recent
أخبار ساخنة

مراجعة رواية : ماحاك في القلب خاطر لتميمة نبيل .

Rain Dali
الصفحة الرئيسية

     ماحاك في القلب خاطر هي رواية رومانسية/إجتماعية  ،و تضم أربع قصص لأربع ثنائيات : خاطر-شغف ، عامر-سلوان ، درة-قاسم ، ساهر-هويدة . كلها قصص تتمحور حول الإنتقام أو على الأقل تميل إلى ذلك . 


مراجعة رواية : ماحاك في القلب خاطر لتميمة نبيل .




 وجدت الرواية غنية بالأحذاث و أفكار الكاتبة جميلة ، كما عودتنا تميمة نبيل . لقد شرحت الأحداث و عولجت حبة بحبة بشكل ناضج و متناسق جدا .و لم أتذكر أنني وقفت عند أي حدث لم أفهمه . 


كان تقديم الشخصيات في البداية مشوق و سلس ، شعرت بالفضول للتعرف على كل واحد منهم ، محاولة ربط الخيوط بينهم . 


خاطر بتشاؤمه حول ظروف حياته ، و شغف بغموضها الغريب ، درة و سلوان و رابطتهم الفريدة ، ساهر و نسيبة و علاقتهم السامة ، و قاسم الشرير بهوسه في مطاردة درة ، ثم عامر الطبيب /الكاتب و خفة دمه التي لم تكن إلى رداءا لسواد قاتم تكون بعد تعرضه لطعن الخيانة الزوجية ، و هويدة التي أعجبت بها حتى قبل ظهورها (مشهد تكلمت فيه بعض الشخصيات عليها بالسوء) و أحببتها عند ظهورها لكن وجدت في بعض سلوكيتها الصبيانية و المبالغة رغم أني فهمت لاحقا سبب ذلك و هو مرضها العقلي  . فقط لم أجد ذلك واقعيا جدا . مثلا : مشهد لقائها لاول مرة مع ساهر ، ما ان خاطبها بكلمة حتى إنخرس صوتها ، ضحكت بدون سبب ثم عطست مباشرة بعد ضحكها . لا أعلم لكن هذا المشهد كان غريبا .


لكن عدا هذا فقد احببت هويدا ، كانت كالنسيم الخفيف ، احببتها جدا و سرقت قلبي بلطفها ، كنت في جل اجزائها اشجعها في نفسي كأم فخورة . لكن عند الفصول الأخيرة و تحديدا بعد زواجها ، وجدتها تتصرف كمدللة أكثر منها شخصية تعاني من إضطراب . 

لقد أعجبت بتطرق الكاتبة لمرض عقلي من الأمراض الموجودة في مجتماعاتنا و التي تفسر بتفسيرات خزعبلية . ذلك سيسلط الضوء عليها و يغير تلك النظرة الناقصة التي يتلقاها المرضى . لقد إحترمت الكاتبة تميمة على هذا ، لكنني أحبطت قليلا من الطريقة التي طرح بها المرض ، فلم تكن مقنعة و واقعية كما أن ساهر لم يعرف كيفية تعامله معها بالشكل الصحيح . 


شغف كانت شخصية غريبة ، الاقل تفضيلا بالنسبة لي من شخصيات الإناث ، لم استطع تمييز مشاعري نحوها ، لم اتفق مع طرقها و اساليبها و لم استطع محاكمتها كذلك . كانت تجربتي معها غريبة ، جزء مني تفهمها ، لقد تعاطفت مع قصتها المؤلمة و الجزء الآخر ... لا أعلم . 


علاقتها بخاطر كانت سامة قليلا لكن إستثنائية ، أحببت ولاءه لها و لعائلته لقد كان هذا جانب خاطر الأكثر نبلا ، لكن كرهت عماها هي عن المنطق و الواقع و غرورها في الحكم على الآخرين . 

خاطر كان وفي من جهة لكن ناقم من جهة اخرى ، لقد قسى على شغف في أوقات كانت هي فيها ضعيفة ، فظننت أن ذلك سلوك يعبر عن القليل من نوع من الأنانية فيه . 


سلوان ، يا إلاهي ، لقد كان مرضي جدا رؤية شخصيتها تتطور من ممسحة أرجل متواكلة على الآخرين إلى إمرأة واثقة من نفسها و قادرة على تحمل مسؤولية ترتيب الفوضى في حياتها . أحب أن تكون مثالا يستلهم منه . 


و علاقتها مع درة ، كانت أكتر علاقة في الرواية نالت دعمي و حبي ، كسرت تميمة نبيل تلك الصورة النمطية التي تميز بها إمرأتين تشاركا ذكرا واحدا . احببت صداقتهم جدا ، و شاهدتها تتطور من علاقة كره ، حقد و غيرة إلى علاقة صداقة متينة مستعدتان تماما على خرب بيت كل من أزعج واحدة منهما . أحببت دعمهن لبعضهن . 


قاسم الشرير كان شريرا بالفعل ، ظننته في الاول مجرد متنمر يطارد درة على حساب قديم لكن تبين في الأخير أنه جمعتهم قصة طويلة في الماضي . 

قصتهم إنتهت في الماضي بعد هروبها أو زواجها، لكنها تبدأ من جديد بعد طلاقها .. و في كلتا الحالتين ، كانت جد سامة حد الإرهاق ، لقد إستنزفتني هذه العلاقة (الى جانب شغف و خاطر) كلما تطورت كلما ساءت . 

قاسم كان عنيدا مصرا على الإرتباط بها ، و هي كانت عنيدة رافضة بإصرار حديدي . احببت شخصيتها القوية و عدم استسلامها و خنوعها لظروفها السيئة ، فقد كانت محاربة بضراوة . 

مشاهدتها تستسلم لحب قاسم في الأخير كان غريب بناءا على كرهها له منذ صغرها . لكن بالنظر إلى إستمراره في حمايتها  بدون علمها و إستمرار حبه لها رغم كل ما مرا به ، تجد ان هذا كان الماء الذي سقى برعم حبه في قلبها . 


نسيبة ، ياله من إسم ، لقد أحببتها ، نعم أحببتها ، ليس كشخص بل كشخصية نرجسية روائية . يالها من مريضة النفس ، شرسة الطبع . لقد جعلتني تميمة أنفرها بإحساس مقيت كلما توحشت نظرتها و صرخت بقهر كلما خاب أحد ما بتحقيق مبتاغاها .

وصف شكلها ، و الطريقة المغرورة التي تمشي و تتكلم بها ، و الطريقة التي توصف بها تعابيرها و ردود أفعالها ... كلها أشياء تحدثت عن شخصيتها النرجسية بمثالية . أرفع قبتي مهنئة لتميمة لأنها فعلا أحسنت بصنع هذه الشخصية . 

نهايتها كانت مفتوحة لكن مرضية جدا .. 


تمنيت لو أن ساهر أخد حقه منها فقد نهبته منه و لم تستحقه ، لكن عدم فعله ذلك كان تعبيرا عن شخصيته الغير المادية ، و كان هذا مدعى للإحترام . 


شخصيات الإناث كانت مختلفة ، متنوعة بشخصياتها . كل واحدة منن لها طعم .. 

لكن لم أر ذلك في شخصيات الذكور رغم أن الكاتبة حاولت خلق صفات الإختلاف ، لم أعجب بواحد منهم .. كلما أملت للتعاطف مع واحد خيب أملي بشيء .. 

و هو نفس الشيء الذي جعل كل شخصيات الذكور و كأنهم شخص واحد .. 

و الشيء هو ذكوريتهم السامة ، و كأنهم يتحدثون بصوت واحد . 

يهددون بالضرب ، يصرخون غضبا في كل نقاش ، يدفعون البطلة حد الترنح او حتى السقوط بلؤم عند الإنتهاء من كل مناقشة حادة و الصفع المستمر و التقبيل بدون موافقة الشريكة .. 

لقد بدأت بالفعل في الإيمان أن الذكور في الواقع نبلاء بالمقارنة بأبطال الروايات العربية .. 


""هل تريدين أن اضربك ؟ هل هذا هو ماتسعين إليه ؟ لانني على وشك إنتزاه الفرصة ممتنا "" 

هذا كان تهديد من خاطر أو قاسم لا أذكر ، المغزى هنا ، ماذا يفترض ان اشعر بعد هذه الجملة ؟

يا إلاهي جد رومانسي ؟! 


محاولة اغتصاب ، التهديد بالضرب و السجن في القبو و التعذيب و التهديد بالقتل شيء غير رومانسي . كان قاسم من هدد درة إن غادرت البيت سيفعل كل ما سبق. و وصف الكاتبة جعل تهديده واضحا بشكل جاد . 


خاطر صفع شغف رغم ظنه أنها حامل ، و صفعها في مشهد ما تلاتة مرات متتالية .. 

لم أفهم ، ألا فم و عقل له ليتحدث و يناقش ؟ ألا يستطيع إيصال وجهات نظره 'الرجولية' بدون إستخدام العنف ؟ 


العالم بنسائه و رجاله يحاربون العنف الجسدي بشتى مظاهره و نحن نقحمه في الروايات الرومانسية كسلوكيات رومانسية ؟ 

تميمة نبيل اذكى و أنبل من ذلك ، فقد أظهرت الكتير من الرسائل السامية في رواياتها ، فلم لم تلحظ هذا التفصيل !


أعلم ان الصفع لا يعادل الضرب المبرح المؤدي لعواقب أخفها كدمات . لكن يبقى مظهر من مظاهر العنف الجسدي ، فمن يصفع يستطيع الضرب .  


لا أعلم ، مسألة العنف الجسدي من قبل الشخصيات الذكور نحو الإناث، ضايقتني و استفزتني كتيرا .. سلوكياتهم همجية بعيدة عن التحضر  . 


هناك أيضا مشهد لخاطر في دكان صديقه (مشهد لا ضرورة له )، كان يراقب أنثى تتمشى في الدكان و هذا ماكان يدور في ذهنه ..


""زفر خاطر و هو يراقب صديقه يقترب من فتاة .. ترتدي بنطالا من الجينز عبارة عن أرداف نمت لها ساقان "" عفوا ، ماهذا الوصف ، بماذا يفترض على امرأة مكتنزة أسفل جسدها أن تشعر من هذا الوصف ، الإنسان ليس مسؤولا على اختيار شكل جسده . هناك من يسمن فتطلع بطنه (كالمحامي الذي حوكم على جسده البدين و هو ايضا شخصية ضيفة على الرواية) و هناك من تسمن و تتكدس الدهون في أردافها فتجعلها ظاهرة بالمقارنة بباقي اطراف جسدها . 

شيء طبيعي ، هكذا خلق البشر . 


""....هذا هو التفسير العلمي و المنطقي الوحيد الذي يوضح كيفية دخول مثل هذا البنطال بها ! "" لماذا يتسائل هذا الوغد عن كيفية دخولها في البنطال ؟ هذا سلوك لئيم و ليس طريفا بالمرة . 

كرهت هذه الفقرة ، فهي تضع صورة في ذهن القارئ ، و هي صورة لم توضع إلا لأحاكم -كقارئة- هذه الشخصية لانها اختارت بنطالا عوضا عن جلباب .و هذا هو الخطير في الأمر ، لا أحد مسؤول على اختيار شكل جسده . ماذا إن كانت امرأة مكتنزة في جسدها السفلي ، هل محرم عليها اختيار ملابس تروقها ؟  


نفرت من خاطر و هو يراقبها تحوم في المتجر، يتسائل كيف دخلت بالبنطال .

لقد ارتدته كما يرتدي الكل سراويل ! 


لا أحب أن تتعرض مثل هذه السلوكيات المنحذرة من مجتمع الانسان السام في الروايات خاصة لكتاب انا معجبة بهم كتميمة نبيل .

 لا أستطيع تقبلها فهي ترسخ هذه السلوكيات في عقولنا و تطبعها عوضا عن انتقادها و وضعها في إطار يجعلنا نتسائل فيها .


كما أنني لاحظت كتيرا من هذه المواقف داخل الرواية ، مع شادية و مع شخصية اخرى قام خاطر بالتوصيل إلى بيتها . تمت الإشارة الى ملابسهن 'الضيقة' و زينة وجوههن و طرقهن المغوية ، و قلة ذوقهن في التصرف ثم محاكمة حياتهن . 

 لم أجد ضرورة لظهورهن إن كن سيعاملن كالحثالات . 

درة متلا غير محجبة -و لا مشكلة عندي في ذلك - لكن لم تحاكم عن طريقة لبسها ، لكن الشخصيات الثانوية تحاكم عن ذلك .


شادية رغم أنها شخصية ثانوية ، لم تعامل معاملة عادلة . خطبها خاطر و في نيته هو يتنازل للقبول بها مكرها لأنها آخر فرصة متاحة له . و لأنها تلك الشخصية 'التي لم تتمم دراستها و بقيت عاطلة عالة على بيتها ' كان شغلها الشاغل إستدراج عريس كخاطر مهما كانت ظروفه ، المهم عريس . تغويه بطرق منفرة كالحجاب الشفاف و اللون الأحمر و طريقة كلامها الغنوج ..الخ 

ليخرب خطوبته معها في الأخير لسبب أظنه كان مفتوحا للنقاش (لو كان في الواقع) . تاركا إياها بخطاب شهم يتناقض مع نيته تجاهها في السابق ، و ليختم ظهورها بطرد مهين من شغف . 

شعرت بالسوء لشادية . 


لدي الكتير من الملاحظات الأخرى ، لكنني سأتوقف لكي لا أطيل أكتر . 


أنا أحب كتابات تميمة نبيل ، فهي ترضيني كقارئة . شخصياتها (البطولية) دائما ذات عمق و قطعة من الواقع . قصصها جميلة و معالجتها للأحداث دائما اجدها ناضجة لايشوبها شيء إلا من بعض العيوب كما ذكرت في السابق .

 كما أن خفة ظلها و لطافتها شيء لاتستطيع إلا و أن تأسر به فأنا عضوة في مجموعتها و ألاحظ ذلك من خلال منشوراتها و دعاباتها الطريفة . 

سأقرئ كل كتابة لها في المستقبل بدون تردد ، و سآمل دائما أن تلاحظ تلك التجاوزات الصغيرة الي تنفلت -و أنا جد متأكدة- دون رغبتها المباشرة أو من نية سيئة . إنه فقط شيء متأصل فينا جميعا . 



  • تقييماتي : 


تقييم الأبطال : 🌟🌟/5 

تقييم البطلات : 🌟🌟🌟🌟/5

تقييم الرومانسية : 🌟🌟🌟/5

تقييم الكمياء بين الأبطال : 🌟🌟🌟/5

تقييم السرد : 🌟🌟🌟🌟🌟/5

تقييم الحوار : 🌟🌟🌟🌟🌟 /5

تقييم تسلسل الأحداث : 🌟🌟🌟🌟🌟/5 

تقييم التشويق : 🌟🌟🌟/5

تقييم النهاية : 🌟🌟🌟🌟🌟 /5


التقييم الإجمالي : 🌟🌟🌟/5 


●هل أرشح الرواية لكم لقراءتها ؟ 

•نعم ، لكنني أحذر من طولها و من بعض الأحداث التي قد تستفز شعور بعض القراء .


●هل يمكن أن أعيد قراءتها ؟

•لا أظن ذلك .


●هل أقرأ أعمال أخرى لنفس الكاتبة ؟ 

•نعم ، لكن عسى أن تطور من شخصياتها الذكورية و تراقب طريقة طرحها للشخصيات الأنثوية الثانوية فهي تستحق الإحترام أيضا .


( إن أردتم ترك إقتراحات روايات لي لقراءتها و مراجعتها ، أكتبوها في التعاليق أسفل )


google-playkhamsatmostaqltradent