أولا و قبل كل الشيء ، هذه المراجعة دونت بعد مرور سنتين على الأقل من قراءة الرواية .
فقد تفوتني بعض التفاصيل و حتما تغير رأيي بخصوص بعض الأمور التي تحتويها الرواية أو طريقة إستقبالي لها .
طائف في رحلة أبدية ، هي رواية رومانسية إجتماعية ،تعالج أو تتطرق إلى عدة مواضيع إجتماعية لابد لكل فرد مننا التصادم معها في مجتمعنا ، كختان الفتيات ، صراعات اللقيط في التكيف مع الحياة الإجتماعية ، العادات و التقاليد المهينة و الظالمة في المجال القروي و الذكورية السامة .
إلا أن هذه الأخيرة ذكرت و أنتقدت من جهة ، لكن جعلت رومانسية من جهة أخرى .
سنعود إلى هذا التفصيل لاحقا .
لهذه الرواية مذاقين حلو و مر ..
لقد أعجبت ببعض شخصياتها و جذب إنتباهي عدة من أحداثها ثم كانت مشوقة بحيت نالت من وقتي الى أن اتممتها .
لقد كانت رواية طويلة جدا جدا ، استنفذت طاقتي حتى لم أستطع قراءة شيء بعدها . فلتميمة نبيل (الكاتبة) قدرة على خلق شخصية واقعية مستفزة بحيث تدرك جيدا كيف تسلط الضوء على داك الجانب من الشخصية الذي يثير فيك مشاعر الحنق و الغضب .
و أذكر انني شعرت كثيرا بالغضب و الحزن و واجهت عدة تعاليق استفزت انسانيتي و هذا ما جعل الرواية ثقيلة المشاعر و صعبة الإحتمال .
و هذا جيد ، يشير إلى موهبة تميمة نبيل في توصيل الصورة واضحة الى ذهن القارئ ، لكن على القارئ ان يكون شديد التحمل و ذو نفسية مستوية ليتممها بضربة واحدة .
هناك سبب آخر قد يحول دون إتمام قراءة الرواية في وقت أسرع و هو طولها ، وجدت طول الرواية مبالغ فيه ، فقد تم إقحام مشاهد لا ضرورة لها و كذلك لشخصيات جد ثانوية لا إهتمام لي بها ، لقد تخيطت عدة مشاهد للوصول للحدث الأهم .
كما أن كترة الشخصيات و القصص تداخلت في بعضها و شتت تركيزي ، و وجدته مزعجا أن اقرأ عدة مشاهد لباقي الشخصيات حتى أصل أخيرا الى مشهد القصة المفضلة لي في الرواية بأكملها .
لا أظن أن كل القراء وجدوا كل قصص الرواية مثيرة للإهتمام ..
لكنها مجملا كانت ممتعة ، لاطالما أثار انتباهي و اهتمامي الشخصيات الأكثر واقعية و هذا أجده غالبا في روايات تميمة نبيل ، فهي تدرك كيف تعري دواخل الشخصيات و تصل عمقها .
كما تعجبني روح تميمة اللطيفة و ذات الدعابة مجسدة في حوار شخصياتها و بعض الأجزاء من الأحداث .. لكن تنفلت منها بعض الأمور التي تستفزني كقارئة أنثى و هو عدم إحترامها للمرأة . انا لا أظن انها تفعل ذلك عن عمد أو عن كره و تحقير شخصي منها للمرأة ، انه فقط سم كبرنا و نحن نغذى به ليصبح جزءا من شخوصنا كبالغين ثم نمرره لمن حولنا بدون أن نتساءل فيه .. و تستمر الحلقة .
لا يحق استعمال العنف الجسدي كعقاب للمرأة البالغة من طرف ذكر كان زوجها أو حتى أباها (و ايضا اجد العنف الجسدي سلوك غير مقبول حتى مع الأطفال). هذا مهين لها ، لشخصها و كينونتها كإنسانة ، هناك شيء إسمه الحوار .
جميع الأبطال الذكور وجدت فيهم ذكورية سامة من حيث وعيدهم المستمر جل الرواية و الغيرة الأقرب الى التفاهة في اسبابها ، الميل الى استعمال العنف الجسدي تجاه البطلات و كأنه شيء طبيعي و يحق لهم .. و غير ذلك من سلوكيات مستفزة .
و مالم اتقبله هو جمع هذه السلوكيات تحت اطار رومانسي ما اثار فيا سوى النفور .
كما انني اجده مزعج أن يوصف جسد الشخصية الخيالية -البطلة- بشكل مثالي يترك الشخصية الواقعية -القارئة- تقارن و تتساءل في "عيوب" جسدها الطبيعية . و هذا ينطبق على الشخصيات الذكرية كذلك .
ختاما ، انا معجبة بالكاتبة تميمة نبيل ، فهي موهوبة فعلا و تستحق النجاح الذي تتلقاه ، العيوب التي انتقدتها سابقا شيء يمكنها أن تطور منه إن لاحظت و رغبت .
- تقييماتي :
تقييم الأبطال : 🌟🌟/5
تقييم البطلات : 🌟🌟🌟/5
تقييم الرومانسية : 🌟🌟🌟🌟/5
تقييم الكمياء بين الأبطال : 🌟🌟🌟/5
تقييم السرد : 🌟🌟🌟🌟/5
تقييم الحوار : 🌟🌟🌟🌟🌟 /5
تقييم تسلسل الأحداث : 🌟🌟🌟🌟🌟/5
تقييم التشويق : 🌟🌟🌟/5
تقييم النهاية : 🌟🌟🌟🌟🌟 /5
التقييم الإجمالي : 🌟🌟🌟/5
● هل أرشح الرواية لكم لقراءتها ؟
• نعم ، لكنني أحذر من طولها و من بعض الأحداث التي قد تستفز شعور بعض القراء .
●هل يمكن أن أعيد قراءتها ؟
•لا أظن ذلك .
● هل أقرأ أعمال أخرى لنفس الكاتبة ؟
•نعم ، لكن عسى أن تكون أعمالها المستقبلية أقصر و شخصياتها الذكورية أقل إستفزازا (XD)