قصة خيالية بالدارجة : آلاء و لعنة تالا ( الفصل التاسع)
- الفصل التاسع :
~ بعد ايام ..
كانت تغريد متكية في بلاصتها ، زوج افلام بالتتابع سالاتهم و مازال ماجاها النعاس ..
خرجات من صالة التلفازة كاتتفوه ، طلعات للطابق التاني و دخلات لغرفة النوم المشتركة و لقات خواتاتها و بنت عمها نعسو ..
شعلات الضو شافت فيهم مميلة فمها و قالت :"" الشارفات دغيا كاينعسو ""
طفات الضو و هي تسمع صوت في السطح ، حلات جيوب انفها و شمات ريحة القلي ..
و بعدها تبسمت و قالت :"" و علاش مانطلعش نزاحم داك خاينة ، نسيتو اليوم ""
وصلات للسطح و هي تحيد صندالتها من رجلها ..
دخلات و وقفات وراء الباب كاطل عليه ..
كان لابس غير سروال رياضي قطني بلا حتى حاجة الفوق ..
كانت باغية تخلعو و لكن شدات نيفها منين تفكرات الضربة لي سخفاتها المرة لي فاتت ..
حركت راسها ، ماتقدرش تخاطر مرة اخرى ، يقدر هاد المرة ينعسها بلا فيقة ..
جلسات تما و بقات غير كاتطل و تملي عينها بشكلو و هو مشغول بكامل انتباهو ..
هبطات جلسات تما و ماكانتش ناوية نهائيا تدخل او تبين وجودها ..
جديا ، كايعجبها تشوفو هكا .
ماعندها حتى فكرة علاش ، يمكن غير كايجيها بحال شي قطعة من الفن ، و عينيها كايقدرو الفن ..
اكيد و اشنو غايكون غير هكا ..
في لحظة كان عاطيها بالظهر و في الاخرى واقف قدامها مباشرة ، كايطل عليها بعينيه الفوق ..
وساعو عينيها بادراك انها حصلات ..
و بقات جالسة هكاك قفازية و ضمات ركابيها بين ذراعيها ..
كان كايشوف فيها ، عينيه شاملينها كاملة ، لاصقين عليها ، كايعض فكو السفلي حتى عظامو كايخرجو من جوانب فكو الحاد ، جيوب انفو كايتفتحو و ينغالقو ، و عينيه ، عينيه مبسمين ، ماشي ابتسامة ودية ، ابتسامة غريبة ، حلوة ، كاتلعب تما في وسط المعدة و كاتدغدغها ، ابتسامة كاتداعب الانثى فيها و ... كاتحشمها .
هي ، تغريد ، كاتحشم من من ؟ من اسلام ؟ مستحييييل ...
في الوقت لي هي مضهشرة في افكارها ..
تحنى عندها و مد صباعو دغدغ تحت ذقنها و قال ساخر :"" ويتك ويتك ، طلعاتك ريحة الفريت ؟ ""
ربطات حواجبها بغير فهم و قبل ماتجاوب ، حط فريتة فوق نيفها ، حولات عينيها و هي كاتحاول تفهم اشنو هي ..
بغات تتحرك و تحيدها و مد صبعو قدامها و قال :"" صبري ""
وقفات و بعدها رجعات باغية تحيدها و تاني قال بتحذير :"" صبري ""
رجعات توقفات عن الحركة و من جديد تحركت تحيدها و قال هاد المرة مبتسم اكتر و قال :"" صبري ""
مافهمات والو .. بقات غير كاتبلق عويناتها فيه ..
شافتو رجع وقف و قال بابتسامة عريضة :"" دابا كوليها "" ربت على راسها و قال :"" good girl ""
و غير فهمات اشنو كان هاد المشهد ، تجعدت شفتها العليا بالغيظ و ضرباتو بديك حبة الفريت و صاحت :"" بزااف عليك الحماار بنت ليك جروة ؟ ""
تكا على المنضدة و سند يديه بزوج وراه و طل عليها من فوق عينيه كايضحك و كايغيظها ..
قالت لراسها تتجاهل صدرو المسطح المنشور قدامها و إلا غاتولي تتصرف تصرفات ماعندهم معنى ..
بعدات من قدامو و حلات التلاجة خدات قرعة الماء تشرب منها و قالت :"" حنا باقين في فصل الربيع و لكن الصهد لي دابا ديال شهر 8 ""
ماجاوبهاش ..
دارت لعندو و وقفات في جنبو نفس وقفتو و قالت :"" مليت ""
قال :"" نعسي ""
قالت :"" ماشي غير دابا ، من الحياة عامة ""
قال :"" انتاحري ""
قالت :"" او يمكن غير نسافر ""
شاف فيها و شافت فيه ، تبسمت و هو يخنز و قال :"" تسافري؟""
قالت :"" اه ، نسافر ""
قال باقرار :"" اه ، جيبك عامر دابا ""
قالت :"" ماشي بزاف ، خسرت في الكاميرة و لكن مازال شي حاجة ""
عاود سول :"" باغية تسافري ؟ ""
قالت :"" وا ، اه "
قال :"" فين ؟ ""
قالت :"" فينما داتنا الطريق ""
قال :"" انت و من بالسلامة ؟ ""
دارت واجهاتو بجسدها وقالت بابتسامة عريضة :"" انا و ياك ""
سكت كايرمش عينيه ، بعدها ضحك خدا القرعة من يدها و شرب منها و قال :"" في احلامك ""
قالت باحباط :"" علاش لا ؟ خود كونجي يوماين و نمشيو لشي بلاصة رخيصة نفوجو شوية و نرجعو ""
قال :"" انا و ياك ؟ الراس في الراس ؟ مستحيل "" وبعد عينيه عليها ، تغريد حماقت باش تقتارح شي اقتراح بحال هذا ، مستحيل يخاطر بهاد الطريقة ..
غوبشت و وقفت قدامو ،واجهاتو و قالت :"" كيفاش هاد انا وياك الراس في الراس مستحيل ، من ايمتى كانت هاد الهضرة ؟ النصف من حياتي و حياتك غير انا و ياك الراس في الراس ، غاتجي دابا تقول ليا مانسافروش بزوج ؟ "" ماكانت عندها حتى فكرة علاش ظار هاد رد الفعل .
حط القرعة بالنطرة فوق المنضدة ، كمش فمو بشيء من الغضب و ربط حواجبو بانزعاج ، قرب عندها ، خطوة و زوج حتى اقتحم مساحتها الشخصية و بدات كاترجع بكل خطوة كايقربها هو ..
حتى حسات براسها ضربات في شي حاجة وراها و وقفات و تما قال :"" ماغاتصدعينيش دابا ، ياك ؟ ""
دفعها من قدامو و حل التلاجة رجع القرعة ..
شافت فيه كيفاش رجع لشغلو لي كان مشغول به في الاول ..
مالو تاني ؟ علاش تقلب لمجرد ذكرات ليه السفر ؟ واش الامر كايتعلق بكونو ماعندوش فلوس او شيء اخر ؟ مافهمات والو ..
قالت و هي واقفة وراه :"" واش عارف باللي بعد المرات كاتعاملني بطريقة في شي شكل ؟ ""
وقف من داكشي لي كايدير و هز راسو بلا مايدور عندها و كملات :"" انا عارفاك مزاجي ، و عارفاك كاتهضر بطريقة قاسحة و ماعمرو كان عندي مشكل مع هادشي ، حيت كانعرفك مزيان و كانعرفك اشنو لي كاتقصد و اشنو لا ، و لكن .. بعد المرات .. كاتكون في كامل الاندفاع و الهجوم لجهتي انا ، هكاك بدون سبب ، كاتبرزطني حيت ماكانفهم والو . انا كانتفهم انك كادوز من اسوء مراحل حياتك ، انا كانتفهم و كاندير بحساب هادشي حيت شاربة معاك من نفس الكأس ،و لكن هادشي ماكايرخصش لك تعامل الناس بما يحلو لك ، خاصك حتى انت تتحكم في عواطفك و تميز و تعرف فين كاتنيش . علاقتي بيك جد مهمة بالنسبة ليا ، انت اكتر من غير ولد عم ، او اخ او صديق ، انا ماقادراش حتى نسميك . ماغانخليكش تدمرها غير بسباب مزاجك البايخ ، رد بالك ا اسلام ، هذا اول و اخر انذار ""
و دارت ناوية تنزل في حالها ..
إلا ان قبضتو حول ذراعها وقفاتها ..
دارت عندو كاتخنزر ، و قال :"" اجي للهنا "" و من ذراعها جرها لحضنو عنقها و هبط رأسو قبل اعلى رأسها و مسح على شعرها كنوع من الاعتذار ..
عندها الحق ، هي في الاخير ماليها ذنب في اللي هو فيه ، ماعارفة والو خاصو يدخل هادشي لراسو ، خاصو يتحكم في عواطفو ..
و لكن هو هكاك ، موضوع تغريد اقوى منو كايخليه يخرج على صوابو ، و يوجه غضبو ليها ، الفضب لي كايتكون بسبب شعورو بالاستسلام و الخضوع لمشاعرو ليها ، غضب من نفسو و منها هي بالذات ، هي اساس هادشي كامل ..
و لكن لا ، فوق هادشي تغريد صديقتو ، او يمكن شي حاجة اكبر من هادشي ، و هي عندها الحق ، ماخاصوش يدمر هادشي بسبب عواصف مزاجيتو ..
غمضت عينيها للحظة كاتريح راسها بين يديه ، كانت ممتنة لهاد الحضن ، و لكن تصرفاتو بعض المرات غير مفهومة كاتوترها ، كاتخليها تفكر اذا جاء اليوم و تدهورات علاقتها معاه ، اليوم لي مايبقاش اسلام في حياتها ، يوم لي تطلع للسطح بالليل و تلقاه خاوي ، ماكاينة حتى ريحة طياب و لا صوتو كايذنذن و لا حتى حاجة خاصة بإسلام ..
الطيور كاتغادر اعشاشها فاش كايحين الوقت ، و اسلام ، كان طير حر ، و اذا كانو جناوحو مكسورين دابا ، ماكايعنيش انه تابت دابا بإرادتو ..
من ديما كان كايتكلم على الاستقرار في مدينة اخرى بعيدة على هنا ، و كل مرة كايوترها منين كايجبد هادشي ..
بعداتو عليها و قالت :"" صافي بعد مني هاد الساعة ، عصبتيني ""
تمات باغية تنزل تاني خاصها تهدن نفسها قبل ماتبان باللي زادت فيه و يولي الوضع غريب . و لكن رجع شد يدها و قال :"" بقاي ، درت بحسابك .. ""
منين هزات عينيها فيه لقاتو مبتسم ابتسامة هادئة و ودودة .. بلعات ريقها وقالت :"" ماكنتش ناوية نطلع، اشنو كنتي غادير بدامشي لي غايشيط؟ ""
ضحك نصف ضحكة ساخرة و قال :"" و طلعتي ""
طلقات يدها من قبضتو و قالت بملامح مشمئزة :"" ماعندك حتى فكرة شحال باغية نحط تصرفيقة على داك الوجه الوسيم ديالك في هاد اللحظة ""
ضحك و عنق رأسها و قال :"" صافي ، صلي على النبي ""
بعداتو و قادت شعرها و قالت فجأة :"" تخرج ؟ ""
قال متفاجئ من طلبها العشوائي :"" دابا ؟ ""
قالت :"" اه ، ماغانجبدش لك السفر مرة اخرى ، انت كاترفضو لشي سبب و انا ماباغياش نعرفو اشنو هو ، سدينا داك الموضوع ""
ربع يديه و وقف كايتفحصها بعينيه و هو كايعض على شفاتو السفلية و بعد صمت قال :"" واخا ، نخرجو الالة انا اشنو خاسر انا ""
بعدما تعشاو ، خدات المواعن غسلاتهم و رجعات عندو للغرفة لقاتو كايلبس تيشورت ديالو ..
بانو ليها سوارت و وراق محطوطين فوق طويبلة صغيرة موجودة تما و قالت :"" اش كايدير هادشي عندك ؟ ""
شاف في اتجاه الشيء لي كاتكلم عليه و قال:"" دياول خوك ""
قالت :"" خويا ؟ ااه حقا ، غبر هاد اليوماين علاش عطاهم لك ؟ ""
هز عينيه فيها و قال :"" انت دابا ، يالله ملاحظة باللي خوك الكبير ماكاينش في الدار هاذي يوماين ؟ ""
تبسمت ابتسامة بلهاء و دورت عينيها و قالت :"" ماعرفتش كيفاش حتى ملاحظتش ، يمكن غير حيت ماحتاجيتوش هاد اليوماين داكشي علاش ""
ماعرفاتش علاش جوابها زعجو ، دور وجهو و جلس يلبس في رجلو و قال :"" خوك مسافر و طوموبيلتو خاسرة ، خلاها عندي نصلحها ليه داكشي علاش "" كان فعلا منزعج من طريقتها ، اسلام ماكايحملش هاد الجانب فيها ، تغريد ذات شخصية متجاهلة ، ماكايهمها حتى احد ، و ماكاتلاحظ احد ،ماكايشوف حتى اهتمام منها لباقي العائلة ، يقدر يمرض شي واحد او يغبر و ماغاديش ترد البال ، ماشي غير للعائلة و انما كولشي هكا في حياتها ، بحال اذا مركزة غير في نفسها ، في العالم الخاص بيها بوحدها ، و هادشي ماكايحملوش ، كايخوفو منها ...
قالت :"" و صلحتيها ؟""
قال :"" اه ، كان مشكل بسيط""
قالت :"" و دابا مافيها حتى مشكل ؟ ""
هز راسو فيها و قال بتشكيك :"" علاش كاتسولي ""
قالت مبسمة :"" بغيت نسوق ""
وقف و قال مبسم بسخرية :"" على جثتي يا عزيزتي ""
جمعات ابتسامتها لي على وجهها ، و من بعد هربات ..
خرجو عينيه في المكان فين كانو الوراق و السوارت منين مالقاهمش و طفى الضواو و تبعها كايجري ..
في وسط الدروج تابعها كايغوت ولكن بالهمس ..
"" تغريد ، تغرييييد اقسم بالله و نشدك مايفكك مني احد ، تغريييييد ""
ماوصلها منو غير ضحكتها الشقية مستمتعة باللي دارت ...
خرجات من باب الرئيسي و خرجات للزنقة كاتضحك و كاتقلب السيارة فين هي ..
شافتو خرج وراها و هي تهرب ..
كاتجري و هو كايجري وراها ..
بوحدهم في الزنقة بحال الى العالم ملكهم غير هما بزوج في هاد الوقت ..
زحمها في قنت و وقف قدامها كاينهج ، مخنزر و كايخاصم ..
قال غاضب :"" اري الزمر للهنا ماكانتفلاش ""
قالت :"" طموبيلة خويا ، عافاك ماتسرقش مني هاد الفرصة حيت ماغاتعاودش ، منين خديت البيرمي 3 سنين هادي ماسقت ، عاافاك ""
قال :"" حيت ماسقتيش 3 سنين هادي ماغانعطيكش و اصلا ماغاتاخديهاش واخا تموتي قدامي ""
وقفات كاتخنزر فيه و نطرهم ليها و قالت :"" جديا انت ، no fun ، خايفاك تجمد من كترة التكنزيزة لي مكنززها ، طلقها شوية اصاحبي ، اش غايوقع كاااع الى نسيتي شوية هاد النفخة و هاد المبادئ ديال المرض ""
قال :"" نطلقها اذا كانت حاجتي ، الامانة ماشي ديال اللعب ، و مامستاعدش نعطي الفرصة لاي واحد يحل عليا فمو غير حيت الانسة تغريد باغية تلعب شوية ""
ربعت يديها و تمت غادية قالبة وجهها ..
تبعها و قال :"" انا لي غانسوق ""
ضارت عندو شافت فيه و قالت :"" خليني نقلع هادي ، هو عاطيك الاذن تصرف فيها حتى يرجع ""
قال بصرامة :"" اكيد ماغانهزهاش بدون اذن مولاها ""
قلبات عينيها بملل و تبعاتو ..
على الطريق السريع ...
الموسيقى عالية و النوافذ على جوانبهم محلولين مدخلين ريح بارد حرك شعرها معاه ..
كانت كاتغني مع الموسيقى بصوتها لي مابيهش و هو كايمرر عينيه عليها كل مرة و حين ..
كايتملكو داك الهدوء لي ديما كايحس بيه غير معاها ..
حماسها حمسو حتى هو ، فرحتها فرحاتو حتى هو ..
ببساطة ديما كاتقدر تعاديه بهاد المشاعر الايجابية لي ديما هازاهم معاها ..
شافت فيه كاتضحك و قالت :"" و اللهتا احسن حاجة ، الدنيا هاانية ماقدرتش كون كل نهار نخرج نسرح بالليل واخا نبقا غير كانسوق هكا و صافي .. ""
قال :"" عندك الحق ، الدنيا هانية بحال الى ماكاين غيرنا فيها ""
شافها خرجت يدها من النافذة تم حطت راسها مسنداه على ذراعها و غمضات عينيها مسترخية ..
شعرها الطاير اثار اصابع يديه يغبرو وسط خصلاتها الطوال ..
او يدوز ظهر يدو على خدها يتحسس نعومتو ..
دور وجهو للجهة الاخرى و تنهد ..
خيالات و افكار ماعمرها غاتعدى مخيلتو ..
قالت ليه :""كون ممتع غير مرة في حياتك و زيد السرعة ""
رجع شاف فيها و مسح تعابير الاحباط على وجهو و تبسم ابتسامة جانبية ..
احست بجسدها لصق في المقعد و استقامت في الجلسة و عينيها خارجين في الطريق ..
كانت السيارة بحال الى كاتبلع الطريق تحت منها ..
غوتات بنشوة الفرحة و الاستمتاع لي كاتحس بيه و بدات كاتغمض عينيها و ترجع تحلهم بالخوف لي كاتحس بيه ..
شدات في جوانبها و شافت فيه كاتضحك و قالت :"" وااش ماعندكش الوسط الحمق ، يا إما ممل يا إما حاطنا على حافة المووت ، نقص الحمق غاتشير بينا فشي قنت .. ""
ضحك ضحكة مستمتعة و نقص شوية .. شاف فيها و قال :"" و الله كون كانو الفلوس ، نسوق بيك الطيارة ماشي غير طوموبيلة خوك ""
ضحكات و قالت :"" لا لا اسي اسلام خلينا غير في الارض اذا كنتي عندك هاد النوع ديال الحماس لي كايميل للانتحار""
ضحك على كلامها و ماجاوبش .. و هكاك كملو الليلة كايلعبو و يتموسقو على الطريق .. حتى قرب يطلع الصباح و ورجعو ..
الصباح التالي ..
بعدما فاقت تغريد معطلة شوية .. فطرت و قضات بعض الوقت في الدار بوحدها مع امها و خالتها كاتعونهم ..
خرجت بعدها و اتجهت لدار ياسمين ، بعتت ليها ميساج و وقفات تتسناها برى ..
بعد لحظات خرجات عندها هازة سبادري ديالها فيدها ، سدات باب دارهم و قالت :"" فكيتيني ، ماما اليوم فايقة مقندشة ""
ضحكات تغريد و قالت :"" نتمشاو شوية قنطت ""
قالت ياسمين بعدما لبست :"" حتى انا الصراحة ""
قالت تغريد :"" شفتي كون بغيتو تسافرو معايا و لكن والو ماكاين حتى احد في حياتي عندو شوية مع الارتجال بلا تخطيط ""
قالت ياسمين :"" اختي السفر خاصو فلوس اولا ، و تانيا ماكاينة حتى عائلة تخلي بناتهم يسافرو بوحدهم ""
قالت تغريد :"" ماشي ضروري الفلوس اصاحبتي ، اذا بغيتي ديري شي حاجة كاديريها ماكينة حتى حاجة تحبسك . هانتي انا مضورة شوية الحركة ، الماكلة و الضروريات غانديوهم معانا من الدار ، خويا مسافر ، انا غاناخد ليه الطوموبيل و بيها غانمشيو ، كايبقى تجيبي معاك غير حوايجك ، صافي ""
قالت ياسمين بارتباك :"" اويلي على طموبيلة خوك ؟ غاتسرقيها ""
دورات تغريد عينيها و كذبات :"" لا ، راه مخليها ليا انا و اسلام حيت هو مسافر لشي خدمة ، اش قلتي ؟ ""
قالت ياسمين :"" وا بصراحة واخا ماعرفتش فين بغيتي نمشيو ، و لكن كاتبان الفكرة مغرية ، بغيت ندوز شي يوماين بعيدة على الدار و صداعهم ""
تبسمت تغريد بمكر و قالت :"" هانتي قلتيها ، زيدي عليها ديما كاتقولي باغية تخوضي في تجارب تقوي شخصيتك ، هاهي الفرصة ، راه السفر بوحدك بعيدة على عائلتك كايخليك تحسي بالمسؤولية و تكتاشفي امور جديدة فيك ، جربي شوية الحرية و الاستقلالية ""
قالت ياسمين :"" بغيت ، ولكن عائلتي ..""
قاطعتها تغريد :"" غانغامرو شوية ، و ماغانقولوهاش ليهم حتى نوصلو فين بغينا نمشيو ، تما ماغايقدرو يقولو والو ، حتى نرجعو و ديك الساعة يحن الله ""
ضحكت ياسمين ضحكة متوترة و قالت :"" ناري هادشي محمس و لكن كايخلع ""
قالت تغريد :""راه مزيان ، الانسان ديما خاصو يدير داكشي لي كايخلعو ، حتال ايمتى غانبقاو مخبيين في الcomfort zone ، نخرجو نشوفو و نجربو الحياة ""
عضات ياسمين على شفايفها و قالت:"" صافي انا معاك و فينما بغات توصل توصل ""
نقزات تغريد و عنقاتها كاتغوت بالفرحة ..
سكتاتها ياسمين و قالت :"" سكتي غاتفضحينا زيدي نبعدو من هنا بعدا ""
في طريقهم للجردة ..
تلاقاو بهناء جايا مع زوج بنات آخرين و كاتبكي ..
وقفوها البنات و سولوها ..
تغريد :"" اويلي مالك كاتبكي انت ""
شافت هناء في البنات لي كانو معاها و قالت :"" صافي البنات بسلامة عليكم و بلا مانوضيكم اذا لقيتو شي بلاصة اخرى ماتنساونيش ""
قالت وحدة :"" ماتخافيش ، و ماتبقايش هازة في قلبك هادشي جاري بيه العمل ولفناه ""
بعدو دوك البنات و قالت ياسمين :"" اش وقع ، ياك خدامة اليوم ؟ ""
قالت هناء :"" اشمن خدمة حتى انت ؟ صافي شدينا الارض تاني ""
قالت تغريد بفرحة ماقدرتش تخبيها:"" حلفي بالله ""
خنزرات فيها هناء و هي تبعدها ياسمين و ربتت على كتفها و قالت :"" واش جراو عليك ؟ ""
رجعات هناء كاتبكي و قالت :"" انا و شي بنات قالك الالة عندهم شي ازمة و بغاو ينقصو الخدامة ، خلصونا و جراو علينا، فين غانلقى انا هاد الخدمة دابا فين ؟ ""
رجعت تغريد كاتدفع في ياسمين و قالت :"" ها هي اشارة من الله غاتسافري معانا --""
قاطعتها ياسمين و دفعاتها من قدامها من جديد و قالت لهناء :"" ماعليش اصاحبتي ، تلقاي ان شاء الله ماتقلقيش ""
قالت تغريد :"" اشمن تلقى ، شي قنت يحرتو عليها و من بعد يكركبوها هكا ؟ ""
قالت هناء :"" عندها الحق ، ماشي حياة هادي الصراحة ""
قالت تغريد بمكرها المعهود :"" مالك ماتحلي شين يوتيب حتى انت ؟ ""
غوبشت هناء و قالت :"" لا اختي داكشي ماشي ديالي ، اش غانصور انا في هاد اليوتيب ؟""
قالت تغريد :""بفف ، عطى الله ، صوري مغاماراتك اليومية ""
ضحكات هناء و قالت :"" على اشمن مغامرات كاتهضري يا هاد البنت ، مغامراتي مع المعامل ؟ ""
قالت تغريد :"" سمعو انتوما بزوجات ، هاد الحياة لي عايشينها ، ماشي ديال بنات العشرينات ، شبابنا دايز غير في التحسار ، جا الوقت نعيشوها واخا ماعندنا حتى درهم ، نخلقوها من والو ""
قالت هناء :"" و شكون كره و شكون خلاك ""
قالت تغريد :"" و اللهتا غير في عقلكم هادشي ، جربو و تشوفو ""
قالت هناء :"" مخططين لشي حاجة بلا خباري ؟ "
قالت ياسمين :"" اللفعة لحسات ليا المخ و وافقت نسافر معاها ""
خرجو عينين هناء و قالت :"" اويلي ""
قالت تغريد :"" مالك ؟ حتى انت غاتمشي ، حيت هادشي لمصلاحتكم ""
قالت :"" لالا اختي ، بعدو مني انا ما معاكمش ""
قالت تغريد :"" وا غير تصنتي ، معاكم بالصح ، هادشي غايكون لمصلحتكم حتى انتوما ، حيت حتى انتوما غاتحلو لي شين يوتيب ديالكم ، و منهم غاتبداو تصورو الفلوس بلا ماتخافو شي احد يجري عليكم ""
و سكتو كايتصنتو ليها و تغريد كاتاكل دماغهم بمكرها كيف عادتها ..
كانت الاء اليوم في دارها ..
كاتطيب غذاها و ولدها كايلعب حداها ..
دخلات شيماء رفقة زوجها زياد ..
سلمو عليها و جلسو معاها ..
تحتتو شوية و ضحكو شوية و لكن زياد لاحظ تغير مزاجها ..
و قرر يبقى بعدما تغادر زوجتو ..
شافت فيه و قالت :"" علاش كاتشوف فيا هكاك ؟ ""
قال :"" بالك مشغول بشي حاجة ، ياكما زين العابدين ""
قالت :"" لا لا ، مسكين مهلي فيا ماداير ليا والو ""
قال :"" اوى و اشنو ؟ ""
سكتت شوية ، و قالت :"" عقلتي ازياد قبل مانتزوج بزين العابدين و قبل كاع ماننتافق انا و ياه ، كانو بعض المرات كايجيوني حالات مزاجية دغيا كنت كانتشقلب ""
ضيق عينيه كايحاول يتفكر و قالت :"" كنت كاندوخ و كانقولك كانحس باحاسيس ملخبطة ، بحال الخوف اولا الحزن ، ماعرفتش .. مهم عقلتي ""
قال :"" ااه ، كانو كايجيوك نوبات الهلع ، الى عقلني نفعني ، كانو كايجيوك بعدما سقطتي المرة التانية في الباك ،و لكن من بعد مابقاوش كايجيوك ""
قالت :"" رجعو ليا ""
قال :"" اوى راه قلت ليك شاغلاك شي حاجة ""
قالت :"" و الله ازياد ماخبيت عليك شي حاجة ، علاقتي بزين العابدين هي هاذيك ، المحل غادي مزيان ، حملي حتى هو ماصعيبش بحال الاول ، كولشي الحمد الله كيف كاتشوفو ، علاش غايجيوني نوبات الهلع ""
قال زياد :"" اوى يقدرو يكونو بسبب العياء ""
تنهدت و قالت :"" كانعيا ، و لكن ماشي لهاد الدرجة ""
قال :"" وا غير ارتاحي ليك شوية و نساي المحل هاد اليوماين ""
قالت :"" لالا مانخليش الخدمة كاملة على اسلام ، و لكن عرفتي ، هاد المرة النوبات فشكل ، في الاول كانو بحال اذا واضحين . يعني غير كاندوخ كانبدا نحس بدوك الاحاسيس بوضوح ، كانو نوبات ضعاف و لكن واضحين ، ماكانوش صعاب . دابا ولاو نوبات قوية ، كانحس باحاسيس مشوشة مخربقة مكانفهمهاش و لكن داكشي قوي لدرجة رجليا كايفشلو ، و لكن جديا داكشي مشوش و مخربق ، هادشي غريب ازياد ، انا بديت كانشك ، ياكما عندو صلة بكوني بيلسانة ""
بدا كايدخل زياد القلق ، شد يدها و قال :"" ياكما شي وجع اولا شي حاجة من داكشي لي وقع شحال هاذي ""
قالت :"" لا ، ماشي وجع ، حتى حاجة من داكشي ، فقط كيف قلت لك ، نوبات غريبة ""
قال :"" اش بان لك نعيط لعمي نسولو ""
قالت :"" واياك ، لايصدق قايل لخالتي عائشة شي حاجة و تشوش عليا ، بالزز باش كانقنعها ماتجيش حتال الشهور الاخرة ""
تنهد و قال :"" سولي طبيبتك ، تقدر يكون غير بسباب العياء ""
قالت :"" عندك الحق ، غانسولها ""
في مدينة مجاورة ..
دخل الخادم و وراه خادم اخر اقل رتبة منو هاز صينية بها اكل و دخلو للغرفة الشاسعة ..
وجهو يحط الصينية في مكانها جنب السرير الواسع و آمرو يفتح الستار باش يخلي ضو منتصف اليوم يضوي الغرفة و يجعل فيها الحياة .. فتح حتى باب الشرفة و دخل ريح الربيع كايحرك الاغطية ديال السرير من فوق ظهر لي مستلقي فيه ..
غير احسو جفونو بتغير جو الغرفة من مخنوق و مظلم الى مضوي و مهوي ، اصدر زمجرة انزعاج و دور وجهو لاجهة الاخرى ..
قرب عندو الخادم و قال :"" سيدي ، خاصك تنوض من فراشك ، يوماين ماخرجتي من بيتك و هادشي مامزيانش لك ""
قفز الخادم منين تحلو عينيه فيه فجأة ، احس بلهيب زرقة عينيه الحادتين كواوه و سكت ..
دار على ظهرو كايشوف بملامح واجمة مظلمة في السقف و قال :"" خرجو عليا ""
رجع قال الخادم :"" خاصك تاكل اسيدي ، عرف ملك الحراس بحالتك هاذي و بعت لك بإنذار اسيدي ، خاصك تاكل و تحافظ على صحتك ""
ضحك و ضحك و ضحك و ماكان حتى استمتاع في ضحكتو ..
بعدما صمت لفترة قال :"" و اشنو الفائدة ؟ هي ماكايناش ... و انا بديت كانفقد الامل في وجودها ، غانبقى واحل هنا للابد ، بديت كنآمن باللي هذا هو قدري .. ""
قال الخادم :"" و لكن اسيدي انت عارفها حية .. خاصك تكون صبور اكتر مابقاش قدما فات ""
ناض جلس بملامح باردة و قاسحة كيف الحجر و قال :" حية ، و لكن اشاراتها ضعاف ، ضعاف بالزاف ماقادرش نفهمهم و لا نحددها فين كاينة ، حاس بيها قريبة و لكن بعيدة بزاف ، عندي حدس قوي ، باللي لي غانلقاه ... ماغايعجبنيش "" ظلامو و تعبسو ملامحو اكتر و لمعة قوية دازت على عينيه خلات الخدم ديالو يحدرو ريوسهم و يديرو يد على يد و يبعدو خطوة للوراء ..