recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل السابع و العشرين و الثامن و العشرين )

 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل السابع و العشرين و الثامن و العشرين ) 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر rain dali


الفصل السابع و العشرين :


بعد شهرين ..

ماقدرتش ريم تقرب من جلال ، اكتفت بمراقبته من وراء الحائط كيف الأيام الماضية ..

قلقة على حالته ، حزنه على موت الكابو كايقطعها و ما كايزيد بحالها حيرتها و عدم معرفتها اشنو دير باش تخفف عليه ..

مابقاش كاينعس و مابقاش كايرجع للدار بزاف و حتى اذا رجع كايديها للمستشفى يشوفوا ولدهم و يرجعوا في سكات ..

هدوءه هذا مخيف !

ماعندها حتى فكرة اشنو كايظل يفكر فيه ..

"" قربي للهنا "" قال من مكانه على الكنبة ، صوته اللي كسر داك الصمت اجفلها ..

بلعت ريقها و هي كاتقرب منه ، مازال عنده داك التأثير الثقيل و اللي شيئا ما مخيف عليها .. واخا ارتبطت بيه و ولدت معاه ..

واش يمكن هي اللي حساسة او  هذا جزء من كاريزمة شخصيته ..

لحد الان مارفعش راسه يشوف فيها ، عارفة انه قادر يلتقط ريحتها من امتار بعيدة عليه ..

شيئا ما مرتاحة لهادشي ، باغياه يعرف انها ديما قريبة منه واخا ماشي قدام عينيه ..

كانت ناوية تجلس على الكنبة جنبه لكن اتضح ان ليه رأي آخر . سحبها من يدها و جلسها على فخضه ، ضام بعد ذلك خصرها قريب لجذعه و دفن انفه في شعرها ثم قال بصوت مشوش "" جونيور خاصو يخرج من تما ""

فاجأها بموضوع ولدهم هكا بعشوائية ، واش في ولدهم كان كايفكر دابا ؟

هززات رأسها قائلة بصوت هامس "" كان كايسحاب ليا غانقدروا نخرجوه هاد الأيام "" 

رفع رأسه و بتعبيسة عمق النظرة فعينيها . فرفعت يدها مرحبة بالفرصة فين تلامسوا ، داعبت لحيته الخفيفة و قبلت خده و سألت بقلق "" واش انت بيخير ؟ ""

ماقال والو ، بل ظل كايشوف مباشرة في عينيها ، نظرته ديما قادرة تلامس روحها من الداخل .. كاتعري مشاعرها قدامه ..

بلا مايجاوبها عارفة انه ماشي بيخير .. حتى حاجة من هادشي اللي واقع مامخلي حالته توصل لبيخير ..

من موت الكابو مغذور قدام داره ، لولدهم اللي ماعارفينش حتال لايمتى غادي يتحمل.. و لا من علاقة جلال مع ايدر اللي زادت توترت و مشاكلهم وسط القطيع و بلا مانتكلموا على الحرب اللي غاتنوض بين جلال و شيري بعدما يتجاوزوا حزنهم على الكابو .. 

تنهدت ، موجة قلق كاتضربها من القادم .. ثم عنقاته ماعارفاش شكون فيهم كايطمن الآخر ..

فجأة ، قاطع لحظتهم رنين هاتف صوته بدا مفجع لريم ديك اللحظة و منين شافت جلال جط الهاتف على وذنه ، توقعات الخبر السيء المتعلق بولدهم جاء وقته ..

ملامح جلال اللي ماتغيرتش و هو كايتصنت زادت من قلقها و حيرتها ..

"" اشنو واقع ؟ "" سولات فور انتهاء مكالمته و هو كاينوش من مكانه دافعها برفق باش تنوض معاه ..

قبل تغرها قبلة صغيرة و هو كايعدل من ملابسه متجه للباب الخارجي و هو كايقول "" شيري سافرت لروسيا ، خاصني نتبعها ""
"" سافرت لروسيا ؟ اشنو مشات دير تما ؟ ماتقولش ليا هما اللي قتلوا الكابو ..؟ "" شهقت مع اخر استنتاج ليها و لكن ماتلقات حتى جواب .. جلال سبق و مشى ..

منين تلقى ايدر الخبر بدوره ، كان في متحف للسيارات القديمة كايقضي وقت مع نفسه بعيد على التوتر اللي داز منه هاد الشهرين الأخيرين .. من جهة أعماله اللي أهملها و من الجهة الاخرى شيري اللي حماقت وراء موت باها ..

ولات شاغلة بالو كل الوقت ، حاول بزاف يكون جنبها وسط هاد المحنة لكن ماسمحتش ليه .. ريحة الغضب و  النفور اللي كاتصدر منها كلما شافته كاتألمه ..

و ماشي غير هادشي ، بل سمحات لداك روس يرجع لحياتها ، يظل جنبها و يدعمها ..
الشيء اللي كانه هو اللي خاصو يديرو بعد اسبوعهم الرومانسي و اعترافاتهم لبعضهم ..

طلع نفس و حبسه في الداخل دياله فور ما تخيل صورة داك المتالي المستفز جنبها .. عضلات ذراعيه تصلبت و يده تكورت في قبضة تمنى لو لقى فين يخشيها .. وجه داك المتالي غايكون احسن سطح لذلك ..

كان غير اتصال من نوح و خرج كايجري و كايشتم .. بعد وقت قليل تلاقى الرجال في باحة خاصة بالطائرات الخاصة ..

جلال كايلقي في الأوامر من هنا و هنا و نوح و جهاد مشغولين جنبه بالاتصالات ..

"" اشنوا كاين في راس ديك الحمقة تاني ؟ "" جملة وحدة منه لفتت انتباه الرجال ب3 بعدما صاح بيها ..

جلال تجاهل وجوده تماما و بعد من محيطه ، هكا كان كايتصرف مدة طويلة هذه و ايدر ماتوقعش منه يوقف قدامه و يعطيه تقرير . هو بنفسه مابقاش رايق ليه ، عقله مامتفرغش ليه ، و ذئبه كايتأهب كلما تحسس قرب جلال .. ماكايتيقش فيه .. و عارف انها غير مسألة وقت .. و غايوحل معاه في شي صراع على السلطة..

"" عرفات باللي المافيا الروسية هي المتورطة في موت الكابو . "" بصق نوح بانزعاج كبير "" خبينا عليها لكن الملعونة عندها طرقها ، غاترون الخطة كاملة "" قال جملته بنبرة مزمجرة غاضبة و ركل حجرة كانت في طريقه بقوة ..

جهاد كان مراقب الوضع بهدوء ، هدوءه المخيف ..

"" ياك قلت ليكم ماتفلتش عينيكم عليها . "" صاح ايدر

"" شيري ماشي بنت صغيرة ، هي عارفة كيفاش تتفادا المراقبة ديالنا . على نسيتي هي علاياش قادا ؟ "" سأل نوح بنبرة ذات مغزى ..

خلات ايدر يهزز رأسه بشرود و عيونه غاضبتين سارحتين لذكرى فات عليها شهر و نصف ..
منين ضرباته الفيقة و هو وسط فراشه لصوت خطوات كاتسلل لجيهته ، كان متأهب في ديك اللحظة تماما باش يهاجم .. لكن صورة شيري قدام عينيه و ريحتها هدأت روع ذئبه .. واخا كانت هازة سلاح بين عينيه .. للمرة مانعرف يمكن الرابعة او الخامسة ..

كانت امراته يتبعها ، كانت ناوية تخطفه .. مارضخش لامرها عارفها في حالة جنون ، فين كان كايسحاب ليها ايدر هو اللي وراء موت باها ..
التوقيت كان سيء ، جد سيء ، عرفات بموت باها فور ما كشفت خيانة ايدر او كذوبه ..

قلة الحظ اللي ملازماه منين رجع للحياة حتال دابا ماشي طبيعية !

فكانت صدمة ليه ، لكن ماشي صدمة نييت منين شكات فيه هو الأول ..
حاول ديك اللحظة يهدنها ، الهالات السوداء تحت عينيها و الألم في نبرة صوتها حسيوه بالهزيمة ...

ماعمروا توقع يشوفها في ديك الحالة ، مقسوم ظهرها !

كان نجح يهدنها و يسحب السلاح من يدها .. استسلمت لعناقه و لدفئه .. و فوق فراشه غطاها و تسطح جنبها .. بكات و بكات حتى غمضات عينيها و مشات ..

و منين هو فاق اليوم الموالي مالقاهاش ..

خرج قلب عليها ، لقاها في دارها و معاها روس .. تما طرداته بوحشية مضاعفة و هدداته باش تقتله لو قرب من جيهتها .. شم منها الندم لضعفها قدامه الليلة اللي سبقت .. فقرر يعطيها وقتها .. لكن ديك الحالة مافتتهاش .. ماعمرها مابردات .. حرقة موت باها .. غيراتها تماما ..

"" دابا خاصنا نتبعوها و نتمناو نوصلوا قبل ماتوصل هي و دير شي حاجة نندموا عليها . هي بوحدها تما و المافيا عارفينها الكابو الجديدة ديال العشيرة--"" سكت نوح ماقادرش يكمل .. ماقادرش يتخيل خطورة الوضع ..

ايدر بدوره .. كان خايف .. لاول مرة بعد مدة طويلة ...  كان خايف ..

كانوا ايفارديث و إسلام و تغريد بالصغيرة بين يديها مجموعين حول مائدة العشاء ..

كانت تغريد ملاهية مع بنتها اللي كاتجر شعرها و كاتبع اللقمة من يد امها و كاتبغي تاخدها من يدها ، الصغيرة اصبحت اكتر نشاطا الآن .. كاتحرك يديها و رأسها .. و كاتبع الأصوات و الحركة كذلك ..

تغريد مافاتش على عينيها قوة ردود فعل مويرين مع الأشياء الخارجية بسبب حواسها القوية .. كلما مر الوقت و زادت تعرفت على تفاصيل صغيرتها كحارسة كاتبهر و تعجب من غرابتهم و مدى جماليتهم ..

كانت كاتضاحك صغيرتها منين سمعات كلام إسلام  اللي أثار اهتمامها "" ساحرة من الساحرات اللي في الجبل تواصلت معايا اليوم ""

"" جاو منهم شي شكاوي تاني ؟ "" سأل ايفارذيث بانزعاج في نبرته موجه للساحرات و مشاكلهم الغير منتهية ..

"" لا ، كانظن زيارتنا ليهم الشهر الفايت فكراتهم يدخلوا سوق ريوسهم . لكن وحدة منهم اتصلت بيا بالتخبية على باقي الساحرات اليوم ، قالت باللي هي مشوشة على واحد  الساحرة صديقة ليها ""

"" مشوشة على ساحرة اخرى ؟ اشنو المشكل ؟ " سأل ايفارذيث بفضول جدي خلاه يحط الشوكة اللي في يديه ..

"" قالت باللي صاحبتها اختفت بشكل غامض . و قالت باللي في الأول كانت مخبية في كوخها عندها واحد المدة ، لمحت باللي كانت حالتها غريبة بحال اذا خايفة و مخبية من شي احد ملاحقها . ""

"" و ماعرفتش من من هاربة ؟ "" تسائل الحارس بحواجب مقرونة بتشويش ..

"" ماعرفاتش ، ماعاودات ليها والو . قالت باللي اللي عارفاه هي انها كانت جايا لعندك بعدما نصحاتها تلجأ ليك انت تحميها .. ""

"" كانت جايا لعندي قلتي .. "" سرح الحارس و كأنه كايحقق بينه و بين نفسه في هاد اللغز ..

حسات تغريد ببطء اللقمة و هي دايزة  من حلقها .. كتتسائل واش هذه سالومي اللي كايتكلموا عليها ..

اذا كانت هي ، فراه وصل وقت المتاعب تاني ..

ظلت ساكتة و هادئة و هي غير كاتتصنت "" ااه ، سولتها علاش الساحرات الاخريات ماعارفينش و ان هادشي خاصو يبقى سري . جاوبتني باللي هي ساحرة مستقلة و مابقاتش كاتنتمي لمجموعتهم من مدة طويلة . فهمت من هضرتها ان علاقتها بيها علاقة صداقة سرية .. "" تردد اسلام قليلا ثم قال "" الساحرة هي سالومي ""

هز الحارس عينيه في عيون اسلام ، واضح انه وصل للاستنتاج قبل ما ينطقوا وسيطه ..

"" نطقات سميتها و سمعتيها "" قال الحارس بنبرة مشحونة و كأنه كايتسناه يقول لا ..

لكن نظرة اسلام اللي حاملة الجواب خيبات اماله .. تنهد و مسح طرف فمه بمنديل و رماه على المائدة هاربة ليه الشهية ..

أما تغريد فمبقى ليها لا صوت و لا حس .. ورطة نزلات فوق راسها تاني .. اشنو غادير لا سولوها .. ؟ هي اخر وحدة كانت معاها ..

"" اذا سالومي مارجعاتش حيت اختفت "" قال الحارس . 

و سكات بين الجميع .. و ديك اللحظة زوج من العيون توجهت ليها ..

احست بنفسها في فوهة بركان على وشك انه يفيض عليها .. تبسمت ابتسامة حاولت تهدن نفسها بيها لكنها بدات مشوهة .. عيون اسلام جرات فوق وجهها بطريقة علماتها ان كذوبها قدام هاد الراجل بالذات شيء مستحيل ..

"" تغريد ، اشنو قالت ليك ديك المرة بالتفصيل ، فاش هضرتوا "" سألها الحارس بلطف و حرص خلاها تزيد تتوتر ..

دارت حركة فين كاتبين انها كاتفكر ثم قالت "" والو ، غير عاودت ليها على مشكلتي مع الساحرة الاخرى بما انني اول مرة كنتلاقى بساحرة حية كليا ماشي غير روح .. و دردشنا دردشة بنات عادية . كانت كاتبان متوترة ماغاديش نكذب ""

"" و علاش غاتكذبي ؟ "" شقمها اسلام تحت عيونه المتفحصة . 

توسعت عيونها غير قليلا ثم تمالكت نفسها بالقول "" ماعرفت ، شوفوا انتوما اللي كاتشوفوا فيا بالاتهام في عينيكم ""

عتقاتها مويرين باصدار اصوات انزعاج كاتحذر بصياح قريب و هي توقف كاتسندها على كتفها و تربت على ظهرها بلطف و قالت "" غاندي مويرين تنعس ، سمحوا ليا ""
و فلتت بجلدها .. غير مؤقتا ..

تلاقات عيون الحارس و وسيطه ، و مرت بينهم محادثة استنتاجية سرية .. تغريد كاتكذب او كاتخبي شي حاجة .. فقال ايفارذيث "" ماتضغطش عليها . ضروري مايكون شي تفسير لسكاتها ""

عبس اسلام بشدة .. ماعارفش علاش كايشم ريحة ايدر في الموضوع ..

يمكن حيت .. هو اللي تغريد كاتفضل بطريقة ما تشارك معاه الأسرار ؟

منين طلعات تغريد للغرفة .. نعسات رضيعتها ثم دخلات في نوبة قلق و هي غادية جاية وسط الغرفة .. كاتفرق صباعها و هي كاتفكر تتصال بايدر يمكن هو يلهمها اشنو تقول .. حيت هي عارفة أن دوك الزوج التحت ماشراوش كذوبها نهائيا .

"" لا لا ، اسلام دابا غايطلع ، الى عيطت ليه غايحصلني .. ""

دخلات للحمام غسلت وجهها و فرشات اسنانها .. ثم دازت بدلات حوايجها لملابس مريحة و تخشات في سريرها . يمكن اذا اصطنعت النوم ماغاديش يبرزطها داك جهاز كشف الكذب اللي تزوجات بيه ..

و هادشي اللي كانت كاتظن .. لانه فور دخوله الغرفة ، حسات بحر عينيه عليها .. هي الاخرى ماتزحزحاتش من بلاصتها ..

حسات مر هلى الصغيرة طل عليها ثم دخل للحمام .. قضى دقائق صغيرة تما ثم نقص قبيته قبل مايطفي الضو و يتخشى حداها ..

ماعرفتش علاش قلبها خفق بشدة منين حسات بذراعه كاتحاوطها و تسحبها لصدره .. في عناق خلفي ...

قبل شعرها ثم خلا قبلة اخرى على عنقها .. استرخت قليلا فقط للمساته .. لانها عارفة اشمن استرتاتيجية كايستعمل دابا ..

كايطعمها بحنانه باش ترخى و من بعد يهجم ..

حسات براسها باغية تهرب في هاد اللحظة .. غير تهرب ..

لكن بما ان الهروب مستحيل الان ، دارت وسط ذراعيه و حاولت تسترخي حتى و تتصرف كيف موالفة تتصرف و رمات رجلها فوق رجليه بزوج .. كانوا كايبانوا غير شوية من ملامحه من الضو اللي جاي على برى ..

مدات يدها حطاتها على خده .. و شافت خط عينيه كاتشع شوية بشوية و كاتوهج وسط الظلام .. تبسمت لهاد المنظر في الظلام اللي فعلا ولا المفضل ليها ..

حست بيه كايقبل الآن كفها اللي حاطة على خده..

يمكن قبلة الكف ماكفاتهاش .. قربات لوجهه و قبلت تغره .. كان هو الاخر اكتر من مرحب لحبها ..

قبلها بشغف عمرو يسالي .. و ثواني من بعد .. كانت تغريد كاتظن انها لقات طريقة تلاهيه بيها ..

هادشي اللي كان كايسحاب ليها ..

بعيونه مشعة رغبة في الظلام شاف في وجهها .. عارفاه مزيان كايشوف تفاصيل وجهها بعيونه دقيقة الرؤية واخا في الظلام ..

كاتكره حقيقة انها مكشوفة ليه حتى في الظلام ..

"" مخبية شي حاجة ياك ؟ ""اخيرا  سول السؤال المشؤوم ..

"" اشنو غانخبي متلا  "" احسن طريقة في الدفاع هي الهجوم .. هكا فكرات و هي كاتكمل كلامها بشيء من العنف في نبرتها "" اشنو زعما كاتلمح باللي انا اللي خطفتها و خفيتها من الوجود ؟  ""

"" انا عارفك غير كاتحصلي كاتبداي تbitchي باش تفكي راسك ، ماشي معايا راني عارفك اكتر من كف يدي اتغريدة "" قال بنبرة هادئة و واثقة ..

سكتت حايرة بالفعل اشنو تقول .. كاتحس باللي هي محاصرة من جميع الجهات .. "" ماشي انت اللي خطفتيها ، و ماشي انت اخفيتيها من الوجود ، انت الحبيبة ديالي ماتقدريش تآذي نملة صغيرة ""

كلامه و صوته الهادئ خاصه يهدن من روعها .. لكن تأثيره كان معاكس تماما ..

لو فقط عرف ان مراته اللي كايقول عليها ماتآديش نملة في الحقيقة قتلات راجل و وكلاته لذئب جيعان وسط الغابة ..

""  سالومي كانت هنا في ليلة عرس داك الذئب . و داك الذئب كان جاء للفيلا قبل مننا كاملين ، في الوقت اللي كنتي هنا انت و سالومي و الذئب . واش في نظرك صدفة ان انها اختفت في الوقت اللي حضر ايدر ؟ واش شيء طبيعي اتغريد انك تبعيه في حالة جد متوترة ، انت عاقلة ديك الليلة كيف كنتي ياك .. ؟ ""

سكتات تغريد ، اشنو عندها ماتقول .. ؟

تنهد ، قبل جبينها ، ثم ضمها و قال "" ماشي ضروري تجاوبيني دابا . انا كانتيق فيك اتغريد ، و كانتيق انك عارفة حياة ديك الساحرة بين يديك ، اذا كنتي عارفة شي حاجة ... فانت عارفة اشنو هو التصرف الصحيح .. ""

هي عارفة انها لاحت سالومي بين يدين الذئاب بلا رحمة و بلا قصد كذلك ، عارفة انها تصرفت تصرف خاطئ حطها امرأة اخرى في الخطر ..

لكنها متأكدة انها بيخير دابا ، كيفاش غاتفهمهم ان سالومي في امان ، كيفاش تخليهم يتيقوا في ايدر كيفما تايقة فيه هي ؟

ماعمرها ماحسات براسها بين المطرقة و السندان اكتر من هاد اللحظة هذه ..

صوت همس هرس نعاس إسلام ، ناض كايحك عينيه و شعل الاباجورة جنبه ، طل على الساعة ، لقاها في تمام الثالثة و الربع ..
تبع صوت الهمس لقاه صادر تغريد جنبه ..

قرب منها لقاها عارقانة ، كاتلوح برأسها من جنب لجنب بإنزعاج كبير ، واحد من كوابيسها ..

ماعرفش اشنو وقع لأنها مدة باش مابقاتش كاتشوف كوابيس ... واش اللي وقع الليلة السابقة هو اللي فيقهم تاني .. ؟

احس بالشفقة تجاهها ..

رفع جسده و جلس داير لجهتها .. و قبل مايمد يده ليها يفيقيها سمعها همست "" تستاهل الموت ... تستاهل هادشي لي غاندير ليك ... ""

احس بقشعريرة وقت شعر جسمه كامل .. بدت ليه و كأن شيطان مستحوذ عليها ..

احس بانه لازم يشوف هاد الكوابيس ، خاصوا يعرف اشنو في عقلها ..

لازم يعرف اشنو مخبية ..

ناض بحرص شديد خيم بجسده امام جسدها المسطح  ، مد يده قدامه و غمض عينيه ، استحضر واحد من الحيل اللي علمه الحارس باش يقدر يشوف رؤى في فرص بحال هذه ..

بتركيز شديد ، حول طاقته لرأس اصبعه السبابة ..

توهج غير طارف اصبعه بلون متوهج بحال عينيه و من تم فتح عينيه بعنف و قوة انطلق منهم توهج كيف البرق وسط الظلام ..

نزل طارف سبابته المتوهج بسرعة و لطف و حطهم وسط جبينها ، فورما لمسحها .. الشعلة في سبابته مرت لجبينها و تنشرت حول بشرة وجهها في توهج جد خفيف .. ففتحت عينيها على وسعهم بشكل مفاجئ و خدات عينيها شكل متوهج .. و هنا فين اسلام غاب على الوعي .. دخل في حالة فين ولا بحال اذا كايحلم حتى هو ..

مشارك تغريد حلمها ..

و شاف اشنو كانت كاتشوف .. تغريد في الغابة .. في حالة شافها عليها من قبل في فيديوها اللي صورات .. كانت جارا وراها جسد  راجل .. جسده تشنج و احس بالقشعريرة من وحشية المنظر ..
كرش الراجل محلولة و مازال حي ، جاراه من رجلو و كاتردد تستاهل هادشي اللي غاندير ليك .. عيونها ميتة .. كانت ميتة .. في اعلى التلة بان ذئب مهول كامل السواد واقف بهيبة كايتسنى .. حتى وصلات لعنده و رمات الرجل كايغوت طالب الرحمة تحت رجليه .. و وقفت تما .. كاتشوف فيه كايقطع لحمه كايفترس فيه .. و هي بقات غير تما واقفة .. كاتردد نفس الكلام ..
احس اسلام بحال اذا هو ذات تالتة داخلة في الحلم .. كان كايراقب اللي واقع من بعيد قليلا لكن من وجهة نظره هو .. كان كايحس .. كان فعلا كايحس بمدى بشاعة داكشي اللي كان واقع .. كايراقب بعيون متوسعة و قلب خافق .. و خوف .. فجأة دارت عنده تغريد .. عيونها متغيرة .. ماشي ديك الشوفة المألوفة ديال الشابة اللي كايبغي .. كانت شوفتها شرانية و مريضة .. ابتسمت في وجهه ابتسامة مشوهة اثارت نفوره و قالت بفحيح سام "" مازال كتسائل الساحرة اشنو وقع ليها حتى هي ؟ ""

فجأة تبخرت الصورة ، فاقت تغريد شاهقة و إسلام رجع لوعيه ..

كاع داك التوهج انطفأ.. و ظل جالس في مكانه في صدمة .. صدمة كبيرة وقفت عقله من قدرة التفكير ..

وفي الظلام .. سمع بكاها .. لكن مالقاش في نفسه قوة لا جسدية و لا نفسية باش يقرب منها ..

ارتمى فوق السرير جنبها باستسلام  .. و غمض عينيه ...

بعد مرور 36 ساعة ..

ايدر و بقية الرجال كانوا في طريقهم للمكان اللي عرفوا ان شيري غاتلاقى فيه برئيس العصابة الروسية ..

كانوا كلهم على حافة الغضب بحيت كلهم ساكتين .. منزعجين من اندفاعية شيري و الطريقة باش حاطة راسها في عرض الخطر ..

المرأة غادية لموتها برجليها ، عاميها لغضب للحد فين مشات للبلاصة في امروا غايتلاقاوها .. بوحدها ..

هي عارفة مزيان ان هذا فخ .. هي عارفة ..

وقفوا الرجال بالسيارة في مساحة خالية . ما كانو غير ب4 بيهم .. ماكانوش باغيين يثيروا الانتباه ..

كل واحد هز سلاحه المفضل معاه.. و ايدر ؟ ماكان هاز غير باندا كايجمع بيها شعره ..

"" الديبو مابعيدش من هنا ، خفضوا اصواتكم و عرفوا فين كاتعفطوا "" كان جلال بصوته العميق كايحذر البقية ..

لا الظلام و لا البرد السام أثر فيهم .. تمشاو بالمحاذاة ببعضهم .. و وقفوا فورما لمحوا الأضواء المبعوثة من داخل الديبو .. سيارة شيري كانت على برى بالمحاداة مع سيارات اخرى .. كل واحد فيهم مشط المكان بعينيه او على الأقل خذا فكرة على الوضع من برى كيف داير ...

كانوا زوج رجال ملثمين قدام الباب مسلحين .. و اللور .. كان باين غير واحد لكن كان واضح ان زميله من الجهة الاخرى ..

"" انا و ايدر غادي ناخدو القدام ، انت و نوح غاتطيروا باللي اللور.. "" همس جهاد ..

بشكل سلس تفارقوا .. و تسللوا بمهارة الذئب اللي هما عليه ..

بمسدس صامت صوب نوح على واحد من الحراس اللي على برى طاح ..
هذاك اللي في الجنب الآخر ماعاق بسقوط رفيقه حتى وصل ليه جلال من اللور و فرغ السلاح في رأسه من اللور ..

ايدر و جهاد ما استعلوش الاسلحة .. تسللوا في الظلام حتى وصلوا لوراء السيارات  اللي كانوا اقرب نقطة ممكن يتخباوا فيها .. و ماحسبوا غير حتال 3 منين نقزوا بزوج كل واحد شد الاخر ساد ليه فمه .. جهاد استعمل خفة يده مع الخنجر و فتح حلقه رماه على الارض .. و ايدر .. غير لوى عنقه ..

ساس يديه قدام ابتسامة جهاد الجانبية منين رمى بالجثة على جنب .. التحقوا بيهم جلال و نوح بعدما تطمنوا من الوضع على برى قال ايدر "" تفكروا ، ذيابكم يبقاوا محكومين الداخل ، كاتفهموا اللغة باش كانهضر دابا ؟ ""

كل واحد قلب عينيه في جهة .. لكن تحركوا كايتبعوا الاصوات منين صادرة بقوة  .. وراء واحد النافذة مسدودة بالقصدير سمعوا ضحك من حناجر رجولية .. طل جلال من خلال ثقوب صغيرة قدر يشوف رئيس العصابة الروسية و شي عدد ماشي كبير من رجاله جالسين حول طاولة .. هو على رأسها .. و الرأس الاخر .. كانت عليه شيري ..

ماكانتش مشاركة الرجال ضحكهم .. بل ملامحهها هي هي كيفكا كانت عليهم لهاد الشهرين كاملة .. جامدة بلا حياة ..

بعد جلال كايحس بالتوتر من هادشي .. وجه شيري ماكايبشرش بالخير ..

دفعه ايدر و طل حتى هو .. مشط الوضع بعينيه .. ثم حاول يحط نيفه على الثقب كايحاول غير يشم احاسيس شيري .. ماقدرس بميز .. ريحة الصدأ وضرات حاسة الشم في نيفه كيف دايرة ..

"" كيفاش غانداهمهم هما فايتينا بالعدد "" قال نوح ..

"" خاصنا نسربيوا .. وجه شيري ماكايبشرش بالخير .. من هنا كاتبان ليا كاتخمم دير شي مصيبة "" زمجر جلال . 

ماجا فين يسالي جملته حتى طار ايدر لقدام الباب تاني تبعوا الرجال ب4 .. و يالله كان غاينطق بشي خطة فكر فيها في ديك التانية ..

سمعوا صوت شيري كاتقاطع كلام الرئيس بالقول بالأيطالية و نبرة ميتة "" عييت مانحاول نفهمكم اش كاتقولوا .. و لكن مافهمتش ، خسارة كنت نيت باغية ندير معاكم ندخل معاكم في الصفقة "" كانوا دخلوا الرجال مسرعين وشافوا شيري بلا انذار جبدات سلاح جد صغير من صدرها و صوباتو نحو رأس الرئيس .. ديك اللحظة طاح راسه على الطاولة بلا حركة ..

رد فعل الرجال اللي معاه كان سريع جبدوا اسلحتهم بدا يطلقوا .. لكن ماشي اسرع من حركة ايدر بحيت نقز في الهواء مزمجر و طاح فوق زوج من اقرب الرجال لشيري بهيئة الذئب و بدا يمزق فيهم بوحشية .. جلال كان ليه نفس رد الفعل ... حل نوح عينيه في جهاد اللي كان كايتبسم ابتسامة جانبية و قال ليه "" غريب ، الآلفا اصلا ماكايفهمش اللغة اللي هو كايهضر بيها ""

ضحك جهاد بلمعة شرانية في عينيه ثم نقز متحول على راجل كان هارب نحو الباب .. اما نوح .. فتولى شيري .. اللي كانت بطريقة ما تعزلات تحت ادرج حديدية .. و ضمت جسدها كاترتعش بالصدمة  الخوف ..

نوضها جرها رغم انه ماكانش باين عليها واعية بشكون معاها . 

ضمها نوح باحساس شفقة و حزن عليها .. قدامهم بزاف التفسيرات يقدموا ليها ، و التوقيت ماشي مناسب نهائيا ..

الفصل الثامن و العشرين :


ماعرفتش شيري شحال داز ديال الوقت و هي في هاد الغرفة  في الأوطيل .. ماعارفاش حتى كيفاش وصلات لهاد الفراش..

ماقادراش تفرز  باش كاتحس ، و لا حتى واش هي في العالم الواقعي اللي كاتعرف او وحلات في شي عالم موازي فين المنطق غير موجود ..

كولشي كايبان خيال ، كولشي كايبان بحال شي كابوس مزعج ..

الرجال ، هادوك الرجال اللي عاشت حياتها كلها معاهم ، تحولوا قدام مرآها لحيوانات مفترسة ..

ناضت وقفات من بلاصتها بشكل مفاجئ ، عينيها متعلقة بالباب قدامها . أصواتهم على برى كاتسمعهم من المكان في واقفة ، كايتناقشوا بأصوات مكبوتة بحال اذا ماباغينش يسمعوها ..

هي خاصها تفسير ، بل خاصها تتأكد ان اللي وقع كان مجرد خيال ..

تقدمت للباب بدون تردد و فتحاته ، عيون الرجال الواسعة كلهم تعلقت فيها هي و افواههم تسدت .. كاع داك الهمس العنيف اللي كان من قبل تقلب لسكات ..

دوزات عينيها بينهم كاملين ، كلهم كايشوفوا فيها بحذر ، بحال اذا كايتسناوا اشنو غادير ..

وقف ايدر ، كان متقدم ليها منين وقف قدامو روس .. دفعو بيده على صدره و فكه متصلب في تعبير مهدد و مطالب بالتراجع ..

ايدر رمى بنظرة تجاه شيري المتسمرة في مكانها ثم لانت اللمعة الخطيرة في عينيه .. ثم دار اغرب شيء ... تراجع ..

تبسم روس في وجهها بلطف و قرب منها "" فقتي ؟ "" قال بنبرة متعاطفة ثم مد يده داعب خدها . 

فقتي ؟ على هي كانت ناعسة ..؟ حسات بعقلها متشوش ..

لكن فتحت فمها و خرج صوتها مكسر "" ايمتى وصلتي ؟ ""

""ماشي بزاف "" قال و هو كايستعمل لغة جسده باش تسترخى .. كانت كاتبان خايفة و متشنجة و ماشي تلى راحتها ..

بطبيعة الحال ماكانش كايتوقع روس هادشي ، المرأة غير البارح كانت في قبضة المافيا الروسية كاتحاول تنتقم لموت باها و هي وحيدة بين ذئاب ماكرة ماكاتعرف رحمة ..

"" انا ماعارفش فين مشات شيري الذكية اللي كاتضرب الف تخميمة قبلما تتصرف ، انت خاطرتي بحياتك و مستقبل العشيرة البارح انت عارفة هادشي ""

تنهدت بتعب و دوزت يد على نصف وجهها كاتمسح عليه و هززت راسها "" عارفة ""

"" و عارفة باللي كابو كان غايكون معصب منك دابا ، ياك ؟ ""

عينيها عاودت طاحت على كل فرد من الرجال تما .. عينيها كاندوز على وجه كل واحد بوحده ..

كلهم كايشوفوا فيها بواحد التعاطف غريب . اشنو كايحاولوا يقولوا ليها بعينيهم ؟ ركزت اكتر في اوجاههم و ملامحهم اللي زادت وحشية .. و لاحظت شيء .. و كأن قاسم مشترك مجهول و غامض كايجمعهم ..

كايتشاركوا نفس الطول الفارع ، أجسادهم الضخمة بشكل متكافئ و حرارتهم العالية بلا مايكونوا أصلا مراض  . الوقفة المتصلبة و النفس الثقيل العالي الصادر من صدورهم . شعر اجسادهم الكثيف  و عيونهم اللي نظرتهم متغيرة ، اللي مابقاتش حاملة الليونة البشرية .. و كأن روح شريرة كاتطل عليها من داخلهم من خلال عينيهم ..

روح عظيمة قوية ، كاتعرف المكر .. كاتعرف تتغلغل في اعماقهم و تبت الرعب في الدواخل ..
كاتحسسك بالخطورة بلا حتى مايتكلموا او يتصرفوا ..

ماعرفتش كيفاش فاتها هادشي ، بطبيعة الحال الخيوط بدات تتجمع ببعضها دابا ..

رجوعهم من الموت بشكل مفاجئ مختلفين الأشكال ، غموض غيابهم و تسترهم على بزاف الشكوكات .. صدف اجتماعههم بايدر بشكل غامض .. و شبههم بشكله ..

و اخيرا ، غموض ايدر بحد ذاته ..

بلعت ريقها و عيونها بدات تتوسع و تتنبه بإدراك ..  لاحظت كيفاش عيونهم مازال متعلقة فيها ، و انيفهم كاتتوسع بشكل غريب و كانهم كايشموا شي روايح ماقادراش هي تفرزها ..

تقدم نوح لكنها ماكانتش مستعدة نهائيا لحتى نقاش معاهم .. بل مامقادرتش حتى تشوف في وجاههم ..

بسرعة شدات ذراع روس و قالت "" بغيت نمشي من هنا ""

تراجع نوح .. و حتى واحد من باقي الرجال ماتقدم او قال شي كلمة ..

روس الوحيد اللي هزز رأسه بلطف و جرها معاه ..

إسلام كايتفاداها ..

تأكدت دابا بعدما مر اليوم الثالث باش سافر للجبل فين مستوطنين الساحرات باش يحقق في غياب سالومي مع ديك الساحرة ..
مازال داك الحلم بين عينيها ، ماشي بشاعته اللي كاتفزع قلبها ، بل وجود إسلام تما ..
أول مرة كايكون جزء من العالم البشع اللي كايسرقها مرة مرة . و شحال كان وجوده تما حقيقي ، شحال بانت تعابيره المحاكمة حقيقية . لحد الآن مازال ديك الغصة اللي فاقت بيها بديك الليلة في حلقها ..
علاش كاينتابها شعور ان إسلام عاق بيها ، بل عارف اشنو دارت لداك الراجل في الغابة و حتى لسالومي . هادشي ماشي منطقي ، و لكن فعلا هاد المرة  شي حاجة ماشي هي هاديك في الجو بيناتهم مسوداه ..
ماكانش كايقطع اتصالتها ، فقط ماكانش كايجاوب ..

عبرت على قلقها للحارس لكن بابتسامة عطوفة قال ليها غير مشغول ماتشغليش بالك عليه ..

لكن ماريحهاش ، هاد الزوج عايقين بكذوبها و حقيقة انهم اصلا شاكين ، كاتقلب معدتها في قلق و خوف غير محتملين ..

عيطات لايدر ، لكن الآخر ماكايجاوبش .. فجلست في غرفتها ، ساجنة نفسها قرب بنتها .. كادير اصعب شيء ممكن يديرو شي شخص في حالة قلق ... الإنتظار ..


بحلول اليوم التالي ، تغريد عيات من انها تبقى جالسة و تتسنى اش غايوقع .. قررات تمشي تشوف ايدر علاش غابر حتى هو ..
فاقت بكري و قالت للحارس باللي غاتقضي اليوم بكامله مع آلاء ، استغرب و سواها علاش ماتجيش الاء و الصغيرة عندهم لكن كذبات بخصوص انهم بغاوا يزوروا  بعض الاماكن مع بعضهم ..
هزز رأسه لكن ماقتانعش .. و هي مابقاتش تما كاتكبر كذبتها .. هزت بنتها و خرجات بالسيارة ..
ماوقفات حتال باب آلاء اللي كانت اصلا عيطات ليها و سولاتها واش تقدر تقابل ليها الصغيرة لليوم ..
"" ااه اااه ، بالفرحة عليا "" قالت الاء و هي كتاخد من عندها الرضيعة من قدام الباب "" و لكن واش كاين شي مشكل ؟ وجهك كايبان اصفر.. ""

تنهدت تغريد بدون ماتقدر تتخلص من الحمل اللي على صدرها و قالت "" غير شي مشاكل و صافي . عافاك ردي البال ليها حتى نرجع ، هذا ساكها راه فيه كولشي ، و اذا وقعات اي حاجة ، عيطي ليا ، واخا ""
"" ماتهزي هم ، قضي حوايجك على خاطرك "" جاوبت الاء و هي كتاخد الساك باليد الاخرى .. و راقبت تغريد حتى انصرفت بسرعة لسيارتها و قلعات بسرعة ..

تنهدت الاء بشيء من القلق و حذرات عينيها للصغيرة و تبسمت فورا و لاعبت الصغيرة بصوت طفولي خلا مويرين تتجاوب  بابتسامة صغيرة خالية من الأسنان كاتغرق القلب باللطافة ..

دخلات و سدات الباب وراها و طلعات للغرفة .. وسط السرير ديالها حطات مويرين تماما الى جنب صغيرتها أولوين .. و تبسمت للمنظر الملاكين قدامها و بديك الابتسامة المغرمة دارت كاتشوف في طه ولدها اللي كان ملازم اخته حاضيها في غياب امه للثواني .. اللي ناض و داز من جهة اخته لجهة مويرين و تحنى قبلها بلطف ثم بادل امه بضحكة شقية ..

"" شكون دق في هاد الصباح ؟ "" كان صوت زين و هو داخل كايمسح شعره المبلل بفوطة و لابس بينوار ..

دارت عندو آلاء بابتسامة واسعة و بعدت قليلا من مجال رؤيته باش تسمح ليه يشوف ..

فرفع حواجبه منين شاف القد الصغير اللي جنب صغيرته .. "" عندنا ضيفة اليوم "" قالت آلاء بنبرة مسرورة ..

لاح الفوطة من يده و قرب من السرير، شوية بشوية كايبانو ليه يديها مرتفعين في الهواء كاتلاعب الخواء ، ثم منين جلس جنب بنته في السرير .. بان ليه وجه الصغيرة الاخرى ..

تبسمت الاء و هي كاتشوف خطوط عينيه كاتعمق و كاتبان ، ثم ابتسم ..
مد يديه و هزها بين يديه ثم رفع وجهه لمراته مبتسم ابتسامة جانبية و قال " " كاتبان بحال اذا اخت روح من كرش وحدة ""

هززات الاء راسها موافقاه الرأي و كاتجر طه تحت ذراعها ، هو الاخر مبهور بضيفتهم و بمدى شبهها باخته ..

راقبوا بزوج زين العابدين كايخشي يده تحت صغيرته و ضمها بذراعه جارها لصدره جنب مويرين .. باش يشوفو فيهم بزوجات كايتفوهوا و يحركوا يديهم و رجليهم في امزجة مسترخية و كسولة ..

بقى يرمش عينيه بين الاثنتين ثم رفع وجهه لمراته و قال مازح "" مابتيناش فيها بنت داك -- ""

"" زين العابدين "" حذراته الاء و ماكلملش . بل احنى وجهه كايقبل الصغيرتين بحدى و قال "" كون غير ولدنا تويميات .. تصوري كون فعلا ولدنا تويميات .. غير شوفي فيهم ""

ضحكات الاء موافقاه ، لكن ماكاتمناش الامر فعلا ،لانه كان غايكون صعب ..

"" بصراحة ، ربيت على مويرين الكبدة ، كانحس بيها حتى هي بنتي . انت ماعمرك شفتيها من غير شي مرة ""

"" غايخصها تبقى تجي ا الاء "" قال لمراته بنبرة جدية خلاتها ترفع راسها كاتضحك و بعدها قالت بعيون متوسعة بالحماس "" اااه ، شوف شكون اللي بدا تلجه كايدوب .. ""

بابتسامة جانبية سمجة جاوبها "" هضرنا في هادشي من قبل ، انا فهمت التشوش النفسي و العقلي اللي كبرتي فيه و انت ماعارفة والو على حقيقتك . مابغيتش بنتي تكبر هكاك حتى هي ، بغيتها تكون عارفة شكون هي و اشنو هي ، اصولها و حقيقتها ، بغيتها تكبر بين ناس مشاركينها نفس الظروف ، غاتستمد منهم قوة و غادي تحس بأنها طبيعية بينهم .. انا كانتخيل وضع بنتنا غايكون احسن هكا ""

"" اوووه "" قالت الاء بنبرة و كأنها مازال كل دقيقة كاتوقع في غرام زوجها ثم مالت قبلت خده "" انا فخورة بيك منين بديتي تفكر في مصلحة بنتك قبل ""

"" ااه ، قابل نخلي بنتي تمشي و تجي عند داك الحارس ، لكن مازال ماقابلش بنتي تكون لداك الابيض ""

قلبات عينيها ثم قالت بانزعاج "" غادي يخصك تحبس بهاد النعوت ديال ابيض و مانعرف ، هذه عنصرية و مراتك و بنتك حتى هما بيضات .. sooooo ""

ضحك قليلا و قال "" انت عارفاني ماقاصدهاش بديك الطريقة ، وزايدون هادشي بجانب الpoint .. بنتي ماغاتكونش ليه ""

"" ماشي حنا اللي غانحددوا هادشي "" قالت تحت نيوفها لكن سمعها ..

"" حنا اللي غانحددوا مصير بنتنا مهما وقع ، و اذا عاودتي لمحتي باللي انت قابلة ببنتنا تكون مع راجل شرف حتى من باها غانتراجع في كلمتي و ماغادية تمشي عند احد ""

"" صافي صافي "" قالت "" غير تهدن ""

""شوف شادين يدين بعضياتهم "" قال طه اللي كان كايداعب الصغيرتين وقت نقاش الاء و زين ..

ضحكوا الزوجين كايشوفوا في اصابعهم البيضاء الصغيرة متلاحمة ببعضها و كل وحدة كاتجر يد الاخرى لعندها و قال زين ""هاد الزوجات غايكونوا ثنائي المتاعب ، انا قادر نشوف هادشي من دابا ""

بعد ساعات ، وقفات سيارة تغريد قدام فيلا إيدر ..

لقاتو هو الاخر يالله كان غايركب عربته كون ماوقفه رؤيته ليها ..

رجع سد بابو و تقدم نحو تغريد اللي مازالة في السيارة ، عبوسه كايزيد عمقا كلما قرب .. حتى فتح باب سبارتها و وقف تما كايشوف فيها ، واضح مزيان انه شام قلقها و خوفها ..

ماكانشهو الاخر في مزاجه الطبيعي ، بل كان معبس و هادئ و كان سابق و طبقه عامر بما يقلقه هو ..

"" آش وقع ؟ "" هادشي اللي قال رغم انه مدة باش ماتشاوفوش ..

خرجات من السيارة سدات بابها و قدام عينيه خدات نفس قبلما تنطق "" أسلام و الحارس كايبحتوا وراء غياب سالومي ، فين هي ؟ ""

"" كايبحثوا ؟! "" عاود بنبرة متسائلة "" علاش ؟ " 

"" شي ساحرة كاتعرفها بلغت بغيابها . الوضع خطير ا ايدر ، اسلام و الحارس  عارفين ان سالومي قبلما تختفي كانت معايا انا ، ثم بنتي انت شوية قبلما يجيوا هما من العرس ديك الليلة . أسلام وضح ليا باللي هو شاك باللي انا وياك عندنا يد في الموضوع ""

"" و علاش شاك فيا انا و ياك  ؟ هادشي ماعندو معنى "" صاح ايدر بصوت اعلى قليلا ..

"" انا ديك الليلة كنت متوترة "" قالت برجفة في نبرتها "" تبعتك بلا مانقول ليه شي حاجة ، كان واضح باللي وقعات شي مصيبة ""

تمشى بخطوتين مبعد بيد على جنبه و الاخرى كايدفع بيها شعره للأعلى ، هادشي الي كان ناقصه ..

رجع قرب من تغريد و قال بعدما حط يديه على كتافها "" ماتخافيش ، ماعندهم حتى دليل ، ماغادي بوصلوا لحتى حاجة . سالومي هي مع جهاد في داره ، مات الكابو ديالهم شي شهرين هذه و كان عندها فرصة تهرب بعدما تلاهى مع مشاكل العشبرة ديالهم ، لكن مادارتهاش ، يمكن هي مرتاحة دابا و اقتنعت باش تبقى معاه ، غانقنعوا يخليها ترجع تبان باش يتحل هاد المشكل . ماكاين لاش تهزي هاد الهم كامل ، شوفي حالتك كيفاش جاياني ، علاش سقتي حتال لهنا كنتي غير تعيطي ""

"" ماكاتجاوبش اتصالاتك ، فين كنتي غابر هاد المدة كاملة تاني  "" صاحت بانزعاج و غضب ..

مسح على جبينه بعدما تنهد و قال بنبرة منهزمة "" عندي شي مشاكل مع شيري ، كاتدوز من ظروف صعيبة هاد الساعة و قاسحة الراس مامخليانيش نقرب منها و لا نشرح ليها سوء الفهم اللي بيناتنا . في الحقيقة .. ""  هز عينيه قدامها و بحذر اكمل "" تحولت قدامها انا و الدراري ""

"" اشنو ؟ "" شهقت تغريد .. "" اشنو درتوا واش حماقيتوا ؟ ""

"" ششش "" سد فمها "" زيدي قدامي نكملوا الهضرة الداخل ""

-----

"" و هادشي اللي واقع دابا "" قال ايدر و طفى سيجارته في الطفاية ..

شدت تغريد راسها و خللات أصباعها بين شعرها راغبة بشدة تنتفه من فروتها .. مامتيقاش ان الوضع غير ما زايد و كايتعقد ..

ايدر عاد دابا اعترف باللي كلاو عرام ديال الرجال الروسيين قدام امرأة ماكانت عندها حتى فكرة على وجود مستذئبين في هاد العالم ..

المراة اللي دابا بعيدة عليهم ماعارفينش اشنو غادير منين تفيق من صدمتها ..

"" ايدر "" قالت بلا كاتهز راسها .. لكن قاطعها "" حتى احد كاشافنا و نظفنا الدنيا قبل مانرجعوا . و شيري ماغاديش تفضحنا ، انا متأكد ""

هزات راسها هاد المرة كاتصيح باسمه "" ايدر .. راك غير مازايد كاتغرق فينا ، انا حاسة ، حاسة باللي هادشي ماغاديش يخرج عاقبتنا على خير .. "" وقفات كاتمشى بتوتر نحو نافذة الشرفة  "" سلامة نفسي ، علاقتي بإسلام ، مستقبل بنتي و استقرارها ، حياة ابرياء و حياة ناس كتار .. كولشي هادشي في خطر ا ايدر .. "" دارت لعنده و صاحت بجنون موجهة ليه اصبع الاتهام "" كواشي في خطر باش تبني قطيع غير قانوني ، علاش ماعمرك سمعتيني ، شوف لفين غانوصلوا كاملين .. ""

كان في لمحة بصر قدامها كايهزز جسدها بخشونة غير مضرة و قال بجدية و نبرة صارمة "" اش واقع ليك تاني ، جمعي شتات نفسك اتغريد ، ماوصلناش حتال لهنا باش تعاودي تنهاري تاني . تفكري باللي قلت ليك غانحميك ، اذا فعلا تفضح كولشي ، كوني اكيدة غاتكوني انت برى هادشي .. ""

خلات دموعها تهرب .. بل و بدات تبكي بصوت عالي و مالت برأسها على كتفه ""حلمت بنفس الكابوس ا ايدر ،  و لكن هاد المرة كان اسلام تما .. كان كايشوف فيا بعينيه ، كان خايب اماله فيا ، كان بعيد عليا ، كان عايف مني ا ايدر ، انا رميت بداك الراجل تحت رجليك قدام عينيه ... في داك الكابوس اسلام شاف كولشي .. و من تما و هو كايتجاهلني و كايتفاداني .. انا حاسة بشي حاجة واقعة و لكن مافاهماش ، حاسة براسي غانفقد اعصابي ا ايدر .. عاونني ""

جرها كن كتافها كايبعدها شوية بشوية حتى تلاقات عيونهم .. لكن انقبض صدرها منين شافت عيونه المتوسعة قليلا ، بقلب خافق قالت "" اشنو  ؟""

"" قلتي اسلام حضر في حلمك ؟! "" سألها بحذر و تنبه . فهززت رأسها "" ااه ، اشنو-- ""

قاطعها  "" اول مرة كاتوقع ؟ "" هززات رأسها من جديد .. فحط يده على فمه و عبس بتفكير كايقول "" ممكن إسلام يدير هكا ؟ ""

"" اشنو يدير ؟ "" دفعاته تغريد و هي كاتصيح بالقول ..

دار لعندها و مباشرة و هو كايشوف في عينيها قال "" احتمال ان اسلام استعمل قدراته باش يدخل حلمك .. ""

شهقت تغريد .. و بعدها ماعرفتش علاش داك السواد هاجم رؤيتها ماحسات غير بذراعين دافئين تلقفوها و بعدها مابقات حسات بوالو ..

أحست برجفة بسائر جسمها قبلما ماتسترجع وعيها و تفيق ..

أول ماطاحت عينيها كانو هما عيون لوزية الشكل واسعة كاتقطر عسل ..

ريم .. تبسمت بملامحها اللينة و اللطيفة لوجه تغريد الشاحب و عاونتها حتى اعتدلت في جلستها "" بيخير دابا ؟ ""

هززات تغريد راسها .. حاولت تبلع ريقها لكن لقا حلقنا ناشف .. فطلبت من ريم الماء و اللي كانت سريعة باش تمدو ليها م جنب السرير ..

شربت تغريد و مدات ليها الكأس ، الماء رجع فيها الروح .. قدرات تحرك عينيها في الغرفة و ترد البال باللي حاضرين ناس آخرين في الغرفة ..

سالومي كامت جالسة على كرسي قريب من السرير كاتمرجح بهدوء و ليلين واقفة عند الباب مربعة يديها ..

"" ياكما حاملة ؟ "" كانت ليلين كاتقول بنبرة ساخرة . فدارت عندها ريم و احدجتها بنظرة مؤنبة ..

تجاهلت تغريد تعليق ليلين .. و دارت لجهة سالومي ، تفكرت اشنو دارت معاها و حست بالأسف تجاهها "" كانعتذر بزاف من اللي درت ، كان تصرفي اناني و ماشي صحيح نهائيا ""

"" انا كانقدر اعترافك بهادشي . "" قالت سالومي بهدوء "" لكن حتى حاجة ماغاتغير ""

"" انا مستعدة نخرجك من هنا كيفما دخلتك .. "" قالت تغريد بدون ماتفكر لكن فعلا كانت مستعدة تغامر ..

"" اشنو غاديري ؟ غادي تتحداي جهاد ؟ "" قالت سالومي ساخرة ..

سكتت تغريد ، فهمت قصدها ، جهاد راجل مجنون و ماكاتظنش واش ممكن تلعب مع واحد بحاله ..

ناضت سالومي من بلاصتها و جلست من الجهة الاخرى من السرير و قالت "" انا عارفاك شخص مزيان اتغريد و عارفة ان نواياك حسنة . في الحقيقة انا كانشكرك حيت درتي اللي درتيه.. انا ممنونة لحقيقة وجودك تما باش تحبسيني من انني نعاود كولشي للحارس ، كان غايوقع شيء خايب كنت غانندم عليه الباقي من حياتي .. هذاك الراجل ممكن ياكلني و لكن راه جزء مهم من حياتي و هادشي عمره غايتبدل ""

كلام سالومي ريحها ، و كانه ثقل و انزاح على صدرها ..

"" لحد دابا مافهمتش كيفاش ذئب تورط مع ساحرة ، ماغاتعاوديش ليا قصتك معاه ؟ شهرين و انا كانطلبك تعاودي ليا "" كانت ليلين ..

"" شهرين ماشي مدة كافية ليك باش تفهمي راسك ؟ "" قالت سالومي بلا ماتدور عندها ..

البنات ولفوا بعضهم في الظروف اللي وقعات  في هاد الشهرين رغم انهم مامتافقينش الوقت كامل ..

ريم و سالومي خداوا على فضول و سخرية ليلين رغم انها كاتستفزهم طول الوقت .. ريم و سالومي رتاحوا لبعضهم لانهم كايتشاركوا سمة الهدوء ..

"" اشنو الزبلة اللي دار حتى كنتي غاتبلغي بيه ؟ جهاد نيت كايبان من مثيري المتاعب ..؟ "" سؤال فضولي اخر من ليلين ..

"" يالله البنات باركة من التنمر خرجوا عليا من هنا "" كان ايدر داخل و بيده صينية اكل ..

"" غانوكلها انا اذا بغيتي "" كانت ريم مادا يدها تاخد الصينية من يد ايدر ..

"" لا ، جلال اصلا كايسول عليك ""

هززات راسها و انصرفت سادة الباب وراها بعدما خرجوا سالومي و ليلين ..

حط ايدر الصينية قدامها و جلس جنبها .. دفعاتها من قدامها و هي كاتحاول تنوض "" مابغيتش ، انا خاصني نرجع .. خاصني نهضر مع أسلام ""

تبتها في بلاصتها و رجعها فين كانت ثم قال بلطف "" خودي الامور شوية بشوية اتغريد ، هاد التوتر كامل ماغاديش يعاونك .. حنا مازال غير شاكين واخا ؟ و حتى الى فعلا عرف . .. و من بعد ، اش عندو مايدير ، واش في نظرك كاين شي راجل عاقل غايتفارق مع مراته حيت دافعت على راسها من حيوان حاول يغتصبها ؟ واش فعلا اسلام بهاد السطحية في عينيك اولا انت اللي حمقة باش طيحي ضحية التفكير الزايد .. ""

كلامه هدأها "" انا عارفة هادشي ، هو ماغاديش يغضب مني حيت دافعت على راسي ، الطريقة باش دافعت على راسي كانت .. بزاف ، كان ممكن نديه لشي بلاصة فين يشوفوه ناس و يديوه لشي سبيطار .. او نعيط للبوليس .. كانوا بزاف الطرق غير الطريق اللي خديت ، زيد عليها انا .. انا خبيت عليه .. غادي يتعصب من هادشي ، و هو وقت طويل و هو كايلمح ليا باللي ماكانتيقش فيه .. اسلام هاد المرة ماغايدوزهاش ليا .. ""

"" ماتفكريش في هادشي بزاف ، واخا .. خلي الامور تمشي لراسها . بالنسبة لموضوع سالومي .. غانطلبها تتواصل مع الحارس، هكا غايعرفوا انها بيخير وغادي ينساو هاد الموضوع  .. و حتى انت غادي يخصك تنسايه . اسلام اذا جبد ليك موضوع الحلم و تاكدتي انه فعلا شافو .. ديك الساعة غايخصك تعاودي ليه اشنو وقع و اقسم بشرفي اذا خدا موقف منك و دار مشهد درامي حتى يلقاني في وجهه ""

ضحكت ضحكة جد قصيرة و خالية من المتعة .. فعنقها و ربت على ظهرها مطمنها ان الامور غاتكون بيخير ..

ايدر ماخلاش تغريد تمشي مباشرة بعدما فاقت .. و بما انها ماكلاتش من صينيتها .. دعاها تتناول مع الجماعة غذاء معطل ..

ظلت ساكتة مدة الأكل كاملة و لكن قدرات تاكل شوية . على الطاولة لاحت عين على جهاد و سالومي و كيفاش جالسين قراب من بعضهم .. جهاد كايوكلها لقمة من يده و هي كتاخدها منه ، ابهامه داعب ذقنها ثم جرها قبل خدها قبلة شغوفة حميمية و فرفر قلب تغريد و هي كاتشوف كيفاش سالومي غمضت عينيها مايلة برايها على رايه و مغمضة عينيها غارقة في لمسته .. هاد المنظر بت السلام في قلب تغريد .. ارتاحت من جيهتها ..

بعد الوليمة ،  قررات تبقى غير شوية تشرب معاهم قهوة و تغادر ، كانت مشوشة على صغيرتها  ..

في لحظة ، كانو الرجال مناقشين في شي موضوع مارداتش ليه البال بكترة شرودها و لكن التقطت مدى احتقان الجو بينهم ..

فعلا كانوا كايواجهوا مشاكل و الكل متوتر ..

فجأة كلهم سكتو و عينيهم توجهت نحو الباب .. عرفات انهم عارفين باللي شي واحد داخل .. و الطريقة باش وقف ايدر مسرع نحو الباب قدرات تتخيل ..

الوردية\ الحمراء دخلات من داك الباب كيف شي عاصفة .. جات مباشرة في وجه ايدر ..

ماقرباتش منه و هو بمعرفته انه خاصه يخليها تطمن من جهته و ترجع تيق فيه خلى مساحة الامان بينهم ..

عينها طاحت من عين ايدر للصالة و كاع الناس المجموعين تما .. وجوههم كلهم مألوفة ، لكن وجودهم مع بعضهم في فيلا ايدر بدت عشوائية ..

مازال كاتشوف ايدر داك الجار اللي خلقات معاه صداقة غير بوحدها ..

قضات ساعات في فيلا باها ، كاتلاعب حيواناته و كاتشم فيهم ريحته .. وقتها معاهم خوى و صفى عقلها .. فهمات انها خاصها تفهم اشنو واقع ..

و هادشي علاش هي هنا دابا ..

"" حبة الملوك ، انت عارفة باللي خاصك تعطيني فرصة نهضر و نفسر كولشي ، كانستحق هادشي .. ""

هززات رأسها و هي كاتشوف في عينيه ، شحال كايبان مختلف .. شحال الوضع دابا كايبان خيالي و بعيد على العقل ""
غانتصنت ليك ، غانتصنت ليكم كاملين .. "" وجهت كلامها للكل ..

افسح ايدر لشيري الطريق باش تدوز .. و كلهم دارو ليها بلاصة فين تجلس بينهم .. عينيها دازت على كل واحد فيهم .. واحد بواحد ..

"" دابا ، غادين تشرحوا ليا فين كنتو دوك ال8 اشهر كاملة ؟ "" قالت شيري ..

"" بلاتي بلاتي ، واش شي واحد غايفهمني اشنو واقع هنا ؟ اشنو قصة هاد البشرية--""

نوح كان كايعرق و ينشف جنبها .. وقف جرها معاه كايقول "" ليلين يالله معايا ""

"" علاش متوتر ، اشنو كاتحاول تخبي عليا "" حاول يتواصل معاها لكن منعاتو ..

ايدر تدخل بيناتهم في اللحظة ، شاف في نوح و قال بنبرة الآلفا "" خليها ، مابقى مايتخبى ، هي جزء من هاد القطيع دابا ، مسؤوليتها تحافظ عليه بحالنا او --"" قال ثم وجه ليها نظرة محذرة و مهددة "" اولا هي عارفة مزيان عقاب الخائن ""

حارت ليلين من اللي واقع و توترت تحت نظرات ايدر المهددة ليها .. شريكها تقدم غريزيا قادمها لحمايتها  بعدما تحسس خوفها ثم قال كايصك فكيه ببعضهم "" ايييدر "" كان جد متوتر من رد فعلها .. بعدما تذوق طعم الحياة بشخص مرتبط معاه في المناحي و الطرق .. مابقاش كايتخيل راسه موجود بلا بيها ...

لكن كان لابد من هاد النهار مايوصل . تنهد متراجع و جر ليلين جلسها جنبه و شد يدها .. مفهمها انه مهما ماعجبهاش اللي غاتسمع .. ماغاديش يخلي هادشي يوقف بينهم ..

جلس ايدر بعدما كولشي هدء مخليين ليه الكلمة .. و ماعمرو توتر في شي موقف قدما هو الان قدام عينين حبة الملوك ..


google-playkhamsatmostaqltradent