recent
أخبار ساخنة

رواية رومانسية بالعربية : إشاعات (الجزء السادس )

Rain Dali
الصفحة الرئيسية

 

رواية رومانسية بالعربية بعنوان  : إشاعات 


رواية رومانسية بالعربية الفصحى : إشاعات لrain dali


 الجزء السادس 


🌸 ملكة 🌸

وقتي المفضل من اليوم هو الساعة ما بعد العمل . أغير ملابسي ، ثم بشاحنتي أجوب شوارع الليل مستمتعة بمقاطع من موسيقى الراب أوالبوب البديل . وإن شعرت برغبة في ذلك ، قد اتوقف في مكان ما لآكل .

إنه طقس يساعدني في الاسترخاء ، يصفي ذهني و يمدني بطاقة ايجابية تحفزني على الإستمرار .

الآن أشعر برغبة عارمة لفعل ذلك ، لكنني منشغلة الذهن ، لم أرى نور لبقية اليوم بعد ان تركته في البيت صباح هذا اليوم .

رسائلي على الهاتف تُركت بدون إجابة من قبله . ولست من القلق حيث أنني أراقب الهاتف منتظرة اجابته . أظن أنني أعلم أين هو ، لكن لا جرأة لي للذهاب إلى هناك .

سأبدأ بالتفكير ، مستعملة تلك ال" ماذا لو " ..

ماذا لو كان الوضع مختلفا ؟

ماذا لو لم يحصل اي من تلك الفوضى ؟

ماذا لو نجحنا في ذلك اليوم ؟

أين كنا سنكون الآن ؟

{ إليك عني ، توقفي عن إزعاجي انت أسوء من زوجة متشككة قليلة الثقة في النفس }

قرأت رسالته و تجعدت ملامحي انزعاجا منه ، أنا أسوء من زوجة متشككة قليلة الثقة في النفس ؟ هذا اقرف تشبيه أهانني به .

لا اظنني في حياتي سأكون زوجة ، فمابالك متشككة و قليلة الثقة في النفس .

{ أتعلم ؟ لن ازعج نفسي معك ، فقط لإهانتك هذه }

{ سأعود قريبا ، لا تقلقي }

{ لست قلقة }

{نعم ، أراهن على ذلك . }

{ هل انت هناك ؟ }

{أنا كذلك ، لم يتغير المكان ، لقد رأيت بعض المتدربين الحاليين ، لا أعلم إن كان مجرد خيالي أو غيرتي ، لكن أرى ذلك البريق في اعينهم ، يسيرون في درب تحقيق الحلم . لم يصلوا بعد ، لكنهم يعلمون انهم سيفعلون ذلك . }

لن أجيب على هذه الرسالة ، قررت ان أكون أنا المتجاهلة هذه المرة .

حملت محفظتي و مفاتيحي و خرجت من البيت ، لا أثر لأختي ، أظنها في بيت أحد الجيران فهي صديقة لكل فرد منهم ، عكسي أنا .

و أنا أفتح باب سيارتي في مرآب السيارات خلف العمارة ، لمحت هيئة أحدهم ، و من دون ان أنظر استشعرت هويته ، لا أعلم لِم ، لكن وكأنني طورت حاسة خاصة به ، كلما اقتحم محيطي ينتشل تركيزي و انتباهي ، كل حركة ، كل كلمة ، ابتسامة او حتى ان لمس شعر ذقنه .. أصبحْت على إدراك به ، و كأنه جزء من أعضائي ، و هذا ليس شيء جديد ، لا طالما كان الوضع هكذا معه .

استدرت مشيحة بظهري نحوه ، فشعرت بوخز خلف رأسي ، أعلم أنه يحدق في اتجاهي لكن حركته كانت ساكنة ، لا أستطيع سماع خطواته و لا حتى أي صوت لفتح باب السيارة او اي كان . عدم معرفتي بما يفعل اثار غريزة القلق في نفسي، لا أحب أن أشيح بظهري للبشر، أشعر و كأنني أعطيهم فرصة لإنهائي أو على الاقل فرصة لفعل شيء ما ، اعلم أن هذا مبالغ فيه ، لكنه واقعي إلى حد ما .

جلست في مقعدي في السيارة و رميت بنظرة ناحيته و أنا اقفل بابي ، ثم أمسكت به .

لم يكن ينظر إلي و حسب ، بل كان يحدق ، أكاد أشعر بملامسة عينيه لجسدي . لقد إقْشعر بدني و جعل قلبي يقرع في صدري و كأنه يحاول إعلامي بشيء .

لا يعجبني هذا .

ما الذي يحصل ؟ و ما الذي يفعله هذا الأشقر؟

ألم يكن يتفادى حتى النظر إلى عيناي كلما احتككنا ببعض ؟ الان اصبح يحدق ؟

شغلت المحرك و حركت سيارتي من موقعها ، ثم توقفت مباشرة امامه ، أنظر إلى شحوب خضراوتيه تحت ضوء سيارتي .

عكس هذا الصباح ، كان مهندما ، يرتدي قميصا فضفاضا قصيرالكمين شبيه بقطع الكيمونو الياباني ، مندثرة اطرافه تحت سرواله ، كان اسودا بثوب لامع حريري يلامس عضلات صدره المنتفخة بلطف ، سرواله كان أبيضا متعلقا بفخضيه المعضلين و يعلو كاحليه .

شعره مصفف بكريم ما يساعده على الظهور بمظهر مبلل ، لكن ليس كليا . كان مصففا بعشوائية ، بعض من خصلاته تتدلى على جبينه الابيض . قلادات و سلاسل فضية مختلفة الاشكال و الحجم معلقة في حنجرته ، خواتم فضية ضخمة تضم معظم أصابع يديه الإثنين . و كما هو متوقع ، معصميه أيضا تتدلى منها مختلف السلاسل العريضة منها و الرقيقة .

أظن أن ربع ما يزنه هو في الحقيقة فقط وزن الفضة المعلقة في كل أطراف جسده و أنا لا أحاكمه ، بل علي أن أعترف أنني معجبة بهذا الجانب فيه ، لديه حس راقي و ومميز في الموضة ، موهوب في التقاط الجانب الفني في ما يُلبس نفسه ، ويعلم كيف يزين ذكورته بل و يبرزها لتثيرعطش النساء و غيرة أقرانه من الذكور .

أراهن ان رائحته تشكل هالة من السحر حوله ، تسكر كل من إقترب منه .

ليس أنا على اي حال ، لن أسمح لذلك المخلوق الجميل بالإقتراب مني .

علت زمجرة محرك شاحنتي ، محذرة إياه بلإبتعاد عن الطريق . لم يتحرك ، فشغلت السيارة عابرة الأمتارالقليلة اليه ، و حين لم يبقى الكثير منها ، تنحى عن طريقي بابتسامة جانبية غريبة ثم شاهدت عبر نافذتي الجانبية تلك الإنحناءة بجذعه التي وجهها لي .

بدا و كأنه ينتمي إلى عرق ملكي ، بدا و كأنه رجل نبيل من العصر القديم ، و بما أن الإنحناءة كانت موجهة لي ، شعرت و كأنني ... الملكة .

حسنا ؟ كان هذا غريبا . بل كان هذا اكثر موقف مباشر مر بيننا نحن الأثنين . حتى عندما تناقشنا انا واياه ليلة البارحة لم يكن الموقف بهذا ..... القرب ؟ لا أعلم بما اصفه ، لكن في كل موقف تفاعلي مر بيننا نكون بعيدين عن بعض ، لا ود و لا حتى عداوة حقيقية ، فقط مسافة بين غرباء لا يستسيغان بعض .

كنت قد توقفت عند تقاطع الشارع القريب من الحي أنتظر إشارة الضوء الأخضر عندما لمحت نفس السيارة البيضاء التي لمحتها البارح في مرآب عمارتي .

و سقطت عيناي في فخ عيناه ، في الواقع هو بكامله أشبه بالفخ . كلما اقترب مني ، أول رد فعل تلقائي لجسدي هو الرغبة في الهروب . لأنني - و أتكلم عن الماضي أيضا - أشعر بنوع من التورط ان تلاقت عيناي بخاصتيه او تلامسنا بالخطأ .

في العادة لا أخجل من البشر و لا أخافهم ، و لا أحد في محيطي يوترني أو يهيبني ، لأنني في الواقع انا التي تعطي هذا الانطباع . لهذا لا أستوعب سبب شعوري بالتورط كلما تفاعلت معه ، لهذا السبب لا استلطفه ، لا احب كيف يتفاعل معه عقلي و جسدي ، لا أحب ما لا أفهمه .

أبعدت عيناي عنه و فعل هو نفس الشيء . ملامحه كانت مسترخية ، سبابته ترقص على مقود السيارة مع انغام الموسيقى الصاخبة التي تصدر من سيارته ، غالبا كل من في الشارع يستمع اليها مكرها .

أعلم أنه يعمل كمنسق موسيقى و هو مشهور نوعا ما في وسطه في الخارج و كذلك معروف عند المهتمين بهذا النوع من الموسيقى بشكل عام . أعلم ايضا انه نظم العديد من الحفلات الناجحة من حيث الموسيقى ، إنه في اوج عطائه ، صاعدا الى عالم النجومية بسلاسة .

أحسده .

بدون ان يدير وجهه الى جهتي مرة اخرى ، زمجر محركه بقوة ثم طار بشكل حرفي نحو الشارع الأيسربينما أنا توجهت الى الشارع الامامي بدون أوجه نحوه حتى نصف نظرة .

-------

لم أنوي أن أتوقف في هذا المكان ، لكنني فعلت ، فقط لأبحث عن ذلك الأحمق الجامح .

نعم ، هذا هو السبب الوحيد !

ترجلت من الشاحنة ثم بخطوات بطيئة مترددة ، توجهت نحو باب المؤسسة المفتوح ، الإسم اعلى الباب كان مضاءا متوهجا ، لا زال كما هو . يحمل وعدا جميلا كنت أتطلع اليه ذات يوم .

حالمة بالبطولة العالمية . في ذلك المنصب . أنا و صديقيّ الإثنين .

لا تقْفل ابواب المؤسسة في ليالي الصيف ، لا طالما أمضينا أمسياتنا نحن الثلاثة هنا .

طعم الذكريات الجميلة كالعلقم في حلقي . كارهة الشعور، دفعت بذكرياتي الميتة الى قبر النسيان و استمررت في المشي الى الامام .

اتيت هنا لهدف و علي اتمامه .

"" هل هذه أنت يا أنثى الغراب ؟ ""

صوت شاب صدرمن خلفي ، فدارت عيناي في محجرهما من شدة انزعاجي و استمررت في المشي متجاهلة ذلك الحشرة المضيعة للأوكسجين .

لكنه لم يلتقط المغزى ، استمربسلوك الذبابة الذي يليق به صائحا "" هل ركضت الى هنا لسحب عشيقك من أذنه كما تفعلين دائما ؟ ""

توقفت في مكاني متنهدة ، فقط من أجل الأيام الخوالي أظن أنه يجب علي إلقاء التحية . استدرت و مشيت خطوتين لأتوقف امامه و انظر الى وجهه .

تعارضت مع هذا المغفل في الشارع مرارا و لم يتجرأ يوما على تمرير كلمة صوبي .

فقط اليوم قرران يفتح فمه ، بعيدا عن المرآى .

جبان تافه .

"" مابك يا أنس ؟ لقد مر ما يكفي من الوقت لتتجاوز رفضي لك ، لماذا لا تزال ناقما ؟ "" قلت ببرود و في ثانية سرقت تلك الابتسامة السمجة من وجهه .

لقد اسكتته بالفعل ، كان في مكانه يفوتني ببعض الانشات ينظرإلي و كأنني قاتلة امه ، لكنني استممرت ، فقط من أجل الأيام الخوالي .

إسترسلت مستعملة نبرة الأطفال "" لماذا لم تعبرعن نقمتك هذه في المرات التي قابلتي فيها في الحي؟ ثق بي كنت لأقف و أستمع اليك "" همست ساخرة و كأنني أساعده في اخفاء سره المحرج "" أم هل لا زال يهددك رامي بركل مؤخرتك ؟ أتخاف أن تُرْكل مؤخرتك يا أنس ؟ "" أعرف أن رامي هدد عصابته بالتوقف عن ازعاجي بعد أن استمروا في ذلك بعد استقرار الامور .

"" إخرسي ، لو كنت مكانك لما استطعت رفع وجهي بعد ما حصل "" بصق من بين أسنانه ، ينظر إلي بحقد و كره .

"" في الواقع عليك ذلك ، ليس عليك تمني ان تكون مكاني . لست أنا من سمح لقطيع من الكلاب الضالة ان تهجم على كم من البشر و تفسد يوما مهما بالنسبة لهم فقط لأنتقم من امرأة رفضتني . كم أنت مثير للشفقة يا أنس ! ""

استدرت من جديد انوي أن أبتعد قبل أن انطق أكثر لكنه لم يسمح لي . بل كبرياؤه المجروح الذي لم يسمح له بذلك "" أ لأنني مجرد حارس ليلي ؟ ""

"" تماما "" صحت غير متوقفة و لا مزعجة نفسي بالنظر إليه .

لم أوافق على كلامه بقولي "تماما ". رفضي له كان لسبب ، بل لأسباب .

أولها لم اكن مهتمة بالارتباط ، و لازلت غير مهتمة .

ثانيها ، لم نكن على توافق ، أنس شاب وسيم و جذاب جسديا ، سأعطيه ذلك ، لكن ينقصه الكثير . منعدم الثقة في النفس ، اناني و ذكوري متفاخر ، أعلم أن تقربه مني كان مجرد مزحة سمجة بينه و بين أصدقاءه من الحي .

{ بماذا تراهنون أستطيع ان اجعل انثى الغراب تلك تقع في حبي و ... ملكي }

كان هذا كلامه المنطوق بالحرف من فمه ، وصلت الجملة إلى مسامعي من قِبل اختي ، بعد أن وصلت الى مسامعها هي من ابنة احد الجيران و كانت قد اخبرتها انها سمعتها هي من احد مجموعة أصدقاءه .

نعم هنالك سلسلة من السامع و القائل .

الرجل ينظر الي بجرح عميق في عينيه و كأنه كان يحبني فعلا ، تبا له ، الشيء الوحيد المجروح هو كبرياؤه الذكوري الفخور .

الآن يستعمل طرق التحايل العاطفي ليجعلني اشعر بالسوء ، ليقنع نفسه انني الشخص السيء في هذه القصة ، المتكبرة الرافضة لحارس ليلي .

لا تهمني نقوده ، لدي الكثير منها ، لم سأحتاج اكثر ؟

موافقتي على كلامه كان فقط لمجاراته ، لأعطيه ما يريده ، و لأنه شخصيا لا يهمني .

مهما حاول أن يقنع نفسه ، في أعماقه ... يعلم .

•🌸•🌻•🌸•



google-playkhamsatmostaqltradent