قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي (الفصل الأول )
الفصل الأول :
"" مامتيقاش باللي توضرتوا و وضرتونا معاكم و حنا حرفيا وسط أرضكم اللي كبرتو فيها ، انا بكل بساطة ماقادراش نتيق ... آااه "" تعترت أولوين في ظلام الغابة و طاحت على الأرض ، بشرتها الرقيقة لامست خشونة الحصى و الملمس اللزج طيال الطين و أصدرت أصوات معبرة عن ألمها في كعها الأيسر ، لكن ليس أكتر من حنقها و غضبها من اللي الواقع حاليا .
"" أولوين ؟!"" أصوات يافعة الشباب لاربعة من الذكور تسائلت بقلق وسط الظلام .
سمعت خطواتهم كايقربوا كل واحد من الجهة فين كان ماشي ثم رفعت راسها كاتشوف فيهم محلقين حواليها .
التوأمين كونال و إينزو البكرين ديال إيدر و شيري ، لوكا بكر جلال و ريم و طه ... خوها .
الذئاب حاولوا تلقائيا يمدوا يديهم ليها يعاونوها تنوض ، و خوها مامدش ايديه بل مباشرة احاط بيديه حوالي جسدها كاينوضها "" قلت ليك كاين الطين كايزلق في الأرض بقاي قريبة حدايا و انت ماكاتسمعيش ""
بإنزعاج و عبوس ضربت يده ثم صاحت بحنق "" بعد مني ، حتى واحد فيكم مايقيسني .. "" ثم برطمت "" مافيكم نفع .. ""
خوها بعد منها معبس منزعج من مزاجها الحاد تاني و راقب رفقة باقي الذكور كيفاش إنحنت مويرين جنبها و قالت بصوتها الرقيق لكن بنبرة حازمة و صبورة "" لويتي شي رجل ؟ ""
"" اااه ، رجلي اليسرى"" أنت أولوين ..
"" واش تقدري توقفي ؟ ""
"" ااه ..اه .. ماكاضرنيش بزاف غير عاونيني ""
تفرقوا الدراري من غير طه ، في الوقت اللي عاونتها مويرين توقف على رجليها ،و طه مدعمها من جهته كذلك .
"" كسوتي توسخت "" صاحت أولوين بمزاج سوداوي و هي كاتبعد الثوب الأبيض المتسخ من جسدها "" كولشي هادشي بسباب هاد توأم جهنم ""
"" أولوين ، ماوقع والو ، غانرجعوا للدار و ضروري غانلقاوا شي حاجة تبدلي بيها ماكاين لاش تبقاي كاتغوتي هكا ""
في الوقت اللي كانت مويرين كاتهدن رفيقتها ، التوائم كانوا ضايرين لجهتها كل واحد حاط على وجهه ابتسامة مستفزة ممكن تفكر أي شخص كايعرفهم ولاد من بإيدر باهم .
"" مالنا على هاد المزاج ا مارشميلو "" نطق كونال بنبرة ساخرة ، مستعمل اللقب باش يستفزها .
اللقب اللي عطاه الآلفا باه لمويرين في الأصل ، لكن من بعد كولشي ولا كايعيط عليهم بزوجات بيه ..
"" المفروض من حبة المارشميلو .. حلوة المذاق ""
"" و ممكن توحل في حلقك تخنقك "" بصقت بسمية كيف شي ساحرة كاتلوح لعنتها .. خلات كونال يحل فمه ضاحك و يتراجع في نفس الوقت في مشهد جد درامي منه شاركه خوه إينزو فيه و شد في كتفه و كأنه كايستعد لحماية خوه من الخطر اللي هو غضب أولوين .
"" الدراري ، فيا البرد و عيانة . لا الزمان و لا المكان ما مناسبين باش تلعبوا مع مزاجية أولوين هاد الساعة . فين الطريق ؟ واش من نيتكم كاتظنوا أننا متيقين هاد التمثيلية ؟ عراضة شاملة كوولشي ، خروجنا غير حنا نتمشاو حتى طاح الظلام و ياللغرابة توضرنا و الذئاب اللي كبروا كايجربوا على هاد الأرض فجأة نساوا طريق الرجوع و صدفة حتى واحد ماهاز تيليفونو و هادشي كله .. نهار عيد ميلادنا أنا و أولوين ""
شهقت أولوين كاتمتل بسخرية "" عيد ميلادنا اليوم ؟ كيفاش ماطاحش في بالي ، كان كايسحاب ليا غير مجموعين هكاك بلا مناسبة ""
سكتت مويرين كتاخد نفس في الوقت اللي التوام ضحكوا ضحكات مزلزلة ، لوكا لوح براسه و تم ماشي بيديه في جيابه محرج من انه تم إقاحمه في هادشي ..
"" إوى منين عاقوا الذكيات ماكاين لاش نبقاوا هنا "" سند أخته من ذراعها و أشار لمويرين برأسه "" يالله ترجعوا في حالكم ""
كانوا البنات أكتر استعدادا باش يتبعوا طه و يرجعوا ، بما أنه كايكبر كل الموجودين هنا بأربع سنوات .. كايميلوا يعولوا عليه عند الضرورة .. كما أنه كايتحمل مسؤولية مراقبتهم في غياب الوالدين ديالهم و الحارس الأعظم ..
طه عنده داك حس الجدية و المسؤولية ، كما أنه كبر و هو كايسمع من والديه مدى صعوبة وضعية الحارستين و قداش العالم الخارجي خطير عليهم . فمن وهو صغير واخدها مسؤوليته أنه ماغايخلي حتى أحد يآديهم .. عرف قصة أمه منين كانت حاملة بيه و تخطفت من قبل ساحرة .. ماباغيش أخته تدوز من هاد التجربة المفجعة و لاحتى ... مويرين .
الأمر داير ليه قلق نغسي في الداخل دياله ، ماعمرو عبر عليه إلا في مرات قليلة منين كان كايدردش مع باه .
لكن كايحس أن أولوين حاسة بقلقه النفسي بخصوص وضعيتها ، بعد المرات منين كايبالغ في ملازمته ليها كاتعصب و كاتنزعج و في نفس الوقت ماكايكونش ليها قلب تغوت عليه ، تتعاند معاه أو تصده .
كايبقاوا فيها عائلتها ، مؤسف أنهم ديما خاصهم يتحملوا عبء القلق عليها على كتافهم . وجوههم المتصلبة كلما علماتهم باللي ناوية تخرج كاتخلي قلبها ينقز نبضة .
ماعمرهم منعوها ، و ماعمرهم رفضو ليها طلب .
غير تعلمهم انها باغية تخرج و واحد منهم غادي يتطوع باش يسوق بيها لفينما بغات .. باها ، أمها أو أخوها ..
داكشي علاش عند بلوغنا السن ال13 ، ولات شبه ساكنة في فيلا الحارس . حسات أنها هكا كاتخفف العبئ على والديها ، بحيت كايعرفوا انها في امان تما و كايسترخاوا اكتر و كايقدروا كل واحد يركز في حياته و اشغاله .. كما انها كاتحس بالوحدة و الغرابة منين ماكاتكونش مويرين حواليها ..
و قصص الحارس ايفارديث ... ؟ سبب اكتر من كافي ليها باش تنقل رحيلها تما ..
و من مراهقتها ولات بحال اذا كاتزور عائلتها مرة مرة .. باها كان كاره هاد الوضع لكن استسلم لرغبتها أولا و حيت اصلا عارف أنها أكتر أمانا تما ..
ووالديها كذلك كايزوروها ، في الحقيقة كايشوفوها تقريبا كل يوم .. ضروري في العشية وراء قرايتها و وراء خدمتهم كايسوقوا حتال عندها يجالسوها شي نصف ساعة و يرجعوا في حالهم . اغلب الاحيان خوها كايكون معاهم .
و الآن بعدما بلغت العشرين .. أصبحوا أكتر استرخاءا .
البنات ناضجات و حتى وحدة فيهم ماكاتميل للجموح و عدم المسؤولية ، بزوجات عارفات بحساسية وضعيتهم و بزوجات ولات قادرات يحميوا أنفسهم ..
"" بلاتي بلاتي .. "" قال إينزو مازال نبرته فيها اتار ضحكه "" الآلفا بنفسه استضاف عيد ميلادكم العشرين المنتظر و الخالات دارو كلهم مجهود كبير باش ينظموا الحفل على شرفكم .. تنوضوا ورجعوا دابا و تضيعوا عليهم المجهود .. كون راهم دابا زربانين كايوجدوا الزينة و كولشي داكشي .. ""
عنده الحق ، هدشي اللي تقال سريا منين تبادلت أولوين و مويرين النظر ..
هزت مويرين حواجبها و كأنها كاتسولها واش مستعدة تصبر مازال ، و كجواب تنهدت أولوين و هززت رأسها ..
"" أجي جلسي هنا "" هضر لوكا مشير لجذع شجرة ميتة مرمي على الأرض و عاونها أخوها حتى وصلات تما و جلسات ..
مويرين جلست حداها منكمشة حول نفسها من البرد ..
التوائم إنعزلوا كايهمسوا في شي موضوع بيناتهم مع بعض ، لوكا تعلق في غصن شجرة متين و بدا يتمرن .. طه شعل الفلاش في الهاتف دياله و خلاهم كاملين يتلفتوا لجهته .
عبس في الأول ثم قلب عينيه و قال "" انا بشري ماكانشوفش مزيان في الظلام بحالكم انتوما ، اشنو بغيتو عندي ؟ ""
تبسمت مويرين في الوقت اللي التوأمين شخروا ضاحكين ، فقالت متجاهلاهم "" كايجيني الفضول نعرف كيفاش العالم داير من وجهة نظر البشر ""
"" ماشي مثير للإهتمام بالقدر اللي كاتشوفوه انتوما "" جاوبها طه ..
فنقز إينزو بالقول "" يعني بكلمة وحدة .... ممل ""
ضحكو التوام و خلاو أربع أزواج من العيون كاتمحلق فيهم في الظلام بإنزعاج مستفزين .
"" كان غايكون بزاف على البشر تحمل قوة و شدة الحواس ديالنا ، حيت ماعندهومش قوى خارقة بحالنا . قوانا الخارقة كان غايكون صعيب التحكم فيها او التعامل معاها بلا حواس كاتعادلها قوة . "" قالت مويرين لطه من جديد متجاهلة سخرية التوأم الغير الناضج .
"" قوانا الخارقة ؟! "" نطق كونال مقترب من مويرين و وقف قدامها كايطل عليها من علو طوله "" على اشمن قوى خارقة كاتهضري عليها و انت يادوبك يالله كاتعرفي شوية الخدع علمها لك الحارس ؟ لا انت .. و لا حتى هذه اللي حداك ""
طلقات أولوين فستانها بعدما فقدات الأمل من طبعة الطين اللي عليه و رفعت جوهرتيها كايلمعوا في ظلام الليل بحال شي برق غاضب "" هذه اللي حداك ؟ "" كررت كلامه بنبرة مهددة ثم تمات نايضة ، ذراع مويرين تمد و رجعاتنا لبلاصتها جلساتها ..
ثم نطقات مويرين مجيبة بثقة "" قالها الذيب اللي غير هذا عام و نصف باش تحول أول تحول ليه ""
و تدخلات أولوين كاتكمل كلام مويرين بنبرتها المسمومة و هي كاتصغر صوتها و كانها كاتخاطب ولد صغير "" و مازال ماعارف يتحكم في ذئبه ، كان غادي يدخل الحبس شحال من مرة بتهمة التحرش حيث ذئبه كايميل يشم النساء في الشارع العام بين البشر بحال شي creep .. ""
اعلى ضحك الجماعة من غير لوكا جونيور اللي كايبان واخد مسافة بعيدة عليهم ..
حدق كونال في خوه بملامح جامدة حتى دور إينزو وجهه لجهة الأخرى و زاد أعلى ضحكه أكتر و اكتر ..
مارحموهش الحارستين بعدما سلات منه أولوين ، استلماتو مويرين من جديد و كملات "" أنت دابا salty غير حيت منعوك الآلفات تتخلط بالبشر هاد الساعة حتى تفوتك هاد الحالة الهايجة المثيرة للإحراج ""
حسنا ، دابا ضحك كونال ضحكة جانبية معترف أن هاد الزوجات عرفوا فين يرجعو دقته .. و لكنه ولد إيدر مايقدرش يخليها فيه .
فرمش بعينيه خلاهم حتى سالاو ضحكهم و قال "" على الأقل أنا ماشي حارسة كاتبلغ السن العشرين اليوم"" الكل تخرس ضحكه "" كلنا عارفين آش غايوقع بعد هاد اليوم ، غاتبان شكون فيكم عروس الحارس المنتظرة ، و غاتبقى الأخرى في واجهة .. المصير المجهول "" و زاد بإبتسامة مستفزة باش يكمل التأثير المستفز بكامله عليهم ..
"" آااه غاتبقى في واجهة مصير مجهول حيت ماغايكونش عندها شريك ، شحااااااال محزن ! "" أول مرة كايتدخل لوكا جونيور في شجارهم البارد بتعليقه الساخر ..
ماشي غير شجارهم اللي كان بارد ، بل حتى تعابير الحارستين و هما كايدخلوا في هدوء غريب .
و كأنه فكرهم في اللغز اللي شغل عقلهم حياتهم كاملة و غالبا حتى في المستقبل القريب .. بل هم الآن عايشين في داك المستقبل ..
تبادلن أنظار محملة بمعاني مافهموها غير بزوجات ، كل وحدة كاتسترجع كل أحاذيثهم اللي كانت بخصوص هاد الموضوع ..
قاطع لحظتهم صوت طه اللي كان وقف قدام كونال ، مزاجه دخل في الدائرة السوداء "" آش بان ليك تسد فمك دابا ؟ ""
قابله كونال بنظرة قاسية كلها تحدي مقترب من وجهه ، غرائزه الحيوانية كاتقول ليه هذه لحظته باش يهيمن في الموقف و يوري هاد البشري أنه على أرضه ، لكن ضربة خوه على كتفه كانت تحذير كافي ليه باش يفيق و يتحكم في ذئبه ..
و في نفس الوقت لاح شوفة لجهة الحارستين الهادئتين و حس بالسوء ..
من ديما كانت جامعاهم صداقة مسالمة و هما كايكبروا بما أنهم من نفس الجيل .. و بطبيعة الحال اختلاف شخصياتهم ديما كان كايؤدي لبحال هاد المواقف المتكهربة ..
"" أنا كانعتذر ، بعدت شوية هاد المرة "" إعتذر كونال مدرك بحساسية الموضوع اللي قرر يداعبهم به ..
وقفت مويرين و أحاطت بذراعها خصر أولوين و عاونتها توقف ثم واجهاته و قالت "" ماشي مشكل ، خلينا نرجعوا جاني البرد ""
تمشاو البنات راجعين على نفس هدوءهم و مالحقوا بيهم باقي الذكور حتى خنزر مل واحد فيهم في كونال مخلينو كايعض صباعه ندم على لؤمه .
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
إينزو علم أمه أنهم جايين و بذلك غايكونوا واجدين منين يوصلوا ..
و لحسن الحظ كانوا سالاو تحضيرهم و مابقى ليهم غير يتسناوا ظهور الفتيات باش يفاجؤوهم ..
كان الهدوء في الفيلا منين دخلوها ، سابقينهم التوام باش يوريوهم موقع الحفل اللي في هاد النقطة كان واضح أنه على برى ..
وقفوا في الباب على برى منين تشعلت الأضواء فجأة و بداو كلهم كايغنيوا ..
قدام عينيهم كان حشد من الجموع كايغنيوا ليهم .. والديهم بزوجهم ، و القطيع بكل عناصره ، وولادهم اللي وصل عددهم ل21 صغير مع حساب الجيل الأول من ولادهم .. شيري و إيدر ولدو زوج توائم ذكور ، تبعوهم 3 توائم ذكر و أنثيين ، ثم توأم آخر ذكر و أنثى و اخيرا أنثى وحيدة .. يعني في المجموع ثمانية ..
ريم و جلال بداو بلوكا جونيور الفتى المتحول ثم تبعوهم توائم زوج ذكور و بنت ثم توأمين انثيين ثم ذكر .. يعني سبعة ..
و أخيرا نوح و ليلين اللي مجموع ولادهم ستة بداو بتوأم ولد و بنت بعدها توأم ذكرين و أخيرا زوج توأم إنات ..
القطيع انضم ليه زوج ذكور وزوج إنات من بعدما أصبح القطيع قانوني .. ذكر منهم كان ذئب أصلي وحيد غادر قطيعه لأنه كانت كايتعرض لسوء المعاملة ، و أنثى وحدة كانت متشردة ماعارفاش أصلها ، لكن إكتشف من بعد أنها ذئبة تنحدر من قطيع صغير (أمها و باها و خوها كبير) تم إصطياده من قبل صيادين بشر و لحسن الحظ الصيادين تشدوا قبل مايفضحوا أشنو لقاوا . و كايبقى الذكر و الأنثى الأخرين ، إخوة تهاجموا من طرف ذئب مجهول أثناء رحلة ليهم بزوج و في نفس ديك الغابة شخص انتشلهم و إعتنى بيهم حتى وعاوا و جرى عليهم .. من بعد إيدر إستنتج أن داك الشخص كان هو نفس الذئب اللي حولهم .. يمكن كان عايش في شي مرحلة صعيبة ماكانش قادر يتحكم في ذئبه ..
الأخوين كل واحد إرتبط بالذكر و الأنثى الاخرين و ولدوا حتى هما ..
الحارستين حاولوا يتبسموا و هما ضايعين وسط داك الحشد كامل اللي كايغني ليهم ، رغم ان الابتسامات ديالهم كانت متشوهة بسبب مزاجهم اللي تعكر ..
و داكشي اللي لاحظوا كل من والديهم و الحارس الأعظم كذلك .. اللي بالمناسبة كان واخد بلاصة بعيدة على الجموع منفرد بنفسه واقف كايراقب من بعيد ..
و غير قربوا البنات أكتر من المائدة الكبيرة اللي هازة قالب حلوى مكتسي بالأبيض و الشموع الوردية و كل ما لذ و طيب من الحلويات و الأكلات الشهية .. بان عرج أولوين و سبب تسندها على مويرين و فستانها الملطخ ..
ديك الساعة وسط تكتم غناء الجميع تكلم زين العابدين ""روح ، مال ديك الرجل ؟ ""
امها آلاء كانت وصلات لعندها ، كاتسندها توصل لمقعد تجلس ..
المقعد اللي كان الحارس الأعظم بنفسه اللي حطه جنبها ثم انحنى كايلقي نظرة على كاحلها بعدما جلسات ..
"" طاحت و تلوات ليها رجلها "" فسرات مويرين مازال واقفة في بلاصتها جنبهم ..
"" فين كنتي أنت حتى ختك الصغيرة وقع ليها هكا ؟ "" أنب زين العابدين ولده ..
فصاح ولد مجيب بإنزعاج "" انت عارف مزيان باللي بنتك كادير غير اللي في راسها ، قلت ليها تبقى حدايا كاين الطين و لكن ماسمعاتش ""
عبس زين العابدين في بنته مؤنبها في الوقت اللي صمك إيدر توأميه بزوج بالإضافة للوكا جونيور حتى هو و قال ليهم "" فين ديتوا البنات اتلاتي الفقصة اللي تبليت بيهم ؟ مهمة صغيرة ماقديتوش ديروها كاملة ، كيفاش غانتهنى على مستقبل القطيع منين تهزوه انتوما .. ""
"" ماتزيدش فيه ، الدراري باقيين صغار "" قالت شيري و حتى لوكا في نفس الوقت ..
"" مادامهم ولاوا يتتبعوا روايح النساء فخاصنا نبداو نفكروا فيهم على أساس مابقاوش دراري واخا ؟ "" قال ايدر ، و في بلاصة مايحسوا ولادو بالإهانة أعلى ضحكهم المستفز .. من ديما باهم كان السباق لشتمهم ..
اما لوكا جونيور ، فقلب على ماماه فين واخدة مقعدها و جالسة في هدوء اللور و جلس جنبها .. تبسمت بحنان و هي كاتشوف فيه ثم مدت يدها دفناتها في سواد شعره الكتيف سحباتهم قريب ليها فين تقدر تقبل خده ..
كاتموت على كل ولادها و لكن لوكا جونيور غايبقى ديما داك الولد اللي خلاها ترغب في الحياة ..
"" ماكاضرنيش بزاف ، الحارس "" قالت أولوين كاتحاول تسحب رجلها من بين دفئ يديه . لكن ماسمحش ليها عوض ذلك رفع رأسه تجاه مويرين و طلبها بالقول "" جيبي شوية ديال الثلج ""
هززات مويرين رأسها و رجعات داخلة للفيلا ، في الوقت اللي رجع بتركيزه لكاحلها ..
كانت أولوين كاتجاهل الكهرباء اللي كايصعق قلبها كلما حست بضغطة من أصابعها الدافعة على بشرته و هي ساهية في أعلى رأسه ، نعومة شعره الأبيض جد مغرية للمس الآن .
"" مادام ماكاضرهاش ماكاين لاش داك الماساج "" نطق زين العابدين بلمحة إنزعاج في نبرته ..
خدا الحارس الاعظم التلج من يد مويرين متجاهل تعليق زين العابدين و حتى حقيقة ان الاء نغزاته قدامه باش يسكت ..
من ديما كانوا هكا .. زين العابدين كايلوح تعليقاته المستفزة و ألاء كاتبعه بمحاولاتها باش تربيه .. و لكن ماعمره انزعج فعلا منه ، أولوين بنته اللي سماها بنفسه روح باها .. طبيعي جدا يغير عليها ..
هو ذات نفسه كانت كاتجيه مرة مرة ديك الغيرة الأبوية تجاههم بزوجات منين كانوا صغارات ..
لحظات و رجعوا اجتمعوا كاملين حول الطاولة ، الحارستين واقفين قدام الشموع المنارة اعلى قالب الحلوى توهجهم منعكس في بريق عينيهم عاطي لمحة صغيرة عن شكل تلاحم نور النار مع نور البرق الحاد ..
مبتسمتين كايعاودوا يتصنتوا لأغنية العيد ميلاد المقدم من قبل الكل . و منين سالاوا حبساتهم تغريد من أنهم ينفخوا "" تمناوا أمنية قبل ""
ضحكت مويرين قائلة "" أنا ماعندي مانتمنى ، حيت عندي كولشي "" و دورت عينيها بين والديها ، ثم جميع الموجودين حواليها و اخيرا فقط للمحة جد صغيرة شافت لجهة الحارس لكن بلا ماتتلاقي عينيها بعينيه .
أما أولوين فكانت كاتشوف لجهة مويرين جنبها بتعبير تفكيري ، ثم حكت يد على يد و شافت نيشان في الحارس و قالت مبتسمة ملء وجهها "" أنا عندي ""
"" شوفي هاد قليلة الحياء "" تمتم زين لزوجته فضحكت على جرأة بنتها في التعبير و همست مجيبة "" مابقاتش روح باها ؟ ""
لوح برأسه و راقبوا بنتهم ضامة يديها بزوج مغمضة عينيها كاتتمنى امنيتها ثم طفات شمعتها العشرين برفقة مويرين .
' الوقت كايطير ! ' فكروا كل من إسلام ، تغريد ، زين ، آلاء و حتى ... الحارس الأعظم .
القابع بعيد في صمت ، كايراقب بعيون ثاقبة لجهتهم بزوجات ..
°•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•°
لاحقا ، كانت آلاء و تغريد بعادات على الجموع ، منسجمتين في حديثهم "" ماغانخبيش عليك ، أنا خايفة على البنات "" قالت آلاء كدوز يدها على طرف حاجبها في حركة كاتعبر على توترها .
مسحت تغريد بنظرة تجاه البنات ، اللي كانوا مجمعات مع باقي الشباب ضحكهم واصل حتال عندهم ثم مرات بعينها تجاه الحارس اللي كان جالس مع إسلام بعاد على الكل .. لكن عينيه كانت تابتة كما تركيزه على البنات .
"" ماعرفتش ولا صعيب نحكموا على اللي واقع بين التلاتة "" قالت تغريد بشرود "" سلوك البنات تبدل منين دازو ال18 .. خاصة بنتي .. حسيتها بعدات على الحارس في الوقت اللي أولوين قربات أكتر و أكتر .. كانشوف أن أولوين كاتفاعل معاه بشكل مثالي ، بنتي بالزز باش كادير معاه محادثة كاملة .. و اللي محيرني اكتر ، كايعاملهم بنفس المعاملة ، ماعمروا فلت شي سلوك كايبين ميوله تجاه شي وحدة منهم .. ""
"" يمكن حيت مازال صغارات ؟ الراجل مازال كايعاملهم بحال كيفما عاملهم حياتهم كاملة .. ""
"" لا لا ، انت غالطة "" قالت تغريد بنبرة مميزة "" شوفي فيه كيفاش ماكيحيدش عينيه من جهتهم ، واضح أنه بدا ينتبه ليهم داك الإنتباه ديال الراجل للمرأة ، بناتنا راه كبروا ، مابقاوش صغارات .. "" زادت جملتها الاخيرة بتنهيدة في نبرتها ، مازال مامتيقاش صغيرتها ولات أنسة كاتنبض شباب و حيوية ..
"" يمكن الحارس كايشوف انه من الحكمة مايبينش حقيقة مشاعره دابا .. ماقادراش نتخيل موقف اللي ماغاتكونش هي الحارسة اللي بانت في النبؤة ، قلب وحدة فيهم غايتهرس اتغريد ، وقلبي ماغايتحملش نشوف شي وحدة فيهم هكاك ، تمنيت لو في يدي نوقف هادشي قبل مايوقع ، و يوقف الحارس بينهم ، علاقة البنات أكبر من انها تتهرس بسباب راجل ""
"" كانتيق في البنات ، كانتيق في محبتهم و إخلاصهم لبعض ، البنات ناضجات ، غايتهرس قلب وحدة فيهم لكن ماشي علاقتهم اللي غاتتهرس "" كانت آملة هادشي اللي يكون "" اشنو كايقول زين العابدين ؟ "" اضافت تغريد سؤالها ..
فتنهدت آلاء و قالت "" خايف على بنته ، كايقول انه حاس باللي هادشي ماغايدوزش على خير . واحد النهار قال ماكرهش كون خدا البنت منين كانت صغيرة و هربنا بيها كيفما دار بابا الله يرحموا معايا .. ""
"" و اشنو كنتو غاديروا لو انها كانت هي الحارسة ؟ ""
"" هادشي اللي كانقول ليه .. "" كملت الاء بشرود "" اولوين هي الاقرب للحارس ، و الكمياء في علاقتهم واضح ، كما ان أولوين ولات اكتر تقة في التعبير على ميولها تجاه الحارس ، شفتيها اشنو دارت قبايلة قدام الطاولة ؟ كانظن روح هي الحارسة .. ماعمر حدسي ماخا-- "" خرست الاء لسانها قبل ماتزيد حرف ثم وجهت نظرتها تجاه تغريد و عيونها واسعين بانتباه و ندم ..
منين شافت ابتسامة تغريد المتسامحة عضت لسانها ندما و حطت يدها على مرفقها "" غاتسمحي ليا اتغريد ، ماقصدت نقولها هكاك -- ""
قاطعتها تغريد بالقول و هي كاتهزز راسها "" كلنا ، كلنا عارفين هادشي رغم أنه حتى واحد ماعنده الجرأة ينطقها بصوت عالي ، الحارس ماكايبينش انجذابه لمن فيهم ،عيون أولوين كايقولوا كولشي ، و بنتي ... بنتي شبهات باها ، ماعمرها تعطيك راس الخيط .. و لكن من خلال سلوكها مؤخرا و من بعدها على الحارس ، كانحسها مامهتماش ؟ بنتي الحبيبة قبايلة قالت عندها كولشي و ماعندها ماتتمنى .. ""
وساعت ابتسامة آلاء "" يااك ؟ لااحظت هادشي و ماعمرني تجرأت نجبدو معاك جاني ماشي كلام في محله ، لكن بما انك جبدتيه ... بنتك مطلوقة مع طه ولدي اكتر ، كانتمنى لو ان فعلا اولوين كانت هي الحارسة .. بنتك و ولدي يوليوا مع بعضهم ..""
هززات تغريد رأسها "" طه شاب مزيان و عزيز عليا ، لكن اللي بينه و بين بنتي واضح انه غير صداقة ، جاوني كايتفاهموا و صافي ""
"" شكون هادو اللي كايتفاهموا و صافي "" قاطع حديثهم زين العابدين ثم احاط بذراعه حول كتف آلاء ..
مرروا تغريد و آلاء الإتفاق على تغيير الموضوع بيناتهم سريا ثم جا باتو "" والو غير كانتحتتوا ، بان ليا واقلة عييتي بغيتي نرجعوا .. ؟ ""
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
كانوا في باب الفيلا كايتوادعوا ..
كبار القطيع كلهم دخلوا مابقاو غير التوائم و لوكا جونيور واقفين مع الحارستين ، في الوقت اللي كان الحارس في سيارته كايتسناهم ، الوسيطين هما الاخرين كايتسناوا في البنات في سيارة أخرى و آلاء و زوجها و ولدها غادروا ساعة قبل ..
"" غانعاود نعتذر على اللي قلتو قبايلة ، كانت حركة لئيمة مني البنات "" قال إينزو للبنات بزوج ..
ابتسمت مويرين بتسامح لكن أولوين قالت بنبرة ممازحة و عنيفة في نفس الوقت "" ااه ، خاصك تكون آسف ""
ابتسم ابتسامة جانبية ثم توادعوا كاملين ، لوكا كان الاخير بقول "" تهلاو البنات ، غانجي نضرب عندكم طلة في نهاية الأسبوع المقبل ""
"" وا غير تحرك ، بنتك غاتمشي مع أولوين و الحارس "" قالت تغريد لزوجها و هي كاتتفوه عينيها كايتلصقوا بسبب العياء ديال التحضير ..
لكنه ظل ساكت ، كايشوف في بنته جايا مسندة أولوين اللي كاتعرج قليلا و كايتهامسوا مع بعض و كايضحكو بأصواتهم الرقيقة كاتصدي في سواد الليل و هدوءه ..
هزات تغريد عينيها في زوجها ثم دارت كاتشوف فين كايشوف ..
مويرين عاونت أولوين توقف جنب باب السيارة الأمامي ثم فتحاته أولوين و دخلات جنب الحارس ثم تسد من طرف مويرين ..
كان الحارس متبع حركاتهم في صمت حتى تحنات مويرين مبتسمة عبر النافذة و علماتهم أنها راغبة ترجع مع والديها ..
الوسيط مافاتتوش الخيبة في وجه الحارس لكن سرعان ماتحولت لدفء منين دار لجهة أولوين و قال ليها شيء ضحكها ثم إنطلق بالسيارة ..
تفتح الباب الخلفي لسيارته ثم نقزت مويرين في المقعد الخلفي ، تنهدت ثم خربقت شعر خوها أسمر ذو العشر سنوات ، الملهي مع لوحته الإلكترونية كايلعب شي لعبة .. سرعان مايدها تم ابعادها من قبله ثم اصدر زمجرة انزعاج تبعاتها هي بضحكة صغيرة و خلاتو في حاله ..
منين دارت لقات امها كاتشوف فيها ثم قالت لها "" اشنو اماما ؟ ""
"" علاش جيتي للهنا ؟ مابغيتيش ترجعي مع أولوين ؟ "" ردت عليها امها بسؤال ..
"" يومي كله كنت معاها ، عكس والديا و خويا الصغير ، حاسة براسي توحشتكم .. كما أنه .. ماما ؟ مابغيتينيش نرجع معاكم ؟ ""
"" لا احبيبة ماما ، غير جاتني عجب "" و رجعت دارت تغريد لقدامها كاتقلب في حقيبتها على مرطب الشفاه ..
إسلام كان مازال كايقرى في بنته اللي تبسمت لوجه و أبشرت ملامحه ديك الساعة بابتسامة مازادها الوقت غير وسامة و نضج أكبر و مد يده داعب ذقنها ثم دار تحرك بالسيارة ..
تسندت مويرين براسها على المقعد و سرحت بنظرها تجاه الظلام المتحرك وراء زجاجة النافذة انتباتها رعشة خلاتها تضم ذراعيها حول نفسها ثم غمضت عينيها منزعجة من غموضه المخيف ..
ماعندها حتى فكرة على بريق عيون باها المراقبة و العالمة من خلال المرآة ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
منين وصلوا للفيلا ، لقاو سيارة الحارس سابق ووصلات قبلهم ..
أسمر كان ناعس على كتف باه رغم أنه فات السن المسموح لذلك .. لكن والديه ماسهاوش يفيقوه .
جسد مويرين كان كله كايتنمل بالتعب ، منين دخلوا رفعات يد و قالت "" غانطلع للبيت ، تصبحوا على خير ""
"" و انت من أهله احبيبة "" جاوبوها والديها ثم مشاوا زاحفين كيف الزومبي هما الاخرين تجاه غرفة أسمر باش يحطوه في فراشه و يطيروا لفراشهم ..
عكس اللي توقعت مويرين ، الغرفة كانت مظلمة و كيفما خلاتها باقية .. انارت الضوء و توجهت نحو الستار العالي و العريض اللي كايفصل بين غرفتها و غرفة اولوين ..
الحارستين مارضاوش يتفارقوا منين كانوا صغارات ، غرفتين قراب من بعض ماكانش حل مناسب للفتاتين ، و غرفة وحدة مشاركة كانت صغيرة عليهم .. فعدل الحارس الوضع بهدم الحيط الفاصل بين الغرفتين و عوضوا بستار في حالة مارغبوا في الخصوصية من مرة لاخرى ..
سرير أولوين كان فارغ .. معناه أولوين في شي بلاصة في الفيلا برفقة الحارس الأعظم .. و هي عارفة أشمن بلاصة ..
على برى قدام البحر .. هي و الحارس حافظوا على عادتهم في الجلوس امام البحر في اكتر الاوقات هدوءا .. في ساعة متأخرة من الليل او ساعة مبكرة من الصباح .. عندهم ذكريات لليالي طويلة بقاوا بتلاتة تما حتى بان وجه الصباح .. غير كايتتحتتوا و الحارس كايقص قصصه عليهم ..
مع مرور الوقت .. مويرين انسحبت من المجمع لكن الحارس و أولوين ماحبسوش من ممارسة الشيء المفضل ليهم بتلاتة ..
دخلات مويرين للحمام ، استحمت ، و خرجات لبسات بيجامة دافئة مريحة ثم تدثرت في فراشها ..
مر ما يقارب الخمسة عشر دقيقة و هي هكاك مسطحة على ظهرها ساهية في السقف .. فجأة كاتحس بأن عينيها تحلوا و جسدها كله تيقد ، ناضت من فراشها بشكل مفاجئ .. لبسات بينوار قطني دافئ فوق بيجامتها و لبسات بانطوفتها ثم طفات الضو و خرجات ..
يمكن غاتلتحق بيهم في تقليدهم بمناسبة عيد ميلادهم العشرين .. لآخر مرة بشكل جدي ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸