قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الحادي عشر )
الفصل الحادي عشر
نزلت تغريد من الدروج و خرجات للجردة فين كانت عارفة اسلام و ايفارديث مجموعين ..
جلسات قرب اسلام منين وصلات و اجابت على سؤاله على مويرين ..
"" نعسات "" و ميلات فمها كاتقول ""و ماغانخافش نخليها بوحدها حيت اذا فاقت و بكات غاتقدروا انتوما الزوج تسمعوها من البيت ""
ضحك اسلام ورمى بوزن ذراعها على كتفها ساحبها لقربه اكتر وهو كايقول "" و ماالك كاتقوليها دايرة داك الوجه ؟ ""
ماجاوبتش زوجها ، هزات عينيها لايفارديث لقاتوا مراقبهم بابتسامة صغيرة على وجهه ، فارتسمت ملامح الجدية على وجهها و هي كاتسأله "" كيف داز اجتماعك مع الوسطاء ديال الوالد ديالك ؟ قدرتي تعرف منهم شي حاجة ؟""
استرخى الحارس اكتر في جلسته ، و سرح بعينيه لابعد مايمكن لعيونه الثاقبة النظر توصل و جاوبها ، نبرته كلها حيرة "" لا ، ماتوصلنا لحتى حاجة . شي لغز هنا ، شي حاجة ماشي هي هاذيك ..""
"" ايه ؟ و دابا اشنو غاديين ديروا ؟ "" سألت تغريد كاتمرر عينيها بين الاثنين ..
فجاوبها اسلام قائل "" غانستمروا في البحت و التحقيق ""
"" و اذا مالقيتو حتى حاجة ؟ اشنو غاديين ديروا بعدها ؟ "" استمرت تغريد بتساؤلها ..
و سكتو الاثنين ، كايرمشوا عينيهم فيها ..
ديك الساعة الامور غاترجع بشعة .. جد بشعة ..
بعد الظهيرة ..
طرق نوح الباب بيد في الوقت اللي اليد الاخرى كان حامل بيها صينية بيها اكل ..
مجرد لحوم مطهوة بمختلف الاشكال ..
فقط على الله غير ياكل داك الذئب العنيد اللي ساجن نفسه وراء هاد الباب ..
دخل على اي حال عارف باللي ماغايتلقى حتى جواب .. و كيف المتوقع ،لقاه واقف منتصب قدام الشرفة .
كل تركيزه منصب على الطريق المؤدي لمكان هو بنفسه توحشه ..
كايشاركه نفس الشوق ونفس ديك المشاعر القاتلة ، اللي شاعلة وسط صدورهم كاتاكلهم من الداخل ..
حتى هو توحش اصله ، توحش حياته ، توحش يهز السلاح في يده ..
لكن حياته الأن ، حقيقته اللي اصبح عليها الان ، كانت هي الثمن لرجوعه للحياة ..
شاف الموت و احس بيديها فاش خنقاته ..
عارف انه مات ، و فعلا فارق الحياة لمدة ماعندوش عليها فكرة ..
لكنه متأكد كذلك انه رجع للحياة ، مهما كان شكله، هو عايش و هادشي اللي كايهمه ..
من بينهم التلاتة ، جلال الوحيد اللي مازال ماتقبلش هادشي ..
قلة كلامه و انطواءه وغموضه حجبوه عليهم و ماعرفوش اشنو هو وضعه بالضبط ..
واضح انه استرجع وعيه الكامل و هادشي اللي عارفين ..
"" خاصك تاكل "" قال ليه و هو كايحط الصينية على جنب لكن لاحياة لمن ينادي ..
قرب منه و وقف قربه جنب على جنب ، و افرغ محتوى صدره من نفس و ثقل من خلال جيوب انفه وهو كايخشي يديه في جيابه ، تماما كيف داير جلال و رمى بزرقاوتيه لمنحى رؤية رفيقه و عض على فكيه مظهر قوتهم و حدتهم ، كايكبت داك الشعور المر "" بحالك ، كانتوحش كل يوم حياتي اللي بقات واقفة ورايا . الكابو ، شيري و العشيرة ، ماعرفتش كيف غايكونوا احوالهم بلا بينا ""
لا جواب .. فقط تشنج جسده و زاد ظلام عينيه عمقا ..
"" ولكن هكا افضل و احسن من لو كنا تحت التراب ، او يمكن غير في شي خلا كاتلقط مننا الطيور والديدان، مامدفونينش حتى الدفين "" دار شاف في جلال "" ايدر كايقول باللي بما اننا استرجعنا كل وعينا و اصبحنا قادرين نتكلموا بوعي كامل ، فحنا مستعدين دابا نتناقشوا على حياتنا ، ناخدوا قرارات و نعرفوا اشنو نديروا من هنا للقدام .. "" ضرب على كتفه و قال قبل مايتحرك خارج "" يالله نزل ، كانتسناوك التحت ""
دار جلال كايشوف في الباب كايتقفل ، ثم رجع بسهم انظاره للشرفة بظلام عينيه و الغموض المحيط به و كأنه صمم على شيء ما قبل ما يتحرك نحو الباب ..
واقف اسلام مكثف يديه على رأس السرير ، معبس منزعج ..
و من من ؟ من غيرها هي الوحيدة اللي قادرة تخليه يحس بالف شعور في اليوم ..
الآن و هي هازة بنتهم بين يديها ، ثديها مدلي لثغر الصغيرة كاترضع بنهم -من اكتر الامور الساحرة الملامسة للشعور- تغريد كانت معبسة هي الاخرى بل حانقة و غاضبة ..
راسمة تعبير شرير على وجهها و قرونها الشيطانية فوق رأسها ، في الوقت اللي كاترضع صغيرتها و حاضناها بحنان الدنيا كله ..
شكون قادرة دير هادشي من غيرها ؟!
"" انا فعلا مامتيقاش هادشي اللي واقع "" قالت من بين سنانها ، كاتمنع نفسها من انها تصرخ خوفا من تخويف صغيرتها "" انا اصلا صحتي زفت ، مزاجي زفت ، كرشي كاتبان كيف الزفت ، و مخططات حياتي كلها زفت . و تنوض انت و داك الحارس الاعظم ديالك ، و الاء و راجلها و عائلتنا حتى هما تزيدوا تزفتوها عليا ؟ لا ، حتال هذه و غانوقف نتفركع على مكم كاملين "" قاطعها اسلام بالاقتراب لجهتها و هو كايقول "" كانواعدك كولشي غايتصلح احبيبة ""
لكنها اشارت بأصبعها و خرجات عينيها فيه باش يوقف عنده و هدداته من بين اسنانها "" اشنو غايتصلح يا ابو اصلاحات ؟ اشنو غاتصلح ؟ راه حنا ولدنا البنت و اللي اعطى الله اعطاه ، بنتنا اللي كاتعرض للتنمر من جدودها و عائلة والديها ، بنتنا اللي تزادت في عالم كايقتل عرقها على قبل الشعودة ، بنتنا اللي غاتعيش كاتخبي شكلها على العيون و تعيش على انها سر ، بنتي المسكينة اللي ترمات وسط حياة معقدة ، وا الحياة الطبيعية و معقدة مابقى ليها غير حياة العالم الاخر ؟ اشنو غانديروا اذا مالقيتوش حل لهاد اللغز ؟ اشنو غانديروا اذا صدقات بنت الاء هي شريكة الحارس ، اشنو غايكون مصير بنتي ؟ انت شرحتي ليا ان الحراس ماشي بحالنا ، الحراس اذا مالقاوش شركاءهم حياتهم كاتوقف ، مابغيتش حياة بنتي توقف ، مابغيتهاش تطيح في هاد اللعنة و توحل في هادالدنيا ، مابغيتش بنتي تجرب الوحدة ، مابغيتش بنتي تتعذب و تقاسي .. "" ماقدرتش تغريد تكمل كلامها ..لقات نفسها بدات كاتشهق ببكاء كايعلن خروجه ..
دموع غضب ... دموع ام غاضبة ..
الصهد اللي كان داخلها كان نفسه في داخل اسلام .. جلس قربها وسحب رأسها لصدره احتواها فيه .. و مسد على ظهرها حاط راسه على رأسها كايقول "" و حياتك ، و حياتك انت و بنتي عندي ، غانتحارب على قبل بنتي ، غانحميها و لو ظل فيا عرق واحد كايضرب ""
مسح دموعها و عدل شعرها ، تنهدت قليلا و هي كاتشوف فيه ، حركة الصغيرة بين يديها استولى على تركيزها و حدرات عينيها ليها ..
ملامح صغيرتها البيضاء الملائكية غيرت ملامح امها الغاضبة تلك لابتسامة حلوة حنونة كلها حب ..
و نزلت رأسها كاتقبلها ، قبلة طولت فيها و تلذذت فيها و هي مغمضة عينيها ، و كانها هي الاخرى كاتواعد بنتها بطريقتها ..
اسلام حط يده على راس بنته و تبسم لتغريد ثم رفع يده لامس خدها "" تحاربي معايا كيف موالفك ، ماتخليش هادشي يكون سبب يبعدك عليا او يخليك تتراجعي على وعدك ""
"" ماهامنيش راسي في هادشي ا اسلام ، هاماني بنتي ، مابغيتش نكون ديك الام اللي ولدت بنت و رماتها لمصير معقد مجهول بدون مسؤولية ، مابغيتش نكون ديك الام ا اسلام ""
شد بيديه بزوج خديها و حط جبينه على جبينها و قال بنبرة مشحونة "" انت ماشي 'هاديك الام' ، انت غيييير ، انت تغريد ، تغريد المحاربة ، و حقيقة انك اصبحتي ام ماغيرات والو ، بل وليتي ام محاربة ، تحاربتي على قبل راسك ، على قبل حياتك ، على قبلي ، على قبل مستقبلك ، و دابا على قبل بنتنا . ماتحتاجي ديري والو ، غير وقفي في جنبي ، و صبري واخا ؟ ""
ترددت ، تنهدت .. ثم هززات راسها ..
فاخد يقبلها على وجنتيها بحب ، كايشكرها و حتى انه كايشحنها بالقوة ..
قوة هو نفسه محتاجها ..
حط نوح مشروب كحولي قدام جهاد و حط اخر قدامه و جلس على الطاولة على برى ..
"" محال واش يبان حتى اليوم "" قال نوح و شرب من كاسو ..
رمى جهاد بشوفة لجهة نوح ثم رجع بسهم انظاره لجهة الأدغال اللي داخلة ضمن الارض ديال ايدر و قال بشرودمتجاهل ما قال نوح "" حنا ذئاب دابا ، ذئاب متحولة كون قلتي ليا هادشي غير هذه شي 9 اشهر كنت غانضحك على حماقك ""
رمش نوح بعينيه و قال "" بعد المرات كانتساءل واش فعلا حنا حيين ؟ زعما مانكونوش دزنا لشي عالم موازي ؟ ""
ميل جهاد فمه و هز حواجبه ثم قال "" ممكن ، غير اذا كننا فعلا في عالم اخر موازي من الاحسن تكون الحمراء فيه حتى هو و إلا .. ""
ضحك نوح ثم قال "" اشنو هادشي ، اول مرة كاتجبدها على لسانك . و انا اللي قلت نساها و اخيرا تهنات البنت من هاد المهووس ""
كانت ابتسامة جانبية ساخرة على وجه جهاد لكن شيئا فشيئا اندثرت و حلت محلها ملامح حزن عميق و هو كايقول "" اشنو دارت ورايا يا ترى ، كيفاش تعاملت مع خبر موتي ؟ ""
ماجاوبش نوح ،كان فقط كايشرب مشروبه ..
جهاد كمل قائل بنبرة خافتة حزينة "" نقطع ايدي اذا مايسحابش ليها دابا في اللحظة انني غير سمحت فيها تاني و خليتها ورايا بلا مانتواصل معاها""
"" ااه ، نقطع يدي حتى انا "" قال نوح ببرود ..
"" ضاربنا بزاف على هاد الموضوع مؤخرا قبل ما نموتوا .. و نرجعوا نحياوا "" سكت للحظة ، تفكر كل شجاراتهم و عبس و هو كايضغط على الكاس الزجاجي بقوة بين صباعه ، حيدو ليه نوح و هز عينيه العابسة ليه و قال "" وصيتك ، وصيتك تخطي عليك العلاقات الطويلة الامد و الجدية ماتصنتيش . دابا في نظري تنساها ، انت عايش حياة جديدة ، خليها تنساك و تتحرك في حياتها ، وانت ركز غير في الحريرة اللي فيها دابا ""
زمجرة عميقة محذرة تزلزلت من حنجرة جهاد ، جعد انفه و شفته العليا وكشف على انياب حادة كاتخرج بتهديد صريح و قال من خلال زمجرته "" قلتها قبل و مازال كانقولها ، هاديك ماعليا عليها فراق ، غانخرج من هنا ، و غانجيبها لعندي ،و غانرجعها ليا .. ""
و تراجع للور كايشسترجع مظهره الطبيعي عوض ذاك الوحشي ..
توحشها ، مولف يتوحشها .. لكن الشعور اللي كايحس بيه من جهتها اكبر و اعظم ..
تجسد حقيقي و حرفي ل"توحشها"
توحشها بكل وحشية ممكنة ، و كأن مشاعره تجاهها زادت قوة مع قوة جسده ..
منين استرجع وعيه و هو كايحلم بيها صباح و عشية ..
قبل مايتذكرها كانت كاتداعب احلامه كيف شي طيف ناري غريب و جميل ..
ماكانتش واضحة ، ذكرياته معاها ماكانتش واضحة ، كانت احلام حلوة قصيرة .. لكن المشاعر المرافقة للاحلام كانت واضحة ، هادشي مازاد تعلقه بيها ..
جسمه و قلبه تعرفوا عليها ، بل مانساوهاش . مشاعره ليها بقات محفوظة رغم انه مر من الكتير في هاد الشهور ..
الآن ، متلهف ، جد متلهف لليوم اللي غايرجع يتلاقاها ..
"" غباء غباء "" داروا الرجلين للصوت الرجولي الاخر وراهم و لقاوه ايدر كايضرب جبهته ..
رمشوا عينيهم بزوج معبسين مستغربين ..
فتنهد ايدر و تقدم للقدام الطاولة ديالهم و تسند بقبضتيه السمراوتين عليها و مرر عينيه بينهم بزوج و قال "" عندكم نساء ؟ ""
كان سؤال ، لكن كان انزعاج مسبق من الجواب اللي كايتسناه منهم ..
فكان نوح السباق في الجواب ، هز يديه بزوج و قال "" انا clean ""
غمض ايدر عينيه مسترخي نسبيا و جعد جهاد وجهه في نوح مستفز من الكلمة اللي اختار يجاوب بيها ، clean وكأنه سولهم على شي فيروس فتاك ..
رجع بانظاره لإيدر لقاه رجع تشنج ملامحه و هو كايتسنى جوابه هو الاخر فتنهد جهاد منزعج و رماها في وجهه "" عندي ، و يكون في علمك فين غانكون انا غاتكون هي ""
نفخ ايدر نفس ساخن من خلال انفه و استقم في وقفته .. ظل كايمرر عينيه بين الرجلين بتفكير وقال مميل فمه باستخفاف "" و هذاك المكتئب اللي الفوق ؟ ""
"" ماعندوش "" كان نوح .. لكن تلفت لجهاد منين اصدر صوت و تبين له انه مابين ضحكة ساخرة و نفخ من جيوب انفه و هو كايقول "" عنده "" رفع راسه للايدر اللي كايمرر عينيه بينهم "" ربط بيها علاقة لايام قبل ديك الليلة ""
"" لايام ؟ "" تسائل ايدر "" اذا ماشي علاقة جدية؟ ""
"" هذاك حتى انسان في الدنيا مانجح يأثر فيه و لو بشكل واحد من الاشكال ، جات وحدة قد كمشة يدي خلاتو يحوم في جنابها كيف شي كلب حارس . "" قال جهاد ..
هز ايدر حواجبه و سأل مستفسر اكتر "" يعني هاد البنت كانت غير ؟ ""
"" ااه ، كانضمن لك هادشي "" قال جهاد ..
فتدخل نوح منزعج "" واش ماشي جلال اللي خاصو يجاوب على هادشي ؟ كما انك باشمن حق كاتهضر على ديك البنت بهاد الطريقة .تقدر تكون مستقرة في حياتها دابا و ناسية حتى واش داز في حياتها شخص اسمه جلال ""
ضحك جهاد بطريقة ساخرة مستفزة ثم قال "" واش انت متأكد و تايق في هادشي اللي كاتقول فيه ؟ ""
عبس نوح ، و سكت ... سكات ابلغ على جوابه .
فتبسم جهاد اكتر و اكتر و دار عند ايدر ، استرخى في جلسته اكتر و اكتر و قال بنبرة لعوبة "" علاش كاتسول ؟ واش قررتي دير حل لإحباطنا العاطفي و الجنسي و تجمعنا بيهم ؟ ""
"" واقلة عجبك دور الفلوس اللي كاتجيه النعمة حتال عشه ؟"" جاوبوا ايدر بنفس نبرته الساخرة ..
"" ايمتى غانقدروا نخرجوا ؟ "" تدخل نوح بنبرته الجدية ..
""بما انكم وليتوا قادرين تتحكموا في ذيابكم فراه قريب ، خاصنا غير نحطوا النقط على الحروف . و هادشي فاش بغيت نتكلم معاكم "" مرر ايدر عينيه بينهم وسأل "" تاني مابغاش ينزل ؟ ""
"" لا "" جاوب نوح ..
"" حاس باللي مانقدرش نتيق فيه ، و انعدام ثقتي بواحد منكم "" و انحنى كايحط يديه على الطاولة و حط عينيه في خط مباشر مع عيونهم و اكمل"" كايعني موته ، اذا بان ليا من بعد ما نحرركم انكم كاتلعبوا بذيولكم ، ماغانرحمكمش و كيفما رجعتكم لهاد الدنيا غانرجع نسيفطكم .. ""
"" ماتخافش ، كانعرفوا مزيان نرجعوا دين من اعتق حياتنا "" كان جهاد بنبرة المفيوزي الخاصة به ..
فمرر ايدر عينه لنوح لقى بيهم تأكيد لكلام جهاد ..
فقاطع حديثهم صوت تكسير من داخل البيت و نقزوا كلهم متأهبين كل تركيزهم لداك المنحى ..
نزلات تغريد الدرجات ، مهبطة في يديها بنتها ..
فور ما دخلات الغرفة فين جالسين اسلام و ايفارديت ، حتى ناض الاخير و خدا من عندها مويرين بابتسامة عريضة على وجهه ..
مايمكنش تكون قريبة ليه و ماياخدهاش منها ..
خلا تغريد تحس بالتعاطف تجاهه ، بغض النظر على ظروفهم . و لكنها كاتحس انه فرحته نابعة من كونوا اصبح قريب من وحدة من جنسه ..
اول وحدة من مجموعته ، من عائلته ..
بعد احتكاك تغريد بالحارس و ايدر الذئب اصبحت كاتفهم قليلا في نمط وطبيعة حياتهم ..
اهم شيء بالنسبة ليهم هم المجموعات و العائلات و هذا شيء جد نبيل في عينيها .. و اصبح ليها اقتناع بان لو ممكن ليها تساعد غاتساعد ..
و هادشي اللي كادير ..
خلاتها ليه و مشات جلسات حدا اسلام لاحت راسها على كتف اسلام اللي لان لجهتها و قبل جبينها و سولها "" ارتاحيتي شوية ؟ ""
"" ماقدرتش صراحة "" جاوباتو و منين لاحظت القلق طايظهر عليه حاولت تغير اتجاه الكلام "" اتاصل بيا خوك الكبير و مابغيتش نجاوبوا ""
هزز اسلام راسه معبس "" عارف ، باغينا نمشيو نعتاذروا من الوالدة و خالتي . قالك مقلقات ""
"" شكون خاصوا يتقلق و يعتاذر ؟ "" قالت تعريد بنبرة مشحونة ..
حديثهم اثار انتباه الحارس ، فتقدم بخطوات و قال لتغريد "" عاود ليا اسلام على اشنو وقع ""
"" بطبيعة الحال غاتكون عارف "" قالت تغريد ساخرة و دفشها اسلام بذراعه لكنها تجاهلت ذلك ..
ملامح ايفارديت كانت اصلا منزعجة و حواجبه الكحلية مقرونة ، مجسد ملامح جدية غاضبة نادرة الظهور ..
"" لو ماكانوش عائلتكم كنت انا اللي غانتدخل و نعرف كيفاش نتصرف معاهم ، لان هاد النوع من السلوكات العنصرية مامقبولاش ، لا تحت سقفي و لا على واحد من مجموعتي .. ""
الرجل كان غاضب ، خلا تغريد غير كادور عينيها عمرها شافتوا كايتكلم هكا ..
عينيها دارو لجهة زوجها و هو كايقول للحارس بهدوء "" ماكنتش نجلس و نسكت ليهم و هما داخلين طول و عرض في بنتي ، حدهم و عرفوه . ماغايوقعش هادشي مرة اخرى .. ""
"" عارف عائلتك لاشمن فصيلة كاينتميوا و كاتقول هاد الهضرة ؟"" قالت تغريد مجعدة شفتيها بنفور و كملت "" ماكرهتش لو عشنا في مدينة اخرى او بلاد اخرى ، و نبعدوا و نربيو البنت هانيين من هاد الصداعات ""
"" حتى واحد ماغايرحل ، حنا مستقرين هنا وهنا غانبقاو "" قال ايفارديت بصرامة وجدية "" مويرين غاتكبر هنا ، على ارضها ، حرة بحال كل بنت طبيعية ، يتقبلها من تقبلها و اللي ماعجباتوش يقدر يضرب راسه في عرض الحيط . انا ماسميتهاش مويرين غير هكاك ""
هزت تغريد حواجبها و دارت يد على صدرها و حلات فمها ..
من الشوفة المعبسة اللي دار فيها اسلام كان عارف ان الحارس لمس الانتى في تغريد ..
من نبرته الشديدة في التعبير على الحمائية تجاه بنتها ، كان صعيب مايثيرش اعجابها ..
حنحن اسلام في الوقت اللي كان الحارس سبق و خدات الصغيرة بين يديه انتباهه من جديد ..
و كيف شي سحر كاتطبقوا عليهم كاملين ، فور ماكايشوفوا وجهها المضيء كايتبسموا و يسترخاوا ..
عبست تغريد من غيرة زوجها و عمست بصياح "" اشنوا ، بنتي مازال ماوصلات للمرحلة فين تسمع هادشي و تنهد كانديرها انا دابا في بلاصتها ""
زاد عبس اسلام و صاح هامس بحالها "" اش بان ليك تطلعي تنزلي كاميرتك و تصوري ليها هادشي انت كاع ؟ ""
هزات تغريد عينيها للسماء كاتفكر فيها فعليا و هو يضرب اسلام جبهته شاد رأسه ..
الا ان صوت الحارس رجع الفت انتباههم "" بغيتك تمشي تتكلم مع زوج ألاء يعطيك الحالة المدنية ديال ولاده باش نقيد البنات و نسجلهم قانونيا على انهم بنات مجموعتي .. ""
عبس اسلام و قال بتذمر "" و علاش انا اللي خاصني نهضر مع داك الثور الجاهل ؟ ""
"" حيت ماشي انا هو الوسيط "" قال ايفارديت بكامل انتباهه للصغيرة كايلاعبها ..
جواب الحارس ضحك تغريد فدار اسلام خنزر فيها و هي دور وجهها من قدامو ..
"" اذا بنت آلاء غاتكون فعليا من مجموعتك ؟ "" سأل اسلام بجدية ..
"" بطبيعة الحال ، تزادت في منطقة نفوذي معناه من مجموعتي . خاص تسجل على انها كذلك باش مانوحلش من بعد اذا اتضح من هنا ل20 سنة انها هي شريكتي "" قالها بنبرة سهلة و حذر راسوا تاني كايلاعب الصغيرة ..
خلا اسلام كايدور عينيه و غير بالريط لاح عينيه لتغريد لقاها غاتاكل ايفارديت بعينيها ..
لو كانت شي طاقة كاتنبعت من خلال عينيها كانت غاتشوط جانب ايفارديت و تطير لحمه من على جسمه ..
حط اسلام يده على ركبتها كايهدنها فصدقات ديك التحديقة السامة موجهة ليه هو فسحب يده بكل روح رياضية و اجلى حنجرته قبل مايسول الحارس سؤال اخر "" و اشنو غاتقول اذا سولوا شكون الذكر الحارس الاخر ، حيت ماكاين غير انت ""
هز الحارس رأسه بالحيرة على وجهه و قال "" ماعرفتش ، غانقولوا باللي مفقود . المهم البحت و التحقيق غايستمر في هادشي حتى نعرفوا بلغز ولادة حارسة اخرى بلا وجود لحارس اخر ""
"" يمكن انا جاني هادشي وقع بسبب جسد تغريد ، وقعات معجزة في انها ولات حارسة نشيطة في الوقت اللي كانت مزوجة ببشري ، و دابا وقعات معجزة بقدرتها على انجاب بنت حارسة "" قالت تغريد
"" يقدر يكون كلامك بالصح ، حيت ماعمرنا واجهنا بحال حالة الاء . تقدر تكون وحدة من الحارسات ، مستقلة .. "" قال الحارس ..
"" مستقلة "" تساءل اسلام و تغريد فكمل الحارس كلاموا مفسر "" قبل ، في العالم ديالنا ، كانت حالات كتيرة لحارسات مستقلات كايتولدوا بدون مايكون ذكر سابقهم و كذلك بالنسبة حتال الحراس الذكور ، كانوا عندهم القدرة يرتابطوا بشكون ما بغاو ، غالبا كانوا كايختاروا يرتابطوا بحراس اللي فقدوا شركاؤهم . مابقاش هادشي كايوقع دابا هنا حيت حنا على الارض نادرين و الحارسات الإيناث اكتر ندرة ""
"" فرحانة بسماع هادشي بصراحة "" قالت تغريد "" ماعرفتش و لكن غريب كيفاش ماكاتولد الحارسة حتى كايكون ذكر شريكها موجود في العالم و كأن وجودها ماعندوقينة وا لا اعتبار اذا ماكانش الذكر ""
"" هما مختلفين علينا "" قال اسلام "" الذكور بنفسهم ماكايقدروش يرتبطوا نهائيا اذا ماتزادتش شي انثى تكون شريكة ليه ، و اذا كتاب و وقعات ليها شي حاجة ، غايضطر يتسنى وحيد لمدة 20 عام عاد تولد اخرى . يعني الحارس الذكر حياتو ماليها اعتبار ولا قيمة بلا حارسة . و من رأيي ماكانشوفش شي ظلم للحارسات و لا حتى للحراس في هادشي ، لانهم طبيعيا كايميلو لبعضياتهم .. اذا فين المشكل ؟ ""
"" واش غير الحراس اللي عندهم هادشي ؟ ""تسائلت تغريد
فجاوبها الحارس الآن "" ااه ، باقي الاعراق عندها القدرة تختار شركاءها بدون تدخل الطبيعة . الا الذئاب ،كاينين شي وحدين منهم مميزين ، ذئبهم كايستولى على شي ذئب من الجنس الاخر وكايتشبت به و كايعلنوا شريك . ""
بذكر الذئاب زاد فضولها وسألت مستفسرة"" كفاش يعني ؟ ""
"" واحد النهار في حياة واحد الذئب ، غايتصادف بذئبة اخرى ، و غايظهروا عليهم بزوج علامات غايفهموا من خلالها انهم شركاء بعض و غايتزوجوا مباشرة "" جاوبها الحارس كايغذي فضولها ..
فضحكوا كيفاش حلات فمها مصدومة و قالت "" يتزوجوا هكاك بلا مايعرفوا بعضياتهم ؟ ""
فهز كتفه و قال "" اه ، القضية مختلفة شوية عند الحيوانات ""
بقات حالا فمها مصدومة و كمل الحارس "" عشت بما فيه الكفاية على ارضكم باش نعرف باللي حتى انتوما البشر درتوها و اذا عقلي نفعني مازال منكم اللي كايديرها "" و رجع كايداعب الصغيرة
اذا كلاموا سابقا خلاها تحل فمها ، كلاموا دابا خلاها تسدو..
دور اسلام وجهه لعندها مميل فمه و قال ليها "" هادشي اللي بغيتي دابا ؟ ""
دارت يد على يد و دورات وجهها ... سادة فمها ..
وقفوا الرجال التلاتة بدهشة كايشوفوا في الذئب الضخم الرمادي وسط المطبخ كايمزق الأكياس بوحشية . كايلوح برأسه من يمين لشمال بشراسة اكتر من اللزوم و هو كايقطع و يسحق اللحم بين فكيه القويين ..
"" عظيم ، اشنو عندنا هنا ؟ "" سخر ايدر من فم الباب ..
"" كرامة جلال من الداخل تتكال ماااكلة "" قال جهاد بإبتسامة جانبية على وجهه ثم تحرك متقدم للعنده ، لكن ذراع ايدر تمدت قدامه و دار شاف فيه ..
لقاه مركز الشوفة في الذئب الشرس الرمادي ..
باستغراب ، جلال و نوح حاولوا يشوفوا اشمو الغريب اللي اثار انتباه الآلفا ..
فلاحظوا شيء ، سلوك الذئب كان اكتر شراسة من الطبيعي ..
الروينة اللي دار في المطبخ والطريقة باش كان كايقطع الاكياس بدون صبر و كأن الاكياس كاتتحداه ..
كان كاياكل و يزمجر مع انه عارف انه الوحيد اللي كاياكل تما و ما مشاركوا احد ..
فجأة هز رأسه متبع ريحة .. ريحة غالبا للرفقاؤه في القطيع ..
ووقف تما في بلاصته ، رأسه مرفوع ، جسده متقابل معاهم مباشرة ، عينيه مركزين عليهم ، ذيله مرفوع و وذنيه متصلبة واقفة بتجاههم ، و شفته العليا متجعدة كاشف عن انيابه بتهدييد صريح و واضح ..
حل ايدر فمه بفعل ساخر مجسدكم كايحس بالإهانة الان و هو كايقول "" هذا ، هاد الحيوان اللعين ماعندو حتى فكرة شكون حنا ""
"" اشنوااا ؟ "" صاح نوح مما زاد في عمق زمجرة الذئب و تصلبوا في مكانهم هادئين ..
"" كيف توقعت ، he's gone feral . من الاول ماكانش كايتصنت ليا ، استسلم للتوتر و القلق دياله حتى استولاو عليه . حبس ذيبه في الداخل حارمه من الخروج و الصيد ،ابسط حقوقه، و ها حنا دابا ، واقفين قدام وحش عينيه المجنونين كايشوفوا في رقبتي بحال اذا ماشي انا اللي عتقتوا "" كشر ايدر مع اخر جملة قال ..
نوح و جهاد تلفوا مع المعلومة الجديدة ،و كأن هادشي اللي فعلا كان ناقص ..
فاجأهم ذئب منين تقدم بخطوة لجهتهم ، فتراجع ايدر و دفع بيديه الرجلين جنبه و قال بنبرة حذرة "" تراجعوا شوية بشوية ""
لكن الذىب كان واضح انه كاياخد تراجعهم على انه خضوع منهم و الألفا في ايدر ماقبلش بهادشي ..
فجعد هو الاخر وجهه و كشف على انيابه .. و وقع المتوقع ..
استفز الذئب و نقز عليه .. ايدر فورا تحول ثم تبعوه الإثنين غريزيا مباشرة و كأنهم كانوا متأهبين كايتسناو هادشي يوقع ..
غريزتهم كاتملي عليهم انه اذا كان الآلفا في المتاعب ، كايعني نفس الشيء بالنسبة ليهم ..
الذئب الأسود اضطر يستعمل تقريبا نفس شراسة الذئب الرمادي باش يتبت شكون الحاكم على هاد الارض ..
الذئبين الابيض و الأشهب كانوا كايعاونوه على جنبه ، مابغاوش يآديوه و هم فايتينوا عدد لكن داك الرمادي ماكانش سهل ، كان قوي شرس بطريقة عنيفة مجنونة ..
عض في اماكن عشوائية اثناء محاولته لسحق عظام عمودهم الفقري ..
لكن ماقدرش ، كانوا التلاتة كايحرسوا ظهور بعض و شي كايحامي على شي ..
في الأخير حاربهم حتى نفذت قواه بسبب الجوع و قلة النوم و طاح للارض ، بقوائهم بتلاتة متبتينه باش مايتزحزحش .. لكن مازال كايزمجر بكبرياء ، بغرور و خيلاء ..
وقف اسلام محرك سيارته امام بيت زين العابدين و الاء و تنهد تنهيدة عميقة و كأنه غايتقابل مع الشيطان بنفسه ..
كايكرهوا ، من اول يوم تلاقاه ماحملوش .. كان خانقوا بغيرته على مراته ..
و لو قابلوا شي احد من داك اليوم الاول للقاؤهم و قال ليه لفين غايوصل مع هاد الثنائي كان غايضحك عليه ..
غريب كيفاش و لفين الحياة وصلاتوا معاهم ..
خرج من السيارة ، و تمشى و هو كايرجع في خصيلات شعره البيضاء لمكانهم اللور بعيد على وجهه ..
كان باغي يقطع شعره لكن تغريد طلبات منه العكس ..
كايبان على انه راقها طوله على هاد الشكل .. و داكشي علاش خلاه ..
دقة على الباب ، ثم بان ليه الجرس و ضغط عليه ..
لا جواب ، فعاود الكرة مرتين اخرى و هو كايطلب الله فعلا مايكونوش ويرجع في حالو..
لكن ماحالفوش الحظ في هذه .. الباب تفتح و خرج ليه صاحب القرون ..
مخنزر و عينيه شبه مسدودين و من مظهر لباسه و شعره المجعد فهم انه فيقوا من النعاس ..
عظيم !
"" مالنا على هاد التسرسير كاامل ؟ "" خرج كايقول بنبرة منزعجة لئيمة و منين حقق في الطارق تحلوا عينيه و كانه شاف الشيطان هو الاخر و خرج حتال عنده و ردباب الدار و قال بنبرة اكتر لؤما "" اش جابك انت حتال باب داري ؟ ""
اجاب اسلام بنبرة رسمية كايحاول يضبط نفسه بيها و يادي خدمته بدون مايستسلم لاستفزاز هاد الثور و يقلبها معاه "" سيفطني عندك الحارس الاعظم ""
"" اشنو بغى هاد الحارس الأزمر ديالك ؟ "" صاح زين العابدين "" ندمت حتى خليت مرتي تجرني حتال لعند داك الابيض باش نوريوه بنتي ، ماعرفتش فين كنت كانفكر . و لكن دابا غاترجع عند داك الحارس و غاتقوليه ماعندنا لا حارسة لا زمر ، مابغيت نعرف مازال حتى حاجة بخصوص هاد الموضوع بنتي ماغاتكونش لداك الحارس ، و ماغاتكون ليها حتى صلة بداكشي ، غانكبرها كيف كبرات امها . واسير قوليه هاد الهضرة ""
"" راك غير كاتخربق "" قال اسلام "" السيد ايفارذيث عارف مصلحة البنات باعتباره حارس بحالهم ، و تربية حارسة راه ماشي ساهلة و انت عارف المخاطر اللي كاتهدد نوعهم . موضوع غاتكون للحارس الاعظم او لا ماكايهمش دابا ، مازال بعيد . فكر دابا في سلامتها و حمايتها .. ""
كلام اسلام هدء من روعه قليلا وخلاه يفكر من هاد النحية رغم انه فعلا ناقش هادشي مع الاء ، و احس بضخامة هاد المسؤولية . و تفكر كذلك ان اسلام كايشاركه نفس المعضلة إن صح القول ..
فقال زين بنبرة لازالت لئيمة لكن بهدوء اكتر "" اشنو عندك ؟ ""
"" خاصك تعطيني الحالة المدنية ديال ولادك ، خاص الحارس يسجل البنات ضمن مجموعته في السجل القانوني للفضائيين ""
هز زين راسه وربع يديه معبس بتشوش "" و علاش هادشي ؟ ""
"" كيفاش علاش ؟ كيفما قيدتي بنتك في الحالة المدنية باش تضمن كل حقوقها و تكون مسجلة قانونيا اشنو اللي مامفهومش هنا ؟ "" صاح اسلام بدون مايقدر يتحكم في نفسه .
فهز زين يده صائح ""بلا ماتبقى تحلوا عليا ، بنتي مازال ماسجلتها حيت امها مازال حايرة ليا في السمية و شارية كتوبة باش تتعزل بحال اذا ماخاصنا حتى خير ""
"" شكوون ازين ؟ "" قاطعهم الصوت من وراء الباب ..
مميل فمه بحنق جاوبها زين بدون مايدخل عندها "" حتى احد دخلي في حالك ""
زوج ثواني و فتحت الباب خارجة لاوية عليها زيف و وساعوا عينيها منين شافت اسلام تم تبسمت بود و رحبت بيه " اهلا اسلام ""
قلب زين عينيه من الاء و قسوحية راسها و مد ذراعه تسند على جنب الباب و يده الاخرى كمشها بقبضة على جنبه ..
كان اسلام رد لآلاء سلامها و قالت بين سنانها لزوجها و هي كاترمقه بنظرة منزعجة من طرف عينها "" علاش ماعرضتيش على ضيفنا يدخل ؟""
"" زربان ، راه اصلا قال اللي عنده و دابا غايمشي في حاله "" قال زين ..
قالت الاء مستغربة "" ياك لاباس ا اسلام ؟""
"" كل الخير ، غير علمت راجلك باللي الحارس بغة الحالة المدنية باش يسجل بنتكم في السجل القانوني ديالو . ""
"" اااه ، فهمت "" دارت شافت في زوجها كاتحاول تعرف اشمن رد فعل مخجل دار و هي ترجع تتكلم مع اسلام "" مازال ماسجلناها حيت بدلت رأيي في سميتها منين شفتها "" منين ظهر على اسلام الاستغراب كملت كلامها ببريق انضاف لعينيها "" بغيت شي اسم استثنائي ومميز يناسب شكلها المميز ""
تهزوا حواجب اسلام بتفهم واستيعاب و هزز راسه فسولاته الاء على اسم بنتهم و جاوبها "" سماها الحارس الاعظم مويرين "" و شرح ليها معنى الاسم .
كاان انتهى الكلام حتى انفجروا زوج قلوب في عينين الاء و دارت كاتشوف في زوجها و كانها طاحت على كنز ، شوفتها وترات زين مما خلاه يرفع صبعه قدام عينيها و قال "" افكارك غاتخليهم عندك ، ماعنديش جهدمازال نتبع حماقك ""
"" عافاك عافاك ، خلينا نمشيو لعنده يقتارح لينا شي إسم زوين بحاله ""
كاع داك الغضب المندفع كامل طفى منين قالت كلامها و ضحك ضحكة جانبية ساخرة و رفع حواجبه بطريقة سخيفة و اشار لنفسه بصبعه و قال "" انا نمشي عند داك الابيض يسمي ليا بنتي ؟ ""
و سكتت كاتبلق عينيها فيه ، بحال اذا عاد اسرات معاها ؟
زين العابدين بشلاغمه يمشي عند راجل اللي سبق و جهل بالغيرة بسبابه يسمي ليه بنته ؟
ماتوقعش حتى في حلم وسط حلم ..
في الباحة الخلفية ، كان جلال مربوط على كرسي بسلسال حديدي ..
صدره كايرتفع بعنف و صوت انفاسه المتسارعة عالية ، نقط العرق كاتسابق في الانزلاق على جسده العاري ، رجله اليمنى كاتهزز بعصبية و عينيه .. عينيه كانو مركز الجنون ، بؤبؤيه واسعين سوادهم مهيمن على عسل عينيه .. و اوداجه منتفخة نابضة بغضب على رقبته العريضة ..
اشارات دالة على عدم الاقتراب منه ، كان في اسوء حالاته حتى بعدما رجع على حالته الطبيعية ..
"" اشنو غانديروا مع هاد المصعور دابا ؟ "" قال نوح كايمسح العرق على جبينه بكف يده المتسخة .. هو الآخر عاري ..
في الحقيقة كانوا التلاتة عاريين ، و تماما ..
أثناء تحولهم تمزقت ملابسهم لاشلاء وبعدها ماكانش ليهم وقت فين يطلعوا يلبسوا حيت تلاهاوا مع جلال و مواجه الحاد ..
و هاهما ، اربع رجال في الباحة الخلفية عريانين ، عرقانين و مجروحين ..
ميل ايدر فمه و هو مطبق سهم عينيه على عيون جلال و قال "" ماعرفتش ، اذا مالقيناش حل غانواجهوا مشاكل معاه . صحابك قربوا يخرجوا ، انت غاتبقى ، غاتزيد تطول في ضيافتي على ما بان ليا ""
"" اشنو كاتقصد بهاد غانخرجوا بالضبط ؟ "" سأل نوح ، جهاد كان غير كايتصنت ..
"" هادشي فاش كانحاول نتكلم معاكم مدة هذه و لكن سيد feral مابغاش يوصل لصفحتنا خلاص "" قال ايدر بعصبية في سخريته "" مع الأسف ماغايمكنش ليكم تسكنوا معايا ديما ، اولا ، لسبب مؤقت و هو غايخصكم ترجعوا لحياتكم الاولى . "" و هز يديه مهزز رأسه و عينيه مغمضين لتانية "" عارف باللي حناك مؤخراتكم العريانة كاتصفق بالفرحة دابا لكن غانرجعوا لهاد الموضوع من بعد . و كانقصد موضوع رجوعكم للمافيا ماشي موضوع مؤخراتكم . ثانيا ، غانبدا نبني في بيوت اخرى ليكم على الارض ، هي واسعة و عريضة كافية لهادشي ، نقدروا نوسعوا اكتر مستقبلا .انتوما عارفين رغم اننا عائلة دابا و قطيع واحد لكن عندنا جوانب مستقلة و كانبغيوا مساحاتنا الخاصة . و غانقول ليكم من هنا كل واحد غايبني داره بماله الخاص ، خسرت على مكم بما فيه الكفاية ""
"" مامتيقش باللي ولاو عندي مخالب و انياب نمزق بيهم اعدائي لأشلاء "" قال جهاد و هو كايشوف في نوح و زمردتيه كايبرقوا بخبث ، ماد يديه بزوج قدام وجهه مخرج مخالبه الحادة "" خناجر في جنابي و مخالب و انياب تحت جلدي ""
ماجا فين يكمل كلاموا حتى لقى ذراع ايدر على ذقنه مطلع بيها رأسه للفوق بتحذير واضح و هو كايزمجر من بين انيابه ، عينيه قاسحين بشوفتهم "" aah about that ، ممنوع منعا كليا تدخل حياتك كذئب في حياتك كمفيوزي . اللحظة اللي غاتوصلني اخبار جثة عليها اثر شي مخالب من قطيعي ، الجثة التالية اللي غاتهز نفس الاثر غاتكون من قطيعي "" و هز صوته للذياب الاخرى تاخد تحذيرها
توقف جهاد عن الابتسام باستفزاز و قال ساخر "" اااه لااا ، حيدتي ليا الfun part من حياتي الجديدة دابا ""
زاد شدد ايدر على قبضته و زاد ضغط فكيه على بعض و زمجر بصرامة و جدية "" عارفك المجنون ديال القطيع ، و عارفك سايكو غير من كيفاش ذيبك كايعذب دوك الارانب و الغزلان قبل ما يفرسهم . سمع مزيان ، خاصكم تفهموا مزيان انني في هاد العالم ، ارتكبت جريمة غير قانونية و لا اخلاقية ، ارتكبت خطيئة عقابها الإعدام .. و ماشي غير انا ، انتوما بتلاتة جنبي . تحويل بشري لذئب قانونيا مرفوض على ارضكم ، داكشي علاش مانقدرش نسجلكم قانونيا في سجلي القانوني لقطيعي . بلهجة اوضح انتما قطيع غير قانوني ""
حل جهاد عينيه وفمه بصدمة مزيفة و قال ساخر ""بغيتي تقول اننا لقطاء ؟ مايمكنش بعد هاد السنين كاملة اللي عشت و الطريق اللي ضربت غانرجع تاني لنقطة اللقيط تاني من جديد ؟ ""
"" اووه ، you poor thing ""قال ايدر ساخر راسم تعبير سخيف على وجهه مغير حتى نبرة صوته "" عشتي لقيط و يتيم بلا والدين ؟ واخا و جربتي تسجنك ساحرة برهوشة تحت الماء لعقود من الزمان تعطل حياتك كلها في خطرة وحدة ؟ ""
"" إوى ، كان خاصك من الأول تعطيها داكشي اللي بغات "" غمز ايدر بكل صفاقة وكمل "" منها دوز وقيت زوين و منها كانت غاتكون لك فرصة فين تقدر تاكلها ، كنتي غاتوفر عليك هاد السنين كاملة . هذا سلوك الذياب الطبيعي ، المكر ""
تبسم ايدر ابتسامة صفراء مميل وجهه كايشوف في هاد المخلوق المستفز .. و قال "" فكرة ذكية ، لكنني ماكانمارسش الجنس مع ماكلتي ""
ضحك جهاد ضحكته الخبيثة العالية و هو كايشوف ايدر كايبعد عليه ..
زمجرة من حنجرة جلال رجعت ذكراتهم بوجوده ..
عبس نوح كايشوف في رفيقه و قال بقلق "" واش هو واعي دابا ؟ ""
"" متأكد انه كذلك ، لكن ذئبه في السطح .. "" اجاب ايدر "" غاتبقى هنا حتى ترجع تسيطر عليه ، عندي معاك كلام ""
كان ايدر داير غادي حتى وقفو صوت عميق و اخيرا خرج من حنجرة صاحبه بعدما كان كايخرج غير الزمجرات العدوانية "" هذه صيغة امر باش هضرتي دابا ؟ ""
تشنجوا عضلات ظهر ايدر ثم دار لعنده بعرض بطيء و وقف بعيد عليه بشي زوج متر كايعاينوا ..
ملاحظ التحدي في عيون جلال الثائرة ..
جهاد و نوح تبادلوا الانظار ، فقط نوح كانقلق من التوتر المشحون بين هاد الأثنين وجهاد مبتسم بخبث مستمتع بهاد العرض للهيمنة الذكورية..
نطق ايدر بنبرة هادئة كايزيف البلادة على ملامحه "" ااه ، صيغة الأمر ، ياكما درت خطأ في النحو ؟ ""
"" الخطأ اللي درتيه ماشي في النحو "" اجاب جلال بنظرته الغاضبة المتحدية نبرته مشحونة بالأخيرتين ""الخطأ درتيه في حياتك ، فاش قررتي تجيبنا للهنا ""
هز ايدر حواجبه ببلادة مزيفة "" آااء ، ماشي هادشي اللي يالله قلت للدراري ؟ ""
"" منك انت كان تحذير مبطن ، مني انا تهديد واضح و صريح ""
اخد حاجب ايدر كايرتفع شيئا فشيئا و ابتسامة جهاد غير مازادت وساعت و زادت خبث ، و نوح قرب من ايدر مستعد يحبس اي رد فعل جسدي ممكن يصدر من الآلفا ..
ملامحه ماكانتش متساهلة بالمرة ..
"" كاتهددني ؟ كاتهددني و انا اللي رجعت داك القلب وسطك للنبض يا نكار الخير؟ و لايني انتوما البشر بارعين في عض اليد اللي كاتمد ليكم ""
مرر جهاد عينيه بينهم مستمتع بخبث شيطاني و قال ساخر "" اوووه ، علاش رد فعلك عاطفي هكا ا آلفا ؟ كان خاص رد فعلك يكون اقوى ، و لا هذه طريقتك الماكرة باش تلعب بعقله ؟ ""
ايدر بعث لجهاد بسيل من القرطاس غير من عينيه في الوقت اللي نوح هز يده تجاهه ، ملامحه منزعجة و هو كايقول "" كون غير تفضلتي علينا بسكاتك أlucifer هاد الساعة "" و وجه كلامه لجلال ""هاد المرة ماشي كيف اللي فاتوا اجلال ، ديما كنا كانلقاوا كيفاش نخبيو مصايبك ، دابا اذا غلطتي غاتكلفنا حياتنا كلنا .. كانتفهم الحالة اللي انت فيها دابا و لكن جا الوقت باش تتقبل هادشي و تتحرك للقدام ""
"" حافظ ، ماعندي مانتسالك من ديما كنتي المجتهد بيناتنا "" زمجر جلال من بلاصته "" و لكني ماغانجلسش هنا و نتلقى الاوامر غانتقبل هاد الحياة اللي ما اختاريتهاش غير حيت اعتق حياتي ، ماباغيش نعيش كذيب ، ماباغيش نبني داري على الارض و ماباغيش ندير عائلة و لا ولاد .. انا تولدت باش نعيش مافيوزي هاديك هي الحياة اللي عايشها بشغف هاديك هي الحياة اللي اختاريت ""
"" اذا اشنو كانتسنى ، نقتلك دابا اذا "" قال ايدر ببرود و هدوء ساخر و ثم متقدم لجهته ..
ما إن قرب ليه حتى افصح جلال على صف انيابه مزمجر و محذر ايدر من الاقتراب اكتر ..
فوقف ايدر في منتصف الطريق ، كايحس بدئبه على السطح غير راضي بالمرة على اللي واقع ..
لكن كان خاصوا يتصرف ، ضروري خاصوا يتصرف ، مستحيل يسمح لهاد الحانق يحرق كل مابناه بلهيب غضبه ففتح فمه و قال "" فكوه ، غايخرج معايا ""
واقفين ليه بزوج قدام الباب كنوع من الاحتجاج ..
و هو جار جلال مقيد اليدين بسلسال حديدي قوي ..
و الاهم ، لابسين سراويل واخا مالابسين والو في قسم جسدهم العلوي ..
حيت الصهد ..
"" زيد و بلا ماتبقى تتعكس معايا ، انا عطيتكم صبر كبير انا براسي فاجأتني بيه "" قال ايدر من بين سنانه و هو كايجر جلال من ذراعه ..
الرجل قوي و كان كايتعكس خلا ايدر يعرق وكأنه كايتصارع معاه ..
عاود جره ايدر بعنف خلاه ذئب جلال يظهر على السطح مزمجر بقوة و عنف مخرج انيابه في وجه ايدر .. الاخير ماوقفش تما هادئ ، زمجر و كشف على انيابه هو الاخر في وجه جلال ..
فوقف قدامهم نوح عينيه مايتلاوحوا بيناتهم و قال "" متأكدين غاتقدروا تقوموا بهاد الرحلة المفاجئة غير بزوجكم ؟ ""
الرجلين ماحيدوش عينيهم على بعضهم ، زمجراتهم اصبحت صوت عميق اهدء لكن مازال خطير ..
فتدخل جهاد قائل بسخريته المعهودة "" في نظري خلي الأميرات يصلحوا علاقتهم المكهربة ، ذئبي مابقاش قادر يتحمل زمجارتهم هذه بلا مايتدخل يلعب حتى هو ""
دار نوح خنزر في جهاد و هو يرفع حاجب و جانب شفتيه في ابتسامة جانبية خسيسة ..
رجع ايدر دفع جلال حتى وصل للسيارة و قيدوا في المقعد جنبه ..
دار للرجلين و قال "" كانتيق فيكم ، و كانتيق في انكم عارفين مصلاحتكم "" و مشى للجهة الاخرى من سيارته .. كايخبط رجليه جد منزعج ..
ما إن غادرت السيارة المكان .. دار جهاد لعندنوح بابتسامته المريضة اللي ماكاتغدرش وجهه و قال "" اش بان ليك في شي جولة ""
"" اش بان ليك في تعطيني شبر ديال التساع "" قال نوح ثم توجه لداخل البيت ..
سخفوه ، بغى غير وقت لنفسه يرتاح و يتصنت لعظامو .. و لكن المهمة شبه صعبة مع هاد ال3 ..
راقب جهاد حتى غبر نوح و جمع ديك الابتسامة بضربة البرق و حل محلها تعبير قاسي ، عيونه برقت بشيء وحشي و هو كاينطق الكلمات التالية "" sugar lips ، مليكة قلبي الحمراء ""
وقفات السيارة في مكان مختلي مختفي بين الاشجار لكن من الزاوية ديالهم كانوا قادرين يشوفوا في المملكة ديال العشيرة الإيطالية ..
جلال تهدن بشكل غريب ، عينيه غير على داك الباب الحديدي و عينين ايدر عليه هو ..
فهم و تيقن ان جلال دخل في حالة عدم التقبل و التمرد لسبب وحيد و هو انه آلفا أخر ..
داز حتى هو من هاد المرحلة فين كايستفزه يتلقى الاوامر من ذكر اخر ..
صعيب على جلال يتقبل مركزه في القطيع ، صعيب عليه يتقبل حياته الجديدة ..
داير ليه مشاكيل وعراقيل لكن جلال كايبقى واحد من رجاله ، من قطيعه . كيفما نجح يبني علاقة و يتواصل مع جهاد و نوح ، نفس الشيء خاصوا يوقع مع هاد العنيد ..
جهاد و نوح كانوا ذكيين و مرنين و بذلك نجحوا يتقبلوا حياتهم الجديدة و يتكيفوا مع ظروفها بشكل اسرع ..
جلال خذا وقت باش يفهم ثم جاء الايستيعاب ثم الرفض و التمرد ..
رفضه هو يعتبر قوة ، بكل بساطة رفض حياة و نمط عيش تفرض عليه ..
و هادشي كايحتارمو ايدر ..
لكن ماعندو حتى حل من غير انه يقنعوا يستسلم و يرضى و الا مصيره التالي غايكون الموت ..
مايقدرش ايدر نهائيا يخلي ذئب وحيد طليق و فوق هادشي كايولي feral اثناء تحوله ..
جلال اذا تطلق بدون مراقبة ، البشر في هاد المدينة is fucked ..
ولذلك دابا اهم شيء يبدا بيه في بناء علاقة تواصلية بناتهم هو يكسب ثقته ، ثم خاصو يفهم انه مامجبورش ، بل بكل بساطة يتقبل هاد الفرصة الثانية في الحياة اللي تعطاته ..
بايجابيتها وبسلبياتها ..
"" لاش جبتيني هنا ؟ "" زمجر جلال بدون ما يدور عند ايدر ..
فنفخ ايدر من جيوب انفه و جاوب "" نفكرك اشنو مازال كايتسناك ترجع ليه اذا ماشدتيش حيلك و درتي حل لحماقك .. ""
دار جلال بنظرة قاسية و غاضبة على وجهه لكن كمل ايدر "" حياتك مازال ملكك بوحدك ، انت مازال واحد من المافيا ، مازال جلال ديال الاول ، غير الزايد في الامر هو انه ولات عندك حياة اضافية سرية ، اعتبر هادشي الثمن اللي غاتدفع مقابل رجوعك للدنيا .. حيت تيق بيا ، الوقت اللي جبتكم معايا لارضي كنتو جثث بدون حياة .. ""
ضياقو عيون جلال و كأنه كايفكر في كلامه ثم تكلم ايدر مكمل كلامه "" تيق بيا ، الحاجة الوحيدة اللي بغيت في هادشي نصنع قطيع و نعيش بين ذياب كانتيق فيهم و نعتبرهم عائلتي .. و هادشي ماغانديروش بوحدي .. "" سكت للحظة ، احس انه اثار فضول جلال و كلامه هدنوا اكتر واكتر لكن ملامحه استمرت على جمودها و غموض مشاعره حاليا ، لكنه اعتمد على حاسته و من الريحة اللي كاتفوح منه قدر يعرف انه فضولي وسط غضبه و حنقه و اكتئابه "" سمعت من الدراري باللي ليك امرأة ، حتال اشمن حد وصلات علاقتك معاها ؟""
هنا كولشي تغير ، جسده تشنج و تنبه ، مر تعبير مختلف بسرعة البرق على وجهه ، توسعوا بؤبؤي عينيه و فتح فمه قليلا جدا و رمش عينيه بتشوش ، كان تعبير غريب عمرو شافه عليه ، به ضعف و ألم و شوق ..
لكن دغيا مسح داك التعبير و تحكم في تعابيره لكن الريحة اللي فاحت منه كانت فضحات كلشي ..
روايح مشاعره كانت قوية مما خلا ايدر يستنتج ان هاد البنت مازال ليها تأثير عليه حتى بعدما غابت على عينيه ل8 اشهر ..البنت مهمة بالنسبة ليه ..
يقدر هادشي يسبب مشكل ..
"" الشوق ، القلق ، الفضول .. كلهم فايحين منك . تفكيرك فيها اللي استفز هاد ال3 مع بعضهم بحد داتو جواب كافي "" قال ايدر بنبرة تحليلية ..
اغضب جلال من جديد وحاول يشنق عليه بيديه لكن ماقدرش لانهم مقيدين فاكتفى بيحطها على عنق ايدر و صاح "" علاش كاتسول عليها ؟ تمشي لعندها او تحولها او حتى تقرب منها غير متر غانقتلك ""
بعدو ايدر فورا و صاح بنفس عدوانية جلال "" ماعنديش غرض في نساؤكم ، هادوك مهماتكم انتوما ، كانسول حيت خاصني نوضع النقط على الحروف و نحدد ليكم حدودكم و القوانين . ""
نفث جلال نفس ساخن من جيوب انفه و قال بنبرة عميقة لكن بها كسر "" كانت على اي حال ، ماغاندخلهاش في حياتي مرة اخرى ."" و دار شاف في ايدر بنفور و غضب "" و ماكانضنش انني غانقدر نساعدك في موضوع نرتابط بامراة و نولد معاها . ماعمر هادشي ماكان في مخططي في هاد الحياة ""
"" مع الوقت غاتبدل رأيك ،جانبك الغريزي زاد قوة و حدة. ذيبك غايبغي نسله يستمر . و ما غاتقدرش تحبس هادشي ، هده حقيقتك و طبعك الجديد و قرارك بوحدك اللي غايحكم عليك . تستمر او تنتهي . و دابا قول ليا ، واش فعلا خرجتيها من حياتك او داك الشوق اللي فاح منك كله تهيأ ليا ؟ ""
هاد المرة السيارة وقفات عند باب فيلا ريم ..
و هاد المرة، جلال كان داير بكلية جسده بداك المنحى ، معبس لكن عينيه كلهم فضول و شوق و هو كايبحت بعينيه بدون فائدة باش يلقى ولو غير أثر ليها ..
روايح مشاعره خنقات ايدر و اثارت غيرته .. و فينفس الوقت ،اعجابه لهاد النوع من المشاعر .
خاصة وانها نابعة من اعتى ،اقوى و اقسى الرجال ..
فقرر ايدر يريح جلال من عذابه و قال "" نقدر نمشي نسول ليك عليها ""
عبس جلال اكتر و اكتر و زمجر برفض لكن ايدر فتح باب السيارة وخرج بابتسامة جانبية على وجهه و توجه للباب ..
جلال خفيا كان متحمس للامر ، اه باغي يعرف احوالها ..
باغي يشوف وجهها ، يسمع صوتها ، و يداعب خصلاتها القصار ..
غايكون طوال شعرها ؟ حالتها النفسية تدهورات او تحسنات ؟ دارت بالوصايا دياله ؟ ممكن يكون اثر فيها غيابه ؟
قاوم بالزاف التفكير فيها ، قاوم بشدة لكنه استسلم في اخر المطاف ..
واجه صعوبات يقنع نفسه يبعدها من حياته منين كان غير مافيوزي و لكن و دابا بعدما زاد الامر سوء ، ماغاديش يستسلم كيف قبل ..
غايخرجها من حياته ويحررها ، بنت بسحرها و شبابها ماخاصهاش توحل مع راجل بحاله ..
هي خاصها تعيش و هادشي ماغاتقدرش ديره بجنبه ..
كان قلبه كايخفق بشدة و هو كايشوف واحد من رجاله كايتكلم مع ايدر من الباب ..
كان مراقب تعابيره وكايحاول يفهم منهم اشمن نوع ديال الاخبار كايتلقى اللحظة .
لكن الشيء الوحيد اللي كان ايدر مايدير هي كايضحك و يفرنس ..
مستفز ..
ثواني اخرى و هز يديه بزوج بطريقة مسالمة و تم راجع باللور حتى بعدمن داكالرجل اللي كايبان منزعج و تم ايدر راجع للسيارة ..
تبعو جلال ماقادرش يخفي الخوف و القلق دياله من وجهه و غير دخل ايدر السيارة انقض عليه بالاسئلة "" اشنو قال لك ؟ اشنو اخبارها ؟ اشنو كادير دابا ؟ اشنو دارت كل هاد الوقت ؟ ""
لكن ايدر هدنو و هو كايتبسم بسخرية وكايقول "" الرجل كيف المتوقع ماتاقش بيا منين قلت ليه انا صديق ليها ، فمابغاش يعطيني عليها معلومات و هددني كاع باللي غايقتلني اذا مابعدتش من هناا .""
خدرت خيبة الامل كل احاسيسه في ديك اللحظة لكن ايدر اضاف ""لكن اللي فهمت من كلامه ، انها مابقاتش ساكنة هنا ""
وساعوا عيون جلال و انتفخت اوداجه و احس بيه ايدر غايفقد السيطرة خاصة تاني و خاصة منين حاول جلال يفتح الباب جنبه و هو يعفط ايدر مقلع من البلاصة ..
كايلعن ويلعن ويلعن ..