قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الثاني )
الفصل الثاني :
واش يمكن للسواد يزيد سواد ؟
في بلاصة مايبقى غير الظلام ، كايتزاد حتى العمق ..
فجأة وسط ضياعك ، كاتتفاجأ بالسقوط ..
سقوط مباغث ، سريع و آخد للنفس ..
فجوة عميقة كاتبلع فيك و انت لاحول لك و لاقوة ، ماعرفش فاش تتشبت او كيفاش تحبس نفسك من السقوط ..
الهوة كاتبلع فيك و انت مستسلم كاتسنى مصيرك ..
كاتتمنى بقلب مجنون النبضات ، انه يكون غير حلم و تفيق نفسك منه مباشرة قبل ما ترتطم بالارض ..
هادشي تماما اللي كانت كاتحس به ريم و هي مجرورة من طرف جلال ، قبضته مطوقة اعلى ذراعها بإحكام ، و هي كاتجر رجليها باستسلام تام ..
مع قبضة جلال و رجال العشيرة اللي في كل مكان داخل الفيلا و خارجها ، صعيب تهرب ..
هزات عينيها بملامح مخذرة في ظهره ..
واش يعقل ان صاحب ادفء ابتسامة يرميها لمصير اسود حتى اكتر من الموت ؟
و علاش لا ؟ هو رجل عصابة ، بحال باها ..
علاش غايحن فيها الى ماحنش فيها الرجل اللي ولدها ؟
فيقها صوته و هو كايآمر رجاله بصوت جهوري "" بغيت الدنيا تتنقى بحلول الفجر قبل كايجيو البوليس و الصحافة يشمشمو ""
"" اشنو غانديرو دابا ؟ واش غاناخدو ثأره من الbratva ؟ في الاخير ، السيد هاذي كان من رجال العشيرة .. "" كان نوح ، اللي كان كايرجع اسلحته لحزامه و وقف قدامهم كايشوف في كل وجه منهم كايتسنى المجيب ..
"" كان خائن ، حتى لو ماقتلوه الbratva ، كان مصيره الموت على يدينا حنا "" قال جهاد و ربع يديه امام صدره الحديدي و ابتسم ابتسامة باسنان لامعة تجاه ريم اللي وراء جلال و غمزها ..
بارد القلب ، كان كايتكلم على باها الميت الداخل ..
كيفاش تجرأ يتصرف قدامها هكا بدون احترام .. ؟
و لكن علاش غاتسنى هادشي ، في الاخير ، هما رجال عصابة ..
و من جهة اخرى ، فممكن تكون عندهم فكرة على برودها تجاه باها ..
الدموع اللي كاترقق في عينيها بدون ماتسقط ماكانت غير خوفا من مصيرها ، ماشي على الشارف المدعو باها ..
بسبب قلوبهم المتحجرة ، اغلب رجال العصابات كاتكون ليهم علاقة غير سليمة مع ولادهم ، خاصة الإناث ..
كايترباو الذكور من الصغر على اساس واحد ، وهو انهم غاياخدوا اماكن اباؤهم من بعد ..
كايتلقاو اسلحة كهدايا في بلاصة العاب ، ثم كايقتلوا ضحيتهم الاولى اول مايبدأ يخشن صوتهم ..
اما بالنسبة للاناث ، فواحد الوقت كان ممنوع على النساء يحملو السلاح ،بل كانوا كايتخباو في الدار و يتلقاو الحماية .. ماكايظهروا غير في المناسبات الاجتماعية باش يمثلوا دورهم من الاسرة المتكاملة المثالية ..
الوضع الآن تغير ، و رجال العشائر و العصابات ولاو اكتر ميلا لانهم يدربوا بناتهم كيفما كايديروا مع ولادهم ، حتى انهن ممكن يدخلوا في الاعمال ..
رغم ذلك مازال من هم متشبتين باعراف الماضي ..
و السيد هاذي كان واحد منهم ، لاطالما كان راغب في الولد الذكر ..
"" في نظري ، هادشي غاتخليوه للcapo هو اللي غايقرر اشنو غانديرو مع الbratva . و بطبيعة الحال ، بعدما غاتشرحوا ليه كيفاش حتى كشفتوا خيانة الconsigliere "" تدخلت شيري قائلة ثم حطت يدها بشكل قبضة على جنبها و هي مازال هازة سلاحها في يدها كاتضرب بفوهته على صدر جلال "" و بالمناسبة ، مابغيتيش تقول اشنو كنتي كادير هنا في الوقت اللي هجموا عليه الbratva ؟ او بالاصح ، كيفاش حتى كشفتوا خيانته و انا اخر من يعلم ؟ ""
"" انت اخر من يعلم غير حيت قبل مانتحركوا كانلقاوك برولتي بكولشي للcapo "" تبسم جهاد في وجهها باستفزاز و هو كايقولها ..
"" اه بالصح ؟ على خبر بحال هذا ماخاصش يكون في خباره اصلا من الاول ؟ "" كانت شيري ..
"" كنا غير شاكين ، و مابغيناش تخرج الاخبار و تكون لهاذي فرصة فين يتحرك . هضرتي و مشكلتي انا مع الcapo غانحلها ، دابا ممكن نتحركوا من هنا ؟ "" نبرة جلال المشحونة سكتتها "" يالله تحركوا من هنا "" أمر الكل و جر وراه ريم و هي في صمت تام ..
ريم تبعت شيري بعينيها حتى وقفات امام سيارتها الحمراء و خاطبت شي واحد من الرجال الاخرين بشيء ..
و بانو ليها جهاد و نوح ركبوا في سيارة اخرى ..
حسات بيد جلال رخاتها و وقفوا .. دارت عندو و هزات عينيها فيه . اشار ليها برأسه باش تركب بدون ماينطق كلمة ، كل المزاج الرائق و المداعب اختفى مابقاو غير تقاسيم خشنة غاضبة ..
بلعت ريقها و هي كاتشوف في المقعد الجانبي لمقعده اللي واقفين قدامه و هي تهز عينيها فيه، بجراة انتحارية قالت "" بغيت نركب مع البنت ""
ارتفعوا حواجبه الكتيفة للحظة بسيطة و هو كايشوف في عيونها الواسعة و دور وجهه لسيارة شيري الحمراء ..
أشار ليها فورا منين شافها ديمارات ..
تحركت بسيارتها الامتار البسيطة حتى وقفات قدامهم و انزلت زجاجها
"" ركبيها معاك ""
طلعت شيري فيها و نزلت و كأنها اول مرة كاترد ليها البال "" علاش ؟ فين غادي تاني ؟ ""
"" حتى بلاصة ، انا...وراكم "" احست ريم بجانب وجهها كايتحرق تحت انظاره و هو كايقول كلامه .. لكنها تجاهلت ذلك ..
ماغاتخليش نفسها بين يديهم يديرو فيها ما بغاو ..
اما جلال ، فماعرفش اشنو كايدور في عقل البنت ، لكنه قادر يشوف بعض من المكر في دموعها اللي ماطاحتش من عينيها بعناد كبريائي ..
"" تحركي ركبي "" امرتها شيري و هي تشير برأسها للمقعد جنبها ..
في لمحة خدات ريم المقعد جنبها و كانها ماصدقت بعدت من داك الرجل ..
وجوده جنبها كان بحال شي هم آخر فوق هم ..
انطلقت شيري بالسيارة و دارت ريم كاتشوف في جلال كايركب سيارته ، شافت باقي الرجال تما ، و شافت حتى الفيلا اللي كبرات فيها و كلشي كايصغار و كايبعد بابتعادها ..
لا حنين لداك المكان ، لا حزن على من خلاته مرمي وسط دماءه فيه ..
ما مالئ قلبها غير الخدر و الجمود ..
دارت في مكانها واجهت الطريق و هي كاتتكال تحت السيارة و بلعت غصة .. حاسة بنفسها بحال شي بذرة مالقاتش الارض اللي تأويها و تنشر فيها جذورها ..
و بقات هكاك يابسة بدون حياة ..
و كأن الحياة كاترفضها ..
ماوهباتها والو من داكشي اللي موجود عليها ..
لا عائلة ، لا حب ، لا مستقبل و لا ماضي ..
فقط والو ..
عاشت وحيدة محرومة و هازة صفة المنبوذة ..
ماذاقتش الحياة و بسبب عدم فهمها لمعناها ، من شحال هاذي قررات تنهي حياتها ..
حاولت ، لكنها فشلت كل مرة ..
ماعرفتش علاش ؟
يمكن مازال فيها عرق واحد . غير واحد كاتسمعه كاينبض بقوة حتى كايصم وذنها كلما حاولت تقطع شريانها او حتى تشرب قرعة منومات و كادير في الاخير بالناقص ..
لا طالما نعتات عدم قدرتها على اتمام الامر بالجبن ..
فوق كولشي هي جبانة . بسبب جبنها حصلات في عالم نافرها من اول يوم تلاحت فيه ..
و نفس العرق دابا كاينبض في وذنيها و هي كاتفكر كيفاش تنزل من هاد السيارة و تهرب من هاد الناس ..
الرجل اللي ولدها ماعطاهاش الابوة ، لكن على الاقل استعملاته كذرع حامي من عالمهم و حتى العالم الخارجي ..
و دابا ذرعه اختفى باختفاءه و مابقات غير هي بمواجهتهم ..
بلعت ريقها كاتشوف في جانب وجه شيري ..
عينيها مركزين على الطريق و ظفر اصبعها الاحمر كايضرب على جلد المقود بضربات متتالية احست ريم انهم كايدقوا في اعلى رأسها بازعاج منفر ..
لكنها تجاهلت هادشي منين قالت بصوت جبراته يخرج من حلقها هادئ "" اشنو ناويين ديرو معايا ؟ ""
رمشات شيري بدون ماتجاوبها و زادت ريم توترت اكتر و اكتر ..
هي اختارت تركب معاها هي بالضبط من الاول لسبب ..
شيري ممكن تكون فرد من العصابة ، بل ابنة الcapo اللي غاتورت وراه ، لكن رغم كل هادشي هي امرأة ..
و المرأة الحقيقية مستحيل ترمي بامرأة اخرى لمصير بشع هي بنفسها ممكن توقع فيه ..
شيري كاتبان امرأة قوية ، رغم ديك هالة الحلاوة و اللطافة الطايفة حواليها ..
لكنها كاتعرف القوة الكامنة تحت داك السطح ..
ياما سمعات على رجال ضعف حجمها طاحو في الارض قدامها بدون اثر حياة ..
سمعات بذكاءها و حبكة خططها و شخصيتها القيادية ..
ماعرفتش هادشي واش غايلعب دور ايجابي في ما هي ناوياه الآن ..
"" انا ماعمرني شاركت بابا في اعماله ، تيقي بيا ماكان عندي علم بخيانته للعشيرة "" اضافت ريم بهدوء عكس ماكاتحس في داخلها .. املة كل الامل تثير حنية هاد المرأة جنبها .. لكنها ماجاوبتهاش .. مما خلاها تضيف فجأة و لكن صارخة بهيستيرية "" كانفضل تسلخي جلدي و انا حية و ترميني للكلاب هكاك و ما نتلاحش في شي club ديال الدعارة من يد راجل لاخر او نتباع عبدة لشي مريض يدير فيا ما بغى "" لقات ريم نفسها كاتنهج فورما انتهت من الصراخ ..
"" لو انك غير تسديه هاد الساعة--"" استفزت ريم بنبرتها الباردة الغير مكثرثة ..
فقررت دير اللي حياتها كاملة و هي كاتردد خايفة ديره ..
بان ليها انهم دخلو عبر قنطرة على جنب الطريق . على اليسار حائط عالي كايفصل بين الطرقين و على اليمين حاجز باعمدة حديدية تطل على واد الصرف الصحي ..
يا إما دابا او ابدا ..
هكا فكرات ريم و هي كادور عينيها و كاترسم خطة سريعة تنهي بيها حياتها و للأسف غاتضطر تنهي حياة اخرى معاها ..
ماشي هي اللي ختارت تسحب وراهم بهاد الطريقة ..
بحركة مباغتة ، دورت عجلة القيادة و صاحت شيري شاتمة و هي كاتشوف السيارة متجهة نحو الاعمدة الحديدية ..
جلال شتم هو الآخر وهو كايشوف السيارة الحمراء امامه كاتنحرف لليمين ..
برد فعل سريع ، لكمت شيري ريم بعدتها عن طريقها و ادارت العجلة بقوة للجهة الاخرى تماما و ماقدرات تفراني و تتحكم في السيارة حتى ضربت جانبها من الامام مع الحائط العالي في اليسار ..
و وقفات السيارة ..
لكمة شيري لريم كانت قوية بحيت قدرت تخليها تلهى بصعقة الالم على اعلى خدها . و الوقت اللي ارتطمت السيارة ، ريم تخضت حتى صدمت جبينها بالجانب الامامي للسيارة لانها ماكانتش دايرة الحزام ، تم صعقة الالم التانية كانت في جبينها و هاد المرة كانت كافية باش تدوخ و تحبس من انها تتحرك لثواني ..
خرجات شيري مباشرة من السيارة و دارت لجهة ريم و الشياطين كايلعبوا على كتافها ..
فتحت الباب و جبدات ريم شادة رأسها و عينيها ماقدراش تفتحهم ..
و هي قاجاها ، ردخاتها مع جانب السيارة و صاحت في وجهها بغضب عارم "" يا ال***** ***** كنتي غاتقتليناااا--""
و منين لقات ريم قوتها من جديد صاحت هي الاخرى و هي كاتدفع شيري من عليها "" بالصح ؟ هادشي تماما اللي كنت قاصدة ندييير "" و نجحات تبعدها من عليها و صاحت في وجهها باصرار اكبر "" ماغانجلسش و نشوف فيكم كاتذمروا اخر مابقى فيا ""
فور ما انصدمت السيارة بالحائط ، ركن جلال سيارته وراهم و جرى لجهتهم كايشتم و كايلعن نفسه حتى خلاها مع شيري ..
و هو كايشوف فيها قاجة الاخرى و كايهسوا في وجوه بعضهم كيف زوج قطات شرسات ..
كان خاصوا يفهم من المكر في عينيها و من اختيارها لشيري توصلها كانت ناوية على شي حاجة ..
اختارت العضو الاضعف باش تقدر تهرب ، لكن حساباتها خرجوا خاويبن ..
كان خاصها تعرف ان شيري ابدا ماشي سهلة ..
سمع الكلام اللي غوتوا به و خاصة ريم و هي كاتصرخ بعرق عنقها و اخر في جبينها كايهددوا بالانفجار . احمرار وجهها ، خط الدم الرفيع النازل من جبينها و اللكمة المحمرة على اعلى خدها و اللي قريبا غاتزراق ، لعبو دور باش يكملوا صورة الفوضى العارمة حول هاد البنت ..
بعد شيري و شد ريم من ذراعها ، حاس براسه معصب و ماليه كانة لمشاجرة البنات هاد الساعة ..
"" اشنو وقع ؟ "" سولهم بصوت عميق رجولي و نبرة هادئة لكن لاتخلو من العنف و الخطورة ..
قلب ريم قرع في صدرها لظهوره في الصورة من جديد.. لكنها حاولت بوهن تفصل ذراعها من قبضته و هي كاتصرخ "" طلق مني ، طلق من يدي فين غاتديوني ؟""
"" ال***** حاولت تقتلنا بزوج بحماقها "" صاحت شيري و مع اخر كلمة حاولت تاني تنهال عليها بشي ضربة اخرى بقوة ماهي ثائرة اللحظة ..
لكن صدر جلال الصلب وقف بينهم و صوته الخطير امرها باش ترجع لسيارتها و تكمل الطريق ..
و جر وراه ريم و هي كاتجار معاه و كاتنقز في كل الاتجاهات و تغوت هنا و هنا و كأن شي احد غايسمع او حتى يتجرأ يقرب من رجل بهيبة و وحشية جلال ..
رماها في جنبه و سد السمطة بملامح متجهمة و سد الباب تم مر لجانبه و سد الباب وراه ..
"" من الاحسن ديري عقلك ، ماكانبغيش نمد يدي على النساء ""
"" غير كاتفضل تبيع و تشري فيهم "" تمتمات ساخرة بكل كره و بدون ماتقدر تحبس نفسها ..
الظاهر ان امنيتها في الموت حقيقية و ماغاترتاح حتى يقتلها شي واحد فيهم ..
و جديا كاتفضل هاد المصير على الاخر ..
كره كايضخ في اوصالها و كايخلي ذاتها ترجف .. كره لكل ما واقع ليها ، و هي ماعندها قوة تحبس هادشي ..
سمعها ، و مرر عينيه على جانب وجهها ..
غير في هاد الوقت الصغير اللي تلاقاها فيه ، شحال من مرة هضرات على الموت او حاولت تحرض شي احد يقتلها او تحاول تنتحر ؟
البنت مجنونة لامحالة .. لكن علاش غايلومها وهو عارف اشمن نوع من الرجال كانت عايشة معاه ، غايكون عيشها حياة جحيمية تخليها فعلا تجرب تنتحر ..
للحظة تفكر غير هادي شوية وضعهم فين كان ، و دابا فين ولاو ..
هذه هي حياتهم ، ديما متبوعة بالحركة و تغير الاحوال بشكل ديما مستمر ..
"" ماكانش خاصني ناكل بزاف ، كانحس بالماكلة طالعة حتال حلقي "" قالت تغريد مركبة بكسل على طرف السرير مازال بحذاءها و حوايجها باش خرجات ..
اسلام كان مشغول كايحط كل اكياس مشترياتهم من الخرجة و حيد حذاءه و الفيست دياله و داز لتغريد ..
نصل حذاءها رماه و نزل على عنقها بقبلة و قال في طريقه للحمام "" انا موجود في حياتك غير باش نمنعك ديري اللي في راسك و كاتجي عندي من بعد كاتشكاي فاش كاطيحي تماما في داكشي مناش حذرتك ""
منين رجع من الحمام جاب معاه حبة دواء مدها على كفه قدامها و خدا قريعة ماء معدني من جانب السرير
"" هاكي ""
ناضت سندات جسدها بذراعيها و طلات على كف يده و هزت عينيها فيه متسائلة "" اشنو هاذشي ؟ ""
"" غايعاونك تهضمي ""
"" لا ، مانقدرش نشرب اي حاجة ، نسيتي انه كاين احتمال انني حاملة ؟ ""
"" احتمال ؟ "" خرج فيها عينيه معبس حتى اشعوا و صاح هاز نيفو للسماء "" راك مؤكد حاملة ، انت غاتشككي في قدراتي ؟ ""
حلات فمها فيه كرد فعل اولي ثم انحنت كاتقلب باش ترميه لكن مالقاتش ..
جلس جنبها و ضربت صدره و قالت "" اراك ذكرا مفتخرا يا رجل ! "" تكا جنبها و تكسل بكسلنة و هو ضاحك ضحكة فعلا ذكورية مفتخرة و جاوبها "" غانولدوا احسن حارسة على الوجود ، غاتاخد من ماماها الجمال و قوة الشخصية ، غاتكون عامرة بالاحلام و الطاقات الايجابية "" استرخت تغريد جنبه كاتشوف فيه و هو كايشوف في السقف نيشان بابتسامة وسيمة على وجهه و هو كايتكلم على بنتهم . فجأة ، ناض مسند جسده بذراعه و شاف فيها قائل بعيون واسعة "" غير غاتولد ، غادي نفتح حساب باسمها ، و كل شهر غانحط فيه شي مبلغ مالي . و غير تكبر و تعرف اشنو بغات دير في حياتها غاتلقى فلوسها واجدين . بنتي ماخاصهاش دوز مناش دزنا انا وياك ، ماخاصهاش تجرب داك احساس الضياع و النقص ، ماخصهاش نهائيا تشوف في اقرانها و تغير منهم "" تغيرت نبرته في القسم الاخير من كلامه و تشحن بمشاعر عاطفية بسبب تذكره اللي فات ..
عنقاته و قبلت خده "" داكشي فات ، ركز في دابا ، في اشنو عندك دابا . ""
رجعت الابتسامة لوجهه ، احاط خصرها بذراعه جرها لعندو ثم قال "" ااه ، انت دابا ماشي غير صديقتي . انت مراتي ، كنت باغي نفتخر بحملك لاسمي و لكن الحياة سلبات مني هذه ، حيت حبي ماطاح غير على بنت عمي "" ضحكت ثم كمل "" و لكن على الاقل راك حاملة ببنتي "" و حط يده على بطنها المسطحة "" تعطاتني فرصة نحقق فيها ذاتي و احلامي . ها انا كانبني اسرتي الصغيرة و بصحتي و كاع الناس اللي كانبغيهم بيخير ، هاذشي كافيني ، الحمد الله ""
ضماته بذراعها و قبلاته و لكنه أضاف "" غاتكمل فرحتي اكتر فاش نشوفك حققتي احلامك و وصلتي لاهذافك و نسيتي قضية الزواج الاتفاقي ، ماباغيش اتغريد نطلقو ""
و هنا هزات رأسها فيه ، منين اطلعت على ملامحه تنهدت ، ثم ناضت جلسات قبالته "" خلينا نهضرو ا اسلام ""
ناض هو الاخر جلس "" بلا ماتنطقيها ، هانتي مازال عندنا اشهر اخرى بينما تولدي . كانواعدك غانقنعك تبقاي معايا ، غانعيشك في الراحة و الأمان ، غا--""
"" اسلااام "" قاطعاته "" انا في الصراحة كانحس بخيبة الامل منك ، كيفاش اصلا تيقتي هادشي ؟ ""
وقف لثانية كايشوف فيها و كايحاول يفهم ما كاتحاول تقول و لكن خاطبها "" كيفاش ؟ بلاتي الحارس قال ليا انك كاتحاولي تنتقمي ، ولا تربيني او مانعرف اشنو ، و هاذشي اللي بان ليا حتى انا ""
قاطعاته من جديد "" ااه اسلام ، من المفروض انني و ياك في داك النهار شحال هاذي في البحر اتافقنا و هضرنا و درنا حل لعدم تقتك في مشاعري تجاهك . انا ا اسلام اختاريتك انت قبل من احلامي و لحت كل مخططاتي من الشرجم و بديت مخطط اخر بناءا على مخطط حياتك انت . و انت عارف مزيان شحال خطير هادشي و شحال ديال التقة كايتطلب من انسان باش يدير شيء بحال هذا . المفروض انك كاتيق فيا ، و انك غاتعيق باشنو كنت كانحاول ندير فور ما دخلت داك النهار و لحت في وجهك موضوع الاتفاقية . انا في داك الوقت مارضيتش نعترف بانني قبلت نضحي باحلامي و كلشي على قبلك انت ، كنت معصبة منك و لكن في نفس الوقت ماكنتش باغية نضيعك . فقررت نقبل و لكن نخرج شي طريقة نعاقبك بيها و نعذبك شوية .. دابا انا مفتخرة بتضحيتي على قبل الرجل اللي كانبغي ، اغلى انسان عندي ، انا فرحانة بزاف كانشوفك مرتاح و كولشي غادي بالخير و كانتمنى ديما تبقى هكا . و انا عمرني ماغانتخلى عليك ، تيق في مشاعري لك ، حيت كيفما حاربت في ديك الغابة باش نرجع لك ، انا مستعدة نحارب الدنيا كلها على قبلك .. ""
اشعوا عينيه بمشاعر جياشة ، ثم اسحبها بكاملها اجلسها على حضنه و عنقها "" انا كانتيق فيك اكتر من نفسي ، و ماعمرني شكيت في هاذشي . يمكن غير فكرة انك تبعدي مني و تحرميني منك بعدما نذوق حلاوة وجودك بين يديا كانت كاتخرجني من طوعي . مانقدرش نعيش بلا بيك اتغريد ، حيت حتى انت اغلى انسانة عندي ""
"" من الاحسن ليك "" ضغطت بجبينها على جبينه ممازحة "" ماغانبعدش منك ، وا وريني كيفاش غادي تتحملني حياتك كاملة ""
عض خدها في حركة خشنة و رجع بيها للور حتى تسندو على السرير "" خديتها عهد على راسي حتى بلا منفهم معنى هادشي ، انني غانكون ظلك و نتحملك من يوم شفت كمارتك و حنا صغار لاصقين في الارض اشنو الفرق دابا يعني ؟""
ضحكت و سرحت في ماضي قريب و قالت "" ماعمرني تخيلت ان علاقتنا غاتوصل لهنا ، ماعمرني تخيلتك راجلي ، بل ماعمرني تخيلت راسي مزوجة ""
"" يمكن كنتي في الداخل ديالك عارفة ، و واثقة . حيت تقبلك لمشاعري جا سلسل اكتر من اللي كنت متوقع ""
"" عندك الحق . اصلا كنتي راجلي حتى قبل مانعتارفوا لبعضياتنا ، نسيتي تشنو كنت نعيط لك ؟ ""
"" نعترف لك بواحد الحاجة ؟ ماكنتش كانحملك تعيطي ليا براجلي . كانت كاتجيني بحال شي سخرية منك ، كاتنطقيها تخلي قلبي يدق من جهة بالعشق و من بعد كايتقلب لغضب منك فور ما كانتفكر انك ماقاصداهاش بالمعنى اللي كان راغب قلبي . كنتي كاتلعبي بيا بحال الى عندك شي دمية سحر كاتعذبيني بيها ""
ضحكت "" هادشي بيناتنا دابا فشيشكل ، فاش كاتعاود ليا هادشي كايجيني بحال اذا ماكنت كانشوف في حياتي غير السطح . و دابا ، فجأة كانشوف كلشي ، خاصة منين تزوجنا ، وليتي حاضر في حياتي بقوة ، اكتر من الاول ، و بطريقة اكتر حميمية ، هادشي كايخربق ليا دماغي ، لاطالما كنتي عشيري صديقي المقرب الوحيد ، دابا وليتي .. راجلي ""
لاحظ التشوش على ملامحها و فهم مقصدها "" صداقتنا ممكن تلعب دور مزيان في علاقتنا كأزواج و ممكن تلعب دور عكسي تماما اذا انا و ياك ماتحكمناش شوية في انفسنا ""
"" عندك الحق "" رجعات خصيلات شعره لوراء و اضافت "" حنا غادي نتعاملوا كزوج ناضجين من هنا للقدام ، حنا في الاخير قربنا نوليو والدين ياك ؟ ""
برقوا عينيه و قبل كفها باش كتلمسو بدون ماتحبس للحظة "" بكل تأكيد ياتغريدة صباحي ""
"" تغريدة صباحي ؟ عمرك عيطتي ليا هكا "" اضافت بنبرة عاطفية و نظرة مغمورة حب لجهته ..
"" طاحت في بالي دابا "" قال و هو كايشوف فيها بطرف عينو و ابتسامة جانبية على وجهه ..
ضحكاتها ملامحه و دورت وجهه بيديها "" صافي بان ليا كترت منك حتى تكهمت . انا هربت من كمارتك و انت تابعني حتال هنا ؟ ""
ضحك و حيد يدها و زحف حتى التصق بيها عنقها بين ذراعيه و رمى رجلو من فوقها و قال ملصق جانب وجهه مع جانب وجهها "" لا فراق عليا ، تكهمي ولا لا ، عمرني ماغانفوت جنابك ""
"" اوى صافي منين دابا بان ليا بديتي ترسم النهاية السعيدة لقصتنا الرومانسية ، خليني نجبد شيطانك و نعيط لايدر .. ""
غير قالتها و هو يبعد منها و رمى ذراعه على عينيه ، هاز يديه باستسلام تما من هاد البنت ..
ضحكات على فعله و ناضت كاتقلب على هاتفها "" شحال ماعيطت له و انا قريبة للبلاصة فين ساكن ، كنت كانخطط نمشي نطل عليه و منها نيت نشوف الاصلاحات اللي دار في فيلتو و لا مانعرف اشنو سمية الخربة فين ساكن فين وصلو ""
خرج زمجرة منزعجة عميقة من حنجرته زادت ضحكتها ..
ماكاتضنش واش علاقتها مع ايدر غاتصلح في يوم من الايام ..
اسلام كايغير منو و من جهة مازال ماتسرطات ليه فكرة انه هو اللي كان معاها في محنتها في الغابة ، كايكرهو على هادشي ، كايكره أعماق اعماقه عليها ..
"" يالله ا big boy ، هضرنا في موضوع ايدر شحال من مرة "" قالت و هي كاتحول مكالمة لايدر ..
ناض اسلام ، تقدم لجهتها و هي كاتشوف في عضمتي فكيه كايضغطو في بعضهم ..
عنقها من اللور و قال في فجوة عنقها "" غير ديري في بالك ماغاتمشي لحتى بلاصة بلا بيا "" تبسمت للتملكية و الحمائية في نبرته قبل مايغبر وراء باب الحمام ..
و هنا سمعات صوت ايدر من خلال السماعة "" عروستنا الغزالة ""
تبسمت لصوته "" توحشناك اشنو هاد الغبرة ، وا هادشي غير انت اعزب و عايش بوحدك ، كيف غايكون الحال اذا كانت عندك عائلة تما ؟ غاتنكرنا ؟""
"" بلا ماتبقاي تحلي فمك تما البنت ، انت عارفة مزيان طريقي ، كاتوحشيني = اجي عندي ""
"" اوه ، الذيب وحيد مسيكين ، واش قبل مانعيط كنتي مخشي وسط فراشك كاتبكي و تمسح مخاطك ؟ ""
جملتها ضحكاته "" اشمن نوع ديال الصداقة هذه فين الصديق كايخور جرح صديقه بصبعه ، حشومة ""
هزات راسها ضاحكة "" صافي ماتبكيش ، غذا بكري غانجي عندك انا و اسلام و ديك الساعة غانخور الجرح قدام عينيك ماشي غير من التيليفون ""
"" ااه ، هي جيتي على قبل المسابقة ؟""
"" ماعندي مانتسالك ، كاتعقل اشنو كانقول لك ""
"" شفتي ؟ كان خاصك تختاريني انا في بلاصة هذاك اللي تزوجتي به ""
"" اوووف ، حالتك لهاد الحد صعيبة ؟ اشنو بان ليك نسجلك في دوك مواقع الزواج ، تقدر تلقى شي حمقة تعيش معاك في داك الخلا ""
"" انا فرحان بزاف غاتجي عندي ""
غوبشت و هي ضاحكة مافاهماش قصده حتى رفعت حواجبها و هي كاتقول "" تهديد هذا الحيواان ؟ ""
"" استقريتي اولا مازال ؟"" تنهدت لذكر الموضوع فجأة "" بخير ، كاينين بزاف ديال الامور مشوشة عقلي و مازال ماولفتها لكن بشكل عام راني بيخير ""
"" انت عارفة مزيان باللي تقدري تعولي عليا في الوقت اللي حتاجيتيني ""
تبسمت بدفء مالئ قلبها "" شكرا ايدر ، انا عارفة ""
"" نتسناكم غذا ، عندي مايدار دابا "" كان التعجل في صوته
"" اشنو عندك مادير ، الليل هذا ؟ "" سألت بفضول ..
"" كنت كانشم شي روايح هاذي شي مدة منين رجعت سكنت هنا ، و لكن مؤخرا ماقادر نركز في حتى حاجة من غيرها ، خاصني نعرف مصدرها "" جاوب ببساطة ..
"" روايح من اشمن نوع ؟ ""
"" شاك شي زمرة ديال شي قطوط ، و لكن ماعرفتش ، هاد المنطقة مافيهاش سنوريات رغم انها شبه خالية ""
"" سنوريات ؟ كاتقصد قطوط كبيرة ، أسود و فهود و نمور ؟ ""
"" اه ، فاش تجيو عندي ماتخرجوش من السيارة حتى توصلو عندي و نحل ليكم الباب ""
"" هي درتي باب خارجي ؟ مانعرف نقدر نكون نسيت الطريق ، وجد راسك نعيط ليك ""
"" واخا واخا ، بسلامة دابا ""
"" الله يعاون ""
فور ما قطع مع تغريد ، حط هاتفه فوق منضدة قرب الباب ديال فيلته ..
و جرد جسده من كل ملابسه .. و خرج بلا ماينسى يسد الباب وراه ..
ضربه ريح خريفي بارد حامل عدة روائح منها المفرزة و منها اللا فور ما خرج . و ضرب شعره الطويل للور بدون مايرتجف جسده ولو برعشة صغيرة ..
اجساد الذئاب دائما حامية ، مصممة تحميهم حتى في اشد الليالي برودة ..
مزاج ذئبه اليوم ، او لنقول مؤخرا كان غير رائق ، بل كايحس بانزعاجه و ضيقه ..
كايحس بقوته الهائجة في الداخل دياله بدون مايعرف كيفاش يهديه ..
هاد الليلة خارج و كله نوايا وحشية باش يقطع لحم شي كائن و يخوي فيه كل هاد الهيجان اللي في الداخل دياله ..
شي كائن قريب لقده ، يتحارب و يتعارك معاه ..
لعله يبرد شوية ..
تمشى كايحس بالحجر و صوت كسر الأوراق المكسوة بلون الخريف تحت رجليه ..
رجوعه لمكانه ، لغابته ... لمملكته ، رجع فيه الروح ..
كايحس بنفسه و اخيرا بحال شي روح تحررت بعدما تسجنت لمدة طويلة ..
قضى كل ليلة كايجري و يجري و يجري ..
كايعوض السنين دياله و كايرجع يتذوق طعم الحرية و يتلذذ فيه ..
حتى كاينهك نفسه باش يطيح ينعس بدون مايعطي لنفسه فرصة فين يتذكر انه رغم استرجاعه لحريته الا انه فقد المرأة دياله ، و فقد اصدقاء كانو له في وقت مضى ..
يتذكر انه وحيد ..
في هاد الايام كان تواصل مع ايفارديت ، و طلب منه انه يخبره اذا كان شي قطيع ذئاب في هاد البلاد ..
جوابه كان لا ... بل موجودين في البلاد المجاورة ..
فيه حنين لانه يتلاقى ولو غير شوية من بني جنسه .. يشم روايحهم و يشوف قداش انسجموا مع الحياة هنا ..
لانه كائن اجتماعي و وحدته كاتعني انطفاءه ..
حتى انه بدأ يفكر يهاجر هاد البلاد من جديد و يرصي في بلاصة اخرى و يبدأ تاني من جديد ، في محاولة اخرى ..
لكن مازال ماتأكد ، مازال ماعرفش بالضبط اشنو باغي ..
دار لور مع الفيلا ، فين كاينة شساعة الباقي من ملكيته ..
ارض واسعة و عريضة من الخضورة ، شجر و ربيع .. و كل مايتطلب باش تكمل صورة غابة ..
جرى .. و بزمجرة من حنجرته نقز في الهواء و عندما نزل للارض ، نزل بقوائم قوية ، مكتسي بفرو اسود دغيا انسجم كيف شي ظل غامض بين الشجر و ظلام الليل ..
جرى بقوة ، بسرعة .. حر طليق في بريته الخاصة ..
تحفز عظيم كايقودو..
جرى ، جرى ، جرى و جرى ..
لمدة طويلة ، وقف فيها بضع مرات كايشمشم بطرف انفه ..
الريحة كانت كل مرة كاتقوى و بعدها كاتسحبها الريح و تخليها فقط نفحة بسيطة ..
مالقاش اثار الروائح على الشجر او الارض ..
مالقاش اثار قوائم و لا حتى حاجة ..
لكن الريحة غادية و كاتركز ..
رجع كايجري من جديد حتى فات حدود ملكيته ، و مالقى والو ..
و اصيب بالحيرة ، اشنو مصدر الريحة اذا ماكنوش اثر لصاحبها .. ؟
مادام ماكاينش اثر على حدود مملكته فراه ماكاينش سبب يخليه يستمر في البحت ..
لكن الفضول ماغايخليهش يرتاح ..
و هادشي علاش استمر في البحت ..
بعد مدة من الجري خرج من بين الشجر الكتيف ..
و لقى طريق فاصل .. و هنا كانت الريحة جد قوية بحيت حتى الريح ماقدرش يبعدها عن رأس انفه ..
كل حواسه تأهبت ..
صوت سيارات قربت باضواءها و تراجع الذئب مخفي نفسه وسط الشجيرات ..
راقب حتى مرت سيارة رياضية حمراء ، وراها اخرى سوداء كبيرة من نوع mercedes classe g ، ثم وراهم mercedes benz بيضاء . انعطفو للقدام و طلعو مع عقبة صغيرة في الجهة الاخرى المقابلة له ..
حتى بعدو للمسافة فين مايشوفوهش و تبعهم ..
وصلو لمكان اعزل ، ماكانش واضح هما قدام اشنو ..
و لكن كانت هناك بوابة حديدية كبيرة و محاطة بسياج حديدي عالي ..
تفتحت البوابة و دخلو السيارات وحدة وراء الاخرى..
الان ماكايشمش غير ريحتهم ، بل قادر يسمع زمجرات عميقة صغيرة و حتى تحركاتهم ..
الباب الحديدي الضخم كان الكتروني ..
تفتح بوحدو و الان ينغلق بوحدو ..
و حتى بقى غير شوية باش ينغلق ، تسلسل بسرعة و دخل ..
المكان كان مظلم بشكل حالك ، لكنه كان قادر يشوف بوضوح ..
تمشى بتسلسل و بحذر شديد حتى وقف ..
من بعيد شافهم ..
سيدة كاتبان في نهاية العشرينات خرجات من السيارة الحمراء ، و خبطات بابها بقوة ، من ملامحها كان باين فيها الغضب . و منين دارت كاتمشى لجهة السيارة البيضاء ، ظهر سلاح معلق في حزامها من اللور ..
مثير للاهتمام ..
من السيارة ، خرجو رجلين ، واحد اشهب و اخر داكن الشعر ..
التحقوا الرجلين بالبنت و وقفوا في جنبها ..
كانت كاتبان بحال اذا كاتعاود ليهم شي حاجة و هي غاضبة و عينيها على السيارة السوداء الثالثة ..
رغم بعده عليهم ، إلا انه بسبب دقة سمعه كان قادر يسمع اشنو كايقولوا ..
"" لحد الآن مامتيقاش انها حاولات تقلب بينا السيارة "" صاحت البنت "" ال**** غانخليها تخلص الضرر اللي دارتو في سيارتي غير بلاتي ""
راقبوا ب3 السيارة السوداء ، حيت خرج جلال من سيارته ، مزال ملامحه غاضبة محجرة ، دار للجهة الاخرى و فتح الباب ..
ريم رفضت تنزل ، ووهمت نفسها انها لاصقة تما و ولا قوة في الدنيا تحيدها من مكانها ..
لكن جلال اتبت ليها العكس ، منين شافها تعكست ، مد يده و بلا جهد يذكر جرها خرجها من السيارة ..
ضربت يده و قمشت بشراسة باش يحيد قبضته من على ذراعها لكن ماقدراتش ..
جرها معاه حتى قربوا للبقية ..
بحيت شيري رمقتها بنظرة شرانية ، نوح صفر من وجه البنت اللي زراق و جهاد ابتسم ابتسامة جانبية و هو كايشوف في عينيها و الكدمات على وجهها ..
"" صدقتي شقية الصغيرة "" قال جهاد بالايطالية و بنبرته الساخرة ..
دفلت في الارض على رجله و جرها جلال معاه .. للداخل ..
حل جهاد فمه قليلا بصدمة مزيفة و هو تابعهم مربع يديه على صدره كايشوف فيها مجرورة وراء جلال و كاتضرب يده بدون ماجلال يعيرها اهتمام و قال بنبرة ساخرة "" وا مزااج عند هاد الشقية ""
و وراهم كانت نوح جنب شيري كايخاطبها "" مانضنش انك محتاجاها تخلص شي حاجة حول الضرر اللي دارت في سيارتك ، حيت نفس الضرر درتيه للمسكينة في وجهها ""
"" تستاهل ""
كان اخر ماقالته قبل مايدخلوا و يختفيو كاملين ..
الذئب من بعيد كان كايحاول يفهم فين هو ؟ و اشمن نوع ديال الناس هاذو اللي جايين حتال لهنا ..
في جانب المدينة فين كاين البعد على المجال الحضري ..
و لكن ماتحتاجش منه ذكاء باش يحزر انهم مجرمين او يمكن افراد عصابة غير من اسلحتهم و سرية مكانهم و الاجهزة الوقائية حول المكان و بدون ذكر بعض الرجال المسلحين المتناثرين هنا و هناك ..
و اخيرا ، البنت اللي جروها و الظاهر غصبا للداخل ..
يعلم الله اشنو بينهم ، و لايهمه ..
هو هنا باش يعرف واش ملكيته كايشمشموا حداها متطفلين ..
ورجع تنبه و كأنه تذكر علاش تسلل للهنا ..
بكل تأكيد و بدون شك ، هاد المكان فيه علامن كايقلب ..
بعد عن انظار الرجال و تسلل في الاماكن اللي ماوصلها ضوء ..
المكان فين دخلو دوك الرجال و معاهم البنت و المخطوفة كان شبه بيت ضخم بطابقين ..
لكن المكان بشكل عام كان ظاهر عليه انه شاسع جدا ..
بحيت انه تمشى متسلل بزاف حتى بعد من البيت و لقى نفسه دخل لمكان محاط باسيجة عالية و مباني صغيرة ..
مستوطن حيواني ..
عارف مزيان هادشي ..
لانه بمجرد ماوقف وراء داك السياج ..
حس بحركة و الزمجرات العميقة الآن جد واضحة و قريبة ..
بل علات و كأنهم تحسسوا وجود الغريب ..
و قدر يشوفهم وراء السياج ..
اسد .. او اثنين ..
واش هو وسط محمية اسود ؟
لان المكان واسع و مازال ماوصلش لحدود السياج فين واصل ..
الزمجرات علات اكتر و اكتر ..
الاسدين القراب منه كانو كايناديو على باقي الزمرة ..
هادشي كان واضح .. كانوا هما الآن اللي كايشوفوه متطفل جريء على منطقتهم ..
اقتربت اعداد عدة من الاسود و اللبؤات كايزمجروا نحوه بعنف فيه وعيد و تحذير بالابتعاد ..
وهو ماقدرش يحبس حيوانه من الزمجرة بالمقابل ، لكن لا نية له باقتحام ملكيتهم ..
"" كان خاصك تعتقو من رصاصة الbratva و تجيبو ليا هنا مجرور كيف الكلب نجعل منه درس للكلاب الاخرى ، باش تضرب الف حساب قبل ماتخون الcapo روكو ريفيرا "" صاح صوت جهوري رخيم لرجل في اواخر الخمسينات ، و ضرب على سطح مكتبه بقوة ..
بقوة ماهزات غير كتاف ريم المتوترة و اللي جالسة بقلبها كاينبض في حلقها و هي محصورة في الاريكة بينهم على بعد امام المكتب ، جلال في يمينها و جهاد على يسارها ..
في الكرسيين امام المكتب مباشرة كان نوح و شيري ..
الخائن علامن كايتكلم هو باها ... هادشي كايخليها تماما تحت رحمتهم ..
"" هذا كان المخطط كابو ، لكن كولشي وقع بسرعة ، مالقيت وقت غير فين نعتق راسي "" قال جلال بصوت هادئ لكن صارم مقنع ..
"" لو انكم علمتونا قبل ما تتحرك لعنده كان ممكن حنا اللي ننهيوه "" كانت شيري و هي كاتخنزر في جلال بغضب بادلها به في نفس اللحظة و هو كايعبس ..
"" المهم دابا عرفنا مصدر الثغرات اللي كانو داخل العشيرة هاد الايام الفايتة ، اشنو غانديرو اكابو بخصوص موت الconsigliere ، واش غانفضحو خيانته او ناخدو بتأره من الbratva ؟ "" قال نوح بصوت هادئ للكابو ..
"" غاتتفضح ، و غاتخليو خبر اننا خليناه بدون حماية للbratva يديرو به مابغاو يتسرب ، مابغيتش عشيرتنا تبان ضعيفة ، يكفي غير انني ماشي انا اللي حاسبته على خيانته . "" امرهم بصرامة صوته جد مشحون بالغضب و التحفز ..
"" ها مسمار و طرقناه العقوبة ل--"" قال جهاد وهز راسه تجاه شيري بابتسامة جانبية مستفزة ، قلبات عينيها ثم قالت متحدية "" لشكون اجهاد ؟ ""
بطبيعته المتلاعبة ، ماذكرش الاسم علامن كايمعني ، و في المقابل دار عند البنت المنكمشة في جنبه و رمى ذراعه حول عنقها ، حاولات تبعدوا تلقائيا لكن ماسمحش ليها و قال "" بنت الخائن بطبيعة الحال ""
بلعت ريم غصة و هي كادور عينيها عليهم كاملين ..
كل العيون داخل المكتب كانت عليها ، الانتباه اللي تخصص ليها هي بوحدها فجأة و خلاها تتوهم انها في مكان منغلق صغير خانق مخليها كيف شي وحش صغير مسجون مالاقيش طريق خلاصو ..
في لحظة حاسمة خطيرة بحال هاذي ، اول ماكايطيح في عقل الانسان هو الامان ، الامان بالنسبة للبشر غالبا كايكمن في بشري اخر ..
ام ، اب ، اخ .. او يمكن حتى جار كاع ..
منين قلب اللاوعي ديال ريم ، مالقى حتى احد من هادشي ..
بل ظهر في عقلها غير ابتسامة دافئة كانت خالدة في ذكراها.. و بدون ماتمنع او تتحكم في نفسها .. دارت لجهة جلال ، لكن مالقاتش ديك الابتسامة ..
لقات عيونه تتفرس ملامحها باهتمام غريب غير مفهوم ..
و ازاحت عينيها عليه بثقة مهزوزة قدام تقته و جبروته هو ..
"" اذا كان كايسحاب ليكم غانرضى بأي مصير غاتحددوه ليا فانتما غالطين "" تمتمت مفاجئة الجميع بنبرة مظلمة ، و هي حاذرة عينيها ..
تصرف متناقض اثار حيرة جلال على الخصوص ، كيفاش لانسان يهدد و يتحدى بدون مايقابل حتى عيون من يقابله ..
واش هذه شجاعة واهية ، ام انها كاتخفي شيء تحت هاد التصرفات الغريبة .. ؟
ارتعاشها ماخلاهش يشك انها خايفة ..
اذا هي كاتحاول تصنع غشاء خارجي صلب باش تحمي نفسها ..
كيوت ، تمتم لنفسه ، لكن هادشي مانفعاش في هاد العالم ديالهم ..
"" اووه بالصح ، انا متحمس نعرف اشنو غاديري ؟ "" تكلم جهاد باستفزازه المعهود ..
ما اثار فيها حتى رد فعل ، الرد الفعل كان من جلال اللي نفض ذراعه من حولها و تبتو بتخنزيرة محذرة ..
لكن جهاد ابتعد ضاحك بسخرية ..
في رمشة عين كان الكابو واقف قدامها ..
جهاد و جلال وقفو ، لكن مالقات في نفسها حتى احترام يخليها توقف لهاد الرجل ..
حتى احست بقبضة جلال من جديد كايوقفها ..
ماهزاتش عينيها فيه ، بل خلاتهم على حذاءه الثمين و هي كاتلعن فيه في خاطرها ..
"" هادي بنت هاذي ، ماقدرناش نخليوها تما بين يدين الروسيين . في الاخير كاتحمل دم العشيرة "" قال جلال و عينيه عليها كاتفحصها بفضول و كايتسنى اشمن رد فعل من ردودها غادير ..
هي ماهزاتش راسها فالكابو منين قال "" عرفتها ""
كانت قداموا كاترتعش خوفا و غضبا ، خاصة منين رفع ذقنها و قابلت عينيه ..
ملامحه كانت صخرية صارمة مهيبة ، لكن في عينيه كان شيء غريب ..
خلاها تزيد ترغب تطول الشوفة فيه و في عينيه ..
ترغب تعرف بفضول اشنو غايقول ليها ..
كان رجل طويل ، غير نحيف و غير مكتنز ، و لا حتى كرش كيف معروف على رؤساء العصابات ..
بل كان وسيم بالنسبة لرجل في قرابة الستينات ..
كما ان حس الموضة او الهندام دياله غريب ، جميع ملابسه -الرسمية و الغير رسمية- تصمم خصيصا له و ماكاينش في الدنيا اللي كايلبس بحاله ..
كما انه يحب اللون البني الفاتح .. جل ملابسه في هاد اللون ..
هاذشي ذكرها باشنو مشهور هاد الرجل ..
تربية و ترويض الاسود ..
ازرار قميصه الحريري المزركش المفتوح كاشف عن وشوم و شعر صدر و جهة عنقه موجودة خبشة قط ضخم و خلات اثر لجرح عميق كان مفتوح في واحد الوقت و خلا اثره تما بحال شي وشمة من نوع اخر ..
ساعديه الظاهرين بفعل طيه لاكمام قميصه ، عليهم خدوش اخرى و اثار لانياب قوية ..
هاذشي كايعطي لمحة بسيطة عن قوة هاد الرجل باش يتواجه مع ملوك الغاب المفترسة اللي ماكاتفهمش معنى الرحمة ..
كايروضها و يجعلها بغير طبيعتها تتحنى له و تاخد باوامره ..
سمعته المفترسة في العالم دياله ككابو اكيد وصلاتها ، رغم خيانة باها له ، الا انها كانت عارفاه كايهابو و يخاف منه ..
لكن غروره ماخلاهش يتصنت لخوفه منه ..
تطلعت لوجهه ، للحيته البيضاء و شعره المختلط بين بني داكن و الشيب في الجناب .. و لاحظت بعض التجاعيد حول عينيه .. لكنها مازادته غير وسامة و وقار رجولي ناضج ..بحال شي نبيذ زادت لذته بفعل الزمان ..
حولات عينيها من عليه لوراه ، شيري واقفة على يمينه هازة راسها بشموخ و تقة ..
و شحال شبهات باها في هاد اللحظة .. لا من جهة الملامح و لا من جهة القوة في عينيهم ..
و حسداتها على ما تعطاها ..
كاتعرف بعلاقتها القوية بباها ، كاتعرف بدلاله ليها و حمائيته الشرسة تجاه صغيرته الوحيدة ..
و حسداااتها ..
"" هزي راسك للفوق و عمرك تحنيه ، البنت "" فاجأها بصوته و نبرته الحاملة لصرامة و لحنان غريب عليها اوجع قلبها ، ذكرها بما لم تحض به في حياتها ""عمرك تنساي انك تنتمي للعشيرة ، و عشيرتنا مافيها ولا فرد واحد خاضع و ضعيف ، مرأة او رجل . انت عارفة العالم ديالك باش عامر و كيفاش داير . انت عارفة مزيان انك ماشي اي بنت من باقي البنات في العالم على برى . تولدتي باش تكوني ذئبة من ذياب العشيرة ، اذا خرجي نيابك و عينيك في العينين و عمرك تحنيهم واخا تكوني كاتموتي .. ""
بلعت ريقها على مضض و رعشة مرت على اوصالها ..
اشنو كايعني بكلامو ؟
شافته دار و رجع لوراء كرسيه و جلس ، بنته مشات لحداه و وقفت في جنبه ، و تفكرت باللي فعلا كاتحسدها "" ديها تبات معاك اشيري ، و غذا ان شاء الله بعد اللقاء ديالنا ، غانستقبلوا المحامي ديال باها ، باش تمم كل اجراءات الارث ""
وساعو عيونها بدون تصديق و تقدمت خطوة بدون ماتشعر و قالت بلهفة ماقاصداش تظهرها "" اشنو كايعني هادشي ؟ ""
"" كايعني باللي ماغاتتلاحيش لواحد من clubs الدعارة ديالنا وا لا غاتتباعي لشي مريض نفسي "" جاها صوته العميق من وراها ، و مالقاتش في نفسها تدور تشوف في عينيه ..
عيات من كل مرة كاتشوف في وجهه و ماكاتلقاش مازال صاحب الابتسامة الدافية ..
فيقتها ضحكة الكابو الخافتة و هو كايقول "" حتى عاهرة في الكلوب ماخدامة عندنا غصبا ، كما ان التجارة في البشر ماشي من اختصاصنا ""
"" الشكر ليا انا "" قالت شيري هازة يدها عاليا و خلات باها يضحك اكتر بفخر في شوفته ليها ..
و هنا ، شيئا ما قدرات ريم تتنفس الصعداء ..
ماكانتش متوقعة الاحداث غاتنقلب لهاد المنحى ..
"" غير هو ا كابو ماغانقدرش نخليها تبات معايا . اولا غانتعشى مع خطيبي . ثانيا ، انا ماعنديش مع هاد البنت و مانضنش انني قادرة نتحمل شقاوتها اللي كاتميل تقتلنا بيها "" قالت شيري و هي كاتبعت بخناجر تجاه ريم اللي بدورها عبست فيها ..
لاحظوا الرجال التوتر بين البنات و الكابو مافهمش سبب التوتر بين الفتاتين لكن من وجه ريم قدر يشوف اتر لكمة بنتو عليهم ..وترقبوهم في سكات للحظة ..
الا جهاد و ضحكو المستفز و هو كايراقبهم بعيون صقر حتى قرر يتدخل "" نقدر نديها تبات عندي ، مانضنش حمرائي عندها مشكل "" نبرته خلات ريم ترتعش نفورا منه و من ابتسامته الساخرة و نظرته اللعوبة الجريئة ..
بدون ماتقدر تحبس نفسها كانت مظهرة اشمئزازها منه ، خلاتو يهز حواجبه عاليا ساخر و قال "" بالله عليك ، ماشي لديك الدرجة ، باقي لحد الان مشاعري مجروحة بسبب الدفلة ديال قبايلة ""
ضحك نوح ، لكن الكلام هاد المرة كان من الكابو "" ماكانتيق فحتى امرأة تقرب جهتها ، اقتراحك مرفوض ""
ضحك جهاد و غمز شيري اللي كانت كاتبسم بتشفي حول سمعته اللي ديما سابقاه ..
شاف الكابو لجهة نوح و وساعو عينيه للحظة و دور وجهو من واجهة الكابو كايحك قمة رأسه ، تهربا من امكانية يلصق فيه البنت ..
و بدون مايشوف في جلال ، عارف هذاك مستحيل يستقبل شي احد في عرينه السري ، و قال لها "" اذا معندكش مشكل مع زئير الاسود غاتبقاي مع العجوز اذا ""
"" بغيت نمشي لواحد من اوطيلاتنا "" قالت وهي مسبقا عارفة الجواب اشنو هو ..
"" انت ماشي في امان بوحدك ، ضروري تلازمي واحد من الدراري حتى تفوت هاد المدة "" قال الكابو بصرامة سكتتها ..
زفرة قوية من جلال تم نطق "" غاتبقى عندي ""
تكاد تقسم ان قرع قلبها على صدرها كايتسمع وسط الصمت المصم في الغرفة ..
العيون كلها عليه مستغربة الا هي ..
دوز جلال عينيه عليهم منزعج من صدمتهم لاقتراحه لفعل شيء كيف هذا ..
لاطالما كان الهادئ صاحب المزاج الحاد ، الشخص الحاد الطباع الغير متسامح اللي ماكايعاون ،ماكايرحم و اللي كاينزاعج حتى من صوت تنفس البشر حوله ..
الشرير اللئيم اللي ماعنده خاطر لحتى واحد ..
فجأة يقترح يستقبل فتاة صغيرة مزعجة في بيته .. ؟
"" متأكد ؟ "" سأل الكابو ..
هزز جلال رأسه و منها عدل الفيست دياله و تقدم لجنب ريم المرتعشة و قال "" غانديها ترتاح دابا ، غذا ان شاء الله نتكلموا اكتر "" و اشار برأسه لريم بدون ماتشوفو ..
فهموا الكابو لاشنو كايلمح و هزز رأسه "" تقدروا تمشيوا كلكم ، غذا كونوا عندي بكري .. ""
و هما خارجين ، جلست شيري على حجر باها معنقاه ، و هو كايربت على ظهرها بحنان ابوي لم يتأثر بوحشيته و حقيقته مع الاخرين و في الوسط دياله ..
و راقباتهم ريم بعيون غيورة و هي خارجة مسحوبة وراء جلال ..
في الخارج ، دخلها جلال بدون مايكلمها او يرمي لجهتها نظرة وحدة و سد الباب وراها وواجه الرجلين الاخرين بيديه كاتسحب اطراف فيسته السوداء و هو خاشي يديه في جيابو ..
"" واش فعلا وقع داكشي بسرعة و مالقيتي غير فرصة فين تعتق راسك ، او درتي فعلتك الماكرة و خليتيه ليهم ينهيوه قبل مايفضح مصيبتك يا ابو الزبائل "" كان جهاد بابتسامة ماكرة على وجهه كيف الثعلب كايستفز بيها من حوله ..
بادل نظرته الثاقبة المراقبة بنظرة جلال المنزعجة المتحدية و هو كايقول "" ماتبسمش فوجهي هكاك و الا غاتضطر تركب فم اصطناعي يخليك اقل جاذبية للجنس اللطيف ، باش تتفادى هادشي حيد من قدامي هاد الساعة .. ""
بعد جهاد كايضحك بمكر لكن تكلم نوح بعقلانيته الهادئة "" يستحسن ترد البال اكتر المرة الجاية و ماتخليش للكلاب منين يشمشموا وراك ، لو ان الكابو عرف من داك الكلب كان غايفقد تقته فيك ، هادي فاتت بسلام . الانسان ماكايضربش حظه زوج مرات متابعين ""
بدون جواب ، ركب و زاد مع الطريق ..
ريم حداه سادة ساقيها على بعضهم و شادة يد في يد بتوتر و تشنج ظاهر ..
ماغاتنكرش انها جد متوترة ، كيفاش اعصابها غاتتحمل حقيقة انها غاتمشي تبات في داره ، هي وياه الرأس في الرأس ..
هي اللي كانت كاتشوفو غير من خلال التجسس وراء الحيوط كيف شي مراهقة صغيرة ..
الآن غاتبات في داره مرة وحدة ..
خدات نفس كاتهدن نفسها و قرع قلبها كذلك ، تفتحات البوابة و شافت على جانبها من النافذة كاتحاول تلهي افكارها عنه و عن ريحته المهيمنة على المكان حتى جسدها بسبب جرانه ليها وراه العشية الكاملة ..
حتى فجأة ، خيال اسود ضخم وثب في جانبها بدون ماتقدر تميز ماهيته و اختفى في لمحة بصر و خلاها كاتشهق شهقة سرعان ماكتمتها بيدها ..
حولات انظارها لجلال و لقاته عاقد حواجبه فيها بتشوش و بلعات ريقها كاتمتم بشيء هي نفسها مافهماتوش و كمل سياقته خارج من البوابة ..
دخل المفتاح في الباب وسط الظلام بدون مايغلط في توجيهه بدقة ، براعة اكتسبها من طبيعة خدمته اللي احتمت عليه يتسلل لعدة بنايات و اقتحم عدة ابواب ..
فور مافتح الباب ، لقى خيال طويل عريض قدامو ، مالمحه غير بسبب ضوء القمر المتسلل من خلال نافذة غرفة المعيشة ..
"" اهلا سيد جهاد "" حياه الحارس الشخصي الخاص بسالومي ..
هزز جهاد رأسه و دخل كايعلق مفاتيحه على علاقة قرب الباب و صرف الحارس بيده قائل "" تقدر تمشي ""
هزز الحارس رأسه استجابة لأمر سيده و غادر في هدوء ..
تمشى على طول ممر صغير في نهايته كانت هناك 3 ابواب ، حمام و غرفيتين .. مخلي وراه على اليمين مطبخ مفتوح على غرفة المعيشة ..
منزل بسيط و ماكبيرش ، لكنه دافئ و به نبض كايفكره باللي مازال ليه نبض في صدره .. تماما كيف كادير معاه مولاته .
كايبغي هاد المنزل حيت كايشبه ليها ، في الريحة و في الروح كذلك ..
السبب الوحيد اللي مخليه مايطلبش منها تتحول تسكن معاه في داره هو تعلقه بهاد البيت ، كايبغي يجي له ، كايحب يقتحم مملكة هاد الملكة الحمراء و ينزل حصونها ، ثم يملكها و يهيمن عليها في محيطها ، خاصة في ديك الغرفة في نهاية الممر اللي كايتمشى نحوها بتبات اللحظة ..
اصابع رشيقة حريصة لفها حول مقبض الباب و فتحه بهدوء ..
ريحتها الحلوة مالكة الغرفة انعشت حواسه و فيقاتها ، لكن سرعان ماخيبة امل طفات على السطح منين شافها في سريرها ، عاطياه بالظهر ، ستارها النحاسي وراها منشور على الوسادة ، كتفها البلق-وردي ظاهر تحت خط رقيق من بيجامتها البيضاء الحريرية ..
قفل الباب وراه ، وهو كايحز على فكيه بانزعاج و احباط من تصرفها هذا ..
كانت غاطة في النوم و ماحساتش بتقله كاينزل الفراش ، تمدد جنبها احاط بكامل جسده وراها و رمى ذراعو حول خصرها بتملكية . ثم قبل جبينها و منها غرق انفه في فجوة عنقها كايتشمم عطرها ..
تحركت قليلا و دغدغها بأنفه و هو كايناديها في اذنيها بهمس "" sugar lips ""
دارت لجهته و فتحات عينيه مفاجئة بوجوده ..
حاولت تنوض و بعد قليلا عاطيها مساحة ، شعلات الابجورة جنبها و اعطت نفسها لحظة تحقق في وجهه و تفيق من نومتها و تركز "" جيتي "" قالت بنبرة مازال مخدرة بنومتها العميقة ..
ناض جلس و واجهها معبس بنظرة منزعجة منها ، و جرها جلسها بالكامل بدون مايطلق ذراعها قال بنبرة خافتة لكن عميقة "" قلت لك تسنايني ولا لا ؟ ""
"" بزاف المرات تسنيتك و مارجعتيش "" قالت بنبرة انثوية هادئة ..
لكن ردها حفز شيء وحشي في الداخل دياله خلاه يشدد نبرته و قبضته حول ذراعها و يهددها باصق من بين فكيه و الجنون كايلمع في عينيه "" انت تسنايني منين نقولها لك سواءا رجعت او مارجعتش ""
قابلت جنونه بهدوء و تبات تحسد عليه .. و راقباته و هي في مكانها حتى ناض و فتح خزانة الملابس و جبد سروال بيتي من بين باقي ملابسه القلال في خزانتها ..
و خرج من الغرفة باتجاه الحمام ..
عارفة الروتين دياله ..
ناضت من فراشها و خرجات من الغرفة ، مرورا على الحمام سمعات الرشاشة ، و وصولا للمطبخ توجهت للتلاجة و جبدات منها عشاء كانت جهزاته قبل ماتنعس ، ماكلا منه غير الحارس ، اما هي ..
فبدون ماتحس كانت فعلا كاتتسناه ..
سخنات العشاء وحطاته بطبقين و وجدت اطباق جانبية و عصير و داته لغرفة المعيشة ..
انارت الغرفة و شعلت التلفازة .. و كولشي دارتو بهدوء تام ..
ضجيج التلفاز فيق ساكن اخر في هاد البيت ..
من فراشه الصغير في الركنة ، ناض بقوائمه الصغيرة و تمشى تجاهها ..
مدات يديها للغزال الصغير و حطاته بين ذراعيها ، دوزات اناملها على فروه الناعم القصير حمري اللون و المرفط بالابيض ، و رجع غط في نومه مسترخي تحت لمستها الحنينة ..
تبسمت و هي كاتشوف رموشه الطويلة كاتسبل تحت عيون واسعة ترتعش و هي كاترجع لهدوء نومه ..
هزات رأسها و لقات رجلها واقف قدامها ..
كايشوف في الغزال الصغير بين يديها و هو كايمسح شعره القصير او رأسه بمنشفة حول عنقه ..
رماها بعشوائية و تبعاتها بعيون منزعجة لكن ماعلقاتش ، كان لابس سرواله الرمادي البيتي و صدر عاري بدون اي قطعة ملابس ..
ناضت حطات غزالها في مكانه و رجعت تجاه الكنبة لقات جهاد جلس تما و مد يده ليها .. شداتها و لقاتو جارها لحضنه مجلسها بين رجليه ..
"" ماكايعجبنيش فاش ماكاتسناينيش ""
نبرته الان تهدنت من داك الجنون ، لكن جنون عواطفه مازال كاتنبض في كل كلمة قالها ..
دارت لعنده و هي في حضنه ، ضمات رأسه لصدرها و قبلاتو كاتشم في ريحة الشومبوان الرجولية الحارة الخاصة به ..
و مررت باصابعها على اطراف لحيته بحنان و اهتمام ماعمره رد البال لقداش هو جيعان له ..
تقدر تكون هادئة و قليلة الكلام ، لكنها كاتعرف تعبر بحرارة على مشاعرها ..
و كايبغي فيها هادشي ..
خدات طبق من على الطاولة و دفعاتها قدامه "" طيبت داكشي اللي كايعجبك ""
هز رأسه من حضنها و فورما شاف الطبق بين يدها ، رجعت الابتسامة الجانبية على وجهه "" يعني ماعصيتيش امري 100 % ""
ابتسمت ابتسامة خافتة صغيرة و هي كاتشوف في عمق خضراوتيه و هزت يدها قارمة السبابة في الابهام بحركة ذات معنى و قالت "" غير شي شوية ""
راقب فمها و الابتسامة الحلوة عليه و هو كايعض على شفتيه ، فماكانت هاد الحركة غير تمهيد لقبلة مباغتة منه على مشاعرها ..
ضحكت و هي كاتحاوط ذراعيها حول عنقه ماتبادله قبلته ، و بعد لحظة بعدت منه و ناضت من على حضنه جالسة جنبه و طبقها امامها كاتاكل ..
نفس الشي داره لكن قرب منها بحال اذا ماقادرش يبعد منها بسانتيم واحد ..
"" كاينة شي سفرية اخرى تغبرك و تخليني مشوشة عليك تاني ؟ "" سولاته بدون ماتخفي انزعاجها في نبرتها ..
بابتسامته الجانبية جاوبها "" ماتهضريش معايا بهاد الطريقة راك كاتغريني و انا فيا الجوع باغي ناكل ""
ماضحكتش هاد المرة على مناغشته المنحرفة .. بل تعاملت معاه بصبرها المعهود و هي كاتقول "" ماعمرني اجهاد سولتك هاد السؤال ، لكن هاد المرة فاش غبتي ، بطريقة ما خليتيني نفكر فيه ""
هز وجهه فيها ، منتشلة كل اهتمامه و فضوله ..
و هزت عينيها مباشرة في عينيه و سولت "" اشنو اسم هادشي اللي بيناتنا اجهاد ؟ ""
حط الطبق من يده و تسند على ظهر الكنبة و هو مستغرب كليا "" اشنو هادشي فجأة ؟ شحال و انت معايا عمرك لمحتي ليا باللي انت من هاد النوع ديال النساء ""
خدات نفس بسيط و جاوبت "" ماكايهمنيش اشنو اسم هادشي اللي بيننا ، انا ما كانسولك غير باش نعرف وزن قيمتي عندك . انك تبقى كل مرة تغبر بدون ماتعطيني فرصة فين نوصل لك فهادشي ماكايعني غير انك ماواخدنيش بجدية .. ماهاماكش ""
اووك ، هاد النوع من المحاذثات هو بالضبط اللي خلاه يبعد عن الارتباط الرسمي ، بدون ذكر طبيعة عمله الخطيرة على الناس الخاصين به ..
الان ، هو داير كل ما في جهده باش يخليها في السر ، يخفيها عن عيون القناصة و تبقى له بوحده ، سره الصغير ..
كان مرتاح لحقيقة انها مرتاحة في هاد الاطار ، ماشي من باقي النساء اللي كايهمهم اسم العلاقة اكتر من عمق و مافي ضمن العلاقة . بدأها الان في طرح التساؤلات و طرح مواضيع 'جدية' للنقاش برزطوا و ماعجبوش نهائيا ..
"" انت عارفاني شكون انا و اشنو انا ، انا مامخليك بعيدة على حياتي غير على قبل حمايتك . "" قال بنبرة جدية و عميقة "" سمعي مزيان اشنو غانقول حيت غانقولها غير مرة وحدة ... انت كاتهميني ، حيت تيقيني اذا قلت لك كون كان العكس ، ماكانتش غانكون جالس معاك هاد الجلسة في هاد الساعة ، كنت غانكون ناسي حتى وجهك كيف داير من بعد ديك الليلة الاولى ديالنا ""
سكتت تتطلع اليه بتفكير ثم قالت "" اذا كنت كانهمك كيف قلتي ، فاستجب لمطالبتي ، و بدا تعلمني بتحركاتك و فين كاتكون ..انا ماغانرضاش باقل من هادشي اجهاد .. ""
استقم ظهره و تنبه ليها بكليته ، للحظة سكت كايشوف فيها بتفكير عميق .. عجبه انها كتطالب بهادشي لانه كايهمها ، كاتشوش عليه كاتخاف عليه ..
قلبه ضرب لهادشي بحال شي مراهق صغير ..
لكن ماظهرش هادشي ، حافظ على صرامته قدامها باش يرسم ليها حدود ..
و لهذا قال بنبرة محذرة "" بلا ماتستفزيني ، هاد الموضوع مرفوض حتى النقاش فيه ""
ناض وقف ناوي يدخل للغرفة لكن وقفاتو بنبرة هادئة لكن لا تخلو من تحدي توهج فقط هاد الليلة "" اذا بغيتيني نخليك تجرب نار الشوق و القلق و الخوف في دقة وحدة ؟ .. بغيتي تجرب تقلب توصل ليا لكن ماتقدرش ؟ ""
دار عندها بهدوء مناقض للنار في الداخل دياله ، و رسم به ابتسامته الجانبية المستفزة و الواثقة في هاد اللحظة "" بغيت نشوفك كاتجربي ، لانك يا ملكتي الحمراء ماكاينش نفس تنفستيه ماوصلنيش و لا ماسقتش ليه الخبار ""
اغاظها ، تعترف انه كل مرة كاينجح يغيظها ..
رجع بخطواته اللي بعد بيهم عليها و هي مراقباه ، حتى تحنا و هزها بخشونة تملكية على كتفوا تجاه الغرفة ..
دخلت للمطعم كاتتمايل بفستانها الوردي و اللي بان قطعة منها بكترة ماناسبها و مانع صمم خصيصا ليها ..
ابتسمت لوجه خطيبها الوسيم فور ما حددات مكانه ..
قبل يدها ثم حضنها و رجع قابل عسل عيونها المحيط بسموكي ليلي ظهر جمالية عيونها "" هاد الرقة و الجمال كله ديالي ؟ "" قال بابتسامة دافية واسعة و هو كايتفرس فستانها الوردي بإعجاب ذكوري ..
تبسمت و هي كاتجلس في كرسيها اللي سحبو ليها ، و خلاتو حتى جلس قبالتها عاد جاوبت "" ديالك اسيدي ، لكن غانشوفوا واش تستحقه "" كملت جملتها بنظرة متحدية تجاهه و هي كتاخد من قدح الماء قدامها و شربت منو القليل ..
خدا يدها الحرة و قبل ظاهر كفها و هو كايقابل نظرتها المتحدية الانثوية بوحدة اخرى منه ذكورية و هو كايقول بنبرة فارس جذاب و ساحر "" غانستحقه لدرجة ماغايبقاش داكشي اللي كاتوهبيني به كافي باش توفيني حقي "" و هز حواجبه للتأكيد بشقاوة ..
ضحكت ضحكة صادقة لكن خافتة و هي كاتجاوبو "" اوى اذا كان هكا ، ماتخافش غانبدع ديك الساعة ماغاناكلكش في حقك ""
"" اوى الsweet cherry ديالي اشنو تشهات اليوم ؟ "" سولها بعيون مبتسمة لوجهها ، مأخود في جمالها و رقتها ..
خدات الmenu و دازت على بعض الاسماء قبل ماتهز راسها للسرباي و تقول له ، نفس الشي بالنسبة لروس ثم اختفى الرجل بهزة رأس رسمية ..
رجع وجه انظاره لخطيبته باش يقول بجدية "" سمعت باللي وقع ""
تنهدت شيري و اجابت "" ااه ، يستاهل ما وقع ليه ، كان هو اللي وراء المشاكل اللي لاحقاتنا مؤخرا ""
هزز روس رأسه معبس قليلا بتفكير "" ماتوقعتش نهائيا يكون هو ، و هو اللي كان قريب للcapo , سنين طويلة ماتجمع غير بالفم . و كاينين شي ترشيحات بخصوص الconsigliere الجديد ؟ ""
هززت رأسها "" ديما كاينين ، غادي يخص حتى يجمع الcapo افراد العشيرة كاملين باش نجتمعوا بهاد الخصوص ، غالبا حتال وراء الحفل ""
هزز رأسه متذكر امر الحفل "" موضوع آخر هذاك "" خدا رشفة من قدح الماء الخاص به و اضاف بصوت اخفض ماواصلها غير هي "" غايكون الوضع خطير و حساس ""
"" انا اكيدة غانعيقوهم قبل مايلحقوا يديرو شي روينة هنا .. ""
"" نتمنى ، بان ليا المنظمة الارهابية قوية ، و عندهم بزاف ديال الحلفاء الداعمين اللي بدورهم لايستهان بيهم ، يعني ممكن نتخلصو منهم ، لكن غانوحلوا مع حلفاؤهم ""
"" حتى حنا لينا حلفاءنا ، ماتخافش ، هما التقطوا الطعم بسهولة ،المصيدة هي حفل الشركة المنتجة للافلام ديالك ، الطعم اللي هو المسؤول المستهدف من قبلهم و اوب ، حنا الوحوش اللي غاتغذى عليهم فورما يتشنقوا في مصيدتنا ""
ضحك على لمعة الانتصار المبكر في عينيها بسبب الحماس و قال "" نتمناو كولشي يمر بهاد السهولة اللي تكلمتي بيها ""
"" المهم خلينا من هادشي قول ليا ، اشنو خبارك هاد الايام الاخيرة ، تشغلنا بزوج على بعضنا ""
"" عارف احبيبة ديالي "" اضاف ممسك بيدها و كايلاعب اطراف اصابعها "" غانعوضو هادشي مستقبلا منين يفوت الحفل ""
و تشتت انتباههم بزوج لسرباي اللي جا و جاب معاه ..
نزل من سيارته ، و الظاهر ان ريم غاتخلق عادة ليها انها تعلق نفسها في السيارة بعناد غير آبهة في النزول ..
فتح جلال الباب جهتها و وقف تما كايشوف فيها ..
قضى ساعات مع هاد البنت ماشافها غير على هاد الحال ..
خايفة متوترة كاتلعب بصباعها و كاتهزز رجلها و عينيها كايدورو حواليها بحال اذا ماكاتيقش في الهواء الحايم حواليها..
و علاش غايلومها ، بنت في وضعها هكا خاصها تعيش ..
تراقب بعيون واسعة ادق حركة قريبة ليها..
اما هي فكانت كاتسنى تاني يشد ذراعها اللي اكيد زرقوا ليها بكترة الجران من هنا للهيه ..
و لكن تعطل ، كاتحس بحرارة جانب وجهها تحت عينيه .. و تسارع انفسها لمراقبته الشديدة عن قرب ..
و اخيرا دارها و جر ذراعها "" ياله "" قال بنبرته العميقة ، لكن مابقاتش عدوانية او مقتضبة ..
بل بالعكس ، رجع للنبرة المسترخية اللي تكلم معاها بيها في الاول منين حصلها كاتجسس عليه ..
تبعاتو رغما عنها .. دخلو عبر باب لمبنى عالي ..
و دخلوا للأسانسير ، ورك في بعض الازرار و تسند على الحائط كايتنهد برأسه الفوق و هو مغمض عينيه ..
كايبان تعب و عيان لعينيها و هي كاتراقبو من القنت الاخر ..
مابقاش كايبان بحال شي خيال او وهم من بعيد ..
بل هي الان قريبة ليه و تحاكت معاه لساعات بشكل كافي باش ترد البال انه رجل حقيقي ، موجود على الباسطة و ماشي غير خيال في عقلها ..
رجل ينتمي لعصابات ، رجل قتال و مجرم بحال باها ، رجل اللي غاتبات في دارو غير بوحدها ..
حل عينيه منين توقف الاسانسير و هبطهم ليها بشكل مفاجئ بحيت ، قفزت و دورت عينيها بسرعها لقدامها ..
تبسم ابتسامة جانبية صغيرة على حركاتها الصغار بدون ماتلمحه و رجع تاني كايجرها ..
هو متأكد انه بدون مايحط يده عليها غاتتبعه .. لأن اصلا ماعندها حتى خيار اخر ..
لكن عجباته ديك نقطة الصلة الصغيرة بينهم ..
وقفها في جنبه منين وقف قدام باب الapartement دياله و فتحه ..
اشار ليها باش تدخل و دخلت بخطوات خجولة صغيرة ..
انار الضوء و سرحت بعينيها في كبر هاد البيت ..
كان فراش عصري و بالوان بين الاسود ، الرمادي و الابيض ..
لاحظت ان الزجاج في اطراف البيت طالعة من الارض للسقف عاطية امكانية لرؤية كامل المدينة من التحت ..
دفعها دخلها منين لاحظ تسمرها امام الباب "" ماتاخديش راحتك بزاف ، ماتقيسي حتى حاجة ، غاتكاي على ديك الكنبة و ماغاتحركيش منها الا اذا بغيتي تمشي للحمام او المطبخ اذا بغيتي تاكلي شي حاجة .. ""
ارتعشت لعمق صوته و هو كايهضر وراها .. و هززات راسها ايجابا لتعليماته بدون ماتتأكد واش شافها ..
حيد الفيست دياله و رماه على ذراعه و تم غادي تجاه سلم صغير كايأدي للدور التاني ، ماظهرش ليها اشنو فيه لكن قدرات تخمن ان تم كاينين غرف و ماتبقى من البيت ..
رؤيتها للمطبخ ذكراتها انها جيعانة ، لكن الخوف و التوتر قلصوا معدتها بحيت حاسة انها ممكن ترد اذا كلات شيء ..
تقدمات بخطوات خجولة نحو الزجاج ، رغم خوفها من العلو الا ان منظر الاضواء بمختلف الوانها المتناثرة في ارجاء المدينة سحرها ..
"" تبعيني "" قفزها صوتو و دارت لجهته ..
لقاتو متجه نحو المطبخ ، الظاهر انه بدل الوقت اللي غبر فيه ، شورط واسع اسود في اشرطة بيضاء من الجناب و تيشورت ابيض بدون اكمام من الفوق ..
اطلعت الى وشمه في الظهر تم اللي على ذراعه و ظاهر يده منين فتح التلاجة ..
بدون ماتشعر لقات فضولها كايتفحص فيه عن قرب ..
"" كتاكلي بيتزا ؟ "" سولها و هو كايقلب في احشاء التلاجة ..
"" انا ايطالية الأصل "" تمتمت تحت انفاسها بنبرة خجولة ..
خلاته يهز رأسه تم يوجه انظاره ليها و فجأة ، ابتسامة جانبية على وجهه توجهت ليها "" تيقي ؟ نسيت "" و جبد بيتزا من الفريزر و قادها في صينيا تم خشاها في ميكروويف ..
جبد مشروب حليبي بنكهة الفريز و حطو قدامها و بالنسبة ليه هو فتح علبة بييرة و جلس قدامها على طاولة على شكل بار بكراسي عالية بالمطبخ هناك "" سولتيني على البيتزا و لكن ماسولتينيش على المشروب "" تمتمت من جديد قاصدة تتحداه لكن نبرتها الخجولة الهامسة فكراته في تناقض هاد الفتاة ..
"" توترتي بيما فيه الكفاية اليوم ، خاصك شي حاجة اللي تعاونك ترخاي و تنعسي ، كما انني كانشك واش داك الحليق فايت دوز شي جغمة من الشراب ""
رجع تاني لديك النبرة الفضولية الملاعبة في نفس الوقت ..
غريب امر هاد الرجل ، الطريق كلها اللي جات معاه مانطق بكلمة ولا شاف حتى لجهتها ..
مرة كان كايبان غارق في التفكير في مكان بعييد ، و كايتصرف ببرود بحال اذا ماكايناش حداه . و مرة كايتفكر وجودها و من تما ماكاتلقى غير عينيه عليها بحرارة كايتفحصها بجرأة و عن قرب حتى كاترون و تتسارع انفاسها ..
تماما كيف كايدير دابا ..
شربت من عصيرها متجاهلة تعليقه بدون ماتلوح لجهته نظرة لكنه فاجأها بالقول "" طلبك لداك الروسي باش يقتلك كان هروبا من المصير اللي كنتي خايفة منه ، ياك ؟ ""
سكتات كاتفكر في سؤاله ، داك المصير ماكان غير النقطة اللي فيضات الكأس .. و النغزة اللي فيقاتها باش تحدد لنفسها مصير قبل هما ماياخدو منها هاد الحق..
من شحال هذه باش كانت باغية تموت ، لاسباب اكبر كاع من هاد السبب ..
و لكن ماجاوباتش ، ماعطاتوش جواب ..
يمكن السبب اللي خلاه يطرح سؤاله هذا هو انه عارف جوابها من الاول ..
"" تفضلي تموتي على انك تكوني عاهرة ؟ "" قال بشيء من المتعة في نبرته ، هز يده و دوز طرفها على خصلة صغيرة من شعرها القصير "" عجباتني هاد الحرورة الإيطالية اللي كاتجري في دمائك ""
ضربت يده من شعرها بدون ماتعلق من جديد و وقف بعدما سمع البيب علامة استعداد البيتزا ..
ناض و قدمها في طبق و حطها قدامها ..
خدات قطعة و باشرت بأكلها ، نفس الشي بالنسبة ليه ..
بعد مرور لحظات على صمتهم قطعاته هي بسؤالها "" واش منين غادوز هاد المدة ، غاتحرروني و غانقدر نرجع نعيش في دارنا بلا مشاكل ؟""
"" أشك في ذلك "" جاوبها بايطالية مسرحة و هزات رأسها بعيون واسعة رامية قطعة البيتزا من يدها "" اشنو كاتقصد بهادشي ؟ انتوما قلتو غانتلاقاو محامي بابا غذا و منين غاتكمل الاجراءات و تفوت هاد المدة غانرجع لحياتي الطبيعية ""
"" بلا حماية ؟ كاتحلمي .. باك خائن لكنك كاتبقاي بنت العشيرة ، غاتكوني صيد عاري لاي واحد عنده مع باك او مع العشيرة حساب .. "" قال بنبرة آمرة حادة ..
نبرة لاطالما سمعاتها من باها ، نبرة كاتشبه لاغلال حديدية كاتشدد الخناق حول رقبتها ، يديها و رجليها و كاتعيق تحركها ..
كاتفقدها حريتها ..
أبت ان تنزل دمعة قدامو و دارت ، كاتمتل برود واهي و خذات قطعة اخرى من البيتزا كاتاكل ..
الظاهر انها عمرها غاتخلص من هادشي ، الظاهر انها فعلا خاصها تنهي حياتها ..
ماغاتقبلش تعيش كل حياتها هكا . هدف لكل حساب هي ماعندها يد فيه ..
خدا علبة البيرا دياله و ناض ..
راقباته و هو كايتجول في المطبخ ، كايحل مجر هنا و هنا و كايجبد كل آلة حادة موجودة عندو و جمعهم في كيس ورقي ..
و اثار فضولها حتى تبعاتو بعينيها منين فتح خزانة صغيرة و جبد منها علب أدوية كتيرة و جمعهم حتى هما ..
فتح باب وسط المطبخ و ظهر على انه غرفة جد صغيرة بها آلة تصبين و سلة بها ملابس غالبا متسخة ..
حط تما الادوية و حط الألات الحادة اللي جمع تم جمع حتى مواد التنظيم المسممة و حطها الداخل بدورها و دور عينيه على المطبخ بحال اذا كايتحقق اخر مرة، تم دار سد باب الغرفة الصغيرة بالساروت و دار قدامها و رمى الساروت في جيبه ..
رمشات بعينيها و هي عارفة مزيان معنى هادشي اللي دار "" انت عارف باللي كاينين طرق اخرى نسالي بيها حياتي عدا التسمم او قطع الشرايين ""
"" وريني "" كلمة وحدة اللي خسر عليها ..
و هي تحبس من الماكلة كاتدور عينيها ، كاتحاول تفكر فعلا اشنو دير و طرأت فكرة في بالها ..
هزات عينيها فيه و سدات نيفها و فمها ..
ارتعشت شفة شفاهه و كأنه باغي يضحك لكن مادارهاش ..
واش هاد الحمقة كاتحاول تنتحر فقط بإغلاق انفها ؟
مادازوش ثواني حتى طلقات نيفها و سحبات نفس كبير لجسدها و وجهها احمر ..
"" شي محاولة اخرى ؟ "" قال و ربع يديه بحال اذا عنده كل الوقت باش يشوف ابتكارتها في طرق الانتحار ..
بعدما رجع اللون لوجهها هزات عينيها فيه "" نقدر نخنق راسي في الماء ""
ضيق عينيه بتفكير بحال اذا كايعطيها مشرورته "" مانظنش .. غريزة البقاء اذكى من ذلك ""
عبست بإحباط و فجأة دورت وجهها لجهة الزجاج و كل نافذة و شرفة طالتها عينها في المكان ..
تبع منحى رؤيتها و هو يطلق يديه ، فلتات هذه من باله ..
دارت واجهاتو بابتسامة صغيرة على وجهها و عينيها كايبريو و كأنها انتصرت عليه في نقاش او معركة كبيرة ..
شاف هاذشي في عينيها و هو يتقدم منها بطريقة وترتها خلاتها ترجع اللور و هو كايقول "" that's it ، انت اللي جبدتيها على راسك ""
وساعو عينيها منين حست بقبضته دارت حول خصرها و رفعها بكل سهولة ، غوتت و ضربت يده لكن ماأترتش فيه ..
طلع بيها ، و دخل بيها لغرفة نوم ماكانش صعيب عليها تحزر انها غرفته ، كانت كاتشبه ليه كاتحمل ريحته ..
رماها على سريره و كانت غاتغمرها نعومة حريره لو انها كانت في وضع اخر ..
جبد مينوط ماعرفتش منين و خرجو عينيها "" اشنو غادير ؟ ""
"" غانتأكد انك ماغاتنهيش حياتك "" قالها و هو محني على جذعها كايربط ذراعها بحديدة ملتحقة بمسند السرير ..
غير طلقها بدات تجر يدها بقوة و لكن ماقدرتش تحررها و دارت عنده بعيونها الواسعة ""غير طلقني ماغاننهيهاش ، كانقسم لك بشرفي ماغاننهيها ""
ماقدرش يحبس نفسه مايضحكش على نبرتها و حتى قسمها بشرفها ..
القسم على الشرف مولف يسمعو كايتداول بين الرجال ، رجال العشيرة ..
البنت المطروحة على فراشه دابا كاتعطيه وعد شرف صادق بنبرة و حزم رجولي ماشي ديالها و شحال هاذشي عجبه و اثار فيه شيء في الداخل مخليه يدفعها اكتر و يشوف اشنو غاتخرج مازال ..
"" ماكانتيقش فيك ، غاتنعسي جنبي و تحت عيني "" قال بنبرة لعوبة فيها حزم لايخفى و هو متوجه للجهة الاخرى من سريره ..
لكن للحظة اختفى كل داك الوعد و بحال اذا اكتسح ملامحها شيطانة ماردة و هي كاتصيح "" انا حرة في حياتي ننهيها او نخليها تستمر شكون انتوما باش تاخدوا هاد القرار بلاصتي ؟""
و جات النوبة عليه هو باش يرمقها بنظرته الصخرية ، فورا جعلاتها تنغلق ، تغرق رأسها بين كتافها و ترقب مهما كان التصرف اللي غايصدر منه الآن ..
كان قرب لوجهها على نحو خطير و هو كايتبتها بخناجر من عيونه و هو كايبصق بشدة من بين سنانه "" ماشي و انت كاتهزي دم العشيرة ، لا ، انت ماشي حرة ، و حياتك ماشي .. ملكك "" رمشت عينيها فيه و هي كاتفكر كلام الكابو من قبل ..
هي ذيبة من ذياب العشيرة ..
شحال هاد الجملة كاتبان بايخة في هاد اللحظة ..
هي ماكاتنتمي لحتى احد ، و لحتى حاجة ..
هي المنبوذة و الوحيدة ..
هي اللي خاصها تنهي حياتها ..
مشى طفى الضو و رجع لجنبها و تكا ..
و في الظلام اطلقت العنان لدموعها ، ظنات بزاف المرات انها اذا جاء اليوم اللي يموت فيه باها و تكون هي مازال مانهات حياتها ، تقدر ، تقدر تحرر نفسها من هاد الحياة ..
لكن اليوم اتبت ليها القدر العكس ..
البكاء الصامت ولا شهقات ماتحكمتش فيهم ..
حسات بحركة تقل على السرير ، حسات بحرارة جسده قريبة منها بدون مايلمسها ، تم بحرارة كفه على فمها مغطي بيها نصف وجهها كايكتم شهقاتها ، ثم انفاسه الساخنة على جانب وجهها و هو كايقول "" شششش ""
في الصباح الباكر ..
"" صافي وقف السيارة هنا ، قال ليا نتسناوه هنا ""قالت تغريد و هي كاتشوف في االافتة اللي نعت ليها ايدر يتسناوه قربها ..
دور اسلام عينيه بانزعاج حول المكان ، متأكد ان السيارة غبرات بين كتافة الشجر في هاد الطريق المنعزلة ..
حاول يفتح باب السيارة لكن منعته تغريد "" اسلام راه قلت لك وصانا مانزلوش من السيارة ، مال راسك قاسح ""
"" واش هو بعيد عليا بماعرفت شحال و يقول ليا انا اشنو ندير ؟ "" قال معبس و هو كاينفخ جيوب انفه كيف شي ثور ..
قلبات تغريد عينيها من هاد الرجل ، لكنه اتمم صائح "" بلا مانعاود نوصيك ، داكشي ديال التعناق و my friend , و انت وحدة من القطيع ديالي و ديك الهضرة الطويلة البايخة ماعندي ماندير بيها ، غاتشدي تيقارك حدايا ماتحركيش الا و انا حداك و إلا قسما عظما ياحتى--""
قاطعاته بالقول "" صافي فهمت ، بلا ماتبقى تترعد عليا هنا .. "" سكت كايرجع خصلته البيضاء لمكانها بعدما طاحت على جبينه وسط محاضرته التملكية . تفحصت تغريد ملامحه الوسيمة و قالت "" واش مالاحظتيش انك ا اسلام وليتي متملك اكتر من القياس ؟ راه مافاتنيش كيفاش البارح كنتي حاضي جنابي فينما يدوز حدايا شي ذكر ، كان كبير او صغير تبقى مقابله حتى يفوتني ..""
زفر اسلام و هو مازال كايدوز يديه على شعره و قال "" مانعرف ، انا راه من ديما كنت هكا ""
"" لا ا اسلام ، كنتي مغيار من قبل مانتزوجوا ، دابا من بعد وليتي متملك ، و ماشي غير شوية .. بزااف كاع ""
"" هانتي "" طلق خصلة شعره و شد يدها "" هضر معايا الحارس في هادشي من قبل .. ""
قاطعاتو من جديد شادا رأسها و مدورة وجهها للجهة الاخرى "" ناري ا اسلام ماتقولش تاني شي سر من اسرارك كوسيط مابقيتش قادرة نعرفك مخبي عليا شي حاجة تاني ""
هبط يدها و شدهم بزوجهم مرجع تركيزها ليه و قال"" لا ، لا ماشي هكاك . الموضوع و مافيه ان .. انت عارفة انني دابا شبه حارس ، يعني حامل اغلب جينات الحراس و بذلك واخد منهم بعض السلوكيات . "" سكتت بقلبها كايضرب و هي كاتصنت ليه منين اضاف "" الحراس ، او اغلب الانواع اللي جات من داك الكوكب كاتميز بشيء ، ان شريكاتهم فاش كايحملوا ، مزاج الشريك الذكر كايتغير ، كايولي بحال شي آلة خاصة بالحماية ، كايولي عدواني تجاه باقي الذكور او اي شيء ممكن يشكل خطر على شريكته و النسل دياله اللي هازاه في رحمها . تماما بحال شي حيوانات عندنا حنا في الارض ""
سدات فمها اللي تحل باندهاش من اللي قال تم قالت مازال مندهشة "" يعني ؟ ""
"" اشنو اللي يعني ؟ راه واضحة . بلا مانرد البال غريزتي كاتدفعني انني نتصرف هكا باش نحميك انت و بنتي اللي هازة في كرشك . غريزيا كانحمي النسل ديالي ""
"" انا غانتجاهل ديك 'بنتي' و حنا موحال حتى واش فتنا شهر على الحمل و غانركز دابا غير على انك دابا انت كاتقول ليا باللي غانقضي فترة حملي كلها و انت عند راسي كاتحوم كيف شي ثور هايج ؟ "" سولاته و فمها محلول ..
هزز رأسه "" ااه ، فمن الاحسن ضربي حسابك لهادشي "" و هز رأسه للزجاج امامه عارف مزيان شكون قرب ليهم و كمل مشير براسه للمنحى فين كان كايشوف "" و ديري مسافة بينك و بينه اذا مابغيتيش تشوفي شي مشهد من برنامج وثائقي كايوقع قدامك ..""
دورت تغريد رأسها للزجاج امامها و شافته جاي على مهله بتكاسل و ابتسامة اكتر تكاسلا و استفزازا على وجهه و هي تمتم "" يا ربي تعيني على البلية اللي تورطت فيها ، كنت نخمم في هورموناتي زادني السيد بهورموناتو حتى هو""
فتحت الباب جنبها و خرجات من السيارة ..
لقات ايدر فاتح يديه ليها "" اهلا و سهلا و مرحبا باول فرد من قطيعي ، ذيبي توحشك كان كاياكلني من الداخل باغي يشم ريحتك ""
و قبل مايقدر يوصلها و ياخدها في حضنه لقى اسلام داخل عائق بيناتهم و ملامحه الواجمة المنفرة مباشرة في وجهه قائل "" عنقني انا ، كانضمن لك انك غاتشم ريحتها فيا ""
تطلع ايدر الى وجهه باشمئزاز لم يأبه باخفاءه و منها مرر عينيه لتغريد اللي كانت وراء اسلام قالبة عينيها للسماء ، ثم رجع بعينيه لاسلام اللي مربع يديه قدام صدره بتحدي واضح ..
"" اشنو واقع هنا ؟ واش اعلنتي ملكيتك عليها دابا بعدما لعبتو عروسة وعريس ؟ ولايني راك واحد الجحش طماع .. ""
قبل ما ينطق اسلام سبقاته تغريد هازة صبعها تجاه ايدر و هي كاتلوح عين متوترة تجاه اسلام "" جمع فمك ا ايدر ، وصلنا و لا باقي ""
"" ااه ، كانعلن ملكيتي ، و اه طماع باغيها ليا بوحدي ، و اه تغريد مراتي انا و ماكانتمي لحتى مجموعة و لا حتى قطيع و لا حتى احد من غيري انا ""
للحظة تمحات ملامح ايدر الساخرة . تغيرت نظرته و تلونو عينيه بلون ناري و حل فمه على وسعوا و زمجر بصوت الذئب الداخل فيه و انيابه الحادة الطويلة ظهرت لعينيه ..
هاد الزمجرة كانت تحذير صريح من الذئب ، ماقدرش ايدر يشدوا بسبب اسلام اللي استفزه بقول ان تغريد لا تنتمي لقطيعه ..
تغريد تنتمي للقطيع ، و كاتخص الذئب بطريقة ما لا تخص اسلام رغم انه زوجها ..
رغم تحول اسلام لنصف حارس ، الا انه عمرو غايفهم هادشي ديال الكائنات اللي عبرات لهاد العالم ..
اللحظة اللي زمجر الذئب في وجه اسلام ، شع البرق في عينيه بقسوة و انتفخت اوداجه و عروق عنقه انتفخت و كأن ضخ الدم تضاعف في اللحظة ، وطلق يديه بقبضتين في جنابه كايتسناه يتقدم و غاينزل عليه بشراسة و فينما بغات توصل ، توصل ..
نقز قلب تغريد لوعة على اسلام خوفا عليه من وحشية الذئب و في نفس الوقت خافت على صداقتها مع الذئب نفسه ..
نقزت بين الرجلين كاتدفع كل واحد من صدرو فرقاتهم و هي كاتمرر عينيها بينهم "" الدراري هدنو عضلاتكم ، we are cool ، ماوقع والو ""
انحذر تركيز اسلام على تغريد القريبة منه ، و ماشي غير بوحده .
الذئب دغيا نزل رأسه لمنحاها ، شمشم الهواء حواليها بلهفة و فضول غريبين ..
و فورا استمانت ملامحه الوحشية ، رجعت لون عينيه الخوضر الطبيعيين ، تراجعت انيابه . غبرات الملامح المفترسة الوحشية و شيئا فشيئا تهز جانب شفته بابتسامة جانبية ..
و لمعت عيونه بشيء غريب و هو كايشوف في اسلام "" بلاتي بلاتي بلاتي ، فهمت اشنو واقع .. ""
رجع نزل انظاره لتغريد اللي كاتشوف فيه باهتمام لاشنو غايقول ..
رجع نزل وجهه كايشمشم حواليها و رجع استقام بحال اذا كايتأكد .. ونزلت عينه لبطنها المسطح ..
تغريد بدون شعور حطت كفها على بطنها و هي كاتسولو "" اشنو ا ايدر ؟ ""
لانت ملامحه و هو كايشوف في عينيها ، و الشيء الاكتر غرابة وقع ..
شاف فيها شوفة مليئة بعاطفة و هو كايقول "" انت حاملة ""
اتسعت عيونها مصدومة لكيفاش عرف و فجأة سحبها اسلام وراء ظهره و هو كايزمجر بعنف "" اذا فهمتي فلا فائدة من التكرار ، خلي مسافة بينك و بينها و ريحو اعصابي بزوجكم انا ماناقصش ""
هز ايدر رأسه كايضحك ضحكة رجولية مجلجلة في المكان و دار قبضتيه على جنابه بزوج و مرر نظرته بين الإثنين ، بحال اذا حصلهم متلبسين في زبلة مشاركين فيها و ركز بشوفته على اسلام خصوصا و قال "" من شهرها الأول المشاكس ؟ البنت آخر مرة خليتها ، ماشميت فيها غير ريحة الورد و الفرحة ، باش تجي دابا و تجيبها ليا ماعامرة غير بريحتك انت و هرمونات الحمل كاتقفل النيف و النفس ؟ لا لا ، هكا انا غانغير ..""