قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي (الفصل الحادي عشر )
الفصل الحادي عشر :
أولوين ماعقلتش على أغلب الأحداث اللي كانت واقعة .. تجاهلت الباب اللي كان كايتسد وراها في الوقات اللي جرات حتال قلب الدار و وقفت ..
خيل ليها و كأن التميمة اللي معلقة على عنقها تقالت و عظام صدرها كاتشتد حول اعضائها كاتخنقها ..
الغرفة اللي أعلى مفتوحة البابين .. فماضيعتش وقت .. طلعات كاتجري و ماوقفات غير و هي مباشرة في العتبة ..
الغرفة كانت ... فارغة ..
كيفما خلاتها ..
لكن منين دخلات و أنارت الغرفة لاحظت شيء ..
الخزانة كانت مزاحة عن مكانها و على ماوضاح كانت مغطية باب آخر ..
ماكانتش كاتتوقع انه كاين باب سري مخبي وراء الخزانة ..
كانت عارفة ان شيء غريب و غامض كايتعلق بهاد الغرفة ..
بدون تردد قربات ، فتحات داك الباب الدخلاني.. و دخلات .
أول ماطاحت عينيها عليه ،كانت غرفة مظلمة بها سرير كبير مناسب لحجم الفضائيين من نحية الطول .. و كان فراشه مجعد و كأنه يالله كان مسرح عليه شي احد ..
الريحة كانت جد مكثفة ، ماشي شي ريحة خاصة بأشياء عشوائية خارجية و انما رائحة شخصية .. رائحة جسد ذكوري بالغ ..
كان وقعها ثقيل على احساس أولوين و تفكرت أن هاد الريحة هاجمت انفها شحال من مرة اثناء وجودها بهاد الرياض ..
توترت و لكن ماشي داك التوتر فاش كاتستشعر قرب شخص غريب عليها من الرائحة ، كان توتر جاي من الترقب ..
فجأة سمعت حركة وراها ، ثم بسرعة دارت لوراها .. و فاش فعليا دارت بكلية جسدها جا أنفها مباشرة على صدر صلب ..
تسرعت أنفاسها و عرق بارد نزل على عمودها ، و كأن غرائزها كلها تنبهت ليه ، و فورا استجابت ليه .
كان صوت نفسه عالي و كأنه كايعاني باش يوصل اوكسجين كافي لرئتيه .. كلما ارتفع صدره كايقيس بخفة رأس انفها ..
ذاته كانت دافية ، كانت كاتحسس نبضات قلبه اللي كانت اسرع بكتير من نبضاتها ، ثم كان و كأنه يرتعش ..
هزات عينيها تشوف عينيه ، كان فايتها بالطول برأس كامل ، حدود نظرتها كان لحد صدره أذا مارفعتش راسها .. يمكن كان أطول من الحارس ببعض السانتيمات ..
كانت بنيته أقوى من بنية بشري لكنها أضعف بالنسبة لحارس بطوله ..
رفعات رأسها ، لكن لكمتها خيبة أمل من حقيقة انها ماقدراتش تميز الكتير من تفاصيل وجهه بسبب الظلام ..
اللي عارفة أنه حارس من ريحته و تفاصيل جسده ، لكن قدرات تميز أن شعره ماكانش أبيض كيف المتوقع من الحراس يكون ..
لو كانت في وضع اخر كانت غاتوقف عند هاد التفصيل و تحلله ..
لكن مشاعرها و عقلها كانوا كاملين تحت تأثير صدمة انها ليها شريك ..
و هاد الشريك ماشي هو الحارس الاعظم .. ايفارذيث ..
بريق عينيه كان مختفي معناه كان مغمض عينيه .. مدات يدها لوجهه راغبة بشدة تلمس وجهه و تقراهم بدل ماتشوفهم .. تحسست شعر ذقنه بخفة .. و لأول تواصل بينهم .. أحست بيد قوية و كبيرة كاتشمل خصرها ثم قربها من جسده بقوة .. و ضمها بإحكام في ذراعه
رجفت و حسات برجفته لتلامس اجسادهم ..
و كل أحلامها اللي راودتها في هاد الرياض اصبح ليها معنى ..
كان كايناديها ، كان كايحاول يوصل ليها أنه هنا .. موجود .. خاصها تتحرك تلقاه ..
ماكانتش احلام .. كانت نبؤات كاتحذرها و كاتعلمها انه ليها شريك .. و كان قريب جدا ..
بيديها كانو بزوج تايهين على وجهه ، كايميلو مع كل تفصيل كاتحاول تفهم التعبير اللي كان لابس ..
فحست ببشرته ساخنة كيف اللهيب تحت أصباعها ، و رأسه كايميل بتثاقل مع كل جهة مشات ليها يد .. حتى حار بيناتهم ..
و فجأة حسات .. مشاعره اقتحمت دواخلها و تخلطت مع مشاعرها ..
حسات بحزنه ، بإحتياجه الملح في العطف و الإهتمام ، ثم حسات بداك الشعور ديال الأمان اللي كاتحسه حتى هي و هي مضمومة بتملك في ذراعه ..
خلاها تحس بتملكيتها تجاهه منين تحسسات احتياجه العنيف لهاد القرب اللي ذوقاته ..
و كأنه ولد صغير كايتشكى أمه من شي متنمر خلاه يدوز من وقت صعيب ..
هو احس ، كان هادشي غريب عليه لدرجة خلاه يحس بالغثيان .. كانت غريبة عليه كليا ..
بل العالم كله كايبان غريب الان ..
لكن هي ، كانت مألوفة . جسده ، عقله ، كل خلية حية في جسده .. كلهم تعرفوا عليها ..
لمستها كانت مرحب بيها ، بل ماكانتش كافية و لا حتى ذراعه اللي ضاماها ليه بوحشية و كأنه خايف تنخطف منه ..
مشاعرها ليه كانت واضحة في عقله ، كان كايحس بتعاطفها ، بسرورها و ارتياحها لمعرفة انه بين يديها ..
حزنه كان مأثر فيها و كان حاس بحمائيتها مثارة كيف حمائية اللبوة الشرسة على أشبالها ..
ضمها بالذراع الاخر حتى ولا مطوقها لحد الاختناق .. لكن ما أظهرت حتى ممانعة ..
دوزات إبهاميها على عينيه المغمضتين ، و من حركتها كأنها دوزت ليه اهتمامها بعيونه ..
ففتحهم .. ببطء شديد ... و هي تسنات بصبر كبير ..
و في الاخير ماتواجهت غير مع عين وحيدة مشعة كيف البرق القاطع .. العين الاخرى كانت منسجمة ، مخفية نفسها في الظلام ..
لكن وقعها الثقيل قدرات تحس بيه عليها .
بريق عيونها الحاد كان أقوى شيء قادر يشوفه ، بل و كان حاسس بيه .. بانت حية بزاف دابا منين شافها ..
ماكانتش واضحة ، لكن عينيها علموه بشكل قاطع انها فعلا موجودة ..
المشاعر اللي حس بيهم منها شافهم في عينيها ، و شاف وعيد شرس في انها ماغاديش تخليه دابا منين لقاته ..
كان كايحاول يستكشفها و يميزها بعينيه ، لكن عينيه تبتت مأخودة في سحر عينيها .. هادشي اللي كانت كاتشوف من جهتها .
حسات برأسه كاينزل لوجهها ، ببطء شديد حتى حسات بسخونة انفاسه على سطح بشرتها ..
ثم حسات بشفتيه الجافتين على خدها ، تلقائيا احاطت يديها حول عنقه ..
ماكانش كايقبلها ، بل فقط حاطط شفتيه على خدها .. كايحاول يلمسها بأكثر الطرق حميمية .. لكنه كايبان بحال اذا ماعارفش ..
بحال اذا تابع غريزته و ما تمليه عليه فقط ..
ثم دارها .. قبل خدها .. ثم قبل جبينها .. خشا وجهه في شعرها شمه ثم انزلق لعنقها ..
غمضت أولوين كاتحسس لمساته الرهاف و المتطلبة ..
ماعنرها ظنت انها ممكن تحس بهادشي مع ذكر شافته لاول مرة ..
لكن في عالمهم ، هادشي كان واقعي ..
"" ماتعييهش "" حذرها صوت من وراها ميزاته على صوت الساحرة آيثني ..
و في داك الحين .. اصبح و كأن جسد الحارس اللي بين يديها اثقل .. نزلها معاه للأرض لوضعية الركوع .. ثم تلاشت ذراعيه من حواليها و طاح رأسه على صدرها ..
اجتاحتها مشاعر خوف قوية و هي كاتضرب حنكه الخشن ماعارفاش حتى باش تناديه .. ثم حسات بالساحرة لجنبها كاتطمنها "" تهدني الحارسة ، غاتفهمي كولشي ، عاونيني دابا نرجعوا للسرير .. ""
فلقات أولوين راسها نايضة كاتجاهد باش توصل هاد الجسد الضخم للسرير و هي كاتقاوم مشاعر الذعر لاتفقدها سيطرتها ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
كانت أولوين جنبه على السرير كاتداعب خشونة ذقنه و كاتنزل عليه بوابل من القبل اللطيفة على وجهه و كأنها خايفة تكسره ..
الدموع كانت كتغادر عيونها ساقطة على صدره العاري ، خايفة عليه خاصة انها على علم بمدى ضعف جسده ..
مافهمتش علاش ، الساحرة ماكانتش مسالية باش تعاود ليها .
غير حطوه على السرير ، اسرعت بجلب بعد الأدوية اللي خلطات و عاوناتتها تشربهم ليه ..
و الآن طابت معاها منشفة و ماء بارد باش تعاون حرارته تنزل .. و هادشي اللي كانت دابا كادير ..
متجاهلة عيون الساحرة اللي كاتراقبها بقلق ..
كان دقان الحارس التحت اقرب للجنون ، صوته كان عالي و هو كايهدد في انه غايكسر الباب .
الباب كان مقيد بتعويذة ، لكن الحارس قادر يكسرها لو بغى .. لكنه لحد الآن مادارهاش ..
نزلت جارية ماباغياش تدفعه لابعد الحدود ..
وقفات وراء الباب بحيرة و ضيعان حقيقي ، خططات لكولشي إلا لوجود الحارس الأعظم في هاد اللحظات .
فتسائلت اشنو كان غايبغيها السيد أحمد دير في هاد اللحظة .
خدات نفس و فتحات الباب .. فقط غير قليلا .. و قاومت بشدة منين حاول الحارس الاعظم يدفعه بقوة ثم صاحت منين ماقدراتش تتكمل جهده ..
"" الوسيطة ، غانتيق في الوسيطة بوحدها تدخل .. "" صاحت وسط الفوضى ..
فتوقف الحارس عن محاولته اقتحام الباب ، ثم شاف في وسيطته اللي تقدماته و خاطبها غير بالعين ..
هو عارف ان وجودها هي تما بحال وجوده هو ..
هززات رأسها ثم دخلات ..
سدات الساحرة الباب بسرعة .. و لحقات على تغربد اللي دخلات كاتدور عينيها و كاتقلب على اي اثر لاولوين او داك الذكر الغريب .
لكن مالقاتش ..
دارت لعند الساحرة بعيون مقتضبة بتساؤل .. فجراتها معاها لارفة الجلوس ..
"" فين أولوين ؟ "" سألتها الوسيطة غير مسترخية في جلستها .. بل رجعت وقفت باش تخلي سؤالها واضح الشدة ..
"" هي الفوق ... معاه .. ماكاين لاش تخافي . أنا اختاريتك انت الوسيطة حيت سمعت عليك ، سمعت أنك احدثتي تغييرات كبار في القوانين ديال الفضائيين ، الضحايا ديال القوانين السابقة ولاو قادرين يعيشوا مرتاحين دابا .. الحياة ماولاتش آمنة بشكل كلي لكن ، ولات منظمة و حقوق كل كاىن مضمونة و محمية .. "" سكتت شوية مترددة تكمل ، لكن شجعت نفسها لانه ماشافات حتى خيار اخر كما انه خاصها تتصرف في اسرع وقت "" مازال كاين قانون آخر ماتصلحش .. ""
"" اشمن قانون هذا ؟ "" تسائلت تغريد بجدية ثم بدون شعور جلست ..
و ماتعطلاتش الساحرة .. قالت ماعندها ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
وقفات سبارة زين العابدين و أسرته قدام سيارة الحارس الأعظم و خرجوا كيف المجانين كايجريوا لجهته ..
كل واحد منهم كايسول فجهة .. فخاول يهدأهم رغم انه هو نفسه في حالة توتر "" كاينة تغريد معاها الداخل ، الساحرة ماسمحاتش ليا ندخل .. ""
وساعت عيون زين العابدين و تلبس جنون الحارس من قبل و صاح و هو كايدفع في الباب باش يتهرس "" كيفاش ماسمحاتش ليك تدخل ، و بقيتي هنا واش حماقيتي ؟ ""
خلاه الحارس يدير ما بغا و تراجع متسند على سيارته قرب من مويرين اللي مازال ماسمح ليها تخرج من السيارة ..
ضربت على النافذة فنزلت عيون الحارس لعندها و قال بمزاج منزعج "" ماغادياش تخرجي من تما ، بقاي مهدنة انا مامحتاجش القلق عليك حتى انت .. ""
فعبست في وجهه لكنها استسلمت مدركة بقلقه الشديد حاليا .. فهي كذلك كانت قلقة على أولوين و حالتها الداخل ، مازال عقلها ماقادرش ينسجم حول اللي واقع و تخرج منه منطق مقبول ..
فتنهدت آملة في خير ، و واثقة انه بوجود امها معاها الداخل .. غاتكون في مأمن ..
الباب ماتهرسش واخا انضم طه لباه و حاول يكسرو معاه .. آلاء منين تحسيت هدوء الحارس ، حسات انه احس طريقة لمعالجة الامور هي الهدوء فحاولت توقف زوجها و ولدها .. لكنهم ماتصنتوش لكلامها .
الشيء الوحيد اللي وقفهم .. هو منين تفتح الباب و وقفات تغريد قدامهم و عيونها متوسعة ..
كلهم تأهبوا في ترقب منها اشنو غاتقول .. عيونها تركزت في الحارس الأعظم .. ثم رمشت عينيها متمالكة نفسها و قالت "" أنا .. عطيتها ضمانة ... ""
"" اشمن ضمانة ؟ "" صاح زين العابدين بالسؤال اللي في ذهن الحارس ..
"" الحارس اللي الداخل ماغايتقاسش شعرة منه مهما وقع .. ""
و هنا كلهم سكتوا .. مدركين أن الوضع أعمق بكتير من اللي كايسحاب ليهم ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
أولوين كانت مازالة كاتنزل في حرارته بدون توقف ..
فتحات فمها و من بين دموعها همست "" ماعرفتش اشنو واقع ليك ، لكن ... خاصك تعرف انني هنا دابا و مستحيل نمشي و نخليك مرة اخرى .. ""
لسبب غير منطقي ، كانت كاتحس بالذنب من انها ماقدرتش تعرف و تفهم من النبؤات اللي كانوا كايحيوها انه هنا بل و حتى انها رجعت غير مدركة بشكون خلات وراها .. ضعيف و محتاجها .
عاودت قبلت جبينه "" ماعمرني نخليك .. ""
وقع أقدام كتار كان كايقرب و ماردات ليهم البال فعلا حتى كانوا دخلوا الغرفة ..
درقت أولوين عينيها من الضوء اللي انار الغرفة و عمى عينيها بعدما تعودت على رؤيتها في الظلام ..
سمعت شهقات أنثوية عرفات انهم من مويرين و أمها .. لكن من الريحة في اقتاحمت الغرفة ، عرفات ان باها و الحارس حتى هم موجودين ..
توترت من ردود افعالهم ..
ففتحت عينيها بتدريج .. فيه هو ..
ثم شافت داكشي اللي خلاهم يشهقوا ..
مدات يدها دوزاتها على شعره اللي كان متوسط الطول يمكن واصل لاسفل كتفه بقليل .. خفت دكنته في الضوء و اصبح لونه كلون العسل الذهبي .. صبعها تبع ديك الخصلة البيضاء اللي تمردت على لون العسل و اختارت انها تتجرد من أي لون ..
الموقع اللي خدات الخصلة البيضاء من شعره ، كان في الواقع بقعة كبيرة من البلوقة صابغة القليل من نصف وجهه ..
ماتبقى من جلد وجهه كان ذو سمرة بشرية .. منين نزلت عينها على باقي جسده .. لاحظت انه المفروض يكون كله أسمر سمورية البشر ، لكنه كان مكسو ببقع بلقاء مختلفة الشكل و الحجم في كلية جسده .. عنقه ، ذراعيه و صدره و حتى ماظهر من ساقيه تحت الشورط اللي لابس ..
رمشت بعينيها و الذعر كايتملكها كيف شي شيطان أمرد .. دارت لجهة الحارس الأعظم و عينيها اخدت شكل متوسع دائري و ابيضهم خدا لون احمر قاني ..
كانت نفس النظرة في عيون الحارس .. ازاح عينيه من عليه ثم لاقاهم بهاصتي أولوين .. و تما .. هززت رأسها نفيا رافضة المحتوم ..
"" اذا حطيتي اصبع عليه ، غايكون هادشي على جثتي "" همست بذعر ..
"" رووح "" صاح باها ..
حولت نظرتها ليه ثم بكات و بذعر صاحت "" اذا قربتو ليه .. ""
ماكملتش أولوين ، كانت مويرين و امها محاطات بيها معنقاتها ..
بكات عليهم و صاحت "" هما مافاهمينش اشنو تشرك بيني و بينه غير دابا ، هو محتاجني .. لكنه ضعيف خاصني نحميه .. "" بانت و كانها داخلة في هيستيريا كلامها غير مفهوم ..
لكن الحارس و الحارسة عرفوا .. تبادلوا الأنظار ... بزوجهم عارفين بقدرة هاد الرابطة الجبارة ..
الحارس الاعظم و شريكته قاوموا لوقت طويل لكن ماقدروش .. فمابالك وضعية أولوين دابا ..
اشاراتها جاو بالتزامن مع نداءات احتياج شريكها مما جعل الامر اصعب بمرتين ..
الحارس الأعظم كان في وضع صعيب ... كان خاصوا ياخد القرار .. و بوقوف اولوين في الوسط .. ماعرفش كيفاش كان غايدير هادشي ..
شاف لجهة الساحرة و اشار برأسه للخارج ثم تبعاتوا ..
كانت في جنبه تغريد ، زين العابدين اللي راغب بشدة يفهم اش واقع و ولده طه ..
جلسوا غير في الغرفة الخارجية .. و الساحرة بقات واقفة من قلقها من اللي جاي ..
تغريد اومأت ليها برأسها .. فتفكرت ضمانها و وعدها سابقا اثناء محادثتهم الفردية ..
خدات الساحرة نفس و بدات كلامها "" انا واثقة انه انت اسيد الحارس محتاج تفسير لكل هادشي اللي واقع .. ""
قاطعها زين بانزعاج "" غير هو ؟ هاديك راها بنتي .. ممكن نعرف منين حاء داك الراجل ؟ واش من ديما كان في عاد الغرفة واخا جينا هنا ؟ كيفاش ماعقناش بيه .. ""
"" اذا تعقلتي ، روح حسات بيه .. "" كان طه .
"" بلا ماتقاطعوها "" تكلم الحارس بهدوء "" واش من ديما كان هو هنا ؟""
"" ااه ، لكنه كان في حالة... تقدر تقول كمون .. جسده كيف انت عارف ماقادرش يتحمل يبقى متيقظ بزاف .. ""
هزز الحارس رأسه بإدراك و صتح بغضب ماقدرش يتملكه "" شكون دار هاد الجريمة ؟ شكون والديه ؟""
بلعت الساحرة ريقها على حلق جاف و شافت في تغريد كاتبحت على الدعم .. و هنا خرجات أولوين محاطة بصديقتها و امها .. لكن اولوين ماقدرتش تفوت عتبة الباب فين قابع شريكها ضعيف الحال ..
اخدت تغريد مسؤولية رمي القنبلة "" امه كانت هي منى الطاهري .. ""
"" منى الطاهري ؟ "" اعاد زين العابدين كلامها مقاطعها و كانت الاء دايرة نفس الشيء ..
طلقات بنتها و تقدمت وقفت جنب الساحرة و تغريد "" واش .. كاتهضري على عمتي الميتة ؟ ""
"" هي عمتك "" قالت تغريد ..
"" و الأب .. "" قال زين العابدين ..
لكن الرد جاء هاد المرة على لسان الحارس اللي بسرعة ربط الاحذاث في عقله "" كان هو الوالد ديالي ، الحارس الأعظم السابق ... "" ثم همس"" هادشي اللي كان كايلمح بيه السيد احمد للوالد ديالي في ديك الليلة "" كان صوته هادئ لكن الداخل ديالو كايغلي غليان ..
باه .. كيفاش باه الراجل الحكيم العاقل دار شي حاجة شنيعة بحال هذه ..
"" علاقة الحارس الاعظم و منى بدات منين كان اب الاء و السيد احمد مازال وسيطين .. "" كملات الساحرة "" كانت منى عايشة مع خوها في قصر الحارس الاعظم مع أسرته الصغيرة ، كان ديك الساعة مزوج و عنده زوج ذكور توام مازال صغار و مراته كانت حامل .. منى في الحقيقة كانت متكلفة بشؤون أعمال الحارس الأعظم .. خوها مالاحظش مشاعرها تجاه الحارس الاعظم كانت صغيرة فماطاحش في باله انها ممكن تنجذب لرجل كبير بحال الحارس ، كما انه كان تايق في الحارس و مامرش ليه على البال انه ممكن يرغب في بشرية ، كان هادشي منبوذ عند الحراس ..
لكنه وقع ، كان وحيد وراء موت شريكته و الحارس الاعظم ماقدرش يقاوم سحر ديك البشرية و داك الشعور اللي حيات فيه بعد طول زمن وحدته ، فاستسلم لإغوائها و خلاو علاقتهم سرية ..
حتى جاء النهار اللي حملت و تفضح كولشي ، اخ منى رفض العلاقة بشكل عنيف و رمى بغضبه الشديد عليهم بزوج .. احس بخيانة الحارس الاعظم و خاب امله في اخته ..
السيد احمد عاود ليا انه حاول يفك بيناتهم لكن ماقدرش ، الحارس الاعظم كان مستعد يصلح الخطأ دياله ، شرح ليه أنه كان راد البال من انه يخليها تحمل لكن وقع على اي حال .
الحمل كان وقع و ماكانش عندهم كيفاش يصلحوه من غير انهم يوقفوه ..
فاحطهم اخ منى بين الاختيار ، يا إما غادي تطيح منى داك الحميل و تغادر داك القصر و غادي يوفر ليها مكان اخر فين تعيش ، اولا هو غادي يهز اسرته و غادي يغادر القصر ..
الحارس الاعظم تشبت بمنى و منى تشبتت بحميلها و مابغاتش تقتله ...
حاول الحارس الاعظم أنه يلقى حل اخر بلا مايخسر وسيطه .. لكنه كان عنيد .. و اللي ماكانش عارف الحارس الاعظم داك الوقت ، هو ان وسيطه كان عارف ان مراته حاملة بحارسة . كانت حارسة شريكة متوقعة لولد الحارس الاعظم .. الحارس ايفارذيث ..
فرغب انه ينتقم .. خدا ولاده و مراته الحامل و غادر القصر في سرية تامة ..
قلب عليه الحارس الاعظم و مالقاهش .. فخلاه فحالوا ..
مرت شهور و تولد الذكر اللي حملت بيه منى .. لكنها ماتت اثناء الولادة بسكتة قلبية ..
مابقى للحارس الاعظم غير تعاسة الفقدان .. فقد وسيطه و فقد حبيبته ... و مامشات حتى خلات في يديه رضيع نصف بشري نصف حارس .. و كانت واضحة حياته اشمن منحى غاتاخد ..
فبقلب نازف عطاه لوسيطه السيد أحمد و طلب منه يدفنه ، الرضيع كان حي لكنه كان في حالة كمون ، السيد احمد رفض .. لكن صاح في الحارس الاعظم انه اذا مادارهاش دابا ، كان ولد ايفارذيث غايعرف واحد النهار و غايقتله هو ..
داك الصغير كان بمتابة خطيئة و فذا بقى كان غايكون خطر على مستقبل حكم الحراس نقيي الدم .. واحد بدم مخلط مستحيل يتقبل كحارس اعظم ..
فخداه الوسيط احمد ، لكن جمع كل حوايجه و غادر داك القصر كيفما غادروا صديقه .. تواصل معاه و لحق عليه .. في بلاصة مايدفن الصغير كيف دار .. قرر هو و خاله انهم يربيوه .. و في ديك الأثناء كانو عارفين ان الحارس الاعظم استأنف البحث على الوسيطين دياله بعدما ولده تلقى نبؤة الحارسة اللي تولدات .. ""
هزز الحارس الاعظم اياارذيث راسه بتذكر "" ماكنت عارف والو على منى "" تلعثم "" و ولدها .. اللي عرفت هو انني كنت بعيد في بلاد اخرى ، كنت ديك الساعة مدمن على خدمتي ، وصلاتني النبؤة و علمت الوالد ديالي ، لكن ظنيت انها الحارسة كانت بنت الوسيط .. ظنيت انها في امان .. حتى مر عام عاد تواصل معايا الحارس الاعظم و عاود ليا ان الحارسة مفقودة مع باها و رفض يعطيني تفسير ، امرني غير نلقاها و صافي .. لكني تحاهلت الامر ماعارفش بجديته .. قلت حتى تكبر و توجد ، عاد غانلقاها بالاشارات .. لكن منين لقيتها كان فات الفوت .. ""
رمشت الاء عينيها بذهول لاول مرة كاتوصل لهاد العمق من القصة ..
الحارستين الصغار كانوا متشبتين ببعض كايتصنتوا .. لكن اولوين كانت كاترجف .. من حقيقة وحدة .. الحارس الاعظم غايحارب شريكها مافيهاش شك ..
"" داك الحارس الصغير فاق منين اتمم عام ،و تولى تربيته السيد احمد مخبيه في هاد الرياض، و كان كايزوروا خالو كل مرة ، حافظوا على حياتو بمشقة نفس ، كان صعيب تتم تغديته و هو في تلك الحالة .. فلجؤوا للسيروم .. فاق و أصبح قادر ياكل ، عاش هكا لمدة 5 سنوات لكنه كان جد ضعيف ماكانش كايتحرك بزاف بلا مايعيى ..
سماوه باراثون .. ديك الساعة تعرفت على السيد احمد ، كان عتقني من شي امور و عاونني ووفر ليا الرياض اللي ساكنة فيه في هاد الحي شرط انني نتحمل مسؤولية باراثون اذا وقعات ليه شي حاجة او كان بعيد ، فكنت اكتر من مرحبة باش نقبل .
احزننا منين عاود غاب على الوعي .. بقى هكاك لاربع سنوات قبل مايرجع يفيق تاني .. كان عاقل علينا .. كان طفل جميل ، كان لطيف و حنين و موهوب و كايستاهل ما أحسن .. فقررت انني غانلقى حل يخليه يعيش طبيعي بحال كولشي الكائنات ، كان كايستاهل احسن من هادشي اللي دارو فيه والديه ..
كنت آملة انني نلقى شي حل انا و السيد احمد لكن مالقيناش ، انضمت لينا السيدة عائشة بعدما تزوجات بالسيد احمد و عاوناتنا بزاف .. مرت سنين بلا مانلقاوا والو .لكنه كان كايفيق و يرجع يغيب .. حتال واحد الليلة فاق .. و كان في حالة غريبة .. عرفنا انه تلقى نبؤة ، و بان لينا الحل ، وراني السيد احمد التعويذة اللي غاتحافظ على حياته من المرض ، حب شريكته ، و راهية هازاها في عنقها .. ""
كولشي دار كايشوف في عنق أولوين ، منا خلاها تتشبت بتميمتها ثم دخلات للغرفة مخبية على عينيهم .. حاسة و كانها ماقادرة تتيق فحتى واحد و هي عندها شكون تحمي ..
كملت الساحرة "" عرفنا ان الحارسة كانت قريبة مننا ، كانت وحدة من الحارستين ، و تسنينا كاملين بفارغ الصبر و سرية حتى توصل لعشرين سنة و نعرفوا شكون فيهم باش نحييوا التميمة . عائشة منعتهم من انهم يجيوا لهاد الرياض باش مايوقعش ارتباك .. كان خاص الامور تمشي بترتيب طبيعي .. لكنهم ماتوا قبل ما يوقع هادشي و بقات المسؤولية عليا انا ، مالقيتش كيفاش نتوصل للحارسة المنشودة ، لكن كننا محظوظين بانها جات مع عائلتها ، فرحت منين عرفتهم جاو لهاد لرياض قدما خفت على باراثون ، و بقيت حتى لقيت فرصة فين نتسلل ندخل للرياض و نهضر مع الحارسة ، لكن تفاجأت من شوفة الذئاب .. على أي .. دابا انتوما عارفين القصة كولها .. و مع احترامي ليك اسيد ايفارذيث ، لكن ماغانسمحش ليك تآدي شعرة من باراثون ..
في واحد المرة فاش فاق ، كان باغي يخرج يشوف الدنيا ماحد عنده وقت لكن منعته و حذرته من خوه يلقاه ، قال ليا مابغى غير حياة طبيعية ، ماباغيش سلطة ، ماباغيش يحكم .. كان باغي غير حياة طبيعية ، فعملنا باش نحققوا ليه هادشي ، التميمة فيقاتوا ، و ماحد شريكته جنبه غايزيد يتحسن ، و اذا تزوجوا و تمموا زواجهم و عاشوا مع بعض ، و تعرفوا على بعض و كونوا مشاعر لبعض ، غايقدر يعيش على حب شريكته و ماعمروا غادي يرجع يغيب عن وعيه ، ماغانخليكش تنهي حياته ظلما بحال هكا ... هو كايستاهل أفضل من هكا .. ""
في الحقيقة دمعت عيون اغلبية الموجودين تعاطفا مع داك الراجل .. اللي عاش اكتر من نصف حياته غير مدرك بالواقع ..
كان فعلا كايستاهل حياة
كلهم راقبوا الحارس الاعظم ميفاش ناضو رجع للغرفة لقى اولوين لاوية نفسها حولي جسده و على عينيها نظرة شرسة تجاه الحارس ..
فتنهد و قال "" انتوما كلكم عارفين انني مستحيل نآدي شخص بريئ مهما كانت القوانين صارمة .. ""
كانوا كلهم عارفين طريقة حكم الحارس المتمردة ..
"" حياته ماشي ملكي باش ناخدها ، لكن مقعد الحارس الاعظم ملكي انا ، اذا ما جاء اليوم اللي غايطالب به ، ماغاديش نفكر زوج مرات .. "" قال بشدة و سلطة في نبرته ..
هلا اولوين تغمض عينيها على صدره بارتياح .. و تهللت ملامح الكل باسترخاء ..
دار لعند تغريد "" جاء الوقت لواحد التعديل بسيط في واحد البند الوسيطة ""
هززات راسها بابتسامة صغيرة و تبعاته..
الاء عنقت مويرين كايبكيوا فرحة لاولوين ..
في الوقت اللي زين العابدين و طه كايشوفوا في روح و ماعارفينش اشنو خاصهم يديروا .. فرحانين ليها .. لكن كايحسوا بالغرابة من هاد كل احداث اليوم ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•