recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الرابع عشر )

 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الرابع عشر ) 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر rain dali

الفصل الرابع عشر : 


"" في الأخير ، عدم التحكم في المشاعر شي حاجة اللي معروفة عند الذئاب ، في الوقت اللي الآلفا ديالنا مازال حابسنا حيت ماكانقدروش نتحكموا في انفسنا "" قال نوح متسند بجذعه على الجانب الزجاجي من الغرفة .. معبس ماناعسش ..

على الطاولة ، خبط ايدر بالجهد كأس فارغ مازال عالقة به ريحة الكحول و هز عينين خضراوتين غاضبتين لنوح . قفز جهاد بسبب الخبطة و اللي كان ناعس على الكنبة قريب ..

دور عينيه بينهم وجهه خاسر بسبب النعاس و رجع رمى وسادة على راسه دفنوا فيها و رجع لنعاسوا ..

غير مبالي بالواقع ..

تقدم نوح و جلس قدام ايدر متحديه بنظرة صارمة ، كايحاكم داك كأس الكحول اللي فرغوا على الصباح .. لكن ماعلقش عوضا عن ذلك قال "" ريم غاتكون السبب باش غانخرجوا فعلا و هاد المرة ماشي بقرارنا . انت عارف مزيان باللي ماغانقدروش نسجنوها معانا هنا . خاصة بوجود داك الذيب المجنون الفوق ""

رجع ايدر بظهره متسند على الكنبة ، ناشر ضخامة جسده عليها ، و لاح برأسه للور مغمض عينيه بتكاسل و طلق تنهيدة اكتر ميولا لزمجرة منزعجة.. "" من الافضل لذاك الذئب المجنون يعرف يسد ليها فمها ولا انا اللي غانتكلف .... انتوما غاتخرجوا ، و غانشوفوا هاد الحريرة فين غاتوصلني ""

"" فين غاتوصلنا "" صحح ليه نوح و انحنى بمرفقيه على ركابيه "" اذا من الاحسن ، نبداو نفكروا اشنو غانقولوا بخصوص غيابنا ، الكابو ماغايشري حتى كذبة اذا ماحققش وراها ""

"" حتى هذه غانفكر ليكم فيها ؟ "" اجاب ايدر ساخر

فأتاهم صوت جهاد من الكنبة الأخرى متكسر بالنعاس "" لقى كذبة لطولك و حجمك اللي تزاد بعدا ، اما فين كنتي ... ليها حل ""

"" وا هي اذا نضتي تقعدتي من تما و خممتي معانا في حل لهاد الحريرة "" قال نوح بحنق لجهاد ..

فتحرك جهاد فاتح عينيه و ناض جلس بتكاسل و حك على صدره العاري و هو كايقول ساخر بحدة في صوته"" تمنيت و لكن مالاقي في نفسي حتى اهتمام لحتى حاجة من هادشي اللي واقع . ""

فرمقوا ايدر بنظرة جانبية و هو كايقول "" آش هاد المزاج ؟ ""

فعبس جهاد و نقل عينيه لايدر و مط شفتيه بطريقة ساخرة و قال "" نسولك انت يا أبي اللي وهبتيني جيناتك الحيوانية ، ياكما باينين عليا شي إشارات كاتدل على شي اضطرابات هورمونية اخرى ؟ ""

فتبسم ايدر ابتسامة جانبية و هو كايقول "" لا اولدي ، اضطراباتك كاينين حتى قبل ماتتحول لذئب ""

استمرا الإثنين في المناقرة و مالقا نوح غير يوقف يبتعد منهم و من سخريتهم المستفزة و هما في هاد الوضع ..

منين رجعوا البارح و هو في حال توتر من اللي غايوقع ..

ريم عارفة بحقيقتهم ، و هي اخر شخص خاصوا يكون عارف ..

اقترح انهم يحطوها قدام دار الكابو ، تقدر تفيق و تظن انها تخيلات لكن اتفقوا على ان هاد الفكرة خطيرة و فيها مجازفة ..

و بلا مانتكلموا على عدوانية جلال كلما قرب شي واحد منها .. رفض يخليهم يقربوا منها حتى انه قرر بنفسه يتكلف بيها هو و امرهم يبعدوا ..

فتراجعوا كاملين مخليينوا لراسو معاها ، ماباغينش يثيروا وحشه و يتحول ليهم تاني خاصة و ريم قريبة ..

و لحد الآن ، مازالو الفوق غادي جاي حاضيها كيف شي كلب حارس وفي ..

ربع يديه و استقم بجسده واقف عند نهاية السرير اللي في غرفته ..

نبض قلبه ماستقرش والا لحظة من الثانية اللي ترمات بين يديه فاقدة الوعي ..

خايف ، آه هو الرجل الضخم البنية آلة قتل بشرية خايف ..

خايف من اللحظة اللي غاتحل عينيها و تشوفوا فيها ، تعرف انه حي و دير رد فعل ..

و الأهم رد فعله هو منين يتقابل عيونها ..

كايحس بذئبه جد فضولي تجاهها ، عندو رغبة قوية باش يتحول و ينقز عليها يتشمشم جسدها كله ..

فيه ريحة اثارت انتباهه ، فضول و شعور غريب بالغرابة ..

ماعرفش اشنو هادشي ..

اللي عارف هو انه ماكانش خاصهم يبانوا ليها ، ماخاصهاش تكون قريبة ليه بهاد الشكل ..

هو كان خطير عليها من قبل و كان متخوف من الارتباط بيها و هو غير مافيوزي ، الآن هو ذئب ، ذئب يتحول لوحش شرس كلما أثير بالطريقة الخطأ ..

هو بسواده و وحشيته كتير عليها ، مايقدرش يأمن بنفسه عليها ..

غاياكلها حية بصغرها ، ضعفها و رقتها ..

البارح منين نقز ايدر عليها ماعرفش يتحكم نفسه ، كيفاش غايدير في الوقت اللي الألفا و ماتحكمش في نفسه ..

خاف عليها منه ، كان مستعد ينهي حياته اللحظة لو مس شعرة منها ..

حتى لو مات و هو كايحاول ..

حملها للغرفته و منع بقية الرجال حتى يحوموا قرب الغرفة دياله .
كان كايحس بالحمية تجاهها من قبل ، اما الآن فزاد الأمر شراسة ..

و هادشي جا مع تحوله لحيوان ..

طلق يديه على جنابوا متوتر ، فبدا يتمشى على طول الغرفة و هو كايحك لحيته اللي استطالت ..

اشنو غايكون رد فعلها فورما تفيق و تلقاه قدامها ؟

اشنو غايدير معاها فاش تفيق ؟

كيفاش غاينتهي هاد اليوم ؟

فجاة الرد اسرع من اللي توقع منين سمع شهقة صغيرة وراه . دار مجفل هو الأخر و تبت في مكانه و هو كايشوف فيها جالسة على السرير و كاترجع بلور شوية بشوية ، عينيها خارجين فيه ..

بكاء مويرين فيق تغريد ، لكنها ظلات متكاسلة في فراشها على اعتقاد بأن اسلام غايهتم بيها ..

لكن لا صراخ الصغيرة حبس و لا حس لزوجها ..

ناضت مجفلة من مكانها و طارت لعند بنتها و هزاتها كاتهدهدها على صدرها و بعبوس و ملامح مازال بيها اثار النوم تفحصت الغرفة ..

واش خرج بكري ؟ او يمكن هو غير التحت ؟

كانت باغية تصالحوا بالليل لكن داها النعاس ، فاقت وسط الليل اكتر من مرة باش ترضع الصغيرة و هان عليها تفيقوا ..

دخلات للحمام غسلات وجهها و اسنانها و وجدات حمام صغير لبنتها .. حمماتها و خرجاتها لبساتها ثم رضعاتها ..

بغات تاخد حمام حتى هي و مالقات كيف دير مع الصغيرة .. فحطاتها في كونتها و هزاتها نزلاتها معاها ..

عينيها كايقلبوا على اسلام و لكن ماكاحوا غير على ايفارديث اللي كان في الجردة يحتسي القهوة و واقف كايكلم الجاردينيي و كايبدي ملاحظات حول حالة نباتاته الغريبة ..

ريحة تغريد و الصغيرة بالخصوص دوروه واخدين انتباهه كليا من الرجل .. فتبسم ملء وجهه الوسيم و عينيه على الصغيرة و صرف العامل لعمله ..

تقدم خداها من تغريد هازها برفق شديد و قبل جبينها برقة و قال شيء بصوت حنين هادئ بلغة مافهمتهاش تغريد ، عارفة انها لغة الفضائيين الأصلية و على حسب مافهمات من لغة جسده انه القى تحية للصغيرة ..

دورات عينيه على الجردة لكن مالقاتش حس لاسلام فقاطعت لحظة الفضائيين بسؤالها على اسلام . رفع الحارس راسه و واجهها بعينيه البراقتين اللي محى منهم اثر المرح و قال "" خرج بكري للخدمة ، واقع شي مشكل بيناتكم ؟ ""

تنهدات تغريد منزعجة و قالت "" غار من ايدر منين سمعني كانهضر معاه في التيليفون البارح ""

عبس الحارس مستغرب ، لانه كايعرف اسلام ، و داك الظلام اللي شاف في ملامحه و الطريقة باش اشعت عيونه كيف شي برق وسط شي عاصفة كبيرة مايمكنش يكون غير بسبب غيرة ..

لكنه مابغاش يشغل تغريد بهادشي ، هزز راسه و قال "" ماعليش ، دابا يبرد ""

ساطت نغريد باحباط "" كون ماكانت غاتجي عندي الاء كون مشيت تبعتوا ""

"" غاتجي الاء ؟ "" تساءل الحارس ..

فاثار انتباهها للموضوع و جاوبت "" فكرتيني ، البارح تكلمات معايا و قالت ليا نعلمك باللي غاتجي اليوم تشوفك ، بغاتك تختار اسم لبنتها ""

كان معبس باستغراب لكن فورما ماسمع سبب زيارتها تبشرت اسارير وجهه و قال "" غانكون اكتر من مسرور باش نسمي الحارسة الأخرى "" فرجع قطب ملامح وجهه من جديد و هو كايكمل "" و لكن مانضنش راجلها غايوافق على هادشي . مابغيتش مشاكل اخرى مع داك البشري الغاضب الكظيم .  ""

فتبسمت تغريد قليلا و هي كاتقول "" هي غاتجي تشرح لك كلشي ، المهم بغيت نطلع ندوش و نظف الغرفة شوية واش نقدر نخلي ليك مويرين بينما ساليت ؟ "" 

ابتهجت اساريره ، ماحاولش يخفي حماسه لقضاء الوقت مع الصغيرة مهما طال فهزز راسه لتغريد و قال "" كوني هانية من جهتها ""

فتبسمت تغريد و طلات على الصغيرة اللي كاترمش عيونها في ايفارذيث و ملامحها مستكينة و مسترخية .. 

"" كايبان ليا وقتها المفضل في اليوم هو الوقت اللي كاتكون هازها بين يديك "" قالت تغريد و عاينت ايفارذيت مامخبياش غيرتها منه ..

اخفض راسه و تطلع الى الصغيرة بعيون متلألئة و فم مبتسم "" نفس الشيء بالنسبة ليا ، هاد الأيام وليت كانفيق بإحساس مالئ صدري . شيء بحال اللهفة باش نخرج من فراشي ، و نبدا يومي ، عارف انني غانشوف فيه هاد المويرين ، عارف ان المستقبل بدا كايشرق من اول و جديد . ""

تبسمت تغريد رغما عنها و احست بمشاعر جياشة مرجحت قلبها لهاد الرجل و كيفاش كايعبر على الأمل اللي دخل حياتوا مؤخرا ..

حتى واحد ماكايستحق يطفأ ضوء الأمل في حياتو ..

استدارت تغادر لكن وقفها بصوته كايطلبها "" ممكن تعيطي لآلاء و تطلبي منها تجيب الصغيرة ؟ ""

دارت لعنده و رمقاته بنظرة حانبية لكنها مبتسمة و قالت "" واخا اسيدي ، شي اوامر اخرى ؟ ""

"" لا "" قال بابتسامة واسعة "" استمتعي بحمامك و خودي وقتك و راحتك ""

راقبت كيفاش حدر رأسه و تمشى كايخاطب الصغيرة بلغته بابتسامة على وجهها و غادرت من جنبه بسرعة حتى هي قبل ما توقع في غرامه

مانطقت بحتى كلمة . ولا صرخة ولا حتى شهقة .. لاشيء ..

فقط عيون الغزال واسعين بخوف وهما كايحدقوا في المفترس امامهم ..

ضروا قلبوا و هو كايضرب بجنون كايتسنى الثواني الماجية اشنو غاتجيب معاها ..

مايمكنش يكون هذا لوكا ، لوكا ديالها .. فكرات .. هذا واحد شبيهه ، نسخة طبق الأصل ، لكن ماشي هو ..

هي ماشي في الواقع ، هي في حلم فين داكشي اللي شافتو و اللي مازال كاتشوفو واقف قدامها ماشي حقيقي ..

قرب خطوة و حذرات عينيها لرجلو فين حطها و تبت في مكانه ، كاتبان بحال اذا خارجة على الواقع ، مازالة واحلة في في شي بلاصة في عقلها ، كاتشوف من خلال نوافذ عينيها من تما لكن بلا رد فعل و لا استجابة ..

انتابه قلق اكتر و اكتر ..

ماغايسامحش نفسه اذا تسبب ليها في صدمة نفسية بسبب هادشي ..

ماكانش خاصها تعرف بهاد الطريقة ..

ماكانش خاصها تعرف و تشوف حقيقته الفتاكة الوحشية من الاصل ..

تبت في مكانه و حاول يتكلم من هناك ، مهدء نبرة صوته المرتجف "" ريم ""

هزات عينيها ليه مجفلة و قطبت حواجبها غير مدركة تماما و حرفيا إن كانت في حلم او علم ..

فقرر يقرب منها ، يمكن لو لمسها غاتستجب اكتر ..

على الاقل كانت متنبهة لحركاته ..

"" أنا ماعرفش اشنو نقول ليك بصراحة "" قال عينيه كاتسقط عن قرب على شعرها اللي استطال قليلا و ملامحها اللي مازالت شاحبة كيف اول ما شافها ، قدها هو هو ماتغيرش لكن في نفس الوقت شيئا ما متغير ، شيء قدام عينيه لكن ماقادرش يشوفو "" سمعيني صوتك اريم  ""

رمشت بعينيها و راسها مرفوع كاتشوف فيه .. و فجأة وقفات قدام جسده ، مجفلة و على حين بغة بحال اذا اكتشفت شيء ..

اكتشفت انها ماشي في حلم ..

مدات يدها لوجهه و اصابعها الرقيقة كاترجف كيف شي ورقة ..

تتبع يدها بعينيه حتى حطت على وجهه و هو يغمضهم ..

شعور قوي انفجر في قلبه كيف شي قنبلة تم انتشر الدمار في كامل جسده ..

مخليه كايرتعش ، كايحبس نفسه بمشقة نفس باش مايمدش يديه حتى هو ..

و هي فور ما حادت بيديها سخونة بشرته حتى بعدتها و كانها حرقاتها ..

فعبست و قطبت حواجبها و رجعت تراجعت تتطلع اليه على بعد..

الحيرة متجسدة حية على ملامحها و هي كاتحاول توضع صورة حقيقية للي واقع ..

هي ماشي في حلم .. لكن حتى حاجة مامنطقية ..

جسد لوكا كان ضخم لكنها متأكدة زاد ضخامة ، طال ببعض سنتيمات اخرى و عضلاته تقالت تحت جلده ، لحيته و شعره اللي استطال ماكانش مشكل ، بل تغير ملامحه لتصبح اكتر وحشية و خشونة ، شعر جسده زاد كتافة ، و قوة غاضبة و غامضة تمركزت اكتر و اكتر في عينيه ..

حيرتها عذباته ، فاقترب هو ديك الخطوة و محاها من بينهم ..

انفاسه الساخنة سقطت على جبينها فبتت بقشعريرة في كامل جسدها ..

هو حقيقي ..

داكشي اللي شافتو البارح كان حقيقي ..

و هنا فتحت فمها ، انين غريب خرج منه و كانها كتألم .. من انين اصبح بكاء ..

بكاء ماواضحش ، كله مرتجف و مشوش ..

حتى اصبح بكاء عالي .. اخدت كتبعد منه و كاتبعد بلور و جسدها كله كايرتجف .. هامسة بين بكاءها "" لا ، لااا .. ""

الموقف كله كان بحال شدضغط تقيل على صدره ..

حار و ماعرفش اشنو يدير ..

حتى جرات نحو الباب و خرجات منه .. تبعها كايجري لقاها سابقاه كاتجري في الدروج هربانة ..

و منين وصلات للتحت متجهة بجريها للباب المفتوح على مصرعيه ، لقات جدار عالي من لحم و دم ..

تلات رجال ضخام واقفين حاجز بينها و بين الخلاص ..

و وقفات تما مشدوهة مصدومة ... و خايفة ..

تقدم صاحب الشعر الطويل مستعرض ضخامته المهيبة و ابتسامته المخيفة قائل "" صباح الخير الغزالة الصغيرة ، بتنا الليلة كاملة سهرانين كانتسناوك و انت هربانة ؟ "" اخفض راسه قريب ليها و جر عينو قائل بسخرية "" شوفي حمورية عينيا ، هادشي بسببك ""

فتكلم صوت من جنبه قائل بنفس السخرية "" او يمكن غير بسبب الشراب اللي ضربتي كأسه على الصباح "" منين دارت شافت في صاحب الصوت ، لقاته نوح .. او وحش اخر بوجه نوح ..

فعبس صاحب الشعر الطويل و قال منزعج "" سد فمك انت ""

ضحكة اثارت انتباهها و مالقاتها صادرة غير من جهاد ، و من جديد ، وحش اخر كايشبه جهاد ..

لكن الابتسامة المريضة اللي اعطاها و هو كايهزز رأسه تجاهها ماخلاوهاش تشك في انه فعلا جهاد ..

ماعرفاتش باللي كانت كاتتراجع حتى تساطحت مع صلابة جسد ساخن وراها .. و دارت لعنده .. و خطوات الرجال الاخرين كايقتربوا خلاها تدور لعندهم .. باش تظهر بمظهر غزال صغير تائه في عرين أسود ..

بل هي ارنب صغير تائه في وجار قطيع من الذئاب ..

دوروها بينهم و عينيها مالجؤوا غير لجلال و قالت بصوت راجف "" أنا خايفة "" جملتها كانت غريبة و غير متوقعة ..

لكنها كانت بأمل صغير كاتقلب على جلال تحت داك القناع الوحشي ..

لوكا خاصتها لبى النداء و سحبها لصدره منزل ذراع قوية على ظهرها و كأنها جناح ضخم غطاها و خباها من العيون الشرسة اللي مخوفاها ..

فرفع خاصته للرجال التلات و قال بنبرة شرسة محذرة "" تراجعوا و لا ماغايعجبكم حال ""

رجعوا بخطواتهم للوراء و رفعوا يديهم في حركة مبدين فيها السلام و ماشي الخضوع ..

و نزل بجذعه خاشي ذراع تحت رجلين ريم و حملها خارج بيها على برى ..

و صوت ايدر ملاحقه "" عرف كيفاش تفهمها الميساج اللي على بالك و لا انت اللي غاتعرف شكون اللي ماغايعجبوش الحال .. ""

"" في رأيي تعطيه وقتو بلا ضغوطات ، الوضع صعيب بما فيه الكفاية "" قال نوح بنبرة لقاها ايدر مزعجة و مستفزة ..

دار ايدر خنزر فيه منزعج من مقاطعته ليه كل لحظة و حين و قال "" غانطلع ننعس ، خلي عينيك عليه في بلاصة ماتبقى حاطهم عليا ""

و حين طلع ايدر من السلالم ، دار نوح عند جهاد لقاه كايشوف في الباب منين خرج جلال و ريم ، فاستغرب نوح قائل "" اش كايدور في داك الراس عندك ؟""

دور جهاد وجهه لعنده كاشف ليه على نواياه لإثارة المتاعب و قال "" اليوم ماغايكونش غير يوم جلال ، غايكون يومي حتى انا ""

و طلع كايجري مخلي نوح حائر في أمره و كايغوت وراه "" اش كاتقصد ؟ "" لكن لا جواب من جهاد .. فتوجه لبرى خارج و هو كايتمتم "" بطبيعة الحال ، المتاعب مايحلاوا غير من توأم الجيم ""

الاتصال الخامس هذا في نفس الساعة منها ..

و مالاقيش في نفسه الجهد اللي يهز السماعة و يتكلم معاها ..

مازال كلامها ديال البارح شاغل بالو ، بل سهر ليلتو ..

عاقل كلما فاقت ترضع الصغيرة كانت كاتطل عليه و كان كايمثل نعاسو ..

ماكانش باغي يتكلم معاها ..

خيبة امله فيها طاغية كبيرة ، دايرة بحال شي سم اسحب الطعم من حياته فجأة ..

كان يتقبل كولشي الا شيء بحال هذا منها هي بالذات ..

من تغريدته ..

لقى نفسه مقسوم بين نارين ، نار الشك ، الحيرة و الفضول بخصوص اشنو نوع الاسرار بينها و بين داك الكريه .. و بين نار خيبة الامل و الخذلان و حتى الغيرة اللي كايحس بيهم ..

مايكمكنش بعدما علماتو يتيق فيها و دارت جهد كبير، لا هي و لا هو باش يبنيوا التقة بينهم ..

تنوض فجأة و دير هادشي .. ؟

ماباغيش حتى يواجهها ، بكل بساطة ... خايف ..

خايف من اللي ممكن يلقاه ..

خايف لا فعلا داكشي اللي غايكتشف يخليه يرغم في فراقها ..

و اخر شيء باغيه في حياته هو يتفارق معاها ..

طفى الهاتف و رماه على المكتب بعشوائية بعيد عليه و دار واجه الزجاج كايطل على المدينة من الفوق ..

عقله ماشي مع المنظر ، بل معاها هي ..

كايتسائل "" مابغيتش نرجع للماضي ، مابغيتش نرجع لداك الجحيم ديال الشك و عدم التقة فيك . كنا بيخير واش كان ضروري ترجعي لحقيقتك دابا ؟ و لكن قلتها بفمي ، حقيقتك ، و الحقيقة عمرها كاتبدل ..ضحكتي عليا بديك الهضرة ديال انا غير الناس ، لكن تصرفك ..تصرفك ماموازنش مع قولك .. اشنو درتي اتغريد ، اشنو درتي ؟! ""

جالسة متراخية بل مهزومة على الارض مسندة بجسدها على جذع شجرة محتمية تحت ظلها من حر الجو لكن مالقاتش باش تتحمى من حر الانظار اللي كاتوجه ليها منه ..

وهو جاثي على ركبة امامها ، ماد يديه لوجهها كايمسح عرق جبينها اللي لصق خصيلاتها الصغيرة على وجهها ..

كانت متسندة على يديه و عينيها الدامعة في عينيه .. كايتكلموا مع بعض بلا صوت .. بلا مايحركوا شفاههم ..

هو كايقول ليها كلام في الشوق و الحنين و هي كاتسولوا واش انت حقيقي اصلا ؟

لان و قبل جبينها قبلة ساخنة في ملمسها و دافئة المشاعر و قال بصوت اجش متسند بجبينه على جبينها "" ماتخافيش "" عاود قبلها و كمل كلامو "" غانشرح ليك و نعاود ليك كولشي . لكن غاتقولي ليا قبل كيفاش عشتي هاد الأشهر و انا مامعاكش . فين عايشة و اشنو كاتقضي ايامك كاديري ؟ ""

حبسات نفسها بمشقة انفس باش ماتشهقش ، مشاعر عنيفة حبيسة في صدرها اثيرت من سؤاله ..

لو غير يعرف اشنو داز عليها وراه ..

اش غايدير لو عرف انه اصبح اب .. ؟

لكن مالقات غير تقول "" كنت ميتة ، مت منين عرفت صاحب ايامي السعيدة اختفى تاني من حياتي ، مت الف مرة كلما فقت و تفكرت المرار ديال فقدانك ، انا كنت مبتة وراك كنت ميتة "" و اخيرا طلقات الشهقة المكبوتة و بكات ثم ضربت صدره الصلب كاتحاول بدون جدوى تدفع و صاحت "" في الوقت اللي كنتي حي ترزق مخبي قريب ، قريب بزااااف ، ماقادراااش نتيق ""

شد يديها بخشونة اعاقها من التحرك و قال "" ماشي لخاطري ، ماشي حيت بغيت . اخر صباح فقتي بين يديا كنت واعدتك غانرجع ليك ، لكن الحياة وقفات بين وعدي و بينك .. رغما عني ماوفيتش بيه . تماما كيفما بقيت هاد الشهور كاملة بعيد عليك مخفي على العيون .. رغما عني ""

سكتات كاتشوف فيه انفاسها متسارعة لكن كاتصنت ..

"" الهضرة اللي غانقول ليك صعيبة و ماشي منطقية ، لكنها الحقيقة . ""

رمشت عينيها في ضياع تام لكنه كمل "" العملية ديك الليلة ماسالاتش كيف مخطط ليها ، انا و الدراري تخطفنا و ماشي غير حاولوا يقتلونا ، راه فعلا قتلونا ""

نزلات عينيها كاتشوف في كامل جسده بحال اذا كاتقوليه واش انت احمق راك حي ..

فتمسك بيدها بزوج و قال "" عارف ، لكن تصنتي ليا و خليني حتى نكمل . هذاك الراجل اللي شفتيه الداخل ، راجل من عالم اخر ، قادر يتغير بين هيئة رجل و هيئة ذئب . شافنا منين كنا كانموتوا و هزنا جابنا للهنا مسمومين تقريبا ميتين .. و اعتقنا ""

جر يدها و حطها على صدره العاري .. تماما على ندبة لتلاتة مخالب حفرت لحمه و خلات اثرها .. و كمل "" هادو مخالبه ، باش يعتقنا ، حولنا لذئاب ""

هزات عينين ضايعين لعينيه و كمل ليها "" قضينا تقريبا شي شهرين غايبين على الوعي -- ""

فلاشباك ..

وقف ايدر قدام الأسرة التلات كايطلع الى الرجال الممددين و الغائبين على الوعي عليها .. 

كانوا ساكنين المؤشر الوحيد اللي كايدل على حياتهم هو انفاسهم المتسارعة و حرارة أجسادهم الجد عالية ..

قرب من جهاد الاول و هز مرفقه قاس نبضه و حل عينه شاف احواله واش لازالت مستقرة ..

حل فمه و جر سن و طاح بين اصابعه و ابتسم ابتسامة جانبية عالم ان الadn ديال اجسادهم بدا يتغير و بذلك بداو بعض التفاصيل كاتغير ..

قلع ليه كل اسنانه اللي نزلوا و الباقين من اضراس غانينزلوا بوحدهم هما الاخرين ..

اظافره كانت باقي موجدات باش طيح و تبدا المخالب في الظهور .. فترك الامر يتم بالتسلسل و بوحده ..

نفس الروتين طبقوا على البقية ثم اخيرا ، قطر دمه في افواههم باش يتأكد ان العملية تتم بدون اضرار ..

هكا استمر بالعناية بيهم لشهرين ، كايراقب التغير الجسدي ديالهم ، كاينظفهم و يراقب نبضهم ..

و في نفس الوقت كايوجد للمرحلة التالية ..

في الشهر الثالث انتهى تحولهم الجسدي و بداو كايفيقوا ..

كان وصل للمرحلة الأصعب ، فين غايبدا يتعامل معاهم احياء ..

منين فاقوا ماكانوش واعيين ، جانبهم العاقل كان باهث .. بل غابر ..

كانوا بحال شي جراء عمياء محتاجة الاهتمام ، غير هما جراء شرسة مؤذية ..

كان مازال الحال على تحولهم و كانوا مازال غير قادرين على الحركة ..

كانوا كايمروا من حالة ألم جسدي شامل كلية اجسادهم .. ماكايتكلموا ماكايستجيبوا لحتى حاجة ..

مر الشهر الرابع و بداو كايتحركوا ، بداو كايستعملوا حواسهم و يستجبوا مع ايدر ..

و لكن ماكانوش كايتكلموا و لا واعيين ..

كانوا بحال شي حيوانات بهيئة بشرية ضخمة على المعتاد و صافي ..

في هاد المرحلة عطاو لايدر بزاف ديال المتاعب ، ماكانش كايخليهم يخرجوا بل حاجزهم في الدار . كانوا كايشمشموا كلشي و يعضوا في الأثاث و يتبرزوا في كل مكان .. و يشتبكوا مع بعضهم على الاكل (اللحم) ..

شوية بشوية ولاو قادرين يزمجروا و يخرجوا انيابهم و مخالبهم .. هادشي كان صعيب لأنهم كلما تشابكوا ماكاينجح ايدر في فراقهم حتى كايخليوا الإمارة في بعضهم .. وحتى هو ماسلمش من ذلك ..

بحلول نهاية ااشهر الخامس اصبحوا قادرين على التحول للهيئة الحيوانية ، عاناوا في هاد المرحلة لأنهم كانوا يتألموا اثناء العملية و رجعوا مرضوا اسبوع كامل قضاه ايدر سهران عليهم كايداويهم ..

اخيرا شفاوا شكرا لعناية ايدر المشددة و شوية بشوية عملية التحول مابقاتش بديك الصعوبة ..

هنا ولا كايخرجهم لارضو يسرحوا و يجربوا الحياة البرية و بدا يعلمهم الصيد و يهدب تصرفاتهم الطائشة ..

و مازال ماكانوش واعيين ..

وسط الشهر السادس وقعات فاجعة بين الذئاب و تغريد قلبات المقاييس و دقت نواقص الخطر بالنسبة لايدر ..

فعلى الحواجز الحديدية و رسم الحدود للسلامة الذئاب و سلامة البشر ..

كان رد فعل ايدر عنيف بمعاقبتهم بعدها بقليل بداو كايسترجعوا وعيهم و ولاو اكتر هدوءا .. ولاو كايستفردوا بانفسهم اكتر و اكتر علامة على استرجاهم لذكرياتهم ..

رجعوا كايتكلموا ..

ثم ولاو كايتساءلوا ..

منين لاحظ ايدر انهم ولاو واعيين بما فيه الكفاية باش يكلمهم ، جمعهم في اول اجتماع ليهم ..

الحقيقة كانت صفعة لكل واحد منهم رفضوا كاملين في الاول .. و عطاهم ايدر وقتهم ..

نوح و جهاد تعاملوا مع الامر و رغم انهم خداو وقت الا انهم تقبلوه في الاخير ..

الوحلة كانت مع جلال اللي ماتقبلش الموضوع و تحدى ايدر في كل فرصة ممكنة ليه ، ماتقبلش الحالة اللي اصبح عليها ، فتراجع للظلال و اخفى نفسه .. و شوية بشوية انغلق على نفسه .. سجن ذئبه و تسجن معاه..

》حاليا

"" مازال مامتقبلش حالتي الحالية و لكن --"" قال جلال فقاطعاته ريم مكملة جملته "" على الاقل انت حي ""

هز رأسه اللي كان مسندو على جذع الشجرة و دار لجهتها ، كانت جالسة في الجانب الاخر مسندة على نفس الشجرة و كاتشوف في اتجاه معاكس لجهته ..

ريح كان كايضرب في عنقها و يجيب ليه ريحتها الشهية ..

و تذكر شحال روحو متلهفة تضمها و تشبع منها .. هاهي قدامه و لا منيع بينهم ... من غير حقيقته الوحشية ..

غمض عينيه متلقي اللكمة في وسط صدره و رجع دور وجهوا للجهة الاخرى و فتحها على البعيد ..

"" حي "" قال بشرود "" مازال حي ""

حس بيها دارت لجهته لكن ماقربتش منه و هي كاتقول "" شيري عارفة بوجودكم هنا ؟ هي كاتعرف هاد الرجل و هي كانت ديما مآمنة و متأكدة انكم حيين ""

"" لاطالما حدسها كان قوي "" قال جلال بدون مايدور عندها ..

و منين ظلات على سكاتها دار قابل نقطتي العسل خاصتها و قال و كأنه كايأكد ليها "" ماكانتش عارفة ""

"" حتال امتى كنتوا ناويين تبقاو هنا بلا ماتعلمونا ؟ "" سألت معبسة قاطبة حواجبها ..

فعكس ملامحها على ملامحه الخاصة و هو كايجاوب بحدة في نبرته "" حتى حاجة مامشات بمخطط و لا حتى رغبة مننا ، ماعندك حق تلوميني ""

"" انا "" وجهت باصابعها لصدرها "" انا كنت كانموت ببعدك ، انا كانقول لك مت مع خبار موتك ""
اشعت نظرته بنار ملتهبة و هو كايقرب بوجهه من وجهها .. مد يده متسخة بالتراب حطها على خدها و داعبو .. ثم قرب من خدها بثغره و قبل دمعة نزلت هاربة ..

"" انا هنا دابا "" قال هامس بصوت اجش ..

فرمات نفسها على صدره و ضمها بحرقة و قوة .. كايشم شعرها و كايغدق لنفسه من حلاوة ريحة الورد ..

و حتى ديك الريحة الغريبة اللي عليها ..

"" مامتيقاش "" قالت دامعة العينين "" مامتيقاش باللي انت هنا ، مامتيقاش الحقيقة اللي وليتي عليها ، مامتيقاش .. ""

قالت كلامها باكية بحرقة ظلمات عينيه و صلبت جسده ..

فكراته في شيء .. في الحقيقة اللي اصبح عليها !

رمات تغريد هاتفها على السرير بعصبية هاد المرة ..

علاش ماكايجاوبش ؟

حاسة بيه غايحمقها بهاد قسوحية الراس و العاطفية الزايدة دياله اللي كاتكون المحرك الأساسي لكل رد فعل كايصدر منه ..

و لكن واش ماشي زاد فيه هاد المرة ؟

تنهدت بإحباط و هي كاتنشف شعرها بالفوطة ثم دازت للدريسينغ لبسات حوايجها ..

رن هاتفها ، و هزاته كاتقرى اسم المتصل "" الو الاء "" قالت بترحاب "" انا مازال كانتسناك .. واخا انا نازلة ""

جمعات تغريد شعرها اللي مازال مبلل و غادرت الغرفة ..

مرات على ايفارديت في الجردة مسترخي على الارجوحة و الصغيرة على صدره نائمة .. و مشات للباب الحديدي العالي و فتحاته ..

دخلات سيارة زوج الاء هي اللي سايقاها .. و ركناتها في مكان مخصص لسيارات ..

فتحات تغريد الباب و نزلات الاء مبتسمة ملء وجهها و تسالموا بالخد ..

"" تغريد كاتباني زوينة كيف عادتك ، لاباس عليك "" قالت الاء بنبرة ودودة

فاجابت تغريد على نفس النبرة "" شكرا ، عيونك الغزلان و انا لاباس كانحمد الله قولي ليا انت اشنو احوالك ""

تنهدت الاء و قالت و هي كاتمشى للمقعد الخلفي كانفتح بابه "" نقولو الحمد الله "" و خرجات مهد رضيعتها ..

حملاتها تغريد من بين يديها و قبلتها قائلة "" ما شاء الله ، كاتشبه بزاف لبنتي ""

"" متشوقة نشوفها ، ديك المرة ماكناش على خاطرنا ""

تبسمات تغريد و قالت "" عندك الحق ، هاهي جات الفرصة تشوفيها مزيان دابا ""

تبسمت الاء ثم دعتها تغريد للدخول ..

من بعيد شافت الاء كيفاش الحارس ضام ديك الصغيرة بين يديه و تبسمت متأثرة بداك الحنان الفايض منه ..

قبل مايقربوا ليه ، فتح عينيه و دار لجهته بلا ماينسى ان يتحرك بلطف و حذر على قبل الصغيرة على صدره ..

ريحة الصغيرة الاخرى اقتحمت جو الفيلا و مازادتها غير دفء على دفء و ... كمال ..

عينيه طاحو عليها و سند مويرين بيد وحدة باش ياخد الاخرى ..

ضحكات تغريد و حطاتها هي الاخرى على صدره و تراجعت للور حدا الاء اللي مراقبة الحاصل بعيون كلها قلوب ..

قبل الحارس جبين صغيرة الاء و اتسعت ابتسامته و هي كاتحرك على صدره و كاتصدر اصوات تحببية ..

رفع راسه لآلاء و قال "" كانعتذر مدام الاء ماخديتش اذنك و لكن ماقدرتش نقاوم .. ""

تبسمت اكتر و اكتر و لوحت بيدها قائلة "" كيف احوالك اسيد ايفارديث ""

احنى راسه لصغيرتين و قال "" ماعمرني كنت احسن من هكا "" فرجع هز راسه لآلاء و قال "" كيف بقات صحتك بعد الولادة ، نتمنى تكوني بيخير  ""

وساعوا عينين الاء متفاجئة بسؤاله على صحتها و اهتمامه و جاوبت بتلعثم بسيط "" حمد الله ، حمد الله .. ""

تبسمت تغريد على تلعثم الاء في الوقت اللي الحارس كايكمل كلامه "" شكرا على انجابك لهاد الملاك ، و شكرا حيت جبتيها نشوفها ""

حتى من رمش الاء تلعثم و هي كاتشوف فيه فنغزتها ألاء و همست حابسة ضحكها "" جمعي ريوكك و مرحبا بيك في جحيمي في مقاومة هاد الراجل و سحره الجنتلماني الخبيث ""

بلعت الاء ريقها و هي كاتشوف في تغريد فمرحمهش الحارس و هو يضيف ، عينيه على المرأتين بزوج "" انتوما بزوجات كاتستحقوا الدنيا كلها و بما فيها ، و تمنيت لو قدرت نوهبها ليكم ""

حلوا بزوجات فامهم فيه ، و حذر هو راسه متيم بعشق الصغيرتين على صدره ..

ببراءة ماعارفش بحجم القنبلتين اللي رمى في قلوب الامهات قداموا ..

مسحات تغريد على عرق وهمي في جبينها و الاء بدات تنش على وجهها ..

فقالت تغربد لآلاء ""تشربي شي حاجة ؟ ""

"" شي حاجة باردة ، و واش نقدر نمشي معاك ؟ "" قالت الاء ، متهربة من الانفراد بهاد الرجل الساحر ..

و هززات تغريد راسها بتفهم كبير جارها معاها كاتقول "" يالله معايا اختي ، باسم الله علينا ""

"" ماقلتيش ليا بنتك اشنو سماها باها ؟ "" قالت تغريد مربعة رجليها على المقعد ديالها و عينيها على بنت الاء مازال على صدر الحارس ..

اشرقت الاء بالعصير ديالها و كحات و هي كاتحط ظاهر يدها على فمها .. هزات عينيها لتغريد ثم للحارس و هو كايراقب بفضول بعينيه و قالت بنبرة منخفضة محرجة من القول "" سماها روح .. ""

"" رووح ؟ "" استقمت تغريد في جلستها "" اسم غزال توقعت انه سماها شي اسم قديم ""

عبست الاء رجعات ليها ديك الفقصة ديال البارح و حطت كاس عصيرها و هي كاتقول "" و كون غير اختار شي اسم قديم ، الراجل سماها روح باها ""

توسعوا عينين تغريد و رفعتهم للحارس اللي تبسم بدوره  و احنى وجهه للصغيرة الاء كايداعب خذها المتورد في هدوء..

فتكلمت الاء مكملة كلامها "" ضد فيا دارها ، هادشي علاش جيت هنا اليوم ، بغيت اسيد ايفارذيث تقترح عليا اسم و ها انا جبت معايا الحالة المدنية ""جبداتها من الساك ديالها و حطاتها على الطاولة الزجاجية"" غاتسجلها بالاسم اللي غاتختار و يعجبني "" طملات بابتسامة واسعة ..

تنهبه و استقام الحارس في جلسته و هو كايقول "" مانقدرش اذا ماخديتش الموافقة ديال الوالدين بزوج ""

تكهربت ملامح الاء فتدخلت تغريد قائلة "" على هو خدا موافقتها فاش سمى البنت ؟ مادارش بحساب وجعها عليها دير بحسابو هي دابا ؟ ""

تمسكنت الاء بوجهها و اصطنعت المسكنة منين رفع الحارس عينيه ليها ..

لانت ملامحه و هو يطلع اليها و قال ""هذا ماشي تصرف رجولي منه ، على الاقل كان يتأكد من موافقتك ""

"" اوى باها البشري سماها اسمها في العالم البشري ، دابا امها الفضائية غاتسميها الاسم الفضائي ، متعادلين "" تدخلت تغريد قائلة و غمزات لالاء بالتخبية ..

"" ماتخافش انت ماليك دخل ، انت اصلا غاتسجلها غاتسجلها ، انت غير غاتقترح اسم و سالينا ، اذا كان لباها مشكل مع هادشي ؟ مشكلته معايا "" قالت الاء .. فكان لكلامها اقناعه و هزز راسه موافق ..

قضاو ساعات و هما تحت ظل الشجرة ..

في سكات تام و ...غريب ..

قبل هذه شهور كانوا فور ما كايتلاقاوا كايتحذثوا في كل المواضيع بحال شي زوج من المراهقين ..

الان بعد غياب ، كايتلاقاوا في هاد النقطة و مابقى عند كل واحد منهم مايقول ..

بحال اذا مروا بزوج من ظروف قتلات القلة القليلة من الحياة اللي كانت مازالة فيهم ..

كانت مازالة متسندة على صدره رغم سخونته المحبطة مع حر الجو لكنها كانت محتاجة قربه و السلام ..

محتاجة تتأكد ان قلبه مازال كايضرب و ماعمره وقف ..

اما هو فكان متشبت بأصباعه في الحشائش اليابسة مانع نفسه من يضم جسدها ليه ..

لكن مخليها تحضنه لآخر مرة في حياتها و من تم غايدفعها تعاود تعيش بلا بيه ، مخلي ليها ذكراه فقط ..

الامر صعيب عليه اكتر من ماممكن يكون صعيب عليها ، عارف !

لكن ماعمر الحياة مامشات كيف بغينا . و هاد البنت رغم انه راغب فيها مازال ، الا انها كاتهمو بما فيه الكفاية باش يبعدها من الخطر ..

وهو الخطر !

"" يالله معايا لعند الكابو ، كلهم غايفرحوا برجوعكم "" قالت هامسة ..

انتفخت اوداجه بشعور مماثل لما كان يحس بيه و هو ساجن نفسه غي الغرفة كايطل من النافذة ، عيونه ضاقت و ظلامت باليأس و العجز ..

تمنى لو فقط دار اللي قالت ببساطة و خرج بيده في يدها .. لكن ..!

"" غاتبقاي بعيدة على هاد الموضوع اريم ، غاتنساي واش شفتيني و لا عرفتي عليا شي حاجة ""

ناضت بمجفلة من على صدره و قابلت عيونه بعيون واسعة كتأكد واش فعلا قال اللي قال ..

فقابلها هو الاخر بملامح جامدة صخرية تابتة غير منفذة للمشاعر اللي محدثة زوبعة في الداخل دياله  ..

فخافت من داك الوجه و خافت من اللي غايقوله و هو لابس داك الوجه ..

"" واش ماغاديش تخرجوا من هنا ؟ حتال ايمتى غاتبقاو ياك قلتي ليا انتوما دابا مستعدين تخرجوا "" قالت ريم بغصة في صوتها المبحوح و كأنها حاسة باللي الحياة غاترجع تسلبو منها ..

بصوت بارد لكن صارم و نظرة ابرد قال "" كيف قلت ليك ، بقاي بعيدة ، ماتقولي لحتى احد باللي شفتيه حيت غاتعرضي حياتنا للخطر .. انا ماكانطلبش منك هادشي اريم ، انا كانحذرك تنطقي بكلمة ""

توجعت من قبضته الموجعة على ساعدها ، نزل عينيه و طلقها مجفل منين شاف مخالبه خارجة قريبة تطعن جلدها الرقيق ..

بقات كاتشوف في يديه بذعر حقيقي في عينيها ..

فناض من مكانه متأثر بشوفتها لحقيقته و مالقاش في نفسه يلومها ، لهاد السبب بالضبط كايدفعها تنساه و تبعد عليه ..

"" واش على الاقل نقدر نبقى نجي عندك نشوفك ؟ عندي بزاف .. مانعاود ليك "" انكسر صوتها بقولها هادشي ..

عبس ، مابقاش باغيها حتى تعاود ليه عليها ،رغم فضوله حول احوالها و فين كانت الوقت اللي مشى هو و ايدر لدارها و غير و غير ، لكن معرفة احوالها غادي غير تخليه يزيد يتشبت بيها ..

فدار عندها و كمل لاعب لعبة بروده نحوها "" غانصارحك اريم و غانقول ليك هاد الهضرة مرة وحدة لا غير ، مابقاش كايهمني اش واقع في حياتك ، و لا بحتى حاجة كاتخصك ، ماعندك ماتعاودي ليا . غاتخرجي من هاد الباب و غاترجعي لحياتك . دوزنا وقت قصير ممتع مع بعضنا و سالا داك الوقت ... من شحال هذه . دابا عندي حياة جديدة خاصني نركز فيها . ""

ريحة ألمها طوقت قلبه في قبضة حديدية قاسية خنقاتو ..

احس ان قلبه غايسكت بقوة الضغط  ..

مصدومة ، حزينة ، خائبة الأمل ...و خايفة ..

هادشي ماشي غير شمو بل شافو في عينيها ..

ماكرهش يمسح ديك التجعيدة في ذقنها بقبلة منه و يقول ليها ماقاصدش هادشي بل ماراغب هاد الساعة غير ندفن رأسي في صدرك و تضميني حتال آخر يوم في عمري ..

لكنها بنت صغيرة و الحياة مازال قدامها ، كاتستحق السعادة و هادشي ماغايكونش ليها معاه ..

"" انا ... فهمت "" قالت بهمس ، صوتها المبحوح من صراخ الامس مكسر حزين "" ماغانقول ...والو "" سكتت للحظة انفاسها متسارعة ثم رجعت قالت مبعدة عينيها على منافذ القسوة الخاصة به "" انا .. غانمشي ""

تمشات كاتبعد عليه و ظل واقف تما ،وحيد و مشلول كاره شعوره و نفسه و الحياة اللي توهبات له مقابل خسارته لاهم ماوقع في حياته السابقة مؤخرا ..

لو غير مات فعلا ولا جرب هاد الموت هذه .. !

راقبن ألاء و تغريد في صمت مسحورتين برقة و حنان الحارس في التعامل مع الصغيرتين ..

كان حامل كل وحدة في ذراع كايغني ليهم اغنية مافهموهاش لانها بلغته الأم لكن صوته الساحر خداهم معاه محمولتين على سحاب وهمي من الاحلام ..

ياله من مخلوق ساحر !

كانوا الصغيرتين فايقات بزوج كايلوحوا بقبضتيهما الصغيرتين و يرمشوا في هدوء تام .. مسترخيتين بين يديه و كل وحدة تطلع اليه بفيروزيتين كبار مأخودتين في سحره هو الاخر ..

المنظر في حد ذاته كان دغدغ للشعور .. خاصة الامهات اللي قدامو ..

راقب الحارس كيفاش مدات روح قبضتها الصغيرة البلقاء و حطاتها على صدره جهة القلب و كمشت قميصه في يدها الصغيرة و توسعت ابتسامته مظهر خطوط عيونه الوسيمة ..

غرفع عينيه لآلاء متوقف عن غناءه باش يقول "" انا عرفت اشنو غانسميوها ""

فتحمست الاء و هي كتستقم في جلستها كاتقول "" اشنو طاح في بالك ؟ ""

"" أولوين "" قال بفخر و محبة في صوته ..

فكررتها الاء تتنغم فيها بلسانها "" أولوين ""

"" كاتعني أثر أقدام بيضاء .كان إسم لأميرة أسطورية كانت كلما تمشات كاينوض في اثار اقدامها زهر البرسيم الابيض . كانت ابنة العملاق Ysbaddaden و كان مصير باها لعنة الموت اذا تزوجات . Culhwch كان باغيها فتكلف ببزاف ديال المهام الصعبة باش ينالها ، في الاخير نجح في ذلك ، حصل عليها و مات العملاق باها "" قال الحارس .. فتنبه لكلامه منين شاف ردود فعل الاء و تغريد "" الجزء الأخير مامقصودش ، طاح الاسم في بالي منين قاستني بيدها الصغيرة و خلات قلبي يرتعش تحت لمستها البريئة ، براءتها كيف السحر ، ناسبها الإسم ""

فتبسمت الاء ملء وجهها و قالت "" عجبني الإسم ، في شكله و في معناه . مابغيتش لباها نفس مصير الأميرة لكن غايعجبني نفقصو وانا كانعاود ليه قصة الإسم ""

ضحكات تغريد وهي كتأيدها "" غاتفقصيه بلا شك ""

"" اذا كنتي موافقة و متأكدة على الإسم خليني نعيط لإسلام يجي دابا يدي الحالة المدنية لمؤسسة الفضائيين "" قال الحارس ..

فهززت الاء راسها موافقة بحماس و تأهبت تغريد في مكانها لسماع اسم زوجها ..

فهزز الحارس راسه تجاهها باش تاخد الصغيرة من يده و ناضت جلسات حداه خداتها .. هز هاتفه من على الطاولة و راقبت تغريد حتى ركب رقمه و حطو على وذنه ماهي غير ثانية و جاوبو ، تغريد حلات فمها مصدومة من صبيانية اسلام .. تم عبست و هي كاتسمع صوته مخاطب الحارس اللي امرو يجي للفيلا حيت عنده ليه مهمة غايسافر على قبلها ..

خدات الهاتف من يد الحارس فورما انهى معاه الكلام و صاحت "" اسلام ""

سكت للحظة و حسات انه غايقطع عليها و رجعات قالت "" اسلام ، ياك الصباح كامل و انا كانعيط لك ماجاوبتيش ، و ايفارذيث تجاوبو من اول اتصال ؟ ""

فجاها رده بارد و هو كايقول "" مشغول ، خاصاك شي حاجة ؟ ""

عبست تغريد بإحباط ثم قالت "" لا ، مامحتاجة حتى حاجة ""

"" اذا بسلامة نتلاقاو في الدار "" قال اسلام و قطع مباشرة ..

اعطت الهاتف للحارس بشرود لاحظو فتساءل بعينيه وهززت كتافها و قالت "" ماعرفتش ، مابقيتش عارفة ""

مر وقت ..

الحارس خدا الصغيرتين و تمشى في الظل بعيد على امهاتهم ..

اما هما فظلوا تارة يراقبوه بغريزة امومية و تارة يرجعوا لمواضيعهم النسائية كأمهاتهم حول اجسادهن بعد الحمل و حتى حقيقة بناتهن و كيفية التعامل معاهن مستقبلا ..

تغريد لقات نفسها كاتسولها كيف عاشت حياتها كحارسة و هي ماعارفاش ، فعاودت ليها الاء و عاودت ليها على لعنة النحس اللي كان مصاب بيها زوجها و كيف كانت السبب باش تفضح السر اللي خباوه عليها عائلتها ثم اكتشافها لحقيقتها الحفيقية بعدما تلاقات بالحارس ..

تغريد زاد قلقها خاصة بعد معرفتها بالخطر المحدق بالحراس من طرف سحرة البشر ..

الاء هي الاخرى ماكانتش افضل منها ..

"" مانظنش غاتصيبهم شي حاجة و الحارس الاعظم موجود "" قالت تغريد و هي كاتشوف لتحاه الحارس و البنات ..

فايدتها الاء بالقول "" بالصح . كاين تجاوب كبير بينو و بينهم ، بحال اذا حاسبن بالرابطة اللي كاتجمعهم ب3 . ماكانهضرش على حقيقة ان وحدة منهم غاتكون شريكته . و انما فقط داك الاحساس ديال الانتماء ، حاسين انهم عائلة وحدة مجموعة وحدة ""

"" حتى انت منهم "" قالت تغريد "" خاصة منين مابقيتيش كامنة ""

هززات الاء رأسها قائلة "" اه ، لكن تنشأتي مأثرة بزاف بحياة البشر ، شكلي شكل الحراس لكن داخلي لاعلاقة بهاد الحياة ، انا بشرية "" فتنهدت و هي كاتشوف لجهة بنتها "" لكن بغيت بنتي تكبر في وسط فين تكون حرة بشكلها ، تطلق شعرها الابيض كيف بغات و تخلي عينيها حرين من اي غطاء اصطناعي مزعج ، بغيتها تكبر مابين ناس اخرين بحالها باش ماتحسش بالوحدة و الغرابة كيف حسيت انا ، بغيتها تكبر وسط مجموعتها . تتعلم اللغة باش كايتكلم معاهم الحارس . بكل بساطة تكبر حرة و عارفة شكون هي و تفتخر بذلك ""

تبسمت تغريد بتأثر و قالت "" عندك الحق ، كانتفهم تماما اشنو قلتي ، نفس الشيء بالنسبة لبنتي ، ماعجبنيش نكبرها مخبية و مظغوطة . يمكن انا ماشي فضائية بلقاء و عينيا حادتي اللون لكني كبرت في وسط نوعا ما مشابه . ناس كتار كانو واخدين حذرهم مني و كايحطوني في اطار الانانية اللي مافيها تقة ، الفاشلة المستهترة اللي مافيدهاش ، كنت عايشة غير في الظلال كانحاول نصنع ليا بلاصة وسط هاد العالم اللي ماكايتقبلش حقيقتي كيفما هي . الفرق بيناتنا هنا انني ماتنكرتش و فرضت راسي على هاد العالم رغم انني مازال مالقيت بلاصة فيه لكني راضية على نفسي ، و في الاخير مابززت راسي على حتى واحد . ""

"" لاطالما لاحظت تميزك و اعجبت به ، ناس كتار بحالك ماقدروش ينسجموا مع هاد العالم حيت بكل بساطة ماعرفوش يمتصوا القوالب دياله و يمتلوهم .. كوني انت حتى ولو العالم مابغاكش "" قالت الاء ..

فتبسمت تغريد قائلة "" اووه اشنو هاد الفم اللي كاينقط حكمة ""

ضحكت الاء من قلبها فاستمرت تغريد بالقول "" توحشت نجلس و ندردش مع شي احد ، صحابي مسافرين مجليين في البلاد و انا جالسة هنا حاضية المخلوقة لاتجوع قنطت ، اش بان ليك نخرجوا نتغداو على برى ؟ ""

رمشت الاء بتفكير و رفعات رأسها للبنات و قالت "" البنات ماغايخليوناش على راحتنا ""

خاب امال تغريد و هي كاتشوف فيها فأتاهن صوت الحارس قائل "" البنات يقدروا يبقاو معايا ، غانكون اكتر من فرحان يظلوا معايا ، تقدروا تخرجوا و تطمأنوا عليهم ""

تبادلوا الاء و تغريد النظر غير متأكدتين في الاخير رماوها على الله و ناضوا ..

في غرفة تغريد ، كل وحدة عمرات زجاجة بنتها بالحليب .. و فرزات ليه تغريد ملابس ، منشفات صغار ، و حفاظات في حاجة ما احتاج ..

و غيرات تغريد ملابسها و هي كاتقول لآلاء "" خاصني نعترف ان وحدة من بناتنا غاتكون محظوظة بهاداك الابيض الساحر اللي التحت ، و خليني نقولك باللي هي بنتي "" ضحكت الاء بسهولة في الوقت اللي تغريد كاتكمل "" هاد الراجل جيت لهاد الدار و انا كلي نوايا باش نهد حياتو فوق راسو ، صدق رابح قلبي و انا عاطياه ليه بكل رحابة صدر و ابتسامة بهلة على وجهي ""

ضحكات الاء و هي كاتقول "" عندك الحق ، هو راجل غريب ، استثنائي ، حنين و لطيف و جنتلماني ، مايمكنش مايحركش مشاعر اي امرأة ""

خاصك تشوفي فاش كنت حاملة "" كان داير ليا كيف الماء القليل ، شحال خسر عليا الفلوس شرى عرام الحوايج ماحتاجيتهمش اصلا ، و بلا مانتكلم على الاهتمام .. الله يجعلني نكون غير نازلة من الدروج يوقف و يطلع يشد يدي حتى ننزل و مايجلس حتى نجلس .. الله بسمح ليا كنت بعد المرات كانخرج فيه سمي ، لكنه ديما كان يمتصه بصبر حتى كانحشم و نعتذر منه و بعدها يعطيني اجمل و اوسم ابتسامة ..  ""

تبسمت الاء بتأثر و هي كاتقول "" انا فرحانة بسماع هادشي ، قبل ماتدخلوا لحياتو كان مسكين عاطيها غير للشراب و كانت حالته خايبة بزاف ، مكتئب و يائس ، يفرحني بزاف نشوفو رجع للحياة و ترجع هاد الدار كاملة كاتنبض بحال هكا ""

"" عاود ليا اسلام على قصته ، ألماتني قدما فرحني انني كنت سبب من الأسباب اللي خلاتو يرجع يتشبت بالحياة تاني، ديما غانكون فرحانة نوهب السعادة للناس اذا كانت بيدي "" قالت تغريد ثم دارت من المراة لعند الاء قائلة "" يالله بينا ""

و تبعاتها الاء ..

في الدروج كانت تغريد كاتفكر واش تعيط ليه اولا فقالت مع راسها ان الحارس غايعلموا في الاخير واضح انه ماباغيهاش في محيطه هاد الساعة ..

اما الاء ، فابتسامة شريرة نازالة و هي من مدة و هي كاتحس بهاتفها كايفيبري في جيبها ..

يستاهل !

فدارت تغريد عندها و قالت "" زوج مرارات غايطرطقوا اليوم ... و بنتي ... هاد المرارات ماشي دياولنا ""

فرفعت الاء راسها كاتضحك .. مهززة راسها .. و كاتصدر اصوات حماس عالية ..

وقت على بعد امتار مقابل المخبزة ديالها ، بعيون الذئب خاصته قدر يلمح خيالها و هي كاتحرك في المخبزة ..

كلما لمح وجهها قلبه كاينتفض للحياة اللي انسلبت منه ..

ياقلبه واش هذا كله حزن عليه ، وهو كايشوف فيها من بعيد ندم و ندم و ندم على كلما دار فيها ، ندم على كل مكالمة كان خاصوا يبعثها ليها و مادارهاش ..

ندم على كل لحظة تشاجروا على هاد الموضوع و مادارش بخاطرها في الأخير ..

ندم حيت ماسرقش قبلة و لو عنوة منها اخر مرة خرج من دارها ..

و لكن منين كان غايعرف ؟

راقبها كيفاش كلمات وحدة من العاملات ديالها ثم حيدات مريول العمل حطاتو على الطاولة ، مظهرة كسوتها الصيفية السماوية الزرقة ، حطات شال حريري على رأسها و لواته على حمرة شعرها ثم علقت ساكها على كتفها النحيل و خرجات ..

استقام في وقفته و نزل الكاسكيط على وجهه و هو كايراقب كيفاش كانت كاتمشى بشرود في عينيها ، حارسها اللي وظفوا مازال وفي ليه و ليها ، فكر على انه يعطيه إكرامية على خدمته ..

تمشى الحارس على بعد من وراها .. و تمشى جهاد من الجهة الاخرى من الرصيف ، مراقب بعيون الذئب ..

شيء قوي و غريب حس بيه كايجذبها ليه ، شيء اثار ذئبه بطريقة غريبة ..

راغب بكل قوة ينقز على قوائمه الاربعة و ينقض عليها ، يشمها ... و يلحسها ..

تمشاو كتيرا و كتيرا ، الإحساس غادي و كايتكثف ..

من جهة حائر مع هاد الشعور و من جهة فخور بنفسه و بتمكنه من التحكم في ذئبه و هو في هاد الحالة الغريبة ..

فجأة ، دار لعند الذئب البشري اللي عينوا حارس لإمراته لقى عينيه حادتين كيف الصقر مراقبينه ..

فتبسم ابتسامة جانبية فخور به و فخور بحسن اختياره لهاد المهمة ..

فرفع كاسكيطته قليلا مما سمح للحارس يشوفه .. ماتعرفش عليه في الاول منين عبس ، فاتسعت ابتسامة جهاد الخبيثة و هو كايشوف في اتساع حذقتيه بمعرفة و صدمة ..

فهز جهاد اصبع السبابة حطوا على فمه ، بامر واضح بالسكوت ، ثم غمزوا و لوح برأسه للوراء باش يتراجع ..

فوقف الحارس بيد على يد هز راسه مرة وحدة و تراجع ..

كولشي و سالومي ماراداش البال ، غارقة في عالمها الخاص ..

قطع جهاد الرصيف و عينيه عليها ، الشعور كايزيد و يزيد ماحدوا كايقرب منها ..

ذئبه مابقاش في حال استقرار .. لكنه تحت السيطرة ..

و هو اللي صدق متبع خطواتها الآن ، على بعد ..

ريحتها عانقت جيوبه الانفية مداعبة حواسه .. و مثيرة لجوعه ..

"" يا قلب جهاد ... انا رجعت ليك "" همس لنفسه ..

فتوترت كتفيها .. و لاحظ كيف بدات كاتمشى بسرعة ..

استغرب لكن عرف شي حاجة ماشي هي هاذيك ..

دارت لبين زقاق عمارات فارغة .. مظلمة ..

و وقفات قدام حيط عالي ..

مسدودة الطريق قدامها و مازال عاطياه بالظهر ..

هو واقف تما في سكون ، حدسه كايعلمه باللي اللقاء مع ملكته الحمراء ماغايكونش لقاء عادي .. به عناق و تبادل الحب ..

شوية بشوية دارت لعنده ، معنقة ساكها .. و عينيها ..

عينيها واسعين و داميين ..زرقة عينيها خالقة زجاج براق من الدموع ..

توسعوا عينيه بإدراك صفير بدا يزحف لعقله ..

بدت متوهجة بسخونة و الزرقة اللي لابساها مادارت حتى تأثير بسيط باش يطفيها ..

كل خلية فيه تصارعت باش يحافظ على هدوءه قدام ريحتها اللي ملات نيوفه الحساسة و مايقربش و هي كاتبعد منه .. خطوة وراء الاخرى ..

كانت كاتشوف في قامته اللي زادت علات و جسده اللي زاد عراض ..

انفها كايلتقط ريحته اللي اختلطت بريحة الوحوش ..

مشى ، جهاد مشى .. لكن ماماتش ... و منين رجع ..

رجع ليها وحش ، وحش خطير .. لعابه غايسيل بجوعه ليها ..

ففتحت فمها بشفتين مرتعشتين قالت بهمس منكسر بالصدمة "" ا.. اشنو درتي .. في راسك ؟ ""

بلع رييقه غير مجيب ليها ، كايشوف في عينيها شيئا فشيئا كايلتمعوا من زرقة باردة لحمرة نارية ..

ذئبه اصبح على السطح لكنه ماسمحش ليه بالخروج فقط زمجرة و أنيابو خرجت للعلن قدام عينيها ..

"" سالومي "" لقى نفسه كايهمس بديك الحالة الوحشية مما جعل نطق اسمها اكتر خطورة "" سااالووميي ""

كان كايقرب و مدات يدها قداموا ، اصابعها الطويلة النحيلة توهجت كيف شي شمعات و كونت كومة نار شعلاتها قدام رجليه ..

خلقات حاجز ناري بينهم خلاه يتراجع لكن عينيه واسعين .. دامعين و هو كايشوف فيها ..

قربات ليه و قدام النار المتوهجة طفات النار في عينيها و رجعات الليونة في نظرتها ليه و الشوق كايتكلم ..

لكن الخيبة طغات اكتر ، مدات يدها بدون ماتلمسوا و مالت ملامحها في حزن زاد في عمقه و قالت "" علاش سمحتي ليهم يديروا فيك هكا ؟ ""

"" كان خاص يوقع هكا باش نرجع ليك ، كنت كانموت "" زمجر بالم عميق محمل في صدره ..

فصاحت بصوت رقيق مبحوح بكل جهد و قوة حتى صدى في الزقاق المظلم "" و كون غير متي ، كون غير متي انت دابا انهيتينا في خطرة وحدة ..قطعتي اخر خيط كان كايجمع بيننا ""

فرمش عينيه بالم مكبوت و هو كايشوف فيها كاتبعد ..

رغب في الاقتراب لكن الحاجز الساخن حرقو و خلاه يبتعد ..

"" ملكتي .. الحمراء "" همس بغير تصديق للقنبلة اللي اشتعلت قدام عينيه ..

لوحت برأسها يمين و شمال بنفور و هي كاتردد "" ماشي ملكتك الحمراء مازال ، انت .. انت الآن الذئب و انا ... انا الساحرة ""

و في لحظة تحولت لشعاع ناري في الهواء و طارت مختفية ..

و النار اللي شعلت قدامه طفات و كانها لم تكن .. لكن النار اللي تشعلت في صدره غير مازادت في شدتها ..

فانهار تما مجثي على ركابيه في استسلام و هزيمة .. و قبضته على صدره ..




google-playkhamsatmostaqltradent