recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي (المقدمة)

 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي (المقدمة)

قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي ل rain dali

مقدمة :

واقف .. 

في مكان شاسع مطلي بزهور بيضاء ، بسيقانها و اوراقها السوداء .. بحال شي لوحة مرسومة في عالم آخر و لقات طريقها لفينما هي موجودة الآن .

اللوحة كانت حية ،الجو رمادي و الريح كايداعب الورود الغريبة الشكل محركها من جهة لاخرى . 

اللون الرمادي في الجو ممكن يكون كئيب ، لكن ماشي هادشي اللي واقع هنا .. المكان كان مبتهج .. مليء بطاقة كبيرة و إيجابية ..

بحال اذا كاينذر بقرب حدوث شيء جديد ، يمكن خبر زوين جاي .. خبر اللي تم انتظاره منذ زمن طويل . 

"" ايفارديت ""  واش هذا صوت ملاك ضايع على هاد الأرض أو الريح اللي كاتداعب مسامعه بلؤم مخلياه يتخيل أشياء .

بحيرة و قلب خافق إستجابة للنبرة الحلوة اللي نادت بإسمه ، دار و قلب بعينيه .. 

ماكانش صعيب عليه يميزها . يميز قدها الرشيق المكتسي بفستان أبيض طويل لكن منحني مع كل إنحاء في جسدها . بشرتها الحليبية و شعرها الطويل اللي كايشابه القطن في نعومته و بياضه تلاحموا بشعرها .. عاطيها ديك الهالة الملائكية باش تكمل الصورة بالصوت ..

  "" الحارسة !"" 

فور ما همس و هو واقف في مكانه ، إبتسمت ، ثم شعت عيونها ببريق حاد ليه .. 

ماكانتش غير عيونها اللي كاتشع بل و ابتسامتها كذلك .. كانت كاتستجب له .. لبريق اللهفة في عينيه و هو كايحقق فيها .. كايتساءل واش حقيقة أو خيال .. 

قرب ليها بخطوة ثم الأخرى .. صوت ضحكاتها الصغار غطى صوت المخلفات اليابسة على الأرض اللي كاتنسحق تحت رجليه ..  كل خطوة كان كايخطيها نحوها ،كايميز عطرها ، ريحة الطبيعة ممزوجة بالسلام و الحب .. و أخيرا باب قلبه تدق . 

و أخيرا وصلات .. 

الحارسة جات ... واقفة قدام عينيه هنا كاتبسم في وجهه .. 

                           

                             °•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•

في الحقيقة ..

 ماكانتش غير حارسة وحدة اللي قدامو ، بل كانو زوجات .. 

الجو ماكانش رمادي بل كان دافئ مشمس ربيعي . الورد ماكانش أبيض ، بل مكتسي بأزهى مختلف الألوان الموجودة في الطبيعة .. 

و ماكانش واقف ، بل كان ممدد على ظهره، مسترخي مغمض العينين .. 

مستسلم تحت تعويذة الشمس اللي كاتتسلل لمسامك و تدفئ عظامك من الداخل . 

أحسن بأصبع كايلكز خده و أصدر زمجرة خفيفة من حنجرته . تململ معبس بإنزعاج ثم أحس بالأصبع كايتسحب بسرعة . بعدها ، سمع ضحكات بنوتية مكبوتة و عرف أن الشقيتين قاداو مواضيعهم الخاصة المشوقة و لقاوا إزعاج إسترخاءه تحت الشمس وسيلة لمحاربة الملل . 

"" أولوين ، حشومة "" سمع همس مويرين ذو النبرة الضاحكة  كاتأنب أولوين و قاوم نفسه بشدة باش مايضحكش . 

"" و لكن ضحكتي "" أجابتها أولوين بنبرة ضاحكة متسلية هي الأخرى لكن بإتهام في لهجتها . 

"" اه ضحكت ، لكن ماكايعنيش نكملوا في هادشي . الحارس كايبان عيان ، ساق بينا ساعات للهنا ، خاصنا نخليوه يرتاح .. "" 

أحس بالدفء من عطف مويرين عليه ، من ديما كان كايلاحظ داك العطف الأمومي اللي فيها . من ديما هي السباقة باش تهتم بمن حواليها و تقلب على راحتهم . 

"" واخا واخا ، نخليوه يرتاح ... "" سمع أولوين كاتقول "" واخا كانفضل نفيقوه باش يعاود لينا قصة اخرى من قصصه القدام . كايعجبني نعرف على داك الزمان اللي أنا ماعشتش فيه . بطريقة ما ، كايخليني الحارس نحس أنني كنت جزء منه في شي زمان و كايرجع ليا الحنين ليه . "" 

أولوين الفضولية و روحها الفيلسوفة ، كاتشاركوا في غرابة رؤيتهم للأمور .

عزيز عليها تسمع قصصه و مرات كتيرة صدعاته وسط انشغالاته باش تسوله على شيء وقع في الماضي و ما بقى ليه أثر من غير تدوينات على الكتب كدليل وحيد على حقيقة حدوثه في الماضي . قالت بلسانها في يوم أنها كاتلذذ بحقيقة أنها عايشة مع شخص كايعادل في قيمته كتب مقفول عليها في صناديق زجاجية في أشهر المتاحف . 

هو بدوره ، كايستمتع بحكاية قصصه الكتيرة في مختلف الأزمنة اللي عاش . كاترجع الحياة لماضيه ، كاتحيي في قلبه الحنين ليه .. للناس الي دازو في حياته و شافهم كيفاش كايغادروها بمأساوية .. 

و كأنه كايشكي بنات جنسه ماعاناه في غيابهم ، كايشكيهم وحدته اللي طولت عقود و قسوة الحياة معاه منين كانت كاتعطيه و دغية تحيد ليه .. 

تعلق بيهم ، لقى راسه جدا متعلق بيهم و ماشي حيت عارف أنه وحدة منهم غاتكون ليه زوجة مستقبلا و إنما حقيقة أنهم من جنسه و من طينته .. 

كايشوف فيهم عائلته .. اه كاينة تغريد و إسلام .. وسيطيه المخلصين اللي بدلوا حياته منين عتبو بابها .. بيهم عائلته كبرات و دارو عمرات .. لكن للحارسات قرب غريب .. الحارسات شيء آخر ، كايشوف في عينيهم البراقة و شعرهم الأبيض و بشراتهم الحليبية إنعكاس لنفسه .. كان راغب قبل الحارسات انه يكون علاقة قريبة من آلاء كحارسة أصلية قريبة لكن من ديما كان زوجها الغريب الأطوار في الوسط .. 

لكن هو ماشي بوحده مازال ، الحارسات هما الذرع اللي غايحميه من سيوف الوحدة ..

"" يمكن كنتي جزء منه .. شكون عرف ؟"" جاوبتها مويرين بصوتها الرقيق و شقاوة في نبرتها "" يمكن أنت حارسة اللي عاشت في الماضي و لكن إنتهت حياتها بشكل مأساوي و دابا لقيتي طريقة أخرى ترجعي بيها للعالم .. في جسد آخر "" 

سمع بقلب بدأ بالإنقباض و أولوين كاتنهد بإنزعاج ثم ضحك مويرين و هي كاتغيظها ..

"" أنت و عقلك الروائي "" كانت أولوين اللي عاودت تنهدت لكن هاد المرة بسرحان "" في نظرك واش حنا غانموتوا موتة طبيعية أمويرين ؟ غانعيشوا في أمان حتى نكبروا و نشرفوا "" 

إنقبض قلب الحارس أكتر و هو كايسمع قلقها من المستقبل في نبرتها و إنمسح كل أثر للسرور و الإسترخاء في شعوره . 

"" مابغيتش نفكر في هادشي "" جاوبتها مويرين "" كانفضل نعيش اللحظة دابا .. كما أنه واش فعلا انت خايفة و كولشي عائلتنا ضايرين بينا ؟ كاين عمي زين العابدين و خالتي آلاء الحارسة  والديك ، كاين خوك الكبير طه اللي دايرها خدمته يلازمك كيف خيالك . و كاينين والديا إسلام و تغريد ، أفضل وسيطين اللي ممكن تعولي عليهم و كاين عمي إيدر و قطيعه الضخم في جنبنا .. وأخيرا و ليس آخرا .. الحارس الأعظم .. واش كايسحاب ليك غاتوقع لينا شي حاجة و هو بالخصوص معانا ؟ "" 

"" جاوبي "" أجفلت كل من الفتاتين اليافعتين و دارو لجهة منبعت الصوت الذكوري ، كان الحارس فاتح عينيه ، حاطهم على أولوين المتشككة بالخصوص ، حواجبه الداكنة مقطبة عاطية تعبيره قسوة "" واش كاتظني أنه غايقرب ليكم شي أحد و أنا حي ؟ ""

سكتوا الفتاتين المراهقتين شيئا ما خجلتين من سماعه حديثهم . من ديما كان داير خدمة متقونة في حمايتهم ، حتى أنه ماكايردهمش خائبتين منين كايطلبوه يرافقهم شخصيا لأي مكان بغاو .. بحال نزهة اليوم . 

ناض جلس كايرجع خصلاته البيضاء ساحبها لوراء ، ثم بتأني خدا يد أولوين و حطها على يد مويرين ثم بزوجات على كفه الأخرى ثم على كفه الأخرى فوق يديهم و هو كايناظرهم بتعابير قاسية متوعدة لكن بطريقته العطوفة و هو كايواعدهم بالقول بلغتهم الأم اللي علمهم "" أديتكم مستحيل تحصل إلا على جثتي "" 

وعده كان حامل من شدة بتت الرعشة حتى فيهم هما . هكا كايعرفوا كل مرة واعدهم أن وعدوا صادق . البنات شهدو على قوته و على قدرته على التحول لشخص آخر تماما عند الضرورة . 

كاتختفي الحلمة دياله و لطافته و كايحل شيء آخر تماما . 

شيء مايبغيوش هما يتعاملوا معاه في شي يوم من الأيام . 

"" شكون في نظرك هي الحارسة اللي شفتي في النبؤة ديك الليلة اسيد الحارس الأعظم ؟ "" السؤال من لسان أولوين جاء على غفلة ، توسعوا عينيه كايشوف فيها ماعارفش كيفاش غايجاوب . 

شهقة صغيرة خرجات من ثغر مويرين ثم نغزاتها بذراعها و كأن الاخرى جبدت شي طابو ممنوع يتذكر جهوريا . 

الحارس تمالك نفسه بمشقة نفس و هو كايشوف في جوهرتي ديك الصغيرة كايتفرسوا في خاصتيه بجرأة ، و كأنها بفضولها كاتحاول تقتحم أسواره تعرف أشنو مخبي وراهم . 

"" ماعرفتش "" جاوبها ثم بعد سهم أنظاره على جواهر الفضوليتين و سرح بيهم لبعيد .. 

"" ماعرفتيش ؟!"" ناضت أولوين و جلست قدامه ، مباشرة قدام عينيه ، بإصرارها غير سامحة ليه يتفادى سؤالها "" شفتي وجهها في النبؤة ، غاتكون ميزتي وجهها بيناتنا .. شكون هي الحارس- ""

عبوسه الموبخ المتوجه ليها الآن خلاها تتراجع لكن مابعداتش عينيها عن عينيه "" كلنا غانعرفوا منين غاتوصلوا للسن المحدد لهادشي ، انتوما دابا ممنوع عليكم تفكروا في هاد الموضوع أو تذكروه نهائيا . قرايتكم و مستقبلكم هما الشيء اللي خاصكم تشغلوا عقولكم فيه ، و حتى حاجة من غير هادشي .. "" حتى بعد سكاتو ظل كايتبت الإثنتين بعبوسه الموبخ باش يتبت وجهة نظره المحذرة بشكل واضح . 

دار شاف في مويرين ثم عدل من عبوسه و شدة نبرته و قال "" جبتكم هنا باش تلعبوا و تريحوا أنفسكم من الضغط ديال كترة الإمتحانات ، اذا اشنو جالسين حدايا كاديرو ؟ ""

"" انا تمشيت بزاف ، بغيت نترخى شوية في الظل و نقرى روايتي اللي جبت معايا "" قالت مويرين ثم خدات حقيبتها كاتجبد منها روايتها اللي تكلمت عليها . 

دار الحارس لجهة أولوين و قال بلهجة ممازحة "" و انت يا أم العبوس ؟ اشنو جبتي معاك ؟ "" 

ربعت يديها ثم عبست في وجهه غير مجيبة . ضيق عينيه فيها ثم رجع عينيه لجهة مويرين لقاها متسندة على جذع الشجرة مسرحة رجليها و كاطل عليهم بزوج بعين من وراء الكتاب  . 

عيونها الباسمة خلاتو يتبسم إستجابة ليها و قال "" عندي ليكم لعبة جديدة عمرنا لعبناها .. ""

حطت مويرين روايتها ثم قربت "" انا ديما مستعدة نتعلم لعب جديدة من الحارس الأعظم  "" قالتها و عينيها على أولوين ..

لكن عبوس أولوين هاد المرة ، شمل الحارس و معاه حتى مويرين .. 


     °•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•




google-playkhamsatmostaqltradent