قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل السادس عشر )
ديك العشية ، دخلات تغريد بالسيارة للفيلا مرهقة ماشي جسديا بل نفسيا ..
كانت عاد رجعات من عند دار عائلتها اللي اخيرا اجابت اتصالهم و استجابت لدعوتهم ..
ماداتش معاها الصغيرة بطبيعة الحال و ابدوا انزعاجهم اللي مافهماتوش تغريد ..
مادامهم كايحبوها علاش كايبينوا عدم تقبلهم لشكلها ؟
واش هذا نفاق او حماق ؟
لكنها ماذكرتش الامر اكتفت بإخبارهم بأن البنت بقات مع ايفارذيث .. و بمشقة انفس تجاهلت الانظار اللي تبادلوا بيناتهم ..
و ركزت في حفل الاسبوع اللي غايتم الغذ .. تغريد مامرتاحاش لهاد الحفل ، حيت بطبيعة الحال دعوا الجيران و باقي العائلة و هادشي كايعني انهم غايبغيوا يشوفوا البنت ..
و ماشي هادشي اللي بغات تغريد ..
فكيفاش غاتفهم عائلتها انها باغية غير حفل صغير بيناتهم .. لأنها بمجرد ذكر الأمر ، خاصموا عليها و احتد شجار بينها و بين امها و خالتها (حماتها) ..
خلاها تحلف عليهم ماغاتحط لاهي لا اسلام شي مبلغ اكبر من الكافي لحفل صغير ..
كاتفهم ان عائلتها ماباغيين غير يديرو "الواجب" ، و انهم مافاهمينش دوافعها ، لكن ماعندهاش حل اخر ماتقدرش تفضح السر امامهم . اضافة لان شيء في طريقتهم ديما مستفز ، كانوا كايفرضوا عليها اكتر ما كايقترحوا ..
في الاخير الحفل حفل اسبوع بنتها هي ..
و في الاخير ناضت خرجات من الدار بلا ماتوصل معاهم لحل يرضي الطرفين ..
تلاقات ياسمين بعدها و دردشوا قليلا ثم رجعات فحالها .. كانت كاتحس بتوتر و ارهاق .. و كان سبق كان الامر بادئ مع اسلام و كمل مع عائلتها ..
مسحت على جبينها و هي كاتفوه متكاسلة في مشيتها ..
منين دخلات للفيلا ، لقات اسلام و الحارس جالسين مع بعضهم ، أوراق العمل على الطاولة رفقة قهوة و الصغيرة محاطة بذراع باها ..
القت السلام و منين رفع زوجها عينيه ليها شعت فجأة و بسرعة ، و تعبيسة حانقة زحفات لملامحه شوية بشوية .. قلبها نقز في صدرها كرد فعل لنظرته الحادة ..
تبسمت للحارس اللي رحب برجوعها في الوقت اللي الاخر وقف تقدم لعندها و قال بحزم لكن بصوت هادئ "" فين كنتي ؟ ""
عبست مستفزة من طريقته و ردت بنفس نبرته "" علاش كاتسول بهاد الطريقة ؟ فين غانكون في نظرك ؟ ""
"" ممكن خارجة كاتسكعي في الوقت اللي مويرين كاتبكي و ماعارفينش كيفاش نسكتوها "" اجاب بحنق و عيونه كاتلمع ..
ارهاقها تمكن منها و هي كاتاخد الصغيرة من يده و صاحت في وجهه "" واش كاتلومني انا على الفشل ديالك كأب باش تهدأ بنتك ؟ ""
"" انت عارفة مزيان ان هاد المهمة غاتفلحي فيها انت كأم احسن مني انا "" اجاب كايسحق فكيه ..
فاقتربت منه حتى اقتحمت مساحته الشخصية و هي معنقة بنتها لصدرها قالت من بين سنانها رافعة سهم انظارها لبرق عينيه العاصف "" ماضحيتش و تزوجتك و ولدت دابا باش توريني مهامي كأم و تسولني بنبرتك المستفزة فين كنت . تفكر ا اسلام سبب زواجي بيك و قبولي بالولادة في هاد الوقت ، تفكر باللي ماكانوش الولاد من خططي لدابا ، و بنتي انا دايرة اكتر من مجهودي معاها بان ليك هادشي او لهلا يبان ليك .""
فهزز رأسه عيونه البراقة ، ابتسامة جانبية جد صغيرة مكسورة شقت ملامحه و جسدت حزن على قلبه و سخرية من نفسه ... و قال بنبرة هادئة لكنها جد مشحونة "" اذا وصلنا لديك الطريق تاني ، بدات صباغتك كاتبهات و كاتعري على حقيقتك . كاتمني عليا بقرارك و تضحيتك على قبلي دابا ؟ اشنو التالي ، تسمحي فينا بزوج و ترجعي لخططك الأصلية في حياتك ؟ ""
حذرات رأسها و اشاحت بانظارها لجهة الحارس الواقف بعيد مراقب في صمت لكن بقلق في عينيه على الإثنين .. هزز راسه ليها بابتسامة حنونة ثم تنهدت تنهيدة صغيرة تحت انفيها .. و تمشات مبتعدة منه .. و من مزاجه السوداوي ..
و طلعات للغرفة ..
قبضة اسلام ضربت في الحيط بغضب عارم مكبوت .. ضرب الحارس على كتفه و قال "" على اشنو هادشي كامل ؟ غير يوماين كنتو بيخير ، اشنو عندك ؟ ""
"" اشنو عندي ؟ "" دار اسلام مردد بضحكة مريرة و برق عينيه كايشع مع كل كلمة "" عندي تغريد ، المرأة اللي مالكة قلبي ، و عندي خوف ، خوف منها ، خوف لاطالما خلا قلبي في أمان منها . لكني سلمت و استسلمت في الاخر و عطيتو ليها برضايا . استحليت الامان اللي وهماتني بيه ، ظنيتها غاتحافظ على الامانة ، لكن دابا ، هاهي كاتهدد تهرس ديك الامانة . من ديما كانت قوية ، من ديما كانت الغالبة بيناتنا ""
ماكانش عارف باللي قبضته كاتضرب على صدره بحرقة ، تماما فوق وشم كف يدها عليه حتى رخى يده جنبه .. و كانه اعلن عن استسلامه ..
و بخطوات مهزومة خرج على برى ..
فيروزيتي الحارس تبعوه للخارج و هو كايحاول يقرأ بين السطور ..
كايحاول يفهم ما ماعمرو واجهه و لا قرب لحداه ..
عاش و تعايش مع مر الوحدة .. الحزن و الاكتئاب ..
لكن هاد النوع من الخوف اللي هضر عليه اسلام و ظاهر كيفاش مكمش قلب الرجل و معذبه ..
كايبان هائل ..
واش السعادة ماكاتكملش بإمتلاك الحبيب و وجوده جنبك ؟ تسائل بقلب بريء بتول لم يسبق ان لمس بانامل و لا بصمة كف من قبل ..
اذا هادشي ماكانش كايكمل السعادة ، اشنو اللي غايكملها ؟
و السؤال الأصح هنا .. واش دوك الكفوف البيضاء الصغيرة غاتقدر في يوم من الأيام تكسر داك القلب المحمي في قفص صدره على طول و مرور سنين ؟
و دارها تاني ..
رجع بين قداش ماكايتيقش فيها ، شافت حرقة و شيء من الندم و الخوف في عينيه و هو كايغوت بكلامه التحت في وجهها ..
كان كولشي واضح في عينيه و كلامه ..
لكن ما اثار هاد الأحاسيس من جديد هو الغامض ، عاد هاد اليومين كانو بيخير و كان مرتاح معاها . اشنو اللي غير مزاجه فجأة ، و رجع فكرو فاللي كان بينهم في الماضي ؟
واش معقول هادشي كله من غيرة من ايدر ؟
حطت رضيعتها على السرير و تسطحت جنبها مغمضة عينيها . قربت يدها الصغيرة اللي محاوطة سبابتها لثغرها و قبلاتها ثم فتحت فمها كاتشكي عليها "" كان فعلا كايسحاب ليا باك رجع يتيق فيا ، تأكد من انه المميز الوحيد في حياتي ، اه ايدر و بقية صحابي شي حاجة اخرى ، لكن باباك راه ديما بوحده ، هو الوحيد اللي قادرة نضحي على قبله و هو بوحده اللي درتها على قبله ، علاش رجع يتعامى على هادشي ، علاش رجع ي.... بعد راسو عليا ، واش غلطت ؟ واش درت شي حاجة آذاتو ؟ اولا يمكن هو من الأول ماعمرو تاق فيا و ماعمرو ما فعلا سلمني قلبو ؟ .... رغم كولشي اللي درت على قبله . "" سكتت و تسندت على كعها كاتطل على مويرين بعيون دامعتين"" يمكن ماعمر شي احد ماغيقبل بماماك كيفما هي ابنتي ، حتى باباك الاقرب لقلبي . واش غاتكوني حتى انت بحالهم ؟ حيت من هنا نعلمك انا ماكانرضعكش من صدري و نسهر عليك الليالي باش حتى انت تولي كاتحاكميني ، كاتسمعي ؟"" تبسمت بخفة لوجهها البريء و داعبت انفها الصغير بانفها هي قائلة بصوت طفولي "" وااش كاتسمعي ولا لا ؟ ""
كان في السيارة دياله امام الفيلا ديال ريم لساعات كايفكر واش يدخل اولا ؟
الفضول و القلق غايقتلوه .. مجندين حواليه مشددين عليه الخناق ..
رجوعه ليها يعد رجوع للوراء و خيانة لقراره النهائي اللي خداه تجاهها ..
خايف اللي غايلقاه ، غايضطرو يبقى في حياتها .. غايضطرو يدنس حياتها اكتر و اكتر بل و يضيف الخطر ليها اكتر مما كان ..
تنهد تنهيدة عميقة ، ثم شد حيله و خرج من السيارة ..
اللي احضروها ليه رجاله حتال عنده عند الكابو بعدما قضاو وقت طويل معاه كايعلمهم بكل المستجدات و الامور اللي وقعت في غيابهم ..
و في الاخير ، ظلام عليه الحال و هو قدام فيلتها بكل جبن خايف يدخل غير بيتها و يصدق داخل بل راجع لحياتها ..
و شحال غايكون سعيد بذلك لولا العقل اللي واقف بينه و بينها ..
تفتح الباب الحديدي و شيء فيه كايعلموا انه ماغايلقاهاش هنا كيف المرة اللي سبقت .. قابله واحد من الرجال دياله و ماظهرش عليه التفاجى بلقاء رئيسهم ..
اكيد وصلاته الاخبار من باقي الرجال عند الكابو ..
دخل جلال معبس كيف عادته هزز راسه للرجل بعدما هو احنى راسه بتحية ليه و حمد الله على سلامته ..
سأل جلال على رئيس الرجال المسؤولين على حمايتها فاجاب انه ملازم السيدة ريم رفقة القليل من الرجال و البقية بقاو في الفيلا ..
فتقدم جلال بالخطوات راضي على ولاء رجاله في حمايتها في غيابه فسولوا "" فين هي دابا ؟ ""
"" في الشقة ديالك اسيدي ""
الجملة وقفات جلال و دار لعند الراجل مكمل في استفساره "" شقتي ؟ من ايمتى و هي كاتمشي ليها ""
"" من وقت طويل ، نفرات من البقاء هنا كانت كاتقول باللي كبيرة بزاف و ارتأينا اننا نحولوها لفيلا اصغر او بيت بطابقين على الاقل فرفضات و اصرات تسكن في دارك فامرنا الكابو نمتثلوا لأوامرها ، حتى ظروفها الحساسة ماسمحاتش لينا نتأخروا على الاستجابة لطلباتها "" اجاب الرجل بعملية رسمية ..
جلال زاد حنقه لكل واحد كايذكر ظروفها بهاد الطريقة و بهاد النبرة اللي كلها تأسف ..
بحال الى كلهم متفقين يسكتوا ليه القلب بهاد التشويق المستفز منهم ، اشنو واقع ليها ؟ لو انه ما شافهاش و ماعرفش انها بصحة جيدة كان سكت ليه القلب و هو مسرع في طريقه ليها ..
تمشى مسرع و تعبيسته و وجوم تقاسيمه زادت تعمقت و قسات .. حتى وصل لجردتها و وقف متوسعة عيونه ..
الجردة كانت كلها ورد ... حرفيا كلها ..
الريحة و المنظر ... ماكايشبهو غير ليها هي .. جنية الورد ..
ماكانش كايظن انها غاتحول الفيلا كلها لحقل الورود ..
غريبة هاد البنت !
لكن المنظر كايستاهل ، رغم الظلام الا ان اضواء المصابيح مبينين شوية من جمالية هاد الورد ، ماكانش مفتح كامل لانه اللليل و عاد .. الصيف ..
لكن الجمال كان حاضر رغم ذبوله ..
منين لاحظ الرجل وقوف جلال الشارد اما الورد تدخل مفسر "" غير سمعات بالخبر المفجع ... بدات مباشرة كاتتصرف بغرابة ، حرقات شي اماكن في الفيلا و زرعات الورد تقريبا كل يوم حتى وصلات لهاد النتيجة و مالقات فين تزرع مازال ..""
غمض جلال عينيه و اشاح بوجهه منين تخيلها تحت الشمس كاتزرع الورد .. كاتشق الارض شق مماثل للشق اللي هازاه في قلبها و كاتلوح البذور فيها ..
الفرق هو ان شق قلبها ماكانش اللي يزرع فيه الامل و يخليه يبدأ او يستمر في الحياة ..
بعد بسرعة من المكان راغب تتبتعد لوحة صورتها الحزينة من بين عينيه .. و دخل للفيلا ..
كانت باردة ، بدون حياة و هااادئة ..
دار لعند الرجل سائله "" اشنو حرقات ؟ ""
"" بعض الغرف ، لكن صلحناهم و اصلا ما وقعش شي خسائر كبيرة . وقفنا هادشي بتشديد الحراسة في داخل الفيلا . الحمد الله شقتك عمرها حاولت تحرق فيها شي حاجة ""
"" حاولت تنتاحر ؟ "" كان تساؤله سريع و الظلام في عينيه ..
فلوح الرجل برأسه "" لا اسيدي ""
هززه جلال و تمشى .. قلب الغرف وحدة وحدة ..
غرفته كانت كيفما هي .. فقط مرتبة ، نفس الشيء بالنسبة لغرفتها ..
و هادشي غريب ، غرفتها عمرها كانت مرتبة لانها ماكانتش كاتغادرها من اصله ..
اذا فعلا قضات وقت طويل بعيدة على هنا ..
"" خليني ندخل معاك "" كز نوح على أسنانه و هو كايحاول يلين قسوحية راس جهاد ..
كان الآخر ترجل من السيارة و ماعطاه حتى جواب و هو كايختفي داخل المبنى .. فقلب نوح عينيه و حط يديه على عجلة القيادة و هو كاينكر في خاطره ..
حتى مرت انثى جميلة المظهر بالقرب من السيارة خلات عينيه يتبعوها حتى قربت حداه و تبسمت ابتسامة انثوية مغازلة ثم غمزاتو مكملة طريقها ..
لقى نفسه كايبتسم ابتسامة جانبية و حتى فتح الباب كله نوايا بالانقضاض على الفريسة اللي تلاحت في حجره بسخاء من القدر ، و صدى صوت ايدر بوجه المنفر المستفز و هو كايغوت في وجهه هو بالخصوص " ماتقربوش للنساء "
تنهد بل ساط بحنق و إحباط و هو كايرجع للسيارة و جبد خصلة شقراء كايلويها في صبعه و عينيه كايرفرفوا بعصبية و حنق واضحين ..
ماعرف حتال امتى غايستمر هادشي ، لكن كايتمنى مايطولش اكتر من شهور اخرى ..
فتح جهاد باب بيتها و فورا أخد في ريحة دخاان او مخلف شيء محترق باهتة في جو المكان ..
ريحتها العطرية مركزة و مضافة الى الرائحة السابقة ..
الروايح بزوج فكروه في زوج حوايج ، ريحة حضنها و هي واخداه بين يديها فاشد لحظاتهم المحمومة و ريحة الاحتراق و هي كاتبكي و كاتغوت عليه اشنو دار في حالته و في علاقتهم بزوج ..
اااه ، في بلاصة ماتعاود تاخده في حضنه ترجعوا لاصله و ملاذه بنات حائط حارق بينهم و هربات و خلاته ..
غير شافته ، نسات انه رجع من الموت و ضاعت في حواسها و هي كاتشم ريحته اللي تغيرت لا وبل ملامحه و شكله كذلك .. و ضاعت في خوفها منه ..
داكشي اللي شافته و حقيقته الجديدة كانت اكبر من اي شوق كناتو ليه ..
و هاهي هربات ، اختفت ..
ماكاينش حسها في البيت و ماتوقعش ذلك ..
سد الباب وراه و شعل الضو و حركة جاتو من غرفة المعيشة ..
بقى واقف تما ، فاش عينه التقطت جسد حيوان رشيق لكن لم يعد صغير كيف خلاه ..
بقى في مكانه و ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة و هو كايشوف كيفاش الحيوان حاول يمشي لعنده لكن تراجع في اخر لحظة و بقى غير كايشوف فيه حتى هو ..
و كأنه كايحاول يعرف ماهيته ، اكيد الحيوان شم ريحة المفترس فيه ..
فتعمقت ابتسامة جهاد و انحنى قليلا و اصدر زمجرة عميقة خلات الغزال يزيد يتراجع ثم "بووو" عنيفة بصوت جهاد العميق .. خلات الحيوان المسكين ينقز في الهواء واثب خائف فسقط على الارضية الملساء و انزلقت حوافره و هو كايحاول يهرب بحياته ..
ضحك ضحكة رجولية ساخرة و هو تابعه بخطوات متكاسلة .. لقاه مخبي تحت طاولة و جرو جبدو و عنقو رغما عنه كايلاعبو بخشونة و هو ضاحك كايبزز عليه حبه ..
الحيوان ظل كايحاول يهرب من بين يديه بدون جدوى في الوقت اللي جهاد مامخليهش و كايضحك باستمتاع و شر ..
بهاديك الحالة دخل لباقي الغرف كايقلبهم اولهم غرفتها .. او غرفتهم .. لقى ملابسها مازال في الماريو و حتى ...ملابسه هو ..
تبسم ابتسامة جانبية ساخرة لكن دفء غلف قلبه و هو كايقول للغزال "" شفتي ماماك العنيدة ؟ كاتبغيني ، السحر اللي مارستو عليها هي نفسها كساحرة ماتقدش عليه . ماكاتشوفش حوايجي مازال في بلاصتهم كيفما خليتهم كانت متأكدة غانرجع ليها ، او على الاقل غير امل بسيط كان حاضر في الموضوع ""
سد الخزانة و داز على الغرفة مشطها بتقلابه و دخل للحمام شعل الضو فلاحظ ان ريحة الاحتراق كانت مركزة في الحمام .. لكنه كان نظيف تماما ..
رمش عينيه و هو كايقلب كلما طالت يده ثم خرج ..
و اخيرا اطفأ الأضواء و خرج بالغزال في يده ..
فتح باب السيارة و جلس جنب الاشهب و قال
"" تحرك ""
طلع و نزل فيه و طول الشوفة في الغزال و قاال "" ماقدكش طارد الفريسة الاولى زدتيك الاخرى .. ؟ ""
تلمس فروه الغزال و هو كايقول بسخرية "" لا ، هاد الصغير غير طعم للفريسة العظمى ، انا ماطماعش بزاف ""
ديمارا نوح سيارته و هو كايقول "" زعما غاتخرج من مخبأها على قبل هاد الحيوان ؟ ""
ماجاوبش جهاد لكن كان ظاهر عليه التفكير في سؤال نوح و هو كايلاعب الغزال الخائف برعونة .. رفع نوح فمه بابتسامة جانبية و هو كايقول "" اشنو مشكلتك مع إجبار و دس حبك في وجوه لآخرين ؟ ""
"" ماشي لكولشي ، غير للفرائسي اللذاذ "" جاوب جهاد بسخرية و رفع راسه نحو الطريق سارح بتفكيره فين ممكن تكون ملكته الحمراء الآن ..
ماعرفتش شحال داز عليها ديال الوقت وهي مخشية في داك السرير و ماغادراتوش ..
مابين دخول و خروج في حالة الإغماء ، فياقها كل حين وأخر ماكان غير اخد نفس من بحر النوم المتواصل اللي لاحت نفسها فيه ، غير تتأكد من انها ماكاتغرقش و تخلي التيار بديها بدون عودة ..
ماساعدها للرجوع للنعاس في الوقت السابق هو الظلام الحالك في الغرفة ، لكن هاد الضوء اللي هاجم عينيها بحدة و خلاها تحس بحال اذا قسمهم ليها من النصف بشي شعاع قوي ..
درقات عينيها بساعدها و حاولت تعودهم على الرؤية وسط هاد الأشعة كاملة ..
و اثناء ذلك بكل قلق تسائلت ، كيفاش تحلت الستار في الغرفة و خلات هاد الضوء المزعج المخيف كله يدخل للهنا ..
و صاحت بإسم الحارس الخاص ديالها لكنه ماجاوبهاش ..
غريب لأنها بين استراحاتها من النوم كانت كاتسمع الحركة ديالو على برى رفقة الحارس الاخر كايتكلموا او كايتفرجوا او كل مرة يدق واحد يجيب ليها الماكلة باصرار رغم انها كاتظل ترفض او او ..
لكن الآن ، وذنيها تصمت بقوة السكون المخيم بشكل كئيب في هاد الشقة الكبيرة ..
و فجأة ، اجفلت و لحمها تشوك لفكرة ..
هي غير فكرة ، قلبات اعضائها الداخلية من قلبها لمعدتها ..
بلعت ريقها ، و ازاحت ساعدها على عينيها غير شوية بشوية . رمشت عينيها بسبب الضبابة العامياهم ، و الضوء اللي رجع هاجمهم بقسوة ..
فتجسد ليها خياله امام الشرفة ، واقف مربع يديه ، إطار جسده المهيب اطرأ و أثنى ذكوريته المهيمنة ..
ناضت ، بل فزت من مكانها بقلب مقبوض و خافق بجنون .. حركتها المفاجئة اربكت جسدها و حسات بالدوخة فحاوطتها و دعمتها ساعديه السمراوين و جلسها على السرير ..
كاتحس بقوة قبضته حول كتافها بدون حتى مايحاول يدير جهد .. فتسارعت انفاسها اكتر و اكتر ..
اختفى من جنبها و في لمحة بصر رجع قدامها ، رفع وجهها باصابعه من ذقنها و حط ملمس زجاجي على شفتيها و شربت من السائل اللي وصلهم ..
احسات كانها ارض قاحلة امتصت كل الماء فورما حاداتو و رغبت في المزيد ..
شحال ماشربات الماء ؟
جلال ماعجبوش هادشي اللي كايشوف ، المفروض ابتعادو عليها يبعدها من الخطر ..
لكن ماشي هادشي اللي واقع قدامو ، خبروا الحارس ديالها كيفاش نعسات يوم و ليلتين متواصلين ..
شكون كايدير هكا ؟
تنهد في حيرة و نزل براسه حطو على رأسها غمض عينيه و قال بنبرة تعبة "" اشنو غاندير معاك انت اشنو غانديير ؟ ""
ماجاوباتوش ، كانت كاتبان تعبة و هزيلة ..
فرفعها بين يديه و داها للحمام .. وقفها قدام المراية و غسل وجهها و رجع شعرها للور و تسند تما بكفه على المغسل عينيه على انعكاسها من المرآة ..
كانت كاتبعد عينيها عليه بتوتر ، بحال اذا خايفاه يقرأ فيهم شي حاجة ..
"" علاش وصيتك ؟ "" قال بنبرة حازمة لكن عينيه كانوا دافئتين
فرفعت عينيها لانعكاس عينيه و بعدتهم دغيا و هي كاتهمس "" ماحاولتش والا مرة ننتاحر ""
كانت عينيه على صبعها اللي كايلوي طارف التيشرت ديالها بحال اي طفلة مذنبة و هو كايقول و كايعبس شيئا فشيئا "" تجويع نفسك و تظلي في الفراش و الظلام ليلتين و يوم راه محاولة انتحار ""
حسات بيه بحال اذا حاصرها و هي كادور بكلية جسدها كاتشوف في الفراش كاتهرب من عينيه بأي فرصة جاتها و هي كاتجاوب "" انا غير ... غير ماحسيتش بالجوع ""
بقبضته ، دورها لعنده و هز راسها ليه كايواجه عيونها رغما عن انفها ، فرمشتهم بسرعة و زادت ريحة توترها و هي كاتقول "" سمح ليا جيت لدارك ، غانمشي دابا انا غير نسيت راسي و-- ""
حط يده على فمها سكتها و خلا عينيه تتعلق في عينيها ..
كايقول لنفسه يبقاو هكا غير لثانية فقط ثانية ..
لكن عمرها كانت كافية ..
ثانية عينيه في عينيها اصبحت دقائق من تبادل القبل ..
قبل عاطفية خلاتو يمد يديه يحاوطها من كل جهة و يقربها ليه .. يخليه تتحسس و تتنعم في دفء جسده .. تترشم و تتمرغ ريحة ذكورته في ريحة جسدها الغض الناعم ..
حس بشعور قوي في الداخل دياله كايدفعه يتملكها ، يوشم دلائله على جسدها ..
يرجعها ليه لكن هاد المرة بكل معنى للكلمة ..
فجأة بعد نفسه عنها ، و وقف على بعد متر منها كاينهج ، عيونه كاتبرق ، انيابه و مخالبه على وشك الظهور ، ذئبه في الداخل كان ... مثار ..
شتم و هو كايدور ، كايبعد شكلها اللذيذ اللي توحشو من بين عينيه ..
خاصو يحافظ على سيطرته و إلا ماغاوقعش خير لهاد البنت اللي همه الوحيد حاليا هو حمايتها ..
سنعها خطواتها الحافية مغادرة الحمام .. فتبعها وقفها و رجع دورها لعنده ..
ملامحها الحزينة شقت قلبه ، ريحة احاسيسها كلها واصلاه و كانه في داخل عقلها و قلبها ..
حاوط كيفيه حول راسها و قال "" مارفضتكش ، الحاجة الوحيدة اللي باغيها دابا هي قربك ، ملمس جلدك الناعم العاري تحت يدي ، ماباغي غير نعطيك حبي بالطريقة اللي كانعرف ليها . لكني مقيد ، مانقدرش .. انا مابقيتش جلال اللي خلاك داك الصباح فرحانة في الفراش ، انا جلال اخر اللي ممكن .. يآذيك ""
رمشت عينيها ، انتباهها تسحب لجسده ، للتغيرات الطارئة عليه .. فكمل كلامه "" انت عارفة اشنو وليت ""
فخطفت الكلام من فمه قائلة بعيون واسعة قليلا في صوتها امل صغير لاستنتاجها "" واش هادشي علاش دفعتيني و تفارقتي معايا ؟ ""
عبس ، بعد عينيه عليها و رجعت وجهه باصابعها تقابل عيونه و هي مصرة في السؤال "" واش هادشي علاش ؟ ""
"" ااه "" صاح "" ماباغيش نقحمك في هادشي ، ماباغيكش تكوني على احتكاك بحياتي الجديدة . حتى قبل من هادشي كنت مامركزش بسبب دخولك لحياتي و انا راجل عصابة ، عاد دابا اللي وليت راجل عصابة و ذئب من الفوق . شفت خوفك مني اريم ، شفتو .. و انا ماباغيش المرأة ديالي تخاف مني ""
رمشت عينيها و بنبرة مازال يتخللها تعب قالت و هي كاتكمش قميصه بين يديها "" كنت كانخاف منك حتى فاش كنت كانراقبك كيف شي مراهقة من وراء البيبان و الحيوط ، حتى داك الوقت كنت كانخاف منك رغم مشاعري اللي كانت كاتجذبني ليك ، لكن منين شفتك عن قرب بدلت رأيي ، شفت شكون انت عن حق ، نفس الشيء غايتكرر دابا ، ماغانكذبش انا خايفة ، لكن غير حيت مازال ماعارفة والو .. عرفني بحقيقتك الجديدة ، حنا ماكانخافوش من الامور اللي كانعرفوها ""
عبس و هو كايعض داخليا على شفته السفلية فنطق بشكل مفاجى رافع راسه ليها "" و انا ، اشنو مازال اللي ماعرفتش ""
فتوسعت عيونها و طلقت من قميصه و تراجعت بخطوة .. رجعت توترت و زاد فضوله ..
فرجع قربها و قال بحزم "" اشنو كاين ؟ اشنو هادشي الكبير اللي وقع في غيابي مخليكم كلكم كاتشوفو فيا هكا ؟ ""
ماعاودوش تواجهوا من اخر مرة تخاصموا قدام الحارس ..
حتى وصل الليل ، تعشاو مجموعين في صمت كئيب و طلعات تغريد ببنتها تنعس و نعسات هي الاخرى ..
فاقت وسط الليل و الكوابيس هاجمتها بشكل مزري حتى ماقدرتش تغمض عينيها مازال .. فناضت خرجات للشرفة بحذر شديد من انها تفيق اسلام و الصغيرة ..
و اتصلت بإيدر فضفضات ليه بكلما هزاتو في قلبها و بكات ..
لاخر تصنت لكن ماكانش يمكن يسكت و مايلوحش تعاليقه المستفزة و اللي في اغلبها سب اسلام ..
قدر يضحكها و يهز من مزاجها و دعاها تجي عنده دابا بعد خلو فيلته فرحبت بالفكرة ، لكن الغذ كان حفل الاسبوع ديال مويرين فأجلتها ..
و من تما ماعرفتش كيفاش داها النعاس على الكنبة في الشرفة ..
و ماكان غير قليلا حتى فيقاتها بنتها و دخلات الداخل رضعتها .. اسلام تحرك آن ذاك فهمت انه فايق لكنه ماناضش كيف مولف يدير ..
ازعجها حالهم الساكت هكا ، لكنها كاتفضل خصامهم على انهم يتغاوتوا و يجرحوا بعضهم ..
غير رضعات الصغيرة و حطاتها جنبه في السرير ، غيرات حوايجها لملابس مناسبة للرياضة و نزلات ..
كانت عارفاه فايق ، و كانت حاسة بعينيه عليها طول الوقت ..
كانت عارفة الحارس كايدير الرياضة في هاد الوقت المبكر من الصباح .. تمشات في الوقت اللي كان هو كايجري ..
كان مازال الحال عليها باش دير شي مجهود كبير بحال هذا ..
رفقة الحارس الهادئة ريحاتها ، وجوده طاغي و مهيمن لكن هادئ و آمن و مريح ... كايشبه لرفقة البحر ..
كل مرة كان يمد ليها ابتسامة وسيمة فيها دعم ..
و شحال رحبت بهاد الروح الإيجابية الآن.. لان هاد اليوم غايكون طويييل و تقيل ..
اعطاها نصائح كيفاش تتعامل مع اراء الناس بشكل بنتها و عاود ليها قصص ليه مع البشر و تعجبهم من شكله .. لكن بطريقة طريفة ..
فاشرقت الشمس عليهم و هما جالسين على الرمال كايدردشوا حتى قرروا يرجعوا بسبب عصافير بطن تغريد ..
فور دخولهم لقاو اسلام جالس على طاولة الفطور و هاز بنته بين يديه كايلاعبها و يضحك معاها ، ضحكة سرعان ماسقطت منين سقطت عيونه على تغريد ..
تمشات طالعة للغرفة في الوقت اللي ضرب الحارس على كتف اسلام و هو كايلقط زيتونة من الطبق و كايقول "" حفل اسبوع مويرين الليلة ؟ ""
عبس اسلام و تنهد قائل "" ااه ، هاديك حريرة بوحدها حتى هي ""
"" خاصك تنسى خلافك مع مراتك و توقف معاها هاد الليلة ، هي غاتكون في الواجهة اكتر منك انت ، ماتفارقش معاها ، و خليو مويرين بعيدة على كترة الايادي و العينين يقدر يكون شي احد من المدعوين على صلة بشي ساحر بشري ""
هزز اسلام راسه و هو كايشوف في بنته ثم تبسم ليها و لعيونها ..
مستعد يفدي روحه بدوك الفيروزيتين ..
الوقت كله اللي السيارة كانت ماشية ، عينيه كانو عليها..
الطريقة باش كانت كاتلعب باصابع يديها و مشيحة بوجهها و راسها للجهة الاخرى و كاتهزز في رجل بعصبية ، نرفزاتو ..
عصباتو و وتراتو في نفس الوقت ..
كان خاصو يوقفها و الا غادي يستسلم لمشاعره الهايجة و غاوقع اللي ماخاصوش يوقع ..
غاتواجه وحشه اللي ماملجمش و مامعاها غير السائق ، اللي ضعفه موازي ضعفها قدام ذئبه ..
غايمزقهم بزوج بلا حتى مايدير مجهود ..
فهادشي علاش مد يده و شد يدها في قبضته و جرها لعنده ..
دارت لعنده مجفلة و قربها ليه حتى تلاصقت معاه .. ماعرفش علاش دايرة هاد المسافة كاملة بيناتهم ..
حيت خايفة ، هادشي علاش الغبي !، خاطب نفسه ..
توقفت السيارة ، و هز راسه بفضول للمكان اللي شحال هو كايتخيل ماهيته .. فعبس غير فاهم ..
و سولها "" علاش حنا قدام مستشفى ؟""
خرجات ريم من السيارة ، و خرج هو الاخر من الجهة الاخرى و دار لعندها ..
عينيها تعلقات فيه بكل توتر فرجع سولها "" اشنو جايين نديرو هنا ؟ ""
و كأن مابقى ليها صوت تتكلم بيه .. اشارت لباب المشفى و دخلات ... هو وراها ..
فور وصولهم لداك القسم ، داك القسم بالذات ..
قلبه خفق ، و نزلت عينو مباشرة لبطنها المسطحة ثم صدرها المنتفخ اكتر من اللي عاقل عليه ..
و تخيل ريحتها الجديدة اللي داعبت مخيلته بشتى طرق في واحد الإطار ..
ثم دار عملية حسابية .. و في الأخير النتيجة خلات بؤبؤي عينه تتوسع ..
لقى نفسه وراها كايتمشى وراها و قلبه مقبوض على يده ..
اشنو اذا كان .. فعلا ..
وقفات قدام الزجاج الفاصل ، و ممرضة من الداخل حلات الستار .. و ظهر المستخبي ..
وصل للحقيقة بربط النقط مع بعض قبل مايشوفو بعينيه، لكن بعد رؤيته فعلا .. في ديك الحاوية ضامة قد جد صغير و ضعيف .. جد حقيقي ، ماتيقش ..
دارت ريم لعنده و حول عينيه من داك الصغير لهاد الصغيرة .. و فجأة تغيرت صورتها في عينيه ..
شيء ما إنضاف ليها ..
شيء جميل زادها جمال ..
و هي بعيون واسعة جراته حتال لقدام ... زبلتها كاتوريها ليه ..
بحال شي قطيطة .. قطيطة ام ..
منين لاحظت ان الصدمة اخرسته اجلت حنجرتها و قال "" شربت مانع الحمل و لكن ماعرفتش كفاش وقع هادشي ، كنت رديت في اليوم اللي شربت فيه ديك الكينة ، يمكن تما وقع الحمل ، ماقصدتش كانحلف ليك ، كان خاصني نرد البال اكتر ماكانتش عندي خبرة بخصوص هادشي ، و انت اصلا عارف اننا درنا هلاقة حتى قبل ماناخد --""
و كيفما سكتها في الحمام ، دارها تاني و هما قدام الزجاج اللي وراه صغيرهم ..
كيفاش حتى وصلوا للهنا .. ؟
ماعارفش باش خاصوا يحس . ماكايلومش ريم حتما ، هي كانت الاكتر قلقا و تخوف لايوقع حمل ..
لكنه ايضا مافرحانش بيه ..
هو كان كايحاول يلقى طريقة يبعد ريم من حياته الخطيرة و يدفعها للاحسن ، ماشي باش يلقى في الاخير انها ام و هو الأب و بينهم صغير .. صغير محتاج الحماية ..
حماية هو عارف ان امه بوحدها ماغاتقدرش توفرها ليه ، امه بوحدها خاصها اهتمام و حماية خاصتين ..
سند بذقنه على راسها و هي في حضنه .. المعضلة اصبحت معضلتين .. و ماعارفش كيفاش غايحلها ..
قاطعت افكاره بصوتها المرتجف "" ماغاضبش مني ؟ ""
"" سكتي اريم بالله عليك سكتي "" قال مشدد ضمها اكتر و اكتر و شهقت على صدره ثم قبل راسها كايهدنها ..
فبدات كاتكلم ، كاتشرح ليه كيفاش ضعف جسدها ماقدرش يضم صغيرها اكتر من 6 اشهر .. عاودت ليه انها اكتشفت حملها في المصح العقلي .. و عاودت ليه مفتخرة بنفسها انها مافكراتش تجهضه و فضلت انجابه بكل قوة و شجاعة رغم ان ظروفها الصحية و النفسية ماسمحتش ..
فزاد ضمها تعابيره كلها الم .. البنت كل العذاب اللي داز عليها في هاد الشهور كان غير بسببه ، بسببه بوحده ..
و تسائل واش قادر يخليها تستمر في عذابها اكتر و اكتر ؟
او هو اللي كايصنع لنفسه اعذار يرجعها لحياته بكل انانية ؟
بعد لحظات ..
كانت وراء الزجاج حاملة الصغير في يدها كاترضعه .. مابغاش يدخل و يقرب منه ماكانش عارف اشنو غايكون رد فعله يكفي توتره من وجود ممرضات و غرباء هنا و لهيه ..
ماقدرش مايتبسمش لشكلها اللي اكتمل بحضنها لداك الصغير ، حاضناه كيفما راقبها الليل كله و هي ضامة داك الدبدوب الوردي الضخم اللي اهداها ..
باحتياج و حب ..
شحال بانت لذيذة منين هزت عينيها ليه بخدود متوردة ، كانت حشمانة حيت كاترضع الصغير قدام عينيه .. تبسم كيف الابله ماقادرش يحتوي ديك الضربة من انوتتها الرقيقة و حط يديه على الزجاج كايبتسم و كايقول ليها كولشي غايكون بيخير ..
غير باش يريحها و يحسسها بالامان هي و الصغير لكن في الداخل ، ماكانش عارف كيفاش غايرد كولشي بيخير ..
يعني ، اب داك الصغير ذئب .. فين الخير في هادشي ..؟
رفعت عينيها في زوجها و عبست في وجهه ، بطريقتها غير المباشرة كاتعبر عن انزعاجها من التحديق فيها طول الوقت ..
اشنو باغي هذا ؟
لكن مابعدش عينيه عليها ، ضد فيها ظلات عينيه معلقة فيها .. كاتشع كل لحظة و حين ..
كانو مزال على طاولة الفطور منجرفين في الحذيث مع الحارس ..
بطريقة ما وصل كلامهم على علاقة السحرة البشر مع الحراس في الوقت اللي كان كايحسس الحارس الابوين الجداد بخطورة عرض الحارسة الصغيرة للعيان ..
"" البشر كايسميونا "" بالبيلسان او البيلسانة " كانكره هاد الإسم . بطريقة ما اكتشفوا ان دمنا ، لحمنا ، عرقنا ، دموعنا شعرنا ، كولشي صالح للاستعمال في السحر ، غالبا كايضحيو بينا لفصائل الجن . الأشاعات كتار ، و منهم ان اغلب السحرة كايسحاب ليهم ان البيلسانات ما هم غير نساء فقط ، ماعرفينش انهم كاينين ذكور ، و كاينين سحرة عارفين بوجود الذكور ، لكن صيد الذكور اصعب من النساء .. حنا اقوى جسديا منهن ، داكشي علاش حطوا على النساء ، كانوا سبب قوي بشبه انقراض الحارسات ديالنا في القديم ، قلت ليكم باللي ماتو ليا بسبب صيد السحرة ؟ "" تسائل الحارس انزعاج و كسر في نبرته خلات الزوجين يركزوا اكتر في كلامه و يتعاطفوا معاه ..
رجع كايكمل كلامو منين هززوا ريوسهم ايجابا له "" كاتختلف الإشاعات ، لكن حتى احد ماعارف شكون حنا والا منين جينا . داكشي علاش كانشدد عليكم ردوا البال للصغيرة من السحرة البشر . انا كاين و انا الأولى في حمايتها و هاد المرة حتى وحدة من الحارسات بزوج ماغاتتقاس منها شعرة وحدة ، و لكن نفضل ننبهكم و صافي ، اما زين و الاء فكنظن عندهم فكرة مانحتاجش نوصيهم في هادشي ""
رمشت تغريد عينيها ، هاد الموضوع ولا واخد حيز من تفكيرها لكنها ماخايفاش ، غاتتقاتل على بنتها بسنانها اذا حتم عليها الامر ..
فكانت فضولية بخصوص شيء و هي كاتسول "" و علاش بالضبط سحرة البشر ، علاش السحرة ديالكم ماكايستعملوكمش في تعاويذهم ""
"" السحرة ديالنا مختلفين ، السحرة عندنا ماكايستاعنوش بالارواح الشريرة و الجن باش يطبقوا تعاويذهم ، السحر في يديهم طبيعيا جزء من حقيقتهم . عقلتي على تالا ، و كيفاش كان خاصها تبقى في الماء باش تعيش و كان كايخصها تعوم فيه باش تسترجع طاقتها ؟ كل السحرة هكاك ، كايختلفوا انواعهم ، منهم سحرة الماء و منهم سحرة التراب ، منهم سحرة الشمس ، و منهم سحرة القمر و منهم سحرة النار و غير و غير .. ماكايحتاجوا غير يتعرضوا لمصادر طاقتهم و هاهما صحاح ، اما درجة قوة الساحر كاتبقى على حسب عمره و الخبرة دياله .. يعني ماعندهم بينا غرض ، و زيدي عليها هما ماعندهمش معانا من الاصل ، كايبغيوا ياخدوا مسافتهم علينا .. ""
"" و علاش ؟ "" تسائلت تغريد ..
"" انت عاد كاتسولي علاش ؟ "" صاح فيها اسلام فعبست في وجهه و تجاهلاته بالنظر الى الحارس اللي استمر في الاجابة برحابة صدر "" حيت مشاغبين ، عزيز عليهم يديروا المشاكيل ، و حنا الحراس ماعندناش مع المشاكل .. و كملي من راسك ""
"" اذا كلهم اشرار . كلهم بحال تالا .."" قالت تغريد ..
عوج راسه بتفكير و قال "" ماشي كليا ، اي فصيلة كاتلقاي فيها المزيان و الخايب . اللي كايتميزوا بيها فصائل العالم ديالي ؟ هو كل فصيلة كاتميز بواحد الطباع ، السحرة كايتميزوا باللؤم و الخبث ، و عند فصيلة الذئاب كايتميزوا بالتمرد و الهمجية حيت حيوانات و غير و غير ، لكن اللي بغيت نقول هو انه كل واحد من هاد الفصيلة عنده القدرة يتحكم في الطبع اللي تميز بيه .. بحالكم البشر ، كل واحد حامل في نفسه خبث و شر ، لكن انتم اللي قادرين تتحكموا في هادشي واش كاتعاملوا بيه في حياتكم اليومية او كاتلجموه بلجام الانسانية و تتعاملوا مع بعضكم كما يجب على الانسان الواعي العاقل الخلوق يتصرف .. ""
هززات تغريد رأسها متفهمة ، فاضاف الحارس "" فكرتيني في واحد الساحرة ، تعرفت عليها سنين قليلة هذه "" تبسم و هو كايعاود "" كانت جات عندي كاتطلب مساعدتي كحارس باش نوفر ليها حماية من باقي سحرة اخرين ، كانت عاودت ليا باللي كايبتزوها و و يجبروها تمارس سحرها لطريقة هي ماكانت موافقة عليها . كانت معحبة بالطريقة باش كايعيشوا البشر و بغات تتخلط معاهم ، حياة البشر كاتبان بريئة بالمقارنة بداكشي اللي كايوقع بين السحرة او بين الذئاب او حتى بيننا حنا . بغات غير حياة طبيعية ، فوهبتها ليها . كنت مكتئب و تقديمي ليها للحماية و داكشي اللي بغات خفف عليا ، عجبني نشوف شي احد من العالم ديالي كايبرى و كايلقا طريقه .. زارتني مرات قليلة وراها و بعدها اكتفت بالاتصال قالت ليا ارتبطت بشي راجل و مابغاتش تجيب الشبهات ماكانش عارف انها ساحرة فتفهمت ذلك . هذه شحال ما اتاصلت فكرتيني فيها .. ""
"" و اش درتي مع السحرة الآخرين ؟ "" قال اسلام بنبرة الوسيط المسؤول فقلبات تغريد عينيها ..
"" مستوطنين ارض في واحد الغابة بعيدة على هنا . تحت المراقبة بطبيعة الحال و ماعمرهم قاسو ديك الساحرة مازال .. ""
قاطعهم بكاء الصغيرة بين يدين امها .. فوقفت تغريد تحت اعين زوجها و استأذنت طالعة ..
وقف الحارس و علم انه متوجه للمكتب يدير شي خدمة فهزز اسلام راسه و في بلاصة مايتبع الحارس .. تبع زوجته ..
حطها بالسيارة امام شقته و قبل جبينها و قال "" طلعي للدار دابا ، تغذاي انا شوية و غانرجع ""
رمشت بعينيها ، خايفة لا يمشي و مايرجعش تاني فتشبتت بيده و قالت "" لا ، غانمشي معاك ""
"" ريم "" حذرها لكنها زادت تشبتت به و عندت "" مابغيت نمشي لتا بلاصة الا معاك ""
فتنهد و فتح باب السيارة الامامي مغمض عينيه، بدون ماينطق كلمة و دخلات كاتفرنس و جلسات في مكانها كادير حزام الامان ، دار مع السيارة و اصرف الحارس الشخصي في استراخة و ركب جنبها .. و ساق السيارة ..
الطريق كلها و هي كاتسول على ذئبه ، و كل ما يخصه ..
و جاوبها ، غذا فضولها و عاود ليها اصل ايدر اللي من عالم اخر ..
الحقائق اللي عرفات غير مازادت ، في ادهاشها و اتساع الo في تغرها ..
و عند وقوف السيارة .. كان داخل فيلا ايدر ..
في صدمة تسائلت ريم "" علاش جينا هنا ؟ ""
"" عندي هضرة مع ذاك اللي مسمي راسو آلفا ""
و اذكر القط ينط ، بان ليهم ديك ضاير من الجهة الخلفية من الفيلا عاري الصدر كيف العادة و كانه ماليه حوايج .. هاز على كتفه فأس تقيل ، ظاهر انه كان خدام ..
وقف تما ماد رجل و الاخرى مستقيمة في وقفة تعبر عن فضوله و كان كايشوف فيهم من داخل السيارة و كايحك فوق شورطه على منطقته الرجولية بكل قلة ادب ..
ريم حشمت و دورت وجهها اما جلال ... فلم يهتم كايميل يتصرف بحاله .. لكن كايختار عكس ذلك ..
خرج من السيارة و تبعاته ريم ..
و ما إن قربوا حتى عدل ايدر من وقفتوا و بدل رجل اللي هازة الثقل و قال "" دقتوا طعم الحرية و تنشرتوا في الارض اولاد الكلاب مخليين الخدمة كلها ليا بوحدي ؟ ""
"" علاش غايهمني ؟ هذه راه فيلتك انت "" قال جلال و ابهامه يداعب ظهر يد ريم بدون شعور منه ..
فهزز ايدر راسه قائل بسخرية في نبرته "" عندك الحق ، خاصكم تركزوا على ديوركم اللي غاتبنيوا في هاد الارض --""
"" و لكن انا مناوبش نعيش على هاد الارض "" جادله جلال
"" و لكن ماعندك حتى خيار اخر "" قال ايدر بابتسامة لامعة استفزت جلال .. خلاتو يزمجر في وجهه بانيابه ..
زمجرة اجفلت ربم و خلات تطلق منه ..
الوجه الشرس سرعان ما اختفى و حل محله قلق و دهشة .. دار عند ريم مصدوم و عيونه متوسعة ..
شد يدها رجعها تحت ذراعه و قبل راسها معتذر ، عارف ان الامر كله جديد عليها ..
نبرة ايدر كانت مستفزة اكتر و هو كايسخر ، داير يد على يد تحت ذقنو و مميل فمه للاسفل قائل "" اوووه ، كاتشبهو للجميلة و الوحش ،قولي ليا الجميلة فرحانة بيه رجع تاني يجرك وراه كيف ذيله ؟ "" فعدل ملامحه لجدية ساخرة ""اولا نفهم انه عرف باللي ولا بابا ؟ ""
فتحت فمها مصدومة ، و رجعت ملامح جلال لوحشيتها و هي كايزمجر من بين اسنانه "" و اختاربتي دابا تجبذ الموضوع ؟ ""
"" جبدت الموضوع مع نوح "" قال مهزز كتافه ..
"" مابانش ليك باللي نوح الشخص الغلط ؟ "" سولو جلال مجعد ملامحه ..مانع نفسه يخشي شي لكمة لعينه اليسرى بالضبط ..
فهز ايدر عينيه للسماء بتفكير و داير صبعو على فمه ..
ريم تشبتت اكتر في جلال ، هذا راه احمق رسمي ..
فحذر جلال راسه ليها و قال "" تمشاي شوية حتى نعيط ليك راك عاقلة على الطريق ""
لكن كان لها راي اخر "" غانتسناك في السيارة احسن ""
هزز راسه و تمشات بابدر متبعها بعينيه و قال ساخر ممتل جرح مشاعره "" حشومة تقولي هكا قدام عمو ""
ضربة في منتصف صدره سكتاتو فحط جلال اصبعين قدام عينين ايدر .. اللي تبعهم حتى حطهم جلال قدام عينيه و قال "" شوف هنا . حذث و وقع ، انا اب دابا ، مايمكنش ليا نتخلى لا على ريم و لا على الولد ، انني نخليهم بزوج بعاد عليا خلينا نقولوا انني اكتشفت انها ماشي شي فكرة مزيانة . و احزر اشنو الفكرة الاخرى اللي مامزياناش .""
"" انك ماتستعملش condom المرة الجاية ؟ "" جاوب ايدر و لا الفاس و هز يديه بزوج في السماء كتافه ايضا مميل فمه ..
فهزز جلال راسه نافي "" لا ، نتزوج امراة و نربي ولدي و انا كانتحول لحيوان مفترس لاحم و هما غير بشر ""
"" ماتخافش من جهة هذه ماعندناش مع لحم البشر ""
كز جلال على فكيها كايحاول يضبط نفسه و هو عارف ان حبيبته على بعد امتار مراقباه ..
فتلبس ايدر شوية من قناع الجدية و هو كايقول "" اشنو الوضع ؟ ""
"" حالها كايتدهور بلا وجودي ، غاتهمل الولد و هكا غانوليو 3 متضررين .. اذا خاصني نجمعهم و نخلهم تحت عيني ، لكني ماضامنش نفسي قدامهم ، انا خايف عليهم ""
بلا مايشرح جلال اكتر ، ايدر وصله قداش خايف عليهم ..
غير حقيقة ان هاد الجلال لا يطيقه و عمره خلاه قريب ليه او يشكي عليه او يلجأ ليه في حيرة ، لكن رغم ذلك جا لعنده .. بسبب خوفه على عائلته ..
شحال زوين كايبان هادشي ؟
حتى هو بغى منه ..
ازاح الافكار عن عقله و جاوبو "" خليها في المحيط ديالك ، لاطفها شوية بشوية ، شوف ذئبك كيفاش كايتجاوب ، و نقول لك "" هز صبعه قدامه "" لا علاقة جنسية ، ذئبك غايبغي يتمم الطقوس و هكا غاتعرضها للتحول .. و البنت كاتبان ضعيفة ، ماغاتحملش ""
"" تقربت منها "" غمغم جلال "" الذئب كان على نفس الصفحة معايا ، راغب فيها . حتى فاش كنت كانشوف فيها هازة الولد ، كان .. بحال اذا عارف ان داك الصغير صلبي ، كان صعيب عليا نخرج من المستشفى و نخليه تما كنت رغبة قوية في انني نبقى و نحميه كاتملكني ""
"" مستشفى ؟ "" تسائل ايدر ..
"" ولداتو في الشهر السادس مازال ماكمل ""
شد ايدر راسه و شتم .. فرجع بالقول "" كيف قلنا ، مراتك مغاتحملش تتحول ، اذا حسيتي بذئبك باغي يخرج و هو في حالة إثارة و انت معاها .. هرب ، بعد .. المراة عندك ماشداتش حتى ولد اكتر من 6 اشهر غاتهز جينات فضائية ؟ ""
"" بين احترام للمرأة ديالي قبل ما نهدم صف اسنانك و نعقد لسانك ""
هز ايدر يديه في حركة سلام و هو حال عينيه بسخرية ..
"" و اشنو غاندير ؟ مايمكنش نعيشوا هكا .. "" تسائل جلال
"" خلي هادشي عليا "" قال ايدر "" المهم دابا هو تاخد قرار جدي و نهائي ، حيت فالاول ماكانش باين عليك باغي عائلة ""
""قراري نهائي ، حتى ظروف ماتسمح ليا نبعد على المرأة والولد دياولي ، لكن خاصني نطمن عليهم ""
"" ذئبك ميزهم ، ماتخافش من هاد النحية . كما انك عاقل تصرف على هاد الاساس .. غير ماتقربش بزاف من مراتك حتى نقول ليك ""
"" زوينة هذه ، انت غاتعطيني الاذن ؟ ""
لوح ايدر بيده قدام وجه جلال و قال ساخر "" السلام ، بغيتي تحافظ على سلامة مراتك ؟ ""
فرفع جلال راسه و غمض عينيه في تعب و رجع بالقول متنهد "" واخا ، اشنو غادير بهاد الخصوص ، مابغيتش الموضوع يطول .. ""
فابتسم ايدر ابتسامة جانبية و غمزه قائل "" كون هاني ""
حطها بالسيارة امام شقته و قبل جبينها و قال "" طلعي للدار دابا ، تغذاي انا شوية و غانرجع ""
رمشت بعينيها ، خايفة لا يمشي و مايرجعش تاني فتشبتت بيده و قالت "" لا ، غانمشي معاك ""
"" ريم "" حذرها لكنها زادت تشبتت به و عندت "" مابغيت نمشي لتا بلاصة الا معاك ""
فتنهد و فتح باب السيارة الامامي مغمض عينيه، بدون ماينطق كلمة و دخلات كاتفرنس و جلسات في مكانها كادير حزام الامان ، دار مع السيارة و اصرف الحارس الشخصي في استراخة و ركب جنبها .. و ساق السيارة ..
الطريق كلها و هي كاتسول على ذئبه ، و كل ما يخصه ..
و جاوبها ، غذا فضولها و عاود ليها اصل ايدر اللي من عالم اخر ..
الحقائق اللي عرفات غير مازادت ، في ادهاشها و اتساع الo في تغرها ..
و عند وقوف السيارة .. كان داخل فيلا ايدر ..
في صدمة تسائلت ريم "" علاش جينا هنا ؟ ""
"" عندي هضرة مع ذاك اللي مسمي راسو آلفا ""
و اذكر القط ينط ، بان ليهم ديك ضاير من الجهة الخلفية من الفيلا عاري الصدر كيف العادة و كانه ماليه حوايج .. هاز على كتفه فأس تقيل ، ظاهر انه كان خدام ..
وقف تما ماد رجل و الاخرى مستقيمة في وقفة تعبر عن فضوله و كان كايشوف فيهم من داخل السيارة و كايحك فوق شورطه على منطقته الرجولية بكل قلة ادب ..
ريم حشمت و دورت وجهها اما جلال ... فلم يهتم كايميل يتصرف بحاله .. لكن كايختار عكس ذلك ..
خرج من السيارة و تبعاته ريم ..
و ما إن قربوا حتى عدل ايدر من وقفتوا و بدل رجل اللي هازة الثقل و قال "" دقتوا طعم الحرية و تنشرتوا في الارض اولاد الكلاب مخليين الخدمة كلها ليا بوحدي ؟ ""
"" علاش غايهمني ؟ هذه راه فيلتك انت "" قال جلال و ابهامه يداعب ظهر يد ريم بدون شعور منه ..
فهزز ايدر راسه قائل بسخرية في نبرته "" عندك الحق ، خاصكم تركزوا على ديوركم اللي غاتبنيوا في هاد الارض --""
"" و لكن انا مناوبش نعيش على هاد الارض "" جادله جلال
"" و لكن ماعندك حتى خيار اخر "" قال ايدر بابتسامة لامعة استفزت جلال .. خلاتو يزمجر في وجهه بانيابه ..
زمجرة اجفلت ربم و خلات تطلق منه ..
الوجه الشرس سرعان ما اختفى و حل محله قلق و دهشة .. دار عند ريم مصدوم و عيونه متوسعة ..
شد يدها رجعها تحت ذراعه و قبل راسها معتذر ، عارف ان الامر كله جديد عليها ..
نبرة ايدر كانت مستفزة اكتر و هو كايسخر ، داير يد على يد تحت ذقنو و مميل فمه للاسفل قائل "" اوووه ، كاتشبهو للجميلة و الوحش ،قولي ليا الجميلة فرحانة بيه رجع تاني يجرك وراه كيف ذيله ؟ "" فعدل ملامحه لجدية ساخرة ""اولا نفهم انه عرف باللي ولا بابا ؟ ""
فتحت فمها مصدومة ، و رجعت ملامح جلال لوحشيتها و هي كايزمجر من بين اسنانه "" و اختاربتي دابا تجبذ الموضوع ؟ ""
"" جبدت الموضوع مع نوح "" قال مهزز كتافه ..
"" مابانش ليك باللي نوح الشخص الغلط ؟ "" سولو جلال مجعد ملامحه ..مانع نفسه يخشي شي لكمة لعينه اليسرى بالضبط ..
فهز ايدر عينيه للسماء بتفكير و داير صبعو على فمه ..
ريم تشبتت اكتر في جلال ، هذا راه احمق رسمي ..
فحذر جلال راسه ليها و قال "" تمشاي شوية حتى نعيط ليك راك عاقلة على الطريق ""
لكن كان لها راي اخر "" غانتسناك في السيارة احسن ""
هزز راسه و تمشات بابدر متبعها بعينيه و قال ساخر ممتل جرح مشاعره "" حشومة تقولي هكا قدام عمو ""
ضربة في منتصف صدره سكتاتو فحط جلال اصبعين قدام عينين ايدر .. اللي تبعهم حتى حطهم جلال قدام عينيه و قال "" شوف هنا . حذث و وقع ، انا اب دابا ، مايمكنش ليا نتخلى لا على ريم و لا على الولد ، انني نخليهم بزوج بعاد عليا خلينا نقولوا انني اكتشفت انها ماشي شي فكرة مزيانة . و احزر اشنو الفكرة الاخرى اللي مامزياناش .""
"" انك ماتستعملش condom المرة الجاية ؟ "" جاوب ايدر و لا الفاس و هز يديه بزوج في السماء كتافه ايضا مميل فمه ..
فهزز جلال راسه نافي "" لا ، نتزوج امراة و نربي ولدي و انا كانتحول لحيوان مفترس لاحم و هما غير بشر ""
"" ماتخافش من جهة هذه ماعندناش مع لحم البشر ""
كز جلال على فكيها كايحاول يضبط نفسه و هو عارف ان حبيبته على بعد امتار مراقباه ..
فتلبس ايدر شوية من قناع الجدية و هو كايقول "" اشنو الوضع ؟ ""
"" حالها كايتدهور بلا وجودي ، غاتهمل الولد و هكا غانوليو 3 متضررين .. اذا خاصني نجمعهم و نخلهم تحت عيني ، لكني ماضامنش نفسي قدامهم ، انا خايف عليهم ""
بلا مايشرح جلال اكتر ، ايدر وصله قداش خايف عليهم ..
غير حقيقة ان هاد الجلال لا يطيقه و عمره خلاه قريب ليه او يشكي عليه او يلجأ ليه في حيرة ، لكن رغم ذلك جا لعنده .. بسبب خوفه على عائلته ..
شحال زوين كايبان هادشي ؟
حتى هو بغى منه ..
ازاح الافكار عن عقله و جاوبو "" خليها في المحيط ديالك ، لاطفها شوية بشوية ، شوف ذئبك كيفاش كايتجاوب ، و نقول لك "" هز صبعه قدامه "" لا علاقة جنسية ، ذئبك غايبغي يتمم الطقوس و هكا غاتعرضها للتحول .. و البنت كاتبان ضعيفة ، ماغاتحملش ""
"" تقربت منها "" غمغم جلال "" الذئب كان على نفس الصفحة معايا ، راغب فيها . حتى فاش كنت كانشوف فيها هازة الولد ، كان .. بحال اذا عارف ان داك الصغير صلبي ، كان صعيب عليا نخرج من المستشفى و نخليه تما كنت رغبة قوية في انني نبقى و نحميه كاتملكني ""
"" مستشفى ؟ "" تسائل ايدر ..
"" ولداتو في الشهر السادس مازال ماكمل ""
شد ايدر راسه و شتم .. فرجع بالقول "" كيف قلنا ، مراتك مغاتحملش تتحول ، اذا حسيتي بذئبك باغي يخرج و هو في حالة إثارة و انت معاها .. هرب ، بعد .. المراة عندك ماشداتش حتى ولد اكتر من 6 اشهر غاتهز جينات فضائية ؟ ""
"" بين احترام للمرأة ديالي قبل ما نهدم صف اسنانك و نعقد لسانك ""
هز ايدر يديه في حركة سلام و هو حال عينيه بسخرية ..
"" و اشنو غاندير ؟ مايمكنش نعيشوا هكا .. "" تسائل جلال
"" خلي هادشي عليا "" قال ايدر "" المهم دابا هو تاخد قرار جدي و نهائي ، حيت فالاول ماكانش باين عليك باغي عائلة ""
""قراري نهائي ، حتى ظروف ماتسمح ليا نبعد على المرأة والولد دياولي ، لكن خاصني نطمن عليهم ""
"" ذئبك ميزهم ، ماتخافش من هاد النحية . كما انك عاقل تصرف على هاد الاساس .. غير ماتقربش بزاف من مراتك حتى نقول ليك ""
"" زوينة هذه ، انت غاتعطيني الاذن ؟ ""
لوح ايدر بيده قدام وجه جلال و قال ساخر "" السلام ، بغيتي تحافظ على سلامة مراتك ؟ ""
فرفع جلال راسه و غمض عينيه في تعب و رجع بالقول متنهد "" واخا ، اشنو غادير بهاد الخصوص ، مابغيتش الموضوع يطول .. ""
فابتسم ايدر ابتسامة جانبية و غمزه قائل "" كون هاني ""