قصة خيالية بالدارجة : لعنة تميمة الكوارتز الوردي (الفصل التاسع )
الفصل التاسع :
رجل مويرين كانت كاتهز بعصبية و جنون و هي جالسة في غرفة الجلوس ، عينيها كاتمشي و كاتجي مع حركة أولوين .
هاد الآنسة مانعستش الليلة كلها بكترة إنشغال بالها ، و مويرين جنبها ماكانش حالها أفضل .
سهرت الليلة السابقة كاتفكر في اللي وقع ، فعلا هاد الدار غريبة ، و ماحدها جالسة فيها و هي كاتزيد تكتشف منطقية غرابة الاحاسيس اللي كاتشد أولوين باش ترغب في البقاء ..
هاد الصباح كلمت الحارس معولة كليا تعاود ليه على الساحرة لكن أولوين منعتها بشكل عنيف زاد من قلقها .. هي اكيد ماخايفاش على سلامتهم ، هما قادرين يحميوا انفسهم كما ان وجود الذئاب حولهم مبعد هاد الاحتمال من الاصل .
لكنكاتحس انها كاتخون تقته اذا مابلغاتوش بكل ما يقع عندهم .
كما انها شيئا ما متفقة مع اولوين منين قالت ليها انها غير غاتشوشهم اذا عاودات ليهم ، كما ان الحارس حتما و بدون ترد. غايخلي مشاغله و يجي يقابلهم بنفسه ..
حارت و ماعرفتش اشنو دير ..
"" واش فعلا كاتظني ان ساحرة صغيرة غاترجع لدار هي عارفة فيها تلاتة الذئاب كل واحد قداش ؟ "" قالت مويرين من بلاصتها ..
تنهدت اولوين تم جات جلست بقرابة رفيقتها و قالت بعيون قلقة "" كان خاصني نشدها تبقى ، أنا تقت أنها غاترجع .. ""
"" شوفوا ديك التعبيسة الحزينة "" قال كونال بابتسامة جانبية ساخرة و هو داخل بيده صحن مليئ بلحم يالله طهاه في المطبخ ..
جلس بكنبة جنبهم ثم كمل كلامه "" نجيبها ليك غير آمريني الحارس.. ""
عبست الحارستين ، سريا رافضين اقتراحه و السبب كان هو داك الخبث اللي في عينيه ..
اذا سيفطوه غايجيبها معاه ، لكن ربما ناقصها شي طرف ..
هما عارفين ان الدراري عمرهم داقوا لحم ساحرة من قبل .. لكن خاصهم ديما يديروا بحساب انهم ذئاب مازال جد يافعة و خبرتهم قصيرة .. لكنهم كايتيقوا فيهم رغم انهم ارتكبوا جرائم صغيرة كتيرة و تخطاوا بعض الحدود ، لكن عمرهم تجرؤوا يقتلوا شي احد و لا حتى حارسة .. الجيل الجديد كامل في الحقيقة ..
كان ذلك احتراما لسالومي اللي كانت جزء من القطيع ، كما انها طالبت تغريد باش تجرم في القانون اكل الذئاب للساحرات ..
و دارتها ..
الان هاد القانون محترم بشكل جدي في قطيع ايدر و جلال ، لكنهم مازالين كايسمعوا بهاد الجرائم خارج حدود نفوذ الحارس الاعظم ايفارديث ، يعني في بلدان اخرى ..
"" لا ، شكرا على الاقتراح "" جاوباتوا روح ساخرة .. ثم رجعت لسهوتها كاتخمم كيفاش تجيب الساحرة ..
"" خلينا نعلموا الحارس الاعظم ا روح .. " عاودت جبدات مويرين معاها الموضوع ..
و كما هو متوقع .. موقف روح الرافض كان صارم .. ثم ناضت غادرت الغرفة ..
بعد الزوال .. كانت مويرين مستلقية نائمة في السرير كاتعوض ليلتها السابقة الخالية من النوم .. و روح جنبها جالسة و سارحة في الفراغ قدام عينيها بشكل جامد ..
أتتها نوبة من الجمود فين كايتصلب جسدها و كايهدأ تفكيرها و ماكاتبقى تواجه غير الفراغ .. فقط الفراغ ..
الأمر أصبح و كأنها كاتميل للجنون ..
ناضت وقفات بشكل مفاجئ و تبعات فين داتها رجليها ..
و ماوقفاتها غير قدام داك الباب المقفول بغموض ..
عاودت مالت عليه بوذنها و كان كيف جوفها ... فارغ ..
بعدات من الباب ناوية ترجع للغرفة لكن شعور الجوع كايلوي معدتها خلاها تغير وجهتها للمطبخ .. مرت على غرفة الجلوس كاتسمع الذئاب كايتناقشوا باصوات عالية مغطية على صوت التلفاز .. تجاهلتهم و دازت للمطبخ .. لكن قبل ماتدخل المكان ..
لفت انتابهها شيء قدام باب الخروج ..
قربت و تحنات لقطاتو .. كانت ورقة بسيطة ..
قبل ماتفتحها شمات فيها نفس الريحة اللي شمات في ساحرة البارح .. فداك الحين فتحاتها بسرعة و لهفة ..
لقات مكتوب فيها غير سطور قلال كايقولوا 《كانطلب عفوك الحارسة ، بغيت نلبي طلبك في الحضور لكني فعلا خايفة من الذئاب ، أنا ساكنة وحيدة في الرياض اللي من الجانب الاخر من الحي ، قدام بابي شجرة رمان ، حضري لعندي بوحدك او مع الحارسة مويربن إذا بغيتيني و كانعاهدك أنكم في أمان .. 》
طوات اولوين الورقة و خشاتها بعناية في جيبها .. ثم كملات طريقها للمطبخ .. كاتفكر واش من الصواب تمشي هي لعندها ..
مويرين مستحيل تونسها في الذهاب لدار شخص ماكاتعرفوش كما انه غاتبرد الجحيم قبل ماتسمح ليها تمشي بوحدها ..
مابقى ليها غير حل وحيد ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
في منتصف الليل ..
ناضت اولوين من الفراش بحذر شديد من انها تفيق مويرين ، مانعسات غير بالزز ..
و في الحقيقة ، حتال دابا أولوين ماكانتش واثقة واش فعلا خاصها تمشي لدار الساحرة الشابة ..
لكن فضولها كيف ديما متمكن منها .. اذا مادارتهاش غاتبقى تخمم باش ديرها ..
ناضت بخفة تنكرت مغلفة وسط لباس مغطيها من فوقها لاغمص رجليها ثم نزلت كاتسلل .. هاد المرة بحذر اشد .. أذاني الذئاب أكتر حساسية من خاصة الحراس ..
اي حركة ذات صوت و لو بسيط غاتخلي الذئاب عندها ..
نجحات توصل لباب الدار .. فتحاته بحذر حتى تسللات للخارج و سداتو وراها ..
اول ماضربها ريح الليل البارد حسات برجفة فكراتها بسواد العالم الخارجي ليها كحارسة ..
لكنها تجاهلت كل ذلك و تمشات ..
كاتبان للعيان أنها هادئة من الخارج .. لكنها كانت كاترجف توترا .. هذه اول مرة كاتخرج بوحدها .. الحارس و باها غايفقدوا عقولهم اذا شافوها في هاد الحالة ...
تمشات كاتهدن نفسها بشجاعة ، كاتشوف مزيان في الظلام ، و كل حركة اصدرت صوت قريب او بعيد كايوصلها بسهولة ..
مايمكنش توقع ليها شي حاجة .. العالم أسود و قاسي لكنها مسلحة و مستعدة تتصدى ليه ..
وقفات في رأس الدرب اللي نعتات ليها و في ديك اللحظة سمعات رفرفة فوق رأسها .. لم تجفل رغم توترها ..
و رفعت راسها .. ميزات غراب أسود .. و تبعاتو بعينيها حتى طار فوق واحد من البنايات و اختفى .. ديك اللحظة انبعت نور من واحد من البيبان في اخر الدرب و كأنه تحل .. تماما في نفس المنكقة فين اختفى الغراب .. ثم طل رأس مشعت الشعر ... كايبان كيف شي وهجة نار وسط داك الظلام ... ثم خرجات بكاملها و تما ردات مويرين البال لشجرة الرمان اللي واقفة وراها ..
تمشات ببطء و حذر .. و شافت كيفاش خرجات الساحرة بكليتها .. و قربات لعندها ..
عينين مويرين طاحت على الغراب اللي على كتفها ثم ترخات قليلا و هي كاتشوف ابتسامة الساحرة الدافئة ، المترددة و الخحولة ..
"" انا كانعتذر بشدة الحارسة "" جرات ذراع مويرين نحو باب دارها "" دخلي ، دخلي دغيا ""
تبعات اولوين خطواتها بحذر مانزلاتش حصونعا ولا لحظة و هي كاتراقب العالم من حواليها ..
دخلات و راقبت كيفاش الساحرة سدات الباب بقفل و رحبات بيها للداخل ..
الريحة اللي شمات في دارها ، فكراتها في ريحة قبو الحارس الاعظم فين كايخلط خلطاتوا لعجيبة .. و ما استغربتش منين شافت مختلف العجائب المعلقة في حيوط دارها ..
أعشاب جافة ، و حجار متراصة في مختلف الزوايا .. تميمات ، بلورات و عقود .. و مختلف من أشياء اخرى ماميزاتهاش ..
دار ساحرة بكل معنى للكلمة ..
"" دخلي عافاك و استرخاي ، تشوقت نتلاقاك من اول مرة عاودات ليا عليك الخالة عائشة ، الله يرحمها كانت امرأة حنون ، ماعمرها نساتني ، هي و السيد احمد .. الله يرحمهم بزوج .. ""
معرفتها بجداتها غير ماكايزيد يخليها تسترخى و ترتاح ليها .. جلست أولوين و هي كاتتفحص الغرفة بعيون فضولية و حذرة ..
و هزات عينيها كاتشوف في الساحرة المبتسمة امامها مازال مبتسمة بخجل في وجهها ..
الان ، عاد لاحظت اولوين جمال هاد الساحرة الاخاد ..
هي عارفة ان الساحرات معروفات بجمالهم المتميز .. لكن شيء كان مميز هاد الساحرة عليهم كاملين ..
واش ابتسامتها البشوشة و اللطف النابض في خضورة عينيها .. ؟ ممكن جدا ..
"" علاش جدة ماعمرها عاودات ليا عليك ؟ "" قالت اولوين كاتبادلها الابتسامة طايحة باستسلام في سحر ابتسامتها ..
"" كانت رغبتي انا ، بغيت نحافظ على استقلاليتي كما ان هاد المدينة مافيهاش ذئاب "" ثم توترت ابتسامتها "" نتمنى تبقى على هاد الحال .. ""
ابتسمت اولوين اكتر و جراتها جلساتها جنبها مما تسبب في طيران الغراب من كتفها للجهة الاخرى من الغرفة ..
"" ماتخافيش ، هاد الذئاب مستحيل يآديوا ساحرة ، و مستحيل يخليوا ارضهم و يجيوا للهنا .. كما انه خاصك تتيقي ان قتل الذئاب للساحرات ولا جريمة كايعاقب عليها القانون .. ""
تنهدت الساحرة و هزت كتفها "" ماعرفتش ، واش فعلا كايستاجبوا للقانون .. ""
ماكانش سؤال .. كان معروف على الذئاب القسوة ، الوحشية و التمرد ..
فهي كانت كائنات مفترسة فاسدة في المقام الأول ..
"" هاد الذئاب ساهمت في تربيتهم ساحرة نار .. بحالك تماما "" دوزات اولوين اصابعها على امواجها النحاسية ..
رجعت تبسمت الساحرة قائلة "" غريب ، وضع الفضائيين اصبح فعلا غريب ، بزاف ديال الامور تطورت لأحسن و هادشي كايحيب الراحة .. ""
"" الشكر للوسيطين الجداد الخالة تغريد و العم إسلام ، كانوا الاشخاص المثاليين لهاد المناصب .. "" رمشت في عينيها ثم تذكرت "" ماقلتيش ليا إسمك ؟ ""
"" آيثني ""
"" إسمك ناري كايشبهك ""
ابتسمت الساحرة بخجل "" شكرا ""
ثم تلبست الحارسة وجه اكتر جدية منين قالت "" انا في الحقيقة محتاجاك .. ""
"" إهم "" وافقتها الساحرة جالسة باستقامة كاتصنت ليها ..
"" انت من ايمتى كاتعرفي السيد أحمد .. ؟ ""
"" سنين طويييلة مانقدرش ، تلاقيتو منين كنت صغيرة بزاف و هو اللي عطاني هاد الرياض فين نسكن .. ""
"" واخا "" قالت اولوين "" انا كيف كانظن انك عارفة ، ماعمرني جيت للهنا .. و مادازوش يومين على وجودي في داك الرياض ، امور كتيرة تبدلات .. يعني في حالتي في الداخل ديالي .. اغلب الاحيان كاتخالجني بعض الاحاسيس لكنها فارغة بلا معنى .. نعاسي تغير و مابقيتش كانرتاح ، كانشوف بزاف ديال الأحلام مامفهوماش .. كانحس بالغرابة في ديك الدار ، و ماقادراش نغاظرها كانحس و كأن قوة عظيمة شاداني تما .. ""
رمشت الساحرة قليلا بارتباك ثم و كانها بدات كاتوتر .. لكن هدأت نفسها و نطقت "" واش غير انت اللي وقع ليك هكا ؟ الحارسة مويرين .. ؟ ""
"" كاتشاركني الرأي ، لكن ماكانظنش كاتحس بكتافة الوضع بحالي انا .. ""
توسعت أنظار الساحرة .. و لكن مانطقت حتى كلمة ..
"" واش كاتعرفي سي حاجة على ديك الغرفة المقفولة ؟ انا حاسة انها عندها علاقة .. ""
توتر الحارسة كان واضح الان و هي كاتقول "" لا ، ديك الغرفة كان السيد احمد مانع حتى واحد يقرب ليها .. عافاك ماتقربيش ليها .. ""
"" سبق و فتحتها .. كانت فارغة ا آيثني .. ""
توسعت عيون الساحرة بتوهج زمردتيها "" ما .. ماتعاوديش تفتحيها .. نتمنى تحتارمي رغبة السيداحمد الله يرحموا .. و كانتمنى ماتبيعوش الرياض .. او على الاقل علموني قبل ماديروها .. ""
"" كوني هانية "" قالت اولوين و هي كاتناظرها بتشكيك "" مستحيل يتباع بعدما تأسرت فيه بهاد الطريقة ""
تنهدت الساحرة .. ثم وقفت .. تمشات قدام عينيه الحارسة كاندرع الغرفة ذهابا و ايابا و كانها كاتفكر قبل القيام بخطوة كبيرة ..
ثم رجعات لبلاصتها ..
"" انت كايجيوك إشارات اسيادة الحارسة .. ""
توسعت عيون الحارسة حتى اخدت شكلا مدورا .. ثم .. كولشي بدا و كأنه عنده معنى .. نسات الغرفة .. و تفكرات الحارس الأعظم ..
و ماقدرتش تمنع ابتسامة صغيرة من انها ترسم على وجهها و جوهرتيها كايلمعوا تحت العدستين اللي ساترة بيهم عينيها "" كاتقصدي ... ""
هززات الساحرة رأسها .. "" هادشي واضح اسيادة الحارسة ""
ثم عبست اولوين و هي كتتستئل "" و لكن علاش مابانش .. يعني المفروض عينيا يشعوا و نبدا نتشارك الاحاسيس مع شريكي .. و بزاف الامور الاخرى .. ""
ترددت الساحرة و هي كاتقول بحذر "" يمكن شيء واقف بيناتكم .. ""
"" شيء .. بحالاش .. ؟ ""
"" ماتسولينيش على هاد السؤال عافاك "" ثم رفعت نبرتها بالتفاؤل "" لكن نقدر نجاوبك اذا سولتيني واش نقدر نعاونك في هاد الحالة .. ""
"" بالصح ؟ و اشنو تقدري ديري ليا في هاد الحالة .. ؟ ""
"" واخا "" قالت الساحرة بحماس و ابتسامة واسعة على وجهها .. و كأنها و اخيرا حصلات على الكنز .. "" اعاشرت بعض السحرة البشر في واحد الوقت .. ""
تنبهت الحارسة بتوتر .. لكن لمست الساحرة ذراعها بتصرف ودي كاتهدأها ..
"" ماتخافيش ، مابقيتش على صلة بيهم سنين هذه .. كما ان السيد احمد علمني شي تعاويذ حتى هو .. أكيد غاينفعونا دابا .. يالله معايا ""
ناضت الحارسة تبعاتها لغرفة اخرى ..
كانت مليئة بالخزانات و كلها مصففة بعدة قناني زجاجية كلها مليئة بمواد مختلفة ..
ثم كانت طاولة ظاهر أنها كاتخدم عليها و حتى مليئة بالمواد و الأدوات ..
وقفات الساحرة وراء طاولتها ثم تبعاتها اولوين و وقفات قدامها . .
"" أنا غانحتاج نقطة من دمك .. ""
شافت فيها الحارسة بنظرة متفحصة خلات الساحرة تنغلق حول نفسها بتوتر "" تيقي بيا عافاك ، مانقدرش نضرك .. ""
"" واخا ، لكن عرفي اذا ندمت على هادشي .. ماغانكونش بوحدي اللي غاندم .. "" قالت الحارسة بهدوء لكن بصرامة شديدة
هززات الساحرة راسها و حافظت على ابتسامتها الهادئة ..
جلبت إناء من واحدة من الخزانات ،كان إناء بدائي لكن كان واضح أنه من نوع من حجر كريم لونه أبيض مشابه لشكل الرخام ..
حطاته على الطاولة ثم مرة لجهة الخزانات .. غبرات بينهم كاتقلب بين كترة القناني ..
جابت منهم شي ربعة و صففاتهم قدامها ..
جلبت قنينة متوسطة الحجم كانت مخبياها بغرابة وسط حبق تحت نبتة كبيرة .. فهمت اولوين انه لربما هاذ القنينة تحتوي على المكون الأهم .. لكن منين فرغاتو في الاناء الرخامي ... كان السائل مشابه .. للماء .. فقط ماء ..
راقبت اولوين اشنو كادير في سكات .. خدات القنينات الصغار بربعة ..
التلاتة الاولين كانوا كايحتويوا على سوائل كلها داكنة اللون ..
و كلما فرغت قنينة في الاناء الرخامي .. تغلب لونها وسط داك السائل الاول و اختفى و كانه عمروا كان..
القنينة الرابعة كان بها غبار أسود بقى طافي فوق داك السائل رغم أنها خلطاتو ..
رفعات راسها .. ثم طار الغراب عندها و حط فوق على الطاولة .. ثم خدات من بين منقاره شفرة حادة ..
رفعات وجهها للحارسة و قالت بابتسامة "" كايسرق مني كل حاجة في عينيه كاتلمع ، لكنه لطيف بما فيه الكفاية باش يرجع ليا اشيائي كلما احتاجيتها .. ""
رفعات الساحرة يدها ثم على كفها توهجت نار بدون زرقة و دوزت وسطها الشفرة الحادة .. ثم مداتها للحارسة ..
ديري هادشي بنفسها الحارسة ..
خدات أولوين من عندها الشفرة ثم رمشت عينيها فيها .. ثم بدون تردد جرحات كفها ..
دمها فاحت ريحته العبقة تلك اللحظة و هيمنت في المكان ..
"" نقطيها هنا .. "" اشارت للاناء ..
و دارت اولوين اللي قالت ليها ..
حمورية دمها صبغات داك السائل و حولاتو لوردي قاني ...
و ما استغربتش من حقيقة ان دمها هو اللي نجح يصبغ داك السائل العنيد ..
الحارسات تقتلو من قبل على قبل دمهم .. يعني هي مدركة بقوة داك السائل القرمزي اللي كايجري في عروقها ..
جمعات اولوين كفها النازف و راقبت الساحرة حتى طلعات في سلم .. و جبدات علبة حمراء من درج عالي بعيد عن العين ..
منين نزلات فتحاتو قدام عينيها و جبدات عقد .. ذهبه وردي و مسجونة وسطه حجرة وردية اللون ..
مرجحتها قدام عينين أولوين و ابتسمت ابتسامة واسعة و عينيها كاتلمع و هي كاتقول "" كنت كانتسنى اليوم اللي غانجبدها فيه و نستعلمها بفارغ الصبر .. ""
استغربت اولوين من كلامها لكن ماعلقتش .. كانت مسحورة باللي واقع قدام عينيها ..
حطات آيثني داك العقد وسط داك الإناء ثم تغطى بداك الغبار الاسود اللي حطات من قبل .. وهجت النار في كفها و رماتها في الاناء و هي كاتلقي بتعويذة ..
بعدات اولوين و هي كاتشوف النار كاتميل من لونها الطبيعي البرتقالي لأحمر مشع ضوى الغرفة .. و غير انهت الساحرة تعويذتها طفات النار من الاناء و اختفى داك الوهيج الأحمر و مابقى أثر للغبار الاسود و كأن النار كلاتو ..
دمها كان مازال لونه في داك السائل .. جبدات الساحرة العقد من الاناء و رفعاتو معلق في يدها كايقطر قدام عينين اولوين ..
خدات الساحرة كف الحارسة و حطاتو في يدها .. "" غاتبيتيه قدام القمر هاد الليلة و غذا علقيه في رقبتك و ماعمرك تحديديه مازال مهما وقع .. ""
"" اشنو هذه ، اشنو تأثيرها واش غاتخلي اشاراتي يبانوا ؟ ""
"" انا صنعت ليك تميمة بحجر الكوارتز الوردي ، هاد الحجر معروف عند البشر انه كاحيي الحب و يخليه يستمر ، ماكانش هادشي كافي بالنسبة لحالتك الحارسة ، زدت تعويذات أكتر قوة .. هاد التعويذات قادرين يمحيوا أثر كل سوء و عواقب واقفة بينك و بين شريكك .. ماحد التميمة معلقة في رقبتك غاتغذا بحبك لشريكك و بذلك غاتلعنه ، هاد اللعنة ماشي خايبة على العكس تماما ، غاتحافظ عليه .. و لكن رغم انها لعنة مسالمة إلا و عندها وجه آخر ، شريكك غايعيش بصحة مزيانة ماحدك كاتبغيه ، لعنة التميمة غاتحميه ، لكن إلى حبك إنقلب لكره او مشاعر سوء .. اللعنة غاتنقلب و غاتقضي عليه شوية بشوية .. بحال المرض .. تمنيت لو انه كاين طريق اخرى بلا هاد اللعنة .. لكن لعنة الكوارندتز الوردي هي الحل الوحيد في هاد الحالة ""
خفق قلب الحارسة ، ماباغياش نهائيا اي سوء يصيب الحارس الأعظم بسبابها .. لكنها علاش غاتقلق .. واش ممكن في يوم انها تكره الحارس ؟
ضمت التميمة بين يديها و سمعات الساحرة كاتكمل "" من الأحسن تغادري الرياض ، واخا ماتحسيش براسك قادرة . تيقي بيا هادشي غادي ينفعك بزاف باش إشاراتك يحياوا و يبانو في بلاصة مايبقاوا مكبةتين و خاركين كيف الفراغ .. ""
"" واخا "" قالت الحارسة "" انا غاندير بهادشي اللي قلتي ليا .. و غانشوف ""
"" تيقي بيا .. ماغاتندميش ""
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
كانت قطعات نصف الطريق فاش تاكدات فعلا ان شي احد وراها ..
بشجاعة وقفات .. ثم فجأة دارت .. ميزات خيال اسود طويل بعيد عليها.. لكنه ماتوقفش استمر في الاقتراب ..
الريح اللي ضرب من جيهته لعندها جاب ريحته لنيفها و هنا استرخات ..
فاش وقف قدامها ضربات صدره بعنف و صاحت بهمس "" بغيتي تسكت ليا القلب ""
"" انت اللي باغية تسكتيه لعائلتك "" همس لوكا جونيور "" منعتينا نعاودوا للحارس و للبقية اللي وقع البارح و قلنا واخا بلا مانشوشوهم .. و دابا كاتخرجي بوحدك بلا ماتعلمينا ""
"" سكتنا "" همست بانزعاج "" بحال اذا ماكنتيش تابعني من الاول ""
"" بطبيعة الحال "" قال بضجر "" كانعرفك كيف خطوط يدي ، غير من عينيك اللي كانوا كايدوروا في العشاء عرفتك كاتخططي لشي حاجة .. ماغاتعاوديش ليا اش كاين ؟ ""
"" اشاراتي هما السبب ، كانوا كايحاولوا يبانو لكن شي مانع كان بيني و بين شريكي .. ""
""بينك و بين الحارس ؟ اذا انت الحارسة العظمى ؟ "" قال بعيون واسعة ..
فتبسمت بتسلية و قالت "" علاش كاتتفاجأ ، كان ديما واضح انها انا .. مويرين ماعمرها كانت مهتمة بالحارس انا اللي كنت ديما حداه ""
مالقى باش يعلق ..
"" دير في بالك غذا في العشية غانرجعوا فحالنا .. ""
"" صافي قنعتي ""
تكهربت ملامحها ""لا ، مابغيتش نبعد من هنا ، لكن خاصني نرجع .. ""
ثم تحركت سابقاه دخلات للرياض و قلبات على المكان المناسب و المقابل مع القمر .. علقات التميمة ..
و قالت للذئب الشاب تصبح على خير قبلما تطلع لغرفتها و تتخشى جنب مويرين اللي مازال غاطة في نومتها .. ابتسمت في وجهها النائم ، قبلت جبينها ماقادراش تخفي حماسها و سرورها بالخبر ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•
و فعلا ... حماسها ماخلاهاش تنعس أكتر من سويعات قليلة ..
قبل ماتشرق الشمس بكاملها كانت واقفة قدام التميمة ديالها ..
كانت كاتوهج تحت الشعاع الأول البارد ديال الشمس .. لبساتها كلها أمل ... كاتتخيل المستقبل اللي غاتجيب معاها ..
طلعات للفوق .. فيقات مويرين بحماس واضح ..
"" اشنو ا اولوين خليني عليك "" احابت مويرين بتكاسل ..
"" نوضي ، العشية غانرجعوا .. ""
الجملة وقدات مويرين و ناضت جلسات قدامها مفتوحة العينين "" قلتي غانرجعوا ؟ ""
و ديك الساعة نزلت عينها للتميمة اللي في رقبتها "" اشنو هادشي ؟ "" هزاتها بين يديها كاتتفحصها عن قرب ..
"" تميمة عطاتها ليا الساحرة اللي شفنا قبل البارح "" قالت بابتسامة واسعة غير مبالية
"" ايمتى شفتيها ؟ "" كانت مويرين معبسة ، عندها فمرة مسبقا من اشنو دارت روح ..
"" مشيت عندها البارح و ماتخافيش ..حاولت نتسلل لكن داك لوكا قدر يحصلني و يتبعني بحال شي شيطان مطارد .. ""
جمدت مويرين تطلع اليها بخيبة امل .. عنقاتها روح و هي كاتضحك انا كنتعتذر .. لكن كان خاصني نديرها ..
"" و اشنو قالت ليك ؟ خرجتي بشي حاجة بعد ديم الحماقة الغبية الي ارتكبتي ؟ "" قالت بانزعاج و غضب بارد ..
"" ااه ""قالت بابتسامة واسعة "" كانو كايجيوني اشارات من شريكي ، من الحارس الاعظم لكن شي حاجة واقفة بيناتنا داكشي علاش الاشارت كايوصولوني فارغين .. ""
كلام روح ماكانش متوقع لدرجة حسات برجفة طلعات مع عمودها و انتشرت كيف السم في اوصالها ..
الصدمة كانت كيف شي سطل من التلج فوق راسها ..
مالاحظتش اولوين صدمة صديقتها و هي كاتكمل "" كنت عارفة شي حاجة ماشي هي هاديك بيني و بينه . انا غانشوف هاد التميمة اللي عطاتني واش فعلا غاتصفي الامور بيناتنا . قالت ليا لعنة -- ""
و عاودت ليها كلما قالت ليها الساحرة ..
"" اللعنة هي الطريق الوحيدة باش تصفى الامور بيناتنا . ماكاين لاش نقلقوا بخصوص هاد الامر ، الحارس الاعظم راجل ماكايتكرهش ..ببساطة مايمكنش لعاقل بكره شخص بحاله .. و اخيرا ، كانحس براسي عاد حييت ""
لكن مويرين كانت الميتة تما .. ماكانت غير كاتهزز راسها .. الصدمة مازال خارسة لسانها ..
"" كانحس براسي نقدر نتيق في آيثني ، غير هو .. ماعرفتش كيفاش غانقولها .. جاني إحساس و انطباع من انها عارفة اكتر من اللي كاتبين .. ""
رمشت مويرين عينيها .. حلقها ناشف و عقلها خالي من اي جواب ..
عاد لاحظت اولوين تغير حال مويرين .. داعبت خدها و ناظرتها بقلق "" مويرين مالك ؟ ""
"" والو "" لقات صوتها في الأخير "" كانظن خاصنا فعلا نرجعوا .. ""
ثم ناضت غادرت الغرفة خلات أولوين في حيرة وراها ..
•🌸•🌸•🌸•🌸•🌸•