recent
أخبار ساخنة

رواية رومانسية بالعربية : إشاعات (الجزء الرابع)

Rain Dali
الصفحة الرئيسية

 رواية رومانسية بالعربية بعنوان  : إشاعات 


رواية رومانسية بالعربية الفصحى : إشاعات لrain dali


الجزء الرابع 

🌸ملكة🌸

"" الباقي ""

أخده الزبون من يدي و هزز رأسه شاكرا ثم غادر المتجر بكيس مشترياته في يده .

وبما أنه لم يكن هناك زبونا آخر في المتجر ، إستغليت الفرصة لأعيد ملئ مخزون الحليب و الخبز .
و أنا أفعل ذلك بالضبط ، سمعت جرس الباب معلنا عن دخول زبون جديد . سمحت لنفسي بالإنتهاء من ترتيب الصف الأخير من الحليب في ثلاجة التخزين أولا ، معطية إياه فرصة لأخد ما يلزمه من صفوف المنتوجات ثم بعد ذلك أهتم به.

لكن سرعان ما رن جرس الباب تانية ، لكن هذه المرة معلنا عن خروج الزبون . فإستدرت نحو الباب مستغربة ، ثم هرولت مسرعة نحوه لأرى من كان ذلك . فقد تعلمت أن أكون على تيقظ دائم و لا أسمح لمرورأي سلوك مهما بدا تافها من دون أن أتأكد .

فقد يكون واحدا من عصابة الشارع 22 دخل المتجرليتحقق من فراغه ليحضر أفرادا آخرين من العصابة ليسرقوني .

و رغم أن حربي معهم إنتهت منذ وقت طويل ، لم أخفض أسوار الحذر أبدا .

عندما ألقيت نظرة إلى خارج الباب ، لم أرى الهيئة المألوفة لأفراد عصابة الشارع 22 - بل هيئة عريضة الكتفين لجار جديد غير مرغوب فيه من قبلي .

الأشقر - النصف الأجنبي الذي لم أتمكن من هضمه يوما .

إعتبارا من سلوكه ، إستنتجت أنه عاد بأدراجه حين لم يجد من يتوقعها - أختي الكبيرة .

بهزة كتف ، عدت لعملي . لم أشعر بالإهانة من عدم رغبته الواضحة في الإحتكاك بي . رجل ذكي ، هذا بالضبط ما يجب عليه فعله ، الإبتعاد عن طريقي .

أنا مدركة أنه يدري أنني لا أستلطفه و من العدل أن يبادلني نفس الشعور .

عشر دقائق بعد ، خدمت فيها زبونين و بعد ذلك مباشرة سمعت صياح أختي تنادي بإسمي حتى قبل أن تفتح الباب . لا أستطيع إحتمال بهرجتها و صوتها العالي ، لا اعلم من أين تأتي بكل هذه الطاقة . الأخت تستيقظ على هذا الحال في كل صباح باكر حتى بدون و لا نقطة قهوة .

كنت قد انهيت بعض الحسابات على المنضدة حين رفعت رأسي لأرى أختي تقتحم المتجر و نور خلفها ..

"" أتعلمين بماذا أخبرني صديقك المقرب قبل مجيئنا ؟ "" حولت أختي صياحها إلى همس لتزيد من مفعول التشويق ، لكنني لم أكن مهتمة حقا بما لديها ، لذلك عيناي لم تبارح الدفتر امامي"" أخبرني أن الرجل بطبيعته يهتم بكل إمرأة من حوله مادامت لا تجمعه بها رابطة دم . ""

ما الذي ... ؟

رفعت عيناي العبوستين و وضعتهما عليه هو ، لم يبالي بمبادلتي النظر فقد كان الرجل منشغلا بفتح كيس بطاطا في الجهة الخلفية من المتجر . لم يسمح لي غير طوله البالغ مترا و ستة و ثمانين سنتيما من أن أتمكن من النظر إلى رأسه الداكن و كتفيه خلف رفوف السلع .

"" و قال أيضا ، أن الرجل يمنع نفسه عن امرأة يعزها و يحترمها عبر وضع خط أحمرعليها . و ليس هذا ما أريدك أن تركزي عليه .. بل ركزي على حقيقة أنه يؤمن ان الرجل ينجذب إلى أي إمرأة رغم أنه لا يظهر ذلك . يعني هذا أن صديقك المقرب الذي تتقين فيه و تعتبرينه بئر أسرارك "" زادت من حدة نبرتها "" و بئر أسرار أختك "" عادت إلى نبرتها الخبيثة "" غالبا منجذبا إليك و ما يمنعه عنك هو ذاك الخط الأحمرو انت لا تعلمين شيئا "" رفعت يديها تحرك سبابتها و الوسطى حينما نطقت "الخط الاحمر" .

حسنا اولا ، أختي تحاول خلق المتاعب هنا .

ثانيا ، لم قد يخبر صديقي أختي بترهات كهذه ؟ الاحمق فعل هذا من قبل ، بل نفس الموضوع ، و لم ينتهي الأمر بنهاية لطيفة .

على الاقل ليس بالنسبة له .

وضعت القلم على المنضدة الخشبية بعنف محدثة صوتا عاليا فقط ليعلم ملتهم البطاطا انه لكز خلية النحل . لكن نور لم يجرأ على النظر إلي ، بطبيعة الحال . بفم مملوء و عينان متسعتين ، نظر نحو شوق و إقترب مسرعا مشيرا بإصبعه نحوها "" أها .. لقد قلتيها بنفسك . قد يضع الرجل خطا أحمرا عليك فهذا لا يمنع أنه منجذبا إليك . ما عليك فقط أن تطالبي به و سيرفع الخط الأحمر ممنونا كأي فتى مطيع "" أكمل كلامه بحماس يرمي بفتات البطاطا من فمه على وجهها و عيناه مدورتين على وسعهما ..

ياله من مهرج !

ترك شوق فاغرة فمها في وجهه . لا أفهم ما الذي يحصل بينهما الآن ، لكنها تبدو في حالة من الضياع و الحيرة .

نعم ، نور ليس المهرج الوحيد هنا . و لا أقصد نفسي بهذا القول .

توجهت إلى صديقي و رفعت يدي لألقيه بصفعة على خلف رقبته و كانت كفيلة بمحو إبتسامة الثقة من وجهه . إستدار نحوي صائحا بإحتجاج لكنني منعته من ذلك بنبرتي السليطة "" هل سنعود إلى هذه السيرة ؟ هل حقا ستجول في الأنحاء تتفوه بهذه الحماقات ؟ ألا تدري ماذا كلفك هذا في الماضي ؟ ""

إستحالت التسلية في نظرته إلى غيظ في رمشة عين ، جيد . ثم بصق من بين أسنانه "" لم . يكلفني . شيئا ... أنا . لم . أخسر . شيئا "" أرخى تعبيره المشدود و أخد يتجول في المتجر بعدم إهتمام .

حسنا أنا أعرف هذا الرجل جيدا ، لكن تأتي بعض اللحظات حيث يصبح غامضا غير قابل للقراءة . كما الآن ، لا استطيع التمييز إن فعلا تجاوز الماضي كما يقول .

تنهدت ، أشعرو كأنني قريبا ساعود إلى عملي في مجالسة هذا الرجل البالغ العريض الكتفين ، و أمه اتصلت بي صباحا لتطلب مني مراقبته و نبرتها كلها قلق .

ابتعدت عن طريقه لا أرغب حقا في دفع الموقف . سأصمت إلى أن اقبض عليه متلبسا ، ثم حين ذلك ...

نظرت إلى اختي التي كانت تمرر نظرها بيننا بفضولها المعتاد ، ثم تذكرت "" لم كنتما تتحدثان في هذا اصلا ؟ ""

و تذكرت هي الأخرى و بغضب صاحت في وجهي"" إسئلي نفسك ، بسبب فمك الكبير يملك هذا الفاشل الآن ما يغيظني به ""

نظرت نحو نور بتساؤل و حيرة في عيناي لا اعلم عما تتحدث هذه الحمقاء ، فأجابني على الفور "" اختك صدقت كذبتك البارحة ""

"" أي كذبة ؟ "" نطقت انا و أختي في آن واحد ، ثم نظرنا إلى بعضنا ، و في ذلك الحين إتسعت عينيها في إدراك ، ولا بد أنني فعلت نفس الشيء .

لأنني تذكرت إنتقامي منها ليلة البارح .

"" لقد كذبت بشأن علم نورعن حبك السري "" أخبرتها بهدوء ولكنني أعلم أن نبرتي كشفت عن تسليتي المتشفية .

ثم إرتفع صوت ضحك نور في الخلف و هو يقول "" الذي ليس سريا حقا . ""

وضعت شوق كفها على فمها وشحب وجهها . يا إلاهي ، التعبير على وجهها لايقدر بشيء في هذا العالم .

حين وجدت صوتها قالت بصدمة و إنهزام ""لم انت شريرة هكذا؟ ""

انا الشريرة الآن ، ها ؟

"" أنت من فضحت نفسك ، أنا لم أفعل شيئا غير جعلك تتذوقين من ما تعطيني كل يوم . "" اجبتها ، لعلها تتوقف عن إزعاجي بسلوكياتها التي تقودنني إلى الجنون في كل مرة .

بعبوس شديد ، إستدارت على عاقبيها و غادرت المتجر .

"" أنت شريرة حقا يا ملكة "" أعاد نور بسخرية .

لا لن أسمح لهم بجعلي شريرة القصة ، لم أكن أنا التي إستأجرت شقة لرجل خلف ظهر اختي ثم إستمررت في الكذب .

نظرت إليه بشفة متجعدة من غيظي و بصقت "" إخرس ، أكان من الضروري أن تفركها في وجهها .. ؟ ""

""اعطيتني الفرصة ، و استغليتها ممتنا "" اجاب مبتسما ابتسامة مستفزة وهو يقرمش شرائح البطاطا من بين اسنانه .

ياله من مستفز، لا أعلم لماذا هو أفضل صديق لي في الحقيقة .

تطلعت الى المنظر باشمئزاز ثم عدت الى خلف الشباك متممة عملي في هدوء . او آمل ذلك .

تلى ذلك صمت مريح بيننا ، الى ان قرر نور قطعه بعد ان اتمم كيس البطاطا "" لا اظن انني مازلت اريد العيش في عمارتك ""

توقعت ان يتراجع عن قراره بعد الصدمة التي تلقيتها معه ليلة البارحة . لكنني لن أسمح له بالتراجع بجبن الآن .

"" تقول ذلك و كأن لك رأي في الموضوع "" أجبت متممة عملي في هدوء .

إن كان حقا قد تجاوز الماضي ، فعليه ان يتعلم كيف يواجهه و يحتك به ، في الأخير لقد عاد إلى ساحة الحرب .

مستريحا بساعده على منضدة الشباك موجها نظره إلى الخارج عبر الباب الزجاجي ، نطق بملل و كأنه يتوقع عن معرفة رد فعلي "" أليس كذلك ؟!""

قاطعنا دخول زبونا اخر و إلتزمنا الصمت .

•🌸•🌻•🌸•

🌻 دانيـــال 🌻

اصطدمت بشوق في بوابة العمارة ، ما إن لمحتني حتى تجعدت ملامحها ، أظنها لازالت محرجة من موقف البارحة مع اختها .

تطلعت الي ثم اقتربت مني مبتسمة بحلاوة "" صباح الخير دانيال ، لم لمْ تنزل لتشاركني فطورالصباح كالعادة ؟ ""

مررت كفي على مؤخر رقبتي بحرج ، أعلم أنها تسأل من باب الأدب فقط "" لم ارغب في إزعاجكما . كما انني اخبرتك من قبل ، ليس عليك ان تجعلي الاهتمام بي عملا لك . فأنا رجل بالغ ""

مررت عينيها بشكل غريب فوق جسدي و كأنها تفكر في شيء ما ، و لم تكن هذه اول مرة .

"" نعم ، من الصعب عدم ملاحظة ذلك في الواقع "" قالت ممازحة ، فأثارت ضحكتي ، أهذا ما كانت تفكر فيه هذه الشقية ؟

شاركتني الضحك ثم قالت بشكل مفاجئ "" لا تبالي بذانك زوجي الثعابين ، أنا بذات نفسي لم أسلم منهما وقد عادا فقط يوم البارحة "" ثم أكملت متمتمة لنفسها و كأنني لا أسمعها "" دائما الحال معهما هكذا ما أن يجتمعان "" دائما ما تفعل هذا ، و أظنه سلوك لطيف و كأنها طفلة صغيرة .

"" قلتِ أنهما عادا البارحة ؟ هل كانا معا ؟ هل هما مرتبطان ؟ "" حسنا ، اللعنة ، لقد تكلمت قبل ان افكر، لماذا اسأل ؟ فيما يخصني معرفة ان كانا مرتبطين ؟

""لا لا ، على الإطلاق ـ اعتمادا على ماضيهما ، من العدل أن تفكر في هذا الإحتمال"" نفت شوق شكوكي "" أختي كانت في الخارج في زيارة لأمي ، و نور انت تعلم أنه انتقل مع ذويه منذ سنتين إلى مسقط رأس أمه ""

"" اذا فقط الآن قرر العودة ، يالها من مصادفة "" قلت و أنا افكرفي غرابة هذه الصدفة .

"" أليس كذلك ؟ "" شاركتني التعجب "" شيئا فشيئا تعود المجموعة في الإلتمام من جديد . ما ينقصنا فقط جوسف "" قالت اسم اخي بشيء من التردد و الخجل ،و كأنها تخاف أن تكشف كل ما تكنه لصاحب الاسم في نطقها لإسمه امامي .. فقط لو تعلم انها مكشوفة .

"" ااه جوسف "" نطقت خافيا ابتسامتي "" لا اظنه سيترك حياته المستقرة في لندن ليعود الى بلاد ابينا . يبدو مرتاحا هناك "" قلت هذا فقط لأغيظها و لارى رد فعلها .

للحظة شردت و بدت و كانها ترغب في الانسحاب ، تمنيت لوبإمكاني مساعدتها ، لكن لا اظن انها فكرة صائبة .

شوق ليست نوع الفتيات الذي يجلب انتباه اخي ـ فهي فتاة بسيطة ، طفولية و ذات روح خفيفة .

حبيبات اخي السابقات كن نجمات في السماوات ، من مقدمة برامج تلفزية الى عارضة ازياء الى مهندسة معمارية . و دعنا لا نتكلم عن من لم تجمعه بهن علاقة رسمية .

لا اريد ان اكون ذلك الشخص ، لكن شوق لا تملك نصف فرصة امام حبيبات اخي .

قبل أن تودعني أوقفتها لغرض"" لقد نسيت احضار بعض المستلزمات البارحة عند تسوقي ، و حسنا اشعر بالاحراج لسؤالك ان كان بامكانك خدمتي في متجرك . لا اظنني سأجد ما اريد في اي متجر اخر قريب من هنا""

لم يتطلب منها وقتا لتفهم ما المشكلة هنا "" لا عليك سأحميك من انثى الغراب تلك، سأتولى خدمتك يا جاري "" قالت بحماس مخفية اي اثر لخيبة الامل من ملامحها الجميلة .

مشيت نحو باب العمارة و هي بجانبي "" انا حقا محرج "" اخبرتها بصدق ..

ماذا اسمتها اختها ؟ انثى الغراب .. ؟

تلك المرأة الشابة ثغرة سوداء في سجلي ، لم تعاملني امرأة أوأي شخص مهما كان بهذا البرود أبدا ، خاصة أناسا لم يسبق ان تعرفوا علي .

حسنا ، هذه المرأة تعرفني منذ طفولتنا ، زرت بيت عائلتها لأدرس واختها للإمتحانات مرارا . أتذكر أن عائلتها أحبتني و رحبوا بي دائما أنا و ابن عمي نور . خاصة أباها رحمه الله ، كان رجلا ودودا و مرحبا . لكن هي ... كانت ترميني بلعنات و هي تحدق في من الجهة الأخرى للمائدة و كأنني من سرق صف أسنانها الأمامية .

لم أفهم لِم لمْ أعجبها ابدا، نفورها مني يجعلني أفكر إن فعلت شيئا سيئا في الماضي جعلها تكرهني .

لكنني لا أجد ، بل ليس هناك ذكرى تجمعني بها ... إنها لغريبة أطوار !

فتعودت على تفاديها ، لم أقترب منها ابدا ، ولا طالما فعلَت المثل !

لن اكذب ، هذه المرأة الصغيرة تثير فضولي .

و جسديا ، أجدها جذابة ، فهي تملك جسد حورية بحر، بذلك الخصر النحيف وانحناء وركيها الذي يصعب عدم ملاحظتها ، هل لانها كانت سباحة ؟

نعم ، لا أزال اتذكر هذا التفصيل عنها ، اتذكر كيف كانت تنسلخ عن جلدها في كل صيف كالمامبا السوداء .

في الحقيقة ،على ما اتذكر كان يبدو منظر تورد خديها المتقشرين بسبب احتراق جلدها تحت شمس البحرلطيفا .

اللطف الطفولي في ملامحها تغير ، فهي تملك الآن ملامح أنثوية جميلة ولاذعة و عينين مسكرتين بلون الخمر فيهما . اتذكر الطريقة التي نظرت إلي بهما البارحة ، كانت تحدق في و كأنها تملك السر الذي سيدمرني . الشفاه الممتلئة تتوسط وجهها بإغراء كحبة كرز محرمة ، و تلك البشرة القمحية التي تجعلني اتخيل مدى نعومتها تحت أناملي .

انا لست حقا منجذبا إليها بأي طريقة . في الحقيقة ، أنا لا أريدها و عدوانيتها في طريقي ، أنا فقط ... فضولي .

لا أظن أنها لاحظت دخولي المتجر ، ولا حتى نور .

ذلك ال... لا أعلم إن كان من الصواب ان أحاول مكالمته من جديد ، إنه عنيد شرس ، أنا اكيد أنه سيصنع مشهدا في المتجر بين الجموع ان اقتربت منه .

و انا لا أريد إعطاء الملكة فرصة لنفيي من مملكتها . بالاعتماد على عدوانيتها ليلة البارحة ، اتوقع انها ستبحث عن اي فرصة لطردي من ممتلكاتها .

اعني ليس و كأنني سهل الحكم عليه .

توجهت بهدوء أي زبون طبيعي لا نية له في إثارة المتاعب نحوالرفوف أبحث عن ما أريد من حاجيات ، أما شوق كانت قد إنتُشلت من قبل زبون لتدله على مكان الأغلفة البلاستيكية أو مهما يكن بما أن اختها منشغلة مع زبناء آخرين .

"" اين دانييل ؟ "" رفعت رأسي بعد سماع إسمي ، كانت شوق من تصيح في وجه أختها .

إسمي المنطوق استرعى انتباه الصديقين الغافلين عن وجودي . فرفعا رأسيهما نحو شوق ، وقبل ان يكوّنا جوابا على رؤوس لسانيهما . نطقت خارجا من بين الرفوف الخلفية محملا بمنتوجات غذائية و اخرى غيرغذائية بين ساعدي "" هنا "" الكلمة كانت بإنجليزية ذات لكنة ، أحاول بشدة ان لا اسمح لعربيتي ان تخرج من لساني ملتوية لكن الامر خارج عن سيطرتي .

فقدت القدرة على التحكم بمخرج حروفي و إستسلمت ، الآن أبدو كإنجليزي تعلم العربية حديثا و ليس رجلا ترعرع جل طفولته في بلد والده العربي .

إليتقت عيناي بالملكة و تطلعت إلي وأنا أتقدم نحو الشباك مرتديا إبتسامتي الساحرة ، لكنها موجهة نحوأختها .

أشعر بعينيها علي ، نعم تملك تلك الهالة ، ذلك الوجود المهيمن في وسطها .

الفضول ... أشعر به كشعور حكة مزعجة لا تزول .

أريد ان أحدثها ، أغازلها ... نعم قلتها ، أريد أن أغازل عيون الغزال إلى أن تتورد خديها .

هل هي إمرأة تتورد حياءا ؟

لا أظن ذلك ، أظنها ستتورد غضبا ثم تلدغني بلسانها السليط ، إن لم أقل تصفعني إلى أن يستدير وجهي .

و هذا أكثر إغراءا !

لا أحب لي الآن غير انتشال رد فعل منها مهما كان حد جنونه ، التسلل تحت جلدها ثم أجعلها تعرفني ..

لأرى هل سأستطيع سحر الملكة ...

ثم بعد ذلك سأرى إن كانت ستغير مشاعرها نحوي .

ليس و كأنني أهتم برأيها في ، فقط للعلم .

إنقلع نور من مكانه وغادر مباشرة . حسنا ها قد بدأنا .. لم أظهر أي تأثر من سلوك نورالطفولي ، لأنني حقا لست متأثرا . بل متجاهلا لوجود ملكة و حتى نور الذي غادر من دون جدوى، وضعت ما أنا محملا به في الناقل المتحرك . ثم و بخفة ، إنتقلت شوق خلف الشباك و تولت خدمتي .

كم أحب هذه الفتاة ، تحمل تلك الطاقة المحبوبة ، أحب نشاطها و إيجابيتها ، تماما نوع البشر الذي احب أن أكون محاطا بهم .

فبطارية ايجابيتي لا تشحن الا بالناس اشباهها ، انا احب البشر الايجابيين ، و دائما ما أعمل جاهدا على ان اكون ذلك الشخص في حياة المحيطين بي .

رغم أنني لا أنظر باتجاه الملكة ، أستطيع تحسس تماما ما تفعل ، ماهي جيدة فيه ، مراقبة ما يحدث بأعين غير مبالية كاذبة .

أعرف الكثير من البشرو كذلك عن البشر، و الملكة تنتمي إلى نوع محدد ، نوع يصنع قناعا من اللامبالاة في كل وسط إجتماعي ، لكنهم في الحقيقة هم أكثر من يبالي و يدري كل تفصيل من كل ما يحدث أمام أعينهم .

لا أظنني الوحيد الفضولي هنا .

الآن و بعد التفكير في الأمر، كان علي إجبارها على خدمتي عوض تفاديها .

أجبرها على مكالمتي و النظر إلى عيناي .

حسنا ما الذي يحصل لي ، الهوس باهتمام انثى لم يكن من شيمي .

حسنا ، هل .. هي من قامت بالتسلل تحت جلدي الآن ؟

أخدت مقتنياتي و وضعتها في كيس صديق للبيئة كنت قد أخرجته من جيب بنطالي القطني الرمادي .

"" أنا أشكرك على لطفك شوق "" شكرت ألطف صديقة في العالم ما إن إنتهيت من لمِّ حاجياتي و قابلتني شوق بإبتسامة ودودة "" أنت على الرحب يا جاري العزيز ، إن أردت أي شيء في أي وقت فقط أعلمني ""

كما هو متوقع منها "" حسنا سأفعل ، وداعا الان "" ثم غادرت .

🌻🌻🌻

لا تنسوا ترك ارائكم ❤



google-playkhamsatmostaqltradent