قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الثالث )
الفصل الثالث :
هاجمت رائحة القهوة الزكية حاسة شم اسلام منين حطها ايدر قدامو على الطاولة داخل فيلتو في الغابة ..
في نفس الوقت اللي عينيه كانو على صديقة طفولته ، مراقب تحركتها و هي كاتجول المكان بفضول انثوي و هي كاتقيس كلما طالت يدها ..
راقب ايدر الطريقة التملكية باش كان مراقبها اسلام و ماكايزيحش عينيه عليها و يديه كاتحك لحيته و كأنه في تفكير عميق ..
تفكير اكيد موضوعه مابعيدش على هاديك اللي تحت انظاره ..
لحظة اثارت غيرته ، حتى هو باغي هادشي في حياته ..
قضى سنين طويلة كايتسنى ، عمره فقد الامل ، كان كاينتظر غير يتحرر و غايدير كلما كان في خاطره يحققه ..
لكن دابا ، بعدما تحك مع الواقع ، و جرب صعوبته و قساوته ..
مابقاش عارف باش يحس ، كيفاش يهدء من روع ذئبه و يخليه يصبر اكتر و اكتر ..
"" هاد القطع جديدة ؟ ماكانتش المرة اللي فاتت فاش كنت هنا "" قاطع تفكيره صوتها و هي من بعيد ، كاتتفحص قطع تماثيل صغيرة لذئاب ..
رجع بتركيزه ليها بدون مايخفى عليه كيفاش تغيرو ملامح اسلام لوجوم و دار هاز قهوته كايحتسي منها ..
ربت ايدر في الكنبة جنبه و خاطبها "" آجي حدايا ""
تقدمت تغريد و دخلت من مابين الكنبة و الطاولة و جلست الوسط ، بين اسلام و ايدر ..
"" هادوك كانوا فشي بلاصة هنا ، غير مارديتيش ليهم البال "" اجابها بابتسامة حنونة غريبة على وجهه ..
هززت رأسها مبتسمة باستغراب مازال ماتسرطش ليها هاد الجانب من ايدر ..
رمات نظرة على اسلام اللي ظاهريا كايبان غير مهتم ، لكنها كاتعرفه مزيان ..
كايكره وجودهم هنا ..
"" كون عرفتك حاملة من قبل ، كنت غانتقدى و ندير ليك شي فطور كبير يغذيك مزيان "" قال و هو كايمد ليها كأس حليب كبير ..
خداته من عنده و قالت مندهشة "" كيفاش عرفتيني حاملة ؟ واش نيت كاتقدر تشم هادشي كامل ؟ هادشي راه الحماااق .. ""
تبسم ابتسامة جانبية "" شميت الخوف قدامك ، الفرحة و الغضب . علاش الاستغراب دابا ؟ ""
"" حيت غريب ، انا كان كايسحاب ليا كاتشم غير هاد النوع ديال الاحاسيس .. الحمل ماشي احساس "" جاوباته و هي كاتشرح بيديها ..
اجابها "" اذا فكرتي في الموضوع مزياان ، غاتلقايني ماشي كانشم الاحاسيس بالضبط ، بل كانشم الهرمونات المفرزة بسبب داك الاحاسيس . متلا فاش الانسان كايفرح ، جسمه كايفرز هرمونات السعادة ، و هما 3 ، السيروتونين ، اللي كايتفرز منين الانسان كايحس براسو راضي على ذاته و حقق مايبتغيه ، الجسم كايفرز هاد الهرمون باش يعزز من التقة في النفس . وكاين هرمون الدوبامين اللي حتى هو المسؤول على ذيك اللذة و النشوة اللي كاتنتشر في جسم الانسان كلما ارضى نفسه بشي حاجة كان باغيها . و اخيرا هرمون الإندروفين ، هاد الهرمون كايشبه للمورفين في المفعول دياله ، مورفين طبيعي كاينتجه الجسم باش يسكن دوك الآلام الداخلية و يهدنها . "" ابتسم ابتسامة جانبية و كمل "" بالإضافة لريحة الورد اللي كنتي دايرة داك الوقت ، هاد الهرمونات كاملين شميتهم فيك يوم عرسك . كنتي فرحانة ، راضية على نفسك ، مقتنعة بقرارك ، متحمسة للجاي .. ""
قبل مايزيد كلمة ، خرجات عينيها فيه و عطاتو لجنبه بمرفقها و دارت لعند إسلام ..
الآن ، ديك االامبالاة اللي كان متلبسها اختفت .. كان كايشوف لجهتها و ابتسامة جانبية شيئا ما مغرورة على محياه الوسيم و مازادته غير وسامة ..
الآن الذيب عطاه باش يشد فيها لمدة اسبوع كامل ..
فضحها و هي في داك الوقت كانت كاتمتل عليه دور العروس اللي غير تجرت لهاد القرار بسبب الظروف و مانعرف اشنو ..
"" ميييرد "" هزها الصوت الرجولي العميق لايدر و دارت شافت فيه كايتمم كلامه و كاع دوك الملامح الحنونة لجهتها اختفت و جات في بلاصتها اشمئزاز و نفور و هو كايشوف في اسلام "" دابا بلا مانقصد عطيته سبب يرجع بيه الطريق كله كايتبسم كيف شي بغل ""
رجع اسلام بجسده لور مسترخي على الكنبة و دار رجل على رجل و هز عينيه في ايدر ، بنظرة ماقصد بيها غير يستفزه هو الآخر ..
"" اوى ماترخاش بزاف تما ، راه مازال كاينة واحد الحقيقة واحلة ليك في الحلق "" نغزاته تغريد متمتمة باسم ابدر لكن كمل "" تغريد اول عضو من قطيعي ، انا وياها هنا اليوم بسبب اتحادنا و اصرارنا باش ننجاو و نخرجوا من ديك الغابة ، هادي حقيقتنا و هكا غاتبقى ""
تغريد الان توترت .. خاصة و هي كاتشوف عيون زوجها كاتشع بسبب انزعاجه و غيرته في هاد اللحظة . لكن فاجئها منين رخى ملامحه و تبسم و هو كايقول ببرود "" ماغانقدرش نمحي هاد الحقيقة لامن حياتك و لا من حياتها و لكن .. الحقيقة الوحيدة اللي اكيدة دابا و مهمة هي انها تقاتلت تما على قبلي انا ، باش ترجع لراجلها و صديقها الوحيد .. و دارتها .. "" لانت ملامحه و شعت عينيه لجهتها هاد المرة بالفخر "" امرأتي القوية اللي ماكاتقهرش .. ""
غرقت تغريد في دفء نظرته و ابتسامته المتوجهة ليها و ماقدرتش ماتبسمش ردا ليه ..
على ماشي هذا هو الراجل اللي عرقلت سيرورة حياتها كاملة غير على قبله ؟
ايدر راقب كل ماتقال بينهم غير من خلال عيونهم ، و غار من هادشي اللي عندهم ..
بحال شي مراهق صغير يالله اكتاشف جوانب اخرى من الحياة ..
"" دابا قلتي باللي انت كاتعرف احاسيسنا انطلاقا من الهورمونات اللي كانطرحوا ؟ كيفما الفرح كيفما الحزن كيفما الغضب .. ؟"" قالت تغريد راجعة بفضولها لموضوعهم الاول ..
رمش ايدر بعينيه صارف سرحانه لبعيد و تبسم و هو كايشوف في عينيها و مد يده مبسطها على رأسها كايتلمس نعومة شعرها "" آايه ، كانقدر نشم حتى الضرورات الجسدية ، بحال الجوع و حتى .. "" ارفعت شفتيه بابتسامة جانبية شقية و كمل "" الرغبة الجنسية ""
وساعو عينين تغريد و منين سمعات زوجها صائح فجأة و هو كايخبط كأس القهوة على الطاولة "" ااوكي اسيهم ايدر ، مراتي مامهتماش تعرف تفاصيلك المزفتة ، فرد بالك .و نزل يدك من عليها "" جاتها الضحكة و صارعت نفسها باش تحبسها ..
"" اوى و الافكار ؟ فاش جبدتك جثة من الماء كنتي كاتهضر معايا في عقلي ، علاش مابقيتيش كاديرها ؟ "" كملات تساؤلاتها متجاهلة داك البرمان اللي كايهدد بانفجاره وراها
تنهد بعمق و قال بطول بال و هو كايشرح ليها "" في داك الوقت كانوا ظروف ، انا كنت تحت سحر مشلل كل وظائفي ، الا وحدة ، و هي ندخل في عقول الناس و نتواصل معاهم . في داك الظرف قدرت نتواصل معاك ، دابا في الوضع الطبيعي و انا ماتحت حتى سحر ، مانقدرش نديرها ، لان الامر معقد شوية و لكني عندي قدرة كاتسميوها نتوما البشر "خارقة" هي انني كانقدر نشم الافكار و طبيعتها انطلاقا من الهورمونات ديالكم و الحدس ديالنا العالي ""
"" اذا نفهم انك ماكاتقدرش تسمع الافكار حاليا ؟ ""
"" سمعي الامر كايختلف من ذئب لاخر ، كاين اللي قادر يسمعهم بدون اي مجهود ، و هادي مرحلة ماكايوصل ليها الذئب حتى كايخدم مزيان و بجهد كبير على هاد الحاسة ، و كاين اللي كايقدر يشمها ، هاذي الحالة الطبيعية و الشائعة بيناتنا ، تماما بحال الحالة ديالي . هاد الحاسة كاتكون قوية بشكل خاص بين الشركاء ""
"" الشركاء ؟ "" تسائلت تغريد ..
"" آه ، كايوليو يحسوا و يسمعوا افكار بعضهم "" أضاف "" هذه رابطة كاتوهب للشركاء فاش كايتمموا الطقوس كاملة ليلة العرس .. ""
حلات تغريد فمها و عينيها باستمتاع و فضول لكل ما كاتسمع حاليا . دارت لجيهته بكليتها و ضربات على كتفه قائلة "" طقوس و ليلة عرس ؟ ""
"" تغريييييد "" جا انذار من اسلام من وراها لكنها تجاهلاتو تماما و هي كاتشور بيديها لجهته ..
ضحك ايدر و هو كايشوف في الفضولية قدامو "" شي امور كتيرة على قلبك البشري الرهيف ، ماكاين لاش تعرفيهم ""
"" لاااا "" قالت بخيبة امل "" قول ليا ، ماتقدرش تثير فضولي و تخليني هكا في نصف الطريق بحال شي مقطوع رأس ""
تبسم و هو كايقرص خدها من بين صباعه الغليظة بخشونة و شقاوة "" انت من القطيع ، و لكن معلومات خاصة هكا بعيدة عليك ""
نفخات بإحباط و رجعت بالجلوس لوضعيتها السابقة و ايدر كايكمل "" اذا بغيتي هاد النوع من الfun شوفي غير في راجلك ""
دورات تغريد عينيها لمنحى اسلام ، لقاته جالس منحي بذراعيه على ركابيه ، عينيه بلمعتهم الحادة و الشرسة على ايدر ..
"" خصلة شعره ،برق عينيه ، كل التغيرات اللي طرأت عليه و هاد العدوانية كاملة في حمايتك ، ماجايا غير من جينات العالم اللي جيت منه "" قال ايدر و هو كايتفحص اسلام بكليته "" كاين شلا ماتكتاشفي فيه ، وحتى داك اللي في كرشك اللي من المحتمل يكون 'هي' .. ""
نغزات زوجها و تمتمت تحت انفها "" اسلام زدتي فيه دور عينيك للهيه .. ""
دور اسلام وجهه للجهة الاخرى ، بدون مايجاوبها لكن الانزعاج كان مازال ظاهر عليه ..
رجعت وجهات انظارها لايدر و اطرأ تساؤلات في عقلها من اخر ماقال ليها "" راه نيت لاحظت فيه بزاف ديال التغيرات ، طوله ، وزنه ، شعره و عينيه واضحين بطبيعة الحال . و لكن اكتر مامجنني تصرافته ، اسلام كان في واحد الوقت ماشي عصبي ، كان متساهل و صعيب تستفزه .. شوف غير جلسته دابا ؟ السيد واجد لاي مشاجرة تلاحت قداموا .. ""
"" تغريد ، بلا ماتزيدي فيه "" كان اسلام ..
مرر ايدر عينيه بينهم بعيون عالمة "" هاد السلوكات معروفة بيننا ، نفس الشيء كاينطابق على الحراس و وسطاؤهم ، على الذئاب ، و على مصاصي الدماء ""
"" دابا فهمت ، و علاش اسلام ماشمش هورمونات حملي مادام حتى هو ولات عنده حواس خارقة ، الراجل قال ليا شاف رؤى انا فيهم فاش مشى للغابة كايقلب عليا ""
ما إن اتمت جملتها حتى وساعو عينين ايدر و هو هاز رأسه تجاه اسلام .. اللي بدوره رفع راسه بفضول من رد فعل ايدر ..
تغريد توترت ، حسات ان شيئا ما فاتها لكن على ماظهر ان ايدر تدارك الوضع و خبا كل صدمته منين تكلم "" ماتخلطيش الامور اتغريد ، الذئاب عندهم ميزة قراءة الافكار و شمها . الحراس عندهم ميزات كتار لانهم العرق الملكي الحاكم في عالمنا ،من ميزاتهم القدرة على الاشفاء ، خلق وسطاء و قدرتهم على الرؤية و لكن ماكايقدروش يسمعوا الافكار بحالنا حنا . راجلك مازال نصفه بشري هاذشي علاش قدراته غاتكون اقل بالنسبة للحارس و لكن كاتبقى عنده حواس جديدة .. راك عارفة ماكايولد غير حارسات و كذا .. ""
"" انت عارفة اتغريد باللي هادشي تقدري تسمعيه مني انا .. "" قال اسلام و هو كايلوح نظرة جانبية تجاه تغريد ..
لكنها تجاهلت الانذار في عينيه و جاوبت "" انا كنت كانسولو عليه هو كاذئب ، التفاصيل عليك انت غير جات في الطريق .. يعني سكت خليني نتكلم ""
قلب اسلام عينيه و رجعت تغريد بانظارها للاخر .. لكنه بعت بنظرة تكلم معاها فيها لكنها مافهمات والو ..
و استسلم ..
"" شربي حليبك راه برد "" قال ايدر ..
و بعدما شربت من كأسها قالت فجأه "" ااه ، نسيت . اشنو لقيتي بخصوص داك الموضوع ؟ ""
"" اشمن موضوع ؟"" ثم أضاف بابتسامة جانبية "" حنا بيناتنا بزااف ديال الموااضيع .. ""
و هنا وقف اسلام بطريقة عنيفة مفاجئة .. و كرد فعل تلقائي وقف ايدر هو الاخر مقابلو ..
هزات تغريد عينيها في اسلام و بشوفة محذرة منها لعينيه الحادتين قدرات تهدن من روعه ..
و لقى ايدر هاد اللحظة باش يتكلم "" رد البال لانفاعالاتك هذه الوسيط ، غايطيحوك في مشاكل مع من ماغايفهموهمش . انا فاهمهم ، اذا هادشي علاش صابر عليك من الاول و انت كاتشوف في عينيا كاتحداني و كاتهددني على ارضي . لو ماكانتش هاد المرأة الغزالة الحاملة اللي من قطيعي بيناتنا ، كنت غانفصل رقبتك على عمودك الفقري في رمشة عين ""
شعت عين اسلام بجنون لحظي و قبل ما ينقز على ايدر كانت تغريد جراته ..
غلبها باصراره و ثقل جسده لكنها تقاتلت معاه حتى خرج ..
و قدام الباب على برى ، دارت يد على جنبها و حاصراته بنظرتها الحانقة "" إسلام بديتي تشطح فوق آاخر عصب خليتيه صحيح فيا . ماتنساش باللي وصلنا للطريق فين نولي نجري على مك تنعس في الصالون ""
راقب ديك اليد على جنبها بحواجب مقرونة و ثم هز عينيه ببريقهم لعينيها و فجأة تهدن و هي بعيدة على الاخر ..
قرب ليها لكن يديه في جياب سرواله بحال اذا دايرهم حاجز لانه يطولها في هاد اللحظة و ياخدها بين يديه.. و قال بنبرة لعوبة غاب منها انزاعجه "" على اشمن صالون كاتكلمي و حنا جالسين في اوطيل ؟ ""
"" اوى غاتبات في السيارة اذا .. بقى هنا انا دغيا غانرجع ""
دارت غادية لكنه شد ذراعها و رجعت شافت فيه ، و كل ملامح الانزعاج رجعت على وجهه و هو كايقول "" 10 د ماتفوتيهاش اتغريد ""
و رجعت مميلة فمها حانقة من تصرفاته..
لقات الذيب في الأرض كايدير الpush-ups ، غير شافها دخلات ارتفع على رجليه و قال و هو كايسوس ايديه بدون ماتكون فيها شي حاجة "" اشنو شاف في الرؤى ديال الغابة اللي عاود لك عليهم ؟ ""
باغثها بسؤاله حتى احتاجت ثواني باش تستجمع افكارها "" ماعقلتش .. شي حاجة بحال ، انا في الكهف و معايا رجل غريب اللي هو بطبيعة الحال انت .. ""
"" غير هادشي ؟ ""
"" اه ، على ما اظن . علاش ؟ شوشتيني "" سألت بتوجس و قلق ..
"" خاصك تردي البال ، ماتخليهش يوصل للغابة مرة اخرى . احتمال كبير يشوف رؤى اخرى ، تحديدا رؤى كاتجمعك مع مجرم حاول يغتصبك و يدفنك في ديك الغابة .. ""
و غير قالها ، غاب اللون من وجهها و احست بغثيان من بزوج ، ذكراها البشعة و الحقيقة ديالها الخافياها على صديقها الوحيد ..
بلعت ريقها و دمعة كاترقق على عينيها "" اشنو كاتقول ؟ "" ماقدرتش تمنع نبرتها من الارتعاش ..
قرب منها و قبل جبينها و قال بنبرة لطيفة "" ماتقلقيش ،ماغايعرفش ، ماغايشوفهمش الا اذا مشى لديك الغابة ، حيت تما وقعات . و كايبقى مجرد احتمال .. ""
مسحات دموعها بأصابع مرتعشة و هي كاتلبس ملامحها القوية و المتماسكة و قالت بنبرة حازمة "" ماعمرو غايوصل لتما .. "" و هزت رأسها و قالت مغيرة الموضوع بشكل مفاجئ "" ماجاوبتينيش اشنو درتي البارح ، لقيتي شي حاجة ؟ ""
هز حاجب كايشوف لمنحى آخر و هو كايتفكر احداث البارح الغريبة ..
"" كاينة شي محمية صغيرة للأسود قريبة من هنا ، منها جات ريحتهم "" قال ايدر ببساطة و هو في تفكير عميق ثم اضاف "" في الحقيقة تسللت تما الداخل ""
"" تسللتي ؟ "" تسائلت بفضول و استغراب ..
"" ااه ، كنت بهيئة ذئب باش تسهال عليا . ماتيقيش اشنو شفت "" ابتسم ابتسامة جانبية "" المحمية على مابان ليا ماشي محمية عادية ، كاتبان اكتر شي ارض واسعة لشي واحد خانز فلوس ، ساكن تما و مربي فيها أسود كهواية .. ""
""و كيفاش استنتجتي هادشي ؟ ""
"" كانت واضحة ، كانت تما واحد الفيلا ضايرة برجال و حراس و زيدي عليها الحماية المشددة . كايبانو سكان ديك الارض ناس مهمين . حتى من البنات الزوينات الغزالات تما مسلحات "" غوبش بتفكير و كأنه كايحاول يتذكر "" في الحقيقة ، كانت غير وحدة من بين الرجال اللي مسلحة ، وحدة اخرى كانت مجرورة كيف شي معيزة ""
خرجو عينين تغريد "" مسلحين ؟ "" سكتت كاتشوف فيه لثانية مدهوشة و اضافت "" قلتي جارين شي بنت ؟ علاش ماعاونتيهاش ؟ ""
هز كتفو بلا مبالاة ""ضبر لراسها معاهم انا اشنو خصني ؟ كانظن ان هادوك شي عصابة من شكلهم . حتى انني سمعت شي رجال تما كايتكلموا بلغة مختلفة . ممكن ايطالية .. ""
خرجوا عينيها اكتر "" كاتقصد شي عصابة ايطالية ؟ واش عارف اشنو كاتقول ؟ ""
"" تهدني البنت مالك غير سمعتي مافيا و بديتي ترعدي ""
"" حياتي كلها و انا كانسمع بانه كاينة شي مافيا ايطالية الأصول في هاد البلاد من سنين طويلة حتى قبل مايتزاد بابا . سمعتهم سابقاهم ، ماكاينش اللي لعب معاهم و فلت منها .. ماعرفتش اشنو جابهم حتال هاد الارض هنا ..شوف فيا بقى بعيد و رد بالك ""
كانت هزت اصبع محذر بين عينيه لكنه ضحك ضحكة مستفزة ساخرة و هبط يدها "" كاتحذريني انا من المافيا ؟ الحذر خاص يتوجه ليهم هما ماشي انا ""
وقفت تما كاتشوف فيه بغير رضى و تنتابها غاية انها تضرب راسو من هاد الاستفزاز كامل اللي خلاها تحس بيه لكنها تجاهلت ذلك ..
ماغاتجي فيه حتى دقة اصلا ..
حيت .. الطول ..
"" بقى بعيد عليهم ، و الله يكون في عون هاد البنت مهما كانت شكون هي ""
"" واخا "" قال بدون اهتمام جدي لمهما كانت كاتقول ليه "" خرجي ، غانقلع حوايجي ، الذئب باغي يخرج "" قالها و مباشرة بدا يقلع التيشورت دياله ..
"" بطبيعة الحال "" قالت منصرفة ..
قدام الباب ، لقات اسلام متكي على باب سيارته ..
غير شافها و هو يستقم ، كايتنفس الصعداء و واخيرا بانت ..
الا ان استرخاءه لم يدم طويلا ..
رجع حبس النفس داخله و هو كايشوف في داك الوحش الاسود الهائل خارج من الباب وراها ..
غوتت تغريد بحماس فورما ماشافتو و قصر الذئب المسافة بيناتهم ..
مشى مشية كاريزمية تقيلة و في نفس الوقت فيها شوق لشوفة تغريد و هو على هاد الهيئة . وقف على قوائمه الخلفيبن و بالآخرين حطهم على كتفها ، تغريد رجعات باللور بسبب كبر حجمه و ثقله المهول ..
تشبتت بالارض كاتضحك و هو كايدوز رأسه بين كتفيها ، مرة يشم ريحتها مرة يلحس شعرها و خدها و نزل ..
نزلات هي الاخرى واقفة على ركابيها مازال كاتضحك و عنقاته كاتدوز يديها على فروه الناعم و الطويل ..
خرج رأسه و بدا يتحكك حوليها .. بحركة عارفاها اشنو كاتعني ..
و اسلام المراقب من بعيد بعيون غيورة و حادة ، حتى هو عارف ..
كايوضع عليها علامة الانتماء للقطيع ..
تمنى لو انه يوقف هادشي ، بل يمحيه بشكل نهائي ..
لكنه شكون هو باش ينهي علاقة غريبة عميقة بحال هذه ؟
دمعو عيون اتغريد و هي كاترجع تعنقه .. كاتفكر كل ماوقع في الغابة . كاتفكر مناش دازو بزوج ، رحلتهم بزوج ، لحظاتهم بزوج ..
و فجأة لقات ذراعها من فكيه بحنية خشنة و بدون مايضغط و رماها على جنبه ..
فهمت و طلعات على ظهره ، و منين هزات راسها تفاجئت بقرب اسلام المفاجئ ماعارفاش ايمتى تحرك من بلاصتو ..
كان كايشوف في وضعيتها بقلق في عينيه خاصة منين قال "" عنداك طيحي ""
جاوباته ضاحكة "" ماتخافش ""
تشبتت بفروه بقوة و هو كايتمشى بيها لبين اشجار ارضه ..
فين منتشرة ريحته الخاصة ..
و بقى اسلام وراهم ،غااير ، لكن متأكد من امانها و سلامتها معاه ..
تسندت تغريد على ظهره و غمضت عينيها كيف كانت كادير من قبل ، شعور امان و رابطة غريبة من نوعها مدفياها ..
و قضات هكاك شي 5 د ، حتى وقف بيها . نزلات و هو يجلس في الارض ..
فمه مفتوح و صوت نفسه العميق كايفكرها بهيولته و عينيه على كل المكان ، كايشوف يمين و يسار بانتباه و استرخاء في نفس الوقت ..
تبسمت و هي كاتمرغ في الارض حداه و كاتتكا على بطنه ..
راغبة تسمع نبض الحياة في الداخل دياله ، تشم ريحته و تتستمتع بقربه ..
كاتحس بنفسها فعلا ذئبة ، كاتحس بنفسها كاتفهم معنى تنتمي لقطيعه..
عضو من قطيعه بالنسبة ليه كاتعني من عائلته ..
و هي بالفعل كاتحس بايدر سواء بهيئة الذئب او البشري ، جزء منها ، جزء من شيء مرت به في حياتها و خرجات منتصرة و هو جنبها ..
جزء من عائلتها ..
شيء ربحاته و هي وسط صراعها باش تعيش ..
هذا مايعزز قيمته و قيمة الرابطة الغريبة بيناتهم ..
و هي مغمضة عينيها تحت شمس الصباح قالت "" توحشت دوك الايام رغم انهم كانو قاسيين ، الا انهم كانو بطريقة ما ممتعين . حسيت براسي عايشة ، ماشي غير موجودة ، كنت كانتقاتل و غانبقى ديما نتقاتل .. ""
تحركت في مكانها على السرير غير مدركة بالواقع اللي هي فيه ، ناسية كل ماوقع و غافلة على اللي غايوقع ..
مستحلية هاد النومة العميقة الللي جات بعد سهر ليلة طويلة مابغاتش تسالي بسبب كترة التفكير و القلق اللي متسببين ليها هذه مدة في ارق مزعج ..
بعد الليلة الماضية و بشكل غريب استسلمت و استرخت في الفراش الناعم رغم وضعها الغير المريح ..
يدها المربوطة ..
فتحت عينيها في السقف الغريب و هي كاتحكهم و كاتفوه من النعاس ، ثم شمت ريحة رجولية صادفاتها ذاكرتها غير البارح ..
ريحة متلبسة الغرفة و غريبة تماما على ريحة غرفتها ..
و تما ناضت قافزة من مكانها بنفس مكتوم و قلب كايضرب ..
متذكرة كل ماوقع البارح و موت باها و جتته الممددة قدام عينيها ..
عينيها واسعين حول الغرفة اللي مافيها غير هي و فجأة تذكرت يدها ، و وساعوا عينيها اكتر و اكتر منين لقات قيدها مفكوك ..
مافكراتش ناضت وقفات .. و لكن بدا جسدها كايتردد منين تذكرات وجوده ...خففات خطواتها و تحركات ببطء كاتسلل ..
كان الصمت في المكان و لا صوت جاي من التحت ..
نزلات من السلم و دورات عينيها حول المكان .
لا اثر له ..
و وقفات تما في منتصف الشقة ، ضايعة غير مدركة اشنو دير ..
"" اشنو ندير ياربي ؟ مايمكنش ليا نبقى هنا مع هاد الرجل و مع هاد الناس ، مامتأكداش واش نتيق فيهم و نبقى تحت الحماية ديالهم كيف كايقولوا ، او ماهادي غير هضرة باش يهدنوني و يخليوني تحت يديهم حتى يقرروا اشنو يديرو معايا ؟ "" تسائلت بينها و بين نفسها و الضياع في عينيها ..
هزات عينيها حول المكان ، رمشت زوج رمشات و هادشي اللي تطلب منها باش تاخد قرارها ..
غاتهرب من هنا ، شكون في الدنيا ممكن يتيق في المافيا .. ؟
مشات بخطوات متسارعة نحو الباب غير آبهة حتى باش تلبس في رجليها ، آملة انها تقدر تلقى الباب مفتوح ، حيت اذا كان لا ، كانت غاتحارب معاه حتى يتهرس ..
لكن منين قربات للباب ، لاحظت انه باب آمن مصمم خصيصا لعدم القدرة على تجاوزه ..
عظيم ..!
بقات كاتدور المقبض بمحاولات واهية لفتحه ، حتى دار في يدها بقوة اخرى و تدفع قدامها حتى رجعات للور ..
و فجأة ، لقات راسها قدام داك الراجل اللي ديما قلبها كايضرب في حضوره ، مهابة منه و شيء آخر ماقادراش تميزه ..
عينيه عليها كايتفرسوا وجهها و هبطوا لباقي جسدها كايتفحصها عن قرب ، ثم رجع بيهم تاني مباشرة لعينيها و هو كايسد الباب وراه و كايزيد بخطوة لعندها و هي بدورها كاترجعها اللور "" ياك قلت لك ماتاخديش راحتك في الدار ""
بلعت ريقها بتوتر"" انا ... فعلا ماواخداش راحتي ، داكشي علاش بغيت نمشي ، المحامي ديال بابا غانهضر معاه بوحدي .. "" قالت بقلبها كايضرب غير قادرة تشوف في عينيه ، خاصة و انه قريب ليها ، بملابس رياضية و عرق متصبب على جبينه ، عنقه و كتافه . اضافة لانه و ملصق التيشورت الرمادي دياله على جسده مما حدد شساعة و صلابة صدره ..
ماكايناش فرصة ليها باش تعبر هاد الحائط البشري للحرية ديالها ..
تعطل جوابه ، كاتحس بسخونة خديها و كامل جسدها تحت عينيه ، تاني و من جديد ..
علاش عزيز عليه يدير هكا ، بحال اذا عارف ان اكره شيء ليها هي تفحص و انتباه الناس ليها و خاصة بهاد القرب ، بحال اذا كايتعمد يدير هادشي باش يعذبها ..
لكن جوابه ماطالش بزاف منين جاوب "" و ناوية تمشي فحالك حفيانة ؟ ""
و هزات عينيها واسعين في عينيه "" غاتخليني نمشي اذا ؟ ""
"" لا "" ضيق عينيه بتفحص و هو كايراقب ردود افعالها باهتمام غريب و اكمل "" غير نساي فكرة انك تغادري هاد العشيرة .. "" و مد يده مسح على شعرها القصير بحركة غريبة كتهديد مبطن و كمل "" انت مننا ... و ديالنا""
رمشت بعينيها و حمم الغضب و العجز بدات كاتدفق في عروقها و هي كاتشوف في عضلات ظهره كاتمدد بمشيته نحو السلالم ..
ثم صاح بدون مايدور لعندها "" وجدي شي حاجة بنينة للفطور و عوضيني على الليلة اللي خليتيني سهران جنبك بسبب تقلابك اللي ماسالاش ""
و اختفى من قدامها ..
كمشت يدها بقبضة حاولت تبدد بيها التوتر في جسدها و هي كاتفكر انه كان فعلا فايق معاها الليلة كلها ..
كانت كاتظن انه غرق في نومته ..
تم اقشعر بدنها منين تفكرات جملته اللي قال و الصيغة الحميمية ديالها ..
اذا سمعها منه شي حد غريب كان لامحالة غايفهم على انهم زوجين كاينعسو حدا بعض ..
و مسحت على ذراعيها بسبب القشعريرة اللي حسات بيها من هاد الفكرة و عنقات نفسها بملامح شيئا ما منفرة ..
ماكاتخيلش نفسها نهااائيا مزوجة به او واحد بحالو ، بل من سابع المستحيلات ..
راجل بحاله غير قادر على الحب ، على الاهتمام على اعطاء الحنان ..
هاد الراجل و كل رجال المافيا او العشيرة ..
ما هما غير ماكنات للقتل و ادارة اعمال غير قانونية ..
لاغير ..
و هي ماباغية غير راجل يعطيها كل حنانه و اهتمامه ..
صافي ..
رمات بنظرة جانبية للمطبخ و تفكرات باشنو امرها قبل ما يطلع و هي تتوجه للغرفة المعيشة ..
هذه ماشي دارها باش تتصرف فيها و هي حتما ماشي مراته باش تعوضه بفطور و يلومها حيت سهراته ..
ماشي هي اللي جبراته يربطها حداه في سريره ..
وقفات قدام الجانب الزجاجي ، كاتطل على المدينة في وضعها النهاري . هاد الوقت من الصباح كان ضبابي ..
تمنات لو قدرت تشم هواء نقي في عوض ماتسجن بين حيوط غريبة عليها مع رجل حتى هو غريب عليها ..
قضات سنين و هي كاتجسس عليه وراء الحيوط وقتما جا لعندهم ..
لكن هذا لايمنع انه غريب ، و غايبقى ديما غريب ..
رجعت للكنبة و تكمشت على نفسها فوق منها ، كاتدور عينيها على غرابة المكان بدون ماتعير اي اهتمام للتفاصيل الشخصية حواليها ..
هي ماشي من النوع اللي واعي بما حواليه ، معظم الوقت كاتكون شاردة وسط عقلها بدون ماتلقى خيط يرجعها للواقع ..
و هادشي تماما اللي كان ملاحظ جلال و هو واقف في الباب ، بسروال بيتي و عاري الصدر و منشفة حول عنقه كايمسح بيها شعرو المتقطر ..
وقف تما كايراقب بعيون متفحصة انغلاقها على نفسها و هي منكمشة على كنبته ..
تفكر الليلة الماضية اللي مانعسهاش جنبها ، سهرها ، و صوت بكاها المكتوم هرب النومة من جفنتيه ..
هاد البنت كاتبان ضعيفة ، ماكاتبانش قادرة تتحمل مرورة و قساوة الحياة ..
ماكاتبانش اصلا واش احتكت بشيء من هذا القبيل ..
او يمكن واجهات البعض منها و قضات عليها من الدقة الاولى ..
يمكن ضرباتها في اكتر اوقاتها ضعفا و احتياجا ، ضرباتها في وقت كانت فيه غافلة ، و ماعارفاش اشنو واقع حواليها ..
بحال كيف هي غافلة دابا ..
احس بانزعاج غريب تجاهها الان ، تجاه غفلتها و عدم انتباهها لحقيقة انها مراقبة الان ..
بنات العشيرة ماخاصهمش يكونوا ضعافات ، هدف سهل بحال هكا ..
و انتباته رغبة شديدة باش يغيرها ، يقوي قلبها و يقسح جلدها و يعلمها كيفاش تهز راسها و تشوف في عينين كلشي و تتبت وجودها و نفسها في بلاصة هاد الخضوع المستفز ديالها ..
و فجأة ، ارتبك بينه و بين نفسه للفين جرفاته سيول افكاره ..
من ايمتى كان كايهمه الناس الاخرين ، باش يقلق على ضعفهم و يهز ليهم الهم ؟
رمى المنشفة على كرسي قريب ، و استرجع كل جديته و لبس نظرته الصارمة و وقف قدامها ..
هزات رأسها فيه مجفلة و رجعات باللور بحركة تلقائية جد صغيرة لكن ماخفاتش عليه ..
تجاهل ذلك و هو كاينحني لجهتها و هو كايقول بلغة ايطالية و بنبرة خافتة لكن صارمة "" ماعمرني ماعاودت كلامي زوج مرات ، و انت الصغيرة ماشي استتثناء ""
هزها على كتفه بشكل مباغث ليها حتى غوتات و تكنزات على كتفه و هي كاتطلبه "" نزلني عافاك ، نزلني ، فين غادي بيااااا تاني ""
سرعان ما جاء الرد بدون مايجاوبها .. دخلو للكوزينة و وقفها على رجليها ..
خدات نفس و هي كاتشوف حواليها و بدون ماتشوف فيه و قالت "" ماكانعرفش ، انا عمرني طيبت شي حاجة في حياتي ""
عمق الشوفة فيها مستغرب "" عمرك في حياتك ؟ ""
"" كاين طباخ و مساعداتو ماعمرني احتاجيت نطيب لراسي ، و حتى اذا جعت في وقت من غير خدمتهم كنت كانلقى ماكلة واجدة ..""
"" اوى مزيان "" تحرك من جنبها للتلاجة و جبد بيض و سجق و حطهم قدامها "" كلنا عندنا اول مرة في شي حاجة ""
شافت في داكشي اللي حطو قدامها بتردد و ماحركاتش يدها تقيس اي شيء ..
راقب ترددها بعيون مستمتعة و عجبو يدفعها اكتر و هو كايحط باقي المكونات قدامها و فتح الغرفة الصغيرة جبد منها كل الادوات الحادة اللي خبأ عليها البارح .. و حط الموس قدامها .."" قطعي السجق "" امرها و بعد هو كايصنع القهوة ..
خذات الموس و بدات تقطع ، شي كبير و شي صغير .. غير كاتضرب بالموس بدون ماتهتم او فقط عقلها مامركزش مع يدها ..
حتى رجع وقف جنبها . احست بيه كايراقب اشنو كادير و توترت حتى زادت كاتضرب بعشوائية اكبر ..
الظاهر انها استفزاته بخدمتها المرونة ، وقف وراها و شد يدها و قطع بالشوية بحركات منظمة ..
توترت و هي كاتحس بدفء صدره وراها ، احست بنفسها مسجونة و محصورة اكتر من اللي كانت تتحس من قبل ..
و تشتت انتباهها .. خاصة و هو كايتكلم و كاتحس بدفء انفاسه على شعرها من الفوق "" هكا ، بالشوية ، بالتساوي و بالنظام "" قال و منع نفسه مايتبسمش على التأثير الواضح اللي مسببه ليها ..
البنت كانت مخشبة بين يديه ، خجولة و غير واثقة بحركاتها ..
و بعد منها راجع لقهوته اللور ماباغيش يكتر عليها و هو عالم و مدرك بتأثيره عليها ، كانت حركة كايتدارك بيها حتى نفسه ، لانه احتاج فسحة ينحي بيها ريحة شعرها الحلوة من حواسه .. محتاج يفيق نفسه من هاد السحابة الخفيفة اللي حملاته في هاد الوقت القليل اللي دوز معاها ..
كايحس بالغرابة وهو قرب هاد البنت ، كايميل يتصرف تصرفات ماشي دياله ..
فين عمروا استمتع يلاعب شي بنت و يناغشها هكا ؟
حطات السجق المقطع جنبه بدون ماتتكلم معاه او تهز عينيها ليه ..
قرب جنبها و جبد مقلة من الخزانة اعلى رأسها و حطها قدامها ..
خداتها من يده حريصة انها ماتلامسوش باصابعها و حطاتها على النار بعدما شعلاتها .. و كانت غاترمي السجق نيشان لو انه ما شدش يدها وقفها و باليد الاخرى حط قدامها قريعة زجاجية بها زيت نباتي ..
فهمت بدون مايتكلم و جرات يدها من قبضته و حطت زيت و تبعاته السجق ..
و بقات تما كاتشوف في المقلة بزيتها المتناقز ..
و ربع جلال يديه متسند على الرخامة بجانبها مستمتع بالوضعية "الورطة" اللي هي فيها ، منتظر لحركتها الجاية ..
و بحال اذا سمعات افكاره ، هزات عينيها فيه و لاول مرة كاتطول الشوفة لتواني بدون ماترمش ..
شوفة اثارت اهتمامه و شغلاته على مناغشته ليها ، بحال اذا شاف شيء فيها ، بحال اذا شافها في شي بلاصة قبل هاد اللحظة ..
و هادشي غريب ..
البنت ديما كلما هزات عينيها شافت فيه مطولا ، كاتبان بحال اذا كاتقلب على شي حاجة في عينيه ..
و هادشي اكتر غرابة ..
رجعت حذرت عينيها متلبكة اكتر و اكتر .. و قالت "" ماعرفتش اشنو ندير من بعد ""
احتاج لحظة يستجمع شتات نفسه واخد نفس و رجع خدا البيض و فقصو على المقلاة ..
رشة ملح و ابزار تم بدا يحرك ..
و هي بعدت بخطوة كاتراقب بعيون فضولية و مهتمة ..
راقبت البيض في المقلاة ينتقل لطبق و تحمل الطبق حتال الbar بالمطبخ و حطه ..
مامنعش ابتسامته الجانبية منين جلسات و خدات شوكة كتاكل بدون ماتعيره اي اهتمام.. كل اهتمامها خداه الطبق قدامها ..
و خدا طبقه و تسند على الرخامة كياكل و عينيه عليها ..
"" غاضرني كرشي منين نسالي هادشي "" قالت بصوت هادئ بشكل مفاجئ احس انها كاتعني اكتر من اللي صاغتو بكلماتها القلال "" يعني خاصني نحبس ، و لكن ماعندي حتى سبب يخليني فعلا نحبس ""
تمعن في كلامها قبل مايجاوب "" معدة حساسة ؟ "" ماكانش سؤال كايتسناها تجاوب عليه ، فكمل "" كوني هانية ، وجع من هاد القبيل ماغايقتلكش . ""
هزات عينيها فيه ، و لاحظ كمية البرود فيهم ..
"" هاد الفلسفة اللي معتمدة عليها في حياتك ماغاتوصلكش .. "" قال بهدوء ..
بادلاته بنظرة متحدية غريبة كاتظهر من حين لاخر "" شكون قالك انا باغية اصلا نوصل ؟ ""
ابتسم ابتسامة ساخرة ، فيها حنكة و ذكاء .. و قرب منها ثم انحنى على سطح الطاولة و قال بعينيه في عينيها "" حقيقة انك مازال قدامي ، كاتنفسي و كاتاكلي من البيض اللي تعاوننا نصايبوه ""
و اختفت النظرة المتحدية من عينيها ..
تبسم ابتسامة جانبية ساخرة و هو كايراقب رد فعلها ..
كانت كاتحس بالهجوم الان ..
استقم في مكانه واختفت كل ملامح السخرية و الملاعبة و قال بصوت امر جدي "" باراكة ، جمعي شتات نفسك و وقفي على نفسك . وجدي راسك شوية غانخرجوا ""
و بآخر كلمة غادر المطبخ و خلاها تما ..
كاتغلي وسط مشاعرها المتضاربة ..
كانت واخدة غزالها الصغير بين يديها و هي كاترضعه حليب من رضاعة صغيرة .. و هي كاتلمس نعومة فروه القصير بحنان ..
جهاد كان كايلبس قرب الخزانة و كايصفر قدام المرايا ..
حول عينيه للحمراء وراه و لقى عينيها عليه ..
تبسم ابتسامة جانبية و قال "" اشنو ؟ نحيد حوايجي تاني ؟ ""
"" لا ، عندي بالزاف مايدار "" اجابت بنبرة حلوة هادئة ..
و هز رأسه كايضحك ضحكة نابعة من عمق حنجرته و قلبه و قرب ليها ..
اخد وجهها بيد وحدة ضاغط باصابعه على خذيها حتى تكمش فمها و قبلها بخشونة بملاعبة خشنة و منين طلقها تبسمت ابتسامة جانبية خافتة ..
"" اعجبني تحسن حس السخرية ديالك sugar lips "" قال شاملها بكليتها بنظرة ..
حطت غزالها على السرير و وقفات ..
احاطت عنقه بذراعيها و قربها له منين احاطها بدوره حول خصرها ..
قبلات ثغره و قالت "" غاتجي الليلة ؟ ""
"" علاش كاتسوليني مادام غاتسنايني غاتسنايني ؟ "" قال بشيء من التهديد داخل نبرته الساخرة ..
لكنها تعاملت بليونة و هي كاتجاوب بكل بساطة "" ماغانتسنى حتى ناخذ جواب نهائي ، اه ... او لا ""
سكت كايمرر عينيه بين لون السماء في عينيها ، لكن جاوب بإصرار في عينيه و عناد "" غاتسنايني اسالومي ، غاتسنايني املكتي الحمراء .. ديما غاتسنايني .. ""
رفعت رأسها ، ملامحها مازال هادئة ..
هدوء لاطالما اثار فضوله ..
هي امراة قوية و ماشي خاضعة . كاتفرض احترامها عليه كلما تجاوز شي خط من خطوطها الحمراء ..
لكن كاتبان ديما بحال اذا مخبية قوة اعظم وراء داك الهدوء و ديك الليونة ..
اكتر شيء كايعجبو فيها هي حقيقة انها كاتعرف كيفاش تمتص جنونه و تتجاوب معاه بالطريقة الصحيحة بدون ماتثير فيه الجانب الخطير الخايب من الداخل ..
بل على العكس ، بتجاوبها كاتخليه يدمن اكتر و اكتر عليها ..
يتعلق بيها اكتر و اكتر ..
و بالنسبة لرجل متله ، هادشي ماشي مؤشر زوين ..
لان الجانب الاخر لهدوءها هذا ، ممكن يكون مؤشر لانها تختار تنهي هاد العلاقة بدون مايرف ليها جفن ..
و هو ماغايسمحش لهادشي ، لان فورما غاتختار تنهيها ، غايضطر هو يخرج داك الجانب الوحشي منه ..
و غاتصادف مع حقيقته ، رجل المافيا ..
حذرها من هادشي من قبل و ماكان جوابها غير انغماسها في حضنه بحال اذا ماحذرهاش ...
تجي و ترجع في كلامها دابا ؟ هادشي كايعني وقوع مالايحمد عقباه ..
و لكن كل هاد الافكار كاتبعد منين كايشوف كيفاش كاتلين للمسته كقطة صغيرة جيعانة ، كيفاش كاتحارب تاخد حقوقها عليه منه بسبب اهتمامها ليه ..
كيفاش غادي تطلب الفراق و في نفس الوقت كاتطالب بيه يعلمها بتحركاته غير حيت كاتشوش عليه .. ؟
قربت بوجهها لوجهه . تناقضت بلوقة اصابعها الموردة و رقتهم على بشرة خده الخشنة المسمرة سمرة رجولية محببة ..
و قربت لخده كاتهمس بفحيح انثوي مغوي "" اذا غاتجي ، غاترجع ليا الليلة ""
اعجبه يسمع نفس العناد و الاصرار اللي خاطبها بيهم في نبرتها ، حلف حتى هاد الليلة غايرجع ليها تاني ..
اما فحيحها الحار عكس خده للان ، اثار الرجل فيه و مال لثغرها لكنها بعدت منه ، و بعينيها في عينيه بتحدي ، قالت بنفس النبرة المغوية "" كنت جدية منين قلت عندي ماندير ""
لكنه سحبها لحضنه على اي حال و قبلها قبلة كلها خشونة و شغف بحال اذا عمره شبع منها و طلقها بنفس الخشونة و غادر ..
خلاها كاتضحك وراه ، ضحكة هادئة انثوية و رجعت خذات غزالها الصغير بين يديها ..
اسلام مابقاش قادر يصبر اكتر و هو مازال كايتسناها ..
كان غايتحرك يجيبها بنفسه كونما مالمحش قدها خارج من باب الفيلا ديال الذئب و عبس مافاهمش ايمتى رجعات للفيلا ..
ابتسمت كاتشوف في تشوشه الظاهر على ملامحه و قالت "" دخلنا من الباب الخلفي ""
ماجاوبش ، كان مكمش انفه بنفور من ريحة الذئب اللي مغطياها ..
لكنه مد يده على اي حال كايسوس التراب من شعرها و حوايجها "" غانرجعوا للاوطيل غاتغطسي في الماء ساعتين على الاقل ""
ضحكات على الغضب و الانزعاج في نبرته ..
و دارت لصوت ايدر وراهم ، لابس سرواله بدون التيشورت السابق اللي كان لابسه ..
تقدمت ليه و عنقاته و بعدت كاتقول "" الليلة المسابقة ، و انت قريب ممكن تحضر ؟ ""
"" لا مايمكنش ، حتال لحفل التتويج . ضيعتي وقتي بما فيه الكفاية اليوم ""
"" لا حشومة عليك ، ماكاين غير اسلام بوحده اللي معايا . غايعجبني الحال اذا جيتي ""
"" تغريد ، قالك لا ، بلا ماتحكري "" من جديد ، جاها صوت زوجها المنزعج من وراها ..
لكن ايدر نزل كفيه بزوج حول رأسها و خلاهم عند خدودها و قال "" كاتلعبي بمشاعر الذئب حيت انت حاملة و اثرتي عاطفته ، انت عارفة هادشي ياك ؟ ""
ابتسمت ملء وجهها و قالت "" اااه ""
و مباشرة جاوبها "" اوى الله يلعن امك ""
ضحكت و هي كاتبعد "" اذا نتاصل بيك و نعلمك فين نتلاقاو ""
هزز رأسه و ركبت في جانبها و ابتسامة واسعة على وجهها ..
سد اسلام الباب من جهتها و عند مروره بادل ايدر بنظرة منزعجة نافرة .. و مر لجانبه ..
كانت ابتسامة ساخرة على وجه ايدر منين نزل عينيه لتغريد ، اللي لوحت ليه و لوح ليها بغمزة ..
و ثم تحركت السيارة و كأن اسلام لم يعد يطيق ثانية اخرى من داك التواصل بين هاد الزوج ..
و ضحك ايدر كايشوف في السيارة كاتبعد و هو كايتمتم "" المغياار ولد المحظوظة الكلب ""
وغير اختفت سيارة اسلام و تغريد ، ظهرت سيارة اخرى حمراء متجهة لمنحاه ..
و غوبش ..
تقدم لمنتصف الطريق و وقف ..
بقبضتيه على جنابو مراقب السيارة حتى وقفت مباشرة قدامو ..
و خرجت من السيارة ..
امرأة ، في جمالها ماشافش ..
ضرب ريح من عندها لجهته و حمل معاه عطرها ... عطر فاكهة .. كان قوي بحيت داعب حواسه و اثار جوع غريب فيه ..
فاكهة حمراء هكا تخايلها ، لونه المفضل ، تماما نفس اللون السيارة الوحش اللي سايقاها و اللي متناقضة تماما مع شكلها ..
بملامحها اللطيفة الطفولية ، و شعرها بلونه الساحر كايسميوه اشقر فراولي ..
كانت لابسة دجين ازرق مفضفض عالي من جهة الخصر و قصير من التحت ، مع بوتس طالون احمر مزركش بورود وردية ، تيشورت ابيض بيه رسوم حمراء و سويتر صوفية من الفوق و فوق شعرها بيرية وردية اللون ..
كانت كلها على بعضها كاتشبه لشي فاكهة ..
قربت كاتمشى ببطء لجهته ، في حركاتها فخر و غرور ..
و منين وقفات قداموا .. اعطت لنفسها فرصة فين تطلع و تنزل فيه ..
ابتسامة جانبية غريبة بدات تشق ملامحه شيئا فشيئا و هو كاينفخ صدره و يهز رأسه ..
كايقابل غرورها بغروره بحال شي نزال خفي بينهم ..
و ياله من صوت وقع على مسامعه منين تكلمت "" شكون انت ؟ و اشنو كادير في هاد المنطقة ؟ "" اتمت تساؤلها و هي كاتهز عينيها حول المكان كاتفحصه ..
تبع منحى انظارها و دار بحالها و هو كايجاوب بسخرية لم تخف في نبرته "" السؤال موجه لك انت الغزالة ""
بكلمة الغزالة احست انه كايلمح بشيء ، هذا غير ان تنعيته ليها بالغزالة استفزها ..
هزات نظرة قاسحة لوجهه ، نظرة فاجآتو لانها متناقضة تماما مع شكلها "" جاوب على قد السؤال .. و ماتردوش بسؤال اخر ""
اممم ، اش هاد الجرأة و التقة كاملة هازة هاد البنت ؟ هكا فكر و هو كايتفحصها بفضول عن قرب ..
منظرها و شكلها الخارجي انثوي ناعم و لطيف ، تقدر تقارنه باللون الوردي ..
و لكن الattitude ديالها ، سلوكها ، نظرتها الحادة و نبرتها الصارمة و تقتها الواضحة و غرورها و حتى جرأتها ، كلها امور تقع في خانة انثوية لكنها ذات طعم قوي لاذع .. و اذا كان شي لون ممكن تقارن هاد الجانب منها به ، فهو الاحمر ..
هكا لقى نفسه كايفكر ، امرأة ذات لونين ، أحمر و وردي ..
جانبين تجانسو ببعضهم و خرجات نتيجة جميلة حلوة و لاذعة في نفس الوقت ..
الاحمر و الوردي ..
نفس الشي اللي لابسة ..
فاق من غيبته بطرطقة اصباعها قدام عينيه و هي كاتبصق بغضب قدامه "" غانبقاو هنا ؟ ""
و هاد النبرة جابت له ذكرى ..
ذكرى قريبة جدا ..
السيارة الحمراء و صوتها ..
هذه هي البنت اللي كانت بين دوك الرجال ، البنت المسلحة ..
و فجأة ، لقى نفسو فضولي ، جد فضولي تجاه هاد الانثى ذات اللونين ..
قرب منها ، ماتحركتش ، ماتزحزحاتش ، بل هزات راسها فيه بتحدي و تقة عالية ..
لكن هادشي عجبه "" حتى هذا اقتراح ، تبغي تفضلي تشربي قهوة معايا ؟ ""
كان مشير بيده للجهة الفيلا دياله ، و تبعات يده حتى شافت المكان الخاص به ..
من ايمتى هاد المكان رجعت فيه الحياة ؟ من ايمتى تصلح المكان و رجع يسكن فيه شي احد ..
كانو متأكدين سنين هاذي قبل مايشريو بقعة قريبة ان هاد المكان مهجور سنين طويلة جدا ..
فمنين خرج هذا ..
و داكشي اللي سولات "" واش انت ساكن هنا ؟ ""
اثار استغرابه الانزعاج في نبرتها لكن قدر يحزر علاش ..
وجوده هنا يعد ازعاج و عائق بالنسبة ليهم ..
لكنه سايرها بالقول "" إهم ، ساكن هنا ، هادشي كايعني ان الطريق هادي اللي جيتي منها ملكية خاصة . ""
"" على حسب علمي المكان مهجور ، حاولنا نشريو هاد الارض لكن لقينا عوائق "" قالت مضيقة عينيها فيه و كأنها كاتحاول تقراه ..
شكله الضخم و وسامته الغريبة المتوحشة جاوها level جديد من الرجولة عمرها تقاطعت معاه في طريقها ، و هي اللي طريقها عامرة بالرجال ..
كون طبيعة حياتها كاتحتم عليها تكون بينهم معظم الوقت ..
شعره الطويل ، لحيته ، جسده المشعر ، و عمق خضورة عينيه ..
جمال ذكوري آخد للنفس .. هكا اعترفت لنفسها ..
"" غالبا حيت مامعروضاش للبيع "" اجابها ساخر بابتسامة جانبية لكن اضاف بشوفة و نبرة مغازلة "" لكن عرضي ليك بشرب القهوة مازال قائم ""
بادلت نظرته بجرأة بهراته و قالت بنفس الجرأة موافقة "" اهم ""
هز حواجبه للسماء ماكانش متوقع قبولها بهاد السرعة ..
اي نوع من النساء ممكن تقبل تدخل لدار رجل عايش في خلا بعيد على العين ؟
و لكن منين تمشات لجهة سيارتها تقفلها و لمح سلاحها .. تبسم ابتسامة اكتر سخرية ..
نوع النساء المسلحات اللي كاينتاميو للمافيات هما اللي عندهم الجرأة باش يديروها ..
يمكن في هاد اللحظة هي لي نواياها خبيتة تجاهه و هي اللي كاتطمح تنفارد به ..
رجعات لجنبه و مد يده بحركة جلتمانية مزيفة و مازال مبتاسم ابتسامته الساخرة ..
تمشات قدامه بخطواتها المغرورة و هو كايفكر ، غير تحاول دير شي حاجة ..
غاتكون خسارة تضيع انثى فاخرة جميلة بحال هاد الوردية/الحمراء اللي قدامه ..
الوقت اللي مرت سيارة حمراء رياضية و فخمة من جانب تغريد ، حلات فيها فمها و رمات نظرة على السائقة ..
و تبعتها مازال من المرآة و هي كاتقول بعيون واسعة مندهشة و منبهرة "" ماعرفتش فيمن تغرمت اكتر في السيارة او البنت اللي سايقاها . ماشفتيهاش كيف دايرة ؟ "" صفرات تصفيرة اعجاب و هي كاتجبد مرطب شفاه من ساكها كاتطبقه على شفتيها ..
"" ماشفتش . انا عيني ماكاتشوف غيرك امرأة "" قال بدون مايشوف فيها ، و لكن نبرته كانت مغازلة كليا ..
دارت لعنده ، نصف مبتسمة و نصف غير مصدقة كاتشوف فيه من الجنب "" هذا جواب آمن ؟ خفتيني نكون سولتك باش نحصلك ؟ ""
ضحك هاد المرة و عينيه على الطريق "" لو عجباتني كنت نقولها في وجهك ، غانحشم منك "" و هبط كف يده كاملة على وجهها بعثر شعرها ..
ضربات يده منزعجة لفعله و قالت "" اه ، اوى هكاك ، هذا هو ولد عمي عشيري اللي كانعرف ""
و لكن ماجاوبش ، بل تجعدت ملامحه لاشمئزاز و هو كايشمشم "" طليتي السيارة بريحة داك الحيوان ""
"" غانمشي للدار ندوش ، و ماتزيد حتى كلمة على هاد الموضوع ""
رمى نظرة لجهتها و فجأة تبسم و هو كايتفرسها بعينيه "" قولي كنتي فرحانة بزواجنا العفريتة و انا مخلياني كانتشوى و كانخمم كيفاش نقنعك ماتطلبيش الطلاق ""
ضحكت هي الاخرى كاتفكر مواقفهم في شهر العسل و حتى قبل الزواج "" بالله عليك هذا سؤال واش ماكانتش باينة فيا الفرحة ؟ ماخليت معمن شطحت ديك الليلة . حتى الفلوغ ديال عرسي تفرجت فيه مليون مرة . ""
ضحك و جاوبها "" واللهتا خليتي هاز الهم للسيناريو ديال اليوم اللي غاتطلبي الطلاق و غانضطر نلعب الدور ديال الغذار و نرفض طلبك و نخليك عالقة معايا حتال الموت ""
حلات فمها مفاجئة بكلامو و سألت بنبرة احس فيها انها بطريقة ما يروق ليها ما سمعت منه "" كاتهضر من نيتك كنتي غاتغذر بيا و ترفض تطلقني ؟ ""
"" واش انت حمقة ؟ كاين شي راجل في الدنيا قضى نصف حياته راغب امرأة وحدة تكون ليه . و نهار تبسم ليه الدنيا و تعطيها ليه ، ينوض هو و يدي على هبالها و يطلقها . و من بعد اشنو ؟ من بعدما قضى معاها اسعد الايام و ... اطول الليالي "" و غمزها مع آخر كلمة ..
هزات رأسها كاتضحك و نزل عينيه لبطنها المسطح و كمل "" لا وهازة طرف منه في احشاءها ؟ لا ، خاصني نكون حمق ، شماتة و بارد القلب باش نديرها . ""
فور ما وطات رجلها البيت ..
اول انطباع خذات عليه هو انه عبارة عن متحف ..
و انها كاتحسد مالكه ..
و ان مالكه ليه ذوق غريب ، عميق و ماعرفتش علاش وصف داهية حتى هو دخل بين الأوصاف اللي وصفاته بيهم في عقلها ..
لكن فعلا ، تلتمس في ذوقه الدهاء و الدقة ..
اختلاف الاشياء و الديكورات و تنوعها و تناسق الوانها ..
اعطى انطباع متكامل بمثالية ..
احست بنفسها تغرمت بالمكان بشكل فوري ..
تمشات كاتقرب بيدها لكل شيء اثار انتباهها و قلوب على عينيها ..
الزرابي ، الالواح المرسومة ،قطع الديكورات الخشبية ، التماثيل الصغيرة ، مكتبة صغيرة في الركنة و حتى الاواني على الطاولة ..
و اللي الظاهر انهم كانو محطوطين للضيوف مابقى ليهم اثر دابا ..
اعجبها هاد البيت ..
و احست انها ضاعت في شساعة وجمالية المكان ، ناسية وجود صاحبه ..
و اللي هو بدوره كان ضايع في شكل هاد الغريبة الجميلة و لمساتها الرهيفة اللي كاتطاير من هنا للهنا بحال شي فراشة ، و اعجابها الواضح بفضاءه الخاص ..
اعجبه الطريقة باش خدات راحتها في ارضه ، غزاتها بانوثتها القوية و بملامحها الجميلة اللطيفة مقدرة لهادشي اللي كاتشوف قدام عينيها ..
و بطبيعة الحال غاتقدر هادشي ، لان هاد الراجل كايفكرها في باها ، بكل اهتماماته المتجسدة في المكان ، كايشبه له في غرابة اطواره ..
ملهمها الوحيد في هاد الحياة ..
وجودها في مكان بحال هذا لشخص بحال هذا اثبت ليها انه كاين فعلا شي راجل في الدنيا كايشبه لباها ..
او قريب له ، لانها كتآمن عن يقين ان لارجل غايقرب من عظمة باها ..
دارت لعنده و شافته واقف تما عند المدخل ..
وقفة لاعلاقة بالجنتلمانية اللي رحبها بيها .. كان ثاني يد حاطها على جنبه و الاخرى غارقة في كتافة شعره كايحك رأسه بكسل ..
رفعه لذراعه اعطى حجم اكبر لصدره ، و بان مهيب ضخم ... وحشي ..
و في عينيه ، نظرة غريبة ، مراقب تحركاتها بفضول ..
منين وقفات قدامه قالت ببساطة "" دارك زوينة ""
"" و انت كملتيها ... بحال آخر قطعة كانت محتاجاها "" قال بنبرة رجولية عميقة و عينيه كاتفرس عينيها مباشرة ..
خلات داخلها يتحرك ، و كأنها قدام قوة مهيبة ماعارفاش ماهيتها ..
رفضات تبين ماخالجها بغرور و عند و كملات رافعة حاجب ، مولفة بمغازلة الرجال ليها كامل الوقت "" ممكن دابا تجاوب سؤالي ؟ ""
"" اذا جاوبت ، غايكونوا عندك اسئلة اخرى ؟ "" سولها بهدوء ..
غوبشت بتشويش و سولات تاني "" و علاش ؟ ""
قال بابتسامة جانبية مغازلة "" حيت بغيت نبقى نشوف في عينيك و هادشي ماغايوقع غير لاطولات هضرتنا ""
قلبات عينيها كتربع يديها قدام صدرها و جاوبت "" لا ، سؤال واحد و غانمشي في حالي ""
هز حواجبه و تم داخل لقعر الدار و تهاوى بكليته على الكنبة دياله و هز رجل على رجل "" اذا مامجاوبش ""
قلبات عينيها من جديد و فكات يديها ماشي لجهته و جلست قدامه ..
طاس قهوة حطوا قدامها و رجع استرخى في مكانه مبتسم و هو ماد ذراعه العريضة على جانب الكنبة ..
كايستعرض ضخامته قدامها ..
التقطت هادشي بعيون مراقبة بفضول و اهتمام انتثوي .. لكنها رسمت ابتسامة مستمتعة و هي كاتهز يدها قدام عينيه ، كاتعرض هي الاخرى خاتم خطبتها و قالت بنفس الابتسامة الحلوة المستفزة المتحدية "" وفر عليك كل هاد الاستعراضات الذكورية و المغازلات ، انا مخطوبة ""
كلمتها ماغيراتش ملامحه و مامسحتش ابتسامته المغازلة الواثقة ..
بل شاف في الخاتم و كأنه لاشيء و بغرابة دوز عينه على رقبتها بتفحص غريب و بابتسامة واسعة اكتر و اكتر جاوب "" ديك القطعة الصغيرة اللي ساهل تحيد ماكاتعني حتى حاجة بالنسبة ليا "" و عمق الشوفة في عينيها و بديك النظرة القوية الغريبة في عينيه اكمل "" بل شي علامة عميقة ، كاتتبت الملكية ، ماكايمسحها لازمان .. و لا حتى قوة ""