recent
أخبار ساخنة

رواية رومانسية بالعربية : إشاعات (الجزء الثاني)

Rain Dali
الصفحة الرئيسية

 

رواية رومانسية بالعربية بعنوان  : إشاعات 


رواية رومانسية بالعربية الفصحى : إشاعات لrain dali


الجزء الثاني


 🌸 ملـكة 🌸 

ترجلت من السيارة و أغلقت بابها ثم تأكدت من خلو الشارع قبل أن أقطعه ثم دخلت من باب الفندق الزجاجي مستكشفة المكان و أنا أبحث عن وجهه .

الفندق لم يكن هادئا و لا حافلا أيضا ، فكان من السهل تمييز الوجوه و عدم وجود نور من بينها . توجهت إلى الإستقبال و سألت الموظفة عن إسمه ، فهززت برأسها بتأنق و إدراك "" السيد الياغموري ينتظرك في مطعم الفندق ""

إبتسمت بقلب خافق سائلة عن الوجهة ثم شكرتها بعد أن وجهتني مشيرة إلى المكان . لم يكن من السهل هذه المرة إيجاده ، فالمطعم كان حافلا بالزبناء ، كبارا و صغارا .

لا اعلم ان كنت في مزاج لأتحمل ضجيج البشر حولي ، يعني الم يستطع ان يجد مكان اهدء من هذا ؟

دقيقتين من البحث مرت بدون جدوى إلى أن سمعت إسمي ينادى من الخارج ، فالمطعم يمتد إلى الباحة الخلفية للفندق ..
أهااا ، لم أبحث هناك ..

خرجت و أنا أناظر الفندق ، لا زالت أبحث عنه بعيني رغم انني إلتقطت وجوده بسمعي .

و لم أره بالفعل حتى قام من مكانه و على وجهه تعبير من خيبة الأمل متمثلة في ميلان فمه للأسفل بسبب عدم رؤيتي له .

إنشرح قلبي و إمتدت جذور ذاك الشعور اللطيف في سائر جسدي و أنا أقترب منه .

عانقته و ضمني لجسده بلطف . أول ما لاحظته أن جسده زاد عرضا ، فانا أدرك أنه كثف من ممارسة الرياضة بعد رحيله كوسيلة لإعادة هيكلة صحته النفسية .

ثم أنه غير عطره ..

إبتعدت عنه بمسافة كافية لتسمح لي بمعاينته عن قرب ، الآن أكتشف أن وسائل الإتصال البصرية لم توصل صورته بواقعية إلي ، لم توفيه الكاميرا حقه من كل هذا التغيير على شاشة الهاتف ..

لكن الآن و هو واقف أمامي موجود في شكل جد حقيقي و واقعي، صرت قادرة على رؤية التغيير الجسدي و لم يكن مثمثلا فقط في عرض كتفيه و بروز عضلات ذراعيه ..

أهي ملامحه التي زادت حدة و كسرت من ليونتها المحببة بلحية وجهه التي زادت كتافة و دكونة ، أم نظرة عينيه القارسة التي لا تهتز بين رموشه الطويلة الكثيفة ، أو يمكن وقفته العالية الواثقة ... لاطالما كان واثقا من نفسه و من خطواته .. لكن الفتى أصبح رجلا .

هذا ما تغير ، سنتين كفلت بتحويله من فتى إلى رجل .

رجل في أول عمره يشع شبابا و نظارة ..

"" السرعة التي تغيرت فيها ملامحك من وجوم مخيف الى بشاشة ودودة اللحظة رأيتني فيها لإطراء لي ... ماذا هناك يا فتاة ؟ هل ستبدئين الآن في الوقوع في حبي ؟ و الله سأعود من أين جئت "" قال بإبتسامة واسعة تلمع تحت ضوء القمر و الأنوار المشعة حول المكان .

لا يمكن ان أقع في حبه و لاحتى في حب اي ذكراخر في هذا العالم ، فمعاييري جد عالية على ان يحصل هذا .

رفعت رأسي ضاحكة ، ليس على ترثرثه البائخة و لكن لأنني اخيرا التقيت هذا الاحمق بعد سنتين من الفراق ، فانا اكره ان اعترف انه يعني لي كثيرا ، فأجبته مسايرة شقاوته "" لم أرك دقيقة كاملة بدأت بالتهريج ؟ ""

ضحك من جديد و هو يعيد ضمي ، اكره كترة الملامسة الجسدسة لكنني لا امانعها في تلك اللحظة "" لم ينقصني في تلك المدينة إلا رفقتك ""

ربتت على ظهره بود وشعور بالحموضة يغلق حلقي ، فالشعور بالوحدة و الضياع شيء مشترك بيننا . رغم أنه لم يذكرهذا ، فأنا اعلم هذا ، أنا اعرف هذا الإنسان حق المعرفة .

"" تعالي "" قال ثم دفعني بلطف نحو المقعد أمام خاصته "" أخبريني ، كيف كان سفرك ؟ ""

جلست في مقعدي و قابلت وجهه ، فهاجمني شعور من الغرابة ، لقد تغير كيف لم ألاحظ هذا في كل مكالمة مصورة مرت بيننا ؟

"" هل ستحدقين في سحنتي لباقي الليلة ؟ "" جملته وفرقعة اصابعه امام عيناي جلبتني من سهوتي القصيرة .

ففتحت فمي مجيبة "" أخبرتك عن سفري عبر المكالمات الهاتفية ، تريدنني ان اعيد نفس الكلام مرة اخرى ؟ ""

وضع كفه على خده و قال بتعجب ساخر "" لا ارجوك سأنام هنا ! ""

عبست و أنا أكتم إبتسامتي من شقاوته ، كما يبدو مزاجه قد تحسن بالمقارنة بصوته عند مكالمتنا قبل نومي .

هل لنسيم الصيف الليلي عجائبه ، أم هو اللقاء .. ؟

لمعاقبته على سخريته جذبت بعض الشعيرات من ساعده فجعلته يسحبها من قبضتي السامة بسرعة و هو يهس من بين لسانه و أسنانه ..

ضحكت من رد فعله الدرامي و أخدت أناظر حوالي بابتسامة جانبية ، أدعي الاسترخاء لكن متوترة بعض الشيء اتسائل ان كان من الآمن ان أستفسر عن قراره المفاجئ ، فكرت في هذا طول الطريق ..

لم استطع ان ازعج الجو المسترخي الان خاصة و اننا لسنا في موقع يسمح للنقاش في موضوع يوقظ شياطيني ، فأثارت الحديث في موضوع اخف فسألت "" من أين لك بالمال للنزول في فندق كهذا ؟ ""

تسند بجذعه على مسند المقعد و ترك يديه مبسطتين على سطح الطاولة و هو يطالعني بنظرة من سحقت كرامته سحقا "" أتسخرين من فقر شاب لازال في بداياته ، لسنا كلنا محظوظين بما فيه الكفاية لإرث عمارة بمستأجريها و متجر كذلك . ""

"" أصمت ، لا تذكر شيئا من ذلك ، أنا بمزاج رائق الآن ، لا تفسده علي "" يعلم جيدا كيف يزعجني .

"" نعم ، لأن ميراث عمارة و متجر موضوع يفسد المزاج الرائق "" رد بسخرية ..

فإبتسمت لمضايقته المداعبة لي و قلت بنبرة صارمة لكنه يعلم انني لازالت مداعبة "" تدرك جيدا ما أعانيه - انا و أختي- من حمل ثقيل كهذا ""

هزز رأسه مدركا بالفعل ، لاطالما قضيت أوقاتا طويلة أشكي له أغراب المستأجرين و محاولة البعض منهم المطاولة علي و اختي ظنا منهم انهم يستطيعون التجاوز علي و أختي بعد موت أبينا نظرا لصغر سننا . مسؤولية شحن السلع للمتجر ، رفع الأثقال و ترتيب السلع وإستمرار التنظيف و الجروح التي تتسبب فيها المغلفات البلاستيكية للسلع و القلق النفسي الذي أمر منه في كل زيارة للجنة المراقبة ، و التوتر الذي يسببه بعض الزبناء و محاولات البعض منهم المتكررة في النصب و غيرها من مشاكل لا تنتهي .

ربت صديق طفولتي على يدي"" أنت جد مسؤولة و تبلين جيدا ، كان أبيك ليكون فخورا لو رآك و أختك كيف تتحملان مسؤولية ماترك لكما بجد و تفاني ""

هذا اكثر ما اشتقت اليه ، هذه الكلمات الغالية التي تنعش روحي الباهثة "" إعمل معي "" قلت بشكل مفاجئ غير قاصدة ان اكشف عن يئسي في قبوله العرض ..

"" لا أريد "" اجاب مباشرة و بدون تفكير و هو ينظر إلى قائمة الطعام .

"" أتتكبر على متجري ؟ "" قلت شاهقة بإهانة رغم انني توقعت رده ..

رفع عيناه الداكنتين من وراء القائمة و قال بكل بساطة "" نعم ""

ضيقت عيناي و املت فمي باستهجان .. ثم رفعت قائمة الطعام مستجيبة للجوع الذي يزمجر في بطني ..

"" ما رأيك في الأكلة الإسبانية " البايلة " ؟ "" إقترح نور ..

"" أعدت شوق نسخة عجيبة من الأكلة للعشاء ، و لازال منها في البيت ، هيا أدعوك للعشاء "" قلت ثم قمت فورا لامنعه من الرفض .

لا استطيع الصبر اكثر من هذا اريد استجوابه و الاطلاع على ما ينويه بعودته المفاجئة .

"" لن أرفض إن كانت أختك من طبخت "" ثم قام بالفعل و تمشينا في ممر الخروج .

"" سأتجاهل تلميحك المبطن على سوء طبخي "" قلت بتهديد مبطن .

"" أنا لا ألمح يا عزيزتي ، فطبخك عفن حتى لنظر الحيوان ""

وقاحة هذا الرجل ...!

""حسنا أنت ، حقيقة أنك تكونت سنتين في هذا المجال لا يعطيك الحق بعد في الحكم على طبخ الآخرين ، تنقصك التجربة يا عزيزي ""

لان بجذعه إلي رغم أنني لا اعد قصيرة "" هل سمعت ما قلت ؟ طبخك عفن حتى في ناظر الحيوانات ""

"" حسنا حسنا "" صحت "" طبخي عفن حسنا ، هل يمكننا الآن المغادرة فأنا جائعة جدا ""

"" هل شقتي مناسبة للمبيت الآن ؟ "" سألني بابتسامة جانبية ..

فلم استطع منع الشهقة التي صدرت من داخلي "" هل حقا .. ""

هزز رأسه مبتسما "" نعم ، أنوي أن اجاورك ""

لا، لم احاول حتى كبت فرحني و سروري وأنا أعيد عناقه حماسا لخبره ..

ثم صرفته بسرعة لكي يجلب كل حاجياته من الغرفة و سبقته لتشغيل السيارة .

لكن و انا جالسة في الظلام هناك وحيدة في السيارة ، تذكرت ما ينتظر رجوعه إلى الحي ..

بالحكم على حالته من رؤيته الليلة ، كان يبدو بخير . لكن هل ثلث ساعة من الجلوس مع بعض تكشف خبايا الإنسان الداخلية ؟

لا ..

لكن مهما كان الوضع ، سأكون في جانب صديقي الوحيد ، لن أسمح لسوء بمساسه ...

•🌸•🌻•🌸•

في طريق العودة ، أجبت سؤاله الذي ظل معلقا بدون إجابة منذ جلوسنا في مطعم الفندق . أخبرته بمستجدات أمي المتجددة بإستمرار و بقراري بخصوص مصروفها ، ثم لم أجد غير ذلك للتصريح بخصوص الرحلة ، فالملل في حياتي شيء لا يستهان به . فقضى المتبقي من الرحلة يغيظني على طيش أمي و يقارنه ب"التزمت" الذي اعيش به حياتي .

تصلب جذعي توترا حين وصولنا إلى الحي . و كان قد بلغ صمت لم يقطعه سوى زمجرة محرك السيارة .
مشطت المحيط بعيني ثم تنفست الصعداء حين لم ألمح وجودهما في شارع الحي ، لكن فيما ستنفع هذه الراحة المؤقتة ؟ اللقاء سيحصل طال الزمن أو قصر ..
لم ألفظ حرفا وأنا أنظر إلى جانب وجهه ، فكه الحاد متصلب من شدة ضغطه ، و عيونه تحجرت بقسوة باردة و هو يطالع بهما أركان الحي التي جمعت بيننا ذات يوم ..

تلاثتنا و ليس الإثنين منا فقط .

مددت يدي مسكت خاصته محاولة فك قبضته المبيضة من شده لكن لم أستطع . يبدو ان لمستي نبهته إلي و الى الواقع ، اراهن على انني فقعت سحابة الماضي المحيطة برأسه الآن . إستدار إلي و إبتسم محاولا طمأنتي..

لكنني أعلم أكثر من ذلك ...


•🌸•🌻•🌸•

"" ستملئ بطنك ثم تصعد إلى بيتك الجديد . ستتحمل هذه الليلة و غذا سأساعدك في تنظيف الشقة . حقيقة ، الشقة نظيفة لكن تحتاج بعض المسح فقط ، كما أنه هناك سرير و طاولة أكل قد تركاها المستأجرين السابقين ، إستعملهما إلى حين .. "" دفعت باب الشقة ثم سمحت له بالمرور قبل معاودة إغلاقه .

لم يقف هناك خجولا ينتظر ترحيبي ، بل شق طريقه إلى المطبخ مباشرة . أناره و توجه إلى الأقدار المتروكة على الموقد ثم أخد يتلمس برودتها .

"" بردت "" أخبرني بإحتجاج و تدمر .

كنت أخْرج إزازة مياه زجاجية من التلاجة عندما أجبته "" قم بتسخينه إذا ! أتحسبني أمك أم ماذا ؟ ""

أصدر تنهيدة مظلوم و قام بالضغط على الزر الإلكتروني لتشتعل النار تحت القدر و قال "" و الله ليس للمرء غير أمه ""

وضعت الكأس الزجاجي الفارغ من الماء بجهد أكبر قليلا ترك صوتا على السطح الرخامي و أنا أقول متنهدة من فعل الشرب "" نعم "" قمت بفتح التلاجة لإرجاع الإزازة "" ليس للمرء غير أمه ""

ضحك لتبطيني في الكلام و هو يشيح بنظرة جانبية ناحيتي ، لكن لم تكن الضحكة نقية خالية البال ، فقد سرعان ما تلاشت من على وجهه ..

بعبوس متعجب قال "" إنتظري لحظة ... أين هي ؟ ""

نظرت حوالي ومتذكرة أختي ثم أجبت سؤاله وأنا متوجهة نحو باب المطبخ "" أظنها في غرفتها ، سأناديها .. ""

لم أجدها حين مررت بغرفتها لأعلمها بوصولنا ، و هذا اثار استغرابي "" لم أجدها ""

"" قد تكون ببيت أحد الجيران "" قال نور و هو يضع الأرز المسخن بصحنين ثم مد واحدا لي "" لم تغيروا شيئا في المطبخ ، لازال على حاله "" تسند بظهره على السطح الرخامي و بدأ في الأكل .

يال عيناه الثاقبتان ، أمن الطبيعي لرجل ان يلاحظ هذه الامور ؟

قلدت وضعية وقوفه و أجبت تعليقه بفم محشو "" هذا لأنه أنا و الآنسة بالكاد نتواجد في البيت ""

هزز رأسه متفهما "" أتخيل ذلك ""

طقطقة المعالق المعدنية على الصحون الزجاجية و تكتكة عقارب الساعة المعلقة في الحائط و صوت محرك التلاجة الخافت كان كل ما يكسر داك الصمت الصاخب في اذني .
تحركت منزعجة من ذلك ، أريد أن أفتح الموضوع ، أستقسي منه بشكل معمق على نواياه المخبأة خلف قرارعودته .
لكن ذكر الموضوع مخيف ، لم نفعل ذلك منذ زمن لا أستطيع حتى تحديده . لكن فعل ذلك الآن لهو شيء مخيف .
اخاف أن أضع مخاوفي في ذهنه بسؤالي له . فنور شخص عنيد و في بعض الأحيان -بل الكثير منها - لا يستطيع أن يرى أبعد من أنفه .

"" كفي عن هزهزة ساقك بالله عليك ، لقد أثرتي قلقي "" قال ببرود أعلم عن يقين أنه لم يكن موجها لها ، وها هو عاد لمزاجه الغامض ..

وضعت صحني الذي فرغ من محتواه و واجهته بتعابيرحاولت ان احعلها أكثر جدية مما كانت عليه "" نور ، أنا لا أستطيع تجاهل الأمر أكثر من هذا . أجبني ، هل عدت لإتمام تلك الفوضى ؟ لأنه ثق بي ، على جثتي ""

لا ، لم أستطع كبت السؤال ، لن أبيت الليلة أتساءل ..

لاحقت رد فعله بعين مراقبة لكنه نجح في إخفاء أي أثر للصدمة أو الدهشة من ذكري للموضوع . أظنه توقع ذلك على أي حال . بتأن ، وضع صحنه و نظف جانب فمه بمنديل ورقي ثم واجهني بكلية جسده واضعا كفيه العريضتين على كتفي "" سأقولها مرة واحدة لذا ركزي و إسمعي جيدا ، لم أعد لإتمام أي شيء ، لم أكن أنا بادئ الفوضى من البداية ، و أنت تعلمين هذا جيدا . أنا مجرد رجل بسيط ، عاد لمسقط رأسه حيث بدأ حياته و حيث يوجد أصدقاءه و أقاربه . لقد رميت الماضي خلفي منذ غادرت المدينة قبل سنتين . و الآن أنا هنا لأستأنف حياتي من نقطة توقفها ، لا شيء غير ذلك . أنا فقط ... بعودتي إلى الحي تذكرت كل ما مضى ، لكن فقط نوستالجيا من الذكريات لا غير ، لقد مات الماضي و ما وقع فيه و ماحمل قلبي فيه كذلك ""

"" أتعدني ؟! "" بصقت بعبوس مضيقة عيني ، لست متأكدة إن كان من الصواب تصديقه .

فقد يكون صدق كذبته على نفسه ..

أخد يدي و شبكها في دفئ كفه "" بل أعهدك ""

حسنا سوف أصدق عهده بدون تشكيك أو تردد ، فقد إلتمست الصدق في نبرته و طريقة نظرته الثابتة الغير مهتزة .
بمعرفتي له ، لو كان يكذب ، رد فعله الطبيعي كان ليكون ردا عنيفا مهاجما ، لم يكن ليتقبل شدتي و تهديدي في ردع نواياه .
لكن الآن - كان مسترخيا ، في نظرته وعد ليس لي، بل لنفسه .

و مجددا قد يكون قد صدق كذبته على نفسه .

قررت ان أعطي فرصة للموضوع لأرى ان كان قادرا على الحفاظ على العهد حينمما يراها مرمية في حضن الآخر .

تنهدت بإرتياح جزئي و شعرت بتلاشي الوزن الثقيل الذي كان جاثما على صدري .
الآن أستطيع أن ابتهج قليلا لعودته بدون سبب يعيق ذلك .

بل ليس هناك سببا في العالم قادرا على ذلك !

لكن لمحة الصحون المتراكمة في المغسل بدون تنظيف ، نجحت بالفعل في لطخ مزاجي الرائق .

"" تلك ال- "" همست لاعنة ثم أعدت تركيزي إلى نور الذي كان ملتهيا بشاشة هاتفه .

"" حسنا ، أظنك تعبا نظرا لغرابة عادتك في عدم القيلولة في وضح النهار "" قلت و تحركت إلى خارج المطبخ ..

كانت خطواته بالتزامن مع خطواتي من الخلف و هو يقول "" أهنالك فراش يضم ألم ظهري بإحترام ، أم ستجعلينني أكره يوم عودتي إلى هنا .. ""

ضحكت "" لا تقلق ، السرير المتروك هناك من نوعية جيدة ""

"" دعيني أحزر ، جربت النوم عليه ؟ "" قال مبتسما بمداعبة .

"" شوق السبب "" قلت، أفتح دولابا في الردهة المؤدية إلى غرف النوم "" في ليلة قررت المزعجة إستضافة صديقاتها لحفل مبيت ، وكان هناك موسيقى ، ضحك و ما نحو ذلك و أنا ... لم أكن مهتمة جدا "" أخرجت أغطية مددتها إليه ..

"" أصبحت مملة "" علق و هو يأخد ما مددت إليه ..

ثم أخرجت غطاءا آخر أكثر سمكا و ما تبين على أنه ستارا "" نعم ، و ألومك أنت على ذلك ""

أدار عينيه مبتسما بغرور "" نعم ، فأنا من كان يدفعك إلى الخروج و إيجاد أفضل الطرق للترفيه ، لقد فعلت حسنا بعودتي إلى هنا ""

لم يبالغ بقوله للأسف ..

خرجنا من البيت و وقفنا لبرهة لاقفل باب الشقة بما ان اختي غير موجودة وأنا أجيب بصدق "" لقد أبليت حسنا بالفعل بعودتك ""

ثم تحركنا نجر أرجلنا إلى الدرج "" لقد كنت وحيدة جدا في السنتين الماضيتين ""

كئابة نبرتي كهربت إبتسامته فمال برأسه إلى رأسي و ضرب جبيني بلطف في حركة مداعبة خشنة مظهرا تعاطفه نظرا لإنشغال يديه بحمل الأغطية .

رفعت رأسي ونظرت إليه مبتسمة كالحمقاء"" ستحرص على تغيير هذا الوضع ، فأختي قريبة مني لكن لها أصدقاؤها و حياتها ، كما أننا جد مختلفتين .. ""

"" أعرف ذلك ""

"" حسنا ، انا سأساعدك في تغطية السرير و أنت ستركب الستار في الغرفة ، أعرف أنك لا تتحمل ضوء الصباح الباكر ""

اغمض عينيه رافعا رأسه مبتسما بنشوة و هو يصعد الدرج إلى جانبي "" يا إلاهي كنتي لتكوني المرأة المناسبة كزوجة لي، فأنتي الأنثى الوحيدة التي ترعاني و تعرفني كما تفعل أمي ""

ضحكت و أنزل رأسه ينظر إلي ، من النظرة الضائعة في عينيه ، أظن أن ضحكي الجاد أثار إستغرابه و هو يبتسم ببلاهة ناظرا إلى حنجرتها المكشوفة و المهتزة بفعل الضحك لكن عندما تلاقت أعينننا ، إنبثق شيء كالإدراك في دماغه ، ثم شاركني الضحك ..

كان ضحكنا المتشارك مريرا ساخرا أكثر منه طريفا ..

"" أظن انه علينا بالفعل فعل ذلك "" سخرت و شاركنا آخر ضحكة قبل إنهاء الموقف بدون إضافة تعليق آخر .

فهذا الموقف حمل من مرارة الماضي ما يكفي !

انتهت خطواتهنا عند باب الشقة "" كما ذكرت من قبل ، هنالك شقتين فارغتين ، هذه و أخرى في طابق أعلى من هذا ، أنا أفضل هذه لأنها أكبر و كل نوافذها مطلة على الشارع مما يسمح لتهوية و تشميس أفضل . "" قلت ثم مددت الأغطية إليه "" هاك ، دعني أبحث عن المفتاح ""

سأتركه ليرتاح الان ، و غذا سأقلع كل اشتياقي منه ..

و في ذلك الحين ، انفتح باب الشقة أمامنا من تلقاء نفسه ، و تلاقت أعيننا بزوجي أعين أخرى .

أولها زوجي أعين أختي المتسعتين بصدمة و هي محملة بالصينية التي لمحت سابقا قبل خروجي، لكن كانت أطباقها الآن فارغة من الأكل .

"" نوور "" الصوت الذكوري العميق ذو اللكنة و هو ينطق بالإسم أثار إنتباهي . ثم رفعت رأسي لأعلى أكثرلأقابل زوجي أعين ، واد من الخضرة .

و لم أستطع منع فمي من الإنفتاح على وسعه ، منصدمة ، مدركة أنني لم أتخيل ما رأيته نهارا في المرآب .

أختي اللعينة تجرأت على الكذب علي مرة أخرى .

•🌸•🌻•🌸•

لا تنسوا ترك فوت او تعليق ان اعجبكم الفصل ❤





google-playkhamsatmostaqltradent