قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل التاسع و العشرين )
الفصل التاسع و العشرين :
عالم ليلين سقط محطم عند رجليها فور سماعها اللي عمرو كان يجي على بالها ..
شريكها ماشي ذئب ، بل بشري حذيث التحول ..
معناه الراجل اللي تزوجاته صدق كذاب و كذبة .. كيفما دخل لحياتها بشكل كيف الحلم و غادي يغادرها و كأنه عمرو كان و كأنه وهم ..
ماقدرت تقول حتى كلمة بعد اللي سمعت ، بل ظلت بيدها على فمها في حيرة عظيمة ، اشنو غادير ؟
شيري تصنت حتال الأخير لكن بشكل غريب ، تقبلت كاع اللي سمعات ، و كأن عقلها كان مهيئ قبل باش تفهم كاع هادشي اللي تقال ليها ..
ليلين ناضت من ديك الجلسة للغرفة الفوق ، نوح تبعها مباشرة مستعد لكاع داكشي اللي غاترمي في وجهه ..
أما شيري ، فغرقاتهم أسئلة .. أسئلتها الفضولية و هدوء نبرتها ريحوا إيدر .. رد فعلها اللي جاء بعد صدمتها كان مبشر بالخير .. ماكان عليه غير يصبر مازال ..
جلستهم طولت و لكن تغريد غادرت قبل ، بعدما وضح ايدر دورها في حياته .. كانت تغريد راغبة تدخل في الحديث و تنبه شيري اكتر لمدى حساسية هاد المواضيع .. لكنها ماشي في حالة تسمح ليها و عاد شيري كاتبان امرأة ذكية .. فخلات المهمة لايدر ..
تعرفت شيري على سالومي و كانت مصدومة بمعرفة انها ساحرة فاضطرت سالومي تشعل فتيلة في مشروب جهاد الكحولي حتى خلات ذئبه يتفزع و يحطه بسرعة على الطاولة ..
و بعدما سمعت قصتها ، خنزرات في جهاد .. اللي بدوره ضحك و جر سالومي لجنبه مسندها على صدره و قال "" مانادمش ، درت حوايج ماكايداروش ، لكنها جنبي دابا ، و انا جد مستعد ندير اي شيء باش تبقى جنبي ""
في وقت اخر ، الفيلا خوات .. جهاد و سالومي غادروا لدارهم ، ريم و جلال كذلك .. اما نوح و ليلين غبر ليهم الاثر منين ناضت و هو تبعها ..
كان ايدر قلق قليلا بخصوصهم ، لكنه واثق من نوح ..
مابقى الان غير هو و شيري .. كايتمشاوا في الظلام في الباحة الخلفية لفيلته ..
"" اذا - "" ترددت شيري بالقول .. "" انت و ليلين .. ""
"" ااه ، خيبتي امالي فيك منين ماتقتيش بيا ، المراة اللي جنبي خاص مهما وقع ديما تكون قادرة تيق فيا ""
"" اوى اسي ايدر ، اللومة عليك انت ، امت اللي خاصك تخليني نتيق فيك ، زيد عليها انت براسك ماكاتيقش فيا ، شوف شحال داز من شهر عاد باش معاودين ليا هادشي ""
"" عندك الحق ، و لكن انا ماعاودتش ليك ماشي حيت ماكانتيقش فيك ، بل لحمايتك .. عقلتي فاش كنا مسافرين بزوج ؟ لمحت ليك بزاف ، كنت ناوي نعاود ليك كولشي كون ماخرج داك الروس اللي كانتمنى نلقى سبة نجبد امعاءه من كرشو ""
"" بلاتي بلاتي ، غادي يخصنا نديرو قوانين لهادشي تاعكم واخا ، انتوما قطيع خارج عن القانون ااه ، و لكن هادشي ماكايمنعش انه خاصكم تخلقوا قانون داخلي يدير ليكم حدود .. ""
"" اهااه ؟!"" قال كايتبسم بسماجة ، ربع يديه نافخ صدره قدامها و قال "" غانكون ممنون اذا تقدمتي و درتي لينا هاد المعروف ""
تبسمت جانبيا ، طولت النظرة في عينيه كاتود نفسها على القوة الكامنة فيهم ثم طلقاتها "" باش ندير هادشي ، خاصني منصب الآلفا الانثى اللي هضرتي ليا عليه قبايلة . ماغانقدمش خدماتي بلا اسم رسمي عشوائيا هكا ""
الطريقة باش جمع ديك الضحكة و طلق يديه ثم حل فمه خلاتها تضحك .. ففاجأها منين لوى ذراعيه حولها جرها لعنده و قال "" اش كاتقصدي ؟ انت ... انت .. ""
ماقدرش حتى يخرجها من فمه ، فدارتها هي "" ااه ، بغيت حتى انا نتحول و ننضم للفريق . بغيت نكون جزء منكم ، من الناس تللي كانبغي و عائلتي ، كما ان حقيقة انني غانولي ذئبة ؟ سلاحي ماغايبقاش غير في يدي و صافي .. بل في كياني كامل .. اذا وحلت في شي مصيبة بلا سلاح ماعليا غير نجب نيابي ""
زمجر .. الراجل زمجر في وجهها مبين انيابه و كاشف القليل من هيأة الذئب على وجهه ثم صاح مزمجر "" هاااادشي نييت اللي باااغي نسمع ""
ضحكات من جديد ثم خلاتو يقبلها .. نقزت بين يديه و لفت رجليها حواليه معنقاه بشدة معبرة ليه شحال توحشاتو ..
"" باتي عندي "" ماكانش كايبان طلب .. بل أمر بعيون كاتبرق ..
فتبسم كتداعب لحيته الطويلة "" نبات عندك ؟ انا غانبات عندنا .. ""
جمع الضحكة للمرة التانية .. للمرة التانية كاتهيمن في محيطه و هذا تصرف ليه تفسير في عالم الذئاب .. رماها على كتفه حتى غوتات و هو كايتمشى مسرع نحو الفيلا و هو كايقول "" جبدتيها على رااسك ""
"" علاش كاتجمعي في حوايجك دابا ؟ "" صاح نوح و هو واقف وراء ليلين في دارهم ..
كانت كاتجمع حوايجها باش ترجع لبلادها، ماحاساش باللي من الصواب تبقى معاهم و ساكتة .. هاد الروينة اللي واقعة غاتأدي بحياتهم كاملين للهلاك ..
ماجاوباتوش ، منين رجعوا لدارهم و هي متجاهلاه و ماكاتشوفش حتى لجهته ، بحال اذا فجأة ولات كاتشوفو راجل غريب ..
اكتفى نوح من هادشي ، جر الحوايج من يدها رماهم على السرير و قبض على مرفيقبها بزوج و دورها لعنده .. ثم بلطف و نبرة حاول يخليها هادئة قال "" انا ماعمرني كنت عارف انني غانتلاقى بشريكتي كيفما تلاقيتك ، انا عارف .. الطريقة باش جيتي كانت خبيثة بل .. الطريقة باش طلع هاد القطيع كامل خبيثة و عامرة بالكذوب و الخداع .. لكن الامور بطريقة ما كاتاخد منحى صحيح .. يعني شوفي غير اشنو ولا بيني وبينك .. كذبت عليك و خبيت عليك شي حاجة خطيرة كانعتارف .. انا كنت خايف امك تخليني ، تماما كيفما كاديري دابا .. ماتمشيش ، عطيني فرصة اخرى .. كانواعدك ماغايكون حتى كذوب بيننا مستقبلا فقط .. غير عطيني فرصة .. ""
رفعات رأسها و قابلت عيونه فلانت عيونه اكتر للدموع في عينيها هي و همست بنبرة منهزمة"" واش كايسحاب ليك الأمر كايتعلق غير بكذوبك و خداعك ؟ الموضوع راه اكبر من هكا . انتوما راكم ارتكبتوا جريمة عقابها الموت ، كلكم غاتموتوا .. بحال والو نكون حملت دابا ، اشمن مستقبل غايكون عند ولادنا في قطيع ماشي قانوني واش غانعيشوا كاملين تحت الرهب حياتنا كاملة ، مخبيين و خايفين ؟ مابغيتش هادشي انوح .. مابغيتش .. غانرجع لبلادي ، و غادي طلقني .. انا مانقدرش نخاطر بحياتي بهاد الطريقة .. ""
طلق يديها و تراجع مخروس تماما بالصدمة .. لكن مالقاش في نفسه يلومها ..
خاصها ديما تفكر في راسها قبل اي شيء .. هزز رأسه و بعد عينيه عليها و قال متمني تبدل رأيها "" واش هذه اخر هضرة عندك ؟ ""
ماجاوباتوش .. بل توجهت لحقيبتها .. راقب اشنو غادير .. واش غاتخرج حوايجها من تما ترجعهم لبلاصتهم حدى حوايجو ؟
لا ، بل قفلت حقيبتها و جرتها خارجة من الغرفة .. رافعة راسها و ماتلفاتتش للور ..
و اخيرا رجعت تغريد و ببنتها بين يديها . خداها من عندها الحارس فور دخولها لداخل الفيلا ..
مستقبلهم ببشاشة تعابيره الوسيمة .. "" قضيتو وقت زوين ؟ ""
هززت تغريد راسها كاتحس بالتعب من طول يومها . فخفق قلبها اول ماتذكرت اسلام و هي كاتسول فيه متمنية انه يكون رجع "" ماكاينة حتى خبار من إسلام ؟ ""
رفع الحارس رأسه لتغريد بعدما قبل خد مويرين باش يجاوبها "" عاد انهيت اتصالي معاه ، عندي خبر زوين ""
غايرجع ! خفق قلبها اكتر و اكتر و هي كاتسنى الجواب "" سالومي اتصلت بيا هذه شي نصف ساعة ""
متلت انها انصدمت و قالت بدهشة مصطنعة "" بالصح ؟ و اخيرا بانت ، فين كانت غابرة ؟ ""
كان ايفارذيث مبتسم و مسترخي التعابير لكن كان كايشوف فيها بطريقة غريبة احست بتقل تقييمه ليها على صدرها فبدات تتلبك قدامه .. لكنه حافظ على ابتسامته و هو كايقول "" قالت باللي كانت مواجهة شي مشاكل مع شي ساحرات لكن حلات مشكلها معاهم .. واعداتني بشي زيارة قريبة ""
تنهدت تغريد مازالة مستمرة في تمتيلها بعناد "" انا فرحانة بسماع هادشي ، يعني اسلام غايرجع غذا ؟ ""
ميل الحارس برأسه قليلا و هو كايقول "" قال غادي يزيد شي يومين اخرين تما .. عجبو الحال في الجبال . "" منين بانت الصدمة في عينين تغريد اضاف بالقول "" سيري لحقي عليه ، فرصة تفوجوا شوية ""
لوحت بيدها و حاولت تاخد الصغيرة من عنده "" بلاش ، غير خليه باينة باغي يستفرد بنفسه شي شوية .. ""
ماعطاهاش البنت بل خلاها على صدره مسترخية عليه و قال ليها "" خليها ليا توحشتها ، غير طلعي ارتاحي انت "
حتى هي كانت موحشة بنتها و لكن هو ماعارفش هادشي ، فخلاتها ليه و راقبت كيفاش مشى لاوي ذراعيه حول الصغيرة و مايل برأسه على رأسها بلطف و غادي ..
تنهدت و طلعت بديك الغصة في صدرها اللي كايبان ماغاديش تتفارقها ..
اول شيء بغات دير دابا هو تاخد حمام ساخن جدا و تبكي تحت منه ..
هاد النهار كان صعيب معارفاش حتى كفاش تجاوزاته ..
كلام ايدر كان كايطمن قليلا ، لكن شرارة الشك مازالة تما و مبرزطاها .. ماكرهاتش يحد اسلام شكها و كيفما كان داكشي اللي غاتواجهه معاه غير تواجهه .. مابقاتش قادرة تتحمل هادشي ..
كان جلال و ريم على سريرهم في الظلام .. مازال ريم كاتحس بقوة فكيه حول عنقها منين وصمها ببصمته ..
مانزفتش بزاف و ماكانتش عضة مميتة .. كامت مختلفة .. كانت حميمية و كأنها قبلة من نوع اخر .. كانت جزء من تواصلهم الجسدي ..
رفعت وجهها لجهته حتى حسات بانفاسه الساخنة على وجهها ، رفعات يدها و تلمست عنقه باصابعها و تبسمت قليلا و هي كاتقول "" تمنيت لو انني قدرت نخرج انيابي و نحط ليك وحدة حتى انا هنا .. ""
ماجاوبهاش ، بل حست بيه تحرك و لان جهة جانب السرير شعل الابجورة .. ثم بعيون عبوسة بتركيز انحنى كايقلب عنقها و يتلمس عنقها كايتفحصه "" كاضرك ؟ ""
""لا "" قالت مازالة كاتبسم لملامحه الوسيمة الرجولية ..
"" قبل موضع العضة ثم قبل جبينها و خلى فمه على نفس المنطقة و هو كايقول " سمحي ليا احبيبة ، منعت نفسي انني ندير هادشي لوقت طويل لكن حيواني ماصبرش مازال ، انا مامآمنش بهاد السلوكيات الهمجية لكنها في الاخير ولات جزء مني ""
طبطبت بيدها هلى صدره و قالت بنبرة حلوة و عطوفة "" ماكانمانعش ، عارفاك مستحيل تآديني ""
""اهم "" عاود قبل جبينها و ضمها بكليتها مقربها ليه "" خاصك ديما تبقاي متأكدة من هادشي ""
"" في نظرك امور القطيع غاتستقر بعد هاد الليلة ، انا قلقة بخصوص ليلين .. اما شيري فكانت كاتبان متساهلة مع الحقائق اللي عرفات ""
"" ماعرفتش ، ماعندي حتى فكرة .. "" تنهد .. سكت للحظة ثم قال "" مابقى لوجودي عنده معنى في العشيرة ، و ماقابلش بايدر آلفا عليا ، اشنو بان ليك ناخدو ولدنا و نمشيو من هنا ""
رفعت راسها باش تفوش مباشرة في عينيه .. بادل عيون الغزال بنظرة عطوفة و داعب خدها و هو كايكمل "" اش بان ليك ، نخليو كلشي هادشي و نبنيو حياة ديالنا بوحدنا بعيد على هنا .. ""
"" انا "" تلعثمت بالقول "" انا معاك فينما مشيتي ، حتى حاجة مارابطاني بهاد الارض .. غير هو .. انت .. اللي عندك مايربطك في هاد الارض ، العشيرة جزء كبير من حياتك ، واش فعلا مستعد تتخلى عليها ""
ظلت عيونه كاتلعب بين عيونها .. و كأنه كايفكر لكن صوت الهاتف ديالهم قاطعهم .. مد يده خداه و جاوب .. و الخبر اللي سمعه .. خلاه يتفز من بلاصته ..
وقف نوح بسيارته امام المطار بعد سوايع قليلة من نقاشهم ، وصلها بين يديه حتال الباب اللي غاتدخل منه بدون رجعة ..
كان كايشوف فيها و هي كاتفتح باب سيارته ناوي يخليها تمشي ، ذئبه كايزمجر في الداخل و كأن قطعة كاتنتشل منه بوحشية ..
لكن كان خاصه يخليها تمشي ، هي .. كاتفضل سلامتها .. كيفما خاصها .
مد يده قبض على ذراعها رجعها للكرسي ، دارت عنده بعيون واسعة . فخدا ثانية باش يجمع شتات نفسه ثم بنبرة مشحونة زمجر "" زوج حوايج غانوصيك عليهم و هما غير زوج و اذا غلطتي غاتلقايني عندك . الأول ، هادشي غايبقى بيننا ، سلامة القطيع ديالي عندي هي كولشي ، إذا وقع ليهم شي حاجة بسبب لسانك انا غانسالي قطيعك ، ماتنسايش باللي قبل مانكونو ذياب .. حنا مافيا .. الوصية الثانية ، ماتخلي حتى ذيب من الذياب الذكور يشمشم في جنابك . حتى نشوفوا واش حملتي .. دابا تقدري تمشي في حالك "" و دار لقدامو طالق يدها ..
ماتحركتش من السيارة لثواني حتى خلات امل صغير في انها غيرات رأيها يترعرع في عقله .. لكن سرعان ما خاب اماله .. عاودت نزلات .. و قبل ماتسد باب السيارة زمجر صارخ "" ماغانساش هاد الخوية اللي خويتي بيا "" مشات بيديها كايترعدوا و جسدها متشنج .. ندم لحظيا على النبرة القاسية باش تكلم معاها .. تمنى لو الامور ماوصلاتش لهنا .. تمنى لو انها غير عطاتو فرصة اخرى ..
"" ولدكم كايموت "" هما غير زوج كلمات اللي فهموا ريم و جلال من بين داك التفسير الطبي الطويل اللي عطاهم الطبيب المشرف على حالة صغيرهم ..
""ولدكم كايموت "" ترددت الجملة ووقعت مرارتها على حواسهم .. ولدهم كايموت .. بعدما قطع هاد الطريق كاملة ؟
سكت الطبيب و مرر عينيه بين هاد الأبوين و احس بالأسف ،تأسف مرة اخرى لكن لا جواب منهم ..
الام حنات وجهها كاتشوف في يديها بلاماتشوف فعلا فيهم .. و الاب ؟ كان كايشوف مباشرة في عينين الطبيب ..
بعيون ميتة مسلوبة الحياة و بنبرة هادئة بشكل مخيف قال "" بغيت نديه معايا ""
عبس الطبيب باستغراب و قال "" تديه معاك ؟ ""
"" ياك كايموت ؟ بغينا نديوه معانا ندوزو معاه اخر لحظاته بيناتنا .. غير حنا ب3 ""
كان الطبيب غايعارض ، لكن ىجع سد فمه وتنهد .. و كأنه تفهم موقع هاد الابوين ، كايحس بالاسف الشديد و هو شاف قدام عينيه لشهور كيفاش كانوا ديما حدى ولدهم قويين كلهم آمال باش يديوا ولدهم معاهم سليم معافى ..
"" انتوما مازال صغار ، مازال فرص اخرى قدامكم ، انا كانعاود نتأسف "" و ناض .. خلى الأبوين تمى .. شادين يدين بعضهم ..
بعد مدة قليلة ، كان ولدهم بين يدين ريم و هي جالسة جنب جلال في السيارة .. السيارة اللي طايرة في الطريق متوجهة لدارهم ..
كان هزيل بين يديها و هي معنقاه لصدرها ..
من الغريب كيفاش كانوا بزوجهم هادئين ، صامتين . و كأنهم عارفين اش غايوقع ، و عارفين وجهتهم .. عارفين اشنو خاصهم يديروا ..
منين كانو طالعين في طريقهم لدارهم خدا من عندها الصغير و شد يده الصغيرة بين صباعه و حذر راسه قبلها ..
حلات ريم باب دارهم و رجعت سداتو منين دخل جلال . مباشرة و بلا حتى مايشعلوا انوار البيت .. دخلوا لغرفتهم ..
سدات متى باب الغرفة و شعلات النور و وقفات تما كاتشوف في جلال كايحط ولده على السرير بعناية شديدة ..
كان الصغير كايبان ضعيف هزيل و كايعاني مع عملية تنفسه .. كايصدر أصوات أنين صغيرة كاتقطع قلوبهم عليه .
رفع جلال عينيه لريم فين واقفة .. كاتشوف ولدها غير من بعيد عينيها متوسعين ، متعلقين فيه .. "" ماغاتحبسينيش ؟ "" همس بنبرة متوترة منهزمة ..
متردداتش باش تقول "" ديرها ""
رجع جلال حذر عينيه لولده و شد كفيه الصغار قبل كل واحد بوحده ثم حبس بقبلة طويلة على جبينه و عند وذنه همس بشيء .. ماسمعاتوش ريم ..
خفق قلبها و كبتت ديك العاصفة الجياشة من العواطف في داخلها ..
اخر فرصة ، اخر فرصة .. اذا ماصدقاتش .. اذا مانجحاتش ..
ديك الساعة ، غاتخليه يمشي ..
جلسات عند رأسه و شدات في يده كاتداعب ظاهرها بإبهامها و بلعت ريقها و هي كاتشوف في جلال كايبادلها نفس النظرة المتوترة .. خايف يديها كيفما هي خايفة ماينجحش الامر و يغادرهم ولدهم ..
لكنها كانت واخدة قرارها صارمة بالقول "" قلت ليك ديرها "" لانت نبرتها فجأة باستسلام و انهيار مفاجئين "" عافاك ، عتقو مانقدرش نعيش بلا بيه ، مابغيتش ولاد اخرين ، انا بغيت جونيور اجلال .. ""
بعينيه عليها هز يده في الهواء ، ثم تحولت يده لهيأة الحيوان ، بفرو و مخالب طويلة .. جزء من وجهه كذلك و برزت انيابه و خدات عينه شكل عيون ذئبه ..
كان وحش ،لكن وحش كاتعرفه .. وحش اللي كايمتل عائلتها الوحيدة .. هو و داك الصغير اللي وهبها ممدد ببضعف بيناتهم ..
"" ديرها اجلال ""
مازادتش كلمة ، بمخلب واحد احدث جرح فوق جلده الرقيق قطع بيه حتى ملابسه الصغيرة ..
ماعطاش لريم فرصة بحيت صرخت فورما شافته شق صدر ولدهم الهزيل .. سدات وذنيها مامتحملاش تسمع صراخ الصغير المتأام .. صوته اللي اعلى لقل من ثانية ثم تخرس و خفت شوية بشوية ماعندوش حتى القوة باش يبكي .. بكاءه هدء و هدء حتى تقطع ..
حلات عينيها شوية بشوية كاطل بين صباعها .. لقاته كايلعق جرح الصغير بملامح عميقة الحزن .. ولدهم كان جثة بين مخالب باه .. ضمه لصدره و كمل في لعق جبينه و كانه كايطمنه و يداعبه بحنان .. بطريقته .
بكاء ريم دخل في ريثم . ماقادراش تقرب و لا حتى تبعد عينيها عليه .. كاتسنى .. كاتسنى تسمع بكاه من جديد ..
رجع جلال لهيأته و هو كاينوض ، ماطلقش الصغير من بين يديه "" نوضي ، هذا هو الوقت "" و خرج .. ناضت تبعاته رغم انها كاتحس برجليها كيف الهلام ماهازينهاش ..
كاتردد "" غايرجع ، غايرجع .. ""
"" غبرنا سويعات قلال رجعت لقيتك غرزتي انيابك فيها ؟ "" كان جهاد الواقف قدام ايدر في وسط الفيلا .. مصدوم من فعل ايدر و التسرع دياله ..
"" ماكنتش غانديرها كون مابغات هي ، ها واحد ، ثاني حاجة علاش غانتسنى ؟ صبرت بما فيه الكفاية .. ماكان خاصني غير قبول حبة الملوك .. و شرحت ليها كولشي و أكدت عليها تفكر قبل ما نحولها . آش غانقول ليك .."" دفع أعلى جذعه مسنده على الكنبة و دار رجل فوق رجل و ربع ذراعيه تحت راسه "" انا مع امرأة قوية و شجاعة .. اشنو غانقول من غير انني فخور و فرحان لدرجة حتى حاجة في هاد اللحظة ماتقدر تسلب مني هادشي ""
و في ذات الثانية ، دخل نوح بملامح سوداوية ريحة غضبه احباطه واصلة قبل منه .. جمع ايدر ضحكته رغم بقاءه مسترخي على نفس الوضعية ..
"" ليلين رجعات لبلادها "" قال بنبرة كئيبة و رمى جسده على الكنبة و كأنه رجع من حرب دامية خسر فيها كولشي ..
عبس ايدر قليلا فقليلا ثم قال بهدوء خطير "" عاودها نسمع ؟ ""
رفع نوح عينيه بشرارة العضب فيهم متوقظة و صاح "" المرأة عارفة مصلاحتها و مشات من هنا حفاظا على سلامتها ، المراة خافت على راسها نشدها بالزز ؟""
"" لا بلاتي واقلة انت مافهمتيش "" اكمل ايدر بنبرة ساخرة و هو كايستاقم في جلسته "" راه حتى انت خاصك تخاف على سلامتك و مصلحتك . انا درت العجب باش نجيبها للهنا و انت خليتيها تمشي بحال هكا ؟ واش ماطاحش فبالك تسد عليكم باب داركم حتى تطمنها و تقنعها .. اذا ماطاحتش في بالك ، نقل غير من جهاد متلا .. ""
"" انا ماشي هو جهاد و ماعمر طرق هاد الاحمق ماعجبوني "" زمجر نوح ..
فتدخل جهاد رافع يديه في السماء "" حتى واحد مامهتم يسمع رأيك عليا دابا اسي نوح ، انت دابا عندك امرأة راجعة لقطيعها باش تجيب تمامك .. قلق على هادشي ""
قاطعهم دخول ربم و جلال بصغيره بين يديه .. العيون كلها تعلقت على اللي بين يديه .. حل ايدر عينيه بالتزامن مع فمه .. و بدا ينوض من بلاصته شوية بشوية .. و منين تلاقات عينيه بعين جلال و فهم المشاعر اللي حملاتهم و قاس تقل وقع داكشي اللي دار في ولده عليه ..
فتح فمه و قال بهدوء خطير "" أنا غانقتلكم .. ""
"" أشنو درتو الحماق ؟ "" قال جهاد و هو مسرع لجهته . خلا ذراعي جلال يتسرحوا قليلا باش يسمح ليه يشوف الصغير .. قاس عنقه .. فتطلب منه وقت طويل باش يحس بنبض بعيد و تقيل .. "" قتلتوا ولدكم "" قالها و عينيه كايخرجوا . حتى هو الاكتر جنونا و برودا تصدم من هاد الفعل ..
"" ماقتلناهش .. عتقناه "" صاحت ريم في وجه و الدموع مازال مانشفوا في عينيها ..
كان ايدر قدامهم حتى هو .. خدا الولد من عندهم و قلب الجرح . تنفس الصعداء ان الجرح في موقع صحيح و غير عميق بشكل خطير .. حل عينيه و نزل وذنيه على صدره . ثم رماه على صدره و هز عينيه في دوك الزوج الاحمق و زمجر مهدد "" غانقتلكم و غانتهنى منكم .. انا فضيت منكم "" و هادشي اللي قال و هو مستمر في الطلوع نحو الغرفة .. جلال و ريم في رمشة عين كانوا وراه .. ريم كاتبكي و جلال هادئ بشكل خطير ماكاينطق ماكايتكلم .. لكن في عينيه كان كولشي واضح .. كان خايف و كان قلق .
حط الصغير في السرير جنب شيري فين حتى راقدة هازة اثر عضة كبيرة على عنقها ..
شهقت ريم و توسعت عيون جلال منين شاف المنظر .. شنق على إيدر و صاح في وجهه مزمجر بغضب "" اشنوو درتي ، واش مالييك حدود ؟ ""
قرر ايدر يتجاهل هاد النزاع على قبل الولد الصغير اللي مرمي على السرير محتاج العناية .. عكس باه ..
لكن يمكن الاب تفكر حالة ولده ، فخلا نوح و جهاد يتدخلوا بيناتهم و يفرقوهم ..
"" غانهضروا من بعد على هادشي "" قال جلال بنبرة تهديدية ..
"" خرجوه عليا من هنا "" امر ايدر بعدما جلس قدام الصغير كايجردوا من حوايجو ..
ريم جرات جلال لكن مابغاش يفرق ولده .. فتوسلاته بعينيها .. ماقدرش يكسر خاطرها .. خلاها تدفعه على برى .. نوح و جهاد كانوا معاه في تانية .. رجعت ريم لجنب صغيرها و سدات باب الغرفة .
"" شيري اللي طلباته يدير هادشي "" قال جهاد فجأة .. خلا نوح و جلال يرفعوا ريوسهم بصدمة ..
"" واش هاد الحمقة فكرات و وافقت بهاد السرعة ؟ " قال نوح بدهشة ..
"" و العشيرة ؟ واش هذا وقت مناسب دير هادشي ؟ حنا يالله قتلنا الراس الروسي . واش هي عارفة هادشي كياخد اكتر من 8 اشهر ديال الوقت ، كيفاش قدرت تخلي العشيرة بلا كابو هاد المدة كاملة ؟ ""
حملقوا فيه جهاد و نوح فعبس و نطق "" اذا مشيت حتى شديت بلاصة الكابو ... ماغاديش نطلقها .. فبلا ماتسناو مني شي حاجة .. ""
فسكتوا الرجلين .. عارفين المشاكل الداخلية اللي ممكن تجي من هادشي ..
إسلام كذب منين قال باللي غايبقى تما في الجبال لمدة اطول باش يرتاح ..
بل كان راجع لكن ماشي للفيلا . كان متوجه للغابة فين عاشت تغريد ديك الفترة السوداء من حياتهم بزوج ..
لحد الآن عقلوا مامتقبلش الحلم اللي شاركها و شافوا بعينيه .. مامتيقش الوجه الغريب لتغريد اللي اكتشفه تما .
هاديك ماشي تغريد .. بل شيطانة اختلقها عقله بناءا على شكوكه تجاهها ..
مارس خدمته و هو كايحقق مع الساحرات ، لكن عقله كان مع لغز حلم تغريد .. كان عارف انها ليها يد في اختفاءها .. لكن ماكانش لاقي منين يبدأ ..
ضغطه على تغريد كان ممكن يولد نتائج معاكسة لداكشي اللي باغي .. هو باغيها تعترف منها لراسها حيت كاتيق فيه .. ماشي حيت حصلها و هددها ..
فكر يمشي لعند ايدر ، لكن اجل ذلك ، مازال الحال ، اذا عاق بيه ايدر انه شاك في شي حاجة يقدر يسبقه بشي خطوة ..
اسلام عارف انه خاصه ياخد الامور بهدوء و يميز الخيوط هو الأول ..
سبب هروب سالومي و اختباءها كان سبب مخالف لاختفائها .. لان نقطة اختفاءها كانت من فيلا الحارس .. المكان فين تواجد ايدر و تغريد بزوج ..
السبب اللي غايخلي ايدر يهتم بأمرها هو جوعه ليها ، اذا ممكن يكون خطفها و داها ياكلها .. و تغريد حضرات وسط المشهد فسكتت باش تحمي صديقها ايدر و في نفس الوقت ظلات متوترة بسبب سكوتها و تأنيب ضميرها تجاه الساحرة ..
يمكن هادشي علاش تبعاته ، يمكن بغات تفك القضية بلا مايعرف حتى احد .. و رجعات الغد ليه منين ماقدراتش ..
هاد النظرية كانت منطقية في عقل اسلام حتى عيط ليه الحارس و خبروا باللي سالومي عيطات ليه ..
سالومي مازال حية .. يعني ايدر ماكلاهاش .. يعني ماخطفهاش . لو خطفها كان غاياكلها ..
لكن مافاتش على عقله غرابة التزامن ديال ظهور سالومي مباشرة بعدما عرف الحارس و الوسيط باختفاءها ..
كما ان الحارس عاود اتاصل بإسلام و خبره باللي شم في تغريد ريحة ايدر ..
كاينة شي حاجة كاتجمع بين ايدر ، تغريد و سالومي .. ولغز الحلم اللي شاف ؟ .. كان حبة الكرز اللي كملات الديسير ..
كاينقابض قلبه كلما تخيل ان هادشي اللي واقع غايوقف بينه و بينها .. كايكره كيفاش حياتهم الجديدة اترت في علاقتهم و كان كل واحد منهم واخد جهة معاكسة للاخرى ..
كايضروا كيفاش كاتخطط و تتصرف وراء ظهره .. و مهما حاول يكسب تقتها الكاملة ماعطاتوش كولشي . انانيته كرهت حتال فين هي مخلصة لايدر .. حتى قدام اقرب شخص ليها .. زوجها و صديق طفولتها ..
او على الاقل هادشي اللي كايسحاب ليه !
قلبه مكسور و آماله خائبة فيها .. و لكن هذه هي تغريد من ديما كانت هكا .. من ديما كانت كاتلقى طريقة كيفاش تخليه يشكك في عمق علاقتهم ..
شحال كاتبان بعيدة .. شحال كاتبان غريبة ..
السؤال اللي طرح على نفسه و حرقاته سميته هو ، واش تغريد كاتخمم في علاقتهم اللي كاتهدم شيئا فشيئا بالتصرفات اللي كادير و بالمواقف اللي كاتاخد ؟
ماكرهش يعرف .. !