قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الثالث عشر )
الفصل الثالث عشر :
صباح داك اليوم ..
فاقت ريم في الفراش بغرفة من غرف الضيوف ببيت الكابو .
البارح طلعات نعيات مباشرة بعدما وصلات مع شيري ، ماكانتش راغبة في ان تستمر بالشجار معاها ..
اللي فيها مكفيها .
ليلة البارح جافاها النوم ، ارقها زادت الحدة دياله بعد رجوعها لوحدتها ، فتحولت لبيت لوكا ، اللي ماكانش ضخم بحال دارها . حسات انها ضماتها و احتوتها هي و جروحها ..
احسات بروحه تما ، تخيلات وجوده و لقات القليل من السلام اللي يصبرها ..
خبر موته كان صاعقة ، وجه ديك حمراء الشعر البارح فكرها في تلقيها هي كذلك الخبر ، حسات بقبضة قوية فصلات شرايين قلبها من جسمها حسات بحال اذا العالم قدم ليها احسن هدية ثم في لمحة عين انتشلها منها بكل قسوة ..
اداتها هاد الحياة و استمرت في الاخد منها حتى دفعاتها لحافة البرود .. مابقاتش كاتحس ..
كاتعيش ايامها مخدرة ، كلهم كايسحاب ليهم تجاوزاتوا لكن الاثر ديالو مزال كايجري ليها في الدم ..
مازالو في عقلها ، مازال ريحته في انفها ، مازال همسه و انفاسه في وذنيها ، مازال لمسات انامله على جلدها ..
مازاله في قلبها ..
"" واعدتك باش مانحاولش ننتاحر مرة اخرى ولكن ماعندكش فكرة اشنو درتي فيا بهادشي ا لوكا ، وفيت بوعدي ليك لكني بوحدي في هاد الدنيا ، رجعت من بدا و جديد بووحدي فاش نفعني وعدي ليك فاش ؟"" قالت و هي ممددة كاتشوف في سقف الغرفة ..
على المائدة ، شارك الكابو و شيري فطور هادالصباح ..
ماحساتش بشهية في انها تاكل ، لكنها عارفة انها خااصها تاكل ..
فدارت هادشي بدون ماتأبه لمشاعرها تماما كيف كادير كولشي في حياتها ..
حسات بعيون الكابو كاتراقبها . هو الاخر مدوز وقتو العصيب ، كاد يسكت قلبه منين عرف بموت الدراري ، كانوا ولاده اللي ماولدش ..
رباهم و صنع ليهم جناوح في الاخير فقدهم بهاد الطريقة البشعة ..
"" سمعت شي هضرة ابنتي و ماعجباتنيش ، ياك فايت تكلمت معاك في الموضوع علاش مادرتيش بكلامي "" قال الكابو بنبرة هادئة لكنها حسات بانزعاجه و غضبه منها ..
فجاوبت بدون ماترفع عينيها من طبقها "" كانظن وضحت ليك المرة اللي فاتت انني ماعنديش استعداد ناقش داك الموضوع مع حتى واحد ""
حسات بيه تشنج اكتر واكتر وتبادل الانظار هو و بنته ، بنته تحركت في مقعدها لكن شافت كفه اللي نزلت على ذراعها و رجعاتها لبلاصتها ..
لكن ماقدرش يمنعها من القول بكره و غضب "" خليني نيت نفيقها . البارح رغم تحذيري ليها مشات قالت لمرأة جهاد باللي هو ميت ""
عبس الكابو قائل "" آمرتك تردي البال ماناقصش مشاكل ""
"" اش بان ليك توجه كلامك هذا لهاد الشيطانة "" صاحت ضاربة سطح الطاولة ..
ريم حافظت على هدوءها و هي كتاكل ..فوقفت شيري كاتزمجر بصوتها الانثوي و غادرت المكان ..
"" انتوما هاد الزوجات خاصكم تلقاو طريقة تتوالفو مع بعضكم ، كيفاش انتوما الصغيرات ديال العشيرة معاديات هكا ""
"" يمكن لو حبسات من انها تظل تهددني كل لحظة و اخرى و تبقى تآمرني و تحبس من انها تحاول تتحكم فيا ممكن نفكر في عرضك "" و وقفات حتى هي كاتمسح فمها و طلبات اذن المغادرة ..
لكن رفض وامرها تجلس مازال ناوي يكلمها لكنها رفضت هي الاخرى وهربات خارجة ..
وقفات ريم على برى مربعة يديها مقابلة شيري اللي غادية جاية كاتجري مكالماتها الصباحية ..
و عندما سالات ، تمشات ريم لعندها و وقفات جنبها في الوقت اللي شيري مازال حادرة عينيها لهاتفها "" واش عندك أخبار على ديك المرأة ""
لاحت شيري نصف عين لجهتها بدون ماتكمل الشوفة كاملة فيها ثم تجاهلتها لكن ريم كملات باصرار "" مامتيقاش كيفاش قلبك سمح ليك ديري في امرأة اخرى هكا ""
"" اش بان ليك تسدي فمك الصباح هذا "" قالت شيري و دورات يدها خشات هاتفها في جيبها الخلفي و تمشات تجاه سيارتها المركونة على جنب ..
تبعاتها ريم قائلة "" فين غادية ؟ ""
"" لماشي شغلك ؟ "" جاوبتها ببرود و فتحات باب سيارتها ركبات ..
تحنات ريم لمستوى نافذتها و قالت "" زوري ديك المرأة و شوفي احوالها ""
هزات شيري عينين مشرارتين لريم وقالت بانزعاج ""مالك ماتمشي انت ، اولا نقولك ، في بلاصة ماتهتمي لامرأة غريبة عليك اهتمي غير لهذاك اللي مرمي في السبيطار ""
تشنج عمود ريم و هي كاتستقم ، نظرات حدت و زمت فمها في خط قاسي .. لكن كل هذا كان غلاف ، قشرة خارجية كاذبة .. مخفية ضعف ،خوف و يأس ..
"" داك الموضوع كايخصني بوحدي ، لا انت لا الكابو عندكم الحق توريوني اشنو غاندير ""
فتبسمت شيري ابتسامة جانبية ساخرة وهي كاتقول "" غير صبري ، منين غايرجع جلال و يسيق الخبار لعملتك غادي ياكل عينيك من محجرهم ""
رمشت ريم مجفلة لمشاعر تسللت منها و بلعت ريقها و هي كاتقول بنبرة مشحونة ومكسورة "" لوكا مات "" و صاحت في وجهها "" و الاموات ماكايرجعووووش ""
لكن شيري رفعت حواجبها و قالت لاصرار عنيد "" لكن لوكا و الدراري ماشي اموات""
و طارت شيري خارجة من الابواب الضخمة اللي انفتحت امامها.. ريم ماوقفات غير تما لثانية متبعاها بغيظ كاياكلها ..
و دارت جارية نحو دراجتها و قدامها شافت الكابو واقف ، كان مراقب شجار الأثنتين بتعبيسة و على وجهه تعبير تفكير و حيرة عميقين ..
تجاهلات وجوده و ركبت على دراجتها وخدات من واحد من الرجال خودتها و طارت حتى هي تابعة ديك الشريرة ..
مازال ماسالات كلامها معاها ...
كانت اعصاب شيري تالفة هي الاخرى ..
مسحت على وجهها بعنف كاتحاول تتحكم في مناحي تفكيرها و تربط جأشها ..
جبدات هاتفها اللي كان كايرن من جيبها الخلفي و رماتو على المقعد كاتشوف في اسم خطيبها روس على الشاشة ..
و عضت على شفتها السفلية بقوة و هي كاتفكر ديك القبلة اللعينة ، بسبابها ماقدتش مازال تشوف في عينيه وولات اكتر الاحيان كاتتهرب منه ..
لأول مرة كادير شي تصرف جبان بحال هذا ، لأول مرة كاتخبى وراء خطأ و تتهرب منه بجبن ..
لكن كولشي بسبب داك اللعين ، تجاوز حدوده معاها رغم انها رسماتهم ليه من الاول ..
كان غباء منها انها تبقى كاتطوف في جنابه ، لكن اشنو غادير ، رفقته و صداقته اثاروها ، غرابته اهالتها و جذباتها حتال لعنده ..
عرفات بدوك النوع "الجذاب المغري" من البشر ، و تعارض طريقها مع البعض منهم لكن هذا حاله غريب ..
فعلا غريب !
التفكير فيه خلاها تفكر شيء مهم ، و هو انها خاصها تزوره ..
عندها معاه استجواب بخصوص شيء غريب وقع البارح ..
و قرنت حواجبها كاتطلع للطريق المؤدية لبيته باصرار ، عزمت باش توقف عليه هاد الصباح ..
لكن تعبيرها تغير لانزعاج منين سمعات زمجرة الدراجة كاتقرب من سيارتها و هي تقلب عينيها ...
الرجال الربعة كانوا مجموعين كايفطروا ، عازمين بعدها يعقدوا اجتماع جدي باش ياخدوا قرارات نهائية ..
حتى قاطعهم صوت زمجرات عميقة لمحركات قوية ..
كلهم حبسوا و هزوا ريوسهم كايشوفوا في بعض ..
ارتفع جانب فم ايدر في ابتسامة جانبية و هوكايوقف قائل "" بلا مانذكركم بقانون وفود ضيوف لعندي ، ياك ؟ ""
و تم غادي خارج متكاسل لغو جسده كاتصرخ بالحماس ..
دار نوح للدراري و قال بتعبيسة منزعجة "" شيري هذه ، اشنو علاقتها بيه ؟ البارح تصرف و تكلم بغرابة عليها ""
رمش جلال عينيه بالو ماشي كليا مع الواقع حاليا ، بل مع حمراء الشعر .
اما جلال فتصلغى ليه ، و اذنتيه الحساستين التقطوا حتى الصوت الاخر اللي جا مع محرك السيارة وقدر يميز انه لدراجة ضخمة .
صوت رجع ذاكرته لواحد المطاردة وقعات شهور عدة مرت ..
فين كان ملاحق واحد قصيرة الشعر ... جنية الورد .. !
و نقز واقف كايجري نحو السطح و ناضوا من وظفوا انفسهم حراسه لهاد اللحظة تبعوه ..
نوح تابعه كايجري كاينادي اسمه يرجع بحنق و جهاد وراهم قالب عينيه و كايتفوه ..
وقفوا على السطح كايشوفوا من بعيد كيفاش ديك الدراجة الضخمة السوداء زادت سرعتها حتى تجاوزت السيارة الحمراء ومالت محتكة بالارض مصدرة صوت صرير مؤلم لآذان الذئاب الحساسة ..
حدة نظرهم خولتهم يراقبوا اللي واقع من بعيد بكل وضوح ..
عينيه عاينوا قدها الصغير بتدقيق و اهتمام و هي كاتمشى لعند السيارة الحمراء ..
عبس و سحق عظام فكيه عينيه على ديك الخودة و كانها عدوة متعمدة تخفي وجهها عليه ..
شاف وجهها الليلة الماضية ، لكن و الظلام مخيم حواليهم زاد هوش مشاعر شوقه ليها ..
باغي يشوف وجهها مضاء تحت نور الشمس ، باغي يتغنى بضحكتها الصغيرة و يجرب من جديد داك الإحساس المخذر الغريب اللي كاينتابه كلما هزات عينيها و تطلعت اليه بعيون بريئة واسعة و كأنه هو اللي وهبها الحياة ..
انتفض جسده بمشاعر عنيفة احس بيها كاتكبر وكاتوساع وسط صدره و كاتخنقه ..
ماباغيهاش في حياته ، لكن باغيها ليه باغيها مازال ..
لقى نفسه كايتنشى للاتجاه اللي كاتمشى ليه بعقل غائب كاين عندها التحت ..
عبس منين وقفات شيري قدامها بنظرة غضب و تحدي كذلك في عينيها و هي واخدة موقع هجوم (نفسي) امام ريم ..
ريم الأخرى كان ظاهر عليها التشنج و التحفز .. حيدات خوذتها لكن كانت ضايرة بوجهها للور ماقدرش يشوفها ..
دفعات شيري بصدرها وصاحت بهيستيريا "" لوكا مات ، فهميها ، ماتبقاايش كل مرة تهزي روحي بديك الكلمة ، مابغيتش نتيق ، ماتهزيش ليا آمالي ماتخلينيش نتوقع ، ماتخلينيش نتسنى ، هو مات و ماغايرجعش ، فيقي ، انت عايشة في الوهم و معيشانا كاملين معاك فيه ، لا انا لا ديك حمراء الشعر ماكانتستاهلوا منك هادشي، ماضحكيش علينا ... "" سككت للحظة و شهقات كاتبكي "" انت ماعندكش فكرة على الألم اللي كاتحسي بيه و انت كاتوقعي شي حاجة رغم انك عارفة انه ميؤوس منها ، ماعندكش فكرة شحال ديال الجهد النفسي كايتطلب منك هاد الأمر ""
جلال احس بفشل في ركابيه من كلامها ، سمعه بكل وضوح بل
رمشت شيري فيها و في ديك اللحظة صغر حجمها وكل داك الغضب انطفء بحال اذا تخوى عليها سطل ماء بارد .
صوت إجلاء حنجرة عميق وقفو الفتيات و داروا مجفلات بزوجات لجهة الصوت ..
و رمشوا عينيهم في ايدر و هو جايهم بسروال عاري الصدر و شعروا كايتلاوح بين طيات الهواء ..
تملكت شيري نفسها و قسات ملامحها من جديد اما ريم فتراجعت لوراء شيري و وقفات ..
مازالها كاتبعد من الغرباء وكاتنكمش حول نفسها في وجودهم ..
تصرفها هذا ذكر جلال في قداش هي ضعيفة في جوانب قدما هي قوية في اخرى ..
تمنى لو قدر يتواجد التحت ، تاخد ظهره ذرع حامي ليها كيف دارت من قبل ..
تبسم ايدر و هو كايشوف في ديك الصغيرة بل اطال الشوفة فيها و هو كايحاول يتفحصها عن قرب "" اشنوا للي وصل القطيطات حتال بابي و جلسوا يتقامشوا قدامه ؟ ""
ظهر التوتر على ريم و هي كاترفع راسها كاتفحص المكان لاول مرة بعدوقوفها هنا ، و لاول مرة كاتلاحظ انها واقفة في ملكية خاصة .. خاصة بكل داك السياج العالي ..
خافت ! مظهر ايدر الخطير ماساعدش في الامر ..
اما شيري فتوقفت تما هازا راسها بكبرياء و تحدي و هي كاتقول بكره ماقدرتش تخفيه "" جابك الله نيت ، كنت جايا عندك ""
ارتفعت شفاهه بابتسامة خبيثة و انتهى بمشيته عند رؤوس اصابع رجليها و قال كايتجول بعينيها على كامل جسدها متركز ببنظرته اكتر في تفاصيل وجهها بكل وقاحة و هو كايقول "" فأل زوين هذا "" وخصصها بنبرة حميمية مخفض صوته و هو كايقول "" تجاوزتي الصدمة و لا باقي ، ماقادرش نصبر للمحاولة الثانية ""
بلعت ريقها بصعوبة وهي كاتحاول تتجاهل داك القلب و حركاته السخيفة ..
مازال كايلعب لعبته و رغم معرفتها بخطأ اللي واقع بينها وبينه ،مازال قلبها كايستجب ليه بكل غباء .
ايدر قدر يشم حيرتها و مناحي و اتجاهات تفكيرها ..
و هادشي تماما اللي مخليه متشبت بيها ..
هي كانت كاتتجاوب معاه ، معنى هادشي ان علاقتها بهاداك المثالي ماشي عميقة ..
زادت تعمقت ابتسامته ، و لاحظت شيري الغرور فيها فتمالكت نفسها و تجاهلت كل هادشي وحاولت تركز في الشيء الوحيد اللي جابها لعنده ..
ماغاتعطيهش فرصة تاني ، مستحيل !
فرفعت وجهها ليه بنبرة المافيوزية القوية قالت "" فين كنتي البارح ؟ ""
هز حواجبه في الاول بدهشة صغيرة لكن سرعان ماتمالك نفسه .ضحك و قال و هو كايفترسها بعينيه ، نبرته مغازلة بشراسة عنيدة و هو كايقول "" ردي البال راك كاثيريني بهاد النبرة و سؤالك هذا بوحده--"" قرب لوجهها وهمس في وذنها مجتاح إحساسها الانثوي بدون رحمة "" كايخليني نرغب بشدة ندخلك لداري و نسعد علينا فيها بزوج ، غير انا و انت . و ديك الساعة ، غانديروا انا وياك بزوجنا معنى لهاد السؤال ""
الوقت اللي بعد منها شوية باش يقدر يشملها كاملة في عينه لقاها كاترجف كيف شي ابريق كايغلي ، ريحة غضبها دوخات ليه رأسه ..
ابتسم ملء وجهه باش يزيد يستفزها و وقفات تما كاترمي رصاص قاتل من عينيها ..
"" واش كاتعرفيه ؟"" همس انثوي صغير جا من وراها ..
فراقبت كيفاش التقطه ايدر وحول مرمى انظاره لريم المنكمشة وراها و تبسم بمشاكسة وقال "" مال الغزالة الصغيرة مخبية لور ، خرجي عندي "" اضاف غامز "" كانواعدك ماغانعضكش ""
عبست ريم منزعجة منه و قرصت شيري قائلة "" يالله نمشيو من هنا ""
تجاهلتها شيري و هي كاتقول ليه "" مازال ماجاوبتينيش ""
"" عطيني سبب واحد يخليني نجاوبك "" اجابها متحديا و رجع كايقرب منها ..
لكن للحظة ، لمح ريحة في الهواء ، كان من المستحيل تنبعت من شيري ، ريحتها كانت واضحة . فعينيه استقرت على ديك المتوترة وراها ..
هي صاحبة ديك الرائحة ، ديك الرائحة ...
هز يده بدون مايشعر و حطها على جبينه ،ملامحه مصدومة و شتم في خاطره ..
البنات مافهموا والو لكن ولا وحدة خرجات تساؤلاتها برا رأسها ..
فرجعت شيري لموضوعهم قائلة "" البارح جاتني اخبار ان شي راجل مشى كايقلب على ريم في دارها . قبل ماتقول اي شيء ، هادشي ماشي منطقي لانها ماكاتعرف حتى واحد . و الشيء الاخر اللي ماشي منطقي هو ان داك الرجل كايحمل نفس صفاتك ""
هز ايدر حواجبه في دهشة مسرحية و قال "" غريب ، لان الشيء الثالث اللي ماشي منطقي هو انني نمشي لدار الانسة و نسول عليها "" فربع يديه و وجه كلامه لريم "" انسة كاتعرفيني ؟ عمر وسامتي ما نورات حياتك من قبل ؟""
لوحات ربم براسها نفيا مباشرة .. ثم هزز حواجبه ببراءة قدام عينين شيري و قال بهدوء "" شفتي ، اول مرة كانور حياتها بلقائي ""
ضيقات شيري عينيها فيه بتشكيك فقررت بعدها تترك الأمر و لكن غاتشدد حمايتها حول ريم ..
دارت عندها و امرتها باش تنطلق بدراجتها ، ريم ماتعطلت حتى ثانية و هي كاتركب فوق داك الوحش و عينيها على ايدر .
اللي بدوره كانوا عينيه عليها ، كايتطلع اليها بطريقة غريبة لاحظتها شيري .. و زادت تعمقت حيرتها و شكوكها نحو هاد الرجل ..
جلال الفوق كان فورما توجهات نحو دراجتها هبط كايجري نوح كان وراه ..
سمع الدراجة كاتزمجر معلنة بانطلاقها و تما فين نقز في الهواء و تحول و طاح بقوائمه على الارض وبنطاله حتى هو اشلاء .
جرى وراء السياج تابع زمجرة الدراجة .. هي على دراجتها على الطريق وهو وراء السياج بين الأشجار على قوائمه الأربعة ..
جرى و جرى وجرى بالتزامن مع سرعة الدراجة حتى وصل لنهاية الطريق وبقى واقف تما في الحدود وراء السياج كايشوف فيها منطلقة ... مبتعدة ..
شيري فورا هربات من وحدتها معاه ،لكنه تبعها لباب سيارتها و انحنى مانعها تسد الباب و قال "" توحشت مجالستك احبة الملوك ""
جاوبت بغل "" كاتحلم ، بعد اخر مادرتي خسرتي ديك الصداقة اللي كانت بيننا ""
تصنع وجه مسرحي حزين مميل فمه للاسفل وقال "" اوووه ، هي دابا غايخصني نلغي هاد الخطة ديال نتقرب منك بحجة الصداقة هي الاولى ؟ ""
كلامه خلاها تسكت و تفتح ثغرها قليلا بصدمة من هاد المغرور غريب الأطوار ثم عبست بانزعاج ثم تطور لغضب و هي تصيح بعنف في وجهه "" اشنو مشكلتك انت ؟""
فتبسم ابتسامة خبيثة وهو كايقرب بوجهه اكثر و اكثر و قال "" الوحيد اللي عنده مشكل هنا هوانت احبة الملوك ،حيت قررت نلعب دور الشرير في قصتك الرومانسية الصغيرة و ناخدك من داك خطيبك المثالي المستفز ""
سكتت حتى سكت ثم انفجرت بالضحك ، هو مباشرة شاركها الضحك ..
ضحك ثم ضحك الى ان اصبح ضحك هيستيري لا منها هي ولا هو ..
فهدنت نفسها قليلا ثم قالت مشيرة باصبعها لصدرها "" تاخدني من خطيبي ؟ "" هزز راسه مبتسم بكل براءة و هدوء و قالت "" بنت ليك اميرة محجوزة في قلعة كاتسنى امير مغوار يجي يعتقها من زواج مجبورة عليه ؟ ""
هزز راسه تاني ايجابا و قال "" تماما ، غير هو انا ماشي الامير ، انا الشرير ، ماتهينينيش بهاد الطريقة ""
فاجابت متحدية "" الشرير عمرو نجح في الاخير في شي قصة للاميرات اسي شرير ""
"" كاع قصص ديال الاميرات اللي سمعتي محرفين الاميرة ديالي ، في الحقيقة كلهم نجح فيهم الشر ""
جمعات الضحكة الواثقة وضاق حنقها فنطرت الباب من يده و سداتو ثم حذراته بالقول "" بقى بعيد على طريقي اولا غايوقع اللي ماغايعجبكش "" و انطلقت .
هاربة ... ومن جديد .. منه ؟ او من مشاعرها ؟ شكون عرف وفاش كايهم ؟
بدات تتوقع ان الامر غايتعقد ..
اما هو فوقف تما وسط الطريق كايحك كرشو بكسل و ابتسامة اكتر تكاسلا على وجهه ..
ملامح مخدرة بالعشق لهاد الجائحة الحمراء الوردية .. كايتوعد نفسه انه غايملكها ،عاجلا ام آجلا غايملكها ..
تجمعت ابتسامته السخيفة بسرعة البرق فورما تفكر دوك 3 اللي في الدار .. خاصة واحد منهم ..
فقال متنهد بإحباط "" بطبيعة الحال ، جلال يا جلال ، my special precious kid . ""
"" صافي اماما صافي "" هدهدت آلاء صغيرتها بين يديها و رفعت رأسها للسيدة عائشة متسائلة "" فين مشى على الصباح و باقي مارجع ؟ ياك شاد كونجي ؟ ""
فرمات السيدة عائشة قطعة من الحلوى في فمها و جاوبت بتركيز مشتت مع التلفاز "" انا اللي مزوجة بيه و لا انت ؟ اش عرفني فين زاد .. ""
ضيقات آلاء عينيها فيها بتشكيك ، فرفعت عائشة عينيها لألاء و تهربت منها .. و جرات طه جلساته في حجرها بزز منه رغم مقاومته ليها و تذمره من انها قاطعت لعبو ..
و كأنها كاتناجي منه الحماية ..
هنا فين وساعوا عينيها بإدراك و وقفات و قالت بنبرة كاترجف خوف "" فين مشى ولدك اخالتي ؟ ""
"" بيناتكم ، ماتدخلونيش ""
حطات الاء رضيعتها في كونتها وطلعات في الدروج كاتجري بالشوية ..
دقيقة و ولات غرفة النوم كلها مقلوبة .. قلبات و قلبات .. لكن مالقاتش مبتغاها ..
رجعات نزلات و اللون مخطوف من وجهها كاتعفس بلا ماتشوف قدامها ..
حتى رجعات للغرفة فين جالسين و هي تلقاه واقف في منتصفها هاز صغيرته كايقبلها و يداعبها ..
روية بروية ، دور وجهه لجهتها ، مبتسم بتكاسل و ملامحه مسترخية بشكل مخيييف ..
ابتسامة كايديرها فاش كايكون فرحان بشي زبلة دار ..
"" فييين ... كنتي ؟ "" الجملة خرجات مفصلة تفصيل من فمها ... سؤال ماباغياش فعلا تسمع جوابه ..
فزادت ابتسامته اكتر توسعا و جبد الحالة المدنية من ملف على الطاولة و رماها ليها ..
التقطتها لكن بعينيها عليه ... فهزز حواجبه كايغيظها ، وبلعت ريقها ..
عندما طاحت عينيها على الصفحة الثانية خرجوا حتى طاحوا عليها .. فهزاتهم لمنحى زوجها و لسانها فجأة ثقال عليها و تخرس ..
بإبتسامته مازال على وجهه دار و هو كايقول "" عجباتك سمية بنتي ؟ "" و قبل صغيرته اللي رمشت عينيها البراقتين فيه وتجاوبت مع ابتسامته ليها بصوت صغير أصدرته و كمل كايرمق صغيرته بعيون فخورة محبة "" يا روح باها ""
فسمع ارتطام جسد على الارض و ناضت امه كاتولول و تغوت بأسم آلاء ...
فهزز زين العابدين راسه في بنته و قال مبتسم "" ماشي مشكل ، هادشي يستحق نبات عليه في الصالون ""
وقفات وراء الزجاج بقلب محمل بثقل متعب ماقدراتش تتخلص منه و ماعمرها تقدر ..
قلبها متجسد في قد صغير و جد ضعيف ممدد قدام عينيها ..
مسحت دمعة ثم هربت اخرى من العين الاخرى و تسارعت ليها كاتمسحها حتى هي ..
كاتجول الأرض بمشاعر مخدرة طول اليوم لكن غير كاتوصل لهاد المكان ، الأمر كايتغير ..
كل الالم المخدر في جسدها كايحيى ويفتعل هنا ..
و كأنها كاتدخل لجهنم من وسع ابوابها ..
هادشي علاش كاتظل تتهرب من المجيء للهنا ..
ماباغياش تحس ، الإحساس مرهق و متعب كايخليها ترجع تفكر في الانتحار .. انهاء احساسها في خطرة وحدة ..
شافته بقلب مرتاع كيفاش حرك ذراعيه و ضم أصابعه الصغيرة الوردية حد الاحمرار و هو وسط داك الإختراع الصغير اللي كايعوض رحمها ..
حطت يد على بطنها موضع رحمها و الاخرى على الزجاج الفاصل بينهم نيشان عليه .. و دمعت بألم و هي كاتهمس ليه و كأنه قادر يسمعها "" كان خاصك تكون مازال هنا ، مخبي محمي من هاد الأذى كله المحيط بيك ، سامحني ماقدرتش نحافظ عليك ""
"" انت عارفة مزيان انه باقي مازال الحال "" صوت رجولي عميق مميز ببحة ايطالية قاطع لحظتها مع رضيعها
فدارت مجفلة و فور ماتطلعت الى وجه الكابو إسودت ملامحها ...
واقف بهيبته المخيفة جنبها ، عينيه على الصغير الداخل ..
خطوط التجاعيد حول عينيه اظهرت تعبه ، الشيء اللي خلاها تتراجع على النبرة العنيفة الشرسة اللي كانت غاتصيح بيها ..
لكن علاش ؟ علاش غاتخرج غضبها على الاخرين في الوقت اللي كلهم فاقدين نفس الشخص او اشخاص ..
فدارت حتى هي وواجهت الزجاج بواجهتها و قالت بنبرة اهدء كاتمسح دموعها "" فات الحال او لا ، هو غايموت غايموت ""
"" قالو لينا هاد الكلام فورما وضعتيه شهرين هذه ،
كان ماكاملش ، حميل ديال 6 اشهر ، هاهو مازال كايتصارع بكل شجاعة و قوة على كل نفس كاياخدوا كل ثانية "" قال بنبرة شديدة فيها فخر لكن لا تخلو من حزن ..
اجفل نبض قلبها و هي كاتشوف في صغيرها في ديك الحالة ، كله ملفوف في انابيب اضخم منه و ادرفت دموع حرقة عليه ..
مسحتهم من جديد و هي كاتقول لكن بنبرة منهارةفيها مناجاة فيها نداء واحتياج "" مابغيتش نتعلق بيه مابغيتش نبغيه ، مابغيتش نولفه و فجأة يقطع نفسه و يخليني .."" شهقت باكية "" دارها ليا باه ، مابغيتش نعيش نفس الشيء مع ولدو .. ""
ديك اللحظة لقات نفسها كاترجف باكية على صدر الكابو ، دفء كفه الضخمة على ظهرها ، كايطبطب بحنان غريب على مظهره الوحشي ..
فبكات بجهد و عنف و كانها كاتحاول تلوح و تتهنا من داك الثقل داخلها ، لكن صوت الكابو زمجر قائل بشدة و حنان ابوي صارم "" مابغيتيش تبغيه على اساس دموعك عليه دابا ماشي حب ؟ وجودك هنا ماشي حب ؟ انت حتى الاجهاض مافكرتيش فيه منين عرفتي راسك حاملة بيه ، واش هادشي ماشي حب ؟ انت راغبة فيه .. انت صافي بغيتيه و تعلقتي بيه ، حرمانك نفسك منه و حرمانه منك ماغاينفعك في والو .. ""
سكنت في حضنه ثم خرجت نفسها من ذراعيه كاتمسح دموعها و قالت بنبرة باردة يائسة "" غايموت ، غايخليني بحال كيف دار باه . حتى لو عاش هاد الشهور ، هادشي ماكايعني والو ، غانبقى حياتي كلها خايفة نفقده اي وقت ، غايبقى ناقص ، غايبقى ديما مريض ، ديما مهدد برحيله .. ""
فتوقفت ممرضة بإبتسامة عملية كاتخاطب ريم "" هو واجد دابا ، تقدري تتفضلي امدام ترضعيه ""
و وقفت ريم تما ماعارفاش اشنو دير .. كان اسهل تضخ الحليب من صدرها و تسيفطه مع الرجال للمستشفى ..
لكن ترضعه مباشرة ؟
قبل ماتنهي التفكير لقات نفسها دخلات وراء الممرضة ، يمكن غريزة امومتها لبت النداء و غلباتها ..
حيدات التيشرت ديالها حيت ماكانش غايسمحليها بالعملية . جلسات على كرسي خشبي ممرجح للاسترخاء و مدات ذراعيها كاتاخد صغيرها لاول مرة بعد مدة طويلة ..
كان مازال خفيف لكن حجمه زاد على قبل ، بشرته مازال محمرة لكن مابقاتش شفافة كيف قبل .. ريحته المميزة مازال هي هي ..
ظهر سواد وكتافة شعره ، ماقدرتش تمنع ابتسامة اعجاب و هي كاتشوفه كايرمش عينيه فاتحهم على وسعهم ..
سدات الممرضة ستار الزجاج و تقدمت لعندها كاتعطيها الارشادات كيف ترضعه وكيفاش تحمله ..
تبعتها و تشنج جسدها فورما احاط فمه الصغير حول حلمتها و بدا يجر الحليب ، كان كايحرك يديه ورحليه و كانه فرحان و كانه حاس باللي هوبين يدين ماماه و ماشي شي ممرضة ماليها به صلة ... حسات باش كانت حارماه .. حسات قداش هي كاتشبه لهادوك اللي سماو انفسهم والديها ...
غادرت الممرضة واسترخت ريم على مسند الكرسي كاتمرجح بلطف شديد ، و كاتبكي ..
فتحت شيري الباب الخشبي بدون استئذان ، فتقابلت عيونها بعيون روس ..
عبس اولا ثم ارتفعوا حواجبه بهشة و استغراب ثم قلق ..
صرف المساعدة اللي كانت واقفة جنبه محملة باوراق العمل ، في مرورها حيات شيري بهزة راس وقفلت الباب وراهم ..
وقف روس و تقدم لعند شيري اللي قطعت نصف الطريق لعنده و غير فتح ذراعيه ترمات بينهم ..
مابخلش بحنانه و هو كايضمها ويحط ذقنه على راسها محاوطها كليا ومن كل الجوانب ..
احس باستكانتها على صدره و عرف ان غير هادشي اللي هي محتاجاه حاليا ..
شيري رغم قوته الا انه عارف ان بيها جانب انثوي رقيق كايبغي الاهتمام مرة مرة ..
فسحبها لكرسيه و اجلسها على فخضه ..بعدهصيلات شعرها من وجهها باش يشوفو و قابل عيونها . الا انها هرباتهم منه فرجع دور ذقنها لعنده و قال "" مالك احبيبة ؟""
حذرت عينيها لصدره كاتلاعب زر من ازرار قميصه الرمادي و قالت "" عيانة شوية و صافي ""
"" حاس بشي حاجة واقعة و شاغلاك . اه و الدراري مفقودين و انت متوترة بسبب التقلاب عليهم . لكن كاينة شي حاجة اخرى مشوشاك ""
رمشت بعيونها و هي كاتشوف فيه ، اول مرة كاتتوتر قدامه وكاتلبك وماتعرف لا اشنو تقول والا كيفاش ..
ماعرفاتش كيفاش حتى ساقت سيارتها و ماوقفات حتال حضنه ..
و لكن في قرارة نفسها عارفة اشنو جابها ، وفاءها وولاءها ليه ..
علاوة على مشاعرها ، هي كاتحترم هاد الرجل ، و مايمكنش ليها تسمح بكل هاد التجاوزات بدون ماتعاود ليه على الاقل ..
التصرف الصحيح هو خاصو يعرف ، هادشي اللي غاتتوقع منه لو انه كان في نفس الموقف ..
ترددت قليلا قبل ماتقول "" كاين شيء ""
تبسم ابتسامة وسيمة صغيرة و هو كايغازل ملامحها بعينيه "" داكشي اللي قلت ""
"" عقلتي على هذاك الراجل اللي عرفتك عليه في الحفل المعلوم ؟ داك الجار ديال بابا ، اللي قلت ليك كونت معاها صداقة .. ""
عبس روس بتفكير ثم ارتخت ملامح بادراك و قال مهزز راسه "" ااه عرفته ، مالو ؟ ""
فتلعثمت و هي تعترف "" كان كلما كايشوفني كايغازلني "" فاسرعت بالقول "" لكن كنت واضحة معاه كل مرة باللي انا مخطوبة و غير مهتمة ""
عبس روس لكن حافظ على سكاتو عاطيها الفرصة فين تتكلم "" من بعد وليت كناخد مغازلته غير كضحك او مزاح فقط ، كيف كايدير جهاد . حتال واحد الليلة ، انا كنت غير كانشكي عليه لكن ماعرفتش كيفاش وقع حتى ... ""
سكتت ماعارفاش كيفاش تنطقها و راقبت ملامح روس غادية وكاتقسى و قالت بسرعة قبل مايتوقع الأسوء "" هو قبلني ، لكن ضربتو و وقفته عند حده ، كان غباء مني انني نخليه قريب مني رغم انه كان واضح بنواياه من الاول لكن .. تهاونت "" و سكتت كاتفكر او عجباتها رفقته .. فغمضت عينيها بشدة كارهة لهاد الحقيقة ..
فتحت عينيها لقاتو مازال معبس لكن مضيق عينيه بتفكير فبدأت بالقول "" عندك الحق تغضب مني--""
فقاطعها بنبرته المتوازنة الراقية "" شحال فات على هادشي ؟ ""
"" شهر ، بقيت كانفكر بزاف واش نقولها ليك ، خفتك تتفارق معايا ""
"" بادلتيه القبلة ؟ ""
عبست و وقفات قائلة بانزعاج "" بطبيعة الحال لا ، ضربتو فورا وهددتو بسلاحي ماعندكش فكرة شحال كانعاود نتعصب كلما تفكرت ديك اللحظة ، كيفاش تجرأ الحيوان.. ""
سحبها روس لمكانها و قبل جبينها قائل "" انا كانتيق فيك اشيري ، كانتيق فيك لدرجة ماتصوريهاش ""
"" اشنو معنى هادشي "" قالت بعيون واسعة ..
"" انني متيقك ، و هادشي ماغايبدل والو بيناتنا ""
فرمشت عينيها بحب و تأثر و حطت كفيها على خده كاتداعبه بإبهامها "" واش بالصح ؟ ""
"" ماشي انت اللي اقدمت على الفعل ، ماخنتينيش . يعني ماكاينش سبب . لكن نبغيك تبقاي بعيدة عليه من هنا للقدام ، ماغاديش ندوزها مرة اخرى ""
فرجعت ضماتو و هي فرحانة كاتضحك "" ماعندكش فكرة شحال كانحس براسي محظوظة بيك ""
فضمها لصدره القوي بشكل قوي و قبل عنقها قائل "" حبيبة ديالي ""
"" لا، لا مامتيقاش ، مامتيقاااش . "" رددات الاء و هي ممددة على سريرها في غرفة نومهم شبه غائبة على الوعي .رجعت هزات جذعها العلوي و شافت في عائشة اللي كاترش الريحة على معصميها و قالت "" عاودي قولي ليا اشنو سماها ؟ ""
فقالت عائشة بصوت محذور بخزي غاتتغبن حتى هي معاها "" روح باها ""
فرجعت الاء كاتضرب يد على صدرها و كاتنوح "" اويلي على بنتي سماها ليا روح باها ""
فأتاها صوته العميق من آخر الغرفة و قال "" نوضي من تما باراكة من التبوحيط ، هانتي كاع خوفتي روح باها كاتبكي دابا "" ثم بدا يهزز في بنته كايهدن بكاها
ماقال هادشي غير باش يفقصها فبدات تغوت و تجذب فوق السرير مما خلا عائشة دور عنده و هي كاتهدن في الاء صائحة بحزمها الامومي "" خرج من قدامي اخرج اوجه النحس ، الله يخرج منك الروح ""
فخرج كايضحك و دارت عائشة لهمس الاء و هي كاتقول وسط تغبانها "" الله .... ينجيييه ""
فميلات عائشة فمها و قرصت فخضها و هي كاتقول "" و منين هكا لااش فارعيين ليا رأسي ، ااااه ؟ ""
فلتات الاء بعدت منها للجهة الاخرى من السرير و هي كاتحكها و صاحت "" وا سماها ليا روح باها ، كل مرة غانعيط لبنتي بروح باها غاتكون بمتابة اهانة ل9 اشهر من حملي و خيانة لأمومتي . ""
فميلات عائشة فمها قائلة "" زيدي قدامي ، زيدي سكتي بنتك بكاها واصل للهنا ""
فجلست تما مربعة يديها و قالت بعناد "" يسكتها اللي مسميها روح باها نيت ""
فهزات عائشة يدها فوق رأسها و خرجات فحالها ..
و مابقات الاء تما غير ثواني و مااستحملتش تبقى تسمع باكاها ..
ناضت نزلات الدرجات و قطعات الطريق نيشان لعند بنتها و من بين يدين باها خداتها ، بلا ماتنسى ترمقه بنظرات شرانية ..
تبسم و عدل شنبه بسبابته و هو كايطلع وينزل فيها ببيجامتها الوردية القصيرة ... لالشيء غير يزيد يشعلها ..
لكن ماقدرش يتجاوز حقيقة شحال كاتبان لطيفة وكيوت و هي كاترمقه بحقد و عينيها حمرين كايلمعو ببريقهم كيف الزجاج و خدودها الموردة موالمة بيجامتها و حتى الباندا اللي دايرة على راسها مبعدة بيها خصيلاتها الحليبية على وجهها ..
مااخد من الاء غير تخاطب صغيرتها و تهززها بطريقتها الحنينة المميزة و سكتات ..
فدارت لزين اللي فجأة اصبح ملاصق ليها اثناء تركيزها مع بنتها ، قبعدت و تحلفت عليه "" الى ماندمتك يا ولدي يا زين العابدين ""
فضحك و تم مقرب تاني .. دخول اخويها و زوجاتهم قاطعوهم ، وراهم عائشة و الصغيرين طه وانيسة ..
اول مالاحظوا الضيوف بعد دخولهم و القاء السلام هو وجه الاء وعيونها المحمرين فعبسوا اخويها مستغربين تلقائيا خاصة منين مشات لعند زياد و عنقاتو كاتغبن ببنتها في يدها ..
و قال زيد"" اش واقع ؟ ""
"" سمى ليا بنتي روح بااااهاااا "" غمغمش الاء في حضن اخوها و لكن حتى واحد منهم مافهم اشنوقالت ..
فتدخلت عائشة قائلة "" الحلوف مشى سمى البنت روح باها بلا خبار الحلوفة الاخرى ، و زيدك هادي ""
انفجروا نعومي و شيماء بالضحك في الوقت اللي زادت الاء في البكاء و ضحك زين العابدين اللعوب الشرير اعلى و التوأم معبسين بغير تصديق في زين ..
"" نسحابك بعقلك اصاحبي "" قال زيد كايربت على ظهر اخته و هي في حضن زياد ..
استرخى زين في مكانه و لاح رجله على ركبته الاخرى و طوى ذراعيه وراء راسه و قال "" كنت ، اما وراء زواجي بختك سمحت في العقل ""
نعومي و شيماء غايموتو بالضحك في الوقت اللي هزات الاء راسها فيهم جاي الدور عليهم باش ترميهم بنظراتها الكارهة الشرانية ..
"" مالقيتي غا روح باها ؟ "" قال زياد كايحاول يكبت ضحكة لكن منين هزز زين حواجبه مبتسم باسترخاء انفجر في الاخير و بعدت اخته منه بلا ماتنسى تصفع كتفه ..
اخد زيد الرضيعة من يديها وخلاها تركز في اعمالها العنيفة ..
جهاد هاد المرة لقى خصم واجد موجود يتعارك معاه عوض مايبقى يستفز نوح حتى يستسلم لغضبه و يضارب معاه لكن كان دغيا كايبرد ..
جلال ، جلال قصة اخرى ، مضى وقت على بدايتهم العراك و مازال حتى واحد من الزوج ماعيا و لا أبى يستسلم ..
ماخلا جلال خصم جيد ، اولا ، يضرب ولا يبالي ، اذا هو تحدي ومحفز في نفس الوقت للاستمرار ، ثانيا هو محبط قدما جهاد محبط و بذلك كايتشاركوا في الهم ..
كانوا نوح وايدر كايشربوا مسترخيين وهما جالسين بعاد عليهم تحت الظل ..
فنطق نوح اولا "" هاد الزوج اذا ماتفارقوش غايقتل شي واحد فيهم لاخر ""
""مزيان ، خليهم يديروها ""
تجاهل نوح مزاح ايدر البارد وكمل"" مع حالة جلال الحساسة يقدر يتقلب عليه في اي لحظة و ديك الساعة مشى فيها ""
"" غاندخلوا ماتخافش على خوك . اصلا مزيان ليه يخوي كل الغضب اللي وسطه ، هادشي غايحسن من ديك الحالة اللي كايتقلب ليها . حيت ... اذا عرف انه اب وهو مازال ماكايتحكم في هاد الحالة .. "" و خلا جملته معلقة ..
ديك الساعة وحلات لنوح و دار لعنده بعينيه خارجين و حواحبه مقرونة و قال "" عاود اشنو قلتي ؟ ""
عوض مايعاود كلامه ، قال "" ريحة الامومة و الحليب كانوا فريش منها ""
زاد نوح عبس بتشوش اكتر و اكتر و هنا فين دار عنده ايدر و قال مهزز راسه "" اذا كانت البنت ماعرفات غير جلال قبل مايختفي ، فراه السيد اب حاليا ""
نوح بقى غير حال فمه مصدوم ، فرفع ايدر حواجبه ورجع وجه انظاره للدراري منوضين العجاجة كايقتلوا بعضهم و هو كايشرب من مشروبه "" ااايه ، جلال أب .لك ان تتخيل كيفاش غايكون رد فعله وهو بعضمة لسانه قال ليا مناويش يرتبط ولا يولد ولاد ""
دوز نوح يده على جبينه فجأة شداتو التلفة وايدر كايكمل "" بلا منهضروا على ان ولدوا غايكون بشري ""
"" واش كاينة خطورة ، يقدر يآذيه ؟ ""سأل موح بعيون واسعة ..
فلوح ايدر براسه قائل "" منه هو لا ، بشري صعيب يكبر من الذياب الا اذا قرر يخليهم بعادو يهتم بيهم بعيد على هنا ""
فرمش نوح بعينيه قائل "" و اشنو غانديروا دابا ؟ ايمتى ناوي تهضر معاه ""
"" نأجلوا الموضوع شوية ، حتى نشوف شي حل ""
و ماكان من نوح غير يسوط ، كايبان ليه وصلوا لموسم المصائب ...
تلك الليلة ..
كانت ريم على دراجتها ، هايمة مجلية في الطريق و كأنها متشردة ، و كأنها ماليها دار تأويها و لا حيوط تخبيها ..
مابغاتش ترجع للدار و ترجع لحقيقة وحدتها ..
الوحدة كانت السبب اللي خلاها تنتقل من قصرها الضخم لشقة جلال ..تما على الاقل كاتغلف في ريحته وكاتوهم نفسها بحنان لمساته ..
بعدما خرجات من غرفة صغيرها بالمستشفى ، هربات من الكابو محتاجة وقت لنفسها ، و اعفاها من حراسها بعدما ضربات واحد منهم باش يبقى بعيد عليها ..
مشات تزلجات لعل داك الجليد يجمد احاسيسها اللي ذابوا و ولدها الصغير بين يديها .. لكن استمرت بالسقوط وجمعت شلا كدمات في جسدها ..
مرت بطريقها لاعلى جرف في البحر و وقفت تما كاتغوت و تضرب على صدرها .. بح صوتها و هي كاتغوت و لكن مابردتش ، مابردتش ..
مرت وراها لمحل سالومي ، ماعرفتش علاش لكن طريقها جراتها ليها ..
يمكن بغات تجلس مع شي حد اللي مشاركها نفس حرقتها ..
و المفاجئة ، لقاتها ..
خدامة كاتبيع مخبوزاتها لكن بوجه جامد، جاف ،بارد ، ميت ، مسلوبة منه الحياة ، حتى ابتسامتها الودودة اللي تغرمت بيها البارح اختفت ..
اول ماوقفت قدامها ، رمشت عينيها فيها و هززت راسها بدليل انها تعرفت عليها ..
فقدمت ليها مشروب و فطيرة تشكيلة من التوت و جلسات معاها ..
ماتكلموش بل فقط جلسوا مع بعضهم كايطلوا من وراء الزاج على الماشي و الغادي حتى حل الظلام .. و ناضت ريم ..
سالومي عنقتها ، عناق حار و هي كاتهمس في اذنها "" شكرا ""
فهمت ريم علاش كاتشكرها ، حتى واحد ماكايبغي يبقى في الظلام ..
حتى واحد مايبغي يبقى يتسنى محبوبه في الوقت اللي هو ميت و التحم بالتراب ..
و هاهي غادية مسرعة في الطريق السريع و كانها هربانة من شياطينها ، غير انهم معاها في رأسها ..
باغيين يتغذاو على شي حاجة ..
الحرقة اللي فيها اليوم ماغاتطفاش غير لاماشعلاتها في شي حاجة وخلاتها تتحرق قدام عينيها ..
اذا رجعات لقصرها و حاولت تحرق شي غرفة فيه غايوقفوا رجال العشيرة في وجهها و غايحطوها قدام الكابو يتصرف معاها ..
دار لوكا خط احمر بالنسبة ليها تحرق لحمها و ماتحرقش ركن واحد منها ..
فطاحت بلاصة في راسها ، بلاصة حتى واحد ماغادي يكون فيها و يمنعها ..
فخففت السرعة و انعطفت قالبة الطريق وانطلقت كيف شي نسر جارح ...
قرر ايدر هاد الليلة يخرج الدراري تاني يسرحوا خارج ارضهم ، يتعودوا على الحرية وتكون ليهم فرصة انطلاق اكبر و اوسع ..
قضاو اليوم كامل وهما كايناقشوا الوضع ديالهم ، بدون مايخبر ايدر جلال بالخبر الجديد ..
الخبر خلا ايدر يرجع يفكر في امكانيته فعلا باش يخرج للبرى ..
الرجل غير مستعد يكون اب وهو في هاد الحالة ، اصيب ايدر بضربة من الحيرة ماعرف كيف يدير ليها ..
فكر على انه يقدر يخليهم يرجعوا لحياة المافيا ديالهم و حياتهم مع النساء غاتبقى للتأجيل ، حتى يكونوا قادرين بشكل كلي و كامل باش يتحكموا في جماح غرائزهم ..
الامر سيء مع المافيا بالقدر اللي غايكون سيء مع النساء ديالهم ..
لكن ماغايمكنش يعرف قدراتهم اذا ماحطهمش على ارض الواقع ..
خرجوا الرجال على برا عاريين مستعدين للتحول منين وقف ايدر في الباب و قال ليهم "" خرجوا انتوما ، انا غاندير اتصال و نلحق عليكم ""
فوقفوا الرجال تما تحت ضوء القمر كايشوفوا في بعضهم باستغراب ، فضحك ايدر ضحكة ساخرة و قال "" يعني ماغاديش نلقاكم صيدتوا شي ذكر بشري بالغ و كاتلتاهموا فيه في 5 الدقايق ، ولا ؟ ""
الذئاب فهموا فورا انهم تحت اختبار آخر ، و فهموا انهم في محل الثقة الآن ، فخاصهم يردوا البال ..
نقز نوح في الهواء و تحول خارج كايجري ، جهاد كان اختفى حتى قبل مايكمل ايدر كلامو .. اما جلال فبقى تما كايشوف في ايدر بغموض و بتفكير عميق ...
فرفع ايدر رأسه كايتسنى منه يقول كلمة فاستدار جلال و نقز متحول لهيئته المهيبة الضخمة وخرج ..
فتنهد ايدر قائل "" كانتمنى فعلا مانلقاهمش صيدوا شي حاجة من غير الحيوانات ""
فاستدار داخل كايجر رجليه الحافيتين و وقف وسط الدار داير يديه على جنابوا و هو كايقلب بعينيه على شيء ما وكايتمتم "" ودابا فين رميت داك الخرشاش اخر مرة ؟""
و دخل كايقلب على الطاولات و المجورة كل مكان .. و في الاخير لقاه بين وسايد الكنبات و جلس متنهد كايقلبوا و لقاه طافي والشحن مقادي ...
فناض من جديد في رحلة للبحت على الشاحن و حتى هو مالقاه غير بزز مجلي بعشوائية فركبوا في الكهرباء ومشى نيشان كايقلب على اسمها ..
توحشها بلا قياس ومحتاج قربها ... ماعرفش علاش ولكن ديك البنت كاتمدوا بقوة غريبة ، يمكن حيت هي سبب وجوده هنا الآن .. يمكن هي تجسيد حقيقي للقوة ..
لقا باللي هي سبق واتاصلت لكن ماجاوبهاش فوجد رأسو لتقريعها ..
جوابها كان تقريبا فوري منين قالت بصوت ساخر "" عاش من سمع صوتك ابو المصائب ""
ضحك ايدر ثم قال "" كيف احوال مامانا الجديدة ؟ ""
"" كنت غانقول الحمد الله لو انني كنت ام طبيعية لبنت طبيعية و زوجة لرجل طبيعي و صحابي طبيعيين و عائلتي حتى هما طبيعيين .. اه وماننساش ، زوج بنتي المستقبلي طبيعي "" قالت بحنق ماقدرتش تخفيه في صوتها ..
فجلس ايدر على كرسي قريب من الشاحن و كايضحك و هو كايقول مكمل كلامها بسخرية "" و لكن كتاب مايكون حتى واحد حواليك طبيعي ، ياك ؟""
قدر يتخيل ابتسامة المجبورة الساخرة وهي كاتقول "" تماما ، ضايرة بمجموعة ديال الفضائيين ملاهييني على حياتي ، تصور اليوتيب مابقيتش كاننشر فيه ؟ يعني مابقاش عندي مصدر دخل مادي مستقل ، يعني اذا قررت نطج انا وبنتي في اي لحظة غانلقى غير البرد كايسوط في وجهي ""
فضحك وهو كايقول "" اش كاتقولي البنت ؟ عند والديك قطيع كامل ، يأويك ، يحميك انت و بنتك و يهزك حتى ماديا .ولا نسيتي انك من قطيعي ؟ بان ليا خاصني ندير ليك شي زيارة مفاجئة نفكرك ""
ضحكت تغريد بدفء كايغلف قلبها من كلامه و هي كاتدوز يدها على بطن صغيرتها الممددة على ظهرها فوق سرير تغريد واسلام في غرفتهم و قالت "" الزيارة كنت انا نديرها لو ماكانوش ذئاب اخرى غريبة عليا ، انت عارف اشنو وقع المرةاللي فاتت ""
فتنهد ايدر و قال بنبرة مشحونة مازال قلبه كايجفل كلما تفكر اشنو وقع اخر مرة زارته "" ديك الساعة ماكانوش واعيين ، هما ماكانوش عارفين حتى اسماؤهم ، ذئابهم كانت في حالة اهتياج ، وجودك بالقرب كان غلط و كان غلطك انك تجي بدون ماتعلميني ""
فتنهدت كتمسح على وجهها بإعياء و تعب و قالت "" صافي خلينا ننساو هادشي دابا ""اضافت بنبرة مرحة كاتحاول تلطف الجو"" بنتي سماها ايفارديث بمويرين ، كيف جاك الاسم ؟""
""خايب ، كنت نسميها احسن "" قال مباشرة
فضحكت و قالت "" رد فعل جدودها تماما ، حتى انهم كايطلقوا اسئلة كتيرة حول شكلها ، بديت نفكر نشعل فيهم العافية نتهنى منهم ""
"" ااه ، شكلها غريب شوية "" اجاب ساخر ..
فعبست منزعجة "" لو غير نقصتي سماجتك هذه ماغاتخلي حتى امراة تهتم ليك ""
"" ماتخافيش من هاد النحية ، انا اصلا بستها و وفرت عليا كاع داك التعقيد البشري ديالكم .حنا الذئاب اذا انجذبنا لبعضنا فورا و ديك اللحظة كنتقاربوا و نقبلوا بعضياتنا ، هكا كانكونوا واضحين المشاعر من الاول . انتوما البشر كاتطولوا و كاتبقاو تمارسوا لعب على بعضكم و كاتطيحوا في فخ التشوش و الحيرة ""
"" بطبيعة الحال هاديك هي طريقة الحيوانات ، علاش غانستغرب ؟ لكن قول ليا ، ماتقولش ليا كاتهضر على ديك المخطوبة ل--"" و شهقت دايرة يدها على فمها ..
فضحك و قال ساخر "" دابا غير حددي واش نقول لك اولا ؟""
"" انت احمق رسمي ، فراسك ؟ "" قالت مدهوشة ..
"" ماعنديش مشكل مع هذه "" اجاب ساخر ..
"" دابا اشنو فعلا فعلا حطيتي عليها عينيك ؟ البنت مخطوبة و .. ""
فقاطعها قائل بإصرار و يقين في نبرته "" و خاشية راسها في علاقة سطحية كاتكذب على راسها فيها .كل مرة قربت منها كل مرة مسيتها ، كل مرة شفت فيها . قلبها كايضرب ، عينيها كايتبعوا يديا بحال كاتطلبني نعاود نقيسها ، عينيها بلا ماتقدر تحبس نفسها كايطيحوا على فمي بحال اذا كتسائل قبلتي ليها كيف غايكون طعمها ، كاتبسم بلا ماتحس و انا كانتكلم في الخاوي .. و غضبت ، غضبت و توترت و ثارت منين سرقت قبلة منها ، عارف مزيان ان هذا رد فعل خبات بيه ضعفها ، لكنيكنت كانشوف كل مشاعرها وهي بين يديا ، شفت كولشي . وانا مصر وجد مصر ماغانتفارق عليها حتى ناخدها ""
"" يقدر انجذاب جنسي ماليه علاقة بحتى حاجة ،تقدر نزوة ..مايمكنش ليك تحطها نصاب عينيك و تسعى ليها بهاد الطريقة ،راك غاتخسر ""
"" ماكايهمنيش اذا كان مجرد انجذاب جنسي ، غاناخدها ""
تنهدت تغريد في حيرة من أمرها و قالت "" مامتافقاش معاك ا ايدر "" فوقفت و تمشات لجهة البلكونة و وقفات وراه سارحة على برى "" قراراتك مؤخرا خطيرة ، انت عارف انك ا ايدر كاتعني ليا لدرجة خلاتني نخبي على اسلام اقرب صديق بل وراجلي من الفوق اسرار بيني و بينك ، انا عارفة مزيان ان داك المجنون اذا مشى حتى عرفها غاي- ماقادراش حتى نتخيلها .اذا مادرتيش شي حل و استمريتي في تشويشي عليك غانضطر نتدخل ""
"" قلت لك ماتخافيش عليا البنت ، قادر نحمي راسي ، عاونيني غير بسكاتك . بلا ماطيحي في مشاكل مع الحراس بسبابي ، ديك الساعة غادي نضطر نخرج على قوانين اكبر من اللي سبق وخرجت عليها دابا . القرار ليك ""
تنهدت تغريد و هي عارفة انها مستحيل تقدر توشي بيه ..لكن في نفس الوقت تصرفها يعد خيانة لإسلام بما انه وسيط و يعتبر من الحراس بطريقة ما ..
حارت وحست انها تحطت بين المطرقة والسندان ..
"" كانظن عارف جوابك . انت يمكن ماشي ذئبة و لكن روحك روح ذئبة ، كانتيق فيك و كانتيق في ذكائك و ولاءك ليا . "" ثم غير الموضوع قائل بجدية "" اشنو خبار كوابيسك ؟ ""
فبلعت ريقها ملامحها تغيرت تماما و هي كاتقول "" كوابيسي كاتزيد سوء على سوء واسلام بدا يلاحظ تاني و رجع كايسولني و انا ماعارفاش باش نجاوبوا ، علاقتنا غاتسالي ا ايدر ، غاتسالي اذا عرف ""
"" هادو غير مخاوف مبالغ فيها ، فهمي عقلك ان داك التصرف كان طبيعي لابد منه ، تحكمي في مناحي تفكيرك باش مايرجعش يتجسد في كوابيسك ، عارفها صعيبة لكن ماعندكش خيار اخر ، انت قوية ديما تفكري هذه البنت .خاصك تحبسي هاد الحلقة قبل ماتبلعك و ديك الساعة انت اللي غاتنهي علاقتك بيديك بهذاك رغم انني ماعارفش اش عاجبك فيه ""
فتبسمت ابتسامة صغيرة وهززت رأسها قائلة "" دير شي وقت و اجي نشوفك وشوف الصغيرة ديالي نعرفكم على بعضكم توحشتك و توحشت رفقتك و مجالستك . ""
"" ضروري نجي نشوف الحارسة الصغيرة اللي غاتكبر وتوقف شوكة في حلق ولادي و احفادي ""
ضحكت تغريد و قال منهه المكالمة ""خاصني نخرج خليت الذياب خرجوا بوحدهم ، نعيط ليك في اقرب وقت تاني و نتكلموا اكتر ""
فهززت راسها ايجابا و قالت "" واخا ، تهلا في راسك ""
انهت تغريد المكالمة و غير دارت شهقت شادة قلبها لمنظر عيون مشعة ببريق غاضب كاتخترقها ..
فرمشت عينيها بقلب ماهدأش و هي كاتسوله "" اسلام ؟! ش...شحال و انت هنا ؟ ماسمعتكش منين دخلتي ""
ملامحه ماكانتش كاتتفسر ، جسده متصلب و متشنج و هو قابض على ديك باقة الورد بيده بشدة مما زاد في توترها وخوفها ..
غاتكون النهاية اذا سمع كلامها ...
ففتح فمه و قال بنبرة باردة "" علاش كاتهضري مع هذاك في هاد الوقت ؟ و اشنو معنى ديك توحشتيه ؟ "" لفظ اخر كلمة مجعد ملامحه بإشمئزاز و هوكايرمي داك البوكي ديال الورد من يديه على السرير ..
تبعاتها تغريد بعينها حتى تحطت جنب صغيرتهم وتنفست الصعداء ، مادام سؤاله هذا كان على ايدر وماشي على الأسرار اللي بينهم .. فاذا ماسمع والو .
تبسمت بإسترخاء و هي كاتلتقط الورد و تشمه مغمضة عينيها و قربت لعنده في الوقت اللي كان هو تابت ، متبع خطواتها و هي كاتقرب ليه عينيه كايشعوا بطريقة عنيفة عاكسة غضبه وغيرته في هاد اللحظة ..
حطت يدها على صدره الموضع فين كاينة بصمة يدها موشومة على جلد صدره و قالت بنبرة انثوية مغوية "" ظنيت انه سالينا من ديك الفترة ديال الزوج الحامي اولا ؟ ""
لكن ملامح ملانتش ، بل ظلت قاسية صارمة و هو كايقول "" عاقلة على داك الصندوق اتغريد ؟ وعودك اللي انتشلت منك على مرور الزمن باقيين تما .. ""
فعبست قليلا و قالت "" اسلام ، عافاك ماتزيدش فيه ، ايدر غير صديق ماكاين لاش تغير منه هكا ""
لكن خلاها كاتكلم .. دخل للحمام و خبط بابه ...
لحق على ذيابه متعقب ريحتهم و اثارهم و ماكانش صعيب عليه يلقاهم ..
كانوا مفرقين و قراب في نفس الوقت وسط الغابة و كل واحد مشغول مع نفسه ..
ذئب جلال هدأ شوية دابا منين ولا كايقدر يخرج .. لكنه مازال محافظ على العدوانية على سطحه هادشي ماخلا الذئاب الاخرى تعطيه فسحته الشخصية ..
وقف راقبهم من بعيد للحظة و انتباته رعشة انتصار ، ماشي انتصار كلي مازال ليه طريق طويل باش يقطع ، لكن المهم الآن تقضى ..
تقدم لجهتهم كايهزز رأسه كايلقي تحية لجهة كل واحد و مر عليهم فايتهم كايتفحص المكان ..
بحال أي آلفا مسؤول على حماية قطيعه ...
و مادازش بزاف حتى تجمعوا في بلاصة وحدة و هما كايسمعوا صوت محرك الدراجة جاي من بعيد ..
تأهب الذئب الرمادي عارف بيمن كايربط هاد الصوت ..
فتبت في سكون تام كايتصلغى بكل ماليه من احساس و حاسة ..
فتوقف المحرك و رجع الهدوء ، ثم بعد لحظات سمعوا مخلفات الاشجار و الغصينات اليابسة الصغيرة كاتسحق تحت اقدام بدون شك هي داخلة للغابة ..
فتحرك الذئب الرمادي متجه نحو الصوت و تحركوا الذئاب الاخرى بسرعة البرق تابعينوا ماعارفين واش يحميوه هو او داكشي اللي متعقبه هاد اللحظة ..
سدات آلاء باب غرفة طه بعدما طلات عليه و غطاتوا ..
فورما دخلات الغرفة وقفات غي بابها معبسة كاتشوف فيه مغط على السرير بكل كسل كايسحاب راسو فعلا غايبات تما ..
فصاحت و قفزاتوا و هي داخلة للغرفة "" آش كادير هنا ؟ ""
هز راسوا كايطل عليها بنصف عين محلولة و رجع رمى راسو اللور كايقول بإعياء "" الاء ، تقدري تجي تحطي راسك على صدري و نتصنتوا لعظامنا و لكنك عزيز عليك الحياة المعقدة ""
"" اوى رضى بالواقع ديالك كيفما خليتيني نرضى بديم السمية و نوض اخرج عليا ، هاد العصب اللي درتيه فيا اليوم ماغاتدفع الثمن ديالوا غير بنتك اللي كاترضع "" صاحا بعناد و يدها على جنبها ..
لحظة و ناض كايتنهد عينيه ملصقين بالنعاس .. وقف و خلات ليه منين يدوز لكن وقف عليها و قرب حتى خلاها تلصق مع باب الماريو و كمش فمها قارصو بين صباعو و قبلهم ثم قال "" تصبحي على خير ابيلسانة ربيعي ""
انكمشت ملامحها في اشمئزاز و ضربات ظهرو بعدما دار مبعد و وقف عند كونة بنته قبلها بلطف و بهمس قال و هو هاز عينيه لزوجته اللي واقفة تستشيط غضبا "" نوم الهنا ، تصبحي على خير اروح باها ""
حسات برغبة كبيرة باش تشير عليه باقرب ديكور ليدها خاصة و هو كايتمشى و يتعنكر بقامته حتى خرج من الغرفة و رد الباب ..
"" واخا اسي زين العابدين ، غير لاما شعلتهم فيك كيفما شعلتيهم فيا مانتسماش ""
فطفات الضو و استلقت في سريرها ثم هزات هاتفها و ببصمات قليلة دوزات رقم .. و حطات الهاتف على وذنها ..
لبسات تغريد قميصها اليلي و هي كاتتفوه فخرجوا عينيها منين رن هاتفها و جرات تسكتوا و عينيها على بنتها اللي ناعسة في كونتها ..
عبست باستغراب و هي كاتشوف الإسم ..
لا الوقت والا حتى الشخص المتصل ماكايبان مناسب اللحظة ..
فجوبت مستغربة "" الاء ؟ ""
"" مساء الخير ، كانعتذر على اتصالي في هاد الوقت "" قالت الاء ..
فلوحت تغريد بيدها و قالت "" لا لا ، هانية ، لاباس عليك كيف احوالك مع الصغيرة ؟ ""
"" الحمد الله ، اانا على الاقل عندي تجربة مع الامومة ، انت اللي اشنوا اخبارك مادامك ام جديدة ؟ ""
فتنهدت تغريد و هي جالسة و كاتطل على بنتها "" مزعووطة اختي مزعووطة.. ""
ضحكت الاء من قلبها حتى دمعت عينها و قالت "" ضحكتيني و متيقاك رغم انني عارفة بصعوبة الحال ، دزت من تما ""
فضحكت تغريد كاتقول "" I mean ، ااه صعيبة ، المسؤولية اللي على كتافي دابا اكبر من مسؤولية ام لبنت او ولد طبيعيين ، و بلا مانهضر على التغيرات الطارئة في جسمي. لكن مافايتنيش الإحساس الزوين المنعش اللي جابتوا ليا معاها ""
اسبلت الاء رموشها بابتسامة صادقة ثم قالت "" قولي ليا ، كاين شي جديد ؟ ""
تشنجت ملامح تغريد و هي كاتنهد باحباط قائلة "" لا ، قالوا باللي غايتسناوا الوقت توريهم ، ماكاين حتى خيط يجرهم لطريق اليقين ، ولكن الحارس كايقول غالبا وحدة من البنات مستقلة ، يعني وحدة فيهم مولودة بدون مايكون ليها شي ذكر سابق ، هادشي كان شاىع و كان كايوقع ""
فرفعت الاء حاجبها و قالت "" اووه هاد الخبر غايفرح داك المجنون ديال راجلي ""
"" ااه ، غالبا ، حيت اصلا واضحة باللي بنتي هي الحارسة العظمى المستقبلية ""
فميلت الاء فمها جانبيا و قالت "" اوى غانشوفوا ""
سكتوا بزوجات للحظة كايرمشوا عينيهم .. فنطقت الاء ملوحة بصمتهم الغريب على جنب وقالت "" المهم المهم عيطت لك باش نقولك باللي اسم بنتك حمقني حمقني ، و كنت اصلا حايرة نعطيها شي اسم يوالم تميزها فجا اسلام و طيح عليا فكرة انني نقترح على الحارس يعطيني شي اسم ""
هزت تغريد حواجبها و تبسمت حتى تعمقوا غمازتيها و قالت "" شكرا ، حتى انا عجبني الإسم و ماكاين ما احسن من الحارس انه يسمي بنات مجموعته .. ""
"" المشكل هنا ، داك باها منين عرفني غانطلب الحارس يسميها ضد فيا مشى سماها اسم اقسم بالله حشمانة حتى نطقو ""
شهقت تغريد و قالت "" that is a dick move ، اقسم بالله و كون دارها اسلام حتى نعلقوا من his balls ""
"" تقدري تقولي نفس الشيء اللي دايراه لهذاك اللي عندي دابا "" قالت الاء بفخر "" لكن ماكافينيش ، بغيت نسمي بنتي باللي بغيت و غانديرها ضد فيه .. بنتي مازال خاصها تتقيد في سجل الحارس الأعظم ، ياك ؟ "" فاسبلت برموشها فخورة بنفسها ..
فاتسعت ابتسامة تغريد بحماس و هي كاتقول "" و ماشي ضروري بزاف يكون عندها غير إسم واحد فيه ""
"" اوى ماتمشي لحتى بلاصة غدا ، غانجي عندك ، و فاتحي الحارس بالموضوع قبل مانوصل ، اصلا غانجيب معايا الحالة المدنية باش نيت يقضي الغرض ""
"" اووكي ، sounds cool ""
فتبسمت الاء شاكرة و قطعت و تنهدت رامية الهاتف جنبها و ضحكت و هي كاتخيل رد فعل زوجها و هو كايشوف اسم بنته الأخر و انتابتها رعشة انتصار مبكرة و هي كاتحلف "" غاندمك اولدي اخيب الكافرين ، غير صبر عليا ""
تغريد من الجهة الاخرى قطعت و هي كاتضحك على هاد الثنائي .. فوقفت و مشات للحمام غسلات اسنانها و رجعت للسرير استلقت و شعلات التلفاز دير شي فيلم تتلاهى فيه ..
خايفة تستسلم للنعاس و يهاجمها شي كابوس ، و من جهة اخرى اسلام شاغلها ..
مازال مخاصمها من اللحظة اللي غار عليها من ايدر اثناء اتصالها بيه ..
حتى من العشاء رفضه و خرج على برى يعوم في البحر ..
كانت باغية تبعوا لكن منعها الحارس و طلب منها تعطيه مساحته الشخصية ..
اصلا خاصها تلازم صغيرتها ..
و هاهي غاتبقى سهرانة حتى يرجع بوحدوه و غاتصالحه ..
جاي كله كايقطر من راسه لأغمص رجليه ..
ماعمروا ماشاف ملامح اسلام مظلمة و عينيه كاتشع بهاد العنف و هاد الحدة ..
وقف قداموا و هو في حالة قلقة على وسيطه ، او رفيقه و صديقه الوحيد للهاد الحقبة ..
رفع اسلام عينيه و قابل عينين حارسه ، فقدر ايفارذيث يشوف كمية الألم فيهم ..
زاد قلقه و هو كايتقدم لعنده سائل معبس "" اشنو وقع ؟ ""
رجع دور اسلام رأسه خايف يتلاشى تماسكه قدام الرجل ..
كلامها كايتردد في عقلوا كيف شي مواس كايقطعوه تقطيع ..
مازال ماقادرش يتجاوز الصدمة اللي تصدم و هي كاتقول بلسان فصيح ان اسلام غايتفارق معاها اذا عرف ..
عقلوا تكلا بالشك و التفكير ، اشنو هما دوك الأسرار اللي بينها و بين داك ايدر ..
اشمن اسرار ممكن تجمعها بايدر و ماشي بيه هو ..
هو اللي ماشي غير زوجها ، بل صديقها رفيق عمر كاامل ..
ماقادرش يعبر على كمية الخذلان و خيبة الامل اللي كايحس بيهم من جيهتها ..
بالإضافة للشك الغضب و الحيرة و ....الخوف ..
اجلى حنجرته و تقدم ماشي و هو كايقول "" عيان ، نتكلموا من بعد .. ""
منين وصل إسلام للغرفة ، عمروا تخيل انه غايرجع يوم و غادي يتردظ يدخل لغرفة هي فيها ..
كان كايسحاب ليه فاتوا هادشي و تجاوزوه ، لكن شعوره الان رجع ليه شلا فلاشباكات من الماضي ...
تفكر شحال ماكانش كايتيق فيها ..
و دابا رجع كايفكر واش كان فعلا خاصوا يتيق فيها ؟
في الاخير هاهي خلفات بوعودها و صنعات اسرار مع رجل اخر ، اسرار غاتفارقهم و توقف عقبة بين علاقتهم ..
في الاخير دخل ، لقى التلفاز مشعول و هي مأخودة غذرا من النعاس ..
مجموعة من عيون حادة تتبعتها بإهتمام جد فضولي ..
متبعين خطواتها و هي كاتتمشى شاعلة الفلاش من هاتفها و كاتقلب بعينيها في المكان ... كاتبان خايفة لكنها مستمرة في المشي و الغوص داخل الغابة على اي حال ..
جلال كان الأقرب ليها و هو كايتسلل بخطاه بحذر شديد ...
ريم بكل براءة كانت كاتمشى ماعارفاش باللي كانت محاطة ب4 وحوش .. ضخمة ، قاتلة و فتاكة ...
حتى وقفات و وقفوا الذئاب في الخفاء كايتسناوا يشوفوا اشنو كادير ..
اخدت ريم نفس كاتحس بنفسها متوترة و علىحافة الانهيار ، عارفة الشيء اللي غاديروا هو اقذر شيء ممكن يديروا كائن بشري على الارض ..
لكن ماناوياش تكبرها ... غاتخليها على قد يدها هما واعدت نفسها ..
محتاجة دير هادشي ، محتاجة بكل قوة ..
جمعت اغصان متناثرة على الارض و جبدات من جيبها علبة كبريت ...
تحرك جلال عارف مزيان داك الوجه و كملات الصورة ديال داكشي اللي ناوية ديروا ..
فورا تحول لبشري و تحولوا الدراري حتى هما لكن بقاو محافظين على هدوءهم ..
فشعلات فتيلة وحدة و حطاتها بين عينيها ..
الدراري كاملين احسوا بالخطر و بالاسغراب كذلك من تصرفاتها الغريبة ..
حتى همس جلال قائل بعنف كايكز على سنانو "" اللعينة ، مازال ماطلقات هاد العادة ؟ ""
فدار ايدر بعيون واسعة لعندو و همس "" اشمن عادة تاني ؟ يالله بهرني ""
"" إضرام النار في طلشي قابل للاشتعال ""
فتوسعوا عينيه اكتر و اكتر و همس نوح "" شعلات العافية واش غاتبقاو هنا كاتشوفوا ؟ ""
"" اقسم بالله حتى كنت عارف ديك البراءة والوجه الزوين ماغايكون غير واجهة لشي حمقة مجنونة "" همس جهاد ساخر
فزمجر جلال منزعج .. وقفهم ايدر مخرج عينيه تجاه الإثنين .. و دار لعند ريم اللي وقفات تما كاتبسم قدام النار بطريقة مخيفة و هي مراقباها كتاكل غصن وراء الاخر ..
الذئاب و غريزتهم لحماية مأواهم و ارضهم ، كانوا جد جد منزعجين و كل واحد كايحس بذئبه على السطح مستعد لتلقين هاد الحمقاء درس ..
و اكترية ايدر ، كان مراقب ديك النار بتوتر و خوف كايمرر عينيه بينها و بين ديك المجنونة و كانه قابض على جمرة ..
اما جلال فاستشعر عدوانية الذئاب الاخرى تجاه ريم لانهم بطبيعة الحال كايشوفوها تهديد .. فانقسم بحيرة بين حمايتها و توقيفها من فعلها الغبي ..
"" اقسم بالله اذا ماطفاتش ديك العافية دااابااا "" قال ايدر ملامحه جدية ..
"" خاصنا نخوفوها "" قال نوح ..
فنطق جهاد "" شوف فيها مزيان و شوف فين هي و اشنو كادير ، واش كاتبان ليك من اللي كايخافوا ؟ كما انه من وجهها كتبان مركزة في طقوسها ""
و ديك الساعة و بشكل مفاجئ زمجر ايدر بجهد قفز ريم و خرج ليها بهيأته النصف بشرية و النصف ذئب فصرخت باعلى جهدها و هي كاتشوف فيه بعينين واسعين ، حرفيا كاينقز في الهواء مباشرة قدامها ..
كان رد فعل جلال جد فوري و هو كايجري بشكله البشري نحو ايدر و نقز جا في ايدر رماه على الارض بهيئة ذئب كامل .. ثم قدام عينيها تحول لذئب رمادي ..
ذئب رمادي جد غاضب ..
زمجر في وجه ايدر اللي بدوره وقف و اخد موقع هجوم هو الاخر كان في قمة غضبه ..
ريم فقدت ادراكها و طاحت للارض شادة راسها ، عينيها مجنونتين بحال اذا كاتحاول تفيق نفسها من كابوس ...
فوجدت انه ماعندها صوت باش تغوت منين نقز ذىب ابيض و وقف بين الذئبين الاسود و الرمادي .. في الوقت اللي كان ذئب اشهب منشغل كايطفي في النار غير مبالي بالحرب اللي واقعة على الجهة الاخرى ..
نجح ذئب جهاد يوقف الآلفين الغاضبين ..
تراجعوا ايدر و جلال ..
ثم دار جلال بسرعة لجهة ريم ، منظرها مرمية على الارض تايهة منفصلة على العالم خوفوا ..
فتحول الى هيئة بشري و جرى لعندها سند رأسها و صاح في وجهها كايطرش وجهها "" رييييم ، ريييييم ""
ارتعاش حاجبها الايمن هو التجاوب الوحيد اللي تلقاه منها ..
و بعدها شيئا فشيئا ، بدا جسدها كايرتخي بين يديه و هكاك فقدت وعيها بالكامل ..
تحولوا البقية و وقفوا وراه ..
فتنهد نوح قائل "" عظيم ، دابا كملات ديال بالصح ""