضرو .. اذا مارجعتيش شعلتيها تاني ""
دارت تهز فولارها و قبضتو رجعاتها لقدامو ..
"" زين العابدين طلق مني راك كاضرني ""
"" ترجعي باش يرجع عندك ؟ و اللهلا كانت ، هنا في دارك غاتجلسي ، ماغادياش مازال تخرجي الى ماكنتش معاك و المحل ديالك غانجيب لك بنت تقة تقابلو لك ""
"" اش كاتخربق واش حماقيتي ؟ ""
صااح "" اه حماقيت ، رجعتيني حمق ، و ااه ، انا جاهل غانحبس مراتي من الخروج ، حيت انا مريض بالغيرة ، وريني اش غاديري .. ""
كان غادي للباب و لكن شدات ذراعو "" راك غير معصب ، اذا كان يريحك نجلس اليوم في الدار غانديرها ""
"" الللا .. غاتبقاي حتى انا نبغيك تخرجي و معاااياا ""
"" و الله حتى حماقيتي ، دابا واش تسد عليا في الدار هو الحل ؟ ""
بعد يدها "" الى كان يبعد عليك هذاك ، مايبقاش يلقى كيف يوصل لك ، فآه .. نحبسك في الدار هو الحل ، على الله تعرفي بحجم الضرر اللي كاتسببيه ليا ""
تم غادي و شدات ذراعو "" زين العابدين وقف ، و الله و تسد عليا هاد الباب يا حتى هادي الاخرة بيناتنا ""
دار عندها قدام الباب "" فين غاتمشي و الباب مسدود ، هاه ؟ ""
"" البعد ماشي ديما بالمسافات ازين ، راه ننعس حداك في الفراش و ماتحسش بوجودي تما ""
شافت كيفاش تفاحة ادم توترت في حلقو ..
عرفاتو غايتراجع ..
و لكن منين سد الباب وراه ..
مابقاتش كاتعرف ، مابقاتش عارفة لا اشنو هادشي وقع ، و لا اشنو غادير ..
بدات كاتحس بالوجع في بطنها و شدات فيها ..
عارفة راسها توترت هاد اليوم و حملها بدى يتأتر ..
ماشي يالله بدى و لكن على طول هاد الايام هكا كانت كاتحس ، كلما كترت التفكير في داك الرجل و المشاكل اللي خلق في حياتها كانت كاتسالي بوجع في بطنها كايخليها تحبس ..
بدموعها في عينيها طلعات للغرفة ..
رمات نفسها على السرير متكورة حول نفسها ..عنقات وسادة و بقات كاتمرر كفها بدوائر على بطنها ..
شهقة وراء الاخرى ماقدراتش تشدهم ..
بقات كاتربت على راسها في حركة كاتهدن نفسها فيها و لكن ببساطة ماقدراتش ..
شي ثلث ساعة و هي هكاك ..
شمات ريحتو في نيفها .. غمضات عينيها كاتحاول تجيب النعاس و لكن ذراعين حاوطوها و من تما جسدو حاوط قدها من اللور و كمشها لعندو ..
احست بنيوفو على عنقها كايستنشقو ريحتها ..
استرخت على الفور ..
حلات عينيها و شافت بلاستيكة قدامها و وصلاتها ريحة الماكلة ..
بقاو هكاك لا هي قالت كلمة و لا حتى هو ..
و لكن ماقدراتش تبقى عاطياه بالظهر .. بغات تشوف وجهو ..
دارت عندو لقاتو حتى هو كان مسترخي مغمض عينيه .. و غير احس بيها دارت واجهاتو حلهم .. بطريقة عرفات منها باللي كان مسترخي و مستحلي داك الهدوء بحالها ..
شاف التساؤل في عينيها و جاوب "" مابغيتكش تنعسي حدايا و انت ماحاضراش ، مابغيتكش تكوني في جنبي و بعيدة عليا ، كما انني ماشي نيت جاهل نسد على مراتي في الدار و هي حاملة من الفوق ""
تبسمت و قبلت رأس انفو و مدات ذراعيها حول عنقو "" ماقصدتش حتى انا ديك الهضرة ، غير عنقتيني دابا و ارتاحيت كيفاش غانتجاهل وجودك و نبعد منك و انت حدايا ""
"" سمحي ليا ، كنتي عيانة و انا تعصبت بزاف و فقدت السيطرة على راسي ""
"" انت اللي سمح ليا ، جبرتك و حطيت كولشي هادشي قدام وجهك ، و لكن كانواعدك و كانحلف ليك بمعزتكم انت و ولدي عندي حتى كاين تفسير لكل هادشي غايخليك تتفهم و تتطمن .. هذاك الراجل و سيرتو صافي ماغايبقاوش في حياتنا ""
ربط حواجبو شوية و بعدها قبل جبينها قبلة طويلة و ناض شوية "" انا تعطلت بالزاف على الخدمة ، غانرجع في العشية و نتناقشو ، بلا صداع و بلا عصبية ، و بلا ماتخبي عليا حتى حاجة ، واخا ؟ ""
هززات راسها و عاودت جراتو لعندها عنقاتو بالجهد ..
بادلها العناق و سمعها قالت و فمها على عنقو "" زعما انا و ياك .. اشنو كان لزامو هاد الصداع كلو من الاول نتصنتو لبعضياتنا ""
هز راسو تسند بذراعو و شاف فيها و هو كايتنهد دوز يديه على خدودها اللي مازال حمرين بالبكاء "" الاء ، عمرك عصبتيني كيف اليوم ، اعتاذرت حيت شفت راسي قلقتك اعتاذرت لغواتي و التصرف اللي درت حيت عرفت باللي غالط ، و لكن هادشي ماكاينفيش الغلط ديلك ماكاينفيش داكشي اللي سمعتو و اللي شفتو .. نتمنى الهضرة اللي غاتقوليها ليا تقنعني و تخليني نتفهم السبب اللي يخليه يجي لعندك ، و نتمنى تفهمي مزيان الاء باللي من هنا للقدام شوفة داك الرجل ممنوعة ، سيرتو ممنوعة ، لا قدامي و لا ورايا .. ""
"" واخا ازين العابدين متافقة معاك .. غانهضرو في هادشي من بعد ""
ناض جلس و هز البلاستيكة حطها قدامها "" جبت ليك ماكلة كاتعجبك ، تغداي .. اري يدك نعاونك تنوضي ؟""
"" لا ازين مافياش ""
غوبش رجع تحنى عندها و بعد شعرها على وجهها "" مالك اشنو عندك هاد النهار ؟ كاضرك شي حاجة ؟""
ااه ، فيها الوجع .. و لكن ماغاتبرزطوش بهادشي و هو مدروك للخدمة .. غادي ترتاح و غايفوتها كيف ديما ..
"" لا احبيبة ماكاضرني حتى حاجة ، غير سير خدم و رجع ليا دغيا ""
تبسم ابتسامة صغيرة ، مازال متأتر من خناقهم .. و لكن رغم ذلك اغرقها قبلات قبلما ينوض و يقاد حالتو ..
"" تغداي و ضربيها ليا بشي نعسة ، اما انا سيفطيني براسي مهرس ، زعما اللي ماعندوش امراة ديما شاعلاه و مجهلاه راه مامجوج ماوالو ""
ضحكت ضحكة كسولة كاتمرغ في فراشها ..
حركة خلاتو ياكلها بعينيه و رجع قبلها مرة اخرى و قال "" كون مافيقتيني بديك الهضرة قبلما نسد الباب و اللهما كنت نبرد يعلم الله لفين كنا نكبرو المشكل ""
"" حاولت نفيقك بديك الطرشة و لكن زادت شعلاتك و بالمناسبة *قبلات خدو* سمح ليا ، ماقصدتش نتصرف هكاك ، ماشي تصرف في محلو ""
ضيق عينيه و قال "" اعتاذرك غير مقبول ، غاتخلصيها منين نرجع لك ""
تبسمت و رجعت قبلاتو "" وا سير ماتعطلش اكتر من هكا ""
تنهد و ناض ..
رجع هز حاجياتو و رماها بنظرة حنونة-مازال-منزعج اخيرة قبل ما يختفي من الغرفة ..
تنهدت باسترخاء ، هادي علاقتهم كاتشعل و تطفى في نفس الوقت .. لا هي و لا هو كايهزو في قلبهم على بعضياتهم و لا هو و لا هي قادرين يفوتو بعضهم مهما بلغ المشكل بينهم ..
شافت في الماكلة بدون شهية و حطاتها بعيد على السرير جنبها ..
الوجع مازال كاين ..
ناضت من بلاصتها للحمام ..
و تما لقات نزيف دم في ملابسها الداخلية ..
ساطت "" اشنو هادشي تاني ؟ ""
نظفات نفسها و رجعت للغرفة غيرات ملابسها و تكات في فراشها ..
ديك الساعة نعسات بحال الى فيها عياء اسبوع ديال الخدمة ..
~*~ ~*~ ~*~
بعد ساعات ..
فاقت الاء على تقلص قوي في بطنها .. صاحت بقوة بشدة الوجع اللي كاتحس به ..
جلسات و شدات كرشها ""ياربي اش واقع ليه ؟ ""
صيحة اخرى خرجات من فمها و الالم اللي كاتحس بيه خلاها تبدا تبكي ..
بقات كاتلمس كرشها و كاتطلع النفس و تنزلو و لكن هاذشي ماقداش ..
هزات الهاتف من جنبها كاتفكر واش خوتها كاينين في الدار ؟ واش اقرب ليها مسافة من زوجها ؟ و لكن منين شافت الساعة ، عرفاتو غايكون في الطريق ..
قررات تعيط لزين ..
اصابعها ارتعشت على شاشة الهاتف و هي كاتحاول تتحمل وجعها ..
و ديك الساعة سمعات صوت طه طالع كايجري و كايغوت و صوت باه وراه كايخاصم عليه ..
رمات الهاتف و صاحت "" زيييين ""
صوتها ماكايبانش تعدى الغرفة ..
دخل ولدها كايجري طلع عندها ..
دارت يدها كاتكالي فين كايحط ركابيه .. عنقها و قبل خدها و شاف فيها .. ديك الساعة تمحات الابتسامة على وجهو و هو كايشوف فيها "" ماما كاتبكي ؟ ""
"" عيط لبابا احبيبي جري "" و بعدها صاحت بسبب ضربة اخرى من الوجع ..
هبط ولدها من السرير كايغوت باسم بابا و كايكملها ب "ماما مريضة و كاتبكي " و سمعات راجلها من التحت كايجاوب "اشنو قلتي ؟" و بعدها بلحظات دخل محيد الفيست ديالو و مشمر كمام قميصو ..
شاف وجها و تبدل فيه اللون ..
شاف في ولدو "" سير ابابا كول التحت ، راه وجدت لك داكشي الي شريناه برى ""
هبط الولد و قرب زين لالاء .. دوز يديه على وجهها كايقيس حرارتها و هي كاتوجع بين يديه "" مالك كاتبكي اشنو عندك ؟ ""
"" كانتوجع ازين عتقني ""
مضهشر جاوبها "" واخا واخا ، حاولي تتهدني انا نديك للسبيطار .. ""
قبل راسها و هز الليزار ديال الفراش باش كانت مغطية و خرجو عينيه .. الدم كان سايح مباشرة تحتها و شورطها الوردي تحول لونو و تشوه ..
صاحت في وجهو "" مابقاش كايتحرك ، سربي ازاين العشية كلها ماتحركش ، عنداك يكون ماات ""
صياحها فيقو من الصدمة .. عرف الوضع خطير دار كايقلب مايرميه عليها مدروك .. اي حاجة جات قدامو كاطيح بتوتر حركاتو ..
مالقى غير اسدال الصلاة اللي لبسهم ليها بعجالة و هزها نازل كايجري ..
● بعد 4 ايام ..
""شكرا .. ""
"" مرحبا "" تبسمت الاء للزبون اللي خدى جوف الصورة ديالو و مشى ..
اختفت الابتسامة الودية على وجهها و رجعت تكمل اشغالها المستمرة في الحاسوب ..
الموسيقى خدامة و لكن ماقدراتش تخرجها من جو التوتر اللي هي فيه ..
شاغلها هاد الارتباط و دوك النوبات اللي كايجيو مع داك الشخص ..
بدات كاتحس باللي جديا بدات تتأتر به ..
بدون ماتفهم السبب .. كاتحس بحال الى ناقصاها شي حاجة .. و كاين شعور اخر بالذنب ..
امورها العائلية مستقرة و كولشي مزيان .. و لكن علاش كاتحس براسها كاتذبل و كاتكتائب ..
ديما متوترة و ديما قلقة ..
مناش ؟
من المجهول ..
مابغاتش توصل هاد الحالة ديالها لزوجها .. مابغاتش تثير القلق ديالو .. و مابغاتش تخليه يعرف ان حالتها مرتبطة بالاخر ..
مابغاتش تثير شكوكه و تخليه في ديك الحالة ديال عدم الاستقرار ..
حطات راسها في بلاصتو ..
و ماعجبهاش الحال ..
نهائيا ..
ممكن تخرج عينيه هو و هاذيك اللي تشوف فيه حتى بنصف شوفة ..
هادشي خاصو يحبس ..
الرابطة خاصها تقطع ..
لو غير قدرات ..
احست بالانهاك ، ماشي الجسدي ..
بل العقلي من كترة التفكير ..
ناضت من بلاصتها وقفات قدام الزجاج المطل على الشارع برى و ركبات رقم في هاتفها ..
حطاتو على وذنيها و بعد لحظات جاها صوت هدى .. توحشاتها بزاف .. و ماعاقلاش ايمتى اخر مرة تكلمات معاها ..
و لكن ماعساها دير ..
هذا هو السيناريو اللي كايوقع لكل وحدة بعدما كاتتزوج ..
مسؤولية الخدمة ، الدار و الولاد كاتسلب اي وقت فارغ ممكن تخصصو لنفسها او لصحباتها او او او ..
و لكن علامن كايضحكو بهاد الهضرة ؟
"" الى ماعيطناش حنا ماتعيطيش ؟ "" قالت الاء مازحة ..
ضحكات هدى عبر الهاتف و من بعد صرخات "" واتوحشتك المصييبة ، حياتي دابا ماخاصااها غير انت ، بلاصتك بقات كبيرة و خاوية ""
"" لا بااين ، انا كانشوف شوقك ليا ، كل يوم كانسمع صوتك لدرجة ماكانحسش براسي كانتوحشك ""
"" وا هاذي هي الغربة ، اجي عندي ، شحال من مرة كانطلبوك انا و لقمان مابغيتيش ""
"" فين غانجي و نخلي هادو واش حماقيتي ؟ ""
"" وا مالهم غايموتو بلا بيك واحد ال15 اليوم ؟ جي و جيبيهم معاك""
"" مايبغيش ليا انا عارفاه ، جي انت مال والديك ماتوحشتيش والديك ""
ضحكات هدى ""و اللهما كرهت ، و لكن الخدمة مزيرة هنا عند لقمان ، مازال انا شوية ، مديرة راسي .. ""
"" واشفتي انت ماقادراش تسمحي في راجلك انا نسمح فيه ؟ وماشي حتى الراجل بوحدو ، طه بوحدو راه كارتة ؟ الى خليتهم مع بعضياتهم غاياكلو باه ""
ضحكات هدى "" منين داك الغصن من ديك الشجرة ، راه تلاقاو ، كيف دايرة مع الحمل ماسولتكش ""
"" حمد الله هاد الساعة ، واخا هاد الايام كانحس بالعياء ""
"" مالك ياك لاباس ؟ ""
"" اودي غير خليها على الله، ماكرهتكش كون كنتي حدايا نبقى نفضفض ليك حتال الصباح ، و اللهتا عرفت باللي ماكاينة ما احسن من صاحبتي نشكي عليها .. لا راجلي و لا خوتي و لا حتى قادر يفهمني كيف كاديري انت ""
"" شوشتيني ا الاء ، مالك اشنو عندك ؟ ""
هدى صاحبتها الانتيم ماعارفاش بحقيقتها كبيلسانة .. كيفاش غاتشرح ليها هادشي ..
"" والو ، غير نقاشات هكا و هكا مع زين العابدين ، انت عارفة ""
ماكرهاتش لو قدرات تعاود ليها .. كانت غاتحس بثقل كبير غاينزاح من عليها ..
"" وا ماعليش ، من ديما انتوما كيف المش و الفار و من ديما ماشاء الله كاتخرجو من المشاكل كيف الشعرة من العجين ، ماعمرني شفت شي كوبل صبارين على بعضهم بحالكم ماتخليوش المشاكل يجيو بيناتكم واخا ؟ حاولي تتهدني و حاولي تاخدي الامور ببساطة راك حاملة ماتنسايش ""
"" عارفة ، ديجا مرة مرة كايهبط ليا الدم ، الطبيبة قالت ليا من الستريس و انا كانحاول نتهدن و نلهي راسي ، و لكن اشنو غانقولك ""
"" ماتقولي والو ، ديري ، حاولي على راسك المصيبة ""
"" اوى خليك مني انا ، اشنو كاتعاودي انت ، مازال مابغيتي تديري شي بزقول حتى انت ؟ ""
"" و اللهما عرفت ، واحد جارتي هنا عندها واحد زوج توام كايحمقو هاوشتني على شي بزقول *ضحكو بزوجات* و لكن اختي مسؤولية الولاد كاتخلع ، خاصني نضرب حساباتي الاولى بعدا ""
"" اوى بقاي ضربي الحسابات لهلا يقلب ، راجلك اشنو كايقول ؟ ""
"" تابعني في هبالي مسكين ، كايحاول يقنعني و لكن ماضاغطش عليا ، كايقول ليا حتى تحسي براسك مستعدة .. و انا بديت نميل للفكرة خاصة هو كايبان متحمس للفكرة و باغي ""
"" وا بلا ماتبقاي تأوفرثينكي فيها ، ديريها و صافي ، ها انا حاملة بالتاني اشنو وقع ليا ؟ ""
"" عندك الحق ... بان ليا .. ""
بقية هضرة هدى تضببات لالاء و مابقاتش سمعاتها ..
شي حاجة غريبة كاتوقع ليها ..
شعور بحال الميغناطيس كايجر جسدها ..
النوبة تاني كاتخدر جسدها ..
و لكن هاد المرة بشكل اقوى .. اكتر تركيزا ..
دارت عطات للنافذة بالظهر كاتخبي وجهها ..
عارفة مزيان عينيها كيف غايكونو دابا ..
في اثم توهجهم ..
سمعات هدى كاتردد اسمها عبر سماعة الهاتف و جاوبتهها "" جا عندي كليان ، نعيط لك من بعد ""
و قطعات قبل ماتزيد اي اي كلمة ..
ركزات في شعورها ..
جسدها كايطلب منها تتحرك للباب ..
عقلها كايردعها ..
جسدها باغي شي حاجة عقلها رافضها ..
بغات زين العابدين يكون معاها دابا ..
علاش هو بالضبط ؟
الرجل الوحيد بعد خوتها اللي كاتحس معاه بالامان ..
هادشي علاش بغاتو ، بغات الامان ..
فاش هزات راسها ، مالقات حتى تهديد ممكن يخليها باغية الامان ..
يمكن التهديد ماجايش من العالم الخارجي .. و انما من الداخل ..
وسط منها ..
دوزات المكالمة لزوجها و اللي كيف العادة ، كايجاوبها من اول رنة ..
سمعات صوتو الحبيب على قلبها "" الزيونات ديالي ؟ ""
حاولت تخلي صوتها طبيعي خالي من التوتر اللي هاز جسدها ، تبسمت "" زين العابدين ""
ضحك "" اشنو هادشي ، انت ماكاتعيطيش بسميتي غير لا كنتي معصبة كاتناقشي معايا ، يا إما متوترة او مبرزطة .. اشنو مبرزط الحبيبة ديالي ""
خدات نفس ، كيفاش يمكن لانسان يكون حافظك لهاد الدرجة ..
مايمكنش ماتبغيهش و ماتبغيش الحياة كاملة تكون معاه ..
ماحساتش براسها باغية تخبي عليه حالتها ، عيطات ليه حيت بغاتو معاها ..
"" انا ماحاساش براسي ..مزيان ""
"" الاء ؟ مالك ؟ ياكما فيك شي وجع ؟ مال صوتك هكا ؟ "" تخيلاتو تكعد من مسند الكرسي ديالو في الوقت اللي نبرته كلها تغيرات ، من مداعبة فجأة لمتنبهة و قلقة ..
"" مافياش الوجع ، غير .. ""
"" غير اشنو احبيبة ؟ قولي ليا مالك ؟ راك بديتي تشوشيني .. هضري ""
"" اجي عندي ""
"" انت مازال في المحل ؟ ""
"" اه ""
سكت ولكن سمعات الحركة جايا من عندو ..
تخيلاتو ناض كايجمع اشغالو من فوق المكتب ...
سمعاتو خاطب شي احد .. و لكن مافهماتش اش قال ..
منين عاود تكلم .. سمعات الريح كايضرب في سماعة الهاتف من عندو ..
"" الاء باقية معايا ؟ ""
"" اه ""
"" تنفسي مزيان ، حاولي تهدني ، جلسي اذا كنتي واقفة واخا ؟ ""
دارت اللي قال "" امم ""
"" ماكاين والو احبيبة ، فكري في هادشي ، تقدر تكون غير نوبة ذعر ، كاتوقع لبزاف ديال الناس بسبب التوتر ، انا حسيت بيك متوترة و مستريسية هاد الايامات ""
هززات رأسها بحال الى كايشوفها ..
"" واش نقطع ؟ انا جاي في الطريق ""
مهما كانت حالتها ماغاتبغيهش يسوق و هو ملهي مع التيليفون حاولت تطمنو "" واخا انا غانتسناك ""
"" واخا ، انا دابا نكون عندك ""
منين قطعات ..
خدات نفس طويل كاتحاول تهدن نفسها كيف قال ليها زين ..
مالقاتش تفسير للحالة الذعر اللي فيها دابا ..
يديها و رجليها فاشلين ، قلبها كايضرب ..و احساس بحال الحزن و الخوف و التوتر كولشي مخلط فيها ..
ناضت وقفات ..
ماقادراش تتحكم في ذاتها ..
وقفات قدام مخرج المحل ديالها ..
الشيء اللي شافتو خلا عينيها يخرجو من بلاصتهم .. بصدمة ..
زين العابدين جاي ..
اشنو دارت .. ؟
الرجل الابيض كان مباشرة قدامها ..
مسند على سيارة سوداء ..
مربع يديه .. ملامحو مظلمة عكس بشرتو البراقة .. كايشوف فيها مباشرة .. في عينيها ..
من لمعان عينيه و تخدر مشاعرها عرفات عينيها كايلمعو ليه ..
جسدها كايستجب لجسدو .. لوجودو ..
كرهت هادشي ..
بل عافتو ..
الرجل الوحيد اللي كاتستاجب ليه لا جسديا و لا عاطفيا هو راجلها .. بوحدو ..
هادشي اللي كاتحس بيه دابا .. شاذ .. ماشي حقيقي ..
زادت توترت ، و زاد ذعرها ..
ناض من مكانو و تم جاي .. نيشان .. مباشرة لعندها ..
كانو الناس .. و لكن علاش حتى واحد مانيوق ليه ..
ماكانش كايبان شيء اللي ممكن يتجانس مع الوسط البشري الطبيعي ..
كان هندامو و السيارة اللي مسند عليها ديال شخص ماعندو مايدير في وسط ديال ناس عاديين ..
كان واحد كايعطي انطباع على انه من الناس اللي سباطهم ماكايتوسخش .. ماعندهمش الوقت فين يتمشاو بيه ..
بلا مانهضرو على شكلو الوسيم المثير للانتباه ، على طولو الفارع و جسده المصقول .. القوي .
شعرو و شكل بشرتو اخر شيء نتكلمو عليه .
كلو على بعضه مثير للانتباه ..
الانتباه ليه غايجيبو ليها ..
و ها هي خافت ..
غايقارنو شكلها بشكلو المشابه ليها ..
هادشي ماشي لصالحها ..
سدات الباب الزجاجي في ذعر منين قرب ..
كاتردد اسم زين العابدين ، كاتطلب الله مايتعطلش ..
الرجل كان قدامها ..
قريب بزاف ..
مافاصلهم غير الباب الزجاجي .
عينيه كايلمعو بقوة ..
و كلما في داخلها كايستجب ليه ..
كرهات هادشي اكتر و اكتر ..
"" سير فحالك "" قلتها بصوت مهزوز ..
تفحص شكلها بعينيه للحظتين .. و قال بنبرة اطمأنت ليها رغما عنها "" ماتخافيش .. ا الاء .. هاذي سميتك ياك ؟ ""
"" راجلي غايجي دابا ، سير فحالك عافاك ""
كانت ملامحو ودية .. كان كايشوف فيها بحال الى كايشوف في بنت صغيرة .. شوفة بريئة .. عطوفة كايحاول يكسب تقتها بيها ..
و لكن منين ذكرت زوجها لمحة برود بدلت كولشي في وجهو ..
"" غير حلي الباب ، انا جاي ... نحررك ""
" نحررك " كلمة خرجات من فمو مرة ، معكلة .. هادشي اللي لاحظت ..
و لكن بطريقة ما ، الكلمة عنات شي حاجة ..
كانت باغية نيت تتحرر .. و لكن ماعرفاتش كيفاش ..
رخات الباب ..
و دفعو و دخل ..
اشنو كادير ؟ ماعرفاتش ..
دخل .. و هي ترجع بخوات للور .. بعدات عليه باكتر مسافة ممكن ليها ..
تبسم منين عبر بعينيه المسافة بينهم ..
الم قراتو في عينيه ...
ضرها خاطرها .. ماغاتنكرش ..
دوز عينيه على الصور كلها حول المحل .. و ركز في صورة لطه .. كبيرة وسط الحيط ..
علق عبنيه تما لمدة .. و فجأة قال بنبرة حرفات قلبها باللي في وسطو ..
"" هضري ليا على الابوة و الامومة ""
شافت فيه بعيون واسعة ..
ماجاوبتش .. سؤال ماتسناتوش ..
شاف فيها شوفة " كانتسنى جوابك "
و سرحت حلقها قائلة "" ماعرفتش على الابوة ، و لكن الامومة .. عالم مثالي في هاد العالم اللي ماشي مثالي ، الحب الكبير و البريء ، الغير مشروط اللي كاناخدهم من ولدي ماكايتقارنو مع حتى حاجة في هاد الدنيا ، الطريقة باش كايشوف فيا فاش كانوكلو و نغسل ليه و نلبسو و نمشط ليه ، كيفاش فاش كايخاف و فاش كايعيى ماكايعيط غير عليا ، انا هي الامان ديالو انا هي الملجأ ديالو .. فاش كايوحل فشي حاجة كايجي عندي انا نعاونو ، انا البطلة ديالو ، فاش كايبغي شي حاجة او كايتشها شي حاجة *ضحكات* قال ليا فواحد اليوم انا هي جنية الاحلام ديالو ..انا فرحت بهاد اللقب و لكن باباه ضحك عليا و قال ليا هاذي غير طريقة تلفني بيها باش نولي نقول ليه ديما واخا ، الامومة بدلاتني ، نضجاتني و عقلاتني ، خلاتني نرغب اكتر في الحياة باش نعطيها ليه ، وليت كانتهلا في راسي باش نبقى ديما بصحة مزيانة باش ديما نكون موجودة ليه ، فاش كانمرض حتى هو كايتاثر .. مايمكنش شي احد يبدل بلاصتي ليه ، ماكاينش اللي كايعرفو قدي ، داكشي علاش الرابطة بيناتنا ماكاتبلاصيها حتى رابطة ، انا مهمة ليه ، هادشي علاش كانبغيه ، حيت داير لحياتي معنى ""
حطات يدها على كرشها .. حسات بالاخر كايتحرك و تبسمت بينها و بين نفسها ، واش غار ؟ حتى هي متحمسة لتجربتها مع التاني ، و متاكدة كل واحد ليه حب كبير خاص بيه ..
منين هزات عينيها في الرجل ..
شافتو كايشوف في يدها على بطنها الصغير .
شافت في عينيه ولد صغير ، كايشوف في حلوى من ورى الزاج ماعندوش والدين يشريوها ليه ، ماعندوش حتى الفلوس ...
اجلى حنجرتو و قال "" امي ماتت سنين طويلة ، طويلة بزاف ، و لكن مهما طالو مانساونيش بشاشة وجهها الحنين ، سعدات هاد الصغير ، و اي واحد اخر مازال امو كاتدوز يديها على شعرو .. ""
بلعات ريقها ..
قطع ليها قلبها ..
اي انسان عندو قلب نابض ممكن يتقطع لهاد الكلام ..
"" بكلامك ديك المرة كان كايسحاب ليا غاترجعي ، كنت متأكد غاترجعي "" غير الموضوع فجأة ..
رجعات الغصة و التوتر وسرعة ضربات القلب ..
وجود طه في مخيلتها هو و ذكرياتو البريئة خلاوها تترخى و تنسى كل شعور خايب احست بيه ..
لكن كولشي رجع ..
عاودت تشنجت .. تفكرات كل كلامها ، تصرفاتها اللي ممكن تعطيه امل او تخليه يفهم غلط، و لكن اذا دارها فرته مشكلتو ، كانت في داك الوقت مفهماه انها كاتسحابو خوها ..
لاحظ تشنجها هادشي علاش قال "" كانظن ، دابا .. فهمتي انني انا و ياك ماشي خوت ، ابعد شيء ممكن يجمعنا هو الاخوة ""
هزات عينيها فيه .. خايفة منو ..
قرى هادشي مزيان .. و قرب منها ..
وقف ، تفحصها بعينيه و يديه في جيابو "" زوين هادشي اللي كانشوف فيه دابا ، القوة ، قوة الحارسات من ديما كانت العامل الاول اللي كايجذبنا حنا الذكور ليهم ، قوتهم كاتعني اننا قادرين تماما نتيقو فيهم .. قوتك دابا و انت كاتحكمي غريزتك وطبيعتك .. مثيرة للاعجاب .. ""
"" اشنو كاتقصد ؟ ""
"" في عالم اخر ، في وقت اخر ، كنتي غاتشوفيني ، غاتعرفيني نصفك الاخر ، كنتي غاتبغي داكشي اللي كاتحسي بيه الداخل من جيهتي ، ماكنتيش غاتبعدي مني ، بل كنتي غاتبغيني نكون قريب لك ، كانمسك بيدي .. ، و لكن اللي كانشوف في عينيك دابا هو الخوف ، و النفور .. خايفة من داك الوحش اللي في الداخل ديالك ،و النفور من نفسك لانك كاتحسي باحساس منبوذ منكور بحال هذا ، انا غانريحك ، انا و ياك ماكانعرفوش بعضياتنا ، اذا احساسك تجاهي ماعندو حتى تفسير من غير انه غريزي ، ماعندو حتى معنى .. ماتخافيش ، انت تبلين حسنا ""
"" انا ماعندي حتى شك في حبي و اخلاصي التام لراجلي ""
هزز راسو "" عارف ، و الا كنتي غاتستسلمي لغريزتك اللي كاتقول ليك سيري لعندو ، و كنتي غاتخليهم وراك ""
"" ماكنتش نديرها واخا يبقى فيا عرق واحد ""
"" هادشي اللي معروفين بيه نوعنا ، مخلصين و كانموتو على قبل اللي نبغيوهم .. ""
"" يعني كلما كايجمعني بيك غير غريزة ؟ ""
"" استجابتك لوجودي كلما كنت قريب ، انجذابك الغير المفسر ، قدرتنا على الاحساس ببعضنا ، كلهم غير غريزة ، طبعنا حنا كحراس فقط لا غير ""
"" اذا كانو ناس اخرين بحالنا ، واش كنت حتى هما غانحس معاهم كيفما كانحس معاك ؟ ""
"" لا ، حيت حنا .. ثنائي ، تخلقتي ليا باش نتزوجو .. كانو قبل منك .. و ماكتابوش ليا كيفما ماكتابيتيش ليا ، في نوعنا ، الثنائيات فقط هما اللي كاتكون عندهم هاد الرابطة اللي كاتكون غريزية و كاتعزز و كاتولي عندها قيمة بالعاطفة من بعد .. ""
"" اذا انا .. خنت ، خنت.. ""
"" ماكنتيش عارفة شكون انت ، كان باك ممكن يتحاكم كون كان مازال عايش .. الذنب ماشي ذنبك .. انا عارف بهادشي ، هاذشي علاش .. انا غانحميك .. ""
"" كيفاش غاتحميني ؟ و منين كاتعرف بابا ؟ و علاش غايتحاكم""
تبسم ابتسامة غامضة "" كانعرفو منين كان شاب طموح ، اصغر منك دابا .. ""
"" كيفاش ؟ ""
"" ماتبقايش تسولي اسئلة ، انت دابا حارسة كامنة ، بشرية بموصفات حارسة ، بقاي هكا ، لصالحك و لصالح استقرار عائلتك .. انا اليوم جاي نخلصك و نخلص راسي من هاد الرابطة العير مرغوبة .. لا منك و لا مني ""
"" واش ممكن ؟ ماغانبقاش نحس بيك ؟ ""
دور وجهو ضحك ضحكة ماوصلاتش لعينيه .. كانت ضحكة مريرة تعيسة ..
اشمن حظ تعيس عايش هو فيه .. ؟
"" لا ، ماغاتبقايش تحسي بيا ، ماعندك مناش تخافي ""
"" واخا سربي ، راجلي غايدخل في اي لحظة ""
عارفة راسها كاتبان انانية غير مهتمة الا لنفسها دابا ..و لكن ماعندها مادير ..
هاد الرجل ماكيعني ليها والو اكتر من " اغرب حاجة كاتوقع ليها في حياتها الغريبة " ..
ماعندها مادير ليه ، كاتحس بالاسف تجاهو و لكن هادي هي الحياة ..
عندها عائلة خاصها تحافظ عليها و مامستعداش تخلق مشاكل ماعندها لا اهمية و لا ضرورة على قبل رجل غريب ..
دور وجهو تفحص المكان بعينيه و قال "" ممكن نجلسو في بلاصة مايقطعنا و لا يشوفنا احد ؟ ""
بقات ساكتة ..
رجع عينيه ليها و فهم .. ماكاتيقش فيه ، رغم ان غريزتها كاتجبرها على ذلك ..
"" حقيقة انك متزوجة واحد غيري خلاتني نفرك ، تماما كيفما كنتي غاتنفريني كون شميتي فيا ريحة امرأة اخرى .. ماكانشم فيك غير ريحتو .. هاذي حقيقة اخرى متعلقة بينا ، يعني ماتخافيش ، ماعندي حتى نوايا تجاهك غير انني نخلصك و نخلص راسي من هاذ الرابطة .. فهمتي ؟ ""
"" هادشي عامر بالاسرار و التفاصيل .. ""
"" عالم البشر هو عالمك ، ركزي فيه ، و نساي كل حاجة غريبة مرت في حياتك مؤخرا .. الوقت اللي غانخرج من هاد الباب .. كولشي غايسالي ""
هززات راسها .. ""واخا .. طلع .. ""
دار اللي قالت ..
دازت للباب سداتو و دورات العلاقة الى جهة مغلق و طلبات الله يزيد يتعطل راجلها مازال شوية ..
طلعات .. لقاتو جالس في الارض .. قدامو محطوطين شي ادوات ماحققاتش فيها ..
هي في حالة خوف و توتر منو ... و حتى من حقيقة ان زوجها قريب يبان في اي لحظة قريبة ..
"" اجي جلسي قدامي ""
خدات نفس .. كادير هادشي حيت ضروري يدار ..
جلسات قدامو و شافت فيه ..
مازال مبعدة منو ...
"" قربي عندي ""
قربات .. و تجاهلت السلام اللي احست بيه حداه ..
و تجاهلت ريحتو اللي اعتادت تشمها كلما قربات ليه تركزت في المكان المغلق .. و تساءلت واش هاد الريحة فايحة من دمو ؟
خدا موس .. جرح كفو و عصر قطيرات من الدم ..
الريحة اللي عبرات من كفو لنيفها كانت قوية ، جد مركزة ..
عصرهم نيشان لقريعة زجاجية متوسطة الحجم ..
مد يدو ليها "" عطيني يدك ""
شافت في يدو و هزات عينيها ليه "" غاتجرحني هكاك ؟ ""
"" ماتخافيش ، غاتكون خفيفة ""
غمضات عينيها و مدت يدها ..
كانت يدو خفيفة كيف قال و لكن حتما احست بالموس كايفتح كفها ..
حلات عينيها منين احست بيه سالا و قال "" عصريه على دمي .. ""
قرب ليها القريعة .. مافهمات والو .. و لكن دارت اللي قال ليها ..
و رجع خداه من عندها ..
"" دمي همدات ريحتو بسبب حملي ، واش غايأتر هادشي ؟ ""
"" لا "" جوابو كان بسيط و قصير ..
شافتو هز سائل كبو عليه و خلطو مع دمهم ..
و قدام عينيها تحول دمهم من احمر لأسود قاتم ..
جبد ورقة مكونة من مادة غريبة .. بيضاء ، ماكانتش كاتصدر حتى صوت و ماكانتش منكمشة .. ماشي ورقة عادية ..
خدى ريشة كانت سوداء و لكن لمعانها بين الاخضر و الازرق .. ماعرفاتش لاشمن نوع طيور تنتمي ..
كان كايغمس طرفها في الدم المختلط و بدا يكتب اشياء او رموز غريبة تماما على عينيها ..
"" اشنو كاتكتب ، اشنو هادشي ؟ ""
تجاهلها .. كان مركز في اللي كايدير ..
انتهى من كتابتو .. و بعدها ساط على الورقة و لاحظت كيفاش المخطوطات اللي كتبها تما تدمجات مع الورقة حتى ولات جزء منها بفعل النفخ ديالو ..
خدا ولاعة و شعل في الورقة .. كانت كاتحرق قدام عينيه و عينيها ..
مررات عينيها من على الورقة لعينيه ..
كانو كايلمعو .. وفي نفس الوقت ملامحو ظلمات ..
احست باللي واقعة شي حاجة اكبر من حرقو لورقة ..
و ديك الساعة احست بإنكماش في اعلى بطنها .. شي حاجة وسطها كاتحرق .. شي حاجة كاتموت ..
كانت كاتعذب ..
شدات كرشها .. و بعدها هزات عينيها فيه ..
كانت متأكدة باللي حتى هو كايحس بنفس الشي ..
و شعور اخر بحال خيبة الامل و الفقدان اكتسحها..
كان وجهو احمر فكيه ضاغطين في بعضهم ..لكن صامد واقف كيف الصخر ..
دمعة فرت من عينو خلاتها ترد البال باللي حتى هي كاتدمع ..
تقادى احتراق الورقة و لاحظت باللي ماخلات حتى رماد وراها ..
اختفت كيفما اختفى الالم و والوجع ..
اختفى الاحساس بالنقص و الفقدان ..
اختفى اي شعور انجذاب شاذ ليه ..
اختفى الشعور بالانتماء و الميول ليه ..
اختفت الرابطة ديالهم كيفما اختفت الورقة المحترقة من الوجود ..
منين هزات عينيها ليه .. ماكانت كاتحس من جهتو غير بالفراغ ..
بحال اي غريب .. بحال اي شخص عشوائي ..
عينيه مابقاو كايقولو والو .. مابقى كايخوفها منو والو ..
شعور بالسلام رجع ..و حتى الهدوء ..
مسح وجهو .. و جمع كولشي حاجياتو من الارض في محفظة صغيرة و خدا القرعة اللي احتوت دمهم و قال "" تهناي من هادشي ""
و وقف ..
وقفات معاه هازة القرعة و شافتو غادي بدون كلمة ..
"" تسنى ""
وقف بلا مايدور عندها .. "" اشنو غايوقع لك ؟ ""
"" اللي مكتاب ""
"" ماتقتلش راسك ، انت شخص مزيان ، انا متأكدة من هادشي ، كون ماتلاقيتش راجلي و كون مابغيتوش و ماتعلقتش بيه ، كنت غانبغي بكل سرور نتعرف عليك ""
دار عندها و خدا لحظة قبل مايلقى صوتو "" عائلتك ، تهلاي فيها ، و عيشي فرحانة بينهم ، مابغيتش تضحيتي تمشي هباءا .. ""
و نزل ..
منين فتح الباب الزجاجي .. شافت الاء زوجها وراه ..
كايشوف فيه .. و دوز عينينه منو ليها ..
و بالشوية .. شافت القرون كايطلعو من راس زوجها ..
لاحت القرعة اللي فيديها و دارت يدها على فمها ..
غير حل الرجل الباب .. زين العابدين طار انقض عليه بحال شي سنوري جائع ..
جرات الاء لجهتو كاتغوت "" زين العابدين طلق الرجل ""
قنتو مع الحيط و عصف على وجهو بقبضة ..
هاد المرة مابانش على ايفارديت الاستسلام .. ضربو ضربة خلاتو يبعد منو .. و شنق عليه و قربو لوجهو و صرخ في وجهو بصوت جهوري جد غاضب .. "" ماغاديش نصبر لك ، كانحبس راسي مانقتلك غير بزز ، ماعارفش راسك باش كاتدين ليا ، اذا من الاحسن ليك تتراجع و تحيد من طريقي ""
دم زين العابدين فار .. شنق عليه بدوره و صرخ في وجهو "" اشنو جاي دير عند مراتي من ورى ظهري كيف كاتسلت كيف الشماتة ؟اشنو كاتقصد بهضرتك؟ ""
"" تيق بيا ماباغيش تسمع ، نصيحتي لك ، حافظ عليها و حميها من اليدين الغلط ، حميها من فضولها ، وصولها عندي داك اليوم ماكانش مؤشر على انها في امان معاك ""
جن جنون زين العابدين و نخضو بين يديه "" كيفاش كاتجرأ ، كيفاش تتجرأ تهيني و مراتي في وجهي الحيوان ، مراتي في امان معايا ، نقتلو و ناكلو بسناني اللي يهز عينو اولا يقرب ليها .. واش كاتسماااع ""
احكم ايفارديت قبضتو حول قميص زين "" ماتبقاش غير تهضر .. طبق ""
"" زين العابدين طلق من الراجل راك فاهمو غلط "" جرات الاء ذراع زوجها ..
دفعها "" ماكاين مايتفهم غلط .. كولشي واضح ، هاد الحيوان جاي لعند مراتي في غيابي و بكل وقاحة كايوريني كيفاش نحافظ عليها ، باشمن حق و اشمن وجه .. دوييي "" صرخ في وجهو ..
"" بوجه انني انا هو الزميل ، الزوج ، القرين الحقيقي ديالها ، ماشي انت ، انت اللي خديتيها مني قبل مانوصل ليها ، انت المتدخل بيناتنا ماشي انا ، و لكن في بلاصو مانتحارب معاك عليها و نرجعها ليا خليتك تعيش معاها في سلام ، على قبلها حيت بريئة من الذنب ، و على قبل ولادكم الابرياء ، كان خاصني نقتلك .. ماعارفش راسك معاياش كاتلعب انا ماشي بشري .. قادر نحطم ليك جمجمتك بلا ماندير حتى جهد ، كانتسالك هادشي ، واقف كاتغوت في وجهي ماعارفش شحال و انا كنتسناها ، ماعندكش فكرة على العطب اللي خلقتيه في حياتي ""
رخاه زين العابدين .. مصدوم ..
الزوج .. القرين الحقيقي ..
كلمات كاتردد في مسامعو .. شللات تفكيرو و حركتو ..
اشنو كايقول هذا ..
رخاه ايفارديت حتى هو و قاد حوايجو ..
"" انا اليوم ساليت معاها ، ماكانتش عندي نية نرجعها لمكانها الحقيقي على كل حال .. حيت هنا هو مكانها الحقيقي .. نساو انكم عرفتوني .. كيفما غاندير انا .. كاع هادشي اللي وقع بيننا غاتحتافظو به لريوسكم مابغيتش كلامنا يدور برى هاد المحل و الا اقسم بالله كولشي غايتهد فوق ريوسكم و ماغانرحم احد .. ""
هز زين العابدين عينيه كايرميو الشر على شكل شرارات نارية منهم ...
تبعو و هو خارج من المحل و لكن يد و تدخل الاء وراه وقفو ..
"" وقف ، عافاك ماتبعوش ""
واسع العينين ، مصدوم دار عندها ..
"" انا .. انا عارفة الوضع كلو كايبان لك فشكل ، لا اللي جيتي دخلتي شفتيه قدام عينيك و لا اللي سمعتيه ماكايعطيو شي انطباع عادي اولا طبيعي ، و لكن كولشي ليه تفسير ، خلينا نهضرو .. ""
سكتات كاتسناه يتكلم .. يقول اي كلمة ..
و لكن مادارهاش ..
الحاجة الوحيدة اللي كان كايديرها ، واقف قدامها بدون حراك ، كايحدث تقب من خلالها بتحديقو في وجهها ، فيها كاملة ..
خيبة الامل ، غضب ، احباط ..
كايشوف فيها كمن دمرت العالم ديالو بيديها ..
دارت يديها على فمها ، كاتكتم شهقة مخنوقة طالعة من صدرها ..
"" اشنو هادشي ؟ "" قالها بهدوء كرهاتو ، خوفها ..
"" جا باش يقطع الرابطة اللي بيني و بينو ""
كاع داك الهدوء المخيف تشكل قدام عينيها بشكل موجة ضخمة من غضب عرفات مزيان حتى كلمة ماغاتهدنها ..
زين العابدين ماعمرو كان بهاد الشكل ..
ما ان سكتات .. تقدم ليها بالخطوة اللي كانت فاصلاهم ، و شد ذراعيها بزوج نخضها "" ماتجمعيش راسك معاه قدامي ، مابينكم حتى رابطة ، مابينكم حتى حااااجة ""
"" زين العابدين ، تقبلهاااا ، انت كنتي عارف هادشي ، حسيتي بيه من اول يوم شفتيه قدامك ، هادشي علاش من الاول وقفتي على رايك و عندتي ، هادشي علاش كنتي صارم بخصوص الموضوع ديالو ، هادشي علاش كنتي ضد انني نبحت هلى اصلي عن طريقو هو ، حيت حسيتي بالخطر ، عرفتي بداكشي اللي كايجمعنا انا و ياه ، كنتي عارف-- ""
فاز القريب من يدو ترمى ليتشتت اشلاء فوق الارض و صرخة من فمو "" سكتيييييي "" سكتاتها و قاطعتها بالفعل ..
دور وجهو و عطاها بوسع ظهرو ..
حطات يدها على ظهرو المتشنج و مازاد تشنجو قبل كايبعد منها ..
"" مامتيقش باللي خليتيه يدخل لعندك و قبلتي تقابليه و تهضري معاه و انت عارفة مزيان رأيي في هادشي ، كايسحاب ليا فهمتي لراسك ""
مازال مادار عندها ..
"" انا راه فهمت ، فهمت باللي داك الجانب من حياتي مامهمش مادام انا فرحانة بحياتي كيفما هي ، انا بالفعل تخليت على فضولي و قررت نخلي داكشي كيفما هو و نكمل في حياتي ، و لكن خيط رابطني مع ديك الحياة بقى كايجرني ""
دار عندها ... و شافت دموع عنيدة في عينيها لم تأبى النزول "" داك الخيط هو داك الرجل ؟ اولا انا بلاتي ... راه انا المتدخل هنا ، انا الدخيل اللي ديتك ليه ، كان السيد كايتسناك و جيت انا خديتك من بين يديه .. انجذابك و ارتباطك بديك الحياة هو الشيء الطبيعي ، انت ماشي مننا انت منهم .. اشنو ؟ علاش كاتشوفي فيا هكاك ، ماتكونيش ندمتي ؟ تزوجتي بكري ، و ولدتي بكري ، في الوقت اللي حياة اخرى ، حياتك الحقيقية كانت كاتسناك ، فاش شفتيه دغيا ميلك الحنين له .. انا غالط ؟ ""
مامتيقاش اللي كاتسمع ..
"" زين العابدين بلا متنقز لاستنتاجات ماكايناش ""
"" اشنو اللي ماكاينش ؟ *صاح* قدامي ا الاء ، قدامي بقيتي كاتشوفي فيه ، عينيك لمعو تجاهو ، راجلك حداك و عينيك و انتباهك ماكانو غير ليه هو .. سنين و انت عندك مشكل في التقة في الغرباء ، جا هذا ، و فجأة ولا عندك عادي تسافري بساعتين ديال الطريق لدار راجل غريب و معاك ولدك ، اشنو هو ، ماشي غريب ؟ اولا تايقة فيه ؟ قلبك ارتاح له من اول شوفة ؟ ""
فاهمة وجهة نظر ديالو ، الامر هكا كايبان له ، هذا التفسير الوحيد ..
قبل ماتشوف داك الرجل اليوم كانت حتى هي عايشة في الذعر و الرعب من دوك الاحاسيس اللي كانت كاتحس بيها مع الاخر ..
جاو ايام اللي بدات تشك واش كاتميل له ... و لكن الامر ماكان عندو معنى منطقي بالنسبة ليها ، كيفاش غاتبغي شخص ماكاتعرفوش ، كلما كانت كاتحس بهاد الخطر كاتمشي ترمى بين يدين راجلها ، و بين يديه كاترتاح و كايتبددو كل دوك الاوهام ، و كاتأكد باللي قلبها و روحها مهوما ملك غير رجل واحد ، اب ولادها ..
و كانت غير كاتبعد منو في ظل اليوم ، كاتهاجمها خناجر من داك الرجل الاخر و كاتسممها بالشك من اول و جديد ..
هادشي ماكانش عارف بيه زاين ، مايمكنش يعرف ..هو ماشي شي انسان اللي يتعامل مع هادشي ببرود ..
و دارت ماعرفاتش كيفاش تفهمو و هو بهاد الحالة ..
ماخلاهاش تكمل فرحتها في انها تحررات من الشكوك ، هي حرة من قيدها ، قيد لا علاقة بيها ، بل فقط بغرائزها ، بحقيقة انها 'بيلسانة' او 'حارسة '..
هي كاتبغي و ماكاتميل غير لراجلها .. رجع السلام لقلبها و لروحها ..
و لكن كيف غادير معاه دابا .. اي شيء غاتقولو له غايبان غريب ، و غير ماغايزيد يعصبو ..
الوضع كلو من الاول معوص .. لعنات اليوم اللي تعارضو فيه في الطريق ..
"" زين العابدين انا عيانة ، مافيا اللي يتناقش معاك ، مابغيتش نضارب معاك ، عارفة كولشي كايبان خايب في عينيك دابا ، و لكن تيق فيا ، هاد المرة مامعنداش و مامقسحاش راسي معاك ، كولشي له تفسير ، و لكن ماعارفاش غير كيفاش نوصل لك ""
"" ماكاينش كيفاش ، حيت كولشي واضح و باين ، مسالة غير مسألة وقت ، و غاتبداي تدوريها اكتر في عقلك ، غاتبغي تمشي عند اصلك ، تعيشي معاهم ، ماعرفتوش من اشمن قرينة طلع ، و لكن باين كاينين منكم بزاف ، تقدر تكون شي مدينة ديالكم ، شي عالم اخر فوق هاد العالم ديالكم .. كولشي ولا ممكن بعدما شفتكم بزوج .. يعلم الله اشنو مخبي مازال ""
صاحت بعصبية "" صاافي باااركة اسكت، اشنو كاتسحابني ؟ كيفاش اصلا تجرأتي تقول هادشي في وجهي ، على قبل واحد غريب غانخلي حياتي اللي بنيت ؟ ولادي ورايا ؟ ""
جات نوبتها هي باش تشوف فيه بخيبة امل ..
"" عرفتي اشنو .. ماغانشرحش لك ، ماغانفهمكش ، الاستنتاج اللي عجبك آمن به ، ماغاديش تفهمني مهما هضرت و شرحت لك ، كون كنتي نيت كتآمن بعلاقتنا و بيا ، ماكنتيش نهائيا تفكر فيا هكا ، واخا ماعرفت اشنو تشوف فيا ، فاش عيطت لك تجي عندي كنت عيانة ، كنت باغياك في جنبي حيت محتاجاك و لكن الحاجة الوحيدة اللي واقعة هنا هي كاتزيد ما بيا .. ""
قاطعها ساخر "" سمحي ليا ، حتى انا فاش كنت جاي بالعافية شاعلة في روايضي ماكنتش كانتخيل راسي غانشوف داك الحيوان نازل من الدروج و انت وراه ""
سكتات بالدموع في عينيها كاتشوف فيه ""راك كاتلومني على شي حاجة ماكايناش ، ماعمرني تخيلت نشوفك في شي نهار واقف قدامي كاتشكك في اخلاصي لك .. ""
لمحة رقة و ضعف دازت على عينيه و قرب خطوة كانت فاصلة بينهم و مد يدو "" ماكانشككش في اخلاصك ""
بعدات منو و صاحت "" و اشنو واقف كادير دابا اذا ماكنتيش كاتشكك فيا ؟ واش كاتقول هاد الهضرة غير باش تقهرني ؟ ""
"" اوى اشنو بغيتيني ندير ؟ انت فاهمة انا كيف داير ، و لكن تصرفاتك كلها كاتلعب و تشطح على خيوط اعصابي الرهيفة ، حطي راسك في بلاصتي ، تخيلي امراة اخرى جايا كاتقول لك ، هذاك راه في الاصل ديالي ، خاصو يكون راجلي انا ، ماشي انت ، انت الدخيلة اللي فرقاتنا ، و منين دوري تشوفي فيا ، تلقايني كاناكلها بعينيا متجاهل وجودك انت تماما ، و من بعد نقولك بغيت نشوفها ، بغيت نعرفها .. واللهما كنتي تتحملي ، هادشي كلو كايلعب على اعصابي و انا مستحيل نسكت مامضطرش نتحمل هادشي ""
"" ممكن غير نجلسو و نهضرو و غايسالي هادشي ""
"" كان كايسحاب ليا سالا في المرة الاولى شي شهراين هادس و من بعد جاني اتصال من خوك كايقول ليا مشات في طوموبيل مع شي واحد ، كان كايسحاب ليا نيت سالا هادشي للمرة التانية باش نجي و نلقاه هابط وراك ، ماشي غير هادشي ، قدام وجهي بكل وقاحة و كيف الشماتة كايقول ليا هو راجلك او اللي خاصو يكون راجلك حيت بكل وضوح انا اللي راجلك دابا ""
اضاف "" مابقيتش تايق في هضرتك ، و لا تصرفاتك اللي مابقيتنش كانتنبأ بيها ، ديري اللي بغيتي ، طعني في كرامتي كيف بغيتي ، الا انت ماحشمتيش ، ماعندي ماندير لك ""
ماحساتش ، صرفقاتو .. و صاحت "" هادي اااخر مرة غانقبل منك تتشكك فيا ، شكون انت ؟ شكون هذا اللي واقف قداامي واش حمااقيتي ، فيق من القلبة راه انا مراتك الاء اللي قدامك ، اشنو هااادشي ؟ ""
الطرشة خلاتو يولي بحال شي كلب مصعوور ..
جر ذراعها و صاح في وجهها "" وصلات بك تهزي يدك عليا ؟ على اشنو ؟ دويييي ؟ اوى ماغانخلييكش ديري ليي بغيييتي ""
بدى يخوفها "" طلق مني ازين اشنو كادير ؟ ""
جرها معاه دخل هز ساكها و نطر خيوط الحاسوب ديالها طفى و جرها معاه ..
حل باب سيارتو و دخلها و ردخ الباب وراها .. رجع للمحل و سدو بالسوارت اللي عندو هو .. و رجع ..
طلع للمقعد ديالو ، تسناها تغوت ، اي حاجة .. و لكن ماشافها غير حطات راسها على الزاج و غمضات عينيها ..
احسن ، لانه ماضامنش لاي نقطة ممكن يوصل بيه الغضب ديالو في هاد اللحظة ..
~*~ ~*~ ~*~
وقفو قدام باب دارهم .. حل الباب دخلها و سدو وراه ..
جلسات في السداري حيدات فولارها و طلقت شعرها
"" المحل اللي جبتيني منو دابا خليت فيه عرام ديال الخدمة ""
"" المحل هو اللي شاغلك داابا ؟ "" غواتو قفزها ..
"" كيفاش عرفك فين كاتخدمي ؟ ""
"" ماعرفتش ، السيد لاباس عليه ، و كايبان له نفوذ عنواني ابسط شيء ممكن يوصل له ""
هز راسو كايضحك ضحك مرير ساخر .. "" و لكن فلوسو ماقدروهش يوصل لك ""
هزات عينيها مغوبشة فيه ..
شاف فيها و كمل "" انت صافي ، وليتي ديالي ، قلبك ديالي ، هازة سميتي ، عايشة في ملكي ، والدة ولادي ، و حياتك و حياتي ولاو واحد .. يوريني اشنو في جهدو مايدير ، اشنو غايدير يبدل هادشي ، نشوفو كايحوم حداك مرة اخرى ، اقسم بالله حتى نسيح دمو ""
وقفات .. قدامو ..
"" ماعمرني لاحظت كيفاش الغضب كايردك خايب ، غضبك و غيرتك ازين العابدين كايخيبوك ""
""شكون كايستفز غضبي و غيرتي ، واش كانظلمك ؟ لا .. انت اللي ماكاتحتارمينيش ""
"" ماشي ماكنحتارمكش ، انا ماكاتيقش فيا ""
"" باراكة ماترجعي اللومة عليا ""
"" هاد الهضرة كلها زايدة ناقصة ، رجع لخدمتك ، و انا غانرجع لخدمتي ، و ممكن بالليل منين تبرد غانهضرو .. اذا مارجعتيش شعلتيها تاني ""
دارت تهز فولارها و قبضتو رجعاتها لقدامو ..
"" زين العابدين طلق مني راك كاضرني ""
"" ترجعي باش يرجع عندك ؟ و اللهلا كانت ، هنا في دارك غاتجلسي ، ماغادياش مازال تخرجي الى ماكنتش معاك و المحل ديالك غانجيب لك بنت تقة تقابلو لك ""
"" اش كاتخربق واش حماقيتي ؟ ""
صااح "" اه حماقيت ، رجعتيني حمق ، و ااه ، انا جاهل غانحبس مراتي من الخروج ، حيت انا مريض بالغيرة ، وريني اش غاديري .. ""
كان غادي للباب و لكن شدات ذراعو "" راك غير معصب ، اذا كان يريحك نجلس اليوم في الدار غانديرها ""
"" الللا .. غاتبقاي حتى انا نبغيك تخرجي و معاااياا ""
"" و الله حتى حماقيتي ، دابا واش تسد عليا في الدار هو الحل ؟ ""
بعد يدها "" الى كان يبعد عليك هذاك ، مايبقاش يلقى كيف يوصل لك ، فآه .. نحبسك في الدار هو الحل ، على الله تعرفي بحجم الضرر اللي كاتسببيه ليا ""
تم غادي و شدات ذراعو "" زين العابدين وقف ، و الله و تسد عليا هاد الباب يا حتى هادي الاخرة بيناتنا ""
دار عندها قدام الباب "" فين غاتمشي و الباب مسدود ، هاه ؟ ""
"" البعد ماشي ديما بالمسافات ازين ، راه ننعس حداك في الفراش و ماتحسش بوجودي تما ""
شافت كيفاش تفاحة ادم توترت في حلقو ..
عرفاتو غايتراجع ..
و لكن منين سد الباب وراه ..
مابقاتش كاتعرف ، مابقاتش عارفة لا اشنو هادشي وقع ، و لا اشنو غادير ..
بدات كاتحس بالوجع في بطنها و شدات فيها ..
عارفة راسها توترت هاد اليوم و حملها بدى يتأتر ..
ماشي يالله بدى و لكن على طول هاد الايام هكا كانت كاتحس ، كلما كترت التفكير في داك الرجل و المشاكل اللي خلق في حياتها كانت كاتسالي بوجع في بطنها كايخليها تحبس ..
بدموعها في عينيها طلعات للغرفة ..
رمات نفسها على السرير متكورة حول نفسها ..عنقات وسادة و بقات كاتمرر كفها بدوائر على بطنها ..
شهقة وراء الاخرى ماقدراتش تشدهم ..
بقات كاتربت على راسها في حركة كاتهدن نفسها فيها و لكن ببساطة ماقدراتش ..
شي ثلث ساعة و هي هكاك ..
شمات ريحتو في نيفها .. غمضات عينيها كاتحاول تجيب النعاس و لكن ذراعين حاوطوها و من تما جسدو حاوط قدها من اللور و كمشها لعندو ..
احست بنيوفو على عنقها كايستنشقو ريحتها ..
استرخت على الفور ..
حلات عينيها و شافت بلاستيكة قدامها و وصلاتها ريحة الماكلة ..
بقاو هكاك لا هي قالت كلمة و لا حتى هو ..
و لكن ماقدراتش تبقى عاطياه بالظهر .. بغات تشوف وجهو ..
دارت عندو لقاتو حتى هو كان مسترخي مغمض عينيه .. و غير احس بيها دارت واجهاتو حلهم .. بطريقة عرفات منها باللي كان مسترخي و مستحلي داك الهدوء بحالها ..
شاف التساؤل في عينيها و جاوب "" مابغيتكش تنعسي حدايا و انت ماحاضراش ، مابغيتكش تكوني في جنبي و بعيدة عليا ، كما انني ماشي نيت جاهل نسد على مراتي في الدار و هي حاملة من الفوق ""
تبسمت و قبلت رأس انفو و مدات ذراعيها حول عنقو "" ماقصدتش حتى انا ديك الهضرة ، غير عنقتيني دابا و ارتاحيت كيفاش غانتجاهل وجودك و نبعد منك و انت حدايا ""
"" سمحي ليا ، كنتي عيانة و انا تعصبت بزاف و فقدت السيطرة على راسي ""
"" انت اللي سمح ليا ، جبرتك و حطيت كولشي هادشي قدام وجهك ، و لكن كانواعدك و كانحلف ليك بمعزتكم انت و ولدي عندي حتى كاين تفسير لكل هادشي غايخليك تتفهم و تتطمن .. هذاك الراجل و سيرتو صافي ماغايبقاوش في حياتنا ""
ربط حواجبو شوية و بعدها قبل جبينها قبلة طويلة و ناض شوية "" انا تعطلت بالزاف على الخدمة ، غانرجع في العشية و نتناقشو ، بلا صداع و بلا عصبية ، و بلا ماتخبي عليا حتى حاجة ، واخا ؟ ""
هززات راسها و عاودت جراتو لعندها عنقاتو بالجهد ..
بادلها العناق و سمعها قالت و فمها على عنقو "" زعما انا و ياك .. اشنو كان لزامو هاد الصداع كلو من الاول نتصنتو لبعضياتنا ""
هز راسو تسند بذراعو و شاف فيها و هو كايتنهد دوز يديه على خدودها اللي مازال حمرين بالبكاء "" الاء ، عمرك عصبتيني كيف اليوم ، اعتاذرت حيت شفت راسي قلقتك اعتاذرت لغواتي و التصرف اللي درت حيت عرفت باللي غالط ، و لكن هادشي ماكاينفيش الغلط ديلك ماكاينفيش داكشي اللي سمعتو و اللي شفتو .. نتمنى الهضرة اللي غاتقوليها ليا تقنعني و تخليني نتفهم السبب اللي يخليه يجي لعندك ، و نتمنى تفهمي مزيان الاء باللي من هنا للقدام شوفة داك الرجل ممنوعة ، سيرتو ممنوعة ، لا قدامي و لا ورايا .. ""
"" واخا ازين العابدين متافقة معاك .. غانهضرو في هادشي من بعد ""
ناض جلس و هز البلاستيكة حطها قدامها "" جبت ليك ماكلة كاتعجبك ، تغداي .. اري يدك نعاونك تنوضي ؟""
"" لا ازين مافياش ""
غوبش رجع تحنى عندها و بعد شعرها على وجهها "" مالك اشنو عندك هاد النهار ؟ كاضرك شي حاجة ؟""
ااه ، فيها الوجع .. و لكن ماغاتبرزطوش بهادشي و هو مدروك للخدمة .. غادي ترتاح و غايفوتها كيف ديما ..
"" لا احبيبة ماكاضرني حتى حاجة ، غير سير خدم و رجع ليا دغيا ""
تبسم ابتسامة صغيرة ، مازال متأتر من خناقهم .. و لكن رغم ذلك اغرقها قبلات قبلما ينوض و يقاد حالتو ..
"" تغداي و ضربيها ليا بشي نعسة ، اما انا سيفطيني براسي مهرس ، زعما اللي ماعندوش امراة ديما شاعلاه و مجهلاه راه مامجوج ماوالو ""
ضحكت ضحكة كسولة كاتمرغ في فراشها ..
حركة خلاتو ياكلها بعينيه و رجع قبلها مرة اخرى و قال "" كون مافيقتيني بديك الهضرة قبلما نسد الباب و اللهما كنت نبرد يعلم الله لفين كنا نكبرو المشكل ""
"" حاولت نفيقك بديك الطرشة و لكن زادت شعلاتك و بالمناسبة *قبلات خدو* سمح ليا ، ماقصدتش نتصرف هكاك ، ماشي تصرف في محلو ""
ضيق عينيه و قال "" اعتاذرك غير مقبول ، غاتخلصيها منين نرجع لك ""
تبسمت و رجعت قبلاتو "" وا سير ماتعطلش اكتر من هكا ""
تنهد و ناض ..
رجع هز حاجياتو و رماها بنظرة حنونة-مازال-منزعج اخيرة قبل ما يختفي من الغرفة ..
تنهدت باسترخاء ، هادي علاقتهم كاتشعل و تطفى في نفس الوقت .. لا هي و لا هو كايهزو في قلبهم على بعضياتهم و لا هو و لا هي قادرين يفوتو بعضهم مهما بلغ المشكل بينهم ..
شافت في الماكلة بدون شهية و حطاتها بعيد على السرير جنبها ..
الوجع مازال كاين ..
ناضت من بلاصتها للحمام ..
و تما لقات نزيف دم في ملابسها الداخلية ..
ساطت "" اشنو هادشي تاني ؟ ""
نظفات نفسها و رجعت للغرفة غيرات ملابسها و تكات في فراشها ..
ديك الساعة نعسات بحال الى فيها عياء اسبوع ديال الخدمة ..
~*~ ~*~ ~*~
بعد ساعات ..
فاقت الاء على تقلص قوي في بطنها .. صاحت بقوة بشدة الوجع اللي كاتحس به ..
جلسات و شدات كرشها ""ياربي اش واقع ليه ؟ ""
صيحة اخرى خرجات من فمها و الالم اللي كاتحس بيه خلاها تبدا تبكي ..
بقات كاتلمس كرشها و كاتطلع النفس و تنزلو و لكن هاذشي ماقداش ..
هزات الهاتف من جنبها كاتفكر واش خوتها كاينين في الدار ؟ واش اقرب ليها مسافة من زوجها ؟ و لكن منين شافت الساعة ، عرفاتو غايكون في الطريق ..
قررات تعيط لزين ..
اصابعها ارتعشت على شاشة الهاتف و هي كاتحاول تتحمل وجعها ..
و ديك الساعة سمعات صوت طه طالع كايجري و كايغوت و صوت باه وراه كايخاصم عليه ..
رمات الهاتف و صاحت "" زيييين ""
صوتها ماكايبانش تعدى الغرفة ..
دخل ولدها كايجري طلع عندها ..
دارت يدها كاتكالي فين كايحط ركابيه .. عنقها و قبل خدها و شاف فيها .. ديك الساعة تمحات الابتسامة على وجهو و هو كايشوف فيها "" ماما كاتبكي ؟ ""
"" عيط لبابا احبيبي جري "" و بعدها صاحت بسبب ضربة اخرى من الوجع ..
هبط ولدها من السرير كايغوت باسم بابا و كايكملها ب "ماما مريضة و كاتبكي " و سمعات راجلها من التحت كايجاوب "اشنو قلتي ؟" و بعدها بلحظات دخل محيد الفيست ديالو و مشمر كمام قميصو ..
شاف وجها و تبدل فيه اللون ..
شاف في ولدو "" سير ابابا كول التحت ، راه وجدت لك داكشي الي شريناه برى ""
هبط الولد و قرب زين لالاء .. دوز يديه على وجهها كايقيس حرارتها و هي كاتوجع بين يديه "" مالك كاتبكي اشنو عندك ؟ ""
"" كانتوجع ازين عتقني ""
مضهشر جاوبها "" واخا واخا ، حاولي تتهدني انا نديك للسبيطار .. ""
قبل راسها و هز الليزار ديال الفراش باش كانت مغطية و خرجو عينيه .. الدم كان سايح مباشرة تحتها و شورطها الوردي تحول لونو و تشوه ..
صاحت في وجهو "" مابقاش كايتحرك ، سربي ازاين العشية كلها ماتحركش ، عنداك يكون ماات ""
صياحها فيقو من الصدمة .. عرف الوضع خطير دار كايقلب مايرميه عليها مدروك .. اي حاجة جات قدامو كاطيح بتوتر حركاتو ..
مالقى غير اسدال الصلاة اللي لبسهم ليها بعجالة و هزها نازل كايجري ..