قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل الخامس و العشرين و السادس و العشرين )
الفصل الخامس و العشرين :
ماكانش حاس باللي هو فعلا مستعد يتفارق معاها بعدما دوز معاها افضل الايام جنب البحر ..
لكن في لحظة بائسة ، شعل الهاتف دياله و لقى رسالة من جهاد كاتخبره باللي الساحرة فايقة ..
يمكن سالا وقت المرح ..
نزل من سيارة التاكسي وراء شيري .. نزل أمتعتها و اللي كان غير حقيبة سفر وحدة و بعض الحقائب الصغيرة ..
"" ماغاتطلعش معايا ؟ "" قالت بعبوس صغير بعدما شافت انه منزلش حقيبته من التاكسي ..
لوح براسه و في عينيه شوق بادئ في التكون من دابا "" لا ، للأسف انا كآلفا مانقدرش نرتاح مع الأنثى الغزالة ديالي بلا مانتقاطع "" قال بجدية مع مسحة باصبعه على رأس انفها كايداعبها ..
ضحكت رغم خيبة املها و قالت "" فعلا عاجباك هاد القصة ديال مستذئب ... ها ؟ "" و كيفما دار هو .. دوزت اصبعها فوق انفه ..
غير قاسته زمجر و تبع صبعها و كأنه ناوي يعضه كون ماسحباتوش لعندها .. و منين شاف في وجهها ، ضحك ..
من وسع عينيها ، عارفها سمعات ديك الزمجرة العميقة المنخفضة اللي بعيدة كل البعد من صوت رجل بشري طبيعي ..
قضى اسامهم كاملة كايلوح لينا تلكيح من هنا لهيه ،كل مرة كاتضحك على اساس كايمازحها و لكنه ماضاغطش عليها .. عارف انه من الغير المنطقي هادشي اللي كايقول .. و لكن .. عارف حتى انه قريب ... قريب غاتولي هي نفسها ذئبة .. و ديك الساعة .. اقناعها ماغاتكونش مشكلة ..
وضع كفه وراء عنقها باصابعه متخللة خصلاتها الناعمة و سحبها لعنده ثم مسح تشوشها بقبلة "" غاندوز عندك الليلة .. واخا ؟ ""
هززات رأسها .. عاود قبلها بخشونته المعهودة .. ثم رجع للتاكسي و انطلق ..
و تنهدت بعدما صورة روس بملامحه الخائبة في ذهنها مسحت الابتسامة الحالمة من وجهها ..
هزات حقائبها و دخلت للمبنى ، كاتذكر نفسها شكون ، و انها قادرة تتخطى هادشي بسهولة ..
"" توحشتي بابا الغزالة ديالي ، احنا دابا غانشوفوه .. "" خاطبت تغريد بصوت طفولي صغيرتها اللي محملها على صدرها بحمال خاص بالرضع .. كاتطل عليها و هي ملفوفة بغطاء خفيف مخبياها على عيون الغرباء ..
وصلات للجناح الرئيسي فين كاين مكتب اسلام و ايفارذيث و الكاتبة الخاصة بالإثنين ..
و اللي سلمت عليها تغريد بود و طلبت منها تعلم اسلام بوصولها اذا كان مسالي ..
فتح الباب بنفسه منين سمع من الكاتبة عبر الهاتف ..ابتسمت تغريد و طارت باش تخشى بين ذراعيه الممدودتين .. سد الباب بعدما عنقها و قبل صدغها كولشي تحت حذره من انه يضغط على الصغيرة بينهم ..
"" اش هاد المفاجئة الزوينة "" قال بسرور في نبرته و هو كايفك الحمال من ظهرها و كتافها باش ياخد بنته و يعطيها حصتها من حبه ..
"" انت عارف انني انا و الاء دينا البنات لمستشفى الاطفال على قبل المراقبة الصحية الروتينية ، هي مشات من بعد عند راجلها تجيبو حيت السيارة بقات عندها هي .. و انا ، مابغيتش نرجع للدار دغيا ، و حتى انا قررت نجي نصدع راجلي .. حيت علاش لا ؟ ""
ضحك كايقبل بنته ملاهي كليا معاها و قال "" احسن مادرتي ""
دفعها برفق لجهة الكنبة جلست و جلس جنبها هاز الصغيرة قدامه بين عينيهم بزوج و ضحك على هدوءها الغريب و قال "" هاد الهدوء سبقاته شي تحييحة ياك ؟ ""
ضحكت تغريد "" بطبيعة الحال ، دراماكوين ، شبهات باها ""
ضحكت من شافت اسلام معبس بمداعبة في وجهها .. ثم حطات رأسها على كتفه و مدت يدها كاتلمس خد الصغيرة "" خواتاتي كايسيفطوا ليا ميساجات ، كلهم معصبين و مقلقين مني قالك ، كاتخيل هاد الوقاحة .. ؟ ""
احست بجسده تصلب تحت رأسها "" زعما هضرت معاهم "" كان صوته متشنج ..
هزات راسها بشيء من التنبه وقالت "" هضرتي معاهم ؟ ""
هزز راسه ، رجع مسند على ظهر الكنبة ببنته الان مسطحة على صدره محاطة بذراعيه "" ااه ، مشيت عندهم هذه يومين .. ""
"" و ماقلتي ليا والو ؟ ""
"" مابغيتش نبرزطك ، واخا ؟ "" شملها في نظرة صغيرة متفحصة "" انت اصلا ماناقصكش ""
"" اسلام اش كاتقصد ؟ ""
سكت .. و هذا حيت مابغاش يجبد معاها شي نقاش غايسالي بيهم ماكايكلموش بعض ..
حيت فعلا هادشي اللي ولا كايوقع مؤخرا ، توترها ماتهدنش من ديك الليلة اللي تبعت فيها ايدر بعدما تتزوج و خطف عروسته من وسط عائلتها ..
جد فضولي ، راسه كايضره و ماناسيش داكشي اللي كايوقع خفية عليه بينها و بين داك الذئب .. لكن لمصلحة تغريد ، علاقتهم و مصلحة صغيرتهم .. ساكت ..
مفهمها انه ناسي الموضوع .. لكنه غير ساكت ..
كايتسنى تستقر حالتها و غايبدأ يبحث في الوقت المناسب .. متيقن انه في الاخير غايعرف ..
اما الان ، فمركز غير على نيته في إعادة ترميم علاقتهم .. يرجع يكسب تقتها الكاملة و يوقف علاقتهم على الصح .. ماناويش يسمح لاي مشكل مهما كان نوعه يدمر مابناه هو و ياها .. خاصة مشكل كايقحم داك الحيوان نتن الرائحة ..
مد ذراع لجهتها سحبها لعنده .. خلاته يقبل صدغها و هو كايدغدغ فروة راسها مباشرة قبلما يقول "" والو حبيبة ، ماتعمريش راسك . ""
تنهدت و استسلمت براسها على كتفه جنب الصغيرة و خلاتو يتلفها بامساته الحنينة .. ديما محتاجة قربه الجسدي ليها ، محتاجة السلام اللي كايجي معاه ..
هي ملاحظة كمية الصبر اللي ولا كايتعامل معاها بيه ، كاتقدره لانه بلا هدوءه و حلمه هو في التعامل ... جموحها و توترها كان اكيد غايصنع فجوة بينهم ..
كلما حاولت تجبد معاه نقاش بلا ماتقصد كايبرده من جهته و فورا كاترد البال و كاتهدن نفسها .. تأثيره في هاد الوقت بالذات كيف الدواء ..
كاعرفتش كيفاش و لكن بحال اذا أسلام نضج اكتر بعدما تحول وسيط .. او يمكن بعدما تحول لاب ؟ ماعرفتش و لكنه تعامله حاليا اصبح اكتر نضوجا .. اسلام اللي كاتعرف لا حدود لدراميته .. كاتعترف انها كاتبغي اسلام الاب اكتر ..
لكن اللي ماكاتبغيش هي تغريد الام ...
ساءت حالتها .. هي عارفة ، ماشي بسبب امومتها و لكن لتحول الظروف اللي عايشة فيها للسوء بالتزامن مع وقت امومتها ..
في الاخير هي آملة بمساندة اسلام .. غاتستجمع شتات نفسها ..
غادي يخصها تكلم ايدر ... غادي يخصها تجبره يلقى حل لهاد سلسلة الورطات اللي قحمات نفسها فيهم ..
غير منين دخل ايدر للفيلا و لقى عجاجة ديال الدخان .. تخيل ان الساحرة حرقات الدار باللي فيها ..
لكن ماتصدمش بزاف منين لقى العجاجة ماجايا غير من العلبة كاملة من السجائر اللي بخها داك المهووس اللي تبلى بيه ..
رمقه بنظرة تقزز و هو كايشوف فيه مشبح على الكنبة باسترخاء كامل .. لكن عينيه كانوا شاردتين بعمق خلاه يوقف يفكر في حاله للحظة ..
رمى حقيبته جنب الكنبة و تمشى جنب الشرفة و فتح الزجاج يحرر الدخان و ينفس المكان ..
"" ماقدرتيش تقنعها ؟ مسيكين ، حب ساحرتك ماكانش عميق كفاية باش تكمل ؟ "" قال بنبرة ساخرة كانت وتكون انتحارية لو انها صدر من راجل عادي ..
سخريته و صوته نجحوا يرجعوا وعي جهاد ، شروده العميق تحول لنظرة حادة و قاسية موجهة لايدر ..
و ابتسم ايدر ابتسامة جانبية مامهزوزش من الجنون المطل من عينيه ..
بشكل سريع و خفيف ناض جهاد من بلاصته و طفى سجارته و ظل جالس في مكانه .. منين عاود رفع وجهه كان مبتسم بجانبية هو الاخر لكن ماتمحاتش لمحة الجنون في عينيه .. بسخرية مظلمة لاذعة جاوب سخرية ايدر "" و علاش غاتقبل غزالة صغيرة تعيش في جحر ذئب ؟ ""
"" تماما .. "" قال ايدر و تقدم للكنبة جنب جهاد و جلس "" طلقها تمشي ، علاقتكم مستحيلة على اي حال ""
رجعت القسوة لنظرة جهاد و هو كايزمجر "" خروجها من هنا على جثتي .. ""
تنهد ايدر بغير حيلة .. ثم قال بنبرة هادئة "" مازال الحجر على كفوفها ؟ ""
هزز جهاد رأسه ..
"" مزيان "" وقف ايدر "" خليها هكاك لدابا ، غانطلع نرتاح ، منين يجيوا الدراري غانهضروا "" قال و هز حقيبته طلع ..
و جهاد .. كان مباشرة وراه .. بوجود ذئب اخر ، ذئبه كايسترجع مود الحماية شوية بشوية ..
سمعوا صوتها من الخارج كاتكلم الرجال .. و أخيرا رجعات ..
طل نوح من النافذة الزجاجية في مقر الكابو عليها التحت و حمد الله تحت انفاسه ، لانه مابقاش قادر يتحمل اعباء الشغل بوحده ..
جهاد دافن نفسه جنب الساحرة طول اليوم ، و جلال ؟
جلال حاضر بجسده و عقله يعلم الله فين .. حاس بيه كايخطط لشي حاجة و لكن ماعارفش كيفاش غايجبدها منه ..
اللي خايف منه هو ينوض يدير شي عملة متسرعة كيف عوايده ..
وصول شيري معناه ايدر حتى هو وصل ، يعني الآلفا هنا لاي طوارئ ..
التفكير في شيري و ايدر بزوج خلاه يتفكر وضع الاثنين ..
اشنو غايكون وقع بينهم ؟
واش غايكون اعترف ليها بالحقيقة ؟
ماعنده حتى فكرة ..
"" مساء الخير "" صاحت مع دخولها من الباب بلغتها الأصلية الإيطالية و لابسة أحلى ابتسامة على وجهها ..
اشرق وجه الكابو اللي كان معبس غير ثانية قبل دخولها و صرف رجاله اللي كانوا منسجم في الخدمة معاهم ..
عنقات باها هو الأول عناق مطول كاتشم ريحته اللي توحشاتها و هي كاتعبر ليه شحال توحشات في الوقت اللي كان كايعاتبها لعدم اجابة اتصالاته ..
منين دارت ، لقات نوح ماد ذراعيه هو الاخر ، ضحكات و عنقاته فورا سخونة جسده فكراتها في إيدر .. و في غرابة هادشي ..
لكنها ماعلقتش بل جاوبت ممازحته بخصوص غيرته من عطلتها في الوقت اللي كانت اعباء الشغل عليهم هما ..
دارت عند جلال .. لقاته كايرمقها بنظرته الباردة من مكانه .. قربات منه واخا ممتأكداش واش فعلا غايبادلها عناق عائلي حار بحال البقية ..
مدات يدها ، تعلقت عينيه عليها ثم رفع عينيه بابتسامة جانبية باردة ساخرة لعينيها هي ...
مانزلتش يدها ، بإصرار و عناد خلاتها في وجهه ..
"" مد يدك الحيوان "" كان نوح موجه توبيخه لجلال ..
الكابو كان وراء مكتبه كايراقب المشهد بغير رضى .. في الوقت اللي مد جلال يده ... و في الاخير صافحها ..
شيري من زمان تيقنت ان علاقتها لجلال عمرها تصلح ، لكن بروده فعلا كيأثر فيها واخا عمرها بينت ليه ..
هو من النوع اللي ماخاصكش نهائيا تبين ليه ضعف او جهة حساسة ، حيت ماغايترددش يستغلها .. خاصة انه بين شحال هذه انها بالنسبة ليه ماهي غير منافسة ، او خاطفة لمنصب كان يستحقه هو ..
غير هادشي ، يده كانت ساخنة هو الآخر .. و هادشي بدا يلعب مع عقلها ...
كان جلال سايق السيارة الى جانبه نوح باتجاههم للفيلا بعدما اتصل جهاد و علمهم باللي ايدر باغيهم في اجتماع ..
رمقه نوح بنظرة جانبية محاكمة باردة ثم قال "" برودك مع شيري ماغايساليش ؟ ""
ماجاوبوش جلال و ماتوقعش نوح ذلك من الأصل ..
"" إوى على هاد الحساب عندي ليك خبار ماغاتعجبكش "" قال نوح في نبرته شيء من السخرية ..
نجح يثير بيها إنتباه جلال اللي التقط الطعم و كان كايخنزر فيه الان . بابتسامة جانبية قال نوح "" الآلفا حط عليها العين ، و غبوره هاد الأسبوع كان عندها ، كانظنه جدي تجاهها ""
عبس جلال بتشويش و غير فهم ..
فضحك نوح قائل "" اااه ، شيري الكابو ديالك المستقبلية و الآلفا الأنثى في القطيع .. كانظن حكمها مامنه هروب فينما مشيتي .. ""
شعت عين جلال بمقت و غضب عميق خلاه يوقف السيارة فجأة مصدرة صوت صرير عالي صدى في ظلام الغابة اللي قاطعين طريقها ..
الغضب في عينين جلال خلا نوح يتسائل واش كان من الصواب يتفوه بشي حاجة في الوقت المبكر ..
"" عاود اشنو قلتي ؟ ايدر و شيري ؟ "" ماتيقش الكلام حتى و هو على لسانه ..
هزز نوح راسه "" ملاحظتيش الطاقة بينهم ؟ ""
ماعمر جلال ماخمم في هادشي ، شافهم تفاعلوا مع بعض لكن عمره ظن انهم--
"" هادشي غايوقع على جثثي "" زمجر جلال ..
و ساق السيارة باعلى سرعة لجهة الفيلا ..
صاح نوح بعصبية من السرعة و من رد فعل جلال "" اذا كان جدي علاش لا ؟ ""
"" كايسحاب ليك كاتهمني شيري او معمن غاتكون ؟ شيري ماغاتدخلش لهاد القطيع .. ماغاديرش عليا آلفا ... لا هي و لا حتى هذاك ... ""
وقف السيارة قدام الفيلا و نزل منها ثم دخل الفيلا مخلي في خطواته وراه الهبة نارية من الغضب .. نوح تبعه شياطين الشك كاتلعب على كتافه ..
ماتكونش غرائز جلال كآلفا مازال ماتهدبت .. مازال رغبته في ان يكون الآلفا طاغية ؟
اذا كانت هذه هي الإشكالية ... القطيع مهدد بالانهدام حتى قبل ما يتبنى ..
دخل وراه كايجري ، لقاه واقف قدام باب الفيلا ، صدره كايرتفع بانفاسه المتسارعة الغاضبة .. على بعد ، كان ايدر واقف في يده مشروب كحولي على جنبه جهاد ..
بادل نوح جهاد و جلال بنظرة تحذيرية ، فعبسوا الرجلين مافاهمينش آش واقع ..
"" اش كاين تاني ؟ "" قال ايدر بنبرة ملولة و رشف من كأسه ..
"" جلال عرف "" قال نوح ..
"" اش عرف ؟ "" تدخل جهاد ..
"" شيري ماغاتدخلش هاد القطيع "" زمجر جلال بغضب و حقد من بلاصته ..
"" لا ؟ "" رفع ايدر حاجب "" انت اللي غاتحبسني ؟ غاتمتل عليا دور الاخ الكبير و ريحة نار الحقد و الغيرة كلما تذكرت سميتها كاتخنق منك .. ؟ بالله عليك ، نطق و قول اشنو فعلا مشكلتك هنا ""
"" انا ماشي خوها وماعمري غانكون ، انا ماكانحميهاش هنا "" بصق بكره "" انا ماباغيش ديك المرأة تحكمني ، ماشي في العشيرة و ماشي في هاد القطيع ديال **** اللي تبليت بيه ""
ارتفعت حواجب ايدر في جبينه بفهم "" اااه "" رجع بانظاره تجاه جلال و قال ساخر "" طحتي من عيني العنصري ، حيت شيري امرأة ماتقدرش تحكم ؟ ""
"" شيري ماتقدرش تحكم حيت انا اللي كانستحق داك المنصب ، انا اللي تقاتلت من الأول باش نستحقه قبل ما تبين اهتمامها بالسلاح و تاخد كولشي مني .. "" صاح جلال بقسوة .. و ماشي غير نبرته اللي كانت عنيفة ، بل نظرته تصلبت و تغيرت ملامحه و اصبحت اكتر ميولا لجانبه الحيواني .. برزت مخالبه و انيابه كذلك .. نيران الغضب في عينيه و نبرته المزمجرة زادت شكله خطورة و تخويف ..
نوح بدا ينتابه القلق ، شحال هذه ماتحول جلال لديك الحالة العصبية الموحشة الاواعية .. اذا زاد استفزازه اكتر من هكا يمكن يقدم على قتل شي حد ..
و منين شاف لجهة جهاد .. من تعابيره لقاه كايشاركه نفس القلق .. عكس ايدر المستفز ..
لكن ايدر كان فاهم وجهة نظر جلال ، موقف ماشي عنصرية تجاه النساء و لكنه غيرة من شخص خدا منه شيء هو كان شغوف تجاهه ..
اااه ، محزن .. لكن ماكايهموش .. هكا فكر و هو كايقول ببرود و ملل و كأنه ماواقفش قدامه بشكل الوحشي على مشارف فقدان السيطرة "" مشاكلك معاها في العشيرة ماكاتخصنيش . لكن داخل القطيع "" أضاف بتحذير خطير في نبرته و في نظرته "" هاديك المرأة غاتكون مراتي ، مرات الآلفة ديال هاد القطيع ، معناها الآلفا الانثى هنا .. بغيتي ... او كرهتي ""
ابتسم جلال بملامحه الوحشية تلك ، و كانه وحش مجنون "" بغيت او كرهت ؟ "" سخر بحقد مظلم ..
سكت ايدر كايشوف في عينيه لثواني .. ثواني ديال السكات و التوتر المشحون ..
اكتفى ايدر ، رمى الكأس الزجاجي بقوة على الأرض و اكتفى ..
اكتفى من تسلط هاد الذئب و من عصيانه .. جاء الوقت يوريه شكون هو الآلفا هنا ..
رمات شيري حذائها و جاكيتها عشوائيا فور دخولها بيتها ..
كانت جد تعبة ، ماباغية غير تمشي لسريرها و تنعس حيت مارتاحتش بعد وصولها سابقا في العشية ..
رمات بجسدها على كنبتها و رمات ساقها على الطاولة و تسندت بكسل و شردت في السقف ..
كاتفكر في إيدر ، من أمسيتها مع باها اللي قضاتها معاه كايتعشاوا و هي كاتفكرفي داك الرجل المخيف الغريب الاطوار..
داعبتها ذكرى من ذكرياتها معاه و تبسمت . كاتفكر اشنو كايدير دابا و علاش لدابا مازال غابر . فعلا توقعات انها غاترجع تلقاه قدام بابها كايتسناها ترجع ..
استقامت في جلستها ، و جبدات هاتفها ناوية تعيط ليه ، فكرة تستلقي جنب دفئه الآن كاتبان جد مغرية الآن ..
لكن الاسم اللي انار هاتفها و بين يدها ، محى اي صورة لإيدر و دفء جسده من خيالها ..
و رجع داك التأنيب ..
و بما انها عمرها كانت جبانة ، ماترددتش تجاوب ، خاصها تسالي من هادشي في اقرب وقت .. روس ماكايستاهلش منها تتلاعب بيه بهاد الطريقة ..
"" شيري ؟ "" ماعمره بدأ كلامه باسمها هكا .. و كأنه ماواثقش من جوابها .. و كانه عارف انها ماشي شيري دياله اللي غاتجاوب ..
غمضت عينيها كتاخد نفس قبل ماتقول "" هي هذه ، اشنو اخبارك اروس ؟ ""
"" الحمد الله "" كانت نبرته هادئة كيف عادته، خالية من المشاعر و واثقة .. "" سمعت باللي رجعتي ، بما انك ماتاصلتيش بيا نجيبك من المطار ، فكانتوقع توصلتي لقرارك النهائي ""
في الحقيقة ذكاءه و تقته في نفسه كانوا معاونينها "" ااه اروس ،غادي يخصمي نكون صريحة معاك ، ماكنتش غانوصل لقراري النهائي كون مالحقش عليا ايدر .. ""
توترت لسكاته بعد آخر جملة قالتها ، لكن قال في الاخير .. "" لحق عليك داك الراجل ؟ ""
"" ااه اروس ، مانقدرش نكذب عليك و نبقى معاك في الوقت اللي عقلي مع اخر ، انت كاتستحق احسن من هكا ""
و صمت اخر ..
"" روس ؟! "" تسائلت بحزن و التأنيب ظاهر في نبرتها ..
"" داك الراجل .. "" قال فجأة ، شيء في نبرته علمها باللي غاتسمع اللي ماغايعجبهاش "" داك الراجل اشيري مزوج .. ""
الجملة طاحت على مسامعها بحال اذا تقالت بلغة ماكاتفهمهاش ...
مزوج ؟ ايدر مزوج ؟ ..
كمل روس كلامه من ماجا من عندها حتى رد "" مشيت نتكلم معاه و بالصدفة خرجات شابة خلابة الجمال وقفات شادة في ذراعه و كاتقدم نفسها ليا كزوجته ، بلسانها و قدامه هو .. ماعتارضش و ماصححش .. "" سكت للحظة ثم اكمل "" داك الراجل تبعك حيت عرفني غانوصلها ليك .. داكشي علاش ماصبرش و لحق عليك .. فين هو كاين حداك ؟ "" ماعطاهاش فرصة تجاوب .. لانه من حقيقة انها جاوبات اتصاله .. فهذا دليل على وحدتها في شقتها .. "" لا ياك ؟ خليني نقولك علاش .. اولا انت اصلا عارفة ؟ ""
قطعات عليه و بهدوء شديد حطات هاتفها على الطاولة .. ثم حطت كفيها على ركابيها ..
و كان دماغها تعطل ، ماعرفتش اشمن رد فعل المفروض دير ..
اللي عارفة هو انها كاتيق في روس اكتر من ايدر ..
منطقيا ، كاتعرف روس اكتر من هذا اللي اتضح ليها انه كذاب عندو امنية سرية بالموت بما انه مالقى غير شيري الكابو المستقبلية لاقوى مافيا في المدينة باش يضحك عليها ..
روس ماشي من الرجال اللي كايتلاعبوا عبر الكذوب ، كما ان انجذابها لايدر ماكايعنيش مايديرهاش ..
اضيء هاتفها تانية و وصلتها رسالة من روس كاتقول 《 هذاك الراجل كل مايحيط بيه غامض و مجهول ، ماعرفناش شكون هو اولا اشنو نواياه الحقيقية ، ردي البال 》
روس عنده الحق .. كيفاش تناسات شكوكها اللي كانت محيطة بيه من الاول ..
يمكن يكون جاسوس اولا مبعوث يطارد شي احد ..
رفعت يدها و كبتت بيها موجه بكاء جايا من لكمة احباط تلاقاتها في أحشاؤها .. قتلت كل الفراشات اللي كانت كاتدغدغها غير ثواني هذه ...
لكن تمالكت نفسها بسرعة و مسحت دموعها اللي ماغادرتش محجريهما نهائيا ..
هزات هاتفها .. رجعات حذائها لرجليها و جاكيطها على كتافها .. و مانساتش سلاحها ..
الفصل السادس و العشرين :
سؤال شيري ماكانش سؤال اللي تقدر ليلين تجاوب عليه بسرعة .. كان كايبان بحال شي سؤال اللي فعلا اذا جاوبت مباشرة غاطيح في المتاعب ..
اولا : هي ماكاتعرفهاش ..
تانيا : الطريقة باش سولاتها كانت فعلا مثيرة للاستغراب و الفضول ، يعني اشنو السبب اللي كايخليها تسولها بهاد الطريقة المتهمة ؟ شي حاجة تما ..
ثالثا : شكون هذه أصلا ؟
"" و شكون انت ؟ "" كان ماقالته ليلين من مكانها ، عينيها في عينين شيري مباشرة ..
ثقة شيري ماتهزتش قدام هيمنة ليلين . و جوابها اللي كان على شكل سؤال ، كان في حد ذاته جواب ..
اللعين ، الليلة غايتحفر وجهه بسلاحها .. !
هززت شيري رأسها بهدوء مخالف للعواصف اللي داخلها ثم قالت "" فين كنتي حتال هاد الوقت ؟ علاش ماشفتش في النواحي ""
"" واش انا مضطرة نجاوب ؟ "" قالت ليلين مربعة يديها بابتسامة ساخرة على وجهها ..
سخريتها ، قوة جسدها ، الطريقة باش كاتشوف .. كلهم كايفكروها فيه ..
فكرة ان هاد المرأة مناسباه بطريقة مثالية طاحت على صدرها بحال شي لكمة عنيفة طردت النفس من صدرها ..
للحظة ، توسعت عيون ليلين فقط قليلا ، و بعدها بدات بالإقتراب من شيري .. توتر جسد سالومي اللي واقفة بالمحاذاة معاها.. دارت لجهتها شيري لقاتها كاتشوف في ليلين بتركيز و خوفها منها واضح .. عبست شيري بإستغراب ثم رجعات بعينيها ليلين .. لقاتها مباشرة قدامها .. و خاصها تهز راسها ليها قليلا باش تشوف في عينيها ..
من ديما كانت شيري كاتعتبر نفسها ذات طول متوسط .. ماقصيراش وماشي فعلا طويلة .. و لكن منين وقفات بين هاد زوج نساء .. كاتحس باللي هي قصيرة .. كانت فقط ملاحظة انتبهت ليها ، ليس و كان الطول مهم ..
استرجع صوت سالومي انتباه شيري و هي كاتقول "" من الأحسن ليك تتراجعي ، هي ماشي مننا ""
"" اش كاتقصدي بماشي منكم ؟ "" صاحت شيري و هي كاتشوف في سالومي ..
ثم ديك في اللحظة اجفلت و احست بقشعريرة من ملامسة ليلين لخدي شيري .. يديها كانت دافئة .. جد دافئة ..
ثم حسات برأس انفها كايمر بلطف على طول عنق شيري .. ماعرفتش شيري كيفاش استسلمت لملامستها الغريبة ..
يمكن لدفئها ؟ او يمكن لانها ولفت هاد النوع من التواصل الغريب بحكم تجربتها مع ايدر .. هو الاخر كان كايشدها بهاد الطريق و يشم شعرها و عنقها ..
يمكن هاد مراته كاتشاركه غرابة الاطوار .. و يمكن خاصها تدفعها من على جسدها الآن ..
و داكشي اللي دارت .. ابتسمت ليلين بمكر بعدما تدفعات و قالت بسخرية "" الغيرة ، الغييييرة و ما أدراك ما الغيرة .. اشنو اللي أثار غيرتك في هاد اللحظة الغزالة .. يمكن ليا نعرف ؟ ""
كاتسخر منها .. هاد الملعونة كاتسخر منها ... هادشي واضح في نبرتها .. قبضت شيري يديها في جنابها و رمقت المراة بكره .. لكن سالومي اللي كان ليها القول "" خلينا نمشيوا ، ماكاين لاش تخشي نيفك في هادشي حتى انت ... الوضع معقد بما يكفي ""
سكتت ليلين كاتمرر عينيها بين المرأتين .. ثم رفعت رأسها كاتضحك .. ثم أصدرت تنهيدة من بعد و رجعت لهدوءها و هي كاتشوف فيهم ..
جلال و ايدر كلاو بعضهم أكل في ظلام الغابة .. كل واحد منهم مرمي على جنب عاريين و كل واحد حامل على جسده حزمة من الكدمات و الجروح النازفة .. تحول جهاد ثم وراه نوح و وقفوا بين الإثنين كيف الحراس كايشوفوا في هاد زوج سخان الرأس اللي ظلوا ساعة و هما كايتنابحوا و يتحاربوا بلا استسلام حتى عياوا بزوج و ترماوا على جنب بهياتهم البشرية .. جهاد و نوح جهلوا و هما كايحاولوا يفرقوهم و لكن ماقدروش ..
هاد الرجلين اكتر عندا و عصيا من انهم يتراجعوا .. شجار اليوم كان بداية لشيء محتوم ..
جلال ذئب مهيمن و سكاته ماكانش غايطول .. و هاهو بدا من دابا ..
"" غاديين توقفوا هادشي ، القطيع مامستعدش نهائيا لصراعات داخلية على السلطة .. كاينين مشاكل أهم كاتواجهنا .. "" بصق جهاد بعنف و مزاج سوداوي ،كايمرر عينيه الغاضبتين بيناتهم .. هو الاخر تلقى ضربات و عضات عشوائية مع نوح و هما كايحاولوا يوقفوا الصراع الشرس ..
الذئبين ظلوا على الارض كايلتقطوا انفاسهم و عجاجة التراب اللي نوضوها كاترجع تهدأ هي الاخرى .. ساط نوح بنفس عميق ثم هز راسه لجهة الفيلا اللي كاتبان بعيدة و تفكر ليلين ..
اللي عرفها تحسست مزاج الصراع و التوتر اللي كان فيه من خلال التواصل الخاص ديالهم .. و غير لحظات هذه عرفها كاينة هنا مما تسبب ليه ببعض التشتت لانه ماباغيهاش تكون هنا و في هاد الظروف .. امتن لعدم ظهورها في وقت الشجار.. لكن و دابا منين تهدنت الامور و مازال مابانت .. انتاب ذئبه القلق و رغم يرجع يقلب عليها ..
"" ليلين هنا ، غانمشي نقلب عليها .. و من الاحسن تتفارقوا انتوما الزوج .. ""
غير قال نوح كلامه و هو يتنبه جسد جهاد متذكر سالومي اللي مخليها وحيدة في الفيلا و خرجوا عينيه من جمجمته وهو كايتمشى بسرعة و كايصيح "" مراتك هنا و ساااااكت .. "" جرى و هو مازال يصيح بالقول "" نلقاها عند سالومي غانقسم عنقها ""
نوح كان اصلا كايجري على جنبه .. منين دخلوا بزوج للفيلا .. وقف جهاد بعينيه خارجين في الغزال اللي ناعس فوق الكنبة ..
خلاه جنب سالومي منين خرج من غرفتها .. طار في لمحة بصر للفوق و جسده كان غايتعرق لو انه ماكانش اصلا سبق و تعرق على برى ..
باب الغرفة كان مفتوح منين طلع .. و سريرها كان ... فارغ ..
خرج جاري من الغرفة و الشياطين وراه .. عينيه متوسعين معبرين على الغاضب المجنون اللي حاس بيه .. تعرض نوح لطريقه و وقفوا قائل "" كاينة ريحة شيري هنا .. ""
"" شيري ؟! "" قال جهاد و ديك الساعة رد البال لريحتها اللي مازالة جديدة في الهواء .. و هز عينيه بعبوس في نوح "" سالومي ماكايناش الفوق ""
"" اشنوووووو "" الصياح كان من ايدر اللي كان واقف عند الباب الزجاجي ..
قرب من الرجلين كايعرج و عاود سؤاله لكن بخطورة في نبرته "" واش عارف معنى هادشي ؟ الحارس غايحصد ارواحنا .. ""
تحرك نوح من مكانه كان شيء غير واضح كايجذبه للخارج ..
منين تسلل على برى .. شاف النساء بتلاتة في مواجهة بعضهم مستغرقات في نقاش هادئ في مظهره .. لكن كان واضح كمية التوتر و الجو شحال مشحون بينهم ..
رجع دخل و وقف شجار ايدر و جهاد بالقول "" تهدنوا ، هما على برى .. ""
سكتوا ومن تم كانوا ايدر و جهاد غايطيروا للخارج منين وقفهم نوح بعبوس كايوبخهم "" مايمكنش نخرجوا ، كلنا عريانين و هادشي ماعندو تفسير حيت شيري على برى . و زيد عليها ماخاصش شيري تشوفنا هنا .. حيت شيري مازال ماعارفة والو .. ""
"" سالومي غاتهرب مني .. "" بصق جهاد بغير صبر ..
"" اخرج انت انوح ، و تواصل مع ديك الحمقة و قول ليها تدخل سالومي و تصرف شيري منا هنا من بعد و نهضر معاها .. "" قال ايدر ..
و ضحك نوح بسخرية "" هكا .. بهاد البساطة تسحاب الاخرى غاتقول ليها سيري و غاتمشي .. ""
"" اذا غانخرج ليها انا نيت .. "" قالها ايدر و تم فعلا كون مامنعه نوح و قال .. "" واخا واخا ..بقاوا هنا "" و خرج كايشتم تحت انفاسه ..
على برى لقى بلاصة فين يستقر ، يبان غير لليلين اللي مواجهاه .. قبل مايتواصل معاها .. دارت الساحرة و تعلقت عينيها في الظلام عليه .. عارفها عارفاه هنا واخا ماكاتشوفوش .. بل من ريحته ..
عينيها ارتفعت للجهة وراه هو و ظلت مستقرة تما ، شاف نظرتها كيف تغيرت و هي كاتبلع ريقها بصعوبة .. منين دار لقى ايدر و جهاد اللي غاياكلها بعينيه و كأن بينه هو و الاخرى تواصل سري بحال اللي عنده هو ليلين ..
رجع حول انظاره للنساء و شاف كيفاش استقامت سالومي في وقفتها .. ثم بنبرة حاولت فعلا تخليها مستقرة و هادئة قالت "" أنا ... غانرجع للداخل "" و تمات غادية .. لكن ذراع شيري شدها و دوراتها لعندها .. و قالت معبسة بحيرة "" دابا ، عااد دابا شوية كنتي معلقة فيا باش نهربك من هاد البلاصة و كأنها جحيم لشياطين ساجنينك فيها .. دابا كاتقولي ليا غادخلي و كأنك غير خرجتي تشمي الهواء وانت في دارك ؟ ""
ياريتها تعرف ؟ يا ريتها تعرف ان الشيطان اللي ساجنها قابع تما في الظلام كايتسناها تتحرك و غادي ينقض عليها كيف شي ذئب اللي هو عليه ..
نفضت يد شيري .. و بدون ماتحس بنفسها فعلا راغبة تقدم تفسير .. تمات راجعة كاتجر رجليها ..
دارت شيري لمواجهة ليلين لقاتها مبتسمة في وجهها .. و بغرابة رفعات عينيها شافت في شي حاجة وراها ثم رجعتهم لعينيها و قالت "" سيري من هنا ، سالومي ضيفة عندنا و كيف شفتي راه دخلات بإرادتها الحرة ... بسلامة .. و اه... عجبني لون شعرك "" غمزتها و غادرت ..
طاح الكأس الزجاجي التالي تبع اللي سبقه على الارض مصدر صوت تهشمه ثم صوت ايدر المصدوم كايكرر ما سمع من فم ليلين "" قلتي سولاتك واش انت هي مراتي ؟ "" عينيه كانوا خارجين من وجهه ..
هززات ليلين رأسها ببساطة و هي كتاخد مكانها جنب نوح المسترخي على الكنبة ..
استرخت بظهرها على صدره فورما حسات بيده فوق راسها "" ريحة غيرتها كانت كل ماكانقدر نشم . تبغي ا الآلفا تشرح ليا علاش غارت ؟ حيت مادازش بزاف باش جيت معاك على اساس مراتك .. انت عارف اشنو كانقصد .. ياك ؟ "
هز ايدر عينيه المنزعجتين للنوح كايآمروا بشكل صامت و صارم باش يتصرف . نوح ماحتاجوش ينبهه لهادشي بحيت دوز يده بلطف على رأس حبيبته بلطف لكن فيه صرامة قائل "" كلنا عارفين اشنو كاتقصدي ، و ماعاجبنيش نهائيا . انت معايا انا دابا ، اي شي ولو صغير جمعك من قبل بايدر تدفن في ايام الماضي .. ""
"" كلامك صح ،ولكن ،مازال كان ممكن مانتلاقاكش انوح ، و نبقى مزوجة بيه هو ، في نفس الوقت اللي امرأة اخرى كاتشوف انه عندها كامل الحق تسولني واش انا مراته و هي كاتفوح بريحة الغيرة "" حذرها كان حاضر بشكل منبه في نبرتها .. خلات الرجلين يتوتروا ..
تحرك ايدر و كب ليه كأس مشروب اخر و افرغه في حنجرته في خطرة وحدة ، كاياخد وقت إضافي يفكر كيفاش يفك هاد الحريرة مع هذه هي الاولى قبل ما يبدأ يخمم في المعضلة الاكبر مع شيري ..
"" شيري زميلة الدراري في المافيا اللي هما فيها ، ماعارفة والو على حقيقتنا ، عندها واحد الكراش صغير عليا ، و لكن ماعمري ديتها فيها ، انا باغيها ذئبة ، و هي بشرية ، مايمكنش ليا نحولها يا و لا لا ؟ "" و عاود كب كأس اخر و شربه بنفس الطريقة .. عاطيها بالظهر ..
و لكن من ديك"" ااااه "" اللي قالت .. فهم ان كذبته انطلت عليها ..
و منين دار لعندهم ... لقى نوح كايطلع اليه بنظرة قلق فهم فحواها ..
عارفه مزيان باش كايحس ..
كانت جالسة على السرير منكمشة حول بعضها و كاتشوف فيه جالس في اخر الغرفة على الكنبة الصغيرة .. كايداعب الغزال بلطف في حركة لقاتها جد مستفزة ..
حيت عارفاه كائن تمام البعد على التحضر و اللطف .. عارفة الصورة الهادئة البريئة اللي كايجسدها دابا ماهي غير تغطية على جانب مظلم فيه .. تغطية على وحشيته و قساوته ..
"" غاتبقاي تحدقي فيا تما بعيون الساحرة تما بحال اذا باغية تحرقيني في بلاصتي ؟ "" قال ساخر ثم عاد هز رأسه و واصل عينيه بعينيها "" كان خاصني نعرف انك ساحرة غير منين سحرتيني بدوك العينين اول ما شفتك ""
نقز الغزال من بين يديه منين ناض جهاد و تحرك نحو السرير .. ثم جلس بشكل مجانب ليها .. مد يده خلل اصابعه بين خصيلات شعرها ، لكن علقوا بسبب تشابكهم ..
""عرفتي اشنو بغيت دابا ؟ بغيت ندوش ليك ، نمشط شعرك ، و نلبسك شي حاجة من حوايجي .. ثم نوكلك بيدي و من بعدما تشبعي نخشيك تحت الغطاء في الفراش و نعنقك حتى تترخاي و تنعسي .. ""
قالها بشاعرية و كأنه كايلقي عليها شي تعويذة حب و الطريقة باش دابا قلبها عرفات ان تعويذته نجحات .. هذه طريقته باش يعبر باللي فعلا توحشها ..
و هي كذلك ... لكن ..
"" عاودتي تحاولي تهربي مني تاني ا سالومي "" تنبهت لتغير نبرته في رمشة عين من شاعرية مفعمة بالحب لنبرة مظلمة مفعمة بالحب لكن .. مظلمة "" واش فعلا كان كايسحاب ليك غانخليك تبعدي ؟ غانخليك ضيعي مني ؟ "" احاط بيديه حول وجهها ، قربها من وجهه بالقرب الكافي الللي يخليها يقبض عليها من خلال عينيها و يشلل حركتها و افكارها و هو كايقول بهدوء شديد ، هدوء مخيف "" لو انك درتي جناوح و طرتي لبعيد ، بعيد على هاد الارض ، كنت نطارد ريحتك النارية ، كنت نلتقطها بسهولة حتى توصلني ليك و من بعد .. كنت غانرجع معايا و نسجنك في برجي العالي .. املكتي الحمراء .. ""
لو فقط ان هاد الحب اللي مركز في عينيه بجنون دابا كان هكا قبل مايختفي دوك الشهور .. لو انه كان كايخليها توصل ليه .. كان غايكون الوضع مختلف .. كانت هي غادير ما في جهدها تعتقه بسحرها .. لكن ..
"" ااه ، غير بقى تحلم ، احلم باللي غانبقى مسجونة عندك ... انا ماشي طير زوين تخليه عندك .. توكلوا و تداعبه غير الوقت اللي قالها ليك راسك "" توهجت عيونها و هي كاتبصق بعنف "" طلق سراحي .. طلق سراحي اجهاد .. خليني نمشي و ماغانبلغش باللي شفت ""
طمس الالم في عينيهإثر رفضها و بعد منها .. و بابتسامة جانبية صغيرة قال بسهولة و سخرية "" لا ""
ماجاوبتش اتصالته كلها في الليلة الماضية .. و وسط الليل سمعات الدقان على بابها ...
و ماحلاتش ليه داك الباب .. مابغاتش تخليه يشوف خذلانه ليها لاشمن حد قسم ظهرها ..
امضت الليلة كلها كاتطرش خدها على كل دمعة دمعاتها على قبله .. ماشي هي اللي تبكي على راجل ..
هي شيري ريفيرا ... شييرري ... ريفيرا ..
ماقدرتش تجمع شتات نفسها بحلول الصباح .. و كرهت تخرج للعالم و يشوفوا وجهها متورم هكا .. و علاياش .. على شيء تافه بحال خذلان راجل ماعرفاته غير تقريبا عام هذا ..
ناضت من فراشها للحمام و وقفات قدام المرايا .. حدقت في عيونها المتورمة الحمراء وفي هالاتها السوداء و اعتلى وجهها تعبير الاشمئزاز "" صدقتي ضعيفة ، صدقتي غير حمقة .. كيفاش .. كيفاش خليتيه يضحك عليك .. كيفاش خليتيه يلعب بمشاعرك هكا .. ، كيفاش سمحتي ليه يخليك تنهي علاقتك المثالية بروس .. غير قولي ليا كيفاش "" بآخر كلمة ضربت المرآة بمجفف الشعر حتى تساقطت شظاياها على الارض .. ثم خدات نفس .. و طلقاته .. و بعدها بكل هدوء غسلت وجهها .. ثم خدات فرشاة الاسنان كاتغسل اسنانها .. دخلات للحمام دوشت بسرعة بلا ماتغسل حتى شعرها لانها غسلاته البارح و خرجات لبسات حوايجها .. و دارت ماكياج غطات بيه تعب ملامحها ..
مابغاتش تسمح لنفسها تنكسر لسبب بايخ بحال هذا .. مستحيل ..
مرت للمطبخ صنعت فطور خفيف .. كلاته بسرعة ، لبسات حذائها ، هزات كل حاجياتها بلا ماتنسى سلاحها .. و منين فتحت الباب .. لقاته قدام وجهها ..
كاع داك الجهد اللي دارته باش تجمع شتات نفسها و تخرج للعالم بشدتها و قوتها كيف تعودت .. لقات اللعين قدام عينيها .. وجوده كايهدد بتلاشيها تاني من أول و جديد ..
مسح قدها كامل بعينيه .. ثم هز عينيه فيها معبس مزاجه واضح مكسر و قال "" وصلها ليك الكلب "" حملقت فيه بحقد .. من احمرار وجهها ، واضح ان دمها كايغلي بالغضب ، لكن ماجاوباتوش .. رمش عينيه "" ماغاديش تقولي ليا قضيتي ليلتك كاتبكي بحال البنت الصغيرة .. و انت عارفة مزيان انك ماعطيتينيش فرصة ندافع على راسي .. ياك ؟ ""
معبسة هي الاخرى .. مافتحتش فمها بل حيدات من طريقه بحركة فهم انها كاتدعوه للدخول .. ارتخت ملامحه قليلا و هو داخل .. على الاقل غاتعطيه فرصة يتكلم عن نفسه ..
سدات الباب .. و منين دار لعندها و هو كايقول "" سمعي احبة الملوك .. انا --"" جملته ماكملتش .. لانه لقى السلاح مباشرة بين عينيه ..
رمش بعينيه ثم هز رأيه لاعلى كايضحك بعدها نزل كايشوف في عينيها الغاضبتين المنزعجتين .. و قال بنبرة مغازلة "" حمق هذا اللي يهرس قلب امرأة كاتهز سلاح في ساكها التابع للموضة ""
"" اعرفتي اشنو انت ؟ "" قالت عشوائيا ..
فدار يديه على جنابه و رطز بوقفته على رجل وحدة و قال "" حبيبك اللي ماغاتسخايش تسالي حياته و تبقاي تعيسة وراه ؟ ""
تجاهلت جملته الساخرة و قالت هي الاخرى بسخرية عاداها بيها "" انت عاري ، خاصني نمسحك من الدنيا ، ماخاصكش تبقى دور بجنابي .. مانقدرش نعيش و انا عارفة باللي خليت واحد بحالك يطلعني للسماء و يخبطني بهاد الطريقة المثيرة للشفقة و السخرية ""
"" بلاتي بلاتي "" وجه سبابته امام عينيها "" انا اه طلعتك للسماء .. و لكن ماخبطتكش --""
قاطعاته متجاهلة سخريته من جديد "" اشنو كانت خطتك ، اشنو كانوا دوافعك ؟... شكون مسيفطك ليا ، شكون مسيفطك لبنت الكابو تلعب عليها و تدي خبارها .. ؟ "" سكتت للحظة ، و دوزت عينيها على تفاصيل وجهه الرجولية و المخادعة ""ضحكتي معاهم على الهضرة اللي كنت كانقول لك ،؟ضحكتو منين عاودتي ليهم كيفاش كنت كانلين لقبلاتك كيف الحمقة ؟ و لكيفاش عريت راسي ليك في دعوة صريحة ثم تجاهليتيها انت ببرودة قلب ؟ هادشي علاش مادرتي معايا والو ؟ كنتي وفي لمراتك اللي كاتسناك في الوقت اللي كنتي كاتضحك عليا انا .. انا غانشريك ، غير قول ليا شحال ثمنك ا ايدر ؟ "" طلعت و نزلت فيه و ابتسامة جانبية بصقت بسخرية مريرة "" هادشي اذا فعلا كانت سميتك 'ايدر' ""
حسنا ، كلامها شعله ... هاد الجانب المر منها ماعجبوش مذاقه نهائيا ..
شد في معصم اليد اللي شادة بيها السلاح و بعدها من وجهه و من نفس الذراع سحبها لعدنه ، دور يدها للور و جمع الاخرى حتى هي بيده الاخرى و تلاحمه اجسادهم في عناق غير مقصود .. نظرة الكره ماطاحتش من عينيها و هي كاتصنت ليه كايبصق بعنف و اقتضاب "" غير كاتخربقي "" هما غير زوج كلمات اللي خلاتو يقول قبل ما ترد "" غير كانخربق ؟ "" و ترجع راسها للور و تنطحه بضربة قوية جات في نيفه حتى خلات راسه يرتد للور .. و باش تزيد كتافة الالم و تخليه يبعد منها ، رفعت ركبتها ناوية تطعن بيها كرشوا لكن بسبب طوله الفارع الضربة جات بين رجليه ..
ماكانتش داكشي اللي باغية ، لكن الضربة نفات بالغرض .. بحيت طلق منها و بعد كايبرد ضربته و هو كايزمجر تاني دوك الزمجرات الغراب و اللي كايخلعوا ..
هز راسه كله محتقن و احمر وكايخنزر فيها و عرق في جبينه كايضرب .. و هي وقفات تما في بلاصتها هازة السلاح تاني في وجهه و كاتمنى تكون هده اشارة على انه غاينفجر ..
"" كون ماكنت كانبغيك احبة الملوك "" قال تهديده الغير المباشر و عدل جذعه لوضعية وقوف مازال اتار الالم على وجهه .. و قال بصوت مشحون "" قلتي اللي عندك .. عندي الحق نقول اللي عندي حتى انا.. و تيقي بيا ، سواءا تقتي بكلامي او ماتقتيش ماغادياش تهناي مني ""
ابتسمت ابتسامة جانبيةو قالت ساخرة "" ااه بالصح ؟! الخطة a فشلات في نصها .. بغيت نسمع خطة b ديالكم .. يالله حل فمك انا كلي اذان صاغية ""
سكت تما كايغلي في بلاصته ، و هي بادلاته بنفس النظرة المتحدية ..
فتح فمه .. و ماكرهتش تسد وذنيها .. خايفة .. خايفة لمهما قال غاتيقوا تاني ... لان شيء صغير داخلها وصفاته بالضعف باغي يتصنت ليه .. و باغي يتيقو ..
"" انا مامزوجش ، و انا ما خدام مع حتى احد ، حتى واحد ماسيفطني لعندك .. "" و بصق من بين اسنانه "" و انا ماقربتش ليك لاسباب اخرى من غير اللي فسرتي انت .. ""
ضحكت ضحكة مريرة و قبل ماينطق لا هو و لا هي جاها اتصال و حمدت الله على هاد المقاطعة .. حيت اذا بقات معاه هكا و في هاد الوضع ... ماغاتضمنش نفسها ..
جاوبت الاتصال بلا ماتردد وبلا ماتعرف حتى شكون .. هزات عينيه في عينين الراجل قدامها و الي بدا كايقرب متربص خطوة وراء الاخرى بحال شي حيوان مفترس من فريسته اللي مشتتة الوعي ..
لأن شيري فعلا كانت متشوشة التركيز الان .. الجملة اللي نطق نوح عبر الهاتف دابا ماكانتش واقعية .. ماكانتش حقيقية .. مابغاتش تستوعبها و لا تفهمها ..
هذا كابوس .. !