recent
أخبار ساخنة

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل السادس )

 

قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر (الفصل السادس ) 



قصة خيالية بالدارجة : لعنة مخالب القمر rain dali

الفصل السادس 


رجوعا للوقت اللي كانت ريم على دراجة ايرتان هاربة من الرجال اللي كانوا وراها ..

كانت سيارة suv سوداء قطعات عليها الطريق .. و لانها ماوقفاتش بالدراجة في الوقت المناسب و تضهشرت بالعائق الجديد قدامها ..
وقفات بالدراجة و هي ناوية تجري للطريق المعاكس على رجليها و هي كاترمي في الخودة ..

اللهم جحيم الشك و الخوف من اللي ممكن يديروه المافيا معاها او رجال باها اللي متأكدة مزيان اشنو غايديرو بيها ..

واحد منهم حاول فعلا يغتصبها من قبل ، لا و بل في حياة هذاك اللي رباها ..

لكن حصل المتحرش و تم تحذيره هو كل الرجال باش يبعدو منها ..

داك الوقت حسباته بكل سذاجة انها عاطفة ابوية نادرة الحدوث ، لكنها تأكدات الان انه مجرد فعل لتفادي الفضائح و بذلك سمعته .. 

فليولع في الجحيم ..

رجاله كلهم كانوا عارفين .هذا مايفسر تجاوزهم معاها و عدم معاملتها باحترام و رسمية ..

كانو كايحتاقروها كيفما كان كايحتاقرها باها ..

و من جديد ، فلتولع روحه المدنسة في الجحيم ..

اعادتها و قبضة دوك الكلاب كاتنكمش حول ذراعيها ..

ضربات و قاومات و قبل ماتصرخ لقات يد كريهة على فمها كاتكتم صوتها و يدين كاتهز رجليها و جروها دخلوها و بسرعة تحركت السيارة ...

داخل السيارة و بعدما حرروا فمها صرخت ، كاتضرب و تركل بشراسة ..

كانت برفقة 3 رجال لور و واحد سائق .. السائق كان كايصرخ بانجليزية ذات لكنة تقيلة واضح انه روسي ، كايأمرهم باش يهدنوها و يسكتوها .. فسبوها ، شتموها و ضربوها ..

لكن عنفهم ماوقفهاش ، بل غلباتهم في وحدة من اللحظات و فتحت الباب ، غير شوية و ديك اللحظة تم انتشالها من شعرها و من بعدها تم الانهال عليها بضرب و ركيل عشوائي جد قوي و بدون رحمة ارداها غائبة عن الوعي و بدون حياة ..

و بدماياتها سايحة من فمها ، انفها و جبينها ..

سيارة اشرف و اشراق كانت تما على جانب الطريق ، كايتسناو سارقة الدراجة تبان كيفما علمهم عز ..

حتى مرت suv سوداء مسرعة بشكل مريب ، و صادرة منها اصوات مكتومة ..

اشرااق و اشرف تابعوا السيارة بعينيهم بفضول لغرابة وجودها في الارجاء ، و لكن فور ما تفتح الباب غير تانية فين ظهر وجه فتاة كاتصرخ و هي بشكل واضح كانت تتعرض للعنف الجسدي و هما بتأهبوا بانذار طبيعي في عقولهم ..

حركات اشراق ذراع زوجها على المقود و قالت مشيرة لاصبعها للسيارة اللي كاتبعد "" شوف شوف ، السيارة روسية ""

حول اشرف عينيه المعبسة بسبب التركيز في السيارة و جاوبها "" الbratva ""

"" تحرك تحرك دغيا "" صاحت اشراق و تحرك اشرف بالسيارة تابعهم و هو كايقول "" علاش غايخطفوا وحدة من دار العشيرة ؟ ""

"" ماعرفتش ، و لكن عندي احساس انهم غايديو البنت لنفس البلاصة فين كايخطفوا كل القاصرات و يستغلوهم في الدعارة ، حيت غير فكر فيها ، اشنو غادير عصابة ببنت قدها ؟ ""

"" راها بنت العشيرة ، وحدة منهم ، راه ممكن يكون ابتزاز للكابو "" اجاب اشرف ..

لكنها لوحات برأسها شاكة "" لا لا ، لو انهم بغاو يلويو دراع الكابو كانو غايخطفو بنته ، هاذيك هي مومو عينيه . و زايدون هاد البنت راه واخا بنت العشيرة و لكنها بنت الخائن اللي غدر بعشيرته ، يعني ممكن الكابو ماكاتهموش ديك البنت ..""

اضاف اشرف بتفكير و مركز في سياقته "" عندك الحق ، زيدي عليها علاقة داك هاذي توترات مع الbratva قبل مايصفيوها له ، يعني ممكن اختطاف بنته ماهو غير استمرار لانتقامهم منه ، غايهاجموا حتى املاكه على هاد الحساب ""

"" هادشي اللي بان ليا حتى انا ""

تبعوا السيارة لوقت طويل مع الحرص الشديد من انهم يحصلوا ..

دخلوا لوسط المدينة و هما مازال غير تابعين ..

حتى فاجأهم اتصال من عز ، جاوبت اشراق فسألها باستغراب فين هما لهاد الوقت كامل ، الدراجة لقاوها مدة هذه بدون البنت و اللي شكوا انها مخطوفة ..

ديك الساعة وصاها اشرف باش تسكت .. فوافقت و جاوبت عز بانهم شاكين لقاو الجديد بخصوص قضية اختطاف الفتيات من قبل الbratva .. فتفهم و وصل ليهم ان ايرتان اعفاهم من خدمة العشية و من الافضل ليهم يجيبوا اخبار مزيانة ..

●كان ظلم الحال منين وصلوا لفيلا بل شيء اكبر من مجرد فيلا في ضواحي المدينة من الجهة الاخرى ..

وقفوا بعاد و راقبوا السيارة حتى دخلات من باب الفيلا .. ميول السيارة جانبا سمح ليهم يشوفو السائق ..

كان واحد من وجوه المافيا الروسية المعروفة و اللي صورته كانت بين يدين المنظمة التركية ، كايقلبوا عليه هذه مدة ..

و هو المسؤول على هاد العمليات ديال الاختطاف المتكررة في الآونة الاخيرة ..

لاحظوا ان المكان مبهرج من برى و ضجيج الموسيقى و الضحك اللي الداخل خارج حتال مسامعهم ..
كايبان بحال شي كلوب باضاءته و الهرج دياله ..

صفر اشرف و هو كايطل على كامل الفيلا من تحت زجاج سيارته الامامي ..

"" زعما بلاصتهم هذه ؟ "" سولاته باحساس اشمئزاز كايتملكها من دابا ..

"" غالبا ، لكن خاصنا نتأكدو ""

قاطعهم وصول سيارة فارعة ، تعرفوا على سائقها على انه واحد من السياسيين ، برفقته واحد اخر كايضحكوا ..

بيباو و تفتح الباب ليهم و بكل بساطة دخلوا ..

"" اذا هذه هي بلاصتهم "" قال اشرف ساخر ..

"" اشنو غانديرو دابا ؟ "" سولاته بجدية و حيرة  ..

فقابلها بالمثل و هو ساهي قدامه كايلعب بشفته السفلية بين صباعو "" ماعرفتش ، نتاصل بالليدر نشوف اشنو غايقول ""

"" ناري ماتقولهاش ، غايبدا يتفركع علينا و يقول لينا علاش ماقلناش ليه تبعنا الخاطفين ديال البنت و ماخبرناهش ""

"" ماتخافيش احبي غانهز عليك حقك في التقريع "" قال بنبرة ساخرة لعوبة و مغازلة و قبل يدها و هو كايجبد الهاتف دياله .. 

"" ايو ، شحال داز على زواجنا ؟ بديت نعيفك "" سحبات يدها و مسحات عليه فين حط القبلة بوجه مشمئز ..

هز راسه كايضحك و الهاتف على وذنه و قال هاز حواجبه فيها "" هاد الصباح ماكنتيش كاتباني عايفاني و انت بين يديا .. "" و حول تركيزه لايرتان اللي سمع جملته الأخيرة و كان كايوبخه عبر الهاتف "" واش معيط ليا نسمع عفنكم .. ؟ لاشمن نوع من الخنازير كتنتمي له اللي كايظلوا في موسم التزاوج على طول العام ؟ .. انا اللي ماعندي عقل كانخليكم تتجمعوا في الخدمة .. ""

ضحك اشرف بصوت عالي و قاطع ايرتان قبل مايكمل "" و اللهتا اول جملة منحرفة قلناها منين خرجنا من الفيلا ، حتى انني حسيت بقامتي قصارت ، ماخاصنيش نعاود نطول نقدر مانبقاش نبان .."" قالها و غمز اشراق ..

اللي حلات فمها فاهمة ايحاءاته الغبية و نزلات على راسه كاتربيه ، ماعرفتش باش جاوبوا ايرتان ..

لكن بعد ثانية ، استعاد زوجها جديته و هو كايعاود لإيرتان باللي وقع ..

و منين جا رد اشرف قلب عينيه ، باينة كايتلقى التوبيخ منه ..

و للحظات بعدها قطع ..

"" اشنو قالك ؟"" سولات اشراق ..

"" قال نبقاو هنا نتسناو لشوية ، غايسيفط لينا الback up و غانقحموا المكان "" قال بهدوء وكأنه كايعاود على طقس اليوم ..

تنهدت و استرخت في مكانها و هي كاتقول "" بقات فيا البنت ، قول بناات هما ، نتمنى حقيقة انها من العشيرة تكون نافعاها بشي حاجة و دافع على راسها ""
فهزز اشرف راسه بشرود و هو كايراقب المكان حواليهم عن عادة ..

●حلات ريم عينيها على وجه رجل ، اول رد فعل تلقائي خلاها ديره هو تمد يدها و تصرفقه ..

شتم بروسية و رجع صفعتها بزوج .. حتى حسات بالنفس هرب من جسدها و تصفيرة في وذنيها حجبت كل صداع الموسيقى من مسامعها ..

جلسات و لقات نفسها على سرير في غرفة نوم ، بيها هي و الرجل الروسي و آخر من رجال باها الاوفياء و امرأة ..

كانوا كايتكلموا مع بعضهم و كايشوفوا فيها ..

بالخذر او بسبب التأخر في الاستعاب اللي كاتحس بيهم دابا ماقدرتش تحدد ما قالوه ..

غادر الروسي الغرفة و وقف رجل باها كايطلع وينزل فيها بابتسامة كريهة على وجهه "" ماعندكش فكرة شحال تسنيت هاد اليوم يا مثيرة "" قرب و قرص خدها و ضربت يده بقوة ، ضحك و تم غادي كايقول غامز "" غانتلاقاو قبل مايصبح الصباح .. تسنايني ""

بلعت ريم ريقها بضيق و هي كاتقنع نفسها العنيدة باللي صافي ، طاحت في الحفرة اللي عيات ماتقاوم باش تتفاداها ..

وصلات للنهاية اللي قبلات باي نهاية اخرى غيرها ..

و لكن منين هزات راسها ، و شافت ديك المرأة ، اللي بشكلها ، لبسها ، الطريقة باش كاتمضغ المسكة مافهمات انها غير عاهرة من درجة عالية ..

تفكرات واحد النقطة في عقلها ، كل مرة كاتهرب و كاتوصل لطريق كاتظن انه النهاية ..

و في الاخير ...كاتفلت ..

اذا اشنو الفرق دابا ؟ غاتستمر بالمقاومة ، حتى تلقى المكان في غاتستسلم و تنكمش حول نفسها بهدوء و امان ..

و تحزن و تبكي ..

المرأة خرجات من الحمام مخليا بابه مفتوح و الضوء مشعول و صوت الجاكوزي كايعمر ..

فتحات خزنة وجبدات منها ملابس خلعية المنظر ، حطاتها مسرحة على السرير و دازت للمجورة كل واحد و اشنو جبدات منه ، ماكياج ، مطهرات و منظفات و ضمادات ..

و بعدها رجعات لريم و قالت "" كولشي واجد ، اجي معايا ""

تجي معاها ؟ تقة كبيرة دايرة في نفسها هاد الدمية السيليكونية ..

"" فين انا ؟ "" كانت عارفة بطبيعة الحال ، لكنها محتاجة تكسب وقت بينما عرفات اشنو دير ..بلاضافة لانها تعرف واش كاين منين دوز لهاد المرأة ..

ضحكت المرأة ضحكة عالية فيها سخرية و مكر و خدات وقت باش تلم ضحكتها ، ريم حاولت بكل جهدها ماتبينش نفورها و اشمئزازها ..

"" فين انت ؟ انت الغزالة في بلاد السعادة ، في البلاد اللي كل الطبقات فيها راضية لحد التخمة ...كيف قلت ، بلاد السعادة "" رجعت ضحكت ضحكتها المخدرة الفارغة من الحياة او اي اثر للمرح ..

تحركت و صبت مشروب ذهبي من قرعة زجاجية و مدات ليها "" في هاد البلاد السعيدة ، هذا هو الماء اللي كايحافظ على الحياة فينا و كايخليها تستمر ، شربي من عندي الغزالة .. و خلي حياتك تستمر ""

هزات ريم عيونها المتورمة بالبكاء وحتى اثر اللطمات اللي كلاتهم لكن تشوههم ماخفاش نظرة الحقد و الغل اللي وجهاته ليها في هاد اللحظة ..

حطات المراة الكأس جانبا و هزات كتفها "" على خاطرك ، غير عرفي انك اختاريني الطريق الصعيب ، نزلي من الفراش و ياله معايا ، الحمام غايخفف من تورم وجهك و عالله نقدر مرجعك كاتباني كيف بنادم ""

رمشات ريم بعينيها و هي مازال كاتخنزر فيها ..

لكن اخيرا ، نزلات من الفراش ، و في بلاصة ما تدخل للحمام ، اخدت كاتمشى في انحاء الغرفة ..

المرأة تبعاتها مباشرة وراء ظهرها "" واش ممكن تأجلي جولتك هذه لمن بعد ، كاين زبون مهم الليلة ، شاف صورتك و فرح بيها بزاف ، خاصني نوجدك ليه بالزربة ، كايقولوا السيد ماكايبغيش اللي يتعطل عليه ""

وقفات ريم ، و عرفات فين توقف ..

امام تمثال حجري متوسط على طاولة جانبية ، لجسد امرأة عارية ..

هزاته تفحصاته بعينيها و دارت لعند المرأة و سولاتها بكل هدوء "" و اشنو هذا ؟ ""

"" اممم اسئلتك كثيرة "" قالت المرأة راسمة ابتسامة على وجهها ، نزلت عينيها للتمثال و رجعات واجهت بعيونها ريم "" هذا متشغليش نفسك بيه ، ماشي شي قطعة اثرية لفنان كبير عندها معنى فني ، هذا غير ديكور كايحافظ على جو الإثارة الجنسية في الاجواء ، خاصك تشوفي الصور و التماثيل اللي التحت ""

هززات ريم راسها و قالت بنفس الهدوء و البرود و هي كاتشوف مباشرة في عينيها "" ولكن ماكانش خاصكم تخليو شيء بحال هذا في بلاصة جايبين ليها بنت مخطوفة ""

رمشات المرأة بدون فهم و كملات ريم قائلة على اي حال "" و سمحي ليا نقول لك ، الوحيدة اللي خاصها تلبس و توجد راسها هنا ... هي انت "" و شهقت بقوة و هي كاتنهال على المراة بالتمثال نيشان على رأسها ، فطاحت المرأة في بلاصتها ديك الساعة و كملات ريم كلامها صارخة "" للشيطان في جهنم العاهرة ""

●في نفس الأثناء ..

كان جلال مغادر المستودع فين كايجتمعوا رجال هاذي ..

كايسوق سيارته ، بالدم في يديه و خبار في راسه ..

قتل على الاقل شي 5 من رجال هادي المخلصين بعدما قاوموه و عاندو على الاعتراف بمكان ريم..

و قدام عينين البقية انهى حياتهم بدون انذار تم وجه كلامه ليهم بتهديد واضح ، وخوفا من المصير اللي آلو ليه الاولين ..

اعترفوا بنواياهم ، و بمكان ريم و اشنو ناويين يديروا بيها و حتى نواياهم بعدما يغبروها و ينشروا خبر انها ماشي بنت هادي و ياخدو ممتلكات و اعمال باها و بذلك غايوليو اقوياء بما فيه الكفاية باش ينضموا للمافيا الروسية و يستقلوا بأعمالهم الإجرامية ..

جلال بكل بساطة قال ليهم هادشي في احلامهم و انهى حياتهم كاملين ..

ليكمل العدد لشي 15 رجل .. و بطبيعة الحال قاوموه و عاركوه و حاولوا يقتلوه ..

لكن لقى طريق خلاصه ..

قضى حياته كلها و هو حامل للسلاح ، و خرج يتقاتل في سن جد صغير ..

الكابو ماتاق فيهم حتى تاكد انه خلق ماكينات للقتل بدون رحمة ..

و هذا ما هو عليه ..

الآن كان متوجه بأعلى سرعة ليه للعنوان اللي اعطاوه ليه ، و في لائحته مازال موجودين رجال من رجال هاذي خاص ينهيهم ..

و تفكر معلومة أخرى ، إيرتان كان موصيه اذا اعرف شي معلومة حول افراد الbratva اللي كايخطفوا البنات و البؤرة ديالهم ، يعلموا بيها ..

و هادشي اللي كان ناوي يدير و هو كايحول مكالمة ليه ..

شافت ريم لجهة الحمام اللي قفلاته بعدما دخلات ليه ديك المراة و سدات عليها تما ..

ماعندها فكرة واش ميتة او حية ، اللي عارفة ان ليها جرح في راسها كاينزف ..

يديها كايرجفوا و قلبها كايضرب .. ماعقلاتش عليه لحظة وحدة استكن من اليوم المشؤوم اللي شافت فيه جلال في جردة مع باها ..

من تما و المصائب نازلة خيط من السماء على راسها ..

و رغم انها احتكت مع الموت اكتر من مرة ، الا انها ديما كاتفلت باش طيح في مصيبة اخرى ..

ماعرفات هذا واش حظ او قلة حظ ..

زعما كانت صعيبة تجي فيها رصاصة عشوائية و تنهيها و تهنيها من هادشي كامل ؟

لا ، حيت في داك اليوم كانت كاتخبى من الرصاصات ..

يعني تبا لغريزة البقاء اللي هي سبابها ، هي اللي خلاتها حية للآن ، ماشي الحظ ..

من شق الباب بانو ليها ابواب لغرف اخرى على طول الردهة ..

منها المفتوحة ومنها المغلقة .. شي خارج و شي داخل و اخرى كاتسمع اصوات منفرة مقرفة خارجة منها ..

رجعت سدات الباب كاتحت نفسها انها خاصها تتصرف باسرع وقت ممكن ..

مشات فتحت الشرفة طلات و بانوا ليها سكان بلد السعادة كيف وصفات ليها المرأة ..

فلوس ، شراب ، مخذرات و جنس كولشي التحت تحت عينيها ..

قرفات ، فقط قرفات من كل مايحصل في هاد 'البلاد السعيدة' ..

غالطين ، ماكاينة حتى حاجة سميتها السعادة على هاد الارض ، ماهذه غير سعادة وهمية كايكذبوا على ريوسهم بيها ..

ماكاينة حتى حاجة سميتها السعادة ..

خاصة على وجوه دوك اليافعات اللي كايبانوا تيهات بين عمالقة الفاسدين و المتنمرين المراض في نفوسهم ..

شافت دموعهم .. دموع البراءة اللي تانتهك و كاتسلب منهم ..

دخلات من الشرفة جد قارفة ، كارهة لكل مايحصل حواليها من بشاعة .. و تمشات نحو المرآة كاتفكر تلبس و تقاد و تنزل تنسجم معاهم حتى تلقى باب الهروب .. و يمكن .. يمكن هروب للصغيرات اللي التحت ..

لكن الفكرة جمعات شعور بالغثيان في نفسها ..

بالاضافة لانه مستحيل لشكلها يسمح ليها بذلك ..

وجهها كان حالتوا و كانه دازت عليها دكاكة طحناتها ،  عندها فتحة في شفتها و عينيها بزوج منفوخين و متورمين ، جبينها به كذمات كبيرة و جروح دامية .. يديها ماسلموش من ذلك ..

هزات قبيتها اللي ماحيداتهاش من هذه يومين و لقات كدمات في جسمها كذلك ، لابد انهم من الركيل اللي تعرضات ليه ..

الكلاااب ..

نزلات القبية و نزلات عينيها على علبة سجائر و بطبيعة الحال حداهم ولاعة ..

فرجعت شافت في المراية بملامح جامدة ، و شرارة نار كاتلتهب وسطهم ..

هاد البلاد السعيدة غاتولي جحيم ..

●الان هي واقفة على برى ، في يدها زجاجة ديال الشراب ، قطعة ثوب قطعاته من الفراش ..

دساته في فتحة الزجاجة و ميلاتها باش يعمر الثوب بالسائل ، و شعلاته بالعافية ..

بقلب نابض و عينين كايدورو من هنا للهنا .. خرجات بكاملها من الغرفة ..

و طلات على وسط الفيلا من الطبقة الفوقانية ..

كان قدامها حيط بعيد كايجمع بين الطبقتين ..

جمعات جهدها كامل و شيرات بيها لاعلى نقطة حتى تضربت بالحيط و انتشرت النار في المحيط فين تطبع الكحول ..

فورا سمعات غوات من التحت ، نساء و رجال ..
تحنات و عينيها خارجين بخوف و هي كاتسمع حتى  ابواب الغرف حواليها كايتفتحوا ..

زحفت الى ان تخبات بين خزانتين مصفوفتين جنب بعضهم و بانوا ليها بعض الرجال و حتى فتيات انصافهم عارية او ملفوفين فقط باشياء عشوائية لقاوها جنابهم ..

النار دغيا شدت في الحائط اللي كانت عليه صور باطارات خشبية خلات النار تنتشر و تطلع بالهبتها للسقف ..

من الغوات عرفات انها خلقات الفوضى التحت .. ناضت تحركت دغيا من مكانها و تمشات للجهة الاخرى ، فلقات سطل نحاسي به تلج و زجاجات مشروبات اخرى على طاولة في جنب الحيط .

خدات زجاجة ، و فرغات محتواها عشوائيا على زربية الارض و تحنات شاعلة الولاعة حتى شدت النار فيها ..
هزاتها و هي ترميها من الفوق عليهم ..

و زاد الصياح ..

صنعات زجاجة اخرى من منديل كان على نفس الطاولة و حتى هي رماتها من الفوق ...

سمعات خطوات رجالية كتيرة طالعة من الدروج و هي تدخل لاول باب قدامها ..

كانت في غرفة نوم من الغرف اللي خرجوا منهم ناس اخرين هربانين خوفا من اصوات الصياح و الانفجارات ..

سدات عليها الباب و جرات نحو الحمام كاتحاول تخبي نفسها ..

و لكن مالقاتش فين ..

خرجات من الحمام و مشات للشرفة ، في نفس الوقت اللي كاتسمع الاقدام جايا لجهتها و غوات بكلام روسي ..

بلعت ريقها بقلب نابض و هي كاتعبر في الارض بشحال بعيدة عليها ..

و كانت غاتنقز فعلا لو ان الباب ماتفتحش ، و رحلين روسيين غاضبين جروها بقوة ..

واحد شدها و الاخر طرشها حتى طاحت في الارض و من تما دخلوا رجلين من رجال باها اللي خطفوها و غوتوا عليها عارفين هي سبب الفتنة ..

فجرها واحد من شعرها نوضها و انهال عليها بالضرب ..

ضرب اصعب من الاول ، خلاها كاترتعش و جسدها كله مستسلم مابقاتش قادرة دافع على نفسها ..

حتى فجأة ، سمعوا غوات من التحت ، و بعدها طلق ناري .. طلق كتير ..

عيون الرجال حواليها خرجوا ..

و دخل رجل اخر بهيستيريا للغرفة و هو يصيح بروسية  "" الاتراك ، الاتراك ""

شتموا و جرها اللي كان كايضربها وخرجوا من الغرفة ..

نزلوا من الدروج و شافت بعيون شبه مغمضة النار اللي شدت في وسط الفيلا في الاتات و الحيط ..

دوروها معاهم لاتجاه مختلف للباب الامامي ..

كان المكان تما شبه خالي .. و قدامهم باب خلفي مؤدي للخارج ..

بدات بجهدها القليل كاتنفض في قبضة المجرم لكن ماقدرتش بل جرها بقوة و بدون رحمة حتى خرجوا من الباب ..

لقاو السيارة الsuv السابقة قدام الباب و فتح الباب رماها الداخل لكن ولا واحد طلع ..

سمعات اصوات غريبة .. و كان احد ما كايتألم .. ماقدرتش تتحرك من مكانها ..

لكن الرغبة في الهروب كانت جد طاغية في عقلها ..

زحفات غير شوية وخيم خيال امام الباب ، هزات رأسها و لقات رجل ..

رجل ماغريبش عليها ..

جرها من ذراعها و خرجها من السيارة ، شافت جتت دوك الخاطفين على الارض ، لكنها بدات كاتركل فيه و تعض و تضرب ..

رغم انها مهلوكة عصى الا ان عقلها مازال كايعقل ..

هذا واحد من رجال العشيرة التركية اللي شافته الصباح في فيلا الكابو ..

كان كايقول ليها تتهدن ، لكنها عارفة نواياه حتى هو ، رئيسه اللي مسيفطوا ليها بسبب الزبلة اللي دارت معاه ..

و تأكدت ان الحياة فعلا كاتلعب معاها لعب جدجد حامض !
استمرت في ضربه بجهدها القليل وكاتحاول تغوت حتى سمعاته يصيح "" اشراق اش كاديري لا ... ""

و هي تحس بلسعة ابرة في عنقها ..

هاجت اكتر وبدات تضرب و تركل وتغوت حتى تضببت الرؤية في عينيها و السواد بدا يديها ..

و هكا منين فتحت عينيها ، لقات نفسها امام هاد ... الناس ..

حل اسلام عينيه على صوت جاي من الحمام ..

هز رأسه وطل على السرير ، جانب تغريد فارغ منها ..

ناض كايدوز يده على شعره المتناثر ، معبس و عينيه بيهم اشعاع طفيف ..

دخل للحمام و لقى زوجته مكفية على الحمام وكاترد .

تقدم و تحنى لجانبها ، مديده دفع شعرها خداه من يدها و عاونها ..

"" المرض بدا يبان ؟ "" سألها بصوت صباحي كثيف ..

هزات رأسها الفوق ، وجهها احمر وهي كاتحاول تاخد نفس ..

كاتبان بحال اذا مقجوجة او النفس مسحوب منها ..

خدات نفس و هززات رأسها ..

ناض اسلام مازال شادها و قال "" فاتتك تقدري تنوضي ؟ ""

حذرات راسها من جديد ، واخدة وقتها باش تجاوب و هززات رأسها ..

"" يالله اجي احبيبة "" نوضها و احاط بساعده خصرها و داها للسينك و عمر يده بالماء كايغسل وجهها ، جمع القليل في كفه شرباته ، شللات فمها و دفلات ..

عاونها تستقيم بالوقفة ومسح وجهها بالمنشفة ..

وبعدها وقف تما ساكن كايطلع لوجهها الشاحب بحال اذا كايراقبها لا يرجع ليها الشعور بالغثيان تاني ..

لكن تغريد خدات صدره وعنقاتوا ..

سند جسدها المسترخي على صدره وعنقها و هوكايشوف في انعكاسها في المرآة ..

حذر راسه قبل رأسها بحنان و هو كايبعد شعرها من وجهها "" غاتوافقي نمشيو للطبيبة دابا ياك ؟ ""

هززات رأسها بعيون نعسانة و تعلقت بعنقه "" هزني للفراش ""

ضحك بخفة ، هزها و هو كايقول "" مامات بنتي تآمر ""

حطها على الفراش و تسطح جالس جنبها "" بغيتي نطلب لك الفطور ؟ اشنو بغيتي ؟""

جعدت ملامحها بنفور و قالت "" مابغيتش دابا ، بغيت غير نرجع ننعس ""

قبل كفها عدة قبل ، غطاها وتسطح جنبها كايداعب خصيلات شعرها وكايدوز يده على ظهرها ..

غمضت عينيها مسترخية تحت لمساته الحنونة .. وهو ظل تما مراقب نعاسها كيف شي ملاك حامي ..
شافت في العلبة الطبية بين يدين ديك المرأة و هزات عينيها فيها ..

كانت كاتبسم ليها بلطف كاتخاطبها بكلام ، ريم ماعندهاش لا التركيز ولا الكانة باش تتصنت ليه ..

تركيزها كان على داك الرجل البارد اللي واقف وراها كايحدق فيها بعيون حادة مراقبة ..

اكتر ماكاتكره في هاد النوع من الرجال هو انهم مراقبون ..

عينيهم على كل تفصيل حواليهم ..

يمكن هم السبب وراء خوفها او توترها تحت اي عيون كاتحدق او حتى تنظر ليها ..

هاد الراجل مانزلش عيونه الفضوليين عليها ..

و كم كرهت هادشي ..

"" انا .. "" لقات نفسها كاتقول و هي كاتبلع ريقها "" انا كانعتذر حيت سرقت دراجتك ""

ماعرفتش علاش قالتها ، و لكن احست انه كايتسالها ليها ..

ماقال والو ، بل ضيق عينيه فيها ..

حذرت رأسها و احست بالمراة جنبها ماتهمس و من جريقتها فهمت ريم انها ماتوبخوا ..

غاتعترف ان هاد البنت هي الانسانة الوحيدة اللي كاتبان مزيانة و طبيعية بين هاد الجماعة ..

بحال اذا ماشي منهم ..

يمكن بطنها المكورة الدالة على حملها هي اللي كاتعطيها هاد الهالة الامومية الملائكية ؟

"" ممكن تخليني نداوي وجهك ؟ ماقدرتش نقرب لك و انت غايبة عن وعيك .. ""

هزت ريم وجهها لصاحبة الصوت اللطيف ، جهينة كيف ناداها زوجها .. و حولت انظارها للعلبة في يديها .

جهينة فهمت على انها ماتايقاش فيها ، فتقدمت منها و جلسات جنبها على السرير و قالت بنبرة مصادقة "" ماتخافيش ، انا كنت ممرضة من قبل ، قادرة نخيط ليك و نداويك بلا ماتحسي ، تيقي بيا يديا حنان "" اشارت براسها لجهة زوجها "" سوليه ، ياما جاني حال شي قنت من جسمه باش نخيط له لا هو لا رباعتو ""
"" جهينة ، ماتكتريش الهضرة "" تكلم ايرتان بصوت هادئ لا يخلو من صرامة .. خلا جهينة تقلب عينيها ..

ريم مالقات ماتخسر ، خلاتها تقرب منها و تداويها كيف اقترحت ..

نظفات ليها بمناديل كحولية عدة ، الدم جمد على وجهها و استعصى انه يتمسح ، خاصة انه كلما ضغطت جهينة كاتأوه ريم بألم ..

مر الوقت ، و هي كاتداويها و اثناء تقطيبها لجرح شفتها -بعدما بنجتها موضعيا- عبست جهينة بعمق و هي كاتقول "" الله يقطع يديهم ، البنت مسكينة وجهها تهشم ، غير قولو ليا شكون ممكن يضرب وجه بنت غزالة بحال هذه ، منين جابوا قسوحية القلب ؟ ""
ريم كانت مغمضة عينيها ، منهكة ، جد منهكة ..

من ناحية جسدها و حتى من ناحية التفكير ..

ماعرفتش علاش ، و لكن بهاد اللحظة فكرات في جلال ، تعيط ليه و يجي يديها ، على الاقل ماغاتكونش بين يدين ناس ماكاتعرفهومش ..

لكن حتى الكابو و ولاده ماكاتيقش فيهم ..

اذا اشنو خاصها دير ، هي في حيرة كبيرة خانقة النفس في داخلها ..

"" اخرج من البيت بغيت نداويها الداخل "" خرجها من سهوتها صوت جهينة كاتخاطب ايرتان ..

لكن ايرتان عبس قائل "" ماغانخليكش بوحدك ، كملي شغلك انا غاندور ""

خرجات جهينة عينيها فيه و قالت بين سنانها "" سير شوف ولادك غايكونوا فاقوا ، انا دغيا غانلحق عليك ""

رحبت ريم بالزاف بمغادرته للغرفة ، كان مشكل عليها ضغط خانق ..

لكن مافلتش على عينها كيفاش بعت لجهينة بنظرة تهديدية و كانه كايتحلف عليها قبل مايخرج ..

دارت جهينة لجهتها و تبسمت من جديد كيف شي مجنونة كاتبدل تعابيرها و مزاجها بسرعة البرق "" الرجااال ""قالت ساخرة املة ترسم بسمة على وجهها ، لكن البنت كانت كاتشوف فيها بملامح جامدة بل فارغة و كانها عمرها جربت تضحك في حياتها ..

"" حيدي حوايجك نشوفك من الداخل "" قالت جهينة بابتسامة عطوفة ..

ريم مااستجبتش ، بل سولتها بشكل مفاجئ "" علاش جبتوني هنا ؟ ""

توترت ملامح جهينة و هي كاتقول "" ماعرفتش ، ماعندي صلة بخدمتهم .. اللي عارفة هو انهم عتقوك و جابوك هنا ... للامان ""

رمشت ريم بسخرية كاتردد الكلمة في عقلها ..

على اشمن امان كاتتكلم هده .. ؟

"" انا عارفة ان منظمة راجلك عندها اهداف نبيلة ، يعني هم لا علاقة بالاعمال الاجرامية ، ماغاديش يبيعوني كيف داروا المافيا ال--"" بدات ريم   كاتقول ..

"" بطبيعة الحال اللا .."" قاطعتها جهينة معبسة و رافضة "" كوني اكيدة ، ماغايقيسك حتى احد هنا ""
و استلقت ريم ساحبة قبيتها للاعلى ..

بشكل غريب ، كاتحس بارتياح لهاد المراة ، لكن اجزاء اخرى عديدة منها مامخلياهاش تتيق فيها ..

عارفة راسها كاتعاني من مشاكل و اضطرابات ، ماكاتقدر تيق في حتى احد وكاتشكك في كولشي ..

حتى في امراة حامل و ذات ابتسامة لطيفة و يد حنونة ، داواتها و قطبت جروحها ..

ماعرفتش اشنو ذهنات على كدماتها على مستوى بطنها و جوانبها و حتى فخاضها ، لكن املت انهم يخففوا المها ..

ناضت جهينة ، جمعات كل ادواتها اللي نتراتها على السرير ..

خافت ريم تقول ليها تعطيها شي مهدئ لحريق الراس لكن خافت ..

خافت تعطيها مخدر و تفيق في شي بلاصة اخرى ..

"" ارتاحي شوية ، انا نجيب ليك فطورك حتال هنا ، و حاولي ترخاي و ماتخافيش ، كانواعدك باللي انت في امان "" و بهاد الابتسامة الحلوة ، غادرت جهينة الغرفة ..

حين دخلات جهينة لغرفة الصغار ديالها لقاتهم مازال ناعسين و باهم واقف جنب الشرفة سارح على برى ..

احس برأس حبيبته على كتفه و رمى بنظرة ليها ..

فرد ذراعه و كانه كايفرد جناح و ضمها تحته "" يا بنت القلب شحال من مرة وصيتك ماتدخليش في بحال هاذشي "" خاطبها بنبرته العطوفة الخاصة و المخصصة ليها بوحدها ..

احس بيها كاتمرغ راسها في صدره و هي كاتقول "" مادامها في داري فخاصني نتدخل ، خاصة و ان البنت مسكينة كلها مضروبة و مجروحة ، قطعت قلبي ""

لوح برأسه من كمية عاطفيتها اللي عمرها تتقادى و اللي كايموت عليها و قبل رأسها مغمض عينيه كايتنعم في ريحة شعرها ..

احس بتكويرة بطنها على جنبه و طل عليها بابتسامة صغيرة على وجهه ، و حط يده عليها و قال "" كيف داير رقم 3 ؟""

ضحكات جهينة و التعب ظاهر على محياها و قالت "" نحمل بولد ايرتان ذئب الفجر و يبقى هاني في كرش مو و مايديرش ليها المشاكل ؟ كاتبان مستحيلة المستحيلات ""

ضحك و ضمها ليه بشكل كلي ، محاوط جسدها بذراعيه بزوج كايمرجحها في الوقت اللي كايمطرها بقبل على راسها ..

مع مرور 9 سنين على زواجهم او ارتباطهم مازال هذه طريقته الصامتة في تعبيره على حبه ليها ، قبل ، احضان ، و اهتمام طول الوقت ..

هاد الامور ديما كانت بمتابة شاحن ليها ..

من حبه الكبير ، لاقية الطاقة المافية باش تبقى ديما تغدق بحبها و حنانها على كل من حواليها ، ولادها ، العائلة و الاصدقاء ...و حتى بعض الغرباء اللي شافت انها من واجبها تساعدهم ..

بحال ريم ..

هو الاخر لاقي في عاطفيتها الكبيرة امان و سكينة كايهرب ليهم مرة مرة ..

غاتبقى ديما جهينة ، بنت قلبه ، احن و ارق امرأة ، اللي غايفديها بحياته في سبيل حمايتها هي و ولاده ..

"" اشنو ناويين ديرو مع البنت دابا ؟ "" سؤالها جلب انتياهه ليها

فتنهد و بعد جهينة عليه ، قبل خدها و قال "" بقاي ابنت قلبي بعيدة على هادشي واخا ؟ ""

عبست ناوية تتناقش معاه في هذه تم سمعوا بزوج كلمة "" بابا ؟!! "" داروا للصوت الصادر من الولد الصغير ذو ال4 سنوات ، جالس في سريره الصغير كايحك عينيه ..

تقدم له ايرتان هزه بين يديه ، قبله و قال بلغة تركية "" صباح الخير السبيع ديال باباه ""

فاجابه بصوته الصغير "" صباح الخير ""

قبلت جهينة يد ولدها و قالت"" اصلان ، ماكايناش صباح الخير لماما ؟ ""

مد اصلان يديه لماماه و هزاته كاتضحك و هو كايقول ليها "" صباح الخير ماما ""

قبلاته و دغيا خداه باه من يديها و هو كايقول "" باركة عليك ، ولدك تقيل و انت سمعتي الطبيبة اشنو قالت بخصوص موضع الجنين "" و رمقها بنظرة تحذيرية ملاعبة ..

تنهدت بانزعاج و خلاته ياخده من يدها و دارت لهيفين اللي مازال غاطة في نومها "" هيفين ، يالله اماما نوضي باراكة عليك ، شفتي قلت ليك باراكة من السهير ""

تحركت هيفين ذات ال9 سنوات و هي تغطي وجهها بملامح منزعجة و هي كاتنين بانزعاج ..

ضحك ايرتان و قال "" غير خليها "" و شد يدها "" و اجي معانا نفطروا غير حنا ... ""

●دخل ايرتان لغرفة فين متواجدة ريم و هي تستقم مجفلة و جلست ..

تحاهل رد فعلها و جلس جنبها بيده صينية فيها اكل "" خودي ، سيفطاتو ليك مراتي رغم انك ماكاتستهليش السراقة ""

رمشت عينيها بينه هو و الصينية لكن تجاهلت كلامه و قالت بصوت ضعيف و خافت  "" انا اعتذرت ، مالقيت غير دراجتك قدامي باش نهرب ، نتمنى تكون لقيتيها ""

هزز رأسه و هو كايشوف فيها "" لقيتها ، غاتعاودي ليا علاش هربتي من عشيرتك ؟ ""

"" و علاش غانعاود لك ؟ ""

هز حاجب فيها "" حيت انت في قبضتي انا دابا ؟ ""

"" مازال مافهمتش علاش غانعاود لك ؟ "" اجابت بإصرار رغم خفوت صوتها ..

فمقدرش يمنع نفسه و تبسم في وجهها مما اثار استغرابها و دهشتها ، اول مرة كاتشوفو مبتسم منين شافت وجهه اللي كان ديما معبس او واجم بغموض ..

لاحظ استغرابها منين وضح "" فكرتيني فيها "" ماعرفتش علاش ، و لكن عقلها مشى لديك مموجة الشعر و الحامل بابنه "" اول ماشفتها ، حكرتها ، كانت في عيني غير وحدة صغيرة غشيمة ساذجة مافاهمة والو و لكن في وقاحتها و طول لسانها ...و قوتها ، ماشفتش في حياتي ، هادشي علاش قضيت معاها دابا 9 سنين و درت معاها 3 "" زاد تبسم بشرود "" بكل بساطة تربطت فيها ، ماعمرني توقعت شي حاجة بحال هذه غاتكون في مستقبلي و حياتي ""
بلعت ريقها .. و تصنتت لكلامه ..

ثم لقات نفسها كاتسوله "" واش بالصح ؟ "" دار وجه ليها انتباهه بفضول "" واش بالصح كايوقعوا امور زوينين في حياتك هكاك ، فجأة ، بلا ماتتوقع ، و كايغيروا مسار حياتك .. ""

رمش بعينيه بتفكير ثم جاوب مهزز رأسه "" في واحد الوقت ماكنتش مآمن بهادشي حتى انا ، و لكن الامور كاتوقع في هاد الدنيا و صافي . الامور المفاجئة كاتوقع .. الامور الغريبة .. كاتوقع ""

ناض وقف وسط سرحانها و قال بيديه في جيابه "" انا عارف علاش هربتي اريم "" هزات عينيها واسعين فيه و هو كايكمل "" عارف كلشي ""

"" ج... جلال--"" بدأت كاتقول بنبرة مرتجفة لكنه قاطعها مهزز رأسه "" اه ، جلال هو اللي قال ليا .. ""
حذرت راسها و الدموع غشات عينيها ..

هربات حتى هربات لكن طيفه الاسود بقى وراها وراها ..

و اشنو كان كايسحاب ليها ؟ هاد المنظمة ممكن تعاونها تهرب من هاد البلاد في خطرة وحدة ؟

هي ماشي غبية باش تعول على هاد الحل ..

"" اذا ايمتى غايجي يرجعني ؟ "" قالت بصوت راجف و بارد ..

"" الوقت اللي تكوني مستعدة . تمنيت لو قدرت نساعدك ، لكن ارواح كتيرة في رقبتي خاصني نحميها  "" عضت على شفتيها فاجفلت من الالم و هو يضيف "" انت ماشي ساذجة و عارفة اشنو علاقتنا بعشيرتكم ، مامستعدش نكسر وعدي و نخاطر بعشيرتي على قبلك .""

هززات راسعا بتفهم .. بطبيعة الحال ... هادشي اللي توقعت منهم بالضبط .. 

بحرها و خاصها تعومه لراسها ، علاش عشيرة كاملة غاتخلق عداوة مع المافيا الايطالية غير على قبل بنت ؟

"" انت اريم قوية و قادرة تحمي نفسك ، انت تخلقتي بقدرة باش تتحملي هاد العالم اللي تولدتي فيه . انت اللي خلقتي الفوضى و زعزعتي استقرارهم في ديك الفيلا باشعالك النار ، بلا ماتحسي عطيتي لرجالي فرصة فين يهجموا و يجعلوا الامور تحت سيطرتهم ؛ عتقتي شحال من بنت و رجعتيها لحياتها الطبيعية ، و عاونتينا باش شدينا شحال من سياسي و مسؤول بالجرم المشهود و مرضهم السادي اللي كايآذيو بيه بنات صغار ، رجال باك اللي خطفوك خلصوا بارواحهم ، و تشدوا شحال من عضو مهم من الbratva غايعاونونا نوصلوا لشلا اعضاء اخرين مرغوبين و من تما غانتهناو من الbratva من هاد البلاد و يرجع الاستقرار . غير بهروبك و شعلك للنار عاونتي بهادشي كله ""

رمشت ريم دمعة من عينها ، اه عتقات ارواح بنات كتيرات ، و روحها هي .. ؟

"" زوج مواقف متواصلة عتقتي راسك منهم اريم ، و تقدري تستمري هما و بهاد القوة اذا انت بغيتي . لكن كاتنساي تحكمي عقلك ،انت انسان ، الغريزة بوحدها ماكافياكش باش تستمري ، خاصك تخدمي عقلك و تعرفي انت مناش هربانة بالضبط ، راه تقدري تبقاي غير كاتجري وفي الاخر غاتلقاي راسك في نفس النقطة ""

حسنا ، هاد الكلام ضرب فشي بلاصة حساسة خلاتها تدير رد فعل ..

هزات عيونها فيه مهتمة بما يقول ، حاسة براسها باغية تتعلق باي خشبة مهما كانت صغيرة غير تعتق نفسها بيها ..

"" وقفي ، ارتاحي ، ماتبقايش تهربي ، حددي اعداءك ، و غييير بالعقل "" اشار للصينية "" فطري انت مابغيتيش جهينة تجي توكلك بالزز منك '"

و على اخر كلمة .. غادر الغرفة ..
لقات نفسها جالسة في الجردة ديال دارهم بعد ساعات طوال ..

و بعدما خرجاتها جهينة بالزز منها تتغدى معاهم و تشاركهم جلستهم ..

ايرتان ماعاودش خاطبها بكلمة وحدة بعد محادثتهم في الغرفة ..

بل جهينة اللي ظلت تتكلم و تتكلم ، هضرات معاها في مواضيع حتى انها ماقادراش تعقل عددهم ، عكس زوجها اللي كان صامت كل الوقت ..

حبات روحها المرحة الزوينة ، لكن كترة كلامها مازادت غير في حدة صداع راسها ..

غريب شحال مختلفين و في نفس الوقت منسجمين ..

لاحظت تعلقه باسرته الصغيرة و اعجبها هادشي ، بل اثار استغرابها على الاكتر ..

كيفاش رجل خطير بحاله قادر يحتوي اسرة و يحبها بهاد الطريقة المثالية ..

غارت منهم وحسداتهم على طاولة الغذاء ..

و حسداتهم و غارت منهم حتى و هي جالسة وحيدة في الجريدة مقابلة معاهم كاتتفرج فيهم ..

كانت جهينة حفيانة كاتجري شادة كرشها برفقة ولدها هربانين من ولدها الصغير اصلان اللي مغمضين عينيه بمنديل و كايقلب عليهم بايادي صغيرة ممدودة ..

لاحظت ان الولد كايشبه في الشكل لباباه ، جاها هادشي محبب ..

و تنهدت بحسرة ، لو غير لقات شي حاجة و لو غير حاجة وحدة زوينة في حياتها هكا ..

ديما كاتشوف في الناس ، عندهم و هما اللي كايعيشوا و يجربوا ، و هي اللي كاتشوف من بعيد ، كاترغب و ماكاتلقى غير الخيبة و الحرمان ..

غارت من المحبة اللي تلاقاها ايرتان من اسرته ، و من الاهتمام اللي تلاقته جهينة من زوجها و صغارها ، و غارت من الولاد اللي غايعيشوا بين والدين محبين منسجمين و غاينشؤوا تنشئة سليمة محمية ..

غارت من كولشي هادشي ، صورتهم قدامها بينات ليها شحال صورتها هي ناقصة ..

ناقصة بزاف ..

ايرتان غبر مدة طويلة هذه ، لكنها عارفاه قريب ..

و الان ، احست بتقل انزل الكنبة جنبها ، و من ريحته ..

عرفات شكون جلس تما ..

تسارعت نبضات قلبها و غامت فوقها ضبابة سوداء من الحزن و الهم اثقلت قلبها ..

يمكن هذا خوف من المستقبل ..

بان ليها ايرتان كايجمع اسرته و يدخلهم للدار الداخل .. و هي تقول لداك الصامت جنبها "" هاد الطفولة السعيدة اللي ماعشتهاش ، فين غاتتعوض ليا ؟ فين غانرجع طفلة من جديد و نتلقى الحب و الاهتمام من واليديا . فين في هاد الدنيا غانتعوض بوالدين اخرين ، حقيقيين و طبيعيين يبغيوني و يحميوني "" سكتت للحظة سارحة بعيون فارغة و جامدة "" اذا دخلت للجنة ، غانلقى والدين حقيقيين يبغيوني ؟ غانرجع طفلة صغيرة و نعيش طفولة سعيدة ؟ ""

"" علاش كاتفكري فاللي ماخديتيهش ، انت اغنى شابة صغيرة في هاد البلاد ، كوني شاكرة على اللي عندك '"قال بنبرة باردة بدون مايشوف فيها ..

دورت وجهها لوجهه و عاد دار شاف فيها ، كانوا تعابيره معبسة لكن تلبست تعابير غريبة ..
عينيه جالوا في جميع انحاء جسدها و ركز كتيرا في مواقع الكدمات و الجروح ، ركز بنظرته بشكل اكبر في شفتها المنتفخة المغروزة ..

و ظلاموا عينيه و هو كايبلع ريقه ..
ماعرفش اشنو السبب و لكن حمية كبيرة احثت ثورة في جسده من شوفتها هكا ..

الكلاب و مادارو فيها ، تمنى لو انه هو من قتل خاطفيها بيديه هو ماشي رجال العشيرة التركية ، كان وصل معطل ..

لكنها فيقاته من سهوته الغاضبة و هي كاتقول و عيونها فارغة و كانهم عيون لميتة و بنبرة منهكة كاتقطع القلب "" قول ليا اجلال ، واش ماعمرك مافكرتي ان الحياة عطاتك كولشي و في نفس الوقت خدات منك كولشي ؟ عطاتك الصحة و كيف قلتي دابا الفلوس و لكن خدات منك ديك السعادة البسيطة الصغيرة و انت كاتشوف في والديك و هما كايضحكوا ليك ؟
ماعمرك جاتك رغبة قوية بانك تكون اي شخص الا انت ؟ تكون في اي بلاصة الا هنا ؟ تكون عايش اي حياة الا حياتك ؟
عمرك سهرتي ليلة كاتفكر في مستقبلك المظلم ؟
عمرك وقفتي قدام مرايا عريان و شفتي عيوب فيك ماعندكش كفاش تغيرهم ؟
عمرك فكرتي في والديك ؟ في سوء الشخص اللي هما عليه ؟ و اكتشفتي انك ماعشتيش بين والدين ، ماعشتيش طفولة و حياة طبيعية معاهم و فجاة طيح في بالك فكرة كاتسمم الدم في عروقك ، و هي انه عمر هادشي غايتعوض ، ماغاتعيشش حياة اخرى و ماغاديش تتعوض بوالدين اخرين و ماغاتعوضش في طفولتك الضايعة ..
ببساطة كاتخسر كولشي قبل حتى مايكون عندك ..
علاش غانكون شاكرة ، مابغيتش نكون شاكرة .. ""

ناضت وقفات قدامه و بنفس الجمود قالت "" رجعني للحبس ديالي ، و هاد المرة كانواعدك ... مابقيتش غانهرب ""




google-playkhamsatmostaqltradent