قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل العاشر )
الفصل العاشر
الحاضر ...
جلست الاء منزعجة في الصالة في دارها و هي حاضنة رضيعتها لصدرها . كاتشوف في داك الثور الهائج قدامها اللي منين رجعوا من بيت الحارس وهو غادي جاي كايغلي وسط نفسه ..
"" زين العابدين ، برد شوية ، راك اصلا خلعتي ولدك حتى هرب مع خواله . "" قالت الاء بصوت هادئ كاتحاول تهدنه ..
لكن كلامها كان بمفعوله بحال البنزين على ناره ، بحيت دار لعندها فجأة بعينيه محمرين خارجين بجنون و عروق جبهته ظاهرين و هو كايبصق من بين اسنانه "" انت عارفة مزيااان باللي اخر كلمة كانبغيك تسمعيها ليا فاش نكون شاعل هي 'برد ازين العابدين' "" ميلت فمها و عبست منزعجة من سلوكه و هي كاتشوف فيه رجع لمشيه ومجيه على طول الصالة ..
اصدرت الرضيعة صوت صغير و هي نائمة بين يديها و قبلتها امها و هي كاتهززها و رجعت هزت راسها لزوجها .. هاد المرة بدأ يتمتم بينه و بين نفسه "" مامتيقش ، مامتيقش هادشي اللي وقع . بنتي صدقت حارسة .. ""
فقاطعاته قائلة ببرودها ساخرة "" حنا عارفين هادشي اسي الزغبي ""
فكمل كلامه كيف شي مهووس متجاهلها تماما "" الحياة كاتنتقم مني . ااه ، النحس مازال تابعني . ااكييد ، انا سبقته و خديت ليه الحارسة اللي كان مفروض تتزوجه هو ، فنضت انا ولدت بنت من صلبي حارسة باش يجي ياخدها ليا . "" و وقف هاز رأسه الفوق قليلا و كمل بشرود مجنون عينيه كايدوروا في وجهه بحال شي مهووس "" العين ... بالعين زعما .. ""
حطت الاء الصغيرة في الكونة ديالها جنبها و وقفت قدام زوجها مباشرة ، ماظهرش عليه انه لاحظ وقوفها قدامه كان غارق في مانعرف اشنو في عقله ..
لوحت الاء براسها و تنهدت .تفكرت اللحظة اللي شاف رضيعته ، فرح ، عينيه لمعوا منين شاف بيوضيتها ، شعرها القطني و بشرتها الحليبية ..
غرق في حبها و ماقدرش يبعد من جنبها ..
كان اكتر من فرحان لانه حضى بصغيرة نسخة مصغرة من حبيبته ..
وحبيبته هي الاخرى تصدمت استكشافها للامر و سعدت ببنتها و حقيقة انها حارسة بحال ماماها ..
لكن عكس باها اللي تنوم مغنطسيا ببنته ، فورا فكرت في شيء ..
انها ولدات حارسة !
ولدات حارسة لإفارديث ..
ماقدرش يحصل على الاء ، فالقدر لعب لعبته وجعل منها السبب باش تجي زوجته لهاد الدنيا ..
ولدات حارسة !
نفس السيناريو اللي عاشوه والديها معاها ، غاتعيشو هي و زين العابدين مع بنتهم ..
غايعيشوا مخبيينها ، غايعيشوا خايفين عليها من السحرة البشريين ..
كبتت هاد التفكير في نفسها لساعات و ماقدرتش تسرق لزين و عائلتها فرحتهم بالفرد الجديد ..
لكنه سرعان ما لاحظ انشغال بالها و تما ماقدرتش و قالت ليه كلما يجول في خاطرها ..
و من تما ، يومين و هو منشغل البال بحاله بحالها ، مصدومين من حقيقة انهم قدروا يولدوا حارسة ..
و هما اللي كانوا مقتنعين ان الحارس و الوسيط هما فقط القادرين على انجاب حراس ..
ماظنوش ان الهبة اللي اعطاها الحارس الاعظم كانت غاتمكنها من انها تولد حارسة..
و كأن معجزة تحققات ..
"" زين العابدين ،حنا ماعرفناش واش بنتنا هي الحارسة دياله . راك سمعتيه اشنو قال ، و تغريد حتى هي ولدات حارسة ""
نزل عينيه ليها و صاح بجنون "" بنتنا ، بنتنا المسكينة اللي غاتصدق حارسته . فكري ، انت اللي كان خاصك تكوني .. راك عارفة . ماصدقاتش ، فجات الحارسة منك انت . يعني ترتيبيا ، بنتنا كاتجي قبل من بنت الوسيط ،بنتنا بنت حارسة اصلية ، بنتنا هي الحارسة دياله .. "" و رفع صبعه كايحلف "" و اقسم بالله لا كانت ليه ، بنتي ماغاتزوجش الا اللي بغاته هي ، ماغاتجبرش تقبل بيه ، ماغاتكونش مجبورة بنتي انا اللي غانعرف لمن غانعطيها ""
سكتات كاتشوف فيه ..
الرجال بعد المرات كايحماقوا ، و هذا اللي قدامها مافايتهم بحتى حاجة ..
لوحت براسها فاقدة فيه الامل و قالت "" اختلق النظريات و تيقهم ، و انا ماغاندخلش ، مازال الحال على هاد الكلام ، كما انني ماكانشوفش مانع ان الحارس يتزوج بنتي-- "" خرجو عينيه فيها لكنها كملت "" اذا بغاتو هي طبعا ، و غانعاود نقولك مازال الحال على هاد الكلام ، غانعاودوا نتكلموا فيه من هنا لشي 25 عام علاما تكبر بنتك و تولي تقرر لنفسها .و دابا غاتسكت و تخلينا نخمموا بعدا كيفاش غانربيو بنتنا و نحميوها في بلاصة هاد عناد الرجال ديالك "" قالت و هي كاتهز بنتها ..
و تمشات طالعة للغرفة الفوق "" سير جيب ولدك من عند خوالو ،خاصنا نعسو بكري ، غذا غاتجي خالتي وعمي وغايخصنا نوجدوا للاسبوع ""غبرات لكن صوتها كان مازال كايوصل لمسامعه و هي كاتقول "" و تقيس شي فاز و لا شي طبسيل غانحسن لك دوك الشلاغم بلا ماء ""
شهقات و هي كاتفيق من نعاسها بصعوبة ..
و كأنها كانت كاتخنق وهي كاتجدف من عمق المياه الخضراء للاعلى بكل جهد ليها ..
كاتحس بقوى داخلها متقلة وسطها ..
كاتحس و كانها كاتجري و كاتجري حاملة الخوف في صدرها و قساوة الحجر كاتطعن لحم رجلها ..
كاتحس بانكمااش قلبها و هي كاتطعن وحش و كاتسيح دمه ..
كاتحس بالانهزام و هي كاتشوفه كايتسحق بين فكين ضخمين ..
كاتحس بالدم بسخونة الدم و هو كايوسخ يديها ..
كاتحس بالنفس كايتقطع طريقه في حلقها ..
شهقة اخرى ، و يدين تلقفوها ..
كاتشهق وكاتشهق و هو كايهدنها و كايسكتها ..
صوته القلق خاطبها و يديه كايربته على ظهرها بحرص لا يخلو من قلق "" تنفسي ، تهدني كان غير حلم ""
تمالكت تغريد نفسها منين بدات كاتستوعب انها كانت هايشة غير كابوس ..
كابوس مشتق من واقع عاشته ..
دفع جسدها برفق لقدامه فين ممكن يشوف عينيها . مد يديه مسح دموعها و بيديه على جبينها مسح عرقها و بقلق في عينيه سولها "" تاني دوك الاحلام ؟ ""
هززات رأسها ايجابا مزال انفاسها غير مترتبة ورجعات شقات طريقها لحضنه خداها هو الاخر كايربت عليها بحنان ..
"" انا هذه مدة مشوش من جيهتك اتغريد ، خلينا نشوفوا طبيب نفساني ""
احس بجسدها اجفل و هي كاتلوح براسها على كتفه و قالت بصوت مكتوم "" مابغيتش ، انا بخير ""
رجع واجه عينيها و لكن هاد المرة معبس ، صوته ارتفع قليلا و نبرته مشددة بالعتاب "" منين بديتي تتوحمي و انت ماشي هي هاذيك ، و زادت تكفست حالتك منين رجعتي لعند ايدر هذه شهرين و نصف ، و لحد دابا كاندم لاش خليتك تزوريه بوحدك ""
"" اسلام ، بلا ماتكبرها ، الحمل هو هذا ماشي كاع النساء كايدوز عليهم ساهل . مع الوقت غانتحسن راه ماشي شي حاجة كبيرة لدرجة تخليك تشوش "" قالت بنبرة خافتة ..
كايعرف نبرتها فاش كاتبقى تكذب ، فزاد عبس اكتر و هو كايعلي صوته اكتر "" فياقك مفزعة هكا و كوابيسك اللي كاتضرب كل مدة من اعراض الحمل ؟ راه واضح انك كاتعاني من صدمة نفسية متأخرة . داكشي اللي دوزتيه في ديك الفترة ديال الغابة ماكانش ساهل "" و ناض وقف بيده على لحيته الخفيفة بحركة رجولية و هو كايخمم و يخاطب نفسه اكتر ما هو كايخاطبها "" ماكانش خاصني نخليك تحملي بهاد السرعة ""
سمعاته و بقات كاتشوف فيه .
كايبقى فيها ..
هي ضميرها كايأنبها على ما اقترفت في قلب ديك الغابة ..
هذا هو السبب اللي مسبب ليها هاد الكوابيس ..
عذابها ماكانش له قسم كبير في هادشي ..
و لكنه ماعارفش هادشي ..
هذا علاش ضميره كايأنبه تجاهها ، كايلوم نفسه علاش خلاها تحمل بدون مايرد البال لنفسها هي ، و واش مستعدة ..
فرض عليها هادشي بكل انانية ..
كايبقى فيها حيت ماشي هادشي بالضبط اللي وقع ، لان حملها ماكانش مفروض . بل كان قرارها هي ..
كايبقى فيها حيت ماتقدرش تشرح ليه ، مستحيل تعاود ليه ..
ناضت وقفات وتمشات تجاهه و احاطت ذراعيها حول خصره و حطات رأيها على صدره ، ماعمر يديه مابقاو بعاد عليها منين كاتكون قريبة .حضنها و حط راسه على رأسها ..
"" سمحي ليا اتغريدتي ، سمحي ليا ماقدرتش نأدي الواجب ديالي تجاهك بحقه ""
كاتحس بنفسها غاتبكي اذا ماسكتش . زادت ضماتوا اكتر و قالت "" ماتقولش هكاك ، بالعكس داير اللي في جهدك و اكتر "" تبسمت وسط دموعها و واجهاته "" انا ، نفسيتي تدهورت بسبب الضغط ديال الحمل ، انت اصلا عارف الوحم داز صعيب و الشهور الاخيرة من حملي دازت كلها في المستشفى ، كلها امور زادتني ما بيا لكن انا بيخير ، تيق بيا هادشي غايفوت مع الوقت ... راه طبيعي . عمرك سمعتي باكتئاب ماقبل الولادة ومابعدها ؟"" و بعدت من قدام عينيه لكونة بنتها كاتطل عليها ..
ظل اسلام صامت وراها ..
و منين استجمعت نفسها دارت لعنده ..
لقاتو جالس مسند بمرفقيه على ركابيه على سريرهم مباشرة قدامها متبتها تحت عينيه الحريصة ..
توترت كيف كل مرة كايدير هكا ..
هي عارفاه كايحس ان شي حاجة ماشي هي هاذيك كاتوقع ..
حدسه ولا عالي وايدر في مرة حذرها من انه كاينة امكانية لاسلام يشوف رؤية بهاد الخصوص ، كيفما شاف رؤى كتيرة من قبل ..
ماعرفاتش كيفاش ممكن غايشوف رؤية بخصوص قتلها لداك المجرم و قداش هاد الإمكانية ، لكن على الأقل متأكدة عمرهم غايرجعوا لداك المكان ..
"" بلا ماتبقى تشوف فيا هكاك "" قالت منزعجة
"" انزعاجك و توترك كل مرة شفت فيك هكا كايزيد يشغلني "" قال عينيه في عينيها معبس ..
تقدمت لعندو فكات رباط يديه و تخشات بيناتهم جالسة على فخضه ..
حركتها خلاتها تجفل من الالم اسفل بطنها . قبل اعلى ذراعها و قال "" ردي البال ""
"" انزعاجي ماجاي غير من تحكار ديالك "" جاوباتو على كلامه سابقا
"" واخا الالة ، كيف كل مرة .. "" قال و دوز يده على وجهه ..
عاد لاحظت العياء الظاهر على وجهه و تذكرت ماوقع هاد العشية قبل ما تكلم ايدر هاتفيا و تاخد قيلولة ..
"" اشنو درتوا ، توصلتو لشي حاجة ؟ ""
تنهد اسلام و هزز رأسه "" لا ، خدينا جواب من المجموعة الاخرى ديال الحراس ، افرادهم كاملين مازال ضمن مجموعتهم ، و حتى واحد ما قرب لهاد البلاد .غذا غادي يجيو الوسطاء ديال الحارس الاعظم اللي مات و غادي يشوف معهم .. ""
"" انا حايرة ، مابقيت فاهمة والو ا اسلام
اذا صدقت بنتي-- "" بدات تغريد بتحذيرها لكن اسلام قاطعها "" خلينا من هاد الهضرة دابا ماشي وقتها . بغيت غير نرتاح كانحس براسي كايزدح ""
وقفات تغريد من على فخضه و تكا .. و يالله غاتخشى حداه و اعلى صوت الصغيرة كاتبكي ..
فصدقت ماشية لعندها حملتها بين يديها كاتبسم و تخاطبها بصوت طفولي ..
جلست بيها جنب اسلام على السرير اللي استقام قليلا في جلسته و قبل رأس الصغيرة "" مال بابا فيها الجووع ؟ اولا مخسرة حوايجها ؟ ""
"" بزووج "" قالت تغريد كاتبسم و اصبها في كف صغيرتها "" اجي .. "" قالت لاسلام فجأة "" ماما الصباح عيطات ليا و قالت ليا غايجيو للهنا غذا ، بغاو يهضروا معانا على الاسبوع ""
"" و يجيو و من بعد ؟ "" قال بلا مبالاة مشغول مع بنته ..
لكنها صاحت قليلا "" يجييو للهنا ؟ واش نسيتي الشوفات اللي كانوا كايديروا في البنت ؟ رغم ان الطبيب شرح ليهم انها آلبينو و اشنو معناها .. ماقلتش لك هادشي و لكن .. حسيت بعدم الراحة و هما كايشوفوا فيها و كايشوفوا فيا .. حسيت بواحد الاتهام في نظرتهم و انت عارف انهم تلاقاو بالسيد ايفارديث و لاحظوا لون بشرته و شكله""
عبس اسلاام و وساعوا عينيه و قال "" يتكلم شي واحد بكلمة وحدة و غانوريه . ماتعطيهمش فرصة يفاتحوك في الموضوع نهاائيا "" و سكت كايفكر ظاهر عليه الانزعاج ، سكات اللي هي شاركاتوا فيه قبل ما تنطق "" روييينة هذه ا اسلام . نحلوا هادالموضوع ساهل و لكن اشنو غانديروا في الحربرة ديال بالصح من بعد ، دابا راه البنت باقي عينيها مسدودين و ماباينينش . فاش غاتحل عينيها و جدودها يبغيو يشوفوها اش غانديروا ؟ و منين تبغي تمشي للمدرسة ؟ منين نبغيو نخرجوها ؟ و زيييد و زييد .. ""
سكت اسلام كايشوف في تغريد و القلق في ملامحها ، هو الاخر كان مشاركها نفس الشعور لكنه قال "" ماتخافيش ، غانحلوها ان شاء الله ""
بهيئة الذئب وقف على صخرة عالية قليلا ..
و عوى ..
بصوت عميق و عالي ..
اخر مرة عوى بهاد الطريقة كان في الغابة مع تغريد ..
كان عواءه ترحيب لنفسه بعودته للحياة ..
عواءه الآن تشييد لنفسه بإتمامه لاول خطوة باش يتبت عودته و وجوده في الحياة ..
قطيعه يحتوي على 3 ذئاب ضخمة صحية نشيطة جديدة التحول و قريب تستعد تباشر الحياة ديالها ..
سكت من عواءه و هو يتبعوا سلسلة من العواء ..
من زوج ذياب ..
ماكانوش قدام عينيه لكن كانوا سارحين قراب ..
في مملكته .. الآن في مملكتهم ..
نزل ، كايشق طريقه من خلال الظلام لكن نظره القوي ماحسسوش بشدته ..
تبع روايحهم بزوج ..
اول ذئب لقى كان الذهبي الأشهب ..
وقف من بعيد كايشوف فيه كايهبش بقوائمه في جناب الاسيجة العالية اللي طلعها 5 اشهر هذه ..
كان عارف انه غايحتاجهم الان بعدما ولاو عايشين معاه ذئاب جديدة التحول ..
لحمايتهم و لحماية الناس القراب ..
او بالاحرى ماباغيش العيون تنصب عليه ..
قرب من الذئب الأشهب ناصب رأسه و اذنيه للاعلى بوقفة مهيبة مهيمنة ..
فتوقف الاشهب على ماكايديره و وجه تركيزه للآلفا ..
قرب منه كايشم فيه بفضوله المعهود ..
بعدما ظهرت شخصية الذئب الاشهب اكتشف انه ذئب ذكي فضولي حول كل ما كايوقع حواليه و كايهبش حرفيا في كلشي ..
غايجننه بافعاله في مرة حصله كايحفر تحت السياج و مرات عدة حاول يتسلقهم لكن مانجحش ..
عارف ان اكتر ما راغب فيه هاد الذئب هو يخرج لبرى ، لوراء السياج .. يكتشف العالم ..
هاد الذئب كان الاسهل بتلقينه و تدريبه ، ماشي حيت خاضع و إنما ذكي و ليه طبع هادئ .. اكتر ما يثيره هو العالم و ما حواليه .. عكس الزوج مجرمين الاخرين ..
هاد الدئب غايخلق التوازن اللي محتاجه في قطيعه ..
محتاج الذكي العاقل الهادئ ..
هاد الذئب ذئب الاشهب نوح ..
و اللي بالمناسبة كان تابعه اللور ، ماشي في طريق مستقيمة ..
غادي وكل لحظة يوقف يشمشم في شيء او يتبع حركة بعيدة تما ..
وقف منين لمح حركة من بعيد .. و تبت عينيه بتركيز كبير ..
الذئب الضخم الابيض اللي كايموت في الانعزال في مكانه المعهود ..
ديما كايقول ان داك البياض الملائكي المسالم خسارة فيه ..
لانه ابعد من الملائكية وابعد من السلام ..
هاد الذئب آلة الاصطياد و القتل ..
ماكاياكلش اللحم حتى كايصيده و يسيح دم طريدته بين فكيه ..
كايموت في الاصطياد و كايقتل طريدته باكتر الطرق وحشية ..
علمه كيفاش يصيد بالطريقة الصحيحة لكنه عنيد بحيت بقى تابت على طريقته الخاصة ..
فخلاه يدير اللي بغى ..
هو مامربيش حيوانات اليفة يربي عليها الكبدة و يزين بيهم المكان ..
هاذو ذياب قطيعه ، غاتكون ليهم مناصب و غايعاونوه في بناء القطيع و يوقفوه ..
كأفراد مهمة في القطيع ماشي عبيد ..
بياض فروه مكسو من الجهة الامامية من جسده بالاحمر و الباقي متسخ بالتراب ..
شكل مناسب لصياد ..
يستحق لقب الصياد ..
جا وقف جنبه الذئب الاشهب كايشم ريحة الدم حتى هو من المكان فين واقفين ..
و جرى لجهة الذئب الابيض ..
فورا حط الذئب الابيض فريسته من بين فكيه و زمجر نحو الذئب الاشهب مستعد تماما ينقض عليه ..
الذئب الاشهب فهم انذاره و بقى في بلاصته لكن مابعدش ..
رجع الذئب الابيض لفريسته كاينهش فيها و انتباهه مازال منصب على الذئب الاشهب ..
لكل ذئب شخصيته ، شخصية ماكاتكونش بعيدة على شخصيته في الهيئة البشرية ..
و هاد الذئب الابيض ، مفترس مجنون ..
اضطر الآلفا يتعارك معاه اكتر من مرة باش يعرفه شكون الحاكم و باش يوضع خط لجنونه في التصرف .. خاصة في الاول ..
هذا اكتر واحد عذبه بقسوحية رأسه ..
لكن ماغايفوتش في قسوحية الرأس هذاك اللي ساجن نفسه في غرفته في البيت غير قابل و لا متقبل الحقيقة ..
حقيقته الجديدة ..
زمجر الآلفا واثار انتباههم بزوج فهز راسه تجاه طريق العودة للبيت ..
لكنهم اظهروا الرفض من العودة ..
بطبيعة الحال ، عارف ان ذئابهم اصبحت جد متحمسة لكل ليلة باش يخرجوا يجريوا في ارضهم ويتذوقوا طعم اللحم ..
لكن دابا ساعات و هما خارجين و الصباح مقارب للطلوع ..
و هو مازال ماتايقش في انهم اصبحوا مسؤولين عن انفسهم مئة بالمئة ..
الذئاب حديثة التحول كاتقضي شهور الى سنة او زوج كاتدرب لانها كاتكون مختلفة على الذئاب الاصلية ..
الذئاب حديثة التحول كاتكون مازال بجينات بشرية في السيستام ديالها ..
بحيت كاتجعلها قليلا مختلفة على الذئاب المتحولة الاصلية ، ماكاتكونش على تحكم كامل في مشاعرها و غرائزها ..
كاتكون فوضوية ..
و هادشي ما خلاه يكون جد حريص و صارم في التحكم فيهم و حمايتهم كذلك ..
لانهم في مرحلة حساسة و اذا خرجوا للعلن ماغايكونش شك في انهم غاديين يعرضوا نفسهم للأذى و يعرضوا الاخرين ليه ..
ديك الساعة غايضطر ينهي ما بدأ ..
و هادشي آخر ما غايرغب فيه ...
بهيئته البشرية خرج من غرفته مدوش و لابس غير شورط ..
اثار انتباهه صوت زمجراات من التحت و قلب عينيه و هو كايتنهد ..
"" آش كايصنعوا تاني ؟ "" تساءل ساخر ..
و منين طل عليهم من الفوق ، شاف دوك الزوج معاركين من جديد ..
بهيأتهم البشرية عاريي الصدور متعرقين ، واحد شانق على الاخر و كل واحد حامل جروح جديدة نازفة ..
""بطبيعة الحال ، كايصنعوا جروح جديدة على جثثهم ... ايييه "" زمجر ايدر من الفوق ..
لكنهم ماتأتروش و ماتحركوش ولو بحركة صغيرة ، عينيهم بزوج مركزة في بعضهم ، كل واحد مصر اكتر من الاخر بعناد باش مايفلتوش بعضهم ولا يستسلموا ..
ارتفع جانب فم ايدر بابتسامة جانبية فخورة و مغرورة ..
هذا دليل على انهم تعلموا و احسن تعليمهم ..
في الحرب ، ماخاص الذئب يتلفت لحتى حاجة ، تركيزوا يبقى على خصمه .. و مايطلقش منه ..
لكن داكشي في الحرب و هادو مضاربين غير بسبب الملل و الرغبة في الحرية و حتى .... الاحباط الجنسي ..
مزاجهم غايزيد حدة اذا ماحررهمش قريبا ..
كل شيء طبيعي فيما يخص هاد الاثنين ، لكن قلقه منصب على واحد ..
اللي غايكون شوكة في حلقه .. !
Pain in his ass !
تصرفاته و الatittude دياله كاتدل على انه آلفا آخر ..
آلفا اخر في القطيع كايعني المتاعب ..
و زيد عليها شهرين و هو مانع نفسه من انه يتحول ، هادشي بطبيعة الحال غايكون ليه تأثير جد سلبي على ذئبه ..
و هو اصلا لاحظ ان ذئبه ديما غاضب و مزاجه جد حاد بحيت هو اﻻلفا كان جد حذر معاه ..
وقف وراء باب غرفته و دق ..
لكن لاجواب من الداخل ..
شهراين وهو مانع نفسه من الخروج ...
غاضب ، محبط و غير راضي ..
رجع ايدر دق وصاح بصوت جهوري "" راك غير كتآدي راسك ، دابا بعدما استرجع جانبكم البشري وعيه الكامل غايخصنا نجلسوا و نهضروا .. ""
لكن لا جواب من الداخل ..
ففتح الباب .. و لقاه واقف قدام الشرفة ساهي لبعيد ، كايشوف في المنحى الطريق المؤدي لارض الكابو ..
في عينيه مشاعر عميقة ...
كالضياع ، الخسران ... الاشتياق ..
فهزز ايدر رأسه بملامح جدية عالمة ، متأكد انهم استرجعوا وعيهم الكامل و استرجعوا ذكريات حياتهم الماضية ..
حتى الدراري اظهروا ذلك في كتير من الاحيان ..
و عارف انهم قريب غايبداو يتساءلوا و يطالبوا ..
و قال لنفسه بتفكير عميق "" بطبيعة الحال ، غايخصنا نجلسوا و نهضروا ""
داك الصباح ، جلسات تغريد على طاولة الفطور ، بين يديها رضيعتها ..
هزات راسها لمكان جلوس ايفارذيث على راس الطاولة لقاته فارغ ..
فحولت انظارها ازوجها اللي جنبها و اللي مكانه على يمين مقعد الحارس الاعظم ..
"" فين السي ايفارذيث ؟ "" سألت اسلام و هو كياخد بنته من بين يديها ..
"" ها هو جاي ؟ "" و بعدها قبل صغيرته و هو كايشوف فيها بملامح حب و تودد ..
خدات تغريد شوكتها و بدات تاكل في البيض المقلي في صحنها ..
رمى اسلام شوفة جانبية لجهتها و قال "" ماتقدريش تتسناي حتى يجي الحارس ؟ ""
"" انا أم مرضعة ، ماكانتسناش "" و كملات بملء صحنها من محتويات اطباق اخرى على الطاولة ..
تبسم اسلام كايشوف فيها كتاكل بشهية و حمد الله في خاطره لان شهيتها كانت في الحضيض اثناء الوحم او فترة حملها كاملة ..
عادة كان كايسمع ان الحمل عند النساء كايزيد وزنهم لكن تغريد كان الضد ..
صفارت و ضعافت ..
يمكن صعوبة حملها كانت بسبب صغيرتهم الحارسة ..
و كانها كانت كاتمتص الجهد من داخلها ..
رجع حول انظاره للصغيرة و رجع كايقبلها ..
"" مامتيقش انني وليت اب "" خاطب تغريد بشيء من الشرود وعينيه على بنته ..
تطلعت اليه تغريد بفم ممتلء و تبسمت هي الاخرى و عينيها كايدورو بين الاثنين "" هزيتها في كرشي 8 اشهر واكتر من النصف و مازال مامتيقاش عاد انت ""
هز عينيه فيها مهان بكلمتها وعبس قائل "" عاد انا ؟ يااك امدام تغريد ؟ واش ضروري نهزها في كرشي حتى انا باش نتسمى تمحنت عليها ؟ ماشي سهرت مخلوع معاك كاع الليالي اللي مرضتي و ماقدرتيش تنعسي ؟ ماشي قض-- ""
قاطعت كلامه تغريد و هي كادير يدها على فمه و قالت "" واخا ، غير ضحكت ، ماتكبرهاش اسيد عاطفي ""
لوح براسه حانق باش تحيد يدها وهو معبس ، فتبسمت و لانت قبلت ثغره و غير ما زاد عبس و هو كاينهرها "" ماغاتجمعيش تحشمي ؟ شحال من مرة كانقول لك ماتبقايش تعاوديها على برى ؟ ""
رجعت لمكانها قالبة عينيها و رجعت الشوكة لبين اصابعها "" وا حنا غيير بوحدنا ، my god ، شحال فييك ؟ ""
قبل مايجاوب اسلام ، حنحن صوت رجولي قائل "" صباح الخير ""
دارو اسلام و تغريد لمنحى الصوت و اللي تقدم صاحبه ، قبل رأس تغريد وربت على كتف اسلام وجلس في مكانه ..
ردو اسلام و تغريد سلامه و ماخفاش على انظارهم التعب و الارهاق على ملامحه ... كان معبس على غير العادة ..
و بقى فيهم ..
لكن تعبيسته تمحات فور ما طاحت عينه على الصغيرة بين يدين وسيطه و تبسم احن و اوسم ابتسامة و هو كايمد يده ياخدها من عند باها ..
"" شوف شكون حاضر للفطور معانا اليوم ؟ "" قال و هو كايقبل جبينها "" ماشي الحارسة الجديدة الصغيرة في العائلة ؟ "" سكت للحظة كايتطلع الى ملامحها الناعمة الصغيرة ، ثم اكمل "" مويرين ""
تبادلوا اسلام و تغريد الانظار مستغربين ..
فتبسم ايفارديث اكتر و اكتر و هو كايداعب خدودها باصبعه الشاحب و هو كايقول "" في عالمنا كان بحر ابيض "" اثار انتباههم و كل فضولهم بكلامه و هو كايكمل"" كان كايبقى على شاكلته في كل الفصول و ماكايتغيرش لونه مهما رميتي فيه . كان ديما هادئ لكن ساحر بشكله ، و احسن وقت فيه هو الليل ، كان كايتوهج مع خيوط القمر ، كان ....ساحر .. ""
فرفع رأسه لزوجين و قال بلطف "" اذا سمحتوا ليا ، بغيت نسميها ، نسميها اسم ديالنا ، و دابا منين شفت وجهها ، تفكرت السحر ديال مويرين ""
نزلت تغريد عينيها لبنتها ثم لزوجها اللي كان كايشوف فيها ، فهمت ما بغى يوصل ليها ، فرفعت عينيها لايفارديث و رمشت بعينيها للحظة و قالت "" اصلا فكرت في بزاف ديال الاسماء و حتى وحدة ماقنعاتني ""
وساعت ابتسامة ايفارديت و كأنه ملك العالم و قال و عينيه رجعوا لقاو طريقهم للصغيرة بين يديه "" مويرين اذا ""
"" نتمنى بنتي تكون اسم على مسمى منين تكبر . تبقى على أصلها و على طينتها ، مايتغيرش بياضها الداخلي مهما مرت من ظروف في هاد الدنيا و مهما حاول سواد هاد العالم يظلمها "" قال اسلام
فتبسمت تغريد و شدت في يد اسلام اللي دار لعندها ضاغط بيده هو الاخر على يدها ..
و كأنهم اتفقوا و شدوا الحزم ديالهم على المهمة المشتركة بينهم ..
تربية و حماية بنتهم باش تكون اسم على مسمى ..
كان ايدر سائق سيارته و اللي شراها قبل الحفل ديال الليلة الملعونة . راجع للداره بعدما قضى شلا شغالات في الصباح الباكر ..
في الحقيقة ، الشهور الاخيرة كانت مدكوكة بكترة الاعمال و المسؤوليات ..
بالاضافة لانشغاله بالذئاب الجديدة ، كان خاصه يسترجع اعماله ..
كان كايصرف الفلوس بالكترة مؤخرا و كان خاصوا يسترجع مورد مالي يعيش بيه ..
لكنه واجه مشاكل ، الاعمال تطورات بشكل جد كبير و كان خاصو وقت فين يستدرك مافاته و يحاول يفهم العالم الان ..
الحارس ربط ليه لقاءات مع ناس مختصين ، الان كايساعدوه ..
لكن كايواجه صعوبة مع كيفية يخلي الإثم اللي ارتكبه مخفي على عيون الحارس ..
لحد الان ، ابلى جيدا ..
من هنا للقدام ؟ ماعرفش ..
لكنه مستعد يتقاتل و لو كان الدم غايغطي ساحة المعركة ..
شيء اخر اللي انشغل عليه لكنه ظل في البال ..
و مازال مصر ، بل زاد اصراره باش يمتلكها ..
شيري ..
مابقاتش كاتبان ليه بالزاف ، حتى هي مشغولة ..
مشغولة كاتقلب على الدراري ..
لاحظ في المرات اللي تلاقاها انها طفات شيئا ما ، ولات شاحبة و اثر الارهاق في ملامحها ..
مزاجها مكانش لعوب كيف ولف فيها .. و هادشي مؤسف ، لكن ماشي مؤسف لدرجة يخليها تعرف فين هما و ينهي عذابها ..
غاينهيه ، غاينهيه ، لكن ماشي دابا و ماشي بهاد الطريقة ..
سمع منها ان الكابو مرض بعدما سمع خبر موت الدراري و لكن حتى واحد فيهم ماتيق لسبب غياب الجثث ، ففضلوا يبقاو يقلبوا ..
ايدر بطبيعة الحال مستمتع بهادشي ، وجاه بحال اذا كايلعب لعبة خفية مع المافيا ..
ولاد العشيرة قراب ليهم و لكن ماقادرينش يوصلوهم .. حيت ماعندهمش فكرة باللي هما قراب ليهم اصلا..
الوضع فعلا مثير للسخرية ..!
بانت ليه السيارة الحمراء دايزة بالجنب على الطريق المعاكس ..
و وساعت ابتسامته الساخرة منين زادت السرعة و رمقاته بنظرة كارهة ..
و هو عارف مزيان علاش .. بل اشنو داار ..
منين فاتته خرج راسه و صرخ "" واخا معبسة ، لون حب الملوك على خدودك و شفتيك مازال مذاقهم على طرف لساني ""
قبل هذه شهر ..
خرجات شيري بسيارتها من الباب الحديدي ، واخا كان ظلام الليل حل ،كان خاصها تمشي تنهي الاشغال اللي ترمات على عاتقها بوحدها ..
كانت كاتحس بالعياء ، و الارهاق و اعصابها جد متوترة ..
روس ساعدها بزاف لكن كانت كاتجي الاوقات اللي كايحتاج يسافر وكاتضطر ترجع تخدم و تقلب عليهم لراسها ..
وقفات سيارتها منين لمحات خيال ضخم متواري بين الشجريرات على جانب الطريق ..
ضيقات عينيها بتركيز كاتحاول تجسده في مخيلتها لكن ماقدراتش ..
جبدات سلاحها لجنبها و خرجات من سيارتها .. مشيرة بالسلاح لجهة الخيال و صاحت "" شكون انت ؟ اخرج من تما .. ""
ماتحركش صاحب الخيال لكن سمعات ضحكة منخفضة رجولية ..
تقدمت لجهته و هي شاكة في معرفة صاحب هاد الصوت ..
و منين ماقال والو تاني رطعت قالت "" ايدر ياك ؟ اشنو كادير تما في هاد الوقت "" سولت بتشكيك مازال شاكة واش هو فعلا ، و سلاحها مانزلاتوش .
و هو في الظلام جاوب "" اخر مرة سولتك و لكن ماجاوبتينيش "" و اضاف بنبرة عميقة ملامحه مازال غابرة على عينيها "" واش كاتشوفي راسك مرتبطة من هنا لشهرين ؟ ""
نزلت سلاحها و هي كاتقلب عينيها و تنهدت بارهاق و هي كاتقول ليه "" قلت لك شحال من مرة انا مخطوبة ، استسلم . "" و تمات راجعة لجهة سيارتها ..
لكن كفه الدافئة تحطت على ذراعها موقفها .. دارت لعنده و واجهت ملامحه الخشنة . تطلع لوجهها برغبة ماقدرش يخفيها بكل وقاحة و قال "" ماكاتبانيش بيخير ؟""
ولايني هاد الرجل شحال غريب الاطوار ، كايسولها على حالها و هو كايشوف فيها بديك الطريقة ؟
لكنها قررت تكتفي بإجابته على سؤاله "" اكيد ماغانكونش بيخير و خوتي ماعارفاش لحد الان فين هما ""
"" غاتلقايهم ماتخافيش "" قال بنبرة هادئة رافع راسه كايشوف فيها من نقطته العالية ..
رمشت عينيها و هي كاتستغرب من التقة و القوة في عينيه ..
لكن مامنعتش نفسها من انها تشكي عليه قائلة "" خوتي هادوك ، خوتي اللي كبرت معاهم ، ماعمرني تخيلت انني غانفقد شي واحد فيهم بهاد الطريقة . عاد نفقدهم كاملين في دقة وحدة "" مسحت دمعة قبل ماتغادر عينها و كانها ماقابلاش تظهر ضعفها قدامه ..
ربع يديه و هو كايشوف فيها كاتلمم نفسها بلا مايتدخل في الامر ..
رجعت تكلمت هاد المرة بنبرة ملمومة خافية مشاعرها فيها "" اكتر واحد بقى فيا هو جلال ، علاقتي بيه كانت اعمق ، كان خويا ، خويا اللي و اعز صديق ليا في الصغر . علاقة تقطعت و تقلبت لعداوة بسبب السلطة . تمنيت لو الامور مشات بيناتنا بطريقة اخرى .. "" سكتت للحظة و مابغاتش نهائيا تهز عينيها تشوف شكل ملامحه ، فضحكت ضحكة ساخرة خاشية يديها في جياب سروالها من اللور كاتشوف للجنب و هي كاتقول "" شوف كيف كانعاود ليك بسمياتهم بحال اذا كاتعرفهم "" و مسحت تاني عينيها بشيء من العنف و قالت بجلد للنفس "" كانبكي بحال شي درية صغيرة ""
هاد الجانب اول مرة كايشوفوا فيها ..
و عاجبو جد جد عاجبو انها بيناتو قدامو ..
شيري كاتبان شخصية قوية و صعيب عليها بل من المخجل ليها انها تظهر دموعها قدام شي احد .
هادشي غايأثر في صورتها قدام الاخرين ..
لكن هادشي تضرب في الصفر قدامو هو ، ماقدراتش تستمر بالتشبت في نفسها قدامو ، وراتو داكشي اللي خبات على الاخرين ..
هذا شيء لا يتجاهل بالمرة !
حط يده على كتفها و هزات راسها لعنده ..
دفء يديه على كتفها شيء ماقدراتش تتجاهله ، الامان اللي حسات من لمسته او يمكن من امكانيتها في ان تشكي عليه و تدرف بعض الدموع قدامه مخليها ترغب في قربه ..
في تربيته على كتفها و تشجيعها على الاستمرار ..
على اي هي مامستعداش تستسلم حتى تلقاهم ، ميتين او حيين ..
"" دموعك ماشي ضعف ، ماتكبتيهمش "" قال كايمسح بابهامه على وجهها ثم سولها بشكل مفاجئ "" سبق لك بكيتي قدامه ؟ ""
حيدات يده من على وجهها و قالت "" انت فعلا لا تصدق ""
لكنه كان جدي .. ملامحه كانت غريبة ..
من ديما كان هكا ، لكن مؤخرا في لقاءاتهم الاخيرة كان كايزيد غرابة ..
و بناءا على المشاعر اللي كايحركهم فيها فهو كايأثر فيها ..
و هادشي في نظرها غير مقبول ..
"" انا ... انا غانمشي "" قالت مستديرة من جديد لسيارتها ، و من جديد وقفها ..
عارفها كاتهرب ، كايشم حواسها المضطربة ..
عارف انه كايأثر فيها ، و هو عزيز عليه يضرب الحديد في ماحده سخون ..
داكشي علاش غير دورها لعنده ، هاجم ثغرها و حواسها كلهم بقبلة ..
بديك القبلة اعطى كل ما عنده ليها ..
لكنها قطعتها بسرعة و بعدت عليه و رمقاته بنظرة مصدومة لكن مشحونة بالغضب الشديد و النفور ..
رفعت يديها للسماء و نزلتها على خده ..
في الحقيقة ماتصدمش من تصرفها رغم ان ذئبه زمجر داخله متأهب للخروج ..
لكن منعه ..
هز رأسه لعندها و حط يده على خده موضع صفعتها و تبسم ..
ابتسامة شوية بشوية خدات شكل الابتسامة الجانبية الساخرة ..
بعدت مازال بخطوات للور و هو تقدمهم لجهتها ..
كايدوز لسانه على شفتيه بطريقة مستفزة بحال اذا كايذوق اثر شفتيها على شفتيه ..
و بشكل صادم كان فعلا ماد يديه باش يرجع ياخدها بين يديه في قبلة اخرى ...
لكنها تخطات الصدمة ديالها ..
هاد المرة ،حاولت تلكم بقبضتها لوجهه لكن شد يدها ، لكن بسرعة تلوات مع منحى ذراعها حتى ولات مسندة بظهرها على صدره و بذراعها الحرة لكمت منتصف بطنه بكوعها ...
الرجل كان جد قوي ، ضربتها اللي عارفة انها كاتشلل الانسان مهما كان حجمه ما اتراتش فيه ..
فعاودت ليه وحدة اخرى بسرعة لكنه دورها بحركة سريعة بعدها من جسمه ..
يعني قسحاته على الاقل ..
رجعات ليه تاني بركلة من رجلها لكن شد رجلها و سحبها لجسمه تاني ..
حركاته كانت مسترخية بالتزامن مع حركاتها و كانه كايدير اعمال روتينية ..
هادشي ما احبطهاش ، الكابو علمها انها اذا ماكانتش رابحة في شي نزال او صراع على الاقل تخليه مستمر ..
و هادشي اللي كادير ..
منين جرها من رجلها لجسمه دور ديك الرجل حول خصره و ابتسم ابتسامة ساخرة مستفزة و هو كايشوف في عينيها قراب لعينيه ..
عرفات انه ببعد جسدها عليه كاتكمن قوتها ، داكشي باش قربها و اعاق حركتها ..
جسدها معاقة حركته لكن يديها كانو حرتين ..
وحدة جرات بيها شعره للور و الاخرى جبدات بيها السلاح من سمطتها بحركة سريعة و حطاتها ليه في اسفل ذقنه بطريقة عمودية ..
تبتت حركته وتحكت فوهة المسدس فوق حنجرته بسبب ضحكه ..
"" طلقني "" امرت من بين سنانها بطريقة تهديدية ..
وطلقها ثم هز يديه و كانه كايرفع الراية البيضاء ..
فبعدت نفسها عليه و السلاح مازال مشار ليه و هي كاتقرب لسيارتها قالت بنفس النبرة "" باقي تقطع طريقي ، او تقرب مني ، غانفجر راسك و نشتت اطراف مخك على الارض ، و تييق بيا ... ماكانضحكش ""
لكن ضحكه هو علا صمت و هدوء الادغال حواليهم .. و ربع يديه و هو كايشوف فيها بطريقة شرسة و كانها اثارت وحوشه و خلاتهم في منتصف النشوة ..
"" غانقرب منك ، و غانقطع طريقك ، والحاجة الوحيدة اللي غاتنفجر هي حواسك منين نخليك تستسلمي لقبلتي و تشاركيني فيها ، و تيقي بيا .... حتى انا ماكانضحكش "" اعاد كلامها بطريقته و نبرته فيها اصرار و عزيمة و ثقة استفزوها ..
لكنها فعلا ماكانتش في مزاج ليه ..
رمقاته بنظرة كارهة و ركبات سيارتها ، و بدون ماتعطيه انذار ديمارات سيارتها بسرعة حتى نقز من طريقها ..
خلاته كايضحك ضحك عالي و هو كايشوف فيها طايرة بسيارتها باعلى سرعة و كأنها هربانة منه ..
حاليا ..
نفس الشي اللي كانت دايرة حتى دابا ..
مسرعة بسيارتها بطريق معاكس ليه ، هربانة منه و من هيمنته المقتحمة لحياتها ..
سمعات اشنو قال ،و ضربات على مقود السيارة بغضب عارم من نفسها مامتقبلاش ضربات قلبها على صدرها .. مامتقبلاشانها فعلا كاتستجب لتلاعباته المستفزة ..
قبل شهر سرق منها قبلة ، من تما و مشاعرها مقلوبة و تركيزها مشتت و كاتهرب من خطيبها بسبب شعورها بالذنب ..
هادشي اللي عمرو وقع ليها ، حتى تلاقات هذا ..
لكنه ماغايصور والو ، هي ماشي اي بنت ..
هي شيري ، الحاكمة الوريثة لمافيا على قدها ..
"" مويرين ؟ ""
الاسم تردد في الفيلا من قبل تقريبا الكل ..
والدين تغريد و والدين اسلام بالاضافة لاخوتهم ..
"" اش هاد السمية ابنتي ؟"" سألت ام تغريد باستغراب ..
"" ماما السمية زوينة ، جديدة و ملائمة للصغيرة ديالي . عاجباني انا و باها "" جاوبت تغريد كاتشوف جانبيا في اسلام كاتقلب على الدعم دياله .
وهو بدوره هزز رأسه و مخبي بنته بين يديه ..
منين وصلوا عائلتهم و هو ساكت ..
من ديما ماكانش عندو معاهم و كان بدا كاينسى هادشي منين استقل هو و تغريد بحياتهم وبعدو منهم ..
لكن الان بعدما تولدات بنتهم ، بحال اذا اصبحت خيط كايربط بينهم ، و من داك الخيط بداو يرجعوا دوك التعاليق اللاذعة و دوك نظرات الاستغراب و النفور منهم ..
"" لا لا ، في نظري سميوها ليلى "" قالت ام اسلام مبتسمة فتدخلت سكينة اخت اسلام و قالت "" لا اماما ، اسم معروف ومتداول ، اخسن نسميوها لين ، اسم عصري و cute ""
فتبعوهم كل واحد كايعطي اسم و صدقوا كايتناقشوا بيناتهم ..
هزات تغريد عينيها لاسلام منزعجة من الواقع قدامها فلقاتو هو الاخر منزعج .. بل و معبس ..
"" بنتي تسمات ،ماكاين لاش تناقشوا في قرار سبق و تخاد "" صاح اسلام بنبرة ماخفاش بيها انزعاجه ..
قرصاته تغريد بالريط لخشونة نبرته لكن ما اعارها حتى اهتمام ..
الكل سكت كايشوف فيه ..
"" احم ، صافي اذا بغاو يسميوها هكاك خليهم يضبروا لراسهم "" قال اب اسلام
و سكتوا امهات الزوجين كايلويو شفاههم بغير رضى ..
فنطقت ام تغريد قائلة "" اوى ابنتي غانديروا الاسبوع هنا ياك ؟ كاين التساع و نقدرو نعرضوا على كاع العائلة و الجيران ""
وساعوا عينين تغريد و هزات عينيها في زوجها مامتاكداش باش غاتجاوب فاخد منها اسلام المسؤولية "" غانديروه في دارنا و غانعرضوا غير على الناس القراب ""
"" و علاش ؟ عرسكم داز كيف رمشة العين ماخليتوناش نوجدو و نفرحوا بيكم على خاطرنا ، و اصلا واعدتونا نديروا اسبوع ولدكم الاول على كانتنا "" قالت ام اسلام متذمرة ..
فجاوبها اسلام على نفس نبرته "" الوالدة ، انا و تغريد تكلمنا في هادشي و خدينا قرارنا . راه شفتو ان بنتي حالة خاصة ، مابغيتش كترة العينين تتحط عليها ""
فتدخلت ماريا اخت تغريد الكبيرة قائلة "" عندهم الحق ، من الاحسن يدار غير حفيلة صغيرة ، البيبي ديالنا مميزة شوية و انتوما عارفين الناس عندنا كيف دايرين ، ماشي كلشي فاهم الحالة ديالها ""
هززوا الامهات ريوسهم و هما كايشوفوا في الرضيعة بين يدين باها بشفقة في عينيهم و مرروها لاولادهم اللي هما والديها بنفس الشفقة ..
عاد انتبهوا لهاد القضية ..
تغريد انزعجت من شوفاتهم ، حسات برغبة قوية باش تقول ليهم الحقيقة و باللي بنتها احسن من اللي كايسحاب ليهم ..
يعرفوا قداش بنتها فعلا مميزة و انها كاتنتمي لعرق ملكي قوي ..
اسلام هو الاخر نفس الشيء ، داخله كايغلي على بنته و هو كايتخيل ما غادوز منه في هاد الحياة ..
هادشي اللي كايوقع قدامهم دابا ما هو غير البداية ..
"" عطيني الصغيرة اولدي ، منين وصلنا ماطلقتيها لينا "" قال اب اسلام ماد يديه و هو مبتسم لابنه ..
غريزيا ، دور اسلام ذراعيه بشدة اكبر على بنته و قربها اكتر من صدره ..
تغريد مررات عينيها بين اسلام و باه اللي بدا التساؤل يتجسد على ملامحه .فناضت وقفات قدامه ، و خدات بنته من بين يديه و هي كاتخرج عينيها فيه رغم انه قابلها بعبوسه و رفضه ..
لكن طلقها في الاخير وعطاتها لجدها ..
سمى الله و قبل جبينها و هو كايقول "" ما شاء الله ، و كأنها ملاك نازل من السماء الله يحفظها .. ""
شد جدها الاخر (اب تغريد) يدها الصغيرة و قبلها مبتسم هو الاخر و ايد خوه في الملاحظة ..
ظهر لتغريد و اسلام ان اباؤهم و خوتهم تجاوزوا صدمتهم ، لكن بداو يدفاوا و يعتادوا الفكرة ..
اما امهاتهم اللي كانوا مازال مستغربات ماقدروش يتعودوا و لا يتقبلوا شكل الفرد الجديد ..
يمكن لجهلهن ؟!
"" بان ليا ، تعودي ابنتي تخليها تتعرض للشمس بزاف باش يالله يتقاد لونها "" كانت ام تغريد اللي كاتشوف في حفيدتها عن قرب و تلمس خدها كانها كاتحاول تكتشف واش حقيقية اولا ..
اكيد لجهلهن ..
عضت تغريد على شفتها مزيان كاتحاول تكبت ردها اللي اكيد غايكون لاذع لكن ماقدرتش ، ففجرتها "" ماما ، من الاحسن تجلسي تما و تسكتي اذا ماتوافقتش بنتي مع شروط القبول ديال سيادتك و حتى انت اخالتي . اولا خرجوا تسناو على برى ""
تحلوا العينين و الافواه في صدمة فيها ..
و رمشت عينيها لجهة زوجها لقاتوا محرك شفتيه للجانب بدون مايرسم الابتسامة الساخرة كاملة على وجهه ، بكبيعة الحال ، هي اللي كانت من الصباح تنغز و تقرص فيه يسكت صدقات هي مجرية عليهم في مرة .. همست بشكل عصبي ليه "" ماصبرتش ، راه بنتي اللي كاتتعرض للتنمر دابا ""
دخل للداره ..
و كيف المتوقع ، لقى السكون و الهدوء مصم للمكان ..
تأتأ و لوح برأسه و مشى للمطبخ حط اطنان اللحم اللي جاب معاه و حطهم تما ..
خرج من باب المطبخ للباحة الخلفية ..
الآن اصبحت باحة خلفية لبيته ..
الصيف دخل ، و كان فكر يحفر مسبح يتبردوا فيه في الصيف ..
حال الذئاب ديما كايكون في سوء في الصيف بسبب الحر .. و المسبح من الاولويات دياله الان و قد استقر في بيته .. خاصة و الان معاه دئاب اخرى ..
كان اسبوع باش بدأ الخدمة فيه ..
بطبيعة الحال ، نوح و جهاد عاونوه في الخدمة ..
و الان ، هاهو واقف قدامهم كايشوف فيهم مشغولين التحت كايزلجوه ..
احس ان بيهم طاقة كبيرة لابد ماتهذر في اي شيء يشعل ايدهم ..
كانوا خدامين في سكات ..
روايح الغضب و الاحباط مازال كاتفوح منهم لكن بنسبة اقل من قبل .. و هادشي مزيان ..
لابد انهم بداو كايتعايشوا مع حقيقتهم الجديدة ..
و سرح بتفكيره لديك الليلة .. اللي تغير فيها كلشي ..
قبل 8 اشهر ..
دخل بسيارته لبيته مسرع و عينيه كايدوروا في الظلام كايمشط المكان بتركيز ..
وقف بالسيارةو خرج منها .. بعدما تأكد ان حتى واحد ماقريب ..
فتح باب سيارته الخلفي و كان مازال على هيئته المتوحشة ، نصف بشري نصف ذئب ..
كان شكله غاضب موحش ، بحال شي مفترس قابض على فريسة جديدة متلهف ومستعد ينقض على كل من حاول يقرب من غنيمته وياخدها منه ..
الجثث ب3 رماها على كتفيه و دخل كايجري للداخل ..
في غرفة فارغة في الطابق العلوي من بيته ،حطهم مستفين على الارض ..
و شوية بشوية ، بدأ كاياخد شكله الطبيعي اللائق ..
هز يديه و دوزهم على راسه مدور شعره الثائر للور ..
ورمش بعينيه في الجثث المرمية قدامه و اللي دمائها مطلية في سيارته و في بيته ..
اشنو دار ؟
بهاد الفعلة ، فتح عليه ابواب جهنهم ..
مع زوج ..
البشر و الحراس ..المافيا بالضبط و الحارس الاعظم ايفارذيث ..
دوز يديه على لحيته و تمشى تما على طول الغرفة كايفكر و يخطط ..
"" ماخاص حتى احد يعرف ، حتى مخلوق ماغادي يعرف . قطيعي بهاد الطريقة غايكون غير قانوني ، و لكن ماكايهمش "" وقف كايشوف فيهم "" ماكايهمنيش ، غانبني قطيع و اللي بغى يوقع يوقع.. ماغانخلي حتى احد ياخد مني هاد الحق ، حقي في بناء عائلة و قطيع يرجع ليا الحياة و ينهي وحدتي . مهما كانت الطريقة ماكايهمش .انا غانخوض في هاد الحرب ، و غانتقاتل باش ترجعوا للحياة ، غاترجعوا ذئاب ، ذئاب قوية ، ذئاب قطيع كبير غايعمر هاد المنطقة و يحكمها ""
هز عينيه للقمر المكتمل تطلع اليها بنظرة عميقة و خاطبها بنبرة جدية مصممة واثقة و كانه رابط معاها رابطة غريبة "" طريقي معاهم طويلة ، لكن مصمم ، ماغانتفاكش ، جا الوقت اللي تسنيته شحال.. ""